Jump to content
Sign in to follow this  
سلمان رمضان

جيولوجي يستبعد زلزالاً مدمراً للساحل اللبناني

Recommended Posts

اعتبر حيدر ان هذه المعلومات مبالغ فيها لأسباب عدة. وقال: بداية ان فرضية حصول زلزال بحري يطلق عليه “تسونامي” صحيحة ولكن عندما يقال ان الدورة الجيولوجية أي الفترة التي تفصل بين حدثين جيولوجيين مماثلين هي 1500 سنة فإن هامش الخطأ هو 50 سنة وما فوق. اذاً الزلزال المرتقب ليس بالضرورة حاصل في الأيام أو الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة.

أضاف: أما الحديث عن اكتشاف أسباب زلزال العام 551 فهذا ليس جديداً بل أمر معروف منذ سنوات طويلة، وسبق ونشرت دراسات مطولة عن تحرك الطبقات التكتكونية وانهيار قطعة من أرضية البحر وتوليد هزة أرضية بقوة 7،5 درجة على مقياس ريختر.

وتابع حيدر: تسهل دراسة التسونامي في البحر الأبيض المتوسط على عكس مناطق أخرى من العالم والسبب اننا نملك سجلاً تاريخياً لهذا البحر، وحصل 300 تسونامي في هذا البحر منذ عام 1300 قبل الميلاد وحتى اليوم. وهنا لا بد من الاشارة الى ملاحظة بالغة الأهمية في هذا السجل، وخصوصاً ما يتعلق بشرق البحر المتوسط الذي يشمل لبنان، وهي انه في فترات كانت الهزات قوية وفترات أخرى كانت ضعيفة جداً في قاع البحر. ومن الفترات القوية المرحلة الممتدة من القرن الثالث الى القرن السادس (أي انها تشمل زلزال العام 15G)، وبدأت بعد ذلك تخف. ونحن اليوم في مرحلة الهزات الخفيفة. ونلاحظ انه في الشريط الزلزالي الممتد من أندونيسيا الى كشمير وباكستان وايران وتركيا وجنوب اليونان وايطاليا والجزائر والمغرب، فإنه كلما اقتربنا من اندونيسيا يقوى هذا النشاط وكلما اقتربنا من المغرب يضعف.

أي ان النشاط الزلزالي القوي ينتقل عبر الزمن من منطقة الى أخرى. وهذا ينطبق على منطقة شرق البحر المتوسط القريبة من ذلك الشريط وفقاً للقاعدة العلمية نفسها.

توجد خرائط جيولوجية لدول العالم كلها بما فيها لبنان، تحدد المخاطر المحتملة لكل بلد، لتتمكن الدول من اتخاذ احتياطاتها، عبر سن قوانين البناء واقامة العوائق أمام التسونامي مثل كاسر الأمواج وغيرها. هذا هو الجانب الايجابي، اما الجانب السلبي فإن العلماء يتحملون مسؤولية أخلاقية ومعنوية وحتى قانونية عندما يدلون بمعلومات غير دقيقة، وغير مثبتة علمياً عن احتمال حصول زلازل.

أما عن امكان توقع التسونامي قبل حدوثه فيقول الدكتور حيدر: التسونامي أمران: أولاً تحرك الصخور تحت البحر، وهذا ما يمكن دراسته ومراقبته وقد نستطيع ملاحظة تحركها وتوقع حدوث الهزة في بعض الحالات الخاصة.

والجزء الثاني حركة الأمواج التي تتسبب بها تحرك الصخور، وهذه الحركة نستطيع توقعها وتوقع قوتها اذا توفرت المعدات والتجهيزات اللازمة، ولكن يبقى ان المعرفة اليقينية بموعد حدوث زلزال غير ممكنة بالمطلق.

ويخلص الدكتور حيدر الى القول ان ثمة دراستين علميتين جادتين في ما يتعلق بالهزة أو الزلزال المرتقب في البحر الأبيض المتوسط، الأولى تتحدث عن دورة جيولوجية مدة 1500 سنة مع هامش خطأ 50 سنة وما فوق. والثانية تتحدث عن توقع هذا الزلزال في ال250 سنة المقبلة.

وكانت دراسة حديثة أظهرت ان الصدع البحري الذي كان مسؤولاً عن الزلزال الضخم الذي ولد موجات تسونامي أغرقت سواحل لبنان التي كانت معروفة باسم فينيقيا عام 551 ميلادية يعاود نشاطه كل 1500 عام تقريبا، ما يعني ان لبنان على أبواب كارثة متوقعة، ويقول لاين ستيوارت خبير الزلازل في جامعة بلايماوث في بريطانيا انها مسألة وقت قبل ان يضرب تسونامي المنطقة.

وتشير الأدلة التاريخية والأثرية المتبقية من زلزال عام 551 الى ان الكارثة كانت مروعة حيث أدت موجات السونامي الى تدمير معظم المدن الساحلية الممتدة من طرابلس وحتى صور، وذكرت ان طرابلس غرقت في ذلك الوقت.

وتعتبر الزلازل حدثا شائعاً في لبنان، ولكن معظم الصدوع تبقى مخفية في أعماق البحر المتوسط.

ويقول عطا إلياس المحلل في المركز اللبناني للأبحاث الجيوفيزيائية في بيروت انه ظن مع رفاقه ان الصدع البحري المسؤول عن زلزال عام 551 يقع في هذه المنطقة، فقام معهم بإجراء دراسة لاحداثيات البحر المتوسط وتوصلوا الى الخبر اليقين.

وعبر ارسال موجات راديو نحو القاع ودراسة نمط الانعكاس، نجح فريق الدراسة في تكوين خريطة ثلاثية الأبعاد تظهر مكونات وتضاريس قاع البحر واكتشفوا بموازاة الساحل وجود سلسلة جبال أو تلال متدرجة وهو الناتج عن تحرك طبقات تكتونية أدت الى انهيار قطعة من أرضية البحر وتوليد الهزة. وأكدوا ان هذا الصدع هو المسؤول عن الزلازل التي تحدث في المنطقة.

وستنشر هذه الدراسة في مجلة “جيولوجي العلمية” في عددها الشهر المقبل.

ووجد الفريق دليلاً اضافياً يربط الصدع بزلزال عام 551 حيث تبين لهم ان الأرض تحركت صعوداً كل مرة يندفع فيها الصدع. فكل مرة يندفع فيها الصدع، يرتفع الخط الساحلي حوالي ثلاث اقدام.

وتوصل الفريق الى استنتاج مفاده أنه على الأقل حدثت اربعة زلازل تشبه زلزال عام 551 خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 7 آلاف سنة مضت، وبمعدل من 1500 إلى 1750 سنة بين كل زلزال.

ومن طول الصدع المندفع ونسبة ارتفاع الأرض، نجح إلياس وفريقه في تقدير قوة زلزال عام 551 والذي كان بقوة 7،5 درجة على مقياس “مومينت” (وهو مقياس أحدث من مقياس ريختر للزلازل).

وعندما انفجر الصدع عام ،551 انهارت قطعة من أرض البحر بنحو 5 إلى 10 أقدام (1،5 إلى 4 أمتار) وهذا الانهيار ولد موجة تسونامي عملاقة ضربت شواطئ فينيقيا.

ويضيف ستيوارت المشارك في الدراسة ان احتمال حدوث زلزال وارد جداً ولكنه حذر إزاء اتهام الصدع المكتشف حديثاً بأنه سبب الزلزال.

وتشير بعض السجلات التاريخية التي تعود الى العام 551 أن الزلزال دمر بيروتس (بيروت حالياً) تماماً، وأن البحر تراجع مسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً لدرجة الكشف عن السفن الغارقة، وقتل حوالي ثلاثين ألف شخص في العاصمة بيروت وحدها. وإذا تكرر الزلزال والتسونامي مجددا، فإن كارثة حقيقية ستحدث، إذ يعيش 70 في المائة من اللبنانيين على الساحل اللبناني 1،5 مليون منهم في بيروت.

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

مشكور اخى على الموضوع والمعلومات الهامة

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×