Jump to content

ابراهيم محمد

الأعضاء
  • Content Count

    486
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by ابراهيم محمد


  1. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاااااااااااااااااااااااااته وبعد

     

    في سياق بعض المناقشات المتعلقة بالفلك ورصد الأهلة تستخدم بعض المصطلحات الفلكية كالمحاق والإقتران وغير ذلك من المفاهيم التي ترتبط مباشرة ببعض الشعائر التعبدية الإسلامية كالصيام والإفطار والحج وغير ذلك مما لا يسع المكلف الجهل به. لذلك رأيت أن أخصص هذا الشريط لعرض بعضا من تلك المفاهيم الفلكية عرضا مبسطا وأسأل الله التوفيق في ذلك إنه ولي ذلك والقادر عليه.

     

    [1] المحاق New Moon

     

    فعل (يمحق) يقابل في الكتاب المبين فعل (يربي)، وبينما يدل الفعل الثاني على الزيادة والنماء يدل الفعل الأول على الإنحسار والإنتهاء. يقول الله سبحانه في الكتاب: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة : 276). في علم الفلك يدل لفظ (مُحاق) على نفس المعنى اللساني حيث يقصد به وضع القمر الجديد New Moon بعد أن أتم دورته المدارية حول الأرض في 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة و 38 ثانية. نلاحظ هنا أن المحاق يقصد به القمر الجديد وليس القديم ـ بداية الدورة القمرية وليس نهايتها ـ أي الوضع الذي سينطلق منه في سباحة جديدة حول الأرض. في هذا الوضع يقع القمر والشمس كلاهما على نفس خط الطول السماوي celestial longitude بحيث يوجه الأرضَ وجهُ القمر المظلم - ممحوق من الإنارة ـ أما وجهه المنير فيكون مقابلا لأشعة الشمس ولا يرى من الأرض لأن الزاوية هنا تساوي صفرا لوقوعهما على نفس خط الطول السماوي كما ذكرت. جدير بالذكر أن مصطلح (ولادة الهلال) لا يعني شيئا آخرا سوى المحاق / القمر الجديد / القمر الوليد على النحو الموضح أعلاه.

     

    [2] الإقتران الأرض مركزي Geocentric Conjunction

     

    أرض مركزي Geocentric تركيب يتكون من مقطعين هما أرض Geo ومركزي centric ويقصد به في علم الفلك مرجع المراقب منسوبا إلى مركز الأرض. الأرض ـ بشكلها الهندسي الشبه كروي ـ لها مركز، هذا المركز هو المرجع Reference الذي ننسب إليه قياساتنا الفلكية. أما الإقتران Conjunction فيعرفه كل دارس للرياضيات ولا سيما في بابي المنطق الرياضي ونظرية المجموعات ويعني إجتماع الحدث A مع الحدث B ويرمز له بالرمز A ^ B. في علم الفلك يطلق لفظ الإقتران عندما يجتمع جرمان من أجرام النظام الشمسي بحيث يكونا على نفس خط الطول السماوي. ولما كان مرجعنا الرصدي أو القياسي هو الأرض لذلك يسمى ذلك الإقتران بالإقتران الأرض مركزي. أنبه هنا على خطأ قد يقع فيه البعض أن كلمة (أرض مركزي) لا تعني في سياقنا هذا اقتران مركز الأرض مع مركز جرم سماوي آخر لكنها تعني اقترانا بين جرمين منظورا إليه من مركز الأرض.

     

    [3] خط الطول السماوي Celestial Longitude

     

    هناك خطوط ودوائر وهمية حول الكرة الأرضية تخيل العلماء وجودها تبسيطا وتسهيلا للقياسات فمثلا تقع مكة المكرمة على دائرة عرض °21 و'26 شمالا وخط طول °39 و '49 شرقا. من أجل تسهيل القياس في الكرة السماوية ـ على غرار الحال بالنسبة للكرة الأرضية ـ تخيل العلماء وجود خط طول سماوي Celestial Longitude عرفوه بأنه إحداث الموضع الزاوي angular position لجرم سماوي ما حول سطح مستوى المدار الشمسي السماوي Ecliptic منظورا إليه من الأرض ومقاسا بدرجات من °0 إلى °360. في حالة المحاق نجد أن ذلك الموضع الزاوي يبلغ °0 لذلك لا نرى إنارة القمر لكن حينما يتحقق الشرط a > 0 حيث تمثل a مقدار تلك الزاوية عندها يبدأ القمر في الإنارة. بهذه المناسبة أود التنبيه على وجوب التفريق بين الإضاءة والإنارة: أما الإضاءة ومشتقاتها كالضياء والضوء فمصدرها الشمس وأما الإنارة ومشتقاتها كالنور فمصدرها القمر. يقول الله سبحانه في الكتاب: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَ الْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس : 5).

     

    [4] المدار الشمسي السماوي Ecliptic

     

    المدار الشمسي السماوي Ecliptic هو مدار ظاهري سنوي للشمس يميل مستواه على مستوى خط الطول السماوي Celestial Longitude بزاوية قدرها °23.0 ويتقاطع معه في عقدتين أولاهما Vernal Equinox والتي تمثل نقطة عبور الشمس من الجنوب نحو الشمال وتحدث في 20/21 مارس من كل عام وثانيهما Autumnal Equinox والتي تمثل نقطة عبور الشمس من الشمال نحو الجنوب وتحدث في 22/23 سبتمبر من كل عام. يطلق على هاتين النقطتين الإعتدال الربيعي 20/21 مارس والإعتدال الخريفي 22/23 سبتمبر. ملاحظة هامة للغاية أود التنبيه عليها هنا وهي أن المدار الشمسي السماوي Ecliptic هو مدار ظاهري سنوي للشمس ووضعت خطا تحت كلمة ظاهري للتنبيه على أن ذلك المدار هو الظاهر للراصد الأرضي حيث تبدو الشمس وكأنها تدور حول الأرض أما في الحقيقة فإن ذلك المدار هو مدار الأرض حول الشمس وليس العكس وذلك مثل راكب في قطار ساكن على رصيف المحطة يبدو له ظاهريا أن قطاره يسير بينما تعبر تلك الحركة في الواقع عن سير قطار مجاور قادم من الإتجاه المضاد. المدار الشمسي السماوي Ecliptic هو مدار ظاهري إذن ويمثل عرضا منظوريا Projection للمدار الحقيقي وهو مدار الأرض السماوي. لذلك يميل المدار الشمسي الظاهري على خط الطول السماوي بزاوية °23.5 والتي تمثل في واقع الأمر زاوية انحراف المحور الأرضي عن الخط الرأسي السماوي.

