نـعـم ، انـا مـع الإخـوة الأفـاضـل الـذيـن طـلـبـوا مـن الأخـت الـفـاضـلـة صـاحـبـة الـخـبـر أن تـتـفـضـل بـإرفـاق الـدلـيـل الـعـلـمى عـلى مـا تـقـول ، إنـه لـشـئ جـمـيـل جـدا أن يـكـون ذلـك الـخـبـر حـقـيـقى و صـادق ، و سـتـعـضـضـه الأدلـة الـعـلمـيـة ، لأن عـقـيـدتـنـا فى تـمـام الـغـنى عـن الـتـزيـيـف و الـتـدلـيـس ، و هى أسـمى مـن أن يـلـتـمـس إنـسـان مـا فـكـرة مـشـوشـة ابـتـغـاء تـرسـيـخ الـعـقـيـدة ، أكـرر هـنـا أن ارفـض ذلـك الأسـلـوب ، و لـنـكـن فى غـايـة الـحـذر مـن الـصـور ، لأنـهـا مـن أسـهـل مـا يـكـون أن يـقـوم الـمـدلـس بـتـكـويـن صـورة بـالـوسـائـل الـمـخـتـلـفـة الـمـتـوفـرة بـغـزارة فى بـرامـج الـحـاسـب الآلى ، و بـذلـك لا يـكـفى أبـدا أن يـعـطـيـنـا صـورة لـنـكـتـفى بـهـا و نـصـدق مـا يـقـول ، بـل عـلـيـه أن يـذكـر مـصـدر الـخـبـر و الـمـرجـع الـعـلـمى الـذى صـدر مـنـه ذلـك الـخـبـر ، و حـتى لـو اسـتـطـاع أن يـفـتـعـل تـلـك الـمـعـلـومـات فـإن وزره عـلـيـه و سـتـنـكـشـف فـعـلـتـه فـيـمـا بـعـد ، أمـا لـو كـان مـجـرد نـاقـل للـخـبـر ، فـيـنـبـغى عـلـيـه أن يـتـحـرى صـدق مـصـدره حـتى لا يـكـون نـاقـلا لأكـذوبـة يـفـتـرى بـهـا عـلى الله ، لأن الله خـالـق كـل شئ ، فـلا يـنـبـغى أن يـتـحـمـل أوزارا بـسـبـب تـحـمـسـه لـنـقـل خـبـر غـيـر مـوثـوق بـه.
و لـيـعـلـم الـجـمـيـع أن هـنـاك جـمـاعـات و جـمـعـيـات و مـؤسـسـات هـدفـهـا اخـتـلاق أخـبـار عـلـمـيـة مـثـيـرة بـغـرض تـكـويـن مـوجـة إيـمـانـيـة هـشـة أسـاسـهـا أخـبـار أو مـعـلـومـات مـخـتـلـقـة لا أسـاس لـهـا مـن الـصـحـة ، فـلا نـكـون نـحـن بـنـوايـانـا الـسـلـيـمـة أعـوانـا لـمـثـل تـلـك الـجـمـعـيـات.
و فى الـخـتـام أؤكـد أنـه لـن يـزيـد إيـمـانـنـا بـالله شـيـئـا مـمـا يـذكـره الـمـكـتـشـفـون ، و لـن يـعـضـد يـقـيـنـنـا بـالله شـيـئـا مـمـا يـزيـده الـبـاحـثـون ، لأنـه سـابـق عـلى كـل ذلـك ، و مـا عـدى ذلـك فـهـو لاحـق و لـن يـجـدى نـفـعـا و لا جـدوى لـه ، بـل نـقـول سـبـحـان الله الـذى وسـع عـلـمـه كـل شئ ، و أبـدع خـلـقـه ثـم هـدى ، و لـنـهـتـدى بـهـدى الـرسـول الـكـريـم صـلى الله عـلـيـه و سـلـم حـيـن عـلـمـنـا ( فـلـيـقـل خـيـرا أو لـيـصـمـت ) و كـذلـك ( كفى بـالـمـرء إثـمـا أن يـحـدث بـمـا لـم يـرى ) أو كـمـا قـال.
عادل عبد الحكيم (عادل حكيم)
