المتميزة ان شاء الله 0 Report post Posted August 7, 2008 الشمس مصدر الدفء والضياء على الأرض وبدون الشمس تنمحى الحياة الراقية على الأرض . فالطاقة الشمسية لازمة للحياة النباتية والحيوانية ، كما أن معظم الطاقات الأخرى الموجودة على الأرض مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعى والرياح ما هى إلا صور مختلفة من الطاقة الشمسية وقد يندهش القارىء إذا ما علم أن الشمس التى هى عماد الحياة على الأرض والتى قدسها القدماء لهذا السبب ، ما هى إلا نجما متوسطا فى الحجم والكتلة واللمعان ، حيث توجد فى الكون نجوم أكبر من الشمس تعرف بالنجوم العملاقة ، كما توجد نجوم أصغر من الشمس تعرف بالنجوم الأقزام . وكون الشمس نجما وسطا يجعلها أكثر استقرارا الأمر الذى ينعكس على استقرار الحياة على الأرض . فلو زاد الإشعاع الشمسى عن حد معين لاحترقت الحياة على الأرض ولو نقص الإشعاع الشمسى عن حد معين أيضا لتجمدت الحياة على الأرض . والشمس هى أقرب النجوم إلى الأرض ، وهى النجم الوحيد الذى يمكن رؤية معالم مسطحه بواسطة المنظار الفلكى . أما باقى النجوم فيصعب حتى الآن مشاهدة تفاصيل أسطحها نظرا لبعدها السحيق عنا . فلوا استخدمنا أكبر المناظير فى العالم نرى النجوم كنقط لامعة وبدون تفاصيل ، أما لو استخدمنا منظارا متوسطا فى القوة لرأينا مساحات على سطح الشمس تساوى مساحة القطر المصرى تقربيا . وعلى سبيل المثال المقارنة نجد أن متوسط بعد الشمس عن الأرض يساوى 93 مليون ميل ويعرف بالوحدة الفلكية لقياس المسافات فى الكون وتساوى 149.6 مليون كم . أما أقرب نجم أو شمس لنا بعد شمسنا يقدر بعده بحوالى 4.2 سنة ضوئية أى يعادل حوالى 42 مليون مليون كيلو متر . الوصفجسم الشمس كرة ضخمة من المادة المشتعلة التى تتفاوت درجة الحرارة وكثافة المادة فى أجزائها المختلفة وهى محاطة بغلاف جوى . الحجمتتسع الشمس لحوالى مليون وثلث كرة أرضية . الكتلة333.4 ألف مرة كتلة الأرض أو ما يعادل 2 مليون بليون بليون طن . وتكون كتلة الشمس 99.86 %من كتلة المجموعة الشمسية. درجة الحرارة حوالى 6000 درجة مئوية على سطح الشمس تزداد الى حوالى 16 مليون درجة مئوية فى قلب الشمس . التركيب الكيماوى 70% هيدروجين ، 28 % هيليوم ، 2 % عناصر أخرى . مصدر الطاقة الشمسية التفاعلات النووية الاندماجية حيث تتحول نويات الهيدروجين إلى نويات هيليوم ، وفارق الكتلة بين النويات الداخلة فى التفاعل والناتجة عنه يتحول الى طاقة غزيرة . وتحول الشمس كل ثانية 5 مليون طن من كتلتها لتشع لنا الطاقة الغزيرة . عمر الشمس طبقا لمخزونها من الوقود الهيدروجينى يقدر العلماء أن عمر الشمس حوالى 10 آلاف مليون سنة مضى منها 4600 مليون سنة وما تبقى من عمر الشمس يقدر بحوالى 5500 مليون سنة . التركيب الطبقى تتكون الشمس من عدة طبقات هى طبقة التفاعلات النووية تعلوها طبقة تيارات الحمل التى تغلفها الطبقة المضيئة أو طبقة الفوتونات ( الفوتوسفير ) مصدر الضياء والإشعاعات الشمسية وتبدو على هيئة القرص المضىء للشمس . الغلاف الجوى الشمسىيتكون من طبقتين باهتنين هما الطبقة الملونة ( الكرموسفير ) وطبقة الإكليل الشمسى . وهاتان الطبقتان خافتتان ولا يشاهدان إلا فى أوقات الكسوفات الكلية أو باستخدام مناظير خاصة . الظواهر الشمسية من أهمها ظاهرة البقع الشمسية وهى مناطق معتمة تظهر على سطح الشمس وتبدو معتمة لانخفاض الحرارة فيها بحوالى 1500 درجة عن درجة حرارة السطح المضىء للشمس . ويصاحب ظهور البقع الشمسية ظهور شعيلات شمسية لامعة وانفجارات شمسية كبيرة تصل قوتها فى بعض الأحيان إلى عدة مليارات من القنابل الهيدروجينية ، كما تنطلق ألسنة اللهب العملاقة من الشمس ، التى يصل طولها فى بعض الأحيان الى ربع مليون كيلومتر ، بالإضافة الى الرياح الشمسية التى تجوب المجموعة الشمسية . تحيتي و شكرا Share this post Link to post Share on other sites
