Jump to content
Sign in to follow this  
بريق لأمل

قدماء الشيعة والعلوم الكونية

Recommended Posts

- قدماء الشيعة والعلوم الكونية

لم يكن اتجاه الشيعة مختصا بالعلوم العقلية كالكلام والفلسفة والمنطق فحسب ، بل امتد نشاطهم وحركتهم الفكرية إلى العلوم الرياضية ، والكونية ، فتجد هذا النشاط بارزا في مؤلفاتهم طيلة القرون الماضية ، ونحن نأتي هنا بذكر موجز عن مشاهير علمائهم ومؤلفاتهم في القرون الأولى تاركين غيرهم للمعاجم :

1 - هشام بن الحكم ( ت 199 ه‍ ) ، له آراء في الأعراض كاللون والطعم والرائحة ، وقد أخذ منه إبراهيم بن سيار النظام ، وحاصل هذا الرأي أن الرائحة جزئيات متبخرة من الأجسام تتأثر بها الغدد الأنفية ، وأن الأطعمة جزئيات صغيرة تتأثر بها الحليمات اللسانية ( 1 ) .

2 - إن بيت آل نوبخت بيت شيعي عريق ، فقد قاموا بترجمة الكثير من كتب العلوم والمعرفة من اللغة الفارسية إلى العربية ، كما برع منهم من له باع طويل في كثير من العلوم ، ومنها العلوم الكونية .

قال ابن النديم : آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده . وقال الأفندي في رياض العلماء : بنو نوبخت طائفة معروفة من متكلمي الإمامية منهم :

أ - أبو الفضل بن نوبخت ، قال ابن النديم : كان في خزانة الحكمة لهارون الرشيد ، وقال ابن القفطي في تاريخ الحكماء : إنه مذكور مشهور من أئمة المتكلمين وذكر في كتب المتكلمين . وكان في زمن هارون الرشيد وولاه القيام بخزانة كتب الحكمة ، وهو من متكلمي أواخر القرن الثاني .

ب - ولده إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ، من متكلمي القرن الثالث .

ج - يعقوب بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ، متقدم في الحكمة والكلام والنجوم ( 2 ) .

3 - أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه ، من أعيان الشيعة وأعلام فلاسفتهم ، صنف في علوم الأوائل ، وله تعليقات في المنطق ، ومقالات جليلة في أقسام الحكمة والرياضة ( 3 ) .

 

4 - جابر بن حيان ، ويعد من أشهر علماء الشيعة وأقدمهم الذين برزوا في علم الكيمياء ، وهو أول من أشار إلى طبقات العين قبل " يوحنا بن ما سويه " ( ت 243 ه‍ ) وقبل حنين بن إسحاق ( ت 264 ه‍ ) وأول من أثبت إمكان تحويل المعدن الخسيس إلى الذهب والفضة ، فلم تقف عبقريته في الكيمياء عند هذا الحد ، بل دفعته إلى ابتكار شئ جديد في الكيمياء فأدخل فيها ما سماه بعلم الميزان ، والمقصود منه معادلة ما في الأجسام والطبائع ، وجعل لكل جسم من الأجسام ، موازين خاصة ( 1 ) وقد ألفت حول جابر وعبقريته كتب كثيرة ، فمن أراد فليرجع إليها ، وقد اتفق الكل على أنه تلميذ الإمام الصادق ( عليه السلام ) .

5 - الشريف أبو القاسم علي بن القاسم القصري ، وهو من علماء القرن الرابع ، ذكره ابن طاووس في فرج المهموم في عداد منجمي الشيعة ( 2 ) .

