-
Content Count
129 -
Joined
-
Last visited
Community Reputation
0 NeutralAbout أَنَاْ يُوسُفُ
-
Rank
عضو متميز
Profile Information
-
Gender
Male
Previous Fields
-
الدوله
في الكون
-
السلام عليكم لقد أفتقدت الأخ ( الزعيم ) لفترة طويلة ، فهل أحد ما يعلم عنه شيئاً ؟
-
العفو.
-
قال جل جلاله : (( ولئن سألتهم من خلص السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله )) العنكبوت:61 الصحيح : خلق و ليس خلص و تكملة الآية حتى فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) سورة العنكبوت
-
هذا النجم العملاق ( VY Canis Majoris ) ربما هناك نجم أكبر منه بأكثر من 9 بليون مرة في هذا الكون الفسيح، إذا فما هو مقدار حجم هذا الكون ، و ما هو مقدار حجمك أيها الإنسان مقارنة بالكون ؟؟!! الأخوة يوسف أحمد ، ع ع ، driss1994 ، شكراً لكم و تقبلوا تحياتي .
-
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته يعتبر نجم ( VY Canis Majoris ) أكبر نجم مكتشف حتى الآن ،ويبعد عنا 5 آلاف سنة ضوئية ويفوق الشمس حجماً بـ 9,261,000,000 أي 9 بليون و 261 مليون مرة !!!! أنظر هنا لحجم الشمس بجانب هذا النجم العملاق بمقياس رسم حقيقي !!
-
أكتب رسالتك للأهل الفضاء و المجرات الأخرى!!
أَنَاْ يُوسُفُ replied to أَنَاْ يُوسُفُ's topic in الحياة في الفضاء
يا اهل الفضاء ، هل سكنتم الأرض قبلنا ؟ و إن كان ذلك فلماذا هجرتم الأرض؟ -
محطة فضائية جديدة
أَنَاْ يُوسُفُ replied to الزعيم's topic in الاكتشافات والأحداث الفلكية وأخبار الفضاء
نشاطك مبهر و نهمك العلمي متوقد ، شكراً لك أخي الزعيم على هذه المعلومات القيمة -
مفهوم الزمن بين صدر الدين الشيرازي وآينشتاين
أَنَاْ يُوسُفُ replied to أَنَاْ يُوسُفُ's topic in الفضاء والزمن النسبي
الأخ الفاضل علي العبندي ، الأخت الفاضلة المتميزة إن شاء الله ، شكراً لكما بحثت عن ترجمة للملا صدرا الشيرازي فوجدت فيما وجدت : صدرالدين محمد بن ابراهيم الشيرازي، حياته وفلسفته {1} ابو عبدالله الزنجاني مقدمة في فجر القرن الحادي عشر ظهر في فارس من مدينة شيراز رجل فارسي المحتد حقيق ان يعد من اعظم الفلاسفة الاثولوجيين الذين نظروافي ملكوت السماوات والارض، وكانوا من الموقنين ، وهو صدرالدينمحمد بن ابراهيم الشيرازي، وكان ظهور هذا الفيلسوف الالهي الكبير الذيسناتي على صورة جلية من حياته وشخصيته وفلسفته في عصر كان نجمالفلسفة ضئيل النور لا ناصر لها الا فئة قليلة ممن اختارهم الله لنصر العلم،وكان رجال الفكر يستترون وراء ستار التقية حقنا لدمائهم، وكانت صولةاهل الجمود شديدة قوية، وقلم الفقهاء وخصوم الفلسفة امضى من السيف،ولو لم يكن لمذهب التصوف بصيص نور وانصار قليلون من الذيناستنارت قلوبهم بنور العقل لكان هذا الفيلسوف الالهي صريع جهل اهلعصره، وقتيل عصبيتهم، ولكان جزاؤه على علمه جزاء شهابالدينالسهروردي - القتيل الشهيد - على فكره . هيا الشرق في كل عصر للعالم رجالا كبارا وحكماء عظماء منهم من ملات البسيطة شهرته، ومنهم من مات مجهولا في زاوية غربته، وممن لم يعرفوا حق المعرفة هذا الفيلسوف الرباني الجليل الذي لا شك انه منحسنات القرن الحادي عشر، بحق ان يعد من فطاحل الحكماء امثالابن سينا و ابن مسكويه و نصيرالدين الطوسي الفلكي والامام الغزالي منالفرس، و ابن رشد و ابن باجة و محييالدين ابن عربي من العرب، وامثالسقراط و افلاطون و ارسطو وامثال سبينوزا (1) ( Spinoza ) و مالبرانش (2) ( Malebranche ) من رجال الغرب . اخترت للاطروحة وصف حياة هذا الفيلسوف وشخصيته واهم فصول فلسفته لاسباب : الاول ا نه خدم اللغة العربية اعظم خدمة، اذ اخرج كنزا عظيما مندررالحكمة ولآلئ العلم من فلسفة اللاهوت والاخلاق والتصوفوالحديثبلغة الضاد، ووضع كتبا تبلغ اربعة واربعين او خمسة واربعينكتابا ورسالة بتلك اللغة (3) ، وهذا مما زادت به ثروة العلم، فهذه الخدمةاحرى ان تقدر، ولا سيما من علماء العرب ورجال الادب في الشرقوالغرب كافة . الثاني : ان روح فلسفته وان غشاها حينا بالفاظ معماة - ولا تظهر الاللمتضلع من فلسفته واصطلاحه - ترفع الخلاف في كثير من المسائل التيطالما احتدم الجدال فيها بين الفلسفتين الروحية والمادية، وان شئت قل : انها ترفع الخلاف بين عدة مسائل كان الخلاف فيها بين الفلسفتين جوهرياكالخلاف بين مذهبي ازلية المادة - العالم المادي - وحدوثها، ووجود القوةالمبعدة الخالقة المعبر عنها(بالله)، واثبات الشعور العام المعبر عنه بالعلمله، ووجود الحكمة والغاية من الخلق في جميع اجزاء الكون وعدمها. وهذه المسائل بحثتها في درس مذهبه الفلسفي، ثم اردفت البحث فيهذه المسائل براي هذا الفيلسوف في اثبات الشعور لذرات المادة المعبرعنها في اصطلاح الفلسفة الاغريقية بالهيولى من جماد ونبات، كراي العالمالنباتي الهندي ( جاجاديس بوز ) . (4) . ثم جعلت مسك الختام كلمة صدرالدين في العشق، وفيها اعترافمنه بفضل الدمشقيين ودمشق . الثالث : ان اوجه انظار اهل العلم من الشرقيين والغربيين الى افكارهالنيرة وآرائه وفلسفته الروحية، والى كتبه النفيسة التي هي مرآة افكارهوافكار عظماء الفلاسفة كسقراط وافلاطون وارسطو وغيرهم من فلاسفةالاغريق والفرس والروم واتباعهم كابن سينا والفارابي وامثالهما . ولا انتشار لكتبه القيمة الا عند الخواص من العرب والفرس ، على انقدره لم يخف على بعض علماء اوربا وكتابها فان العالم كونت دوغوبينو( Comte de Gobineau ) السفير الفرنسي الذي اقام من سنة( 1271ه . الى 1274 ه .) في طهران كتب في كتابه « المذاهب والفلسفةفي آسيا الوسطى »( lazie CentraleLes Religions Etles philosophies dans ) فصولا عنه لا تتجاوز بضع صحائف . وورد ايضا ذكره مختصرا بقلم المستشرق كليمان هوار في معلمةالاسلام التي تنشرها جماعة من المستشرقين ، ولكن الاول منها - وفقالموضوع كتابه - بحث عن ناحية اثره في الفلسفة وتاثير فلسفته في اهلعصره، والثاني اعتمد على ما كتبه الكونت دوغوبينو في كتابه المذكور،وعلى مصادر فارسية وقفنا عليها جميعها . شيراز وطن صدر الدين وهي من مدن ايران الجنوبية واقعة على بعد 29 درجة و 27 دقيقة منالعرض الشمالي، و 52 درجة و 40 دقيقة من الطول الشرقي من كرينجلندن، و 60 كيلو مترا من اتلال (5) استخر الذي يسميه الافرنجبرس بليس،ويسمى ايضا تخت جمشيد، اي ( عرش جمشيد ) وفيه آثار جميلةوصور بديعة هي