محب الفضاء 0 Report post Posted August 8, 2008 الف شكر اختنا على هذا المجهود ونتمنى منك المزيد من المشاركات Share this post Link to post Share on other sites
المتميزة ان شاء الله 0 Report post Posted August 8, 2008 بارك الله بك . و لك ماتريد اخي . ان شاء الله ساشارك باستمرار.. " وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا " (الشمس:1). هذه الآية الكريمة جاءت في مطلع سورة الشمس, وهي سورة مكية, وآياتها 15 بدون البسملة، وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله ـ وهو الغني عن القسم ـ بالشمس وضحاها (ضمن قسم بعدد من آيات الله في الكون) على فلاح الإنسان في الدنيا, ونجاته في الآخرة إذا عمل على تزكية نفسه بتقوى الله ، ( والتي فسروها بالخوف من الجليل, والعمل بالتنزيل, والاستعداد ليوم الرحيل), وعلى فشله في الدنيا, وخيبته وهلاكه في الآخرة إذا لم يُلزم نفسَه تقواها, ولم يزكها بإلزامها منهج الهداية الربانية, وتركها على هواها في ظلمات الشهوات والمعاصي والضلال والفجور, تندس في مستنقعاتها, ومتاهاتها . وتبدأ السورة الكريمة بقسم من الله بتسع آيات من آياته الكونية المبهرة التي جاءت متتابعة على النحو التالي : (1) " وَالشَّمْسِ " : وهي أقرب نجوم السماء إلينا، ومصدر الطاقة والدفء للأرض ومن عليها . (2)" وَضُحَاهَا " : وهي لحظة إشراقها في حركتها الظاهرية إلى وقت الظهيرة . (3)" وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا " : أي إذا تبعها في إنارة الأرض بعد غروب الشمس . (4)" وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا " : أي وبالنهار الذي وضَّحها وجعلها ظاهرة للعيان؛ لأن آشعة الشمس لا تُرى إلا بعد تشتتها وانعكاساها لمرات عديدة على الأجسام المتناهية الضآلة في الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض، مثل هباءات الغبار, وقطيرات الماء وبخاره, وجزيئات الغازات المختلفة المكونة للهواء بتركيز معين . (5)" وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا " : أي وبليل الأرض إذ يغطيها عنا بطبقة ظلمته الرقيقة التي تلتقي مع ظلمة الكون, فلا تُرى الشمس على الرغم من وجودها . (6)" وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا " : أي وبالسماء وبنائها المحكم الدقيق على ضخامته, والإله القادر الحكيم العظيم الجليل الذي بناها . (7) " وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا " : أي وبالأرض ومدها وبسطها, وبالذي كوَّرها فمدها وبسط سطحها . (8) " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا " : أي وبالنفس الإنسانية وبالذي خلقها . (9)" فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " : أي بيَّن لها طريقي الخير والشر, وترك الخيار لها . ثم يأتي جواب هذا القسم المغلظ بقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ : " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " (الشمس:10,9) . وتختتم