Jump to content
Sign in to follow this  
العراقية

تعدد بدايات رمضان نعمة أم نقمة؟

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

افاد العلامة السيد البلادي في مدونته موضوعا شيقا عن تعدد بداية شهر رمضان واليكم الموضوع:

 

فكرة قيام لجنة شيعية أو سنية أو مشتركة بينهما لتوحيد الهلال والمناسبات لا تروق لي ولي عليها تحفظ فلست أغالي إذا ما قلت:

 

فكرة توحيد المسلمين بداية شهر رمضان وعيد الفطر والأضحى ربما تنطلق من الفكر الشمولي الذي ابتليت به هذه الأمة ففي السياسة ترى اعتماد آلية الإجماع في المؤسسات العربية والإقليمية لاتخاذ القرار على مستوى الدول المشاركة في تلك المؤسسات.

وفي داخل الدول المتأخرة لا ترى سوى دعاوى الإجماع أو إذا حصل تواضع فنسبة الذين صوتوا للرئيس معروفة (تسعة وتسعين فاصلة تسعة).

وهكذا معارضة سياسات الحكومة (الرشيدة) شق لعصا الطاعة وخروج عن الجماعة فلله الحمد والمنة لا معارضة لحكومات دول العالم الثالث فالكل متفق مع وجهة النظر الرسمية وكل شيء على ما يرام وعلى كل مواطن ان يقدم فروض الطاعة والولاء للحكومة وان يصبح شاكرا لها ويمسي حامدا على جزيل النعم التي تسديها له.

اجل هذه هي الوحدة وهكذا يراد لها ان تكون.

ومن ضمن افرازات مثل هذه الثقافة فكرة توحيد تحديد بداية شهر رمضان أو العيد فيجب ان تكون رسمية وعلى الجميع ان يسير في الركب ولا يغرد خارج السرب.

ولكن هل هذه الثقافة نابعة من الإسلام وتعاليمه وسيرة السلف الصالح؟

لا أجدني مجافيا للحقيقة إذا قلت بأنها غريبة على الإسلام وعلى منطق العقل وان ثقافة الإسلام تؤسس للتعددية في هذا المجال كأحد أوجه التعدد الفكري الذي نشاهد دلائله وشواهده في تعاليم الإسلام.

وفي هذا الصدد أود ان أؤصل التعددية إسلاميا في فكرة الهلال وبدايات الأشهر الهلالية ونهاياتها من خلال الشواهد التالية:-

1- أوكل النبي الأكرم (ص) تحديد الصوم والإفطار بآلية رؤية الهلال بحسب الشخص المكلف بالصوم وليس بحسب هيئة دينية أو حكومة سياسية وهذه الآلية تنتج اختلاف المكلفين في إثبات وتحديد الهلال وبالتالي بداية الشهر والعيد في حين تتوفر آلية أخرى يعلم بها المشرع تبارك وتعالى ولكنه تركها ولم يعمل بها فلم يسن آلية تنتج يوما محددا عند جميع المسلمين بداية الشهر ونهايته بحيث لا تكون قابلة للاختلاف كما هو الحال في تحديد الشهور الشمسية بداية ونهاية فهي دقيقة لا مجال فيها للاختلاف نهائيا كما يترائى.

والشهور الهلالية يمكن ان تأخذ نفس منحى الدقة فيما لو وضعت آلية غير قابلة للاختلاف على سبيل المثال ان يكون كل شهر فردي ثلاثين يوما وكل شهر زوجي تسعة وعشرين يوما أو العكس هذه الآلية لو اقرها المشرع تبارك وتعالى لما كانت تنتج سوى اتفاق جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على الشهور ومناسباتها.

ومن المؤكد الذي لا ريب فيه ولا شك يعتريه أن تأسيس قاعدة موحدة للاتفاق لم يكن خافيا على المشرع تبارك وتعالى فهو علام الغيوب وعالم السر والنجوى.