     

     

     

    5] الرؤية الوهمية للهلال وأسبابها

     

    قد تبين المعطيات الفلكية مثلا أن القمر الجديد New Moon سوف يغرب قبل غروب الشمس ولنأخذ مثلا لذلك: قمر شهر ذي الحجة لعام 1428 هـ / 2007 م ومدينة مكة المكرمة. يوم الأحد الموافق 9 ديسمبر 2007 م يصادف يوم 29 ذي القعدة 1428 هـ وفق التقويم الرسمي لبلاد الحرم. تغرب الشمس اليوم ـ بالنسبة لمدينة مكة ـ على الساعة 17:39 في الإتجاه الغربي الجنوبي بينما يغرب القمر اليوم ـ بالنسبة لمدينة مكة ـ على الساعة 17:16 أي قبل نحو 23 دقيقة من غروب الشمس. يحدث الإقتران المركزي على نحو الساعة 20:40 بالتوقيت المحلي لأم القرى أي بعد غروب شمس ذلك اليوم بنحو ثلاثة ساعات ودقيقة واحدة. في حالتنا هذه نجد سببين رئيسيين يحيلان رؤية الهلال ـ أي يجعلانها مستحيلة ـ وهما:

     

    (1) غروب القمر قبل غروب الشمس (بفارق قدره نحو 23 دقيقة).

     

    (2) حدوث الإقتران المركزي بعد غروب الشمس (بفارق قدره نحو ثلاث ساعات).

     

    هذه هي المعطيات الفلكية بالنسبة ليومنا هذا في شهرنا هذا في عامنا هذا. برغم تلك المعطيات يفتح مجلس القضاء الشرعي في بلاد الحرم أبوابه للشهادة المستحيلة ضاربا بتلك المعطيات الفلكية عرض الحائط. الأغرب من ذلك هو تقدم بعض الشهود بإثبات رؤيتهم للهلال في ظل تلك الإستحالة كما جرى في الأعوام الماضية، فما هو تفسير ذلك؟ هناك إحتمالان لا ثالث لهما:

     

    (1) إما تواطؤ الشهود على الكذب إن كانوا من غير العدول.

     

    (2) وإما توهم الشهود إن كانوا من العدول.

     

    سأفترض حسن النية والعدالة في الشهود ومن ثم لا يبقي إلا إحتمال واحد فقط هو: الوهم والخطأ وهما أمران لا يقدحان في العدالة بعكس الكذب الذي يقدح فيها. السؤال الأن هو: ما هي أسباب تلك الرؤية الوهمية للهلال في الوقت الذي يقطع فيه العلم باستحالة رؤيته؟ يمكن رصد أربعة أسباب أسباب:

     

    التلوث أو التوهج الضوئي المنبعث من المدن والمنعكس من السحب الغازية والضبابية.

     

    [ii] الأقمار الصناعية حيث تسبح حول الأرض بأعداد تزيد على 6000 قمر صناعي مصنوعة من مواد معدنية مصقولة ولامعة تعكس الأنوار كما تعكس ضوء الشمس فتبدو كهلال قمر طبيعي.

     

    [iii] سحب العوادم المحيطة بالأرض من أبخرة وغازات وضباب ودخان وغبار والتي تشكل سحبا ذات كثافة كبيرة ومنها:

     

    1. الكلور ومن أسبابه تبخر مياة البحار والمحيطات والمسطحات المائية.

     

    2. أول وثاني أكسيد الكربون ومن أسبابه إحتراق البنزين من محركات السيارات والطائرات إضافة لحرائق الغابات وغير ذلك.

     

    3. كبريتيد الهيدروجين ومن أسبابه تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع بخار الماء.

     

    4. إنبعاث أول وثاني أكسيد النيتروجين.

     

    5. الأشعة الفوق بنفسجية.

     

    وهكذا يشكل كل ما سبق سحبا ذات كثافة مختلفة عن كثافة الهواء ولذلك قد تعكس بعضا من أشعة الشمس بعد المغيب يحسبها الغافل هلالا جديدا.

     

    [iv] رؤية جرم سماوي آخر غير القمر مثل كوكب الزهرة أو عطارد أو ما شابه ذلك.

     

    وهكذا قد يتجمع سبب أو أكثر من الأسباب السابقة فتعكس جزءا من ضوء الشمس قد يظنه العوام نور الهلال الوليد فيذهب مسرورا إلى دور القضاء الشرعي لللإدلاء بشهادته وهو مطمئن لصدقه فيما رأى ـ وقد رأى نورا ربما إلا أنه ليس نور القمر بالتأكيد ـ والعجب أو والمؤسف بل والمؤلف أن أولي الأمر يصدقون ذلك الشاهد أو أولئك الشهود غير ملتفتين إطلاقا لشهادة أكبر وأجل وهي شهادة الله تعالى ذاته:

     

    (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ) (الأنعام : 19)

     

    ومما شهد الله سبحانه به فيما يتعلق بموضوعنا قوله تعالى:

     

    (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس : 5)

     

    الرجااااء الردود من كل الاعضاااااء


  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركااااااااته،،،،،

     

     

    كيف الحااااال اخوااااني الاعضاااااء؟؟؟؟؟

     

     

    انشاااء الله تكونو طيبين!!!!

     

     

    ندخل الى صلب المووووضوووووع

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    ماااهو تعريف الزمن ؟؟؟

     

     

    الي يعرف الاجاااابه الله يحفظه لا يبخل في تقديمهاااااا

     

     

     

     

    الرجاااااء الردود من الاعضاااااء


  3. الف الف شكر على مروركم يااا اخوااااني ماكس و كهيلدوفس

     

     

    اضن ان اجااابه كهيلدوفس كااافيه ،،،،،

     

     

    لاكن نسيتم امر مهم يااا اخواااني

     

     

    لا يمكن للطااااائره الطيراااان في سرعه الضوء لان اذا مشت في سرعه الضوء ستتحول الى جسم من اللناااار وذااالك نتيجه لمقااااومه الهوااء لذالك اذا مشت في سرعه الضوء لن ترى سوى جسم من النااااار بسرعه مذهله

     

    هذا تعليقي

     

    اكرر شكري للاعضاء الذين مرو


  4. in the name of ALLAH

    BRIGHTENING COMET: Comet McNaught is plunging toward the sun and brightening dramatically. It is now visible to the unaided eye both at sunset and at dawn. Amateur photographers have found that they can take pictures of the comet using off-the-shelf digital cameras with exposure times less than a second. Estimated visual magnitude: between 0 and -1.

     

    To see Comet McNaught, a clear view of the horizon is essential. In the morning, go outside and face east. The comet emerges just ahead of the rising sun. In the evening, face the other way--west. The comet pops out of the western twilight as soon as the sun sets. Binoculars reveal a pretty, gaseous tail.