آيات خالدة تدل على عظمة القدماء، واحرقالاسكندر هذا البناء الجميل، العجيب الصنع، الشهير باعتدال هوائه،وصفاء مائه العذب، وجمال رياضه الفتان، وبهاء حقوله، تجلت فيهالطبيعة بباهر ذلك الجمال الذي حرك اوتار سعدي الشاعر الفارسي الطائرالصيت، فقال : خوشا تفرج نوروز خاصه در شيراز. كه بر كند دل مرد مسافر از وطنش. عزيز مصر چمن شد جماليوسف گل. صبا چو در چمن او ربودى پيرهنش. اي حبذا التفرج في نيروز (6)، ولا سيما في شيراز التي تنسي الغريبوطنه، والمرج او الروض اصبح كعزيز مصر، والورد كجمال يوسف حيناتى الصبا اليه بشذا قميصه، وهذا وصف جميل بديع لهذا البلد الطيب،واهله اذكياء المشاعر متلهبو الذكاء امتازوا بصفاء الروح، وجمال الصورتتدفق في خواطر كثير منهم بالشعر، مشهورون بالميل الى اللهو والترف . بنى هذه المدينة اولا شيراز بن تهمورث، ثم جدد بناءها بعد الخرابمحمد بن القاسم ابن عم الحجاج في صدر الاسلام، وكانت معسكراللمسلمين لما هموا بفتح استخر ( اصطخر )، وكانت عاصمة آل بويهوغيرهم من الملوك، وعاصمة كريم خان الزند . وقد انجبت غير واحد منرجال العلم المشهورين من الفلاسفة الكبار والشعراء العظماء كالامامابي اسحاق الشيرازي المتوفى سنة 476 ه ، والعلامة قطبالدين محمودبنمسعود تلميذ نصيرالدين الطوسي الفلكي، وصاحب الاختيارات فيالهيئة وحل مشكلات المجسطي المتوفى سنة 710 ه ، ومصلحالدينسعدي الشاعر العارف الشهير المتوفى سنة 691 ه ، و شمسالدين حافظمحمد العارف الشاعر المتوفى سنة 791 ه . او 794ه ، وغيرهم ممن تفتخربهم فارس . في هذه المدينة الجميلة ولد صدرالدين، واصبح قبسا منيرا في سماءالعلم بعد حين، وفيها نمت عواطفه، واتقدت فطنته، والتهب ذكاؤه، كذلكالتربة الخصبة تنبت الزنبقة . اسرته هو صدرالدين محمد بن ابراهيم القوامي الشيرازي الشهير بالآخوندالاستاذ المولى صدرا . اسرة قوام في شيراز اسرة عريقة في النسب والشرف، والقوام لقبعام لرئيس هذه الاسرة في كل عصر، ولا تزال الرئاسة قائمة فيهم الى هذاالزمن . وراس هذه الاسرة هو القوام الذي كان معاصرا لحافظ شمس الدينالشاعر السابق الذكر، واثنى عليه في بعض قصائده بقوله : درياى اخضر وفلك و كشتى و هلال. هستند غرق نعمت وحاجى قوام ما. معنى البيت : ان نعمة قوام عمت البر والبحر، بل الفلك والفلك والهلالشملتها نعمته، وهو مبالغة شعرية في مدحه . وشك بعض كبار علماءشيراز في نسبة صدرالدين الى هذهالاسرة،وقال على مارواه الثقات عنه :ان قوامالذي ينسب اليه صدرالدين غير قوامالمعاصر لحافظ شمسالدين،ولكناشتهرت نسبتهالى هذهالاسرة الشريفة. ولادته ولد هذا الحبر الجليل بعد النصف من القرن العاشر الهجري علىالارجح من اب شيرازي اسمه ابراهيم، وكان وزيرا في فارس ( شيراز )،ولم تعرف سنة ولادته في الكتب التي ورد ذكره فيها، الا ان الارجح ا نهولد بعد النصف من القرن العاشر الهجري ; لان اعماله الخطيرة العلمية،ووضع تآليفه الكبيرة التي تربو على اربعة واربعين او خمسة واربعينتاليفا وتصنيفا، ومدة اشتغاله بدرس الفلسفة والحديث والفقه والتصوف،واعتزاله في جبال ( قم ) عدة سنين تاركا التاليف والتصنيف كما سيشيراليه في كلامه الآتي ذكره، كل ذلك يحتاج الى زمن اكثر من خمسين سنة،اي الخمسين سنة بعد القرن العاشر التي وقع فيها موته اذا قلنا انه ولد فيفجر القرن الحادي عشر . ولما لم يولد لابيه الوزير ولد في مدة طويلة طلب الى الله حثيثا انيرزقه صبيا فرزقه ( صدرا ) بعد ان دعا ادعية طويلة ، وفي ايام عديدةوبعد ان تصدق على المحتاجين والمقترين ، ولا سيما بعد ان تصدق بثلاثةتوامين (7) فوزعها على اناس فقراء مارين ولم يكن له غيرها، ومنذ طفولتهلقب الولد ( صدرا ) لفضله الكبير، واختار له مهذبا حاذقا، وما عتم انظهرت عليه امارات الذكاء . وكان والده ذات يوم وكله على البيت وعلى رعاية ما فيه، ثم ارادالوقوف على ما انفقه في المدة المذكورة، فراى ان بين النفقات اليوميةثلاثة توامين في باب الحسنات، فتعجب والده الوزير من هذا الامر، وقاللابنه : ما هذا؟ قال ابنه : يا ابي هذا ثمن ما يكلفك اياه ولدك، وفي صنعه هذادلالة على جوده، وان فطرته كانت تهتز للمعروف . وروده الى اصبهان ولما ذهب من شيراز الى اصبهان تعرف في حمام من حماماتالمدينة الى السيد ابي القاسم الفندرسكي (8) ، وكان السيد في عهده من اكابرالعلماء في علوم ماوراء الطبيعة، ولم يكن السيد يعرفه لكن لما سلم عليهقال له السيد : لا شك في ا نك غريب عن البلدة يا ولدي؟ قال الصدر : نعم،قال : له ومن اي بيت انت، ومن اي مدينة، ولاي سبب قدمت الى اصبهان ؟فقال : اني من فارس وقدمت الى هنا لاتمم دروسي، قال السيد على ايالعلماء تريد ان تقرا؟ قال : على من تختاره لي ، قال السيد : اذا اردت انتوسع عقلك فعليك بالشيخ بهاءالدين، اما اذا اردت ان ينفتق لسانكفعليك بمير محمدباقر، فقال : اني لا اعني بلساني، فذهب الى الشيخبهاءالدين فاخذ يتلقى العلم عنه من فلسفة وكلام، وكان طموحا الى انيعرف افكار اليونانيين وما دونوه في كتبهم ; ولذلك كان يصرف كل دراهمهفي مشترى الكتب الفلسفية، فاجاد في كل ما سمعه عن استاذه حتى انمعلمه قال له ذات يوم : تلقيت جل علومي واعرفه بمير محمدباقر الدامادفقال له : اذهب اليه واتني منه بكتاب، وكان ذلك وسيلة لتعرفه اليه . ولم يدر في خلد الصدر ان وراء الاكمة ماوراءها، فواجه الاستاذالمنطقي من غير ان يخامره ريب، وفي ذلك الوقت كان مير محمدباقر يعلمفسمع الصدر درسه ، ولما عاد التلميذ الى استاذه قال له شيخه : ما كانيفعل مير محمدباقر؟ قال : كان يدرس، فقال شيخه : اني لم اكن محتاجا الىطلب كتاب من مير محمدباقر انما اتخذت هذه الوسيلة لكي اعرفكبدروسه وتحكم بنفسك على مقدرة علمه، فينبغي ان تتلقى علومه،فاطاعه الصدر، وفي بضع سنوات بلغ الدرجة القصوى من البلاغة وهيالدرجة التي عرف بها . آراء الفقهاء في اعتقاد صدرالدين وهذا الفيلسوف كامثاله من الفلاسفة الاحرار ذوي الافكار النيرةلميسلم من الانتقاد المر والتحقير، واصبح هدفا لسهام اللوم والتكفير،وهناك بعض الاقاويل في شانه من مقاربي عصره ومعاصريه . قال السيد نعمة[الله] التستري (9) : « لما وردت شيراز لم اتكل الا على ولد صدرالدين الشيرازيواسمه ميرزا ابراهيم، وكان جامعا للعلوم العقلية والنقلية فاخذتعنه شطرا من الحكمة والكلام، وقرات عليه حاشيته على حاشيةشمس الدين الخفري على شرح التجريد، وكان اعتقاده في الاصولخيرا من اعتقاد ابيه، وكان يتمدح ويقول : اعتقادي في اصول الدينكاعتقاد العوام، وقد اصاب في هذا التشبيه » . وقال الشيخ يوسف البحراني (10) : « ولصدرالدين ابن فاضل اسمه ميرزا ابراهيم، وكان فاضلا متكلماجليلا نبيلا عالما لاكثر العلوم، ولا سيما في العقليات والرياضيات.