Jump to content
Sign in to follow this  
ابراهيم محمد

كل ماااا تريد معرفته عن القمر

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ

 

لماذا استكشاف القمر ؟

لقد سحر القمر الانسان منذ كان في الكهوف، وأدرك فيما بعد أن القمر شريك في عمليات الخسوف والكسوف وظاهرة المد ... وأقيمت له المعابد في الحضارات القديمة . كما استعين به في تحديد مواقيت الزراعة وتعيين الاتجاهات في عرض البحار . وسواء أكان القمر بدراً أم هلالاً ، ا فإنه لا يزال يضفي رومانسية في الليل... فأحبه الشعراء وهام به العشاق .

 

اما الان فنحن نريد من القمر غير الذي اراده منه أجدادنا وأسلافنا . إننا نود أن نجعل منه منصة انطلاق (مطار كوني) إلى الفضاء الخارجي . فبسبب انخفاض جاذبية القمر ، فإن تكاليف الطاقة الضرورية لإطلاق صاروخ إلى الفضاء تبلغ 5 % فقط من التكاليف الضرورية لإاطلاق الصاروخ نفسه من الارض للفضاء. ولهذا السبب سيصبح القمر ورشة لبناء وإصلاح واطلاق الصواريخ الفضائية والمحطات المدارية... وإنه لمن المثير حقاً ما يعتقده العلماء (الفلكيون طبعاً ) بإمكانية استخراج واستخلاص غازي الاكسجين والهيدروجين من القمر : الاول ضروري للتنفس والثاني عنصر ضروري كوقود للصواريخ ... إذن ، سيلعب القمر دور النجدة والإسعاف المدني (والعسكري) لكل حوادث الطوارىء في السفن والمحطات الفضائية . وذات يوم سنجد أنفسنا على القمر ونحن نبني السفن الفضائية للسفر إلى ما بين النجوم !

 

ولسوف تقام على سطحه المستوطنات البشرية عند القطبين اولا، لان الاعتقاد السائد الان، بوجود جليد ماء هناك في شقوق لم تصلها اشعة الشمس منذ بلايين السنين . العلماء هم المستوطنون الأوائل . وحين تستقر الأمور، ويتم انشاء البنية التحتية، ستلحق بهم عائلاتهم وذووهم . وعلى أية حال ، ستصمم هذه المستوطنات لتصبح مكتفية ذاتيا بكل شيء .

 

وبسبب انخفاض الجاذبية ستزدهر صناعات يستحيل أو يصعب تحقيقها على الأرض . كما ويؤكد العلماء على امكانية بل وحتمية نقل المصانع الذرية والنووية من الارض الى إلقمر . وسوف تزدهر المناجم لاستخراج المواد الاولية والمتوافرة لصناعة السيراميك والإسمنت... وفي القرن القادم سيجد أبناء البشر على طاولات الإفطار أقداحا لشرب الشاي والقهوة مصنوعة من تراب القمر أو المريخ أو أحد الكويكبات... وستتوالد أجيال جديدة في هذه المستوطنات الفضائية وسيحدث كما حدث في المستعمرات على الارض ، أن يرتفع شعار الاستقلال والتحرر لسكان المستعمرات الفضائية من الاستعمار الأرضي ... ومن يدري؟ فقد تتطور الحروب مستقبلا لتصبح كونية بالمعايير الكونية. أما الحلفاء والأعداء فهم المريخيون والقمريون وسكان الكويكبات والمحطات المدارية أو المدن الفضائية الاخرى... .

 

وعلى الوجه الآخر من القمر فسوف تنصب المقاريب وتقام المراصد في افضل ظروف الرصد التي عرفها الفلكيون ، وذلك لعدم وجود غلاف جوي حول القمر، ومن هذه المراصد القمرية يتم بث الرسائل الى الحضارات الكونية غير الارضية . هذه ليست أضغاث أحلام ، وإنما هي مشاريع شبه معدة للقرن الحادي والعشرين .

 

إن سطح القمر يحتفظ بسجل ممتاز للفوّهات النيزكية (impact craters ) و ذلك لانعدام وجود عوامل تعرية كالرياح والمياه والبراكين على القمر . و لقد أخبرتنا نتائج التحليلات المخبرية لعينات صخور القمر أن عمر معظم هذه الفوهات يقع في الحقبة الممتدة ما بين 4.44 – 3.8 مليار سنة . وفي هذه الحقبة نشأت الحياة على الأرض ، وهي الحقبة نفسها المتميزة بكثافة ارتطام النيازك على كل الكواكب الصخرية ومن بينها الارض . لقد اندثرت الفوهات النيزكية من سطح الارض بسبب عوامل التعرية والنشاطات الجيولوجية المتنوعة ، أو لأن معظم النيازك و المذنبات قد سقطت في ذلك الوقت في المحيطات والبحار . إذن ، فإن دراسة الفوهات النيزكية القمرية ، وكذلك الفوهات النيزكية على الكوكب عطارد الذي لا يملك هو الاخر جوا حوله ، تساعدنا في فهم تاريخ كوكبنا الارض والظروف التي نشأت فيها الحياة ، وكذلك في فهم تاريخ الكواكب الصخرية الأخرى، ما دامت كلها تقع في (( الحيّ)) الفضائي نفسه الذي يضم القمر .

