أستاذنا العزيز الفاضل :
1 ـ أحب أن أذكر بعض النقاط التي تفضلتَ بذكرها بنحو أوضح :
الشهر القمري الإقتراني : وهي الفترة الزمنية التي يدورها القمر حول الأرض والتي تبدأ نقطة الإقتران وهي التي يكون فيها القمر بين الشمس والأرض على خط واحد لمن يراقب هذه الأجرام الثلاثة من الأعلى إلى أن يصير مرة أخرى على خط الإقتران ، وهذه الدورة للقمر تستغرق (29يوم و 12س و 44د ) كما ذكرتم سابقاً ، وعليه يكون الشهر الهلالي إما ثلاثين يوماً وإما تسعة وعشرين يوماً .
والشهر الهلالي : وهي الفترة التي تبدأ من رؤية الهلال بالعين المجردة إلى رؤيته مرة أخرى كذلك .
وبما أن رؤية الهلال بالعين المجردة تتأخر عن ولادة الهلال ( وهي عندما يتجاوز جرم القمر نقطة الإقتران ولو بلحظة واحدة ) بما يقارب اليوم الواحد ، فإن الشهر الهلالي يتأخر عن الشهر الإقتراني بيوم واحد .
وخسوف القمر إنما هو يحصل في منتصف الشهر الإقتراني وليس الشهر الهلالي ، فيكون خسوف القمر يحصل قبل منتصف الشهر الهلالي بيوم .
فإذا كان الشهر الهلالي ثلاثين يوماً فإن خسوف القمر يحصل في ليلة 14 ، ويبدأ القمر بالنقصان ليلة 16.
وإما إذا كان الشهر الهلالي 29 يوماً فإن نصفها هو 14 يوم ونصف اليوم ، فيكون حصول الخسوف بعد 13 يوماً ونصف اليوم ، وهذا الذي يعلل حصول الخسوف نهاية ليلة 13 أي نصف اليوم الكامل من الليل والنهار .
وفي الشهر الناقص يبدأ القمر بالنقصان ليلة 15 حنئذٍ .
ومن المتوقع جداً ( إن شاء الله تعالى ) أن يكون هذا الشهر 29 يوماً عندما يكون العيد يوم الأحد ، ويكون العيد واحداً للمسلمين جميعاً في جميع أنحاء العالم .
2 ـ قولك : ( أنا أسألك ما هي هذه الزاوية والمكث ).
أقول : هذه مسألة فيزيائية يجيب عليها علماء الفيزياء الذي أنت ( أستاذنا الفاضل ) واحد منهم ، فلماذا لم تحسب هذه المسألة فيزيائياً ، فبحسب المعطيات الموجودة يمكن حسابها ،
فضوء الشمس معروف ، ومقدار ما يصل إلى سطح القمر ، ومقدار ما يعكسه القمر من الضوء ، وما يصل إلينا منه عبر الغلاف الجوي ، إلى غير ذلك من المعطيات . والمطلوب حساب الزاوية الأقل التي يحتاجها القمر حتى يظهر لنا جزء من وجهه المنير بشكل هلال ، ( وذلك في أحسن الظروف طبعاً ) .
فهل هذه المسألة صعبة على علماء الفيزياء بحيث لم تحسب بطريقة فيزيائية رياضية إلى الآن ، بدل التجارب البدائية التي ينشأ منها الاختلاف حتى عند علماء الفلك أنفسهم في تحديدها .
3 ـ تفضلتَ وذكرت بعض الحقائق :
الأولى : ( لم يكن الجو صافياً بحيث اختفت الشمس قبل موعد غيابها بسبع دقائق. ولكن أدعيت الرؤية في منطقة قريبة مع أن الشمس اختفت قبل موعد غيابها بثمان دقائق ) .
الثانية : ( ثم من قال أن العين تشاهد في الصحراء أفضل مما يشاهده المنظار في المدن هل تشاهد النجوم في النهار في الصحراء ) .
الثالثة : ( إذا تمت مشاهدة الهلال بالفعل في منطقتنا فإنه بالضرورة لا بد أن يشاهد في المناطق التي تقع غربنا مباشرة (على نفس دائرة العرض). فلماذا لم يشاهد حتى في أميركا ).
الرابعة : ( وكما تعلم فإن أغلب المنظمات الإسلامية (كل المنظمات الشيعية) في أميركا لم تثبت ذلك وبدأت الصيام من السبت ).
الخامسة : ( بل حتى عندنا البيان الرسمي حول دخول شهر رمضان لم يذكر الرؤية مع العلم أن مناظير أقوى مما نمتلك تستخدم في الرصد من على جبال تهامة ).
أقول :النقطة الأولى يمكن أن يقال عليها : صحيح أن المنطقة التي كنتم فيها لم تكن صافية ، ولكن المنطقة التي كان فيها الآخرون كانت صافية .
وأما النقاط الأخر فالحق أنها حقائق قوية ، فتكون معارضة لشهادة الشهود ، بل مفندة لها على رأي بعض الفقهاء المعاصرين .
لأنه من غير المعقول أن يرى الهلال عندنا بالعين المجردة ، ولا يرى بالمناظير الإكترونية الدقيقة التي تفوق في الرؤية العين المجرد بمئات المرات في مقر جمعية القطيف ، وكذلك من على جبال تهامة التي هي منطقة جيدة للاستهلال وأفضل من منطقتنا ، وكذلك لم يرى في أمريكا التي هي غربنا بعشر ساعات أو أكثر ، بل لم يدعى الرؤية في جميع العالم سوى منطقتنا .
ولكن الذي يحير العقل أن الاشتباه في رؤية الهلال إذا حصل فإنه يحصل من شخص أو من عدة قليلة ، أما أن الاشتباه يحصل من عشرات الشهود ( بلحاظ مجموع الشهود في منطقة القطيف والأحساء والبحرين ) فإنه مستبعد .
و لهذا فإن بعض علماء المنطقة قبل شهادة الشهود ، وبعض العلماء لم يقبلها .
ولكن القرائن السابقة المفندة لشهادة الشهود تجعل شهادتهم محل تأمل شديد . والله تعالى العالم بحقائق الأمور .
أرجو منكم أن تعقبوا على كلامي ولكم جزيل الشكر متواصلا .