قال بعض اصحابنا بعد الثناء عليه : هو في الحقيقة مصداق قوله تعالى : « يخرج الحي من الميت » قد قرا على جماعة منهم والدهولم يسلك مسلكه، وكان على ضد طريقة والده في التصوفوالحكمة » . (11) . وقال صاحب روضات الجنات (12) : « ( وكانه سلك الطريقة الوسطى ) ويوجد في غير واحد من مصنفاته- اي مصنفات صدرالدين - كلمات لا تلائم ظاهر الشريعة، كا نهامبنية على اصطلاحاته الخاصة، او محمولة على ما لا يوجب الكفر،وفساد اعتقاد له بوجه من الوجوه وان اوجب ذلك سوء ظن جماعةمن الفقهاء الاعلام به وبكتبه، بل افتى طائفة منهم بكفره ». (13) . فمنهم من ذكر في وصف شرحه على الاصول ( اصول الكافي ) (14) شروح الكافي كثيرة جليلة قدرا، واول من شرحه بالكفر ( صدرا ) وقالالشيخ يوسف البحراني السابق الذكر في شان تلميذه المحسن الفيضالآتي ذكره : « له من المقالات على مذهب الصوفية والفلاسفة ما يكاد يوجبالكفر والعياذ بالله مثلما يدل في كلامه على القول بوحدة الوجود،وقد وقفتبه على مقالة قبيحة صريحة في القول بوحدة الوجود قدجرى فيها على عقائد ابن عربي، واكثر فيها من النقل عنه ان عبرعنه ببعض العارفين، وقد اوردنا جملة من كلامه في تلك المقالةوغيرها في رسالتنا (15) في الرد على مقالته نعوذ بالله من طغيان الافهاموزلل الاقدام، وقد تلمذ في الاصول - اي اصول العقائد - للمولىصدرالدين الشيرازي، ولذا كانت كتبه الاصولية على قواعدالصوفية والفلاسفة، بل كان في عصره هدفا لسهام لوم اكثر عارفيهمن اهل الجمود ايضا على انا نجد قليلا من معاصريه ومقاربيعصره الذين لم يعشوا عن نور الحق يعظمونه ويبجلونه حق تعظيمهوتبجيله » . (16) . قال السيد علي خان صاحب سلافة العصر في ضمن ترجمةالملافرجالله التستري المعاصر له ما نصه : « قال مؤلف الكتاب ( عفا الله عنه ) : اعيان العجم وافاضلهم من اهلهذه المائة كثيرو العدد، ومنهم المولى صدرالدين محمد بن ابراهيمالشيرازي الشهير بالملاصدرا، كان اعلم اهل زمانه بالحكمة، متفننابسائر الفنون ، له تصانيف كثيرة عظمية الشان في الحكمةوغيرها » . (17) . وقال صاحب امل الآمل : « محمد بن ابراهيم الشيرازي فاضل من فضلاء المعاصرين ». (18) . ثم نقل نص عبارة صاحب السلافة الآنفة الذكر . وقال الشيخ يوسف البحراني : « محمد بن ابراهيم صدرالدين الشيرازي الشهير بالمولى صدرا كانحكيما فيلسوفا صوفيا بحتا » . (19) . وقال صاحب روضات الجنات من المتاخرين : « صدرالدين محمد بن ابراهيم الشيرازي الشهير بالمولى صدرا كانفائقا على سائر من تقدمه من الحكماء الباذخين والعلماء الراسخينالى زمن نصير الدين، يعني نصير الدين الطوسي الفلكي الفيلسوفالمتوفى سنة 606 ه ». (20) . ان من درس هذه الكلمات يعلم ان السير على آثار الآباء، والتقليد فيالعقائد الدينية، وترك الاهتداء بنور العقل والفلسفة كانت في ذلك العصر اوصافاتعد فضيلة لصاحبها، وفيها حياة له، كما ان، في الفلسفة موتا للفيلسوف . نقل مؤلف كتاب قصص العلماء (21) : « ان ملامحراب علي الاصبهاني - احد العرفاء الصوفيين المعاصرينلابيه الشيخ سليمان - وجد يوما الملا محمد كاظم الهزارجريبي عندقبر الحسين(ع) في كربلاء اخذ بعد صلاة الصبح يلعن كبار العرفاءالصوفيين واحدا بعد واحد حتى لعن المولى صدرا مائة مرة، ثم لعنالملا محراب علي، فسال الملا محراب علي - وهو لايعرفالملامحراب علي - عن سبب لعنه له قال : انه يعتقد بوحدة واجبالوجود، فقال له : فالعنه فانه حقيق بلعنك بهذه العقيدة، ولم يكنيميز بين الاعتقاد بوحدة الوجود، ووحدة واجب الوجود ». (22) . وفاته اتفق الشيخ يوسف البحراني وصاحبا امل الآمل (23) وروضات الجناتعلى انه توفي في ضمن العشر الخامس من المائة الحادية عشرة ،وخالفهم محمد حسن خان - صنيع الدولة - مؤلف كتاب « منتظمناصري (24) » الذي وضعه في وقائع السنين في الشرق والغرب، وسميالكتاب باسم الشاه ناصر الدين القاجاري، قال في صفحة 196 ، من كتابه :« ان صدرالدين توفي في سنة 1059 ه . - 1649م . وحدثت وفاته فيالبصرة حين توجهه الى مكة » . كلماته وشكواه من اهل عصره يظهر من بعض كلماته ا نه سئم جهلة اهل عصره، يقول في ديباجةكتابه « الشواهد الربوبية » بعد الحمد واصلي على نبيه وآله المطهرين - منظلمات الخواطر المضلة - المحفوظين في سماء قدسهم وعصمتهم ، عنطعن اوهام الجهلة، واستعيذ به من جنود الشياطين ، ثم قال : « اللهم اجعلقبور هذه الاسرار صدور الاحرار » (25) وقال في فاتحة كتابه « الاسفار » بعدبيان عزمه على تصنيفه : « ولكن العوائق كانت تمنع عن المراد، وعوادي الايام تضرب دونبلوغ الغرض بالاسداد، فاقعدتني الايام عن القيام، وحجبني الدهرعن الاتصال الى المرام لما رايت من معاداة الدهر بتربية الجهلةالارذال، وشعشعة نيران الجهالة والضلال، ورثاثة الحال، وركاكةالرجال، وقد ابتلينا بجماعة غاربي الفهم تعمش عيونهم عن انوارالحكمة واسرارها ، تكل بصائرهم - كابصار الخفافيش - عن اضواءالمعرفة وآثارها، يرون التعمق في الامور الربانية والتدبر في الآياتالسبحانية بدعة، ومخالفة اوضاع جماهير الخلق من الهمج الرعاعضلالة وخدعة . . . » . الى ان قال : « فاصبح الجهل باهر الرايات، ظاهر الآيات، فاعدموا العلم وفضله،واسترذلوا العرفان واهله، وانصرفوا عن الحكمة زاهدين، ومنعوهامعاندين، ينفرون الطباع عن الحكماء، ويطرحون العلماء العرفاءوالاصفياء، وكل من كان في بحر الجهل والحمق اولج وعن ضياءالمعقول والمنقول اسرج كان الى اوج القبول والاقبال اوصل ، وعندارباب الزمان اعلم وافضل : كم عالم لم يلجبالقرع باب منى. وجاهل قبل قرع الباب قد ولجا. وكيف ورؤساؤهم قوم اعزل من سلاح الفضل والسداد ، عاريةمناكبهم عن لباس العقل والرشاد » (26) . يشير هذا الكلام الى ان صدرالدين لم يكن يستطيع من التصريح بفلسفتهكما ياتي النص عليه في كلامه في مبحث علم البارئ تعالى، حيثيقولفي رايه في علمه تعالى : انه لايرى في التصريح به مصلحة، وتنبه علىذلك من درس حياة صدرالدين من الافرنج، ففي كتاب « الكنتدو كوبينو » ومعلمة الاسلام الانجليزية : ان صدرالدين اخفى مذهبهمن باب التقية - الكتمان - خوفا من اضطهاد المجتهدين له، وغشاهقصدا بالفاظ معماة، ومقالته ثشكوى من اهل الجمود ومتفقهة عصرهالذين دابهم في كل عصر ومصر محاربة احرار الافكار بسلاح الدين وانكانوا لا يعرفون من الدين الا قشره، وهم ابعد من لبه كبعد السماءوالارض . اهل الجمود والعوام في نظره نظر صدرالدين الى اهل الجمود والعوام بالاحتقار، يقول في اول كتابهالاسفار بعد وصف فضل الفلسفة وا نها طريق معرفة الحق الوحيد : « وليعلم ان معرفة الله تعالى وعلم المعاد وعلم طريق الآخرة ليسالمراد بها الاعتقاد الذي تلقاه العامي او الفقيه وراثة وتلقفا، فانالمشغوف بالتقليد والمجحود على الصورة لم ينفتح له طريقالحقائق كما ينفتح للكرام الالهيين » (27) . ويقول : « اني لاستغفر الله كثيرا مما ضيعتشطرا من عمري في تتبعآراء المتفلسفة والمجادلين من اهل الكلام . . . حتى تبين لي آخرالامر بنور الايمان وتاييد الله المنان ان قياسهم عقيم، وصراطهم غيرمستقيم » . تاثير معارضة اهل الجمود للفلسفة في نفسه لما لم يجد اقبالا عليه وعلى الفلسفة من اهل عصره كما يريد سئموخمد خاطره الفياض، وترك التدريس والتاليف مدة من الزمن، يقول فيكتابه الكبير : « ضربت عن ابناء الزمان صفحا، وطويت عنهم كشحا، فالجانيخمود الفطنة وجمود الطبيعة لمعاداة الزمان، وعدم مساعدة الدورانالى ان انزويت في بعض نواحي الديار [لعله يشير الى هجرته الىبعض جبال قم] (28) واستترت بالخمول والانكسار، منقطع الآمال،منكسر البال، متوفرا على فرض اؤديه، وتفريط في جنب الله اسعىفي تلافيه، لا على درس القيه، او تاليف اتصرف فيه ; اذ التصرف فيالعلوم والصناعات، وافادة المباحث ودفع المعضلات، وتبيينالمقاصد ورفع المشكلات مما يحتاج الى تصفية الفكر وتهذيبالخيال عما يوجب الملال والاختلال، واستقامة الاوضاع والاحوالمع فراغ البال، ومن اين يحصل للانسان - مع هذه المكاره التييسمع ويرى من اهل الزمان، ويشاهد مما يكب عليه الناس في هذاالاوان من قلة الانصاف، وكثرة الاعتساف، وخفض الاعاليوالافاضل، ورفع الاداني والاراذل، وظهور الجاهل الشرير، والعاميالنكير على صورة العالم النحرير وهيئة الحبر الخبير، الى غير ذلكمن القبائح والمفاسد الفاشية اللازمة والمتعدية - مجال المخاطبة فيالمقال، وتقرير الجواب عن السؤال فضلا عن حل المعضلاتوتبيين المشكلات ؟ » (29) . ثم تمثل برباعي من رباعيات الفرس وهو : از سخن پر در مكن همچون صدف هر گوش را. قفل گوهر ساز ياقوت زمرد پوش را. در جواب هر سؤالي حاجت گفتار نيست. چشم بينا عذر مىخواهد لب خاموش را. 1 - معناه لا تجعل كثيرا كل اذن غير واعية مشحونة كالاصداف بدررالمعاني. 2 - واقفل شفتيك الياقوتتين. 3 - لا حاجة للمقال في جواب كل سؤال. 4 - فان العين البصيرة تعذر الشفة الساكتة للانسان . ثم اقتبس كلام اميرالمؤمنين علي - عليه السلام - وقال : اقتفيت اثر علي عليه السلام. « مطلقا الدنيا مؤثرا الآخرة على الاولى . . . فامسكت عناني عنالاشتغال بالناس ومخالطتهم، وايست من مرافقتهم ومؤانستهم،وسهلت علي معاداة الدوران ومعاندة ابناء الزمان، وخلصت عنانكارهم واقرارهم، وتساوى عندي اعزازهم واضرارهم، فتوجهتتوجها غريزيا نحو مسبب الاسباب، وتضرعت تضرعا جبليا الىمسهل الامور الصعاب، فلما بقيت على هذه الحال من الاستتاروالانزواء والخمول والاعتزال زمانا مديدا وامدا بعيدا، اشتعلتنفسي لطول المجاهدات اشتعالا نوريا، والتهب قلبي لكثرةالرياضات التهابا قويا، ففاضت عليها انوار الملكوت، وحلتبهاخبايا الجبروت، ولحقتها الاضواء الاحدية وتداركتها الالطافالالهية، فاطلعت على اسرار لم اكن اطلع عليها الى الآن، وانكشفتلي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان،بل كل ماعلمته من قبل بالبرهان عاينته مع زوائد بالشهود والعيان » (30). وانت تعلم ايها القارئ ان هذه الكلمات التي ملؤها الشكوى منالجهل والجاهل وعصر الجهل لا تصدر الا عن نفس رجل بلغ في العلموتزكية النفس مرتبة رفيعة، وحاول ان يستضيء الناس بنبراس علمه،ويسلكوا سبيل الهدى الامثل، ويتبعوا نور شمس العقل الاجمل . ثم وجد الاقدار تجريعلى خلاف مايرومه فتغر الجاهلوتكرمه،وتذل العالم وتلجمه،وراى من اتبع نورالعقل اصبح هدفا لسهامالجهل،فسئم منالحياة وقطع عنها كل الصلات، ونظر الى العالم نظر المتحير،وطلبالنجاة من اللهالعزيزالقدير، وكانتحاله في تركه وطنه،وانزوائه فيجبال قم، واستظلاله تحت ظلالالسكون، والوحدة للتفكر في ملكوتالسماوات والارض،والتامل في الاسرارالالهية تشبه حال الامام« الغزالي » في تركه بغداد،وتاملاته في القدس والشام،فكلاهما جعلاتهذيب النفس بالرياضة والمجاهدة، وتحليتها بالفضائل،وتخليتها عنالرذائل سبيلهما الموصل الى اللهالجليل،والعارج بهما من مرتبة البرهانالى عالمالشهود والعيان، ذاك عاد بعد سنين الى بغداد فسلك سبيلالارشاد، وهذا نزل من جبال قم وفجر عين خاطره الفياض فصنف وا لفواجاد. حالة ايران العلمية في العصر الصفوي يحسن بنا ان نذكر كلمة في حالة ايران العلمية في العصر الصفويلتتسع بها احاطة القارئ الكريم بنواحي البحث . ان من جال ديار الفرس ونظر الى مدارسها المبنية في عصر الملوكالصفويين يتمثل امامه سعي هؤلاء الملوك العظماء وامرائهم ورجالهم فينشر العلوم، ولا سيما علوم الدين، فانه يجد في اصفهان كرسي المملكةالصفوية وسائر ديار ايران معاهد علمية، ومدارس فخمة بنيت على الطرزالقديم تلالا قبابها الزرقاء بين اشجار وازهار وبساتين ورياحين،وحجرات الطلاب مطلة عليها، وجدرانها مزينة بالفسيفساء على اجملطرز تسحر العيون كثيرا ما نقشت فيها آيات قرآنية ونصوص دينية،فصورة قطعة من مدرسة الخان في شيراز التي تراها في ضمن هذه الرسالةتمثل لديك جمال البناء في القرنين العاشر والحادي عشر وهندسته فيايران، وكانت عناية هؤلاء الملوك والامراء والذين اتبعوهم باحسان لنشرالعلم سببا لوقف املاك كثيرة من اراض ومزارع وقرى لصرفها في سبيلالعلم ونشره وترقية طلبته . فبقية تلك الاملاك الموقوفة في العصر الصفوي الآن في ايران يبلغثمنها ملايين من الجنيهات، وكان هؤلاء الملوك ورجالهم بانفسهميتفقدون حال طلبة العلم، ويكرمونهم غاية الاكرام . وفي كتاب المذاهب والفلسفة في آسيا الوسطى ان ام الشاه عباسالصفوي الكبير على جلالتها مع جماعة من الاميرات الشريفات كن ياتينالمدارس في كل شهر مرة ويسالن عن حال الطلاب، ويجمعن ثيابهمليغسلن اوساخها، ويعطينهم ثيابا