     

    Northern observers are favored. The long, dark mornings and evenings of Canada, Scandinavia and Alaska are ideal for viewing this comet so close to the Sun. But the comet has been sighted in other places, too, as far south as Kansas in the United States and Italy in Europe

     

    please answer for this subject


  5. بسم الله الرحمن الرحيم وبعد.......

     

     

    استبعد علماء يحاولون اكتشاف أين ذهبت المياه على سطح المريخ احد العناصر المشتبه بها، فقد اظهرت قياسات جديدة ان الشمس لم تبدد هذه المياه.

     

     

    وقاس العلماء الايونات وهي جسيمات مشحونة طيرتها من على سطح المريخ رياح شمسية هي في حد ذاتها تيار من جسيمات مشحونة.

     

     

    وقال فريق العلماء من معهد فيزياء الفضاء في السويد ومركز دراسات الفيزياء الفضائية في تولوز بفرنسا الخميس انه كان هناك القليل جدا من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون تطاير من الكوكب خلال عام من الدراسة.

     

     

    وكتب الفريق في التقرير الذي نشر في دورية العلوم "كان المريخ رطبا يوما ما لكنه صار جافا الان ومصير غلافه الجوي القديم من ثاني اكسيد الكربون واحد من اكبر الالغاز التي تحيط بهذا الكوكب".

     

     

    ووجدت عدة رحلات استكشافية الى المريخ أدلة غير مباشرة على ان المياه تدفقت مؤخرا بصورة نسبية على سطحه ويبدو من الواضح تماما للخبراء ان الكوكب الاحمر كانت تغطيه يوما البحيرات والمحيطات وربما الانهار.

     

     

    كما ان هناك جليدا من ثاني اكسيد الكربون لكنه قليل للغاية وأقل بكثير مما يجب ان يكون في الغلاف الجوي الدافئ المطلوب للاحتفاظ بالمياه منذ ملايين السنين.

     

     

    وتساءل الباحثون "ماذا حدث للمياه وثاني اكسيد الكربون على سطح المريخ؟".

     

     

    وكانت احدى النظريات ان الرياح الشمسية وهي تيار مستديم من الايونات بددتها، لذا قام الباحثون بقياس هذا باستخدام اداة خاصة على سطح سفينة الفضاء اكسبريس التي اطلقتها وكالة الفضاء الاوروبية في مهمة للمريخ.

     

     

    وقال الباحثون "قمنا بقياس معدل الفقد الحالي وفقا لتفاعلات الرياح الشمسية (...) معدل التسرب منخفض لذا يجب مواصلة البحث عن مخزونات المياه الجوفية وكميات ثاني اكسيد الكربون على أو تحت سطح الكوكب والبحث عن قنوات تسرب اخرى".

     

     

    وتقترح نظرية اخرى ان يكون كويكب او اي جسم ضخم اخر اصطدم بالمريخ في الماضي السحيق مما ادى الى تبدد مسطحاته المائية الضخمة.

     

    الرجااااء من الاعضااااء الردود

    post-12675-1213795394.jpg


  6. بسم الله الرحمن الرحيم كيف الحاااال اخوااااني الاعضاااء انشاء الله بخييرين نبدأ0......................................

     

     

    هل خُلق الكون? قد يستنكر القارئ هذا السؤال لسببين أولا أننا موجودون, فكيف يكون السؤال هل خُلق الكون? وثانيا, لماذا يطرح مثل هذا السؤال? والجواب, أن التفكير البشري في قصة إثبات خلق الكون, قد غاص في النقاش حول ما اذا كان الكون موجودًا منذ الأزل أم لا!

     

    من عهد قدماء اليونان إلى وقت قريب من العصر الحاضر, هناك شبه إجماع بين الفلاسفة وكثير من المختصين في دراسة الكون, على أن الكون موجود منذ الأزل, ولا يختلف مع هذا التفكير إلا المؤمنون بالديانات السماوية. الفلاسفة من اليونان القديمة كانوا من الأوائل الذين بحثوا في أصل الكون وطبيعته, فمنهم طاليس الملطي المتوفى سنة 547 ق م والذي قال إن الماء هو أصل الأشياء, فقد أرجع الكون كله إلى شيء واحد وهو الماء. فيلسوف آخر هو أنكسيمنس المتوفى سنة 580 ق م, أرجع الأصل إلى الهواء وغيره أرجعها إلى النار أو التراب وأنكساغوراس المتوفى سنة 428 ق م, الذي قال إن الكون أصله عدد لا نهاية له من العناصر أو البذور يحركها عقل رشيد حكيم بصير.

     

    في الماضي كانت مسألة وجود الكون تطرح من الناحية الفلسفية, ولكن في القرن العشرين بدأت تتشكل ملامح علم جديد بعد نظرية النسبية العامة لأينشتاين, التي أثبتت أن الكون في حالة تغيير, أي أنه غير ثابت منذ الأزل. العلم الجديد يأتي تحت مسمى علم الكون أو Cosmology, وهو علم يختص بدراسة الكون كوحدة واحدة من ناحية ولادته ومكوناته وتطوره ونهايته! ولذا يختلف عن علم الفلك بل يستفيد من علوم الفلك والفيزياء والرياضيات.

     

    النظرات المختلفة للكون

     

    في مقال سابق (نشر في مجلة العربي عدد مايو 2005) ذُُكرت النظرات المختلفة للكون عبر التاريخ الإنساني, إلى أن وصل الإنسان عن طريق العلم إلى حقيقة أن للكون بداية وهذا يعني أن الكون ليس أزليا (راجع العدد). لقد ثبت أن الكون مولود وكل مولود يكبر وينضج! فهل كبر الكون ونضج?! الإجابة نعم, كبر الكون ونضج, لأنه ببساطة ارتبط بالزمن وكل متغير يرتبط بالزمن لابد أن يكون له مسار خاص به. فكيف ولد الكون? وما مساره? وكم عمره ومادام للكون عمر فهذا يعني أن هناك مراحل مر بها الكون, فما هذه المراحل?

     

    وكانت النظرة السائدة قبل سنة 1916 أن الكون ساكن مستقر, ولكن نظرية أينشتاين النسبية العامة أثبتت بالمعادلات أن الكون في حالة تغير سواء بالانكماش على نفسه أو التمدد.