فلماذا شرع بدلا عن ذلك قاعدة الرؤية البصرية (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) مع العلم بان هذه الآلية واضحة في إنتاج الاختلاف إذ لا يتفق الناس على الرؤية إثباتا ونفيا مضافا إلى الاختلاف الفقهي المتشعب في وسائل إثبات بدايات الشهور القمرية هذا الاختلاف ناشئ هو الآخر من الآلية التي وضعها الإسلام في رسم طرق الاجتهاد وخلق عوامل الاختلاف في نتائج الاستنباط وبالتالي لا يمكن إرجاع الاختلاف إلا لمن أسس أسبابه وخلق أرضيته وليس ذلك إلا المشرع تبارك وتعالى.

فعلى سبيل المثال هناك اختلاف بين المسلمين في وسائل إثبات رؤية الهلال فالفقيه المعتمد والقاضي لدى الدولة العباسية أبو يوسف ابرز تلامذة أبي حنيفة لا يقبل الشهادة برؤية الهلال في حال صفاء الجو إلا من جماعة يحصل للقاضي العلم بشهادتهم وقدر عددهم بعدد القسامة خمسين رجلا.

وفي المقابل يرى ابن حنبل وأتباعه ثبوت هلال شهر رمضان بشاهد واحد وهلال سائر الشهور بشاهدين حتى في حال صفاء السماء وعدم ادعاء رؤية الهلال إلا من شاهد واحد بالنسبة لهلال شهر رمضان أو شاهدين لهلال غيره من الشهور.

فإذا كانت السماء صافية وشهد شاهد برؤية الهلال فان ابن حنبل وأتباعه يثبتون الرؤية وبداية الشهر بينما لو شهد أربعون رجلا في نفس الظروف فان قاضي الدولة العباسية أبا يوسف لا يأخذ بهذه الشهادات ولا يثبت عنده الهلال.

وعند الشيعة الإمامية اختلاف فقهي في آلية حكم الحاكم الشرعي لإثبات الهلال وبداية الشهر هل يثبت بها الهلال أم لا مما يعكس اختلافا في النتائج حسب اختلاف النظرة الفقهية لهذه الآلية اجتهادا وتقليدا.

وهناك اختلاف آخر في آلية التطويق هل هي دليل على انه لليلة الثانية أم لا؟

مضافا إلى الاختلاف في إثبات واقع الرؤية نفسها كتطبيق بغض النظر عن النظرية وما يحف بها من اختلاف بشأن قيود الرؤية فمسؤولية الاختلاف هي مسؤولية الآلية ومسؤولية الآلية مسؤولية مشرعها تبارك وتعالى.

2- عاش كثير من المسلمين على فكرة التعددية بحيث يعمل كل إنسان حسب قناعته بإثبات رؤية الهلال دون حساسية أو حزازة فقد روى ابن حزم في المحلى قصة طريفة وجعلها شاهدا على فتواه بتعددية الوقوف بعرفات حسب القناعة بإثبات رؤية الهلال فقد قال:

فان صح عنده بعلم أو بخبر صادق ان هذا هو اليوم التاسع إلا أن الناس لم يروه رؤية توجب أنها اليوم الثامن ففرض عليه الوقوف في اليوم الذي صح عنده أنه اليوم التاسع وإلا فحجه باطل لما ذكرنا.

روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عمر بن محمد قال: شهد نفر أنهم رأوا هلال ذي الحجة فذهب بهم سالم (وهو بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ويعد من كبار فقهاء المدينة) إلى ابن هشام (وهو إبراهيم بن هشام المخزومي) وهو أمير الحج (في عام 105هـ) فلم يقبلهم فوقف سالم بعرفة لوقت شهادتهم، ثم دفع فلما كان في يوم الثاني وقف مع الناس. المصدر المحلى لابن حزم الجزء 7، ص192.

فهذه القصة في العصر الأموي تدلل بوضوح على التعددية وقبول الاختلاف فلا تفرض وجهة نظر احد على آخر.

فالحاكم السياسي الأموي لم يقبل بالشهادة فوقف فقيه المدينة مع جماعته بحكم ثبوت الرؤية عنده بحسب الشهود بينما سائر الناس وقوفهم كان باليوم التالي ووقف معهم مجددا لمجرد الاجتماع مع الناس وليس للتعبد بالوقوف بعرفة.