 

لذلك فانه من السخافة والحمق ألا نحاول دراسة واستكشاف القمر، ومن ثمة استيطانه واستغلال ثرواته الطبيعية من أجل معرفة أصل و تاريخ نظامنا الشمسي ومصيره الذي هو مصير الارض .

 

 

 

 

النظريات الرئيسية حول اصل القمر

أهم هذه النظريات التي حظيت بشعبية بين علماء الفلك لمدد متراوحة ، ولعبت الدور الرئيسي في محاور النقاش حول أصل ونشوء القمر، هي الاربع التالية :

 

1- نظرية الانشطار: Fission or Splitting

 

ومفادها ان القمر انفصل عن جسد الأرض نتيجة الدوران السريع ، وذلك أثناء تصلب الارض الناشئة . فالقمر – حسب هذه النظرية – هو إبن الارض .

 

2- نظرية الكوكب التوأم: The Double Planet or Co-accretion

 

طبقا لهذه النظرية فإن القمر قد تكوّن مثلما تكونت الارض والكواكب السيارة الاخرى سوية نتيجة تكثيف غاز وغبار السحابة الشمسية الأولى ، وذلك قريباً من الارض . فالقمر – حسب هذه النظرية – هو شقيق الارض .

 

3- نظرية الاسر أو الاقتناص : Capture

 

تكوّن القمر في مكان ما في النظام الشمسي ثم اقترب من الأرض ووقع في إسار جاذبيتها . فالقمر إذا ، هو إبن عم الارض بالتبني : كان تائها فوجد له مأوى في مدار حول الارض .

 

4- نظرية الاصطدام: Collision or Impact

 

وهذه هي أحدث النظريات وأكثرها شعبية بين علماء الفلك . وتقول النظرية : إن جسماً فضائياً بحجم المريخ اصطدم بالارض فتطاير الغلاف الخارجي ( أو جزء منه ) لكل من الجسم الغريب وللارض في الفضاء القريب منها ، كوّن فيما بعد ما نعرفه بالقمر . وهناك نظريات عديدة هي عبارة عن مزج بين أكثر من نظرية من النظريات الأربع هذه أو تعديل أو تحوير لها. و سنتعرف على بعضها في أثناء نقاشنا للنظريات الرئيسية .

 

في البداية لعبت دراسات تاريخ مدار القمر دوراً رئيسياً من أجل فرز أي النظريات ( الثلاثة الأولى ) أقربها إلى الصحة... ومهمة هذه الدراسات الإجابة على هذا التساؤل : أين كان القمر ( في مداره) قبل 4.5 مليار سنة ؟؟

 

فإذا كان القمر في ذلك الحين في موقعه الحالي ، فإن نظرية الكوكب التوأم هي صحيحة .

 

وإذا أفادت الحسابات أن القمر عليه ان يصطدم بالارض فمعنى ذلك ان نظرية الانشطار هي الصحيحة .

 

ثم أهملت هذه الدراسات حتى جاء مشروع ( ابوللو ) لإنزال إنسان على القمر، فأعيدت الدراسات المكثفة لمدار القمر وتاريخه... واتبعت أساليب وتقنيات جديدة منها أشعة الليزر ودراسة مدارات الأقمار الصناعية واستقرائها Extrapolation ... والتعتيم النجمي وتقارير الخسوف والكسوف في الحضارات القديمة... .

 

أما أهم وأمتع الأساليب غرابة فهي دراسة بعض (( المتحجرات المائيةFossils )) حيث يمكننا ذلك من دراسة وقراءة طول الشهر في طبقات أصدافها .

 

و صحيح أننا نعرف الآن أن مدار القمر يبتعد عنا كل سنة 4 سم ، ولكن هذا الرقم كان متغيراً في السابق ... و يعتقد الفلكيون ،بأن أكثر من 70 % من التطور الحاصل الآن حدث في النصف الأول من حياة القمر، أي في الفترة التي لا نعرف عنها الآن شيئاً .

 

وظلت هذه النظريات تتفاوت هبوطاً وارتفاعاً في الانتشار بين الناس طبقا للأهواء والأجواء العلمية ، إلى أن خطا الإنسان خطواته الأولى بالنزول على سطح القمر وأحضر عينات من صخوره إلى المختبرات الأرضية ... واكتسبنا معارف جديدة في الجيولوجيا والجيوفيزياء والكيمياء ... كل هذا ساعدنا في بلورة نظرية جديدة قادرة على الإجابة على كل المحيرات والألغاز المتعلقة بالقمر، لا تجيب عنها النظريات الرئيسية الثلاثة الاولى ... .

 

 

 

أولاً : نظرية الانشطار

 

صاحب النظرية هو الفلكي البريطاني جورج داروين، إبن العالم الشهير شارلز داروين صاحب نظرية التطور. في سنة 1878 اقترح جورج داروين فكرة أن القمر قد تكوّن نتيجة انشطار حدث في الكرة الارضية . و قد آمن داروين بأن قمرنا غير عادي، لأن قطره يعادل ربع قطر الارض. إذاً لا بد أن يكون تكوّنه غير عادي . ولقد أجرى هذا الفلكي حسابات على مدار القمر، رجوعا إلى الوراء في التاريخ ، فوجد ( وكان مخطئاً ) أن القمر قبل خمسين مليون سنة كان على بعد 6000 ميل من الارض، وأن طول اليوم وطول الشهر كانا متساويين، وأن الارض كانت تدور بسرعة حول محورها ، بفترة تمتد من ثلاث إلى خمس ساعات فقط . كانت الارض آنذاك في طور النشوء وساخنة ، ولم يكن كل شيء فيها مستقراً . فحدث انبعاج عند خط الاستواء . ونتيجة للدوران السريع وللتذبذب في حركاتها انفصل جزء من كتلتها إلى الفضاء ، كوّن فيما بعد ما نعرفه بالقمر .