وهذه نماذج من علماء الشيعة في الطبيعيات والفلكيات ، وأما المتأخرون ، فحدث عنهم ولا حرج ، وقد أتى بقسم كبير منهم الشيخ عبد الله نعمة في كتابه " فلاسفة الشيعة " فمن أراد فليرجع إليه ، غير أنا نذكر هنا المحقق الطوسي الذي له حق على الأمة جمعاء ، والذي تقول في حقه المستشرقة الألمانية : " وحصل نصير الدين الطوسي على مرصده ، فكان معهدا للأبحاث لا مثيل له ، وزوده بالآلات الفلكية التي زادت في شهرة المعهد ، ورفعت مكانته . . . ويحكى أن زائرا قصد ابن الفلكي نصير الدين في مرصده في مراغة ، فلما رأى الآلات الفلكية المتنوعة ذهل ، وقد ازداد دهشة حين رأى " المحلقة " ذات الخمس حلقات والدوائر من النحاس : أولاها : تمثل خط الطول الذي كان مركزا في الأسفل ، وثانيتها : خط الاستواء ، وثالثتها : الخط الإهليلجي ، ورابعتها : دائرة خط الأرض ،

 

وخامستها : دائرة الانقلاب الصيفي والشتوي ، وشاهد أيضا دائرة السمت التي يمكن للمرء بواسطتها أن يحدد سمت النجوم ، أي الزاوية الناتجة على خط أفقي ثابت وخط أفقي آخر صادر عن كوكب في السماء .

وتقول أيضا : إن نصير الدين أحضر إلى مكتبة المعهد أربعمائة ألف مجلد كانت قد سرقت من مكتبات بغداد وسورية وبلاد بابل ، وقد استدعى علماء ذوي شهرة طائرة من إسبانيا ودمشق وتفليس والموصل إلى مدينة مراغة لكي يعملوا على وضع الازياج بأسرع وقت ممكن " ( 1 ) .

ويناسب في المقام ذكر إجمالي عما قدموا من الخدمة في مجال الجغرافية وعلم البلدان فنقول : الجغرافية وتقويم البلدان نذكر في المقام رحالتين طافا البلاد الإسلامية وكتبا ما يرجع إلى جغرافية البلدان ، وقد صار كتاباهما أساسا للآخرين :

1 - أحمد بن أبي يعقوب بن واضح ، المعروف باليعقوبي ، المتوفى في أواخر القرن الثالث ، فهو أول جغرافي بين العرب ، وصف الممالك معتمدا على ملاحظاته الخاصة ، ومتوخيا قصد ما أراد من وصف البلد وخصائصها ، وهو يقول عن نفسه : إنه عنى في عنفوان شبابه وحدة ذهنه بعلم أخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد ، لأنه سافر حديث السن ، واتصلت أسفاره ، ودام تغربه ، وقد طاف في بلاد المملكة الإسلامية كلها ، فنزل أرمينية ، وورد خراسان ، وأقام بمصر والمغرب ، بل سافر إلى الهند وكان متى لقي رجلا سأله عن وطنه ومصره ، وعن

 

زرعه ما هو ؟ وساكنيه من هم ؟ عرب أو عجم ؟ وعن شرب أهله ولباسهم ودياناتهم ومقالاتهم ، من غير أن يلحقه من ذلك ملال ولا فتور ، وقد وصف المملكة الإسلامية مبتدئا ببغداد وصفا منظما مع إصابة جديرة بالثقة والإعجاب ( 1 ) .

2 - أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ( ت 346 ه‍ ) فقد ألف في ذلك المضمار كتابه " مروج الذهب ومعادن الجوهر " وكتابه الآخر " التاريخ في أخبار الأمم من العرب والعجم " وكتابه الثالث " التنبيه والأشراف " فقد اشتمل وراء التاريخ على الجغرافية وتقويم البلدان ، وقد جره حبه للاستطلاع إلى السفر إلى بلاد بعيدة ، فكتب ما رآه وشاهده .

 

 

تحياااااااااااااتي ودمتم بود

 

المصدر كتاب اضواء على عقائد الشيعة الامامية

 

الشيخ جعفر السبحاني

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×