Jump to content

Recommended Posts

السلام عليكم

بقلم: الدكتور: مصطفى عصفور*

 

" أريد أن اعرف كيف خلق الله العالم، فأنا غير مهتم بهذه الظاهرة او تلك،

ولا بطيف هذا او ذاك العنصر، انما أود لو علمت أفكار الله، وأما ما تبقى

فان ما هو الا تفاصيل لاحقة" ( البرت آينشتين)

 

"كلما زاد تعلمنا وكلما تعمقت تربيتنا، زادت معرفتنا بما لا نعرف، أي

معرفتنا بجهلنا وعيا وتحديدا واعرابا بالنطق. اذ ليس المصدر الرئيسي

لجهلنا سوى ما تفيد الحقيقة من ان علمنا قد يكون محدودا، اما جهلنا فلا

حدود له" ( كارل بوبر )

 

 

البحث عن أصل الكون هو نشاط إنساني قديم جداٌ منذ وجود الإنسان على هذا الكوكب، الكون وما فيه من أسرار، حفزَ الإنسان على التأمل لحل ألغازه ومعرفة نواميسه وفك عقده وطلاسمه. وكثيرا ما استطرد الإنسان في العديد من الأسئلة حول الكون الذي حيرته وما زالت تحيره حتى يومنا هذا ومنها:

 

#61592; كيف بدأ الكون وكيف وصل إلى صورته الحالية؟

#61592; هل للكون نهاية؟

#61592; ما هو موقع الإنسان في الكون؟

#61592; هل الإنسان وحده، أم هناك مخلوقات أخرى في الكون؟.......الخ

 

 

 

 

 

 

*كاتب المقال يدرس حالياً في جامعة تل أبيب للحصول على درجة الدكتوراة بموضوع ألجيوفيزياء والعلوم الفلكية (Geophysics and Planetary Science).

 

 

 

أني ادعوكم لتنطلقوا معي في رحلة كونية خارج سطح الأرض، لنتجول بين أجرام الكون التي حولنا محلقين في الفضاء. ان أقرب الأجرام السماوية الينا القمر، ثم تليه بقية الكواكب السيارة التي تدور حول الشمس خاضعة لها بولاء الجاذبية. ثم نجد أنفسنا وسط تيه من ملايين النجوم التي تتلالأ في السماء ليلا، وما كل منها الا شمس متقدة، قد تفوق شمسنا آلاف أو ملايين المرات، ويجرنا هذا الى المجرات أو الجزر الكونية التي تتألف منها مجموعات النجوم، وهي آلاف مؤلفة وكل منها يحوي ملايين النجوم، ثم يقودنا هذا الى ضرورة التفكير في هذا الكون الفسيح والرحب المكتظ بأجرام سماوية لا عد لها ولا حصر، كل هذا يشحن العقل ويقوده الى التفكير في نشوء الكون وتطوره، نهايته وما بعد نهايته. للأجابة عن هذا التساؤلات قد نحتاج لدراسات وكتب كثيرة، كي نفيها حقها، لكن للحقيقة العلمية المجردة، اكتفي باتطرق بمقالي هذا لخلاصة وأهم النظريات العلمية التي تطرقت لهذه التساؤلات، معظم هذه النظريات تبلورت ونشرت في العقود الأخيرة من القرن العشرين، بعضها اثبت خطاها وبعضها أثبت علميا صحتها عن طريق جمهرة من العلماء والباحثين بأمور الكون والفلك.

 

وهنا نود أن نستعرض أهم النظريات التي تطرقت لنشوء الكون:

 

1: نظريات الكون (Cosmology Theories)

 

أن علم الكون غريب في طبيعته، فهو يشمل مواضيع الرياضيات، الفيزياء، الفلسفة والدين. عرف لدى الشعوب القديمة، كالصينيين والفراعنة قبل آلاف السنين. لذا نلاحظ أن هناك مفاهيم فلسفية عديدة تبحث في هذا العلم، وكل منها يفترض مبدأ معينا، ومن هذه المفاهيم مثلا:

مفهوم المبــــــدأ الكوني (Cosmological Principle) الذي يفتـــــــرض أن الكـــــــون متــجانس (Homogeneous) ومتماثل الخواص الاتجاهية (Isotropic).

