Jump to content
Sign in to follow this  
qas

ما هي كمية الماء الموجود على القمر؟

Recommended Posts

 

Lumina-ThereIsWaterOnTheMoon.jpg

 

بقلم روبرت كاون* - ترجمة الصباح

يبدو ان تدفق الجزيئات المشحونة كهربائيا القادمة من الشمس والفضاء الخارجي لاعب رئيس في الدراما الكونية لنظامنا الشمسي. فهذا الدفق يساعد في تشكيل الاغلفة الجوية الكوكبية، وتعقيم السطوح المكشوفة، وحتى جلب الاوكسجين الضروري للحياة الى القمر الجليدي.

 

كمشهد أخير من نشاطها تسمح البروتونات الشمسية (وهي نوى ذرات الهايدروجين) لقمرنا، الذي يفترض به ان يكون جافاً قاحلاً، بانتاج كميات يومية من الماء تكفي لموازنة التبخر مع الحفاظ على مقادير ضئيلة من الرطوبة على سطحه بالكامل. وفي ايلول الماضي، أيدت عدة فرق من الباحثين قضية القمر الرطب على موقع ساينس الالكتروني، حيث أظهرت البيانات المستمدة من عدة رحلات فضائية على مدى عشر سنوات تركيزات من الماء تصل الى حدود لتر واحد لكل طن من تربة القمر. وكالة الفضاء الاوروبية (إيسا) أكدت ذلك الاكتشاف بدراسة أعلنت عنها في الشهر الماضي، ولكن العالم بنيامين فيس، المتخصص بعلوم الكواكب، يقول ان هذا الاكتشاف هو مصدر واعد لرواد الفضاء.

ولكن ما هو مصدر الماء الذي على القمر؟ تربة القمر عبارة عن مزيج مفكك غير مترابط من حبيبات الغبار التي تقتنص البروتونات مما يدعى بالرياح الشمسية. وعندما تحتجز تلك البروتونات بين حبيبات الغبار ويتم امتصاصها فإنها ستكون الماء جراء تفاعلها مع الاوكسجين الموجود في التربة، وهذه العملية تنتج باستمرار ما يكفي من الماء لتعويض ذاك الذي يتبخر عائداً الى الفضاء. وثمة مفاجأة أخرى، ذلك ان بروتوناً من كل خمسة بروتونات شمسية مشحون ايجاباً سوف يرتد بعد ارتطامه ويعود الى الفضاء من دون الاندماج وتكوين الماء. بدلاً من ذلك سيأخذ هذا البروتون معه الكتروناً فتتعادل شحنته الكهربائية، وعندئذ يتخلص من قبضة الحقول المغناطيسية التي توجه الرياح الشمسية المشحونة كهربائيا. هذه الامكانية تفتح حقلا شاملا جديدا لرصد الفضاء ـ هذا الحقل الجديد يعتمد استخدام المسارات التي تسير بها ذرات الهايدروجين المتعادلة كهربائيا، مثلما تتبع أشعة الضوء، لتشكيل الصور. فالفوتونات التي تغادر سطح القمر تسير بخطوط مستقيمة غير متأثرة بالحقول المغناطيسية أو جاذبية القمر. تلك الخطوط أو المسارات (اشعة الضوء) ستشير مباشرة الى المصادر التي انبعثت منها. وقد اوضحت وكالة الفضاء الاوروبية ان ذرات الهايدروجين المرتدة تسير هي الأخرى في خطوط مستقيمة لعدم تأثرها بالحقول المغناطيسية أو جاذبية القمر الضعيفة. وبذا يمكن إنتاج صور لسطح القمر، أو غيره مستقبلا، عبر تعقب كل ذرة الى المصدر الذي انطلقت منه. والمناطق التي تبعث هايدروجين أكثر من غيرها سوف تسطع بقوة ووضوح أكثر.

خلال ذلك تقوم الاشعاعات الكونية ببعض الألاعيب التي تنتج عنها جزيئات قادرة على إدامة الحياة على قمر من توابع كوكب المشتري اسمه " يوروبا ". يعتقد العلماء ان السطح الجليدي لهذا القمر يغطي محيطا هائلا، وهم يؤمنون ايضا ان الجسيمات الكونية تمر بتفاعلات عند جليد السطح فتنتج الاوكسجين. ولكن من الصعب تصور كيف سيمكن جعل ذلك الاوكسجين ينتقل عبر الجليد ويصل إلى الماء لكي يدعم نشوء أنواع من الحياة المعتمدة على تنفس الاوكسجين. لكن " ريتشارد غرينبيرغ " من جامعة أريزونا يبين الآن، ولو من الناحية النظرية، أن هناك احتمالاً بأن وتائر سير العمليات التي تعمل على تجديد جليد السطح قد تكون سريعة بدرجة تكفي لإيجاد وفرة من الاوكسجين في المحيط المغطى بالكامل. ومن أجل شرح مخططه في اجتماع للجمعية الفلكية الاميركية، الذي عقد في بورتوريكو خلال شهر تشرين الأول الماضي، قدّر غرينبيرغ وجود ما يكفي من الاوكسجين لدعم 3 مليارات كيلوغرام من " الكائنات الحيوانية الأكبر حجماً.

ترى أين كان سينتهي المطاف بنظامنا الشمسي لولا التأثيرات الدقيقة لتلك الجزيئات المسرعة المتحركة بين الكواكب؟

 

 

 

 

جريدة الصباح

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×