جديدة لئلا يشتغلوا بغير الدرس، وهذاالصنع الجميل يدل على كبير اهتمامهم بنشر العلم وترقية شؤون الدين فيهذه المعاهد العلمية . كان الطالب يتلقى دروسه من الصرف والنحو والمنطق والمعانيوالبيان، وسائر فروع العلوم العربية والادبية والفقه واصوله والحديثوالكلام، والعلوم الرياضية بجميع فروعها والاخلاق وقليل من الفلسفةالاغريقية والحكمة الفهلوية على خفاء ; لان الفلسفة كانت تعد مخالفةلمبادئ الدين . تلقيه علومه وفلسفته ولما اتم صدر الدين دروسه الاولية في شيراز رحل الى اصبهانحيث كانت مجمع رجال العلم والحكمة، ومقتبس نور العرفان فيايران،وفيها كبار العلماء والحكماء والاساتذة والمدرسين امثال : بهاءالدينالعاملي، والمير محمد باقر الداماد، والمير الفندرسكي الآتي ذكرهم، وكانالطلبة يقصدونهامن الاقطارالفارسية القريبة والنائية لتلقي العلومالعاليةفيها. اساتذته لا شك ان نفس مثل صدرالدين الظماى الى رشف كاس العلموالحكمة لا تقنع باساتذة قليلين، فظني قوي ا نه ادرك كثيرا من شيوخالعلم والحكمة والادب في عصره الا ان اساتذته المشهورين هم الشيخالامام الجليل بهاء الدين العاملي، والفيلسوف الالهي المير محمدباقرالحسيني الشهير بالداماد (31) ، وكانا باصبهان، والاول هو العالم الطائر الصيتبهاءالدين محمدبن حسينبن عبدالصمدالعاملي الحارثي الهمداني،ولد في بعلبك عند غروب الشمس يوم الاربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة الحرامسنة953ه . (ثلاث وخمسين وتسعمائة) وصاحب الشاهعباس الصفوي وتوفي في 12شوال سنة1030ه باصبهان، ونقل قبل دفنه الى طوس « خراسان »، ودفن في جوار قبر الامام عليبن موسىالرضا عليهالسلام،وقبره مشهور فيه . واشهر كتبه : تشريح الافلاك - رسالة نسبة ارتفاع اعظم الجبال الى قطر الارض وخلاصة الحساب - رسالة في بيان ان انوار الكواكبمستفادة من الشمس - رسالة في حل اشكال القمر وعطارد، وتفسيرهالمسمى بالعروة الوثقى . فوض اليه منصب شيخ الاسلام من الملك الصفوي، وكان هذاالمنصب ذا اهمية كبرى في ذلك العصر . والثاني هو محمدباقر بن محمد الحسيني فيلسوف الهي جليل، وفقيه نبيل، كان شاعرا يجيد الشعر بالفارسية والعربية، وخطيبا مصقعا خطب خطبة الملك في جامع اصبهان يوم جلس فيه الشاه صفي الصفوي علىعرش الملك، وصاحب للشاه عباس الكبير . توفي سنة 1040 ه . علىراي صاحب منتظم ناصري، وسنة 1041ه . على ما ذكره صاحب املالآمل . واشهر كتبه : القبسات، والصراط المستقيم ، والحبل المتين، وشارعالنجاة في الفقه، وعيون المسائل لم يتم ، كتاب نبراس الضياء، خلسةالملوك، الرواشح السماوية وهو في علم الحديث والدراية - ونسخة منهذا الكتاب كانت موجودة عند صاحب روضات الجنات بخط صدرالدين- كتاب السبع الشداد، الضوابط، الايماضات والتشريقات، شرحالاستبصار، سدرة المنتهى في تفسير القرآن، وله رسالة في ان المنتسببالام الى هاشم من السادات الكرام على ما اختاره العلامة جمال الدينالقاسمي الدمشقي، وله ايضا حواش على الكافي، وكتاب من لا يحضرهالفقيه، وهما من اهم كتب الحديث . والمير الفندرسكي الذي ارشده اليهما هو ابوالقاسم الفندرسكي،وفندرسك من نواحي استراباد ايران (32) ، حكيم الهي صوفي زاهد شاعر، كانبارعا في العلوم الرياضية والفلسفة، وارتاض في الهند مدة مديدة وبعد انعاد من الهند الى العراق دعا اهل العلم الى مسلكه، توفي بين سنة 1030ه . و سنة 1040 ه . تلامذته المشهورون ومن اشهر تلامذته محمد بن مرتضى المدعو بمحسن الفيض، وهوختن صدرالدين، كان عالما محدثا صلبا كثير الطعن على المجتهدين، وقدسبق كلام صاحب، لؤلؤة البحرين الشيخ يوسف البحراني في مسلكهالتصوفي، تلمذ في الحديث على السيد ماجد البحراني في مدينة شيراز ،وفي اصول العقائد على الفيلسوف صدر الدين محمد بن ابراهيم، وله آثارعلمية افرد لها فهرستا منها : كتاب الصافي في تفسير القرآن الكريم ( طبعفي ايران ) . واكثر كتبه اخلاقية على سبيل العرفان في السير والسلوك، وهي تشبهكتب الغزالي، ومنها : كتاب المحجة البيضاء في احياء الاحياء، وكتابمحجة الحقائق في اسرار الدين، وكتاب تشريح العالم في بيان العالمواجسامه وارواحه وكيفيته وحركات الافلاك والعناصر وانواع البسائطوالمركبات، وكتاب حدوث العالم ، وراه صواب ( اي طريق الصواب )بالفارسية في سبب اختلاف اهل الاسلام في المذاهب، وكتاب ابطالالجواهر الافراد ، وفهرست العلوم شرح فيه انواع العلوم واصنافها . قال السيد الجزائري (33) تصانيف استاذي الفيض تربو على مائتي كتابورسالة . ومنهم المولى عبدالرزاق بن علي بن حسين اللاهيجي الجيلاني ثمالقمي كان حكيما متشرعا ومتكلما محققا ومنشئا بليغا ومنطقيا، وشاعراجليلا له مصنفات كثيرة في الحكمة والكلام، منها : كتابه المشهور بگوهرمراد ، كتاب شرح تجريد نصيرالدين الطوسي الفيلسوف، وهذا الكتاب فيالامور العامة ، كتاب الشوارق في الحكمة ، شرح الهيا كل في حكمةالاشراق ، الكلمات الطيبة في المحاكمة بين المير الداماد وتلميذهصدرالدين في اصالة الماهية والوجود ، رسالة حدوث العالم ، حاشيتهعلى حاشية الخفري على الهيئات ، شرح التجريد ، حاشيته على شرحالاشارات لنصير الدين الطوسي الفلكي ، وكان قد درس على صدرالدين،وكان مدرسا بمدرسة قم الى ان توفي بها بعد النصف من القرن الحاديعشر » . وردت كلمة موجزة في معلمة الاسلام الانجليزية عن صدرالدينبقلم العالم المستشرق كليمان هوار . وعد من تلاميذه القاضي سعيد القمي،ولكن ترجمته تفيد ا نه تلمذ على محسن الفيض تلميذ صدر الدين، وهوالقاضي سعيد محمد بن محمد مفيد، حكيم اديب عارف، تولى القضاء فيقم، وتلمذ على محسن الفيض الذي سبق ذكره ، وله كتاب كبير شرح بهتوحيد الصدوق (34) في عدة اجزاء، ومنه نسخة في خزانة كتبنا، وهو شرحنفيس يشتمل على انفس مباحث اللاهوت والعرفان (35)، وكان معظما عندالشاه عباس الصفوي الثاني وامرائه . قرا الحكميات على المولىعبدالرزاق اللاهيجي بقم، وتوفي هناك، ولا يعلم على التحقيق سنة وفاته،والمظنون ان وفاته كانت في اواخر القرن الحادي عشر او اوائلالثاني عشر (36) . تاليفاته الفلسفية 1 - كتابه الكبير الاسفار، وهو مرآة فلسفته الجلية، صنفه في جبال قمبعد تاملاته العرفانية الفلسفية، في فاتحته يقول بعد الشكوى من العصرواهله في زمن انزوائه في بعض الديار - كما اسلفنا، - ثم اهتز الخامد مننشاطي، وتموج الجامد من انبساطي - الى ان قال : « فصنفت كتابا الهيا للسالكين المشتغلين بتحصيل الكمال،وابرزت حكمة ربانية للطالبين لاسرار حضرة ذي الجلالوالجمال » (37) . وترتيبه هكذا : السفر الاول : وهو الذي من الخلق الى الحق في النظر الى طبيعةالوجود وعوارضه : و الثاني السفر بالحق في الحق . والثالث السفر من الحق الى الخلق بالحق . والرابع السفر بالحق في الخلق . ثم قال : « فرتبت كتابي هذا طبق حركاتهم في الانوار والآثار على اربعةاسفار، وسميته بالحكمة المتعالية في الاسفار العقلية » (38) . ولا يخفى ما في هذا القول من النزعة الصوفية مع ان الكتاب يحتويعلى اهم المباحث الفلسفية الالهية، بل جميعها، طبع في ايران قبل عدةسنين . وهم الكونت دوغو بينو وزعم ان هذا الكتاب الكبير اربع رحلات كتبها صدر الدين في اسفاره، فانه لما ذكر عدد تآليفه وقال : فضلا عن ذلكوضع اربع رحلات، ووهمه نشا من اسم الكتاب مع ا نه اهم تآليفه ومرآةافكاره الفلسفية، ولم يتدبر في موضوع الكتاب . 