مفهوم المبدأ الكوني المتكامل (Perfect Cosmological Principle)، أي متماثل الخواص الاتجاهية ومتجانس في المكان.

 

 

 

 

أهم النظريات التي تفسر نشوء الكون هي:

نظرية الحالة المستقرة - (Steady - State Theory)

لقد أعلن في جامعة كامبردج عام 1948 كل من العلماء بوندي وجولد وهويل، بأن الكون بالمعدل يظهر كما هو من قبل الراصد في أي جزء من الكون، وفي أي زمان منه، لذلك فليس للكون بداية أو نهاية فهو أزلي. أي انه يبقى كما هو عليه الآن وكما كان عليه قبل بلايين السنين. هذه النظرية لقد ثبت خطؤها في السنوات الأخيرة.

نظرية الخلق المستمر - (Continuous Creation Theory)

هذه النظرية تنص على أن الكون لا يملك لحظة ابتداء أو لحظة انتهاء. المجرات التي تتباعد تخلق محلها المادة (على شكل ذرات الهيدروجين)، لكي تبقى كثافة الكون ثابتة. أي أن هناك خلق دائم للمجرات والكواكب والنجوم (أنظر شكل 1 ).

 

 

شكل 1: ازدياد كثافة الكون

 

نظرية الكون المتذبذب (Oscillating Universe)

هذه النظرية تفترض بأن الكون متذبذب بتأثير الجاذبية التثاقلية، أي أن الكون غير ثابت فتارة يتمدد وأخرى يتقلص وينكمش ليكون كتلة واحدة مثل الثقب الأسود (Black Hole)، وذلك بسبب قوة الجاذبية، فعندما تكون الجاذبية قوية، الكون يتقلص، وعندما تضعف الكون يتمدد، أما الأسباب التي تؤدي إلى ازدياد قوة الجاذبية أو ضعفها فذلك يتعلق في أسباب فلكية أخرى.هذه النظرية لم تلق دعما علميا تاما، ولكن الإدعاء بأن الكون مستمر بالتمدد هو من بين نماذج الكون المتطور التي تلقى قبولا اكثر من الكون المتذبذب.

 

 

نظرية الانفجار العظيم (النظرية السديمية) - (The Big Bang Theory)

هذه النظرية هي الأقوى، والأكثر قبولا بين عامة العلماء اليوم في نشوء الكون. فافترض العلماء ومنهم كاموا (Kamo)، وتولمان (Tulmam)، وروبرت دك (Robert Dek) سنة 1935، بأن أصل الكون هو سديم (غبار كوني = دخان) كان يتكون من مواد معدنية، كالحديد، والنحاس، ومواد غازية كالهيدروجين والهليوم (أنظر الشكل 2)، وفي مرحلة معينة اندمجت مع بعضها في كتلة واحدة، أي أنها في اصلها لم تكن شيئا واحدا بل خليطا من مواد عديدة التحمت ببعضها، بعد عملية الاندماج ازداد الضغط الداخلي ودرجة الحرارة مما أدى إلى انفجار عظيم جدا.

 

 

 

شكل 2: غبار كوني (دخان)

 

 

 

تكونت من هذا الانفجار المجرات، النجوم والكواكب. المجرات، النجوم والكواكب، أو ما يسمى بالكون، آخذ في الاتساع، ولكن هذا الأتساع ليس لا نهائيا بل سوف يتوقف في مرحلة معينة ثم يبدأ بالانكماش، ذلك بسبب قوة الجاذبية، "حيث سيعود" كتلة واحدة كما بدأ عن طريق "الثقوب السوداء" والتي ما هي إلا مقابر للأجرام السماوية. افترض العلماء أن هذا الانفجار حدث قبل 15 مليارد سنة. ( أنظر شكل 3).