السورة بعرض نموذج من النماذج البشرية التي عصت أمر ربها, وحادت عن طريق هدايته, واتبعت هوى النفس فكان جزاؤها غضب الله, ونكاله, وتركها عبرة لمن لا يعتبر, وفي ذلك يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ : " كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا . إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا . فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا . فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا " (الشمس:11 ـ15) . وهذه الآيات تتحدث عن ثمود قوم نبي الله صالح ـ على رسولنا وعليه من الله السلام ـ وقد حذر قومه من المساس بالناقة، ومن التعرض لشربها, وقد جعلها الله ـ تعالى ـ لهم آية ومعجزة, فعقرها أشقاهم, وحمَّل الجميع تبعة ذلك الجرم؛ لأنهم لم يستنكروا فعلته, ولم يمنعوه من القيام بجريمته, فنزل بهم جميعاً ما يستحقون من غضب الله وتنكيله وبطشه, وهو ـ تعالى ـ أحكم الحاكمين, وأعدل العادلين, لا يخاف عقبى ما يفعل؛ لأنه ـ سبحانه وتعالى ـ رب هذا الكون, ومليكه, ومدبر أمره، وهو " لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " (الأنبياء:23) . وكل آية من الآيات الكونية والنفسية التي جاءت الإشارة إليها في سورة الشمس تحتاج إلى معالجة خاصة، ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا على الآية الأولى من هذه السورة المباركة, والتي تتحدث عن الشمس ـ أقرب نجوم السماء إلينا, وأنفعها لنا ـ وقبل البدء في ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح دلالة هذه الآية الكريمة . من أقوال المفسرين : تفسير قوله ـ تعالى ـ : " وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا " (الشمس:1) ذكر ابن كثير ـ يرحمه الله ـ ما نصه : قال مجاهد " وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا " : أي وضوئها, وقال قتادة, " وَضُحَاهَا " النهار كله . قال ابن جرير: والصواب أن يقال : أقسم الله بالشمس ونهارها؛ لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار . (انتهى قول المفسر) وجاء في تفسير الجلالين ـ رحم الله كاتبيه ـ كلام مشابه بإضافة أن (إذا) هنا لمجرد الظرفية (فلا تفيد الشرطية) , والعامل فيها فعل القسم (المقدر بـ: أقسم) . (انتهى قول المفسر وجاء في الظلال ـ رحم الله كاتبه برحمته الواسعة ـ ما نصه : يقسم الله ـ سبحانه ـ بهذه الخلائق والمشاهد الكونية, كما يقسم بالنفس وتسويتها وإلهامها, ومن شأن هذا القسم أن يخلع على هذه الخلائق قيمة كبرى, وأن يوجه إليها القلوب تتملاها, وتتدبر ماذا لها من قيمة، وماذا بها من دلالة, حتى استحقت أن يقسم بها الجليل العظيم ... وهنا نجد القسم الموحي بالشمس وضحاها ، بالشمس عامة وحين تضحى وترتفع عن الأفق بصفة خاصة, وهي أروق ما تكون في هذه الفترة وأحلى . في الشتاء يكون وقت الدفء المستحب الناعش, وفي الصيف يكون وقت الإشراق الرائق قبل وقدة الظهيرة وقيظها . (انتهى قول المفسر) وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ـ رحم الله كاتبه ـ ما نصه : في هذه السورة ترغيب في تزكية النفوس وتطهيرها بالإيمان والطاعة, وترهيب من خسرانها بالكفر والمعاصي, وإنذار لكفار مكة وأضرابهم, أن يصيبهم من النكال ما أصاب ثمود حين كذبوا رسولهم, وعقروا الناقة, وهي آية الله على صدقه في رسالته, وقد أقسم الله تعالى فيها ـ أي في