2 - كتاب الواردات القلبية. 3 - كتاب المسائل القدسية والقواعد الملكوتية. 4 - كتاب الحكمة العرشية. 5 - كتاب المشاعر. شرحهما الشيخ احمد زين الدين الاحسائي مؤسس مذهب الشيخية( طبع في ايران ) . 6 - كتاب الشواهد الربوبية، وهو من افضل كتبه الفلسفية واعلاها( طبع في ايران ) . 7 - كتاب المبدا والمعاد، وحاول ان يوفق فيه بين الدين والفلسفة . 8 - كتاب في حدوث العالم، وفيه اهم آرائه الفلسفية . 9 - كتاب شرح الهداية . 10 - حاشية على الهيات الشفاء للرئيس ابن سينا الفيلسوف . 11 - حاشيته على شرح حكمة الاشراق للسهروردي . 12 - اجوبة على مسائل عويصة . 13 - اجوبة على مسائل سالها المحقق الطوسي الفيلسوف عن بعضمعاصريه، ولم يات المعاصر بجوابها . 14 - رسالة في حل الاشكالات الفلكية ذكر اسمها في بحث غاياتالافعال الاختيارية في الاسفار . 15 - رسالة في تحقيق اتصاف الماهية بالوجود ( طبع في ايران ) . 16 - رسالة اكسير العارفين في معرفة طريق الحق واليقين . 17 - رسالة في اثبات الشوق للهيولى - المادة - او ذراتها . 18 - رسالة في اتحاد العاقل والمعقول . 19 - رسالة في خلق الاعمال . 20 - رسالة في الحركة الجوهرية، وهي نظرية تفرد بها صدرالدين . 21 - رسالة في سريان الوجود، وهي من انفس تآليفه . 22 - رسالة في الحشر . 23 - رسالة في التصور والتصديق . 24 - رسالة في التشخص . 25 - رسالة في القضاء والقدر . 26 - رسالة اسمها الالواح العمادية . تآليفه الدينية وله تآليف دينية من تفسير وحديث، ولكنه انقاد فيها الى الفلسفة اكثرمن انقياده الى الدين ، منها مجموعة تفسير لبعض سور القرآن الكريم وآية( طبع في طهران ) تحتوي على 12 رسالة : 1 - تفسير سورة البقرة . 2 - تفسير آية الكرسي . 3 - تفسير آية النور، هذه الرسالة موجودة الآن بخط صدرالدين فيشيراز عند السيد عبدالحسين ذي الرئاستين العارف الشهير . 4 - تفسير سورة الم سجدة . 5 - تفسير سورة يس . 6 - تفسير سورة الواقعة، كان موجودا بخط صدرالدين عند صاحبروضات الجنات . 7 - تفسير سورة الحديد . 8 - تفسير سورة الجمعة . 9 - تفسير سورة الطارق . 10 - تفسير سورة سبح اسم ربك الاعلى . 11 - تفسير سورة اذا زلزلت . 12 - تفسير آية ( وترى الجبال تحسبها جامدة ) طبعت هذه الرسائلبخط سقيم في ايران . 13 - رسالة اسرار الآيات . 14 - كسر اصنام الجاهلية في كفر جماعة الصوفية، وليعلم انالتصوف في كل عصره كان يطلق على جماعة من الدراويش الاباحيين،ولكن العقليين والاخلاقيين من المتصوفة كان يطلق عليهم في ذلك العصربالعرفاء . 15 - كتاب مفاتيح الغيب ( طبع في ايران ) . 16 - كتاب شرح اصول الكافي تصنيف ابي جعفر محمد بن يعقوببن اسحاق الكليني الرازي المحدث الامامي الشهير المتوفى في سنة( 328 ) او ( 329 ه .) . قال صاحب روضات الجنات : انه ارفع شرح كتب على احاديث اهلالبيت من الائمة عليهم السلام، وقد سلف منا قول البعض ان اول من شرحهبالكفر صدرا، كم فرق بين النظرين ؟ 17 - حواشيه على كتاب الرواشح لاستاذه الداماد، وكانتبخطه عندصاحب الروضات . الهوامش 1) سبينوزا ( فيلسوف الهي شهير ولد في امستردام سنة 1632 وهو من انصار مذهبوحدة الوجود ( البانتيسم ) قال الدكتور رابوبرت في شانه : انه كان مملوءا بحب الله حتىاصبح لايرى امامه الا الله، توفي سنة ( 1677 م ) . 2) فيلسوف الهي فرنسي ولد في باريس سنة 1638 كان يسعى في سبيل التوفيق بينالدين والفلسفة، وكان يقول : يجب ان نحب الله حبا تاما، توفي سنة ( 1715م ) . 3) عثرنا على كتبه الا القليل منها فوجدناها باللغة العربية سوى رسالة صغيرة بالفارسيةكتبها في مبادئ عرفانية . 4) حاجاديس بوز هو عالمنباتي هندي يعد من مفاخر الهند في هذا العصر، اعترفت لهاوربا بما اسداه الى المعارف الانسانية من يد، واعلنت فوزه بالوصول الى ما كان يتمنىالوصول اليه غير واحد من علمائها الذين بلغوا الذروة العليا بتحقيقاتهم ، وهو الذياخترع الجهاز ( الكرسكوغراف ) المغناطيسي الذي يجعل الحركات التي لا ترى بالعينالمجردة اكثر وضوحا بخمسين الف الف ضعف، واظهر به للملاء حياة النبات وحركته . 5) المجمع ) لعل المولف يريد اطلال اصطخر . 6) نيروز هو عيد الفرس الكبير ، يوم اول الربيع والسنة . 7) المجمع ) التوامين جمع تومان وهو نقد ايراني ذهبي وقيمته 8 فرنكات و 81سانتيما . 8) سياتي ذكر السيد في ضمن تراجم اساتذة صدر الدين . 9) عالم شهير له بعض الآثار العلمية، ولد سنة 1050 ه وتوفي 1112 ه . 10) الشيخ يوسف البحراني من كبار محدثي الامامية وفقائهم، ولد سنة 1107 ه ، وتوفيسنة 1186 ه . 11) لؤلؤة البحرين، ص131. 12) هو محمدباقر بن امير زينالعابدين من فضلاء المتاخرين، ولد في 22 صفر سنة1226 ه . بقصبة خونسار، وتوفي في 14 جمادى الاولى سنة 1313 باصبهان، وكتابهروضات الجنات في تراجم العلماء مشهور، طبع في ايران في سنة 1307 ه . 13) روضات الجنات، ج4، ص122. 14) كتاب اصول الكافي احد الكتب الاربعة المعتمدة في الحديث عند الامامية الامامالمحدث ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي المتوفى سنة (328) او(329). 15) اسم هذه الرسالة « النفحات الملكوتية في الرد على الصوفية » . 16) لؤلؤة البحرين، ص131. 17) سلافة العصر، ص491. 18) امل الآمل، ج2، ص233. 19) راجع : لؤلؤة البحرين. 20) روضات الجنات، ج2، ص331. 21) قصص العلماء كتاب في تراجم العلماء لمؤلفه محمد بن سليمان التنكابني الموجود فيعصر ناصر الدين شاه قاجار . 