 

شكل 3: كثافة الكون آخذة في الانخفاض نتيجة اتساع الكون

 

يدعم التقدّم العلمي والتكنولوجي نظرية الانفجار العظيم، ويضيف حقائق علمية دامغة مؤكدة صدق هذه النظرية. من أهم هذه الحقائق:

1. اتساع الكون - (The Expanding Universe)

عندما ننظر إلى السماء في ليلة صافية غير مقمرة، نرى الكثير من الكواكب والنجوم المنتشرة في السماء. وكثيراً من الأحيان يتبادر إلى ذهننا كم تبعد عنا هذه النجوم؟ وكم عددها؟ للإجابة عن هذه التساؤلات نحتاج إلى استعمال السنة الضوئية (Light Year)، وهي المسافة التي يقطعها الضوء في الفراغ خلال سنة واحدة، ولأستخراج قيمتها بالكيلومترات نستخدم ما يلي:

 

 

 

 

 

 

لحساب المسافة بين مكانين نستعمل قانون فيزيائي بسيط;

 

X = V x T

 

حيث أن:

X = المسافة

V = السرعة (وهي سرعة الضوء في هذه الحالة وتساوي 300000 كم / ثانية)

T= الزمن ويساوي سنة واحدة، أما باثواني فيعادل:

365 بوم #61620; 24 ساعة #61620; 60 دقيقة #61620; 60 ثانية= 31536000 ثانية

الآن نعوض في المعادلة الآنفة الذكر: 300000كم / ثانية #61620; 31536000 ثانية=9460800000000 كم. إذا السنة الضوئية = 9460800000000 كم

 

إن أقرب النجوم إلينا هو "بروكسيما كانتوري"، ويبعد عنا 4 سنوات ضوئية (أي أن الضوء يحتاج إلى 4 سنوات لكي يصل إلى الكرة الأرضية)، أي أنه يبعد حوالي 7 ملايين كيلومتر!! أما بالنسبة لعددها، فلو خرجنا إلى المناطق البعيدة عن أضواء القرية أو المدينة في إحدى ليالي الصيف، ونظرنا إلى السماء عموديا فوق الرأس لشاهدنا حزاما من الضوء المتقطع، يتألف من عدد كبير من النجوم التي لا يمكن أن ترى بالعين المجردة ، كذلك الغازات والأتربة الكونية السائبة، إن هذا الحزام الكثيف بالنجوم ما هو إلا ذراع من اذرع مجرتنا التي تدعى "درب التبانة" أو "درب اللبانة" (The Milky Way)، والتي تحتوي على منظومتنا الشمسية.

الدراسات العلمية أظهرت أن مجرتنا (مجرة درب التبانة) هي جزء من مجرة هائلة تسمى المجرة الحلزونية، وهي عبارة عن قرص مستو يحتوي على ما يقارب الـ 200 مليارد نجم وقطرها حوالي 100,000 سنة ضوئية. أما المنظومة الشمسية فهي جزء من مجرة درب التبانة التي تقع في الذراع الوسطى للمجرة الحلزونية، وتبعد بمقدار 30000 سنة ضوئية عن مركز المجرة، (انظر شكل 4).

 

 

شكل 4: موقعنا في الكون

 

 

 

من هنا يسأل سؤال في غاية الأهمية: نتوقع من وجود هذا العدد الهائل من الكواكب والنجوم في الفضاء الخارجي أن تكون شدة الضوء التي تصلنا من جميع الأجرام السماوية عالية جدا ومتساوية في جميع الاتجاهات، فلماذا الفضاء الخارجي معتم؟

هذا التناقض يدعى تناقض "اولبرز" (Olbers Paradox)، نسبة إلى العالم الفلكي اولبرز الذي حيرَّه هذا السؤال سنة 1892. أولبرز افترض بأننا نستقبل الضوء من كل مكان في الكون بشكل متساو. تكون شدة الإضاءة إذا:

شدة إضاءة سطح الشمس

حيث أن:

L – سطوع مصدر الضوء.

r – قطر الشمس.

 

إذا، من هنا لو افترضنا بأن كثافة مصادر الضوء (النجوم) هي n، وأن الكون مقسّم إلى أغلفة كروية، انظر الشكل التالي:

 

 

 

شكل 5: الراصد يشاهد النجوم كأغلفة كروية

 

 

 

تكون شدة الإضاءة:

 

 

انتبه:

n – عدد الأغلفة.