سورة الشمس ـ بكائنات عظيمة النفع والآثار, دالة بوجودها واختلاف أحوالها على كمال قدرته ـ تعالى ـ ووحدانيته, وأقسم بنفسه ـ تعالى ـ إذ كان ـ سبحانه ـ الموجد والمبدع والمدبر لها أو بفعله الحكيم المتقن . (انتهى قول المفسر) ثم فصل في شرح الآية الكريمة التي نحن بصددها بالمعاني السابقة نفسها تقريباً . وجاء في كلٍ من المنتخب في تفسير القرآن الكريم, وصفوة التفاسير ـ جزى الله كاتبيهما خير الجزاء ـ كلام مشابه لا داعي لتكراره هنا . ونحن نعلم أن الآية القرآنية الكريمة حين ترد بصيغة القسم، فهذا من قبيل تنبيهنا إلى أهمية الأمر المقسم به؛ لأن الله ـ تبارك وتعالى ـ غني عن القسم لعباده. فما هي أهمية الشمس التي تستوجب قسماً من الله العلي العظيم في أربع آيات متتاليات في مطلع سورة سميت باسمها ؟ أولاًً : الشمس في القرآن الكريم : ورد ذكر الشمس في القرآن الكريم 35 مرة, منها 33 مرة باسمها الشمس, ومرتان بصفتها بأنها سراج مرة، وسراج وهاج مرة أخرى . وتصف هذه الآيات القرآنية الشمس بأنها ضياء ـ أي مصدر للضوء ـ وبأنها سراج ـ أي جسم متقد, مشتعل, مضيء بذاته ـ وبأنها سراج وهاج ـ أي شديد الوهج ـ وأنها والقمر آيتان من آيات الله, وأن الله ـ تعالى ـ قد جعل لنا من انضباط حركاتهما وسيلة دقيقة لحساب الزمن والتأريخ للأحداث، وأنهما والنجوم مسخرات بأمر الله, مسبحات بحمده, ساجدات لجلال عظمته, وأن هذا التسخير لأجل مسمى ينته بعده كل هذا الوجود، وأن بداية تهدم الكون الحالي تتمثل في بداية تكور الشمس وانكدار النجوم : " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ . وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ " (التكوير:2,1) . ثم في جمع كلٍ من الشمس والقمر : " فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ . وَخَسَفَ القَمَرُ . وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ " (القيامة:7 ـ9) . وهذه كلها من الحقائق التي لم يصل العلم المكتسب إلى معرفتها إلا في أواخر القرن العشرين, وورودها في كتاب الله المنزل من قبل أربعة عشر قرناً بهذه الدقة والإيجاز والشمول من أوضح جوانب الإعجاز العلمي في كتاب الله . وتمايز الآيات القرآنية الكريمة باستمرار بين ضوء الشمس (الضياء) ونور القمر (النور)، وتستخدم تبادل كلٍ من الليل والنهار, ومد الظل وقبضه, ومرور الجبال مر السحاب في إشارات ضمنية رقيقة إلى دوران الأرض حول محورها أمام الشمس . ثانياًً : الشمس في علوم الفلك : ماهية الشمس : الشمس نجم متوسط الحجم من النجوم العادية, يبعد عن الأرض بمسافة مائة وخمسين مليون كيلو متر في المتوسط, وهي على هيئة كرة من الغاز الملتهب يبلغ قطرها 1.400.000 كيلو متر (أي ما يزيد على110 مرات قدر قطر الأرض), ويبلغ حجمها 142.000 تريليون كيلو متر مكعب (أي قدر حجم الأرض1.300.000 مرة)، ويقدر متوسط كثافها بنحو 1.4 جرام للسنتيمتر المكعب, وتقدر كتلتها بنحو ألفي تريليون تريليون طن (أي333.000 مرة قدر كتلة الأرض), وتقدر جاذبيتها بنحو 28 ضعف قوة الجاذبية على سطح الأرض . وتمثل كتلة الشمس وحدها نحو 99% من كتلة المجموعة الشمسية، وتتناقص الكثافة في داخل الشمس من 200 جرام للسنتيمتر المكعب في نواتها إلى جزء من عشرة ملايين جزء من الجرام لكل سنتيمتر مكعب عند سطحها . ونظراً لارتفاع الضغط في قلب الشمس إلى ما يساوي أربعمائة مليار ضغط جوي، فإن عملية الاندماج النووي بين نوى ذرات