22) قصص العلماء، ص329. 23) صاحب امل الآمل هو محمد بن الحسن الشهير بالحر العاملي ولد سنة 1033، ولم تثبتعندي سنة وفاته . 24) صنيع الدولة من فضلاء عصر ناصرالدين شاه وادبائه المشهورين وامرائه الاجلة . 25) الشواهد الربوبية، صدرالدين الشيرازي، ص3 . 26) الاسفارالاربعة، صدرالدين الشيرازي ، ج1 ، ص5 . 27) الاسفارالاربعة، ج1 ، ص11 . 28) قم مدينة تقع على بعد 120 كيلومترا جنوب طهران الغربي، وكان بدء تمصيرها في ايامالحجاج بن يوسف سنة 83، يقدسها الايرانيون، وفيها دفنت اخت الامام علي بن موسىالرضا( عليهمالسلام )، وهي الآن تعد من المدارس الدينية الكبرى، ويدرس فيها الفقهوالاصول والادب . 29) الاسفارالاربعة، ج1، ص6 - 7. 30) الاسفارالاربعة، ج1 ، ص7 - 8 . 31) داماد بالفارسية الصهر اشتهر به لان اباه محمدا كان صهر الشيخ علي بن عبدالعالالكركي الشهير بالمحقق الثاني بين علماء الشيعة، وكان مشهورا بالداماد، واشتهر به ابنهايضا . 32) استراباد بلدة صغيرة في نواحي قبائل ترك خراسان . 33) هو السيد نعمة الله الذي سبق ذكره . 34) وعد صاحب كتاب قصص العلماء من تلاميذه الشيخ حسين . 35) طبع في ايران . 36) قاضى سعيد قمى ولد سنة 1049ه . وتوفي سنة 1107ه . 37) الاسفارالاربعة، ج1 ، ص9 . 38) الاسفار الاربعة، ج1 ، ص13 . نقلاً عن http://science-islam.net/article.php3?id_a...595&lang=fr -
علي أحمد الشيخ مفهوم الزمن بين صدر الدين الشيرازي وآينشتاين لقد تطور مفهوم الزمن حتى أصبح من أكثر المفاهيم المعرفية تعقيداً. ومن البدهي الإشارة إلى أن هذا المفهوم قد تم تناوله أول الأمر على يد الفلاسفة الذين لم يصلوا إلى نظرية متكاملة تكوّن أرضية صلبة لأغلب إشكالات الفلسفة ومزالقها إلا على يد الفيلسوف صدر الدين الشيرازي الذي أبدع نظريته ((أصالة الوجود)) في لحظة من اللحظات النادرة التي انفجر فيها نبع الإشراق آذناً بميلاد مرحلة جديدة للفلسفة الإسلامية سرعان ما أوصلها إلى أوج كمالها، فانصهرت فيها كل مفارقات المدارس الفلسفية من مشائين ورواقيين وعلماء الكلام. وفي الجانب الآخر من العالم، وفي وقت متأخر قليلاً وضع إسحق نيوتن معادلاته عن كيفية دوران الأجسام في الزمان والمكان وقوانين الجاذبية الكونية مبتكر الرياضيات ((علم التفاضل والتكامل)) الضرورية لفهم وتحليل هذه الحركات التي كانت يما بعد شرارة لثورة علمية فجرت المعرفة بصورة لم تعهد في التاريخ البشري كله، ومكنت الإنسان من اختراق الفضاء والإفلات من أمشاج الجاذبية الأرضية. ولم يكن يدور بخلد أحد من العلماء آنذاك أن قوانين نيوتن هذه قد تعجز يوماً ما عن تفسير أو التنبؤ بأية ظاهرة فيزيائية حتى برز ألبرت آينشتاين بنظريته النسبية الخاصة عام 1905 وبعدها بالنسبية العامة عام 1915 التي قدر لها أن تغير مسار علم الفيزياء على نحو جذري. وهنا سنتناول بالشرح والتوضيح مفهوم الزمن من خلال الفلسفة بناء على أطروحة الفيلسوف صدر الدين ومن خلال النظرية النسبية لأشهر فيزيائي هذا القرن ألبرت آينشتاين. ـ الحركة الجوهرية: قبل الخوض في نظرية ((الحركة الجوهرية)) الفلسفية عند صدر الدين نجد من الضروري التعريف بالمفاهيم الجزئية المكونة لها. وكما هو واضح من العنوان فإن فهم الحركة الجوهرية يستلزم فهماً مسبقاً لمعنى الحركة ولمعنى الجوهر فلسفياً. تعرف الحركة على أنها ((خروج الشيء من القوة إلى الفعل على سبيل التدرج. ويتكون هذا التعريف من ثلاثة عناصر رئيسية هي: أ ـ الخروج من القوة. ب ـ إلى الفعل. ج ـ على سبيل التدرج)). ويقصد بالقوة قابلية الشيء وإمكانيته. فإن قولنا: إن هذا الطفل طبيب بالقوة، يقصد منه أنه قابل لأن يكون طبيباً وذلك ممكن وليس بمحال. أو كقولنا: إن هذه البذرة شجرة بالقوة، ونقصد بذلك أيضاً أنها من الممكن أن تكون شجرة، أو إن لها القابلية أو الاستعداد كي تصبح شجرة. أما معنى الفعل فهو عبارة عن وجود الشيء حقيقة. ومنه اشتقت كلمة الفعلية. ومثال ذلك قولنا: إن هذه الشمعة مشتعلة بالفعل إذا كانت مشتعلة حال كلامنا عنها. أما معنى قولهم: ((على سبيل التدرج)) فهو أن هذا الانتقال من حال القابلية إلى حال الفعلية لا يكون دفعة واحدة وخارج إطار الزمن بل لابد أن يكون متدرجاً في حصوله درجة درحة. وبهذا يمكننا القول: إن الخروج من حال العدم إلى حال الوجود لا يسمى حركة وإلا لزم وجود حالة ثالثة بين الوجود والعدم كما توهمه البعض. والحقيقة إن الوجود والعدم مفهومان لا يجتمعان ((يثبتان)) ولا يرتفعان ((يسلبان)) عن موضوع واحد من جهة واحدة. ويمكننا إعادة صياغة تعريف الحركة على أنها تحقق قابلية الشيء تدريجياً. ويصدق هذا التعريف على كل أنواع الحركة كالحركة في المكان والحركة في الكيف والحركة في الكم والحركة في الجوهر الذي هو محل حديثنا. أما معنى الجوهر، فيعرف على أنه ((الموجود لا في موضوع)) على العكس من العرض المعرف على أنه ((الموجود في موضوع)). وتوضيح معنى العرض أولاً ضروري لفهم معنى الجوهر تبعاً. إذن فالعرض ((ماهية مستقلة بحسب نفسها، ومفهومها، لا مستقلة بحسب وجودها، إذ هو بحاجة في وجوده إلى الوجود في غيره)). ومثال ذلك: اللون الذي يمتلك معنى مستقل بذاته عقلاً، إلا أنه في الخارج لا ينفك عن الحلول في جسم ما. أما الجوهر فهو الماهية المستقلة مفهوماً ووجوداً. وفي مثالنا السابق يكون الجوهر هو الجسم. والجسم ذو معنى مستقل ولا يحتاج في وجوده إلى الحلول في غيره إذ هو مستقل بذاته، والعرض والجوهر عنوانان عامان أحد مصاديقهما اللون والجسم تبعاً، ولهما مصاديق أخرى كثيرة. وقد كان الرأي السائد عند الفلاسفة، قبل صدر الدين إن الحركة تقع في الأعراض دون الجواهر وأوردوا إشكالات عديدة على القائل بوجد الحركة في الجوهر. وقد كان القول بالحركة الجوهرية نتيجة مباشرة لنظرية صدر الدين الشيرازي ((أصالة الوجود)) في مقابل نظرية ((أصالة الماهية)) السابقة لها. ويمكن تلخيص معنى الحركة الجوهرية على أنها ((قابلية الجوهر واستعداده الآن لأن يكون موجوداً بالفعل فيما بعد الآن)) أو ((إن الحركة الجوهرية هي في الواقع التجدد المستمر لوجود الجوهر)). إذن لا علاقة بين الحركة الجوهرية وبين حركة الذرات والجزئيات ولأن كل هذه الحركات تحدث في أعراض المادة وليس في جوهرها. وقد اشتهر بين الفلاسفة (قبل صدر الدين) أن ((الزمان جوهر مستقل منفصل عن المادة)) أو بتعبير آخر ((إن الزمان موجود مستقل سواء أكان هناك