- الحجم.

 

 

من هنا ينتج أن:

 

ولكن، من جهة أخرى، لا يمكننا أن نأخذ مصادر الضوء ، لأن هنالك بعض النجوم التي تحجب نجوما أخرى واقعة على نفس الخط من الراصد. لذلك، نأخذ الحجم الأقصى Dmax !

 

 

 

 

شكل 6: هناك نجوم محجوبة عن طريق النجوم القريبة من الراصد

 

 

 

 

ينتج:

 

حيث أن:

- مساحة الكرة العظمى.

- جميع النجوم المتواجدة في الكرة العظمى.

 

ينتج أن:

 

 

وهذا هو القطر الأقصى الذي يصل منه الضوء إلى الراصد.

الأقطار التي أكبر من D ، تُحجَب نجومُها عن عين الراصد. لذلك، نعوِّض بدل ، وينتج:

 

 

 

حيث أن:

- شدة إضاءة الشمس.

 

من هنا نرى بأن أولبرز وصل إلى استنتاج فيزيائي مهم، وهو أن شدة إضاءة الكون يجب أن تكون اكبر من الشمس بحوالي 3 مرات؟؟؟!!! ولكن، مع كل ذلك، الفضاء معتم. هذا هو تناقض أولبرز الذي لم يستطع فهمه بشكل عميق.

 

 

لم يكن الحساب الفيزيائي دقيقا لعدة حقائق، منها:

 

1. n – عدد النجوم، وهو غير ثابت من ناحية المكان والزمان.

2. الكون هو نهائي.

 

 

الضوء الذي يصلنا من الشمس ما هو ألا حزم ضوئية أمواجها مختلفة، تقسم هذه الحزم الضوئية إلى ثلاثة أقسام (من حيث طول الموجة).

1. الموجات الطويلة - تحت الحمراء InfraRed: هذه الموجات تتميز بطول الموجة وبفقرها للطاقة، طول الموجة اكثر من 0.7 ميكرون. وهي تشكل %50 من اشعة الشمس الكلية.

2. الموجات المرئية Visible Light : هذه الامواج التي يستطيع الانسان ومعظم الكائنات الحية الرؤية بها. طول هذه الامواج يتراوح ما بين 0.4 – 0.7ميكرون. وهي تشكل %9 من اشعة الشمس الكلية.

3. الموجات القصيرة - فوق البنفسجية Ultra Violet : تتميز هذه الامواج بقصرها، وهي اقل من 0.4 ميكرون. هذه الامواج غنية بالطاقة، وخطرة جدا على الكائنات الحية. وتشكل %41 من اشعة الشمس الكلية.

 

عين الإنسان ومعظم الكائنات الحية حساسة لطول الموجة المرئية، ويترجم كل طول موجة عن طريق عقل الإنسان إلى لون. عين الإنسان مثلا حساسة فقط لأطوال أمواج تتراوح بين ، حيث أن طول الموجة 0.7 يترجم عن طريق عقل الإنسان إلى اللون الأحمر. ويجدر بنا الإشارة هنا، بأن هذه أطول موجة تستطيع عين الإنسان استقبالها؛ وأقصر موجة تكون عين الإنسان حساسة لها فهي 0.4 والتي ترجم إلى اللون البنفسجي. أما الموجات ما بين 0.4 - 0.7 تكون عين الإنسان حساسة لها، لذلك نرى ألوان الطيف الضوئي بألوانه المختلفة (أطوال مختلفة). أما الموجات الأطول من 0.7 لا تكون عين الإنسان حساسة لهذه الأطوال؛ وأقصر من 0.4 أيضا عين الإنسان غير حساسة له.

 

 

 

هنا يجب أن نشير بأن لون الجسم متأثر بحركته بالنسبة للراصد. أول من تطرق لهذا الموضوع هو العالم الأمريكي هابل (Hubble) بالاستعانة بظاهرة دوبلر (هذه الظاهرة سميت على اسم مكتشفه كريستان دوبلر (Christian Doppler) (1803-1853). لكي نوضح هذه الظاهرة نأخذ مثالا، سيارة إسعاف عندما تبدأ الصفارة بالصـــــفير، القريب من الصفارة يسمعها جيدا، وعندما تبتعد عنه سيارة الإسعاف صوت الصفارة يأخذ بالضعف وذلك طرديا مع الابتعاد). هابل استطاع أن يطبق ظاهرة دوبلر على الضــــوء، في سنة 1924. وهذا ما يسمى بالإزاحة نحو الأحمر (Red Shift) والإزاحة نحو الأزرق (Blue Shift).