الأيدروجين تنشط منتجة نوى ذرات الهيليوم ، وتنطلق الطاقة التي ترفع درجة حرارة قلب الشمس إلى أكثر من 15 مليون درجة مطلقة . وبواسطة عملية الاندماج النووي تفقد الشمس في كل ثانية نحو خمسة ملايين من الأطنان (4.6 مليون طن) من كتلتها على هيئة طاقة، مما يؤكد أن الشمس تتحرك إلى فناء حتمي, لن يتم بهذه العملية, ولكن هذه الحقيقة تؤكده وتشير إليه، وسبحان القائل في أربع مواضع من كتابه الكريم : " ... وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى .... " (الرعد:2; لقمان:29; فاطر:13; الزمر:5) . والقائل : " مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ..." (الأحقاف:3) . وتتركز الطاقة المنتجة في قلب الشمس, وتتناقص بالتدريج من أكثر من 15 مليون درجة مطلقة في مركز الشمس إلى نحو 6000 درجة مطلقة على سطحها عبر مسافة نصف قطر الشمس المقدرة بنحو 700.000 كيلو متر, أي بتدرج حراري يقدر بنحو 20 درجة مطلقة لكل كيلو متر تقريباً . البنية الداخلية للشمس : تنبني الشمس من نواة تتطابق عليها عدة نطق تتمايز من الداخل إلى الخارج على النحو التالي : (1) نواة الشمس (The Solar Core): ويبلغ قطرها نحو 346.000 كيلو متر, وتعتبر فرناً ذرياً هائلاً, تتم فيه عملية الاندماج النووي مولدة طاقة تقدر بأكثر من 15 مليون درجة مطلقة تحت ضغط يقدر بنحو الأربعمائة مليار ضغط جوي, مما يؤدي إلى تزايد كثافة المادة في نواة الشمس حتى تصل إلى ما بين التسعين والمائتي جرام للسنتيمتر المكعب, ولذلك يتركز نحو 60% من كتلة الشمس في نواتها التي لا تشغل سوى 2% فقط من حجم الشمس . (2) نطاق الإشعاع الشمسي (The Solar Radiation Zone) : ويحيط بنواة الشمس بسُمك يصل إلى 325.000 كيلو متر, والمادة في هذا النطاق أقل كثافة وحرارة من مادة النواة, وتمر به طاقة الشمس المنتجة في النواة على هيئة آشعة جاما, ثم تستكمل إلى بقية موجات الطيف الكهرومغناطيسي كاملاً في حدود هذا النطاق، ابتداءاً من تلك الآشعة إلى الآشعة الراديوية وما بينهما من الآشعة السينية, وفوق البنفسجية, وآشعة الضوء الأبيض, والآشعة تحت الحمراء . (3) نطاق الشمس الفقاعي أو نطاق تيارات الحمل في الشمس (The Solar Convective Zone) : ويقدر سمكه بنحو 150.000 كيلو متر, وفيه تتبرد التيارات المندفعة من نواة الشمس عبر نطاق الإشعاع إلى هذا النطاق بطريقة مستمرة، فتهبط من قمته إلى قاعدته، ثم تصعد إلى القمة وتهبط إلى القاعدة في ترددات كثيرة من تيارات الحمل، ومن هنا جاءت تسميتها، وتبلغ كثافة المادة في هذا النطاق نحو 0.01 جرام للسنتيمتر المكعب, وتقدر درجة حرارتها بنحو المليون درجة مطلقة, وضغطها بنحو المليون ضغط جوي . (4) نطاق الضوء الشمسي أو الكرة الشمسية المضيئة (The Solar Photosphere) : وهو الجزء المرئي من الشمس, ويبدو من بُعد على هيئة الأرض المملوءة بالحصى الذي يزيد قطر الواحدة منه في الحقيقة على مئات الكيلو مترات, ويتبدل هذا الحصى كل عشر دقائق لشدة الغليان، ويقدر سُمك هذا النطاق بنحو خمسمائة كيلو متر, وتقدر درجة حرارته بنحو ستة آلاف درجة مطلقة, وكثافة المادة فيه بنحو جزءين من عشرة ملايين جزء من الجرام للسنتيمتر المكعب, وضغطها بنحو 0.1 من الضغط الجوي, ويتميز هذا النطاق بوجود ما يسمى بالبقع الشمسية (أو كلف الشمس)، وهي مساحات داكنة باردة نسبياً (4000 درجة مطلقة) على هيئة مراكز لدوامات من الاضطرابات الغازية الحلزونية الحركة مع توليد