موجود آخر أم لا .. بحيث أنه يوجد حتى إذا لم يخلق الله سبحانه سواه من الأشياء وبحيث لما خلق الله المادة صارت جليسة للزمان، فالمادة في سكونها وثباتها والزمان في سيلانه وتصرمه كالجالس في نهر جار)). وقد أبطلت نظرية الحركة الجوهرية هذا الرأي وفندته، فبناء على القول بها لا يصبح معنى للزمان بدون الحركة ولا للحركة بدون الزمان، فهما وجهان لعملة واحدة، وهما ينفصلان عقلاً وتحليلاً فقط، لا أنهما منفصلان فعلاً في الخارج. وحسب هذا الرأي، فإن كثيراً من المشكلات الفلسفية التي أشكلت على الفلاسفة قبلاً قد حلت إشكالاتها. وعلى سبيل التمثيل فإن الزمان لا يصبح قديماً ولا أزلياً بل إن له بداية ونهاية، هما بداية الحركة ونهايتها من الكون. وزبدة المخاض، إن الحركة هي الزمان والزمان هو الحركة. وبما أن الحركة لها مبتدأ ولها منتهى ولا يمكن أن يتقدم المتأخر ولا يتأخر المتقدم فيها، فالزمان ـ كذلك ـ لا يمكن لأجزائه المتقدمة أن تتأخر أو العكس. ويعبر عن الزمان بأنه ((حقيقة سيالة متدرجة الحصول)) متصرم الوجود. فهو سيال لأنه غير متوقف. وهو متدرج الحصول لأنه لا يوجد إلا جزءاً جزءاً. وهو متصرم الوجود لأن أجزاءه لا تجتمع معاً. وحدوثها يتحقق بتحقق جزء وانتفاء جزء سابق له. ولكل جسم زمانان: زمان خاص به، وزمان عام. ويحصل الزمان الخاص بسبب حركته، أما الزمان العام (المطلق) فهو الذي يشترك فيه مع غيره من الأجسام. ـ النظرية النسبية: كتب إسحق نيوتن: ((إن الزمن الرياضي الحقيقي المطلق بنفسه وبطبيعته الذاتية يجري بالتساوي ودون أي علاقة بأي شيء خارجي)). ولم يكن نيوتن يعني بذلك إلا أن الزمن يسير بالتساوي في جميع أنحاء الكون. والعلماء الذين جاؤوا بعد نيوتن اعتمدوا على إمضاء هذا المفهوم، إلى أن جاء ألبرت آينشتاين وقلب الطاولة أمام مفهوم نيوتن. فقد وجد آينشتاين أن ((الزمن يتباطأ كلما زادت السرعة)). ويمكن فهم مقولة آينشتاين بناءً على أمور بديهية في حياتنا، إذ أننا كلما زدنا السرعة لقطع مسافة ما قل الزمن اللازم لها تبعاً لذلك. غير أن هذا المعنى لا علاقة له بما يعنيه آينشتاين مطلقاً .. ! المعنى الذي يذهب إليه هو أن الساعة على كوكب الأرض (قد) تساوي عشر دقائق في مكان آخر من الكون وقد تساوي عشرين ساعة. وعلى سبيل التمثيل لو وجد حدث كوني قمنا بقياس مدته، من بدايتها حتى نهايتها، ووجدناها تساوي ساعة كاملة، فإن مدة هذا الحدث، من مكان آخر من الكون، لا تساوي بالضرورة المدة التي قسناها على كوكب الأرض، بل يمكن أن تزيد أو تنقص حسب سرعة الراصد في المكان الآخر. ويذهب طرح النسبية إلى ما هو أغرب من ذلك، فالماضي والحاضر والمستقبل فقدت معانيها الكونية المطلقة التي كانت سائدةً. الماضي لم يعد يعني اللحظة الزمنية الفائتة وما قبلها. والمستقبل ليس اللحظة الزمنية القادمة. واللحظة التي نعيشها ـ الآن ـ ما هي إلا أننا نحن وحسب. والتعاريف التي تتبنى مثل هذا التحديد تعاريف نسبية لا تصلح كقيمة كونية مطلقة، فالماضي والحاضر والمستقبل قد يكون لها ترتيب آخر في مكان آخر من الكون. بمعنى أنه لو وقعت ثلاثة حوادث كونية الآن ـ مثلاً ـ كانفجار ثلاثة نجوم: الأول يبعد عن الأرض بمسافة سنة ضوئية .. والثاني بسنتين .. والثالث بثلاث سنوات ضوئية. فإن الراصد، على كوكب الأرض لن يشاهد انفجار النجم الأول إلا بعد مرور سنة كاملة حسب مقاييسنا نحن. كذلك لن يشاهد الانفجار الثاني إلا بعد سنتين .. ولن يشاهد الثالث إلا بعد ثلاث سنوات. وهذا يعني أن السهم الزمني ـ بالنسبة لنا على الأرض ـ سيمر بحدث النجم الأول ثم الثاني ومن ثم الثالث. لكن هذا لا ينطبق على مراقب آخر في منطقة أخرى من الكون، يبعد موقعه عن النجم الأول بمسافة ثلاث سنوات ضوئية .. وعن الثاني سنة ضوئية واحدة .. وعن الثالث سنتين .. إن سهم الزمن لن يمر بنفس الترتيب السابق على الأرض. لأنه سيبدأ بحدث النجم الثاني ثم الثالث ومن ثم الأول. إذن فإن ((حادثاً في هذا الكون قد يكون في الماضي بالنسبة لمشاهد، وفي الحاضر بالنسبة لمشاهد آخر وفي المستقبل بالنسبة لمشاهد آخر)). وهذا يفضي إلى عدم وجود زمن مطلق (ساعة مطلقة) يشمل الكون ويستند عليه في تحديد الماضي والحاضر والمستقبل للكون كله. إن الفرق الجوهري بين الكون الكلاسيكي وبين ما تراه النسبية هو وجود د أعلى للسرعة، النظرية النسبية تضع (سرعة الضوء) حداً أعلى للسرعة، وهذا الحد في كون النسبية لا يمكن للأجسام وصوله فضلاً عن تجاوزه. إضافة إلى ثبات سرعة الضوء بالنسبة لكل شيء، فهي الثابت الوحيد في الكون. ولم تقتصر النسبية على ما ذكر من مفاجئات بل أنها وضعت أيدي العلماء على السر الذي من خلاله يمكن للزمن أن يتباطأ بسببه .. هذا السر هو السرعة، وباختصار شديد: إن الزمان النسبي للأجسام يتباطأ عند تسارعها قياساً بالأزمنة النسبية للأجسام الأخرى الأقل تسارعاً .. ! *المصدر : مجلة الكلمة /العدد23/1999م نقلا عن : http://www.balagh.com/mosoa/falsafh/fi0rk3f1.htm
-
الكون و المادة ؟
أَنَاْ يُوسُفُ replied to أَنَاْ يُوسُفُ's topic in نشأة الكون ونهايته وهيئته (الكوسمولوجيا)
الفضاء يؤثر في المادة ليحدد كيف تتحرك. والمادة كردة فعل تؤثر في الفضاء لتحدد كيف ينحني تحتاج هذه المقولة إلى بحث أكثر ، أرجو التوضيح * فكيف يتوسع الكون من غير تحرك المادة أي كيف يقبل التوسع قبل تحرك المواد؟ أم أن هذا التحرك هو الذي يجذب المواد للإنطلاق نحو التوسع ؟ -
لا أعتقد أن الصورة المتحركة للأرض على بعد خمسين مليون كيلو متر ، لانها تبدو قريبة!!
-
أول كوكب في المجموعة الشمسية!!
أَنَاْ يُوسُفُ replied to أَنَاْ يُوسُفُ's topic in الكواكب والمذنبات والكويكبات والشهب...
الأخت غيمة مطر ، هل تقصدي أن كوكب الأرض هو أول كوكب تشكل و تكون بالمجموعة الشمسية ؟؟ -
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شكراً لك أخي الكريم سلمان رمضان ، موفق لكل خير.
-
السلام عليكم فعلاً شيء جميل ،و كأن القمر أبن الأرض !! شكراً للأخ عبد الله العياضي.
-
العزيز الزعيم ، أهلا و سهلاً بك بعد طول غياب ، اضيف أن الأرض هي رمز للدنيا و مركز الخلافة هي الأرض ، فلا يعني أن لا تمتد هذه الخلافة إلى كوكب آخر و بالتالي إمكان حياة بشر على كواكب أخرى أو موتهم و الله تعالى أعلم يقول تعالى في سورة البقرة - سورة 2 - آية 30 ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)