3- لا يمكن لسكان الأرض ان يوحدوا احتفالاتهم في يوم مشترك بالحساب الشمسي رغم دقته فضلا عن الهلالي فرأس السنة مثلا يكون متقدما وسابقا في المناطق الشرقية كنيوزيلندا واستراليا واليابان.

بينما يتأخر في المناطق الغربية كالقارة الأمريكية والفارق بين استراليا مثلا والولايات المتحدة الأمريكية نحو ثمانية عشر ساعة فبينما يكون يوم السبت في استراليا مثلا يكون الجمعة في أمريكا فوحدة يوم رأس السنة بالاسم فقط إذ واقع الحال تعدد اليوم إذ لا يحتفلون في نفس الوقت ففي الحقيقة يتعدد رأس السنة بتعدد مشارق الأرض المختلفة من حيث الزمان فهذا التعدد الطبيعي آية جدير بالناس ان يقرؤها جيدا فليست هناك آلية عملية لتوحيد الناس في مناسباتهم واحتفالاتهم ربما حتى نتذوق الاختلاف ونستمرء التعدد ولا نستوحشه فالاختلاف والتعدد سنة الحياة.

4- إذا اتضح رجوع المسألة لآلية تحديد بدايات ونهايات الشهور القمرية والتي هي آلية شرعها الإسلام وبعد الفراغ عن أن الفقهاء ليس لهم صلاحية التشريع أو تغيير التشريع أو تبديله فالسؤال الحقيق بالطرح هو لماذا سنت آلية تنتج الاختلاف ولماذا قننت قاعدة تؤدي كمقدمة إلى نتائج معلومة سلفا؟

ولهذا السؤال بنظري جوابان احدهما يقيني والآخر مجرد أطروحة لا تحمل صفية اليقين:-

اما الجواب الاول فهو ان تشريع هذه الآلية ينطلق حتما من حكمة واقعية نشأ عنها هذا التشريع لوضوح انه تعالى حكيم لا يشرع شيئا يخالف موازين الحكمة قيد شعرة.

ولكن السؤال ما هي هذه الحكمة؟

فالجواب عليه هو الأطروحة الموعودة وباختصار أقول:

بما أن غالب الناس تفكر بطريقة العقل الجمعي كما يسميها علماء النفس بما أن لهذه الطريقة آثارا سلبية على التفكير الموضوعي وبالتالي الوقوع في الخطأ نتيجة إتباع الآخرين خصوصا مثل الآباء والشخصيات المؤثرة (الكارزمية).

لذلك يؤسس الإسلام لتشريعات كثيرة تهدف لكسر طريقة التفكير الأحادي وتحرره من التبعية وتجعله يقبل الاختلاف بروح متسامحة فهو يريد منا أن نقبل من يختلف مع قناعاتنا مهما كانت واضحة عندنا حتى لا نصاب بهوس الكراهية للآخر فهو أسلوب عملي لترويض النفوس وتعليمها على التكيف مع سنة الاختلاف.

قال تعالى:

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) هود – 118.

فخلق الاختلاف في المشارق والمغارب فلا يتحد الناس في أوقات المناسبات كما صمم العقول بطريقة لا تتفق رؤاها ولا تتحد أفكارها.

فما أحرى بنا ان نقبل الاختلاف بروح منفتحة ولا تغلبنا العصبية ونار (الوحدة) على غرار نظام الحزب الواحد في مقابل نعيم التعدد الذي يرفل فيه سكان الدول المتقدمة.

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم

 

اختنا العزيزة

 

موضوع توحيد يوم صيام وعيدالفطر ووقفة عرفة بين المسلمين في اقطار العالم في هذا الوقت لامر مستحيل والسبب الرئيس هو ليس اختلاف الناس فيما بينهم في فهم حديث الرسول صلى الله عليه واله لمشاهدة الهلال بالعين المجردة ولكن حسب فهمي القاصر للاسباب التالية:

 