     

    والمعلوم أن كل مصدر ضوئي إذا تحرك كانت النتيجة إزاحة خطوط الطيف عن موقعها, ومن هذه الإزاحة يمكن تحديد ابتعاد أو اقتراب المصدر من مراقبة عدد كبير من المجرات على اعتبار أنها مصادر للضوء وقد تمكن الفلكي هابل من أن يفسر ظاهرة انحياز طيف الضوء الصادر من المجرات نحو الأحمر بوجود حركة ابتعاد المجرات عنا, وكلما كانت المجرة أبعد منا كانت سرعة ابتعادها أكبر, ومن هذه الدراسة ثبت أن المجرات تتباعد عن بعضها بعضًا, وهذا يعني أن الكون في حالة تمدد.

     

    تصور تمدد الكون

     

    لتوضيح فكرة تمدد الكون تصور بالونا من المطاط ورسمت عليه رسوم تمثل مجرات متعددة ومبعثرة على سطحه وعند نفخ البالون تتباعد الرسومات التي تمثل المجرات عن بعضها بعضًا, فلو تصورت نفسك جالسا على إحدى هذه المجرات ومراقبتك للمجرات الأخرى فتجد أنها تبتعد عنك, وينطبق هذا على أي مجرة تختارها. المجرات المرسومة على سطح البالون تمثل المجرات المنتشرة في الكون, ولذلك لا يهم من أي نقطة تراقب المجرات في الكون فالوضع بالنسبة لنا واحد, إن راقبنا الكون من الأرض, أم من كوكب آخر في مجرتنا, أم من أي مجرة أخرى في الكون, النتيجة واحدة: المجرات تبتعد عنا.

     

    أساس نظرية الانفجار العظيم

     

    بعد أن ثبت أن الكون في حالة تمدد ماذا لو تخيلنا أنفسنا نرجع بالزمن إلى الماضي? النتيجة أن الكون يصغر. الكون قبل مليون سنة مضت أصغر من الكون الحالي, والكون قبل ألف مليون سنة أصغر وأصغر وهكذا. والسؤال إلى أين يصل بنا هذا التصور? إلى بداية الكون عندما كان الكون أصغر ما يمكن!! ومن هذا الأصغر ربما وقع الانفجار ونتج الكون الذي نراه!!!. هذا التصور بداية للتفكير في النظرية, لكن نظرية الانفجار العظيم اعتمدت على علوم الفلك والفيزياء والرياضيات, وعلى الرصد المتواصل للكون وتفكير وجهد جمع من العلماء من مختلف التخصصات إلى أن وصلت إلى الصورة الحالية, ومن الذين لهم الدور في تأسيس هذه النظرية.

     

    (1) عالم الرياضيات الروسي فريدمان

     

    في سنة 1922 أثبت أن حل معادلات أينشتاين لا يسمح بوجود كون ساكن, فالكون في حالة تمدد, وهذا الكون نشأ من انفجار هائل قوي, من نقطة مادة صغيرة جدا ذات كتلة عالية, ومازال الكون يعيش الانفجار الى يومنا هذا, حيث الكون مازال في تمدده!!.

     

    (2) القس والفيزيائي البلجيكي جورج ليماتير

     

    هذا القس الفيزيائي أبدى اهتمامًا كبيرًا في علم الكون وحل معادلات أينشتاين, وأعلن سنة 1927 أن الكون غير ساكن, ومنها وضع سيناريو خلق الكون, ولذلك يطلق عليه (أبو نظرية الانفجار العظيم). لقد قال إن الكون بدأ بانفجار من أصل ذرة سماها ذرة بدائية! وبدأ الانفجار من يوم ليس له أمس!! وهذا تعبير دقيق عن النظرية, لأنه لا يمكن أن يكون للزمان وجود من غير وجود للكون!! وحسب نظرية النسبية, تم خلق الزمان والمكان مع الانفجار العظيم, لذلك لا يوجد شيء نقول عنه قبل الانفجار العظيم!!.

     

    (3) العالم الفلكي هابل

     

    هذا الباحث أعطى جهدا كبيرا في مراقبة الكون, واكتشف عملية تمدد الكون, وأثبت أن الكون يتألف من مجرات وإليه يرجع الفضل في تصنيف المجرات

     

    (4) جورج جامو

     

    في سنة 1948 أعطى تفاصيل عن النظرية, ومن الآراء التي طرحها هذا العالم الفيزيائي الأمريكي (الروسي الأصل) أن الكون يجب أن يكون ثلاثة أرباعه من الهيدروجين, والربع الباقي من الهيليوم, وتوجد موجات منتشرة في الفضاء ويجب أن تكون في مجال الميكرويف, وهذه الموجات هي بقايا من الانفجار العظيم, بعد أن برد الانفجار, وأن درجة حرارة الكون حاليا تصل إلى 5 درجات كلفن, أي -268 درجة سيليزية! كل هذه الاستنتاجات أعلنها باستعمال المعادلات الرياضية.

     

    (5) أرنو بينزيا وروبرت ويلسون

     

    في سنة 1964 حدث بالصدفة أن تم اكتشاف أشعة صادرة من جميع الاتجاهات, وتم الاكتشاف على يد عالمين كانا يعملان في مشروع الاتصالات باستعمال الموجات, وهذان العالمان هما أرنو بينزيا وروبرت ويلسون, فقد لاحظا أن أشعة الميكرويف صادرة من السماء من جميع الاتجاهات, بغض النظر عن الجهة التي توجه لها الأجهزة, وتبين أن هذه الموجات موجودة سواء في الليل أو النهار وبعد التحري الدقيق تبين أنها موجات حقيقية! وبعد دراستها من قبل المختصين أرجعوها إلى تلك الموجات التي تنبأ بها الفيزيائي جامو في سنة 1948!!.

     

    (6) ألن جث

     

    في سنة 1980 تقدم هذا الفيزيائي باقتراح لتعديل نظرية الانفجار العظيم ومختصر الفكرة التي طرحها هي أنه في اللحظات الأولية لبدء الانفجار, حدث تمدد مفاجئ سمي بالتضخم, وبسرعة هائلة تحولت النقطة الصغيرة جدا جدا التي انطلق منها الانفجار العظيم إلى كون واسع خلال فترة زمنية في منتهى الصغر. بعد هذا التمدد المفاجئ والسريع تمدد الكون على وتيرة عادية, واستمر التمدد إلى يومنا هذا. إن التعديل الذي اقترحه هذا الفيزيائي على نظرية الانفجار العظيم يحل بعض الإشكالات العلمية المتعلقة بالنظرية, ومن بينها أن الانفجار العظيم بنماذجه السابقة لم يكن لينتج عنه كون بهذا الحجم الهائل الفعلي, وإنما كان محددا بحجم صغير جدا. من الصعوبة بمكان تصور تمدد بهذا الحجم وبهذه السرعة.

     

    لقد ذكرت في هذه العجالة بعض الأسماء وهذا طبعا لا يعني أنني وفيت حق جميع الذين ساهموا في هذه النظرية, وهذا لا ينتقص من حق الذين لم أذكرهم. نلاحظ أن النظرية بدأت مع أينشتاين في سنة 1916 وإلى سنة 1980, وهي في حالة تطور ومازالت تتطور, ومع الأيام ترسخ أكثر وأكثر, ولها تأييد عالمي من أغلب علماء الكون.

     

    انفجار من نوع خاص

     

    هذا الانفجار لا يشبه انفجار قنبلة, والسبب أن انفجار قنبلة يحدث في مكان ما وزمان معين, ولكن هذا الانفجار هو الذي أوجد المكان والزمان. في حالة انفجار قنبلة يمكن تحديد مركز انفجارها, لكن الانفجار الذي أوجد الكون حدث في كل مكان في نفس الوقت!! لذلك يستحيل علينا الآن أن نحدد النقطة التي بدأ منها الانفجار, لأنه لا يوجد مركز لهذا الانفجار, وعلى هذا يمكن اعتبار مركز الكون أي نقطة تتم منها المراقبة. أنا أعلم أن المسألة دخلت من باب التصور, وليس من اليسير استيعاب ذلك, لذا يجب أن نبعد إحساسنا الذي تعودنا عليه بالنسبة لمعرفتنا للمكان أو الزمان أو الطاقة أو المادة, وأذكر قولا للإمام علي بن أبي طالب يقول

     

    (إن من عجز أن يصف المخلوق كيف له أن يصف الخالق?!!

     

    كذلك أنقل ملاحظة جديرة بالاهتمام من شارلز تاونز, الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء (1964)

     

    (العلم مبني على أساس السبب والأثر والمكان, وأخيرا الزمان والسؤال, كيف يمكننا تفسير أصل الكون على أساس العلم? كيف يمكن أن نطبق مفهوم العلم على أصل الكون? نقع في ضياع, والكلام عن أصل الكون دائما يخلق معضلة, وستبقى معضلة, والسبب أن الكون قد خُلق وخُلق معه الزمان والمكان, بينما في المفهوم العلمي الشيء يحدث في الزمان والمكان! أي أن الكون لم يُخلق في الزمان والمكان! لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن للعلم لوحده بعد أن يُفصل عن الدين أن يفسر أصل كل الأشياء?! صحيح أن الفيزيائيين يأملون في النظر إلى ما بعد الانفجار العظيم وإمكان تفسير أصل الكون الذي نحن فيه, ولكن كيف بدأ أصل الكون في الوجود? في نظري أن السؤال عن أصل الوجود سيبقى من غير إجابة, إذا اعتمدنا على العلم وحده).

     

    أتفق مع هذا الرأي. نعم, لا يمكن الاعتماد على العلم وحده في معرفة أصل الكون, لكن هذا لا يمنع البحث في مثل هذه المواضيع. إنه من الضروري أن يرتفع مستوى الإنسان, وأن نفهم - نحن البشر عامة - عالم الغيب معرفة صحيحة ونقر بوجوده بعيدا عن عالم الخرافات والأساطير, فالغيب أعمق وأرقى من أن تمسه يد الخرافة, ولكن مع الأسف تم خلط الأمور, ولذا تم في كثير من الحالات رفض الغيب بدعوى أنها خرافة!! وهذه هي الطامة الكبرى للإنسان!!. وحسنا قال الشاعر:

     

    تأمل في سطور الكائنات فإنها من الملأ الأعلى إليك رسائل

    وقد خط فيها لو تأملت سطورها ألا كل شيء ما خلا الله باطل

     

     

     

    شروط الانفجار العظيم

     

    لقد تبين من الدراسات الكثيرة أن الانفجار, الذي يفسر بداية الخلق, يجب أن يكون ضمن شروط معينة, لكي نتمكن من تفسير وجود الكون بالصورة التي نراها حاليا. هذه الشروط وجد أنها يجب أن تكون شروطًا خاصة جدًا ودقيقة, لأن عملية بدء خلق الكون ليست عملية انفجار فقط, ولكنها انفجار بشروط خاصة جدا جدا!!.

     

    ماذا يعني أن الانفجار العظيم كان بشروط خاصة?

     

    للإجابة عن هذا السؤال يمكن الاستعانة بالمثال الآتي: إن الطريقة الوحيدة لإرسال قمر صناعي يدور حول كوكب الأرض هي إعطاؤه دفعة, هذه الدفعة لو كانت قوية جدا لانفلت القمر الصناعي وسبح في الفضاء البعيد, ولو كانت الدفعة ضعيفة لسقط على الأرض بعد أن علا مسافة معينة في السماء, ولكي يوضع القمر الصناعي في المدار المناسب, يجب أن تكون الدفعة مناسبة ومحسوبًا حسابها, ويمكن تسميتها بـ (الدفعة الحرجة), لا هي بالقوية, بحيث تدفع الجسم إلى الفضاء الخارجي, ولا هي بالضعيفة, بحيث يرجع الجسم إلى الأرض. في هذه الحالة فقط يتمكن القمر الصناعي من الدوران حول الأرض, كما هو الحال بالنسبة للقمر الطبيعي, الذي يدور حول الأرض.

     

    بعد هذا المثل التوضيحي نرجع إلى الكون عند بدايته فقد بدئ بانفجار, فإن كان الانفجار أكبر من القوة الحرجة للانفجار نتج عنه كون مفتوح يمتد إلى الأبد من غير أن يؤدي إلى أي وجود للمادة, وبالتالي لا يمكن أن يحوي الحياة كما نعرفها الآن. أما إن كان الانفجار أضعف من القوة الحرجة للانفجار نتج عنه كون مغلق, أي كون ينغلق على نفسه بعد الانفجار, ولا يعطي الفرصة لوجود أي شيء, لأن الكون ينطوي على نفسه!. إن هذا يعني أن الانفجار العظيم الذي تم كان محسوبا حسابه بدقة دقيقة جدا لا قوة انفجار أكثر من اللازم, ولا أقل, ويتبين أنه مخطط له من قبل. حتى نأخذ فكرة عن الدقة المطلوبة للانفجار, يشبه أحدهم هذا التوازن في الانفجار والنتيجة الحاصلة, كمن يريد أن يوازن هرما مقلوبا ضخما جدا على رأسه ذي حافة دقيقة جدا!!.

     

    ماذا تم بعد الانفجار العظيم?!

     

    يُقسم الفيزيائيون مابعد الانفجار العظيم إلى مراحل بدءًا من أجزاء أصغر كثيرا من التريليون من الثانية!! وانتهاءً ببلايين السنين. إن المراحل التي تم خلالها خلق الكون لا تأخذ نفس الفترة الزمنية لكل مرحلة, فهي تتفاوت من أجزاء من الثانية في المراحل الأولى, إلى بلايين السنين في المراحل الأخيرة. فمثلا المرحلتان الأولى والثانية لا تستغرقان إلا أجزاء من الثانية, وخلق العناصر الخفيفة تدخل فترة الدقائق لا أكثر, لكن فترة خلق النجوم والمجرات هي التي تدخل فترة البلايين من السنين.

     

    بدأت ساعة الصفر لحظة بدء خلق الكون وهي من المراحل الصعبة الفهم على الإنسان, ويحاول العلماء فهمها, ولكن المشكلة أن القوانين الفيزيائية لا تنطبق على هذه المرحلة, أما بعدها بلحظات صغيرة جدًا, فتبدأ عملية التضخم في الكون, أي التمدد المفاجيء الضخم.

     

    الثواني الأولى

     

    بعد التضخم تمدد الكون بطريقة عادية, وفي هذه الثواني حالة الكون حار جدًا, ويحوي جسيمات أولية وأشعة!!

     

    الدقائق الأولى

     

    الكون فقد قدرا كبير من حرارته فانخفضت درجة الحرارة إلى ألف مليون درجة, وهذا ما سمح بحدوث التفاعل النووي وبدء خلق العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهيليوم والديتوريوم والليثيوم والبريليوم, لكن بعد 30 دقيقة توقفت عملية خلق العناصر نظرا لانخفاض درجة الحرارة نسبيا. بالنسبة لخلق بقية العناصر الثقيلة مثل الكربون والأكسجين وغيرهما, لابد من الانتظار إلى مرحلة خلق النجوم, لأن عملية خلق العناصر الثقيلة تتم داخل النجوم, فالنجم هو الفرن الذي يتم فيه خلق العناصر الثقيلة.

     

    وما بين ثلاثمائة ألف إلى خمسمائة ألف سنة بقي الكون على شكل كتلة غازية هائلة ساخنة, وفي حالة تمدد. عندما كان عمره حوالي بليون سنة تكونت المجرات, وبدأ الكون يأخذ شكله. أما ما يهمنا فهو تشكيل وتهيئة مكان سكننا نحن بني البشر, فقد بدأت المراحل الأولى لخلق الشمس في السحابة الغازية في أحد أذرع مجرتنا, ومن بقايا الغازات من الشمس مع الغبار الكوني تشكلت الأرض, وحدث هذا تقريبا بعد مرور أكثر من 8 بلايين سنة من عمر الكون, أي أن الأرض لم تكن موجودة طوال هذه الفترة الزمنية!!. بعد حوالي 13 إلى 14 بليون سنة صار الكون كما نراه الآن ووجدنا نحن بني البشر في اللحظات الأخيرة من خلق الكون. ومع أننا جئنا متأخرين, فإننا نسأل: كيف حدث كل هذا?! ولماذا حدث? وما الهدف من ورائه?!.

     

    كيف بدأ الخلق?

     

    هذا السؤال جزء من آية قرآنية مرت على خاطري, وأنا أبحث في موضوع الانفجار العظيم, فقد بذل الإنسان جهدا متواصلا وكبيرا للتوصل إلى نظرية الانفجار العظيم, وقد يصل إلى معرفة ما يحيط بهذا الموضوع ويقترب من الحقيقة أكثر وأكثر, ومازال يواصل بحثه في هذا الاتجاه, وليس مستبعدا أن نصل إلى معارف أكثر بالنسبة لخلق الكون.

     

    إن الأمر الذي أحب أن أشير إليه هو أنه منذ بدأ التفكير في أسس هذه النظرية بدءًا من أينشتاين, ونظريته النسبية العامة سنة 1916, واستخدام أحدث التلسكوبات على مر السنين وإلى يومنا هذا وتجمع العقول المتخصصة في مؤتمرات وندوات بالإضافة إلى علماء الرياضيات والكيمياء, واستخدام أحدث الكومبيوترات, واستخدام الأقمار الصناعية, وتثبيت التلسكوبات عليها, ووضع المجسات المختلفة الدقيقة, كل هذه العلوم والتكنولوجيا الراقية, وجهود أكثر من 80 سنة للوصول إلى كيف بدأ الخلق? ونحن كمسلمين نقرأ هذه الآية ليل نهار وهي تأمرنا:

     

    قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

     

    يعني ذلك لكي تعرف كيف بدأ الخلق وتنفذ مفهوم هذه الآية, يجب أن تملك كل هذه التكنولوجيا وهذه المعارف, أليست هذه دعوة من القرآن لنهتم بالعلم والتكنولوجيا? قد يأتي معترض ويقول القرآن: كتاب هداية, وأنا لا أعترض على ذلك ولا أتوقع من القرآن أن يكون كتابا للفيزياء مثلا, ولكن ما المانع من الاستفادة من الإشارات الموجودة في القرآن لحث المؤمنين به على الاهتمام بالعلم? ومن قال إن الهدف من القرآن فقط الآخرة?!!. أليست الدعوة للتطور العلمي هي أيضا لخير بني البشر (ولا أقول فقط للمسلمين) الذي يريده خالقه لهم سواء في الدنيا أو في الآخرة?! إني أجد أن هذه الدعوة السماوية هي دعوة لإعمال كل هذا الجهد, وهذا يعني الإلمام بكل التكنولوجيا التي تؤدي إلى معرفة بدء الخلق. إنني أرى في المستقبل القريب كشوفات ضخمة ستفتح أبوابها على العاملين في هذا المجال, والله هو العالم كم بابًا من العلم سيفتح من بعد معرفة التفاصيل الدقيقة للانفجار العظيم أي من بعد معرفة كيف بدأ الخلق!! ولكننا نأتي دائما متأخرين مع الأسف!!

     


  7. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركااااته كيف الحااال اخواااني الاعضااائ انشاء الله بخير يلا نبدا

     

     

    عندما يطلق اسم عصر الكمبيوتر أو عصر الفضاء أو غير ذلك من المسميات التي تخص القرن العشرين عند ذلك تحدث مغالطة في محاولة تعميم الاسم على القرن بأكمله فنحن نعلم أن أكثر ما يسمى به القرن العشرين هو ما أنجز في النصف الثاني وهذا ما أدى إلى نسيان النصف الأول أو ألحق بالقرن التاسع عشر لذا علينا أن نبحث جيّداً عن الإنجازات الهامة في ذلك الوقت والتي كانت اللبنة الأساسية في ما جاء في النصف الثاني ولعلنا سنجد أن أهم إنجازين للنصف الأول كانا النظرية النسبية (الخاصة والعامة) وميكانيكا الكم فالأولى تصف قوة الجاذبية وبنية الكون بالمقياس الكبير أي من عدة كيلومترات إلى حجم الكون القابل للرصد والثانية تتناول ظواهر بمقاييس بالغة الصغر مثل جزء من مليون المليون من البوصة وسنتحدث في هذه المقالة عن الأولى وسنترك الحديث عن نظرية وميكانيكا الكم لمقالة أخرى.

     

    لنفترض أن شخصاً قذف لشخص آخر كرة في قطار يتحرك ستكون المسافة التي تحركتها الكرة

     

    عند وصولها للشخص الآخر 3 أمتار فرضاً ولكن إذا شاهد ذلك المشهد أحد الواقفين على سكة الحديد فسيقول بأنها تحركت أكثر وذلك لأن القطار سيكون قد تحرك عن مكانه وإذا عكسنا العملية بأن يركض الرجل بسرعة القطار ويبقى القطار ثابتاً ستكون لدينا نقس النتيجة ولمعرفة المسافة الحقيقة يجب أن يكون لدينا مكان ساكنٌ سكوناً مطلقاً حتى تكون كل حركة منسوبة إليه

     

    حركة مطلقة هذا ما دلت عليه عبقري الحركة (اسحق نيوتن) الذي رفض تقبل هذا الغياب للمكان المطلق مع أن هذا ما دلت عليه قوانينه وبما أن الأرض تتحرك فقد نظر إلى السماء باحثاً عن نجم ساكن سكوناً أبدياً وعندما لم يجده اقترح الفضاء الذي تسبح فيه الكواكب والنجوم والساكن في نظره سكوناً أبدياً اقترحه بديلاً عن النجم الساكن وزاد هذه الفكرة رسوخاً عندما أراد العلماء تفسير ظاهرة انتشار الضوء فكان أن تخيلوا أن أمواج الضوء تأتي إلينا عبر الفضاء الخاوي في بحر من مادة تسمى الأثير موجودة في كل مكان وحسب قوانين نيوتن فإن سرعة الضوء ستتغير حسب اتجاه وحركة المصدر والراصدون المختلفون الذين يتحركون حركة منسوبة إلى الأثير سوف يرون الضوء آتياً باتجاههم بسرعات مختلفة ولإثبات هذا القول أجرى (ألبرت ميكلسون) و(إدوارد مورلي )تجربة عام 1887 فقد قارنا بين سرعة الضوء في اتجاه حركة الأرض و سرعته وهو في زاوية قائمة على حركة الأرض ولكنهما وجدا أن السرعتين متساويتان وحينها أعلنا تآمر الطبيعة على القوانين الطبيعية ولكن الأيرلندي (فيتزجرالد)أرضى كبرياء العلماء عندما نادى عام1892 بانكماش الأطوال في اتجاه حركة الجسم وبقائها كما هي في اتجاه متعامد ثم اقترح (لورنتز) عام 1895 إن الانكماش لا يجري على الجسم ككل ولكنه يجري على مكوناته والظاهر أن العلماء كانوا يفضلون تسمر الأرض في مكانها من أن ينفوا وجود الأثير ولكن عام1905 كان عام انبلاج الحقيقة فقد نشر (ألبرت آينشتين) ابن السادسة والعشرين و الكاتب الغير معروف في مكتب سويسري للبراءات ورقة بحث بين فيها أن فكرة الأثير بأسرها غير ضرورية بشرط أن يكون المرء على استعداد لنبذ فكرة الزمان المطلق فقد ناقش تجربة (ميكلسون- مورلي) وناقش معادلات البريطاني (مكسويل)

     

    كما طبقها (لورينتز)على جسم متحرك وجسم ثابت ثم خرج بأسس النظرية النسبية الخاصة وسميت كذلك لأنها تتعلق بالقوانين الطبيعية المطبقة في مناطق تتحرك بحركات منتظمة فخصصت الحركات بالانتظام أو قيدت بالانتظام لذا تسمى أحياناً بالمقيدة ويمكن وضع هذه الأسس تحت مبدأين هامّين :

     

    الأول :لا وجود للحركة المطلقة من الوجهة الطبيعية ومعنى هذا أنه لايمكن بوسائلنا الطبيعية الكشف عن وجودها وبذلك أنكر (آينشتين) وجود الأثير وبالتالي أنكر وجود مربط ثابت تنسب إليه الحركة التي يتميز بعضها بكونه مطلقاً وبعضها الآخر بكونه نسبياً

     

    الثاني:سرعة الضوء مقدار ثابت لا يتأثر بحركة الراصد أو حركة المصدر مهما كانت الأوضاع ومعنى هذا أن سرعة الضوء هي المعيار الوحيد المطلق ومقداره في أي منطقة هو نفس المقدار سواء كانت المنطقة متحركة أم ساكنة معتدلة أو مائلة وأنكر بذلك تآمر الطبيعة على القوانين الطبيعية كما أعلنا (ميكلسون-مورلي) وأن تجربتهما صريحة لا خفاء ولا غموض فيها .....

     

    ثم انتهى إلى أن القوانين الطبيعية يجب أن تكون هي بعينها في أي منطقة من المناطق المتحركة

     

    بانتظام ،وقد كان(نيوتن)قال بأن القوانين الميكانيكية لا تتغير في أي منطقة عن الأخرى بينما (نسبية آينشتين) بينت عدم تغير القوانين الطبيعية إطلاقاً ميكانيكية كانت أو ضوئية أوكهربائية أو

     

    مغناطيسية ومنها معادلات (مكسويل) حيث السرعة الثابتة للضوء مع تغير الزمان والمكان وللعلم لا فارق بين قوانين (نيوتن) ونسبية (آينشتين) من حيث القوانين الميكانيكية إذا كانت السرعات أقل بكثير من سرعة الضوء أما إذا قاربت سرعة الضوء فيخلوا الميدان للنسبية دون منازع ومن نتائج النسبية ولعل أشهرها هو تكافؤ الكتلة والطاقة كما جمّعه(آينشتين) في معادلته المشهورة: [الطاقة=الكتلة×مربع سرعة الضوء] وكذلك قانون ألاّ شيء ينتقل بأسرع من الضوء.

     

    كما أنهى (آينشتين) الزمان المطلق وأتى بالزمان النسبي بدلاً منه فالراصدون لحدث معين سوف يختلفون في تحديد زمن الحدوث كما اختلفوا في مكانه وطبعاً في الأحوال العادية فإن مفاهيم حسّنا المشترك تصلح في الظاهر للعمل عندما نتناول أشياء مثل سقوط تفاحة أو حركة الكواكب التي تتحرك بسرعة بطيئة نسبياً ولكنها لا تصلح أبداً للعمل بالنسبة لأشياء تتحرك بسرعة الضوء أو ما يقرب منها وللزيادة في الإيضاح سنعتمد على المثال التالي لنفترض أن مدينة( القامشلي) و(دمشق) أنيرتا في وقت واحد فإن رجلاً ؛يرى المدينتين من مرصد في (حلب) سيحكم بأن المدينتين أنيرتا معاً ولنفترض جدلاً أنه في هذا الوقت كان أحدهم يكب طائرة تتجه من(القامشلي) إلى (دمشق) بسرعة فريبة جداً من سرعة الضوء سيقول بأن (دمشق)أنيرت ثم (القامشلي) وإذا ارتفعت سرعة الطائرة إلى سرعة الضوء سيقول بأن (دمشق) أنيرت وسينفي إن كانت (القامشلي) قد أنيرت أصلاً وهو صادق في كلامه ولكن بسبب انطلاقه بسرعة الضوء فإن ضوء إنارة (القامشلي) لن يصل إليه أبداً .... هكذا جعلت النسبية الزمان ليس منفصلاً أو مستقلاً بشكل كامل عن المكان بل أوجدت ما يسمّى {الزمان – المكان} أو الزمكان .

     

    لقد أمكن للنسبية الخاصة أن تصوغ القوانين لتطبيقها على حد سواء في أي من المناطق التي هي حركة منتظمة بعضها بالنسبة لبعضها ومعنى هذا أن المناطق لا تعمل فيها قوى إذ لو عملت قوة ما في منطقة لتسارعت تلك المنطقة وفقدت الانتظام في حركتها وقد رأى ( آينشتين) أن يحرر المناطق من هذا القيد ؛ قيد الانتظام في الحركة ؛ فكانت { النسبية العامة } وكان ذلك في عام 1915 وبذلك تحرر من (نيوتن) فقد جمع ( آينشتين) قانونين مختلفين جداً مع (نيوتن) هما قانون العجلة أو التسارع وقانون الجاذبية أو ما يسمى بقانون التربيع العكسي للجاذبية التثاقلية وفسّر بها الجاذبية الأرضية وشرح كيف تجذب الشمس الأرض وكانت نظريته أهم وأعم وأدق وأشمل من نظرية (نيوتن) .

     

    ولقد تأثر ( آينشتين) بقوانين المجال التي تخص المجالات الالكترومغناطيسية فجعل للجاذبية مجالاً أسوة بمجال الإشعاعات ومجال الجسيمات المكهربة وجمع إليها التثاقل الكوني أي ما هو بالأصل مجموع التثاقل الأرضي والميكانيكا السماوية وجمع إلى كل ذلك ما حوته النسبية الخاصة من هندسة الزمكان ونسبية الحركة وطرح ( آينشتين) في نسبّيته العامة اقتراحاً ثورياً بأن الجاذبية ليست قوة كما سائر القوى ولكنها تنتج عن حقيقة أن الزمكان ليس مسطحاً بل هو منحني أو (ملوي) بسبب توزيع الكتلة والطاقة فيه فالأجسام مثل الأرض لم تُجعل لتتحرك على أفلاك منحنية بسبب قوة تدعى الجاذبية وبدلاً من ذلك فهي تتبع أقرب شيء للمسار المستقيم في المكان المنحني وهو ما يسمى ب(المسار الجيوديسي) أي أن الأجسام تتبع دائماً خطوطاً مستقيمة في الزمكان ذي الأربعة الأبعاد ولكنها مع ذلك تبدو لنا أنها تتحرك على مسارات منحنية في فراغنا ذي الأبعاد الثلاثة ويكاد هذا يشبه مراقبة طائرة تطير فوق أرض ذات تلال ورغم أنها تتبع خطاً مستقيماً في المكان ذي الأبعاد الثلاثة إلا أن ظلها يتبع مسارا ًمنحنياً في المكان ذي البعدين ... وبما أن كتلة الشمس تحني الزمكان فإن الأرض تتبع أيضاً مساراً مستقيماً في الزمكان ذي الأبعاد الأربعة مع أنها تبدو بالنسبة لنا متحركة في فلك دائري في المكان ذي الأبعاد الثلاثة والحقيقة أن أفلاك الكواكب التي تتنبأ بها النسبية العامة تكاد تماثل بالضبط تلك التي تنبأت بها نظرية (نيوتن) للجاذبية على أنه في حالة عطارد الذي يحس بأقوى تأثيرات الجاذبية فيكون له فلك أميل للاستطالة فهنا تنجح النسبية في تقدير دقيق للفلك في حين تخفق نظرية (نيوتن) كما تتنبأ النسبية العامة بأن المحور الطويل للإهليلج ينبغي أن يدور حول الشمس بمعدل يقرب من درجة واحدة كل عشرة آلاف سنة ومع صغر هذا التأثير فقد كان أول إثبات للنظرية العامة في عام 1915 وفي السنوات الأخيرة تم قياس أصغر من ذلك وكلها تتفق و تنبؤات النسبية العامة وأيضاً تتنبأ النسبية العامة بتقوّس الضوء تحت تأثير مجالات الجاذبية وكمثال : إذا مر الضوء بقرب الشمس فإنه ينحرف بزاوية صغيرة فيجعل النجم يبدو في موقع مختلف ولقد تم إثبات ذلك في عام 1919 عندما قامت بعثة بريطانية برصد الكسوف من غرب أفريقيا.

     

    وأيضاً من إثباتات النسبية العامة انزياح خطوط الطيف نحو الأحمر فقد رأى (آينشتين) أن خطوط الطيف يجب أن تنزاح نحو الأحمر على سطوح النجوم مقارنة بخطوط الطيف لنفس العنصر على سطح الأرض وحدد مقداره بحوالي جزأين من المليون من طول الموجة ولقد أثبت ذلك العالم (آدمز) عام 1924 بأرصاد قام بها على النجم (سيريس) الذي تزيد كثافته على كثافة الشمس بحوالي ثلاثين ضعفاً.

     

    وهكذا ومن كل ما تقدم تبين لنا كيف أثبتت النسبية طول باعها في علوم الفيزياء والرياضيات وتعدت بمنطقياتها إلى الفكر الإنساني نفسه الذي بات ينفر من المطلقات ويرى كل شيء تقريباً من وجهة نظر نسبية .

     

    إنها النسبية التي حوتها دماغ (آينشتين)طفرة الدماغ البشري وعبقري القرن العشرين ويجب علينا ألا ننسى ذكر خالق هذه الأدمغة ومن وضع هذه القوانين بتلك المقادير وهذه الأجسام على هذه الأوضاع ونقول ونحن نتفكر في ما حولنا :

     

    {ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}.

     

     

    الرجااااء من جميع الاعضااااء الردود

     

     

×