Jump to content
Sign in to follow this  
علاوي ياسين

الجديد عن القمر

Recommended Posts

- الجديد عن القمر -

 

لما اصطدمت الأرض بالسماء انقسم جزء من النواة الكبيرة التي هي الشمس وأصبحت شمس كبيرة، وشمس صغيرة، انظر الشكل: 62.

gomp6ajtn3xki3qisi66.gif

ففي بداية الأمر كان شكل القمر كشكل الشمس، لأنه جزئ منها، إلا أنه أصغر منها بكثير؛ وقد يكون ضوءه يعادل ضوء الشمس رغم صغر حجمه، لأنه أقرب إلى الأرض من الشمس، وكذلك عامل ضوء الليل...

وشاء الله، سبحانه وتعالى، أن يمحو آية الليل، ويجعل النهار مبصرا، كما جاء في قوله، جل وعلا:

*﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً ﴾، [الإسراء: 17 // 12].

وكانت الشمس والقمر نعمة من نعم الله، جل وعلا، لا بمزاياهما فحسب، بل حتى ليتعلم الإنسان الحساب، وعد السنين...

وبما أن القمر كان مضيئا مثل الشمس والله، عز وجل، محا آية الليل التي تتمثل في ضوئه؛ ويبقى السؤال المطروح هو: كيف محا الله، جل وعلا، آية الليل؟

ولعل الآية الكريمة تجيبنا عن هذا التساؤل:

*﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ۞ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾، [يس: 36 // 39 - 40].

من هنا نستنبط أن القمر مر بمنازل عديدة حتى تغيرت صفاته، فأصبح يشبه عذق نخلة قديم؛ وهذا التشبيه نستنبط منه أن الإنسان لن يستطيع تحديد عمر القمر، نظرا لهذه المنازل التي مر بها، حتى صار وكأنه قديما...

وكيف يمكن أن نستنبط الحوادث التي مر بها القمر حتى تغير؟ لعلنا نرجع دائما إلى البركان؛ ومن ثم نستنبط أن القمر انفجر عدة مرات، وعبر مر السنين برد سطحه فصار كما هو الآن، إلا أنه من الضروري أن تبقى النواة ملتهبة في وسطه؛ لذلك جاء قوله، تعالى:

*﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾، [يونس: 10 // 5].

من هنا نفهم أن القمر لا يستمد نوره من الشمس، بل يعكس نوره مع ضوء الشمس، كأن الشمس تفضحه على أن هناك نور في باطن هذا القمر. انظر الشكل: 63.

twq7qn7d69n7mdsu6lk9.gif

ومن ثم يكون شكل القمر كما توضح الصورة، انظر الشكل: 64.

nze5alfp8s6x9uho5af6.gif

وهناك دليل آخر يبين أن القمر تتوسطه نواة ملتهبة، وهو ظاهرة الخسوف عندما يتغير لونه فيصير أحمرا، انظر الشكل: 65.

47kq51dpcpo1c8wips3w.gif

لعل هذا التوهج نتيجة الحقل المغناطيسي الذي تتعامد فيه الشمس والقمر؛ وبما أن القمر جزئ من الشمس كما بينا سابقا، نستنبط لماذا قال الله، عز وجل:

*﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾، [يونس: 10 // 5].

إذا، فالقمر متوهجا من الداخل، كما تبين الصورة، لهذا لا ينبثق منه سوى النور، لأن التوهج مُغشي بالأحجار.

وقد نقوم بتجربة حيث نضع مصباحا ذا لون أحمرا في علبة من الورق المقوى الذي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صورتا الخسوف في الشكل: 64 مأخوذتان من شبكة الانترنيت موقع الصور: google، بتصرف.

 

 

لا يسمح بانبعاث الضوء، ويكون لونها أبيضا، ثم نغلق العلبة جيدا، ثم نسلط على العلبة ضوء المنوار الأصفر، فنشاهد أن العلبة صار لونها أحمرا.

 

حركة القمر:

للقمر دورة في فلكه حول الأرض، فتتغير صورته من الأرض، فتتخذ ثمانية أشكال وهي: 1- غرة القمر، 2- هلال، 3- الربع الأول، 4- زيادة القمر، 5- بدر، 6- محاق القمر، 7- الربع الثاني، 8- هلال. علما بأن الربع الأول يكون بشكل مقلوب بالنسبة

للربع الثاني، وكذلك هلال رقم 2 يكون بشكل مقلوب بالنسبة للهلال رقم 8. انظر الشكل: 66.

96020hw1e95djkqqlcsi.gif

والقمر يدور في فلكه حول الأرض في مدة 29 يوما وبعض الساعات والدقائق والثواني وأجزاء من المائة. لذلك نراه يكمل مرة دورته في 29 يوما، ومرة في 30 يوما.

لعل أشكال القمر توضح لنا جيدا معنى درجة الانحناء، حيث تتعذر الرؤيا إلا إذا انتقل القمر إلى زاوية أخرى، وعندما يصير بدرا يبدأ في إخفاء أجزائه إلى أن يغيب...

وجاءت عن سرعة القمر 18 كلم/ ثانية، والشمس 12 كلم/ ثانية. فإذا قمنا بعملية حسابية سوف نجد ما يلي:

فلك القمر يقدر بحوالي: 45 878 400 كلمX 18 = 5‚29X X 24) 3600)

فلك الشمس: 800 036 1 كلم = 12 X ( 24 X 3600)

فبهذا الحساب ليس من المنطقي أن يكون فلك الشمس أصغر من فلك القمر؛ وبذلك فهذه المقاييس خاطئة...

أما سرعة الشمس التي اعتمدنا عليها في بحثنا هذا هي: 000 720 كلم/ س. مما يعادل: 200 كلم/ ث. وبهذا يكون فلك الشمس يقدر ب:

000 280 17 كلم = 24 X 000 720

وهناك مقاييس أخرى تحدد سرعة القمر وهي:

أقصى سرعة: 800 3 كيلو متر/ س.

أدنى سرعة: 400 3 كيلو متر/ س.

من هنا يكون محيط فلك القمر هو: 400 690 2 كلم = 800 3 X ( 24 X 5‚29)

ونحن قد اعتمدنا في بحثنا هذا على سرعة القمر الأخيرة، أي: 800 3 كلم/ س. كأقصى سرعة.

كما أن قطر الشمس يبلغ حوالي: 000 392 1 كلم، أما طول قطر القمر فيبلغ حوالي: 479 3 كلم...

فاختلاف السرعة، والحجم، ودرجة انحناء فلك الشمس، ودرجة انحناء فلك القمر بالنسبة للأرض، وتغيـير زوايا الاتجاه بين المشـرقين للشمس، كمـا بينا ذلك في فصـل الشمس، يجعل الكسوف والخسوف لا يحصل إلا بعد مدة طويلة. انظر الشكل: 67.

1zo030fkqx9h0mioen4n.gif

فالشمس كما بينا سابقا تنتقل من 1 إلى 6 في مدة ستة أشهر، ثم تعود من 6 إلى 12 وبذلك تنتهي السنة، والفصول الأربعة. وبالتالي نستنتج أن للشمس 12 منزلة، وكل منزلة تعني درجة ارتفاع، وانحناء فلك الشمس، وموقع الشمس كذلك بالنسبة للأرض. وإذا كان للشمس اثني عشرة منزلة، فكذلك للقمر اثني عشرة منزلة يتنقل بينها من الغرب 1 إلى الغرب 2 على مدار السنة.

أما كيف يبدو لنا القمر فوقنا وهو يوجد في محيط الأرض؛ هذا ما سنبينه في فصل الليل والنهار.

والقمر يدور في فلكه، ولا يدور حول نفسه نظرا للوجه الذي يُرى على الدوام من الأرض. ويدور في فلكه لمدة شهر تقريبا، أما الشمس فتقطع فلكها في يوم واحد. ومساحة وحجم الشمس التي تفوق مساحة وحجم القمر بكثير.

والأرض ثابتة؛ هذا ما يجعل ظاهرة الكسوف والخسوف إلا بعد مدة زمنية طويلة، خاصة الكسوف...

أما الدورة الكاملة للقمر حول الأرض قد حددت عند الكثير في 28 يوما، ولكن نحن نعلم أن الشهور القمرية تتغير ما بين 29 و 30 يوما، لذلك اعتمدنا على 5‚29 يوما.

 

كسوف الشمس وخسوف القمر:

لعل ظاهرتا الكسوف والخسوف جد معروفة في الأوساط العلمية؛ لهذا نظيف فقط ما يمكن إضافته.

أول شيء يجب أن ننتبه إليه هو درجة ميل الكون، لأن لهذا الميل أسرار عجيبة ومهمة جدا، انظر الشكل: 68.

iepkx2dn3gtuz1whvs8e.gif

لعل درجة الانحناء كما يبين المعلم، وتنقلات فلك الشمس كما بينا سابقا، ودرجة ميل فلك القمر، ودرجة ميل الأرض هي العوامل التي تجعل من ظاهرتا الكسوف والخسوف نادرة. فلو كانت الأرض حقا كوكبا تدور في فلك لحصل الكسوف والخسوف كل يوم...

فهذا التعامد الذي يبينه الشكل 68 هو الذي يسبب ظاهرتا الخسوف والكسوف؛ كما أنهما يمكن أن تحدثا في تعامد آخر ولكن لا نستطيع أن نكتشفه لأنه خارج عن زاوية الرؤيا سواء بالعين المجردة، أو بالتلسكوب...

وببساطة لأنه سوف يظهر لنا عاديا من زاويتنا، أما من الزاوية المقابلة قد يكون خسوفا أو كسوفا دون أن نتوصل لأدنى الحقائق...

أما هذا التعامد الذي يظهر فيه الخسوف والكسوف فهو تعامد الأرض لأنها هي الأخرى مائلة.

كما أن فلك القمر يتأثر بفلك الشمس، فكلما انتقل فلك الشمس ينتقل معه فلك القمر...

والكون برمته على شكل مائل، انظر الشكل: 69.

y7s7zgq668ytesgq7aly.gif

نهاية القمر:

قال الله، سبحانه وتعالى:

*﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ﴾، [القمر: 54 // 1].

عندما تقترب الساعة - واقتراب الساعة ربما يكون حتى بألوف السنين لأن كل شيء عند الله، جل وعلا، قريب كما جاء في قوله، عز وجل:

*﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ۞ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ۞ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ ۞ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ۞ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴾، [المعارج: 70 // 6 - 10].

سوف ينشق القمر، فتتأثر نواته بجاذبية الشمس التي سوف تكون مستقرة في الغروب، والقمر يشرق من الغرب مما سيُخسف به في الشمس، كما جاء في قوله، جل وعلا:

*﴿ وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾، [القيامة: 75 // 8- 9].

ومعنى خسوف القمر في نهايته له معنيان: المعنى الأول يتجلى في الخسوف الكلي للقمر كظاهرة، أما الخسوف الثاني فله معنى الابتلاع أي: سوف تبتلعه الشمس وحينها تجمع الشمس والقمر، وهذا المعنى مستنبط أيضا من القرآن الكريم، كما جاء في قوله، جل وعلا:

*﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ﴾، [القصص: 28 // 81].

فهذه الآية تبين أن الخسف هو ابتلاع الشيء، كما ابتلعت الأرض قارون وداره، والخسف معناه لغويا هو الابتلاع شيئا فشيئا؛ والأرض أو الرمل الذي تبتلع الأشياء شيئا فشيئا تسمى باللغة الفرنسية:[ TERRES MOUVANTES].

من هنا كان خسف القمر في النهاية يعني ابتلاعه من طرف الشمس، لأنه يمثل جزئا منها فقدته يوم اصطدمت الأرض بالسماء الاصطدام العظيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتبس من كتاب: حكمة الوجود. للكاتب: محمد معمري.

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×