مجال مغناطيسي يفوق مغناطيسية الأرض بملايين الأضعاف، فتؤثر على الاتصالات اللاسلكية تأثيراً كبيراً . (5) نطاق الألوان الشمسية أو الكرة الملونة للشمس (The Solar Chromisphere) : ويقدر سمكه بأكثر من عشرة آلاف كيلو متر, وتصل درجة حرارته إلى أكثر من عشرة آلاف درجة مطلقة, ويتناقص ضغطه إلى جزء من المليون من الضغط الجوي, وتبلغ كثافة المادة فيه (3×10-12 جرام) للسنتيمتر المكعب, ويعتبر جزءاً من الغلاف الغازي للشمس ، وكلٌ من درجة حرارة هذه الكرة الملونة, وكثافة المادة فيها لا تسمحان برؤيتها لا بالعين المجردة, ولا بواسطة المناظير المقربة إلا في حالة الكسوف الكلي للشمس, أو باستخدام وسائط صناعية لحجب نطاق الضوء . (6) نطاق الأشواك الشمسية (The Solar Spicules Zone) : وهو نطاق يندفع فيه غاز الأيدروجين من حافة نطاق الألوان الشمسية إلى ارتفاع عشرة آلاف كيلو متر في دفعات متتالية تستمر الواحدة منها لمدة خمس عشرة دقيقة ثم تهبط فتبدو على هيئة الأشواك المتحركة على حافة الشمس، ومن هنا كانت التسمية, ويعتبره عدد من الدارسين جزءاً من نطاق الألوان الشمسي . (7) هالة (إكليل) الشمس (The Solar Corona) : وتمثل بنطاق أكثر شفافية من النطق الموجودة في داخله, وتشكل مع النطاقين السابقين الغلاف الغازي للشمس, ويحدها من أسفل الحد الأعلى لنطاق الأشواك, ولا حد أعلى لها، إذ تنتشر مادتها لتتداخل مع مادة الكون, ولأسباب لم تعرف بعد ترتفع درجة الحرارة في هالة الشمس إلى أكثر من مليون درجة مئوية, ولذلك تتأين كل الذرات الموجودة، فيمكن رؤية الإكليل في الآشعة السينية الرخوة (Soft X-Ray) ، وتبلغ كثافة المادة في هالة الشمس واحداً من ألف مليون مليون من الجرام للسنتيمتر المكعب ، ويصل الضغط إلى ستة من مائة مليون من الضغط الجوي، وتمتد ألسنة من نطاق الألوان الشمسية فتصل إلى هالة الشمس، وتعرف باسم ألسنة اللهب (أو البروزات) الشمسية (Solar Prominances)، وهي من الظواهر الشمسية المهمة التي تأتي في المقام الثاني بعد البقع الشمسية، وترتفع هذه البروزات الشمسية لمسافات تتراوح بين عشرة آلاف وأربعين ألف كيلو متر فوق هالة الشمس, وتتعدى ذلك في أوقات الانفجارات الشمسية فتصل إلى نحو السبعمائة ألف كيلو متر . وهذه الألسنة من اللهب الشمسي (البروزات الشمسية) يمكن أن تُرى بالعين المجردة في أوقات الكسوف الكلي للشمس, وبعضها ثابت تقريباً أو قليل التغير, والبعض الآخر مؤقت وشديد التغير، ويسمى باسم ألسنة اللهب الطائرة, وتتراوح فترات ثورانها بين دقائق معدودة وعدة أيام, ويؤكد تحليل أطياف مادتها وجود كلٍ من الأيدروجين, والهيليوم, والكالسيوم المتأين بالإضافة إلى بعض العناصر الأخرى ، وتتراوح درجة حرارة تلك البروزات الشمسية بين ستة آلاف وثمانية آلاف درجة مطلقة . ومن الظواهر الشمسية الأخرى ما يعرف باسم الومض (أو الوهج) الشمسي (Solar Flares) ، وتحدث نتيجة للزيادة المفاجئة في انبعاث نوى ذرات الأيدروجين من مناطق البقع الشمسية لفترات تتراوح بين ثوان قليلة وعشر دقائق يصاحبها انطلاق كميات هائلة من الطاقة . والشمس محاطة بسحابة من الجسيمات المشحونة بالطاقة التي تندفع منها في كل الاتجاهات مكونة ما يسمى بـالرياح الشمسية، تنطلق منها تلك الجسيمات بسرعات قد تصل إلى أكثر من 720 كيلو مترا في الثانية . http://www.elnaggarzr.com/print.php?l=ar&a...d=500&cat=6 Share this post Link to post Share on other sites