1- كروية الارض

2-ميل محور دوران القمر حول الارض

3- موقع الارض بالنسبة للشمس

وهذه الاسباب اعلاه تعطي موصفات لهلال واحد مختلفة حسب اختلاف موقعه الجغرافي وليست مقيدة بخطوط ودوائر عرض معينة ولكن عناد البعض يجعله يغض النظر عن مايقوله العلم فيتسبب في شقاق في البيت الواحد وهذه ليست رحمة ياسيدتي

 

4- يعيش المسلمين في دول واقاليم عديدة لاتجمعهم راية واحدة

 

فاما الاسباب الاولى فهي اسباب خارجة عن قدرة الانسان في التغيير واما السبب الاخير فهو غاية كل مسلم على ارض المعمورة

 

تحياتي

Share this post


Link to post
Share on other sites

(آية الله النجاتي)/اختلافات الهلال بين الواقع والتفاسير

من القضايا الدينية الخلافية التي تثار سنوياً ـ خصوصاً في بداية ونهاية شهر رمضان ـ هي قضية الثبوت الشرعي للهلال، حيث تختلف آراء العلماء بين نفيه وإثباته، فيختلف أتباعهم بتبع ذلك في بداية رمضانهم وعيدهم، ويتسبب هذا الإختلاف بين الناس في عدم رضا جمع كبير من المؤمنين من أداء علماء الدين ومواقفهم في هذا الموضوع.

قسم من حالة عدم الرضا هذه ناشئة من غيرة المؤمنين وحرصهم -مشكورين- على وحدة كلمة الناس وعدم تفرقهم في أهم مناسباتهم الدينية، أما القسم الأكبر فإنه ناشئ من عدم فهم مناشئ هذا الخلاف وموجباته المنطقية.

وقد تذهب الظنون بالبعض إلى حدّ اتهام مقدسي العلماء والمراجع بالسعي من وراء ذلك لكسب النفوذ والشهرة، وفي ذلك إجحافٌ وظلم واضح لقسم كبير من حالات الخلاف، إن لم يكن القسم الأكبر، بل قد يمكن القول لجميع الحالات، لأنه لا يمكن الإتهام لمجرد الظن وإن حامت الشكوك حول بعض المتهمين.

هذا فضلاً عمّن عرفوا بالقدس والتقوى في أُمورهم ومواقفهم ومنها في هذا الموضوع.

والواقع أن الخلافات الحاصلة في تحديد الهلال تنشأ من نوعين من العوامل:

1- عوامل الفقه النظري

حيث تختلف آراء العلماء في معايير ثبوت الهلال في نقاط كثيرة، وينشأ هذا الاختلاف من اختلافهم في فهم وتقييم النصوص الشرعية، وهي قضية اجتهادية علمية صرفة، لا علاقة لها بالتفاسير السياسية والاجتماعية لمواقفهم الهلالية.

وهذا الاختلاف كسائر خلافاتهم في الأحكام الشرعية من أحكام الصلاة والصوم والزكاة والخمس والحج والمعاملات والميراث و... وهي تبلغ آلاف النقاط، والتي لا ينشأ فيها الخلاف من مطامع سياسية أو اجتماعية.

ولا أظن أن من حسن الفهم والذوق أن يطلق الإتهام في هذه الدائرة انطلاقاً من العوامل.

ومن القضايا الخلافية النظرية في الهلال:

* هل الآفاق المختلفة متحدة في ثبوت الهلال أم لا؟ فإذا ثبت في البحرين مثلاً هل يثبت في غير البحرين من جميع مناطق الكرة الأرضية، حتى التي تكون في شرقي البحرين من البلاد والدول البعيدة؟

* إنه إذا لم يُر الهلال بالعين المجردة، لكن رؤي بالمجهر، فهل يثبت الهلال الشرعي بذلك؟ في هذا خلافٌ بين الفقهاء، وهذا ما حصل هذا العام في بداية شهر رمضان حيث ثبتّه بعض المراجع في ليلة الخميس لتحقق الرؤية بالمجهر ـ كما نقل ـ بينما ثبته الآخرون في ليلة الجمعة لعدم ثبوت الهلال عندهم بالرؤية بالمجهر.

* إنه إذا رؤي الهلال مطوقاً، فهل يحكم بكونه هلال الليلة الأولى من الشهر أم الثانية؟

* هل يثبت الهