رمضان

الأستاذ سالم بارك الله فيك جزاك الله خير على هذه القاعدة المبسطة والقوانين المذكورة ... إلا أني أريد منك أن تاتي بالهجري من 6 يناير2000م وهناك تواريخ أخر .. يطلع علي اليوم 0 .. وفي بعض الأحيان يكون مساويا لـ30 أو لـ29 فهل يوجد ضابط لإصلاح هذه المعضلة ... وشكرا

السلام عليكم على العموم جزاكم الله خير ولكن للعلم .. أن ليس من شان طلبة العلم كما يصفه الأخ سالم الإغراق في الأمور التافهة والانزلاق في مهوى الفراغ الذي أطاحت بمستوى التفكير في الجيل الناشئ في هذا الزمان ثم إن جليس القوم منهم فمن يجلس مع شلة خربانة فهو (..؟..) وإلا فللصلاح سبيله الواضح المتين وأهله الذين لا تخلو بسيطة الأرض منهم ... ونحن هنا أغلب طلبة العلم بمكة لسنا كما يقولون أهل بشك وخرجات وندرات وكلام فاضي .. وليكن حسن الظن أساسا متينا .. في حياتنا هذه ثم كون طرح هذا السائل للسؤال إلي لا يعني أنه ليس من أهلها .. فأنت يا أخ سالم وكل واحد منا في هذا العالم ألم تكن يوما في مكان هذا السائل لا تعرف شيئا فاكتسبت علمك بالعلم والسؤال وغير ذلك .. وكانوا يقولون : لم يخرج الطفل من بطن أمه عالما ، والعلم بالتعلم ولكن قصدي إيصال المعلومة وإن صغرت في عين أمثالكم يا أيها العلماء الكبار ( واللي ما حد قدكم ) لأن هذا المنتدى مفتوح لمن يدخله من العالم إلى الطالب ومن المبتدئ إلى المنتهي ... فمجرد إيصال المعلومة إليهم هي الغاية فيستفيد المطلع وغيره وإن كانت كما قلتُ بديهية أو كما قلتَ أبسط حقائق الفيزياء والفلك ثم من لا يعلم أن العامل الرئيسي لانعكاس ضوء الشمس على القمر هو قوة الإضاءة المنبعثة من الشمس لا غير .. وأنا حبيت أتأكد وحسب فربما هناك معلومة أخرى إضافية ولكن كما قلنا أن الإفادة هي الغاية ولو كان فيما قلته غلط .. فأرجو التنبيه والعفو على الإزعاج

الأخ العزيز .. الأستاذ سالم الجعيدي .. يحفظه الله إن كنت تطمح ان يكون للأمة حاكما سياسيا واحدا .. فلا تتفاءل كثيرا ... وإن كنت تأمل في أن يبعث الله من يصلح لها أمر دينها ويجمع شملها ويوحد صفوفها .. فليس ذلك ببعيد .. فقد اشتهرت الأحاديث في ما سيؤول إليه الأمر عندما تكون أحوال الأمة مثل الذي عليه الآن ... ثم مالذي تريده من حاكم واحد يحكم العالم الإسلامي أو العربي ... وقد وصل الانحطاط في نظم الحكم إلى حد تكاد أن تسقط فيه بسبب بعدهم عن تطبيق الشريعة .. أو بسبب العماوة التعصبية ... إلا من رحم الله تعالى ولكن بعض الشر أهون من بعض ... والدليل ما سبق في أيام الدولة العباسية ... فمع كون الحاكم في بلاد المسلمين واحدا حتى امراء الأندلس يمتنعون من التسمية بأمير المؤمنين حفظا لقانون الشرع في الإمامة ... إلا أن الفساد عم والخراب طم ففي ذلك العهد كانت فتنة القرامطة وفتنة العبيديين (الفاطميين) وفتنة الوزارة والسلطنة إلى ما هنالك ، والحاكم واحد هو كما يقال في هذا العصر حاكم صوري ... ثم إن حال الشعوب الإسلامية .. وبالخصوص العربية .. ونفورها وقيامها على حكامها .. لدليل على أنه يجب و بحسب نظريتك أن يكون القابض عليها رجلا استروقراطيا ديكتاتوريا يمسك بزمامها ، أعاذنا الله وإياكم .. فهل تريد ذلك ؟؟ لا أظن .. وكما قلت لك .. بعض الشر أهون من بعض ... بل نحن لسنا في شر .. بل في خير مما سيأتي في هذه الأمة من مزيد من الفتن والمحن .. رفعه الله عنا وعن المسلمين .. ولنستطرد في الكلام ... إني أشبه حالة الأمة الإسلامية في هذا الوقت بالخصوص بملوك الطوائف ... ودائما تكون الطوائف إثر انقسام دولتها ، فتستقل كل طائفة بذاتها .. وتكون في اول أمرها في قمة من الذاتية والخصوصية والأمان والإطمئنان وحسن الجوار ...ثم يدب فيها الضعف وتتفكك بعد أن أاكل الدهر عليها وشرب .. ومع ذلك فنحن في خير والحمد لله والحمدلله .. ولعل الله تعالى يقيض لهذه الأمة من يرجع بنا إلى عهد النبوة الصادق وعهد الشيخين والعمرين .. وليس ذلك على الله بعزيز ... ونحن لا نملك إلا أن نقول اللهم أصلح أمراءنا وولاة أمورنا واجعل في طاعتهم ما داموا في طاعتك ولا تسلط علينا من لا يرحمنا يا أرحم الراحمين ومما يلفت نظري .. تشبثك بكون هذا القرار سياسيا ... مع أن الأصل هو قرار مرجعية دينية بلا شك .. نعم هنا ببلادنا تحدث خلافات في مسألة الأهلة .. أعتقد أنها تافهة جدا ... لأن المؤسسة الدينية بها تحاااااااااااااااااااااااااااارب أهل البدع من المسلمين ... وتترك اهل الوثن ... من منطلق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لذا ترى أن من واجبــــــــــــــــــــــــــهـــــا الديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي أن تعمل بقاعدة سد الذرائع ... لأن الناس سيكونون مشركين إن هم لم يتحركوا وينقذوا البشرية من شر قد اقترب ؟ شر الشرك والبدع .... وما والله ما الشر إلا في فيض المال كما قال الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه فإن لله وإنا إليه راجعون .. ولا نقول إلا أصلحهم الله .. ولا شمت الأعداء بنا آمين .. والعفو على الإطالة مع تحيات أخوكم رمضان

في إحدى الأيام .. جاءني أحد الزملاء يسأل : كيف يكون ضوء القمر منعكسا عن الشمس ، ونحن إذا وجهنا ضوءا إلى حجر لم ينعكس لأنه ليس بمرآة .. ربما .. يقال هذا يعني أمر بديهي ما يحتاج إلى تفسير وما السائل إلا طفل أعيى عنه الجواب وخفي .. ولكن .. العلم لا يتوقف عليه كبر ولا صغر ... فما هو الجواب إخوتي الكرام .....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم وأضم صوتي إلى الحزب المعارض ... وأقول: إن القضايا الشرعية التي ابتنت على الأهلة .. إنما هي بحسب الرؤية بالعين المجردة .. كما سبق وقدم الإخوة ذلك .. والشرع لم يكلف الأمر فوق السعة ... كيف وقد قال: فإن غم عليكم فاقدروا له .. ولم يقل: أرسلوا طيارة ولا صاروخ فوق السحب وشوف الهلال ولد ولا لأ .. وقضية لزوم قبول شهادة بلد ما من البلاد الأخرى وعدم التمييز بينها بداعي الخصوصية .. أمر فيه نظر من ناحية هو أننا لا ننسى أن ميلاد الهلة يختلف من بلد لآخر بحسب الطول فكل ما ابتعد بلد عن بلد شرقا كان ميلاد الهلال فيه متأخرا كما هو معلوم ... وهذه ليست مشكلة ، لكن المشكلة فيما إذا كانت بلدتان في خط طول واحد ، يختلف صوم هذا عن صوم هذا .. فلذا المفروض عمله .. أن نجعل لكل البلاد التي في خط طول واحد مرصدا موحدا للأهلة .. وذلك بالتنسيق بين مسؤوليها .. وكذلك تأسيس لجنة لكل بلد من هذه البلاد التي على خط طول واحد تختص في الإشهاد على رؤية الهلال في ذلك البلد .. واله الموفق والقمر الصناعي فهو كما قيل ولد ميتا .. لأنه لا مصلحة ترجى بخصوص هذا الموضوع .. إلا أن يكون هناك أغراض أخرى غيرها .. والله أعلم .. والعفو

ما هذا ... تمروا ... ولا تردوا .... عبرونا ياخوان .. لله در مجنون العامرية : أمر على الديار ديار لــيلى أقبل ذا الجــدار وذا الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا

يا هو .. هادي مكة .. وما مصر وما الشام أمامها .. إن قلت هما مهد الحضارات .. فهي حضارات مندثرة .. منقرضة .. بعيدة عن التشريع الإلهي المحض .. فأما كون مكة مهد الحضارات .. فإن مبدأ الدعوة نشات بها .. فهي بلا شك مبدأ هذه الحضارة الإسلامية التي تبقى حتى قيام الساعة .. وأما كونها منبع الرسالات .. فأولا لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو صاحب الشريعة الخاتمة وهي الرسالة الخاتمة التي جمعت مغزى الرسالات وفحواها، وثانيا يصعب تفسيرها ولكن على كل حال نقول أن الرسل جميعهم أخذ عليهم العهد إن أدركوا سيدنا محمد صلى الله عليهم أجمعين وسلم ليؤمنن به ولينصرنه ، وأن سيدنا إبراهيم عليه السلام حين أسكنه ولده وزوجته عرف أنه أسكنهم بواد غير ذي زرع ولكنه مع ذلك يعرف أن نبيا منه سيظهر آخر الزمان يعلو شأنه بهذا الواد .... ثم هذا الواد الذي لا زرع فيه قد فاض منه روح الإسلام ولا يزال باقيا محفوظا إلى يوم الدين .. فأين ذا من تلك التي تسمى حضارات اغترارا بما خلفته من أطم وأثر وشنٍّ بالٍ .. وأكثر هذه المم قد نالها من العذاب الإلهي .. فأين ذا من ذاك .. [ معليش عصبت عليك شوي ... ] واما مشروع البحث الذي اقترحته .. فإني بإذن الله سوف أشرع فيه وعلى اعتماد كبير بتوجيهاتكم القيمة .. ولكن الآن في بلادنا الاختبارات على الأبواب .. وسوف أبدأ إن شاء الله بعد 3 أسابيع تقريبا .. وأشكرك الشكر الجزيل يا أخي الفاضل الأستاذ سالم على اهتمامك بهذا التراث الإسلامي العريق ونأمل من أعضاء وأسرة هذه الجمعية أن يوجهوا هممهم في إعلاء الحضارة الإسلامية إلى أرفع مستوياتها وشحذ الأذهان وتنمية الأفكار .. مع مراعاة النظر في أعمالهم إلى مهد الحضارة الإسلامية مكة المكرمة - ولا زلت أقول ذلك - والسلام ختام ... والعفو منكم

الأخ الأستاذ سالم جزاك الله خيرا .. فقد أفدتني بمعلوماتك القيمة جدا .. ولكوني مبتدئا .. قد يقصر فهمي .. فلا تؤاخذني في قول عرض البلد .. فإني اعتمدت على كتاب زيج على طول بلد أندنوسي هو بلد (سمارنج) كما هو مدون فيه .. قد رأيته عند أحد الأصدقاء المقيمين ببلادنا .. وإذا تفضلتم .. لِمَ لَم يكن لمكة زيج يخصها .. وهي مهد الحضارات ومنبع الرسالات .. والعفو منكم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: سمعت من بعض المقررين في علم الفلك عندنا بمكة ، يقول : أن دوران الشمس - أي باعتبار الوهم وإلا فهو دوران الأرض حولها - يقول أن دورانها في دائرة يعني أنها تدور في فلك مقداره 360 درجة ... قال: فكيف جاءت الأيام الخمسة الزئدة أو الستة حتى تكون السنة الشمسية 365 أو 366 يوما ؟ قال: ورد في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس تدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم فقال ويريد أن يطابق بين الحديث والآية والحقيقة الكونية ... أن الشمس عندما تدور في فلكها - يعني باعتبار الوهم - فإنها عند رأس السنة أي عند الحمل تستقر في نقطتها يوما (هذا يوم) ثم تدور حتى تصل إلى نقطة الانقلاب الصيفي السرطان فتستقر يوما (فهذا 2) ثم تدور حتى تصل إلى نقطة الاعتدال الخريفي الميزان فتستقر يوما (فهذا 3) ثم تدور حتى تصل إلى نقطة الانقلاب الشتوي الجدي (فهذا 4) ثم تعود إلى ما قبل نقطة الاعتدال الربيعي الحمل تستقر يوما (فهذا 5) ثم تستقر يوما آخر لبدء دورة جديدة، يقول فإن كانت السنة كبيسة استقرت يوما آخر في نقطة الاعتدال الربيعي فتصبح عدد أيام الاستقرار ستة أيام أو خمسة .. اهـ. يقول أخوكم العبد الفقير إلى عفو ربه : هناك في كلامه نظر ونظرات .. ولكن أريد أن أعرف رأيكم أولا .. فأقول: ما جواب السادة أعضاء منتديات الجمعية المباركة بقوله هذا ؟ وهل تتطابق مع الحقائق الكونية؟ وكيف يكون جوابان على الحديث النبوي الشريف الوارد في الصحيح والآية القرآنية في سورة يس ؟

قالوا : إن الخسوف لا يقع إلا وسط الشهر أي حال كون وجه القمر للأرض بدرًا؛ لأنه عبارة عن الاستقبال الحقيقي المرئي، الذي هو ذهاب نور القمر بدخوله في مخروط ظل الأرض. لأن القمر ليس مضيئا بذاته بل نوره مستفاد من نور الشمس، فإذا كان الأرض بينه وبين الشمس -وقد علمنا أن الأرض أكبر من القمر- هنالك يحتجب عن القمر ضوء الشمس، ولايصل ضوءها إليه بل يصطدم النور في الأرض فيصدر ظل الأرض واقعًا على القمر الذي يبقى حينئذ على سواده الأصلي، فيرى من الأرض منخسفا. وقالا: أنه بعد عمل الحسابات المختصة باستخراج الخسوف، إن كان في بروج الاعتدالين الربيع والخريف الحمل (0) والميزان (6) والحوت (11) والسنبلة (5)، وكان درج الحمل والميزان من (12) فأقل، والحوت والسنبلة من (18) فأكثر؛ فهناك وجود احتمال لوقوع الخسوف في ذلك الشهر. ولا يوجد الخسوف في غير ذلك من البروج، ولا فيها في غير ذلك الموضع، ولا يتعدد الخسوف في سنة إلا بعد مضي ستة بروج أو أشهر. قالوا: والسبب في ذلك: عدم تحقق الحيلولة بين الشمس والقمر بالأرض، وذلك لأن القمر منحرف عن فلك البروج بخمس درجات وثماني ثوان (8ً 0َ 5ْ) وهذا يعني انحرافه عن مخروط ظل الأرض -الذي يحدثه اصطدام نور الشمس بالكرة الأرضية- في كل شهر. وسبب آخر هو أن القمر أسرع في الدوران من دوران الأرض حول الشمس، إذ لو كانا متساويين لكان استقبال القمر للشمس في كل شهر على هيئة واحدة وميل واحد، فمتى كان وقت الاستقبال فإنه يستقبله في نفس الميل في الشهر السابق، وهذا يعني حدوث الخسوف كل شهر، وهذا ممتنع. وهناك أسباب أخرى ذكروها ، وهي متعلقة بعمل استخراج الخسوف .. والله سبحانه وتعالى أعلم ..

بسم الله الرحمن الرحيم إلى الإخوة الأعضاء حفهم الله بشآبيب الرحمة .. كيف يكون صنع الأزياج ؟ وعلى ماذا يعتمد ؟ ومن أول من عمله ؟ وما تراث المكتبة العربية والإسلامية والعالمية بخصوصها ؟ وهل يمكن إيجاد (زيج على حسب عرض مكة المكرمة)؟ أخوكم رمضان

السلام عليكم إخوتي الكرام لا أعتقد أن أحدا من الفلكيين لا يعرف (الربع المجيب) .. وهذه ليست مشكلة .. لكن المشكلة أن الآلة غير متوفرة وخاصة عندنا بمكة .. ومشكلة أخرى كيفية استعمالها مع التطبيق العملي .. أرجو من المشرفين بالجمعية المباركة أن يمدونا بالمعلومات لمبتدئ مثلي في علم الفلك ، ولو أرفق ذلك بالرسوم والصور .. ومن لديه سابق معرفة أرجو ان يتفضل مشكورا ويدلنا أين تتوفر هذه اللآلات الفلكية خصوصا عندنا بالحجازوالتي أولها الربع ومنها المناظير وغيرهما .. وشكرا

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه. وبعد: فإن الهدف والغاية من دراسة علم الفلك هو ضبط قواعد وأسس تنبني عليها متعلقات بالشرع الحنيف. فعندما نستنتج وقت دخول السنة الفلانية أو أول الشهر أو غير ذلك رجوعا إل‍ى قواعد وجداول وحسابات فلكية، فإننا لا نهدف بذلك إلا لأمور شرعية، كمعرفة اتجاه القبلة ومعرفة أوقات الصلاة ومعرفة الأشهر المتعلقة بالمواسم الدينية كرمضان والحج والعيد وغير ذلك أو عمل التقاويم وغير ذلك. ربما يقال: هذه الأمور معروفة بداهة بوجد وسائلها فلا حاجة إل‍ى تعلمها وتضييع الوقت في أمر ثانوي. فيقال: أولا إنما يكون الاعتناء بهذا العلم ثانويا لا أوليا. ثانيا أن هذه الوسائل في الأصل قد أوجدها لنا أناس مثلنا قد تعلموا وفهموا، فما الذي يمنع أن نكون مثلهم بل أفضل منهم. وثالثا أن هذه العلوم الآلية أو قل الثانوية قد تصل إل‍ى حد الفرضية. وصورتها رجل من أهل العلم في بلدةٍ ما، لا يُعرَف فيها القبلة أو ضبط الأيام والأشهر القمرية، وليس فيها من أهل العلم إلا هو أو قل من أهل الاجتهاد، فإن أغلب الفقهاء يوجبون الاجتهاد لمعرفة جهة القبلة، فلو قلنا أن هذا الرجل قد افتقر من آلات الاجتهاد وهو مقتدر على تعلم الفلك لذلك افترض عليه عينا تعلمه حتى يعلم جهة القبلة، والله أعلم. وهو في الأصل مباح، لقوله تعالى: ﴿ولتعلموا عدد السنين والحساب﴾ وقد تكلم على هذا الإمام ابن كثير طويلا. وقد يكون مندوبا ويتأكد إذا كان الشيء الذي يدرس والهدف المنشود هو ما قدمناه. نعم ربما هناك أمور تزيد عن هذا القدر، يرى العبد الفقير بجواز تعلمها عموما لعدم وجود النص للكراهة والحرمة. وإن كان هناك من يُجري على علم الفلك الحكم بهما، فالكراهة فيمن تعلم معرفة الكسوف والخسوف، والحرمة فيمن تعلم مواقيت هطول المطر ونزول الثلج ونحوها وادعى أن التأثير إنما هي من حركة الأفلاك، لا بتأثير الخالق جل وعلا. وهذا تعسف ظاهر وتجاوز واضح، إذا حكم بمجرد تعلم ذلك، لأننا نقول أن أصل تعلم هذه الأمور الإباحة، ولا تصل إل‍ى حد الحرمة أو الكراهة إلا باقترانها بادعاء تأثير الأجرام بذاتها، أما إذا لم يكن هناك ادعاء بذلك بواحا وأرجع الأمر إل‍ى أن التأثير منه تعالى وأن هذه الأجرام مؤثرات سببية ظاهرية لا على الإطلاق فلا شيء فيه. ويصل إل‍ى الكراهة أيضا، بالنسبة لرجل من بلدة خلت عن العلم وانتشر فيها الجهل بالأحكام الشرعية، فتعين عليه وجوبا تعلم الشرع، وتعم الفلك حينئذ عليه مكروه. وكذلك تصل إل‍ى الحرمة فيما لو كانت مشوبة بأفكار الفلاسفة واضعوا هذا العلم. أما معرفة الكسوف والخسوف ونزول المطر والثلج، فلا شيء في تعلمها متى خلت مما ذكرنا. إن لم تكن فيها ما يتعلق بأمور شرعية، فهي من باب الاطلاع والتثقف ومن باب التشويق والتسلية وتحريك الذهن إذ طالب العلم الشرعي يحتاج إل‍ى هذه العلوم كمقويات ومنشطات لا كأساسيات وأصوليات. ربما يقال: أن في معرفة أن الكسوف سيقع في يوم كذا وساعة كذا ادعاء لعلم الغيب. فيقال: ليس كذلك، إذ مستند ذلك لا القطع بأدلتها المعروفة من وحي وغيره، بل إل‍ى الظن وهو بالنظر إل‍ى الأسباب من حركة الأرض والقمر ومداريهما ومواقعهما. وعلماء الفلك قد وضعوا حسابات معينة بالاستقراء والتتبع والنظر الدقيق، بحيث لو أنهم استنتجوا حسابا ما فإن موقع القمر مثلا سيكون كذا مما يؤدي إل‍ى عدم اجتماع القمر والأرض والشمس في نقطة واحدة، فاحتمال الكسوف ضئيل، وهكذا تستمر الاستنتاجات حتى يصل حد احتمال وقوع الكسوف إل‍ى الغالب. مثله مثل من يقول: إن العصر اليوم سيكون الساعة الرابعة. فهل نقول: ادعى الغيب.لا، إلا إذا ادعى ذلك وأظهره. إذ ربما قد بنى زعمه هذا على حسابات فلكية يحتمل بها وقع قوله غالبا.أو يكون ذلك من باب الاستقراء، أو من الداهة إذ هي أمور معتادة. هذه كليمات متواضعة تبين الهدف والفائدة التي ترمي إليها دراسة علم الفلك وحكمه الشرعي، والله أعلم بالصواب، والحمدلله رب العالمين.