 

ووجدت هذه النظرية حماساً و حظوة كبيرة عند العلماء ، فاقترح بعضهم أن المحيط الهادي هو مكان الانشطار، لأن حجمه يساوي فعلاً حجم القمر .

 

الاعتراضات على نظرية الانشطار :

 

لو صحت نظرية انشطار القمر من الارض لتطابق التركيب الكيماوي للصخور في كليهما، ولكن الفحوصات المخبرية للعينات القمرية أثبتت عدم صحة ذلك . فصخور القمر تمتاز عن صخور الارض بقلة وجود العناصر المتطايرة Volatiles وأن نسبة الحديد و العناصر المقاومة للحرارة refractory تزيد بنسبة 50 % عما في صخور الارض .

 

إن أكبر الإشكالات النظرية تكمن في ميكانيكا الانتزاع الفجائي من الأرض . لم يستطع الفيزيائيون البرهنة سواء بالقوانين الفيزيائية أو بالنماذج الرياضية على إمكانية الانشطار نتيجة الدوران السريع للأرض حول نفسها .

 

العيب في نظرية الانشطار هو أنها تتطلب كمية هائلة من الطاقة ، ويتوجب أن تكون قيمة الزخم الزاوي ( أو الدوراني ) angular momentum أربع مرات قدر قيمتها الحالية في نظام القمر / الارض، ولا يوجد أي تفسير فيزيائي نظري حتى الآن: كيف يمكن للزخم الزاوي ان يتناقص ليصل الى وضعه الحالي؟

 

لو صحت نظرية الانشطار من المحيط الهادي ، لتوجّب أن يكون هذا المحيط حديث التكوين ، ولكن هذا غير صحيح . و يقول الجيولوجيون ، أن هذا المحيط قد تكوّن نتيجة تزحزح صفائح القارات وليس نتيجة انتزاع القمر منه . وهكذا فإن نظرية تزحزح الصفائح القاريةContinental هي التي ساهمت في إضعاف بل القضاء على نظرية الانشطار .

 

لو صحت نظرية الانشطار لتوجب ان يكون مستوى مدار القمر في مستوى مدار الأرض نفسه ، والواقع انه مائل عليه . والخلاصة ، أن النظرية فقدت ولا تحظى باية شعبية الان .

 

 

 

ثانيا : نظرية الكوكب التوأم :

 

لم يكن في منتصف القرن العشرين أي إجماع بين العلماء حول القمر، وإن كان معظمهم اخذ يميل إلى تصوّرات أقل كارثية من فكرة الانشطار . فقد نشأ القمر – طبقا للنظرية الجديدة – كما نشأ كوكب الارض وبقية الكواكب السيارة : إن الغاز وحبيبات الغبار في السحابة الشمسية الأولى أخذ يتكثـف condense ويتجمع coacrete حول مراكز وبؤر جاذبية على شكل أجسام صغيرة بحجم قبضة اليد ، ثم أصبح بحجم ( الدبش ) الكبير، وهكذا حتى أصبح أجساما بقطر بضعة كيلومترات تسمى الكواكب الجنينيةPlanetesimales اتحدت مع بعضها البعض لتشكل الكواكب والأقمار .

 

إذاً فقد تشكل القمر ضمن جزء من السحابة الشمسية الأولى حيث تشكلت الارض . وكان محتملاً أن تدور الارض حول القمر لو كان الأخير هو الأكبر حجماً . وتعززت النظرية بعد اكتشاف التشابه ما بين نظائر الأكسجين في صخور الارض وصخور القمر وتجاوبت مع النظريات والنقاشات الدائرة حول أصل النظام الشمسي وتطوره .

 

إن قطر القمر يساوي ربع قطر الارض، وهذه نسبة عالية جداً ، ولا يضارعه إلا نظام جديد اكتشفناه حديثاً في النظام الشمسي وهو الكوكب بلوتو ( اكتشف سنة 1930 وقطره يساوي 1600 ميل ) وقمره شارون Charon ( اكتشف سنة 1978 وقطره 800 ميل ) إلا أننا لا نعرف الشيء الكثير عن هذا النظام ... ربما يساعدنا ذللك حين نستكشفه بواسطة المسابير الفضائية ، و ربما سيساعدنا ذلك في فهم افضل لنظام الارض / القمر .

 

في السبعينات اقترح الفلكيان ( كاميرون ورنغوود ) A. Cameron and E. Ringwood كل بمعزل عن الآخر، فكرة تقول : إن القمر هو عبارة عن تكثيف للجو الارضي الأولي الذي هو عبارة عن فائض السحابة الشمسية التي كونت الارض ، فتشكل منها القمر على طريقة تكوين الكواكب السيارة الاخرى .

 

والحقيقة أن هذه الفكرة قديمة وعالجها العالمان لابلاس وغلبرت، حتى إن العالم E. Roche عالجها حسابياً . ويقول أصحاب النظرية : إن كل شيء في القمر والارض متشابه ، وما الفروق الطفيفة إلا نتيجة للتطور اللاحق .

 

الاعتراضات على النظرية:

 

إنها لا تقدم تفسيراً لارتفاع قيمة الزخم الزاوي في نظام القمر / الارض .

 

لماذا بقيت المواد : الغاز والغبار والدبش حول الارض؟؟ ولماذا لم تسقط عليها وتصطدم بها ؟

 

ثم لماذا هذا الفرق الكبير بين كثافة القمر ( 3.34 غرام/سم3 ) وكثافة الارض ( 5.517 غرام / سم3 ) ؟ وأين ذهب الحديد المفترض أن يوجد في القمر، أسوة لما هو موجود في الارض والزهرة والمريخ وعطارد وبعض الكويكبات والنيازك...؟

 

لقد اجتهد الكثير من العلماء لتقديم طروحات نظرية تفسر قلة الحديد في القمر، وهذه واحدة منها :

 

تكثـف القمر لاحقاً بعد أن تم تكثيف الارض... وهكذا تكثف معظم الحديد الموجود في السحابة الشمسية الأذولى القريب والارض واستهلكته الارض فيما بعد . ومع مرور الوقت تكثفت المواد المتطايرة وأصبحت كتلة الارض من كتلة القمر . وهذا يفسر الفروقات الكيماوية بينهما . ولكن النظرية أخذت تفقد شعبيتها كلية كما حدث مع نظرية الانشطار .

 

 

 

ثالثا : نظرية الأسر أو الاقتناص :

 

تقول النظرية التي سرعان ما وجدت لها أنصاراً أشداء ، أن القمر تكوّن وتصلّب في مكان آخر في النظام الشمسي ، ثم وقع في أسر الأرض فأخذ يدور حولها . ويعتقد الفلكيون أن هناك أمثلة كثيرة على الأسر و الاقتناص في النظام الشمسي : فقمرا المريخ وهما فوبوس وديموس Phobos and Deimos ، كانا في الأصل كويكبين asteroids يدوران حول الشمس، ثم وقعا في أسر المريخ . وهناك أقمار حول المشتري وواحد على الاقل حول الكوكب زحل، هي أجسام غريبة عن الكوكبين ، حتى القمر الشهير تريتون Triton التابع لنبتون ، هو غريب عن هذا الكوكب ووقع في اسره .

 

نشأت هذه النظرية وتبلورت في القرن التاسع عشر . و أول من تبناها هو الفلكي Thomas . أما أكبر مؤيد عصري لها فهو الفلكي أوراي ( Harold Urey ) الملقب بأبي الكيمياء الكونية وصاحب المقولة الشهيرة : يبقى القمر لغزا على الرغم من أنه أقرب الأجرام السماوية إلينا ، وأكثرها عرضة للرؤية بالعين المجردة . وهو الذي اقترح وألح على وكالة الفضاء الأمريكية بإحضار عينات من صخور القمر إلى الأرض في مشروع أبوللو Apollo .

 

التحديات النظرية:

 

لا تعطي النظرية إجابات واضحة حول جيوكيمياء القمر الغريبة .

 

وهي تجابه صعوبات دينامية ، إذ ناقشها الفيزيائيون وأجابوا لغير صالحها . و حتى تصح النظرية ، كان على القمر أن يجيء من الاتجاه المناسب وبالسرعة المناسبة وفي الوقت المناسب... وهذا صعب جداً .

 

ثم إذا جاء القمر من البعيد وبسرعة عالية فلا يمكن كبحه بقوى الثقالة الفيزيائية . إن فرصة الارتطام مع الارض او الهروب والابتعاد عنها هي أكبر من فرصة الوقوع في أسر جاذبيتها.

 

تعديل على النظرية:

 

جاءت أسراب معينة من النيازك البازلتية وهي من مجموعة أيوكريت Eucrite ، و وقعت في أسر جاذبية الارض ... وبفعل اختلاف قوى الجذب على سطوحها تمزقت على شكل قرص من الغبار والدبش حول الارض... فيما بعد تكثف هذا القرص وتلاحم على شكل القمر... وهذه النيازك البازلتية تشبه في تركيبها الكيماوي تركيب الصخور القمرية و صخور الكويكب فستا Vesta . ومع ذلك ، فإن حدوث ذلك السناريو صعب جداً .

 

 

 

رابعًا : نظرية الاصطدام collision

 

إن المعارف الجديدة للدراسات المكثفة دقت المسامير في نعش نظريات الأسر والانشطار وأثارت شكوكاً جدية حول نظرية الكوكب التوأم .

 

وإحدى هذه المعارف المكتسبة حديثا، هي أن القمر قليل الكثافة وأنه لا يملك الكثير من الحديد، وأن نواته الحديدية صغيرة جداً . فما هو التفسير إذن ؟

 

من العلماء الذين اجتهدوا لتقديم تفسيرات حول عزل الحديد من المادة الأولى المكوّنة للقمر الجنيني Protolunar هما عالما الجيوكيمياء ويرد و متلر (and Henry Mittler John Word Mitler ) من مرصد سميشسونيان الفيزيائي الفلكي ( Smith Sonion Astrophysical Observatory) وهما قد بحثا تكوين القمر آخذين بعين الاعتبار مسألة عزل الحديد ، وتقول فرضيتها :

 

حين يبرد جسم فضائي كبير يغوص الحديد إلى النواة . وهذا ما حدث بالضبط للكواكب والنيازك الحديدية ، وكذلك لكوكب الارض . ثم مر جسم فضائي ( أكبر من القمر عدة مرات ) بالقرب من الارض فتمزق غلافه الخارجي بفضل تباين قوى الجذب على سطحه ، فتناثرت مواد غلافه الخارجي في مدار حول الارض فيما تتابعت نواته الحديدية سيرها في الفضاء مبتعدة عن الارض . ثم تكثفت هذه المواد لتشكل القمر .

 

 

 

الاعتراضات على النظرية :

 

أظهرت حسابات المحاكاة في الحاسوب أنه من غير المحتمل ان تتمكن قوى الجذب الفيزيائية من تمزيق جسم كبير خلال بضع عشرات من الدقائق ، أثناء مروره السريع في مجال جاذبية الارض . هذا السيناريو كان يتطابق مع النظريات العلمية السائدة في الستينات .

 

 

 

نظرية الاصطدام لوليام هارتمان: (W. Hartmann)

 

هذا العالم هو أكثر من درس الأحواض القمرية وفوهاته النيزكية . وكان أيضاً الاول الذي افترض اصطدام كوكب صخري بحجم المريخ مع الارض فأنتج القمر .

 

تقدم مع زميله ديفيز(Don Davis ) ببحث علمي حول ذلك في المؤتمر الذي عقد في جامعة كورنيل سنة 1974 حول الاقمار الطبيعية والاصطناعية ... ولكن النظرية لم تلق قبولاً آنذاك . فركز بعد ذلك هو وزملاؤه الاخرون اهتماماتهم على مسائل علمية أخرى . والحق يقال ، أن بعض العلماء في عقد الستينات من القرن العشرين ، آمنوا بمثل هذه الفكرة التي تنسجم مع المعطيات العلمية في ذلك العقد ، ولم تكن هناك حواسيب متقدمة كما هو الحال الان . ومن الطبيعي أن تحتاج هذه الفكرة إلى وقت طويل حتى تنضج ويحين زمانها . وحين انعقد المؤتمر العلمي في 3/10/1984 حول أصل القمر في هاواي / كونا ، اصبح اصطلاح " الاصطدام " هو الأكثر استعمالاً و قبولاً عند علماء القمر .

 

وتعززت هذه النظرية فيما بعد بالمعارف الجديدة في الجيولوجيا والفيزياء والكيمياء ... وفي الثمانيات أخذ العلماء ينظرون إليها من زاوية جديدة . ومنذ ذلك الحين ( مؤتمر 1984) أخذت الكثير من الفرق العلمية تتشكل لمتابعة النظرية .

 

إن نظرية الاصطدام هي الوحيدة حالياً القادرة على تفسير غرائب ومحيّرات القمر الجيوكيميائية والدينامية ، مما يبرر إجراء المزيد من الفحوصات والدراسات عليها .

 

و يمكن عرض النظرية كالآتي:

 

جسم فضائي صخري له قطر يساوي قطر المريخ ، وكتلته تساوي عشر كتلة الارض ، كان يتحرك بسرعة تقارب 25000 ميل / ساعة ، في مسار قوسي نحو الشمس ، حتى إذا مرت الارض في طريقه سدد إليها ضربة جانبية . ونتيجة لعنف الضربة مالت الارض على جانبها ( بمقدار 23 درجة و نصف ) وتولد ضغط وحرارة هائلان، فتمزق الغلاف الخارجي للجسم الغريب وكذلك قسم من الغلاف الخارجي mantle للارض وقذف بها على شكل سحابة غبارية ، وانهارت على شكل قرص ناري من الصخور المتبخرة ، منتجة سيليكات حارة على شكل جو يحيط بالارض . وهذا يفسر القيمة العالية للزخم الزاوي، كما أن تأثير الضغط داخل قرص الغبار يعطينا طاقة فائضة ضرورية لعمل المدار .

 

كان عمر الارض مليون سنة حين حدث هذا الحدث الكوني بمعايير الكرة الارضية . ولو نظر عالم فلكي من كوكب بعيد حول أحد النجوم الاخرى، لو نظر إلى كوكبنا في ذلك الزمان لرآه على شكل نجم قزم بدرجة حرارة تبلغ 2000 كلفن ، يتلألأ خافتاً وبلون أحمر . وعلى مدار قرن أو أكثر أخذت مواد القرص الغباري الدائر حول الارض تتجمع وتتكاثف على طريقة نشأة الكواكب الأرضية ، فتتصادم collide وتتلاحم coacrete على شكل أقمار صغيرة كثيرة، وهذه تلتحم بدورها لتكون في النهاية جسماً واحداً يدور حول الأرض في مداره الحالي . إن إعادة التكثيف لهذه المواد يفسر لنا وجود النسب العالية للعناصر المقاومة للحرارة refractory وقلة العناصر المتطايرة volatiles في القمر .

 

إن كمية الغاز والغبار الناتجة عن الاصطدام كان يساوي ضعفي المادة اللازمة لتشكيل القمر، لأن جزءاً كبيراً منه سقط على الارض ، بينما فقد قسم آخر منه في الفضاء الخارجي .

 

كان القمر في البداية منصهراً وقريباً من الأرض و لكن قوى الجاذبية قذفته بعيداً عنها إلى مسافته الحالية ، وحجزته في هذا المكان بوجه ثابت متجه نحو الارض . وبعد فترة من التبريد دامت مليار سنة أخرى ، تصلبت كتل ( الماغما) وتوقفت البراكين ، وأخذ القمر شكله النهائي الذي نعرفه الآن .

 

وطبقا لحسابات كاميرون فإن كتلة كوكب المريخ تكون كافية للاصطدام بالأرض وإنتاج القمر ، ولكن جسماً بضعف كتلة المريخ هي أيضاً مناسبة لعمل السيناريو أعلاه .

 

ويعتقد العلماء ، أن الحسم المصطدم مع الارض قد نشأ وتكوّن قريبا من الأرض، بسبب تشابه نظائر الأكسجين في صخور القمر وصخور الأرض . واحتهد العلماء المتحمسون للنظرية لتقديم ما يفسر قلة الحديد في النواة الداخلية للقمر، نسبة لما هو موجود في كل الكواكب الصخرية الاخرى و أيضاً لتفسير اختلاف التركيب الكيماوي لصخور القمر والارض، وأجريت لذلك عمليات محاكاة في الحاسوب المتطور والمصنوع خصيصا للبنتاغون الامريكي . وكانت النتيجة أن نواة الجسم الصادم ( بعد تمزق قشرته الخارجية) ، إما انها أندفعت بعيدا عن الأرض إلى الفضاء الفسيح و إما أنها غاصت إلى مركز الارض واتحدت مع نواتها . والجدير بالذكر أن العلماء السوفيات تعاطفوا آنذاك مع هذه النظرية .

 

أما الصعوبات التي تجابه نظرية الاصطدام فتتمثل في الإجابة على التساؤلات التالية :

 

لماذا بقي مدار القمر مائلا هكذا حتى الان؟

 

و لماذا هذه القيمة العالية للزخم الزاوي في نظام الارض / القمر؟

 

 

 

ماذا لو تغير اتجاه الاصطدام مع الارض الذي أنتج القمر؟

 

وجد الفلكيون خلال العقدين المصرمين أن المادة التي تشكل النظام الشمسي يمكنها ان تتشكل وتتطور باشكال اخرى مختلفة . إن نظرية العشوائية ( أو الفوضى Chaos) تطورت خلال الفترة الأخيرة ، فأظهرت أن التغييرات الطفيفة في الظروف البدائية الأولى كان بإمكانها أن تقود في المحصلة النهائية إلى تغييرات هائلة جداً ، كتطور النظام الشمسي مثلاً .

 

ماذا يحدث للأرض مثلًا لو اختلف مسار الجسم الفضائي الذي اصطدم بها فأنتج القمر ؟ ماذا لو اختلف المسار اختلافاً بسيطاً فقط ؟ ستكون النتائج مختلفة جداً ، وهذه بعضها :

 

اختلاف في التركيب الكيماوي لصخور القشرة الارضية.

 

اختلاف في كمية الطاقة الناتجة عن الاصطدام وكذلك اختلاف في قيمة الزخم الزاوي.

 

اختلاف ميلان محور الأرض و ما ينتج عن ذلك من اختلاف في دورة الفصول السنوية.

 

تكون مدة دوران الارض حول نفسها أسرع بعشرات المرات أو أبطأ بمئات المرات مما هي عليه حالياً.

 

و أخيراً و ليس آخراً ، كانت الحياة قد نشأت بشكل مغاير او ربما تأخر ظهورها ، أو اتخذت لها مساراً مغايراً في طريق التطور .

الارض بدون قمر

لنتصور أن الارض في موقعها الحالي في النظام الشمسي ، وانها والنظام الشمسي كله يحتفظان بكل المواصفات الحالية وبالموقع نفسه في المجرة ، وأنهما مرا بنفس المراحل التاريخية التي مرا بها ، و لكن هناك استثناءا وحيداً : لا يوجد قمر حول الارض . فماذا يعني ذلك للأرض وللاحياء عليها ؟؟

 

لولا القمر لاختفى وجود ظاهرتي الخسوف والكسوف

 

و لما عرفنا التقاويم الشهرية القمرية التي أفادت في تحديد مواقيت الزراعة قديما

 

ولاختلفت ظروف الملاحة البحرية قديماً مع ما يتبع ذلك من صعوبة التجارة واكتشاف البلاد الجديدة....

 

إن أسعد الناس بالليالي غير المقمرة هم الفلكيون . فظروف الرصد أنسب لاكتشاف عدد أكبر من المذنبات والكويكبات والنيازك .

 

إن القمر مصدر ضوء مجاني لكل النشاطات الإنسانية والحيوانية ليلاً ، فبعض الحيوانات لا تخرج للصيد إلا في الليالي المقمرة . وكذلك تفعل بعض الطيور المهاجرة . كما أن بعض الأحياء المائية الصغيرة لا تتكاثر إلا حين يكون القمر بدراً . إذاً ، من دون قمر ستنقرض بعض الحيوانات ، هذا إذا لم تغير من إيقاعاتها البيولوجية الحالية .

 

إن أمتع وأطرف ما يثيره العلماء في حال اختغاء القمر من الوجود تماماً ، هو أن نظام الرؤية عند الأحياء ( ومنها الإنسان) كان سيتخذ له مساراً آخر في التطور ، مثلا: سيكون هناك نظام آخر للرؤية بجانب النظام الحالي المناسب للرؤية بالضوء المرئي . أما النظام الآخر سيكون مناسباً لاكتشاف الاشعة ما دون الحمراء ، وقادراً على تمييز الأشياء أكثر وضوحاً في الظلام الذي سيعم الكرة الارضية كلها، باستثناء أضواء المدن .

 

والقمر يلعب الدور الرئيسي في ظاهرة عمليات المد إلى جانب الدور الذي تلعبه الشمس والكواكب الاخرى . و للقمر ثلثا هذا التأثير . إذاً ، ستبقى ظاهرة المد إذا اختفى القمر، ولكنها ستختلف حجماً و توفيتاً . ولهذا تأثيرات كبيرة على الارض وعلى الأحياء عليها . و واحدة من هذه التأثيرات هي اختلاف طول اليوم قصراً و طولاً أثناء عمليات المد ، يسبب احتكاك المياه مع اليابسة أثناء حركة الارض حول نفسها ، بمعدل جزء (؟) من الثانية كل مئة عام . وهذا يعني أن طول اليوم قبل مليار سنه كان 21 ساعة فقط . وإذا عرفنا أن الساعة البيولوجية الحالية عند الأحياء هي 25 ساعة ، وهي لا تتناسب مع يوم اقل من 18 ساعة . فهذا يعني انقراض الحيوانات التي لن تتطور ساعتها البيولوجية لتتناسب مع طول اليوم الجديد... حتى إن بعض العلماء يعزي انقراض الديناصورات لهذا السبب، ويقولون انه لولا القمر، ربما بقيت الديناصورات مهيمنة على الأرض حتى اليوم ، أي أن الإنسان ما كان ليظهر على مسرح الحياة على الارض . إذاً لولا القمر وظاهرة المد لبقي طول اليوم أقصر... وهذا يعني أن الارض تدور اسرع حول نفسها، وكذلك تزداد سرعة الرياح ... وهذا ما نعرفه عن المشتري ذلك الكوكب العملاق الذي يدور حول نفسه بفترة أقل من عشر ساعات... تصوروا كيف سيتحاور الناس والرياح تعوي مزمجرة طيلة الوقت ؟؟ وما تأثير ذلك على تطور الحياة؟؟ مرة اخرى نقول: ان ظاهرة المد تبطيء من حركة الارض فيطول اليوم ، وهذا يعني انتقال الزخم الزاوي من الارض الى القمر ، فيأخذ هذا بالتسارع و بالتالي الابتعاد عن الأرض بمعدل أربعة سنتبمترات سنوياً . ونتيجة لذلك ، سيأتي يوم ( بعد مليارات السنين ) في المستقبل البعيد، تصبح فيه سرعة القمر بدورانه حول الارض مساوية لسرعة الارض في دوارانها حول نفسها... و عندها سيصبح القمر كأنه محجوز على نقطة ثابتة فوق الأرض ( مثلاً فوق مدينة عمان) ، مما يعني أن نصف العالم لن يعود يرى القمر أبداً إذا لم يسافروا إلى مناطق يشاهد فيها القمر . وفي هذا الوضع الجديد سيفقد القمر اي دور يلعبه في عمليات المد .

 

لولا القمر لاختلف مسار تطور الحياة على الارض . ويفسر الفلكيون ذلك كما يأتي : لقد امتـص القمر الكثير من النيازك الكبيرة فاصطدمت به بدلاً من التوجه الى الارض و الاصطدام بها ... و نعرف الان بوجود فوهات نيزكية كبيرة على القمر... ان اصطدامات إضافية لنيازك ( او مذنبات) على الأرض يعني هلاك سلالات و أشكال عديدة من الحياة على الارض ، كما حدث مثلا قبل 65 مليون سنة ، حينما انقرض الديناصور وثلاثة أرباع أشكال الحياة... فظهر الإنسان بعد اختفاء الديناصور، وظهرت أشكال جديدة من الأحياء... أي أن طريق التطور قد تأثر بذلك .

 

و يقول الفلكيون أيضاً ، أن القمر ساعد في نشأة الحياة على الارض، ويقدمون التفسير التالي: إن اصطدام الجسم الفضائي ( بحجم المريخ او اكبر) مع الارض الذي انتج القمر، أنتج طاقة حرارية هائلة ، جعلت الغازات الكثيفة في جو الارض تسخن فيهرب بعضها إلى الفضاء . فلو لم يحدث هذا الاصدام لبقي الجو كثيفاً و يكون له تأثير البيت الزجاجي ، و لارتفعت درجات الحرارة بشكل لا يسمح بنشوء الحياة اطلاقاً ، كما هو حال كوكب الزهرة حالياً حيث ترتفع درجة الحرارة على سطحه إلى ما يقارب 480 درجة مؤية ، أي أعلى من درجة انصهار الرصاص . و لربما أصبح الجو كثيفاً بحيث أن المحيطات لن تكون كافية لامتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون (CO2) منه وتحويله الى صخور كلسية... مما يعني تأخر الظروف المناسبة لنشأة الحياة ، ولربما إلى عدم نشوئها إطلاقاً أو أن طريق التطور للحياة على الارض اتخذت لها مساراً مغايراً جداً .

 

ولو لم يحدث هذا الاصطدام لكانت كتلة الارض أقل من كتلتها الحالية بمقدار العشر... ولهذا تأثيرات فلكية أخرى . واختفاء القمر يعني تغييرا في فترة استباق الارض Precession التي تبلغ حالياً حوالي 26 ألف سنة ، والتي يحتاجها محور الارض ليعمل دائرة كاملة في السماء بسبب تأثيرات الارض والشمس عليها. فاختفاء القمر يجعل الزاوية المخروطية التي يرسمها محور الارض أصغر من ذي قبل... كما أن ظاهرة التذبذب والانحرافات التي يسببها القمر مرة كل 19 عاما في حركة التمايل ، هذه الظاهرة سوف تزول . ومع كل ذلك ، فالقمر المضيء في كبد السماء ليلاً ، ليس مسألة ( زخرفة سماوية ) فقط . فمن شان اختفائه أن يجعل تطور العلم أمراً صعباً وبخاصة غزو الانسان للفضاء الكوني . وهذه بعض الملاحظات حول ذلك:

 

إن نيوتن صاغ نهائياً قانون الجاذبية العامة نتيجة دراسة حركات القمر حول الارض.

 

إن رصد حركات القمر حول الارض كان من أهم المحفزات التي قادت إلى فكرة صنع الاقمار الصناعية حول الارض.

 

وفي الآونة الاخيرة أصبح القمر ميدان تجارب تعالج وتضبط فيه عمليات معقدة ذات علاقة بدراسة و غزو الفضاء.

 

ومن المحتمل أيضاً أنه قد أثر إيجابياً على تقدم الأبحاث الجيوفيزيائية.

 

 

 

الخلاصة

إن ست رحلات مأهولة إلى القمر ما بين 1969 و 1972 لم تكن كافية لحسم مسألة أصل القمر واستكشافه كاملاً . تصوروا أن علماء فضاء من حضارات كونية بعيدة قدموا إلى الارض ست مرات، وفي كل مرة مكثوا بضع ساعات و أخذو معهم بضع كيلوغرامات من حجارتها ، فهل باستطاعتهم القول أنهم عرفوا الارض تماما ؟

 

لقد تشكلت فرق علمية عديدة لمناقشة التجارب الضرورية والمطلوب إنجازها ، خصوصاً حول العينات القمرية التي يجب التقاطها في الرحلات المستقبلية المأهولة إلى القمر ، وإحضارها إلى الأرض وفحصها لتلقي الضوء على أصل القمر .

 

وحتى الان وضعت الأولويات الأولى التالية في استكشاف القمر :

 

هل هناك جليد ماء على القطبين ؟

 

هل يخرج بخار الماء من باطن القمر كما يفعل غاز الارغون وغاز الرادون ؟

 

ما هي نسبة التركيز في مواد المذنبات والكويكبات والنيازك في تربة القمر ؟

 

دراسة الظواهر الجيولوجية الشاذة : مثل المناطق شبه البركانية ؟

 

وأخيراً وليس آخراً ضرورة إحضار عينات اكثر من صخور القمر ومن اماكن متنوعة واخضاعها للتحاليل المخبرية الأرضية .

 

والخلاصة أيضًا:

 

على الكتب المدرسية أن تغير من عرضها عن نشأة القمر ، فهو لم ينفصل عن الارض، ولا من المحيط الهادي . وعلى الرغم من أن نظرية الاصطدام هي الأكثر شعبية بين علماء الفلك حول أصل القمر، وأنها حالياً الوحيدة القادرة على تفسير محيرات وغرائب القمر الجيوكيميائية والديناميكية . إلا أنه ليس من الواضح بعد بقاء الفكرة ثابتة أم انها ستضعـف وتزول أسوة بالنظريات والأفكار السابقة .

 

 

 

 

القمر في أرقام

متوسط المسافة بين الكرة الارضية والقمر

384.403 كم

 

أقل مسافة بين الكرة الارضية والقمر 356.410 كم

 

أقصى مسافة بين الكرة الارضية والقمر 406.740 كم

 

ميلان مدار القمر على مدار الأرض 9 5ْ ( خمس درجات وتسع دقائق)

 

الميل المحوري ( بالنسبة إلى مداره ) 6.67 درجة

 

قطر القمر 3475 كيلو متراً

 

متوسط كثافة القمر 3.34 غرام / سم3

 

درجة الحرارة على سطحه ليلاً - 153 ْ سلسيوس

درجة الحرارة على سطحه نهاراً + 107 ْ سلسيوس

دورة القمر النجمية 27.32 يوم (27 يوماًً و 7 ساعات و 43 دقيقة و 27 ثانية )

 

دورة القمر الاقترانية 29.53 يوم (29يوم و12 ساعة و44 دقيقة و 3 ثوان)

معدل سرعة القمر في مداره 1,02 كم/ثانية

تسارع الجاذبيةacceleration of gravity 2 متر/ثانية2

سرعة الإفلات escape speed 2.4 كيلومتر/ثانية

 

الانعكاسية albedo 0.12

 

 

 

تقبلو تحياااتي اخوكم ابراهيم محمد

 

 

الرجاااااء الرد

Share this post


Link to post
Share on other sites

كأن المتدى خاااالي من الاعضااااء لا احد يرد لماااااذاااااااااااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :(

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×