 

 

الإزاحة نحو الأحمر

معظم الإزاحة في الطيف الضوئي للمجرات يشير إلى أن الإزاحة نحو الأحمر. يمكن عرض الإزاحة نحو الأحمر عن طريق عامل الإزاحة نحو الأحمر (Z) بالشكل التالي:

 

 

حيث أن:

- طول الموجة التي قيست من الكرة الأرضية.

- طول الموجة التي صدرت مباشرة من المجرة.

 

يعود الفرق بين أطوال الموجات إلى عامل دوبلر. المجرات التي تبتعد عنا نرى أمواجها الضوئية "طويلة"، لأن طول الموجة الصادرة من المجرة أكبر نسبيا إلينا. لذلك، كلما كانت المجرة أسرع فالإزاحة نحو الأحمر اكبر. أما إذا كانت سرعة المجرات اقل من سرعة الضوء إذا يكون التغيير الجزئي في طول الموجة:

 

حيث أن:

V - سرعة المجرة.

c – سرعة الضوء.

 

 

 

أي أن هذه المعادلة صحيحة للمجرات التي سرعتها أقل من سرعة الضوء، لذلك:

 

 

مثال 1:

مجرة متواجدة في برج العذراء، Z=0.004. سرعة ابتعاد المجرة عنا هو:

 

V=0.004 c

 

إذن، يتعلق لون المجرة أو النجم بمكان الناظر واتجاه المجرة، هل تتجه نحو الراصد أو تبتعد عنه؟ فالمجرات التي تبتعد عنا نشاهدها باللون الأحمر، أما المجرات التي تقترب منا نشاهدها باللون الأزرق. (أنظر شكل 7).

 

 

 

 

شكل 7: الناظر "أ" يرى لون مصدر الضوء أحمر، أما الناظر "ب" يرى لون مصدر الضوء أزرق

 

 

في سنة 1924 أعلن هابل بأن المجرات تبتعد عنا في جميع الاتجاهات، وتخضع لعلاقة طردية مباشرة بين المسافة والزحزحة الطيفية نحو الأحمر. ولقد تمكن هابل في عام 1930 من إيجاد هذه العلاقة وسميت باسمه (أي قانون هابل) الذي ينص على أن سرعة ابتعاد المجرات تتناسب طرديا مع بعدها عنا.

 

 

 

 

V = H #61620; d

حيث أن:

V = سرعة الابتعاد للمجرات

H = ثابت التناسب لهابل ( 17 كم / ثانية لكل مليون سنة ضوئية)

d= بعد المجرات

 

إن تفسير قانون هابل هو أن الأجرام السماوية في الكون تبتعد عنا في جميع الاتجاهات، أي أن الكون في حالة تمدد أينما كان موقعنا في الكون. هذا الاكتشاف أدى إلى انقلاب علمي كبير في مجال علم الفلك.

من هنا الجواب على تناقض "أولبرز" هو: لكي يكون حل لتناقض "اولبرز" يتطلب كون محدود الأبعاد والعمر، لأن الضوء يصلنا من المجرات التي تقع عند الأفق البصري (سرعة ابتعادها يساوي سرعة الضوء) والتي يبلغ عمرها عمر الكون، كذلك فإن الزحزحة نحو الأحمر تؤدي إلى خفض شدة الضوء الذي يصلنا وهذا يتطلب كونا متمددا.

 

2. الأشعة الكونية Background Radiation

في عام 1964 عالمان بريطانيان Benzias & Welson الذان يعملان في مختبر بيل Bell، المختبر الذي يستقبل موجــــــــــــات الراديوية مــــن الــــــفضاء الخارجي (تلسكوب راديوي – انظر شــــكل 8).

 

 

ولكن قبل البدء بتشغيل هذا المختبر أرادا فحص هذا الجهاز، ولكنهما لاحظا بأن هناك تشويش ثابت يستقبله الجهاز من كل مكان وكل اتجاه. عندئذ استنتجا بان مصدر هذا التشويش الراديوي ينبع من الفضاء الخارجي وليس من الكرة الأرضية. لذلك، حاولا معرفة درجة حرارة الفضاء الخارجي عن طريق الموجات الراديوية بالاستعانة بقانون واين:

 

ومن هنا توصلا إلى أن درجة حرارة الكون تبلغ 2.7 K. كان هذا الاكتشاف مهما جدا في دعم نظرية الانفجار العظيم وقد حازا على جائزة نوبل ثمرة الجهود التي بذلت.

 

3. نسبة الهيدروجين

التقدم العلمي يشير بان النسبة بين H وَ He هو ثابت في كل الكون:

 

 

ثابت

 

2: مستقبل الكون (The Future of The Universe)

 

بعد الأبحاث العلمية الجادة والمضنية في علم الفلك، اتفق العلماء أن ولادة الكون حدثت عن طريق نظرية الانفجار العظيم، ولكن هل توجد نهاية للكون؟ الإجابة عن هذا السؤال ليست سهلة، لأن الإجابة تعتمد على جمع معلومات ونماذج هندسية وفيزيائية كاملة للكون. هنالك ثلاثة حالات لمستقبل الكون كلها تبدأ بالانفجار العظيم:

ا. الكون بعد الانفجار العظيم يتسع إلى ما لا نهاية، هذه النظرية تــــــــــــــــدعى بالـكون المفتوح

(Open Universe) ، ( أنظر شكل 9).

 

 

 

 

 

 

 

شكل 9: الكون المفتوح (Open Universe)

 

 

 

ب. الكون بعد الانفجار العظيم يتمدد إلى حد معـــــين ويبقـــى ثابتا، هذه النظرية تدعى بالكون المنبسط (Flat Universe) ، ( أنظر شكل 10).

 

 

شكل 10: الكون المنبسط (Flat Universe)

 

 

 

ج. الكون بعد الانفجار العظيم يتمدد إلى حد معين ثم يبدأ بالانكماش، هذه النظرية تدعى بالكون المغلق (Close Universe) ، ( أنظر شكل 11).

 

 

 

شكل 11: الكون المغلق (Close Universe)

 

 

 

العديد من العلماء وبعد تجارب علمية متقدمة يعتقدون بفكرة رجوع الكون إلى مرحلته الأولية (أي الكون المغلق)، فكما هو الحال عند قذف حجر إلى الأعلى بحيث يصل إلى أعلى ارتفاع، ممكن بعدها أن ينزل بتأثير الجاذبية الأرضية.

 

 

 

 

 

 

تأملات قرآنية

 

العلم والدين، متناقضان أم متفقان!

تعالوا معي نقلب البصر في كل اتجاه، لكي نعلم هل العلم والدين نقيضان أم العكس، العلم يكمل الدين، لكي يتسنى لنا البحث في هذا المضمار فـإن الأمانة العلمية تقتضي أن نلم بالأمر من جميع أطرافه. لأن القرآن الكريم ليس كتابا تعليميا يسرد الموضوعات ويحصيها، كما تحصي كتب المدارس الأسباب والمسببات في موقع واحد. بل سر القرآن في بلاغته.

أن تطهير النفس ان قامت على العلم، فتكون على اسس متينة، كالبنيان الذي له أساس متين. ولذلك نجد أن قضية الايمان في الاسلام لها سبيلان؛ أولهما سبيل التسليم أو بناء العقيدة على مسلمات لا دخل للعقل في مناقشتها او تعليلها، اعتمادا على ما يشعله الايمان في العواطف، وهذا ما يدعى "إيمان العوام" او الايمان بلا مناقشة. لا عجب في ذلك، فالايمان يحتاج قدرا كبيراً من التسليم، كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الترفع عن الجدل، والخوض في سفسطائيات التفسير العقيم، لأشياء لا يمكن ان يصل إليها العقل البشري لأنه قاصر. ولذلك حث الرسول عليه الصلاة والسلام على التوجه بالتفكير في خلق الله، من هنا نجد انفسنا أمام لون آخر من الايمان، وهو الايمان الذي يقوم على التفكر والتدبر، وهناك فرق شاسع بين المؤمن الذي يقوم أيمانه على بصيرة وحقائق علمية وبين المؤمن الذي يقوم أيمانه على التسليم، ورفع الله مكانة العلم والعلماء في أقوال كثيرة ترددت في مواقع عديدة في القرآن منها:

{ قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون } الزمر آية 9.

{ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } المجادلة آية 11.

كما تبين آنفا، فأن معظم العلماء يتفقون على نظرية الأنفجار العظيم، التي تفسر نشوء الكون، فيما يلي تلخيص لما جاءت به النظرية:

غبار كوني او ما يدعى بالدخان تكاثف وإلتحام هذا الغبار الكوني مع بعضه البعض إزدياد في الضغط الداخلي ودرجة الحرارة لهذه الكتلة الملتحمة إنفجار قوي جداً يؤدي الى انفصال الأجزاء عن بعضها البعض ( الفتق ) تكون المجرات والنجوم والكواكب تمدد الكون وإتساعه (أي تباعد المجرات عن بعضها البعض) موت النجوم والكواكب (الثقب الأسود ) إنكماش الكون (أي اقتراب المجرات من بعضها البعض بسبب إزدياد في قوة الجاذبية ) إلتحام المجرات والنجوم مع بعضها البعض وتكون كتلة واحدة.

تعالوا معي لنرى ماذا يصرح القرآن الكريم في نشوء الكون.

{ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} (فصلت، 11).

من الآية الكريمة نرى بشكل واضح الاشارة بوجود كتلة غازية ذات جزيئات فيما يسميها القرآن بالدخان، هذه الجزيئات التحمت مع بعضها البعض بأمر من الله.

{ أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون } (الأنبياء ،30)

هذه الآية تخبرنا بان االسماوات والارض (الكون)كانتا كتلة واحده ملتحمة، والمقصود بقوله تعالى (كانتا رتقا) أي كانتا شيئاُ واحداٌ متصلاٌ ببعضه. ثم انفصلا، وذلك بقوله تعالى (ففتقناهما)، والمقصود بهذه الكلمة هي عملية الانفصال.

{ والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون } (الذاريات، 47)

من الآية نستنتج بان بعد عملية الفتق أخذت الكواكب بالانتثار والتوسع، والمقصود بعملية اتساع الكون هي تمدد الكون كما جاء سابقاٌ.

{ فلا أقسم بمواقع النجوم } (الواقعة، 75 )

ان الله عز وجل يقسم بمواقع النجوم، ان دل هذا الأمر يدل على عظمة هذا القسم ومما يدل على ابتعاد النجوم عن الارض ومواقعها الآخذة في الأتساع يوم بعد يوم.

{ والسماء ذات البروج } (البروج، 1)

{ تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا } (الفرقان 61)

{ ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين } (الحجر، 16)

{ إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } (الصافات، 6 )

{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير }

(الملك، 5)

{ فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم } (فصلت، 12)

مما نرى من الآيات الآنفة الذكر، بان بعد عملية الفتق اخذت النجوم بالابتعاد عن بعضها البعض، وهنا يسأل سؤال مهم وهو؛ اتساع الكون وابتعاد النجوم عن بعضها البعض هذا الأمر يجعلها غير ثابتة في مكانها، أي ان موقع هذه النجوم متغير؟

 

 

 

 

الجواب على هذا السؤال هو ان موقع النجوم ثابت نسبياٌ، وذلك لأن ابتعاد النجوم في سرعة ثابتة وبأتجاه واحد، وبما ان البعد بيننا وبين النجوم كبير جداٌ فلذلك نرى النجوم ثابتة. لكي نوضح ذلك نأخذ مثال من حياتنا اليومية، الكل يعلم بأن الكرة الأرضية تدور حول نفسها بسرعة 16667 كم / ساعة، فلماذا لا نشعر بهذه السرعة؟

من هنا نرى النجوم ثابتة في مكانها مكونة اشكال معينة التي تسمى بالبروج، من الآيات السابقة نرى بوضوح بان النجوم والكواكب متواجدة في السماء الدنيا، والتي تعطي منظراً جميلاً عن طريق الأبراج المختلفة (وزينا السماء الدنيا)، وايضاٌ هداية للتائه في الليل.

{ وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون } (الانعام، 97)

{ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون } (فصلت، 37)

 

أحد الأسئلة التي سألت آنفاٌ ما هو عدد النجوم؟

من الآية السابقة نرى بشكل واضح بان الله يخاطب البشر ويقول الله عز وجل يا ابن آدم لا تسجد للشمس ولا للقمر واسجد لله الذي خلقهن، تعالوا لنمعن النظر في كلمة "خلقهن" فهي جمع مؤنث تعود على الشمس والقمر، بمعنى ان هنالك الكثير من الشموس والأقمار السابحة في الفضاء، فلقد ذكرت آنفا بان عدد النجوم في مجرتنا يبلغ ما يقارب ال 200 مليارد نجم !!!

{ والسماء ذات الحبك } (الذاريات 7)

ان الأهمية الكبرى للنجوم هي بقاء الكون على هيئته، ووجود النجوم بمثابة احجار بناء لهذا الكون، واما الأسمنت الذي يربط بين هذه الأحجار فهي الجاذبية. لكي نوضح هذا الأمر نأخذ بيتاٌ ونرى المراحل الأساسية في بناء البيت، المرحلة الأولى إحضار حجارة البناء، وبعد ذلك احضار الأسمنت وهي المادة التي تحبك وتربط الحجريين القريبين، فالبعد بين احجار البناء متساو، فلو أخذنا هذا المثال وطبقناه على الكون لرأينا النجوم هي الحجارة ووحدات البناء الأساسية، اما

الأسمنت فهي الجاذبية بين النجوم. من الآية السابقة نرى قوله تعالى (والسماء ذات الحبك) والمقصود بكلمة حبك هو التماسك ما بين النجوم.

اما بالنسبة لموت النجوم فالقرآن الكريم يذكر ما يلي:

{ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين }

(الأنبياء ،104).

 

{ أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أئله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم

صادقين } (النمل، 64)

{وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } (الروم، 27)

{ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } (الدخان، 10)

من الآيات السابقة نرى بوضوح بأن نهاية الكون مشابهة لبدايته، فبدأ بدخان وينتهي بدخان.

{ فإذا النجوم طمست } (المرسلات، 8); { وإذا النجوم انكدرت } (التكوير، 2); { النجم الثاقب } (الطارق، 3); { اقتربت الساعة وانشق القمر } (القمر، 1); { يسئل أيان يوم القيامة فأذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر } (القيامة، 9).

 

من الآيات الآنفة الذكر نرى بأن موضوع انكماش الكون على نفسه حقيقة قرآنبة، وايضاٌ معظم العلماء المتبحرين في علم الفلك يتفقون بأن تمدد الكون له نهاية، وذلك بسبب الأزدياد الآخذ في قوى الجاذبية في الكون (الثقب الأسود)، فطمس النجوم وانكدارها والنجم الثاقب واجتماع الشمس والقمر ما هي إلا دلائل على نهاية الكون.

{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين } (الأنياء 16)

أن هذه الصورة الواضحة لبدء الخليقة وانتهائها، صورة علمية دقيقة، استقر عليها أغلب علماء الفلك، ولم يجدوا تفسيرا آخر أكثر منطقيا منها، فالقرآن الكريم يعتبر اكبر متحدي لعلوم الفلك والكونيات. والأنسان اذا فكر في هذه القضايا الكونية، فان عليه أن يعلم انه كائن بسيط في هذا الكون الواسع، وان الله قادر على صنع المزيد من المعجزات التي تفوق خيال اللأنسان كما في قوله سبحانه:

{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } (الملك، 53)

Share this post


Link to post
Share on other sites
يااا الله هذا ااكبر اثبات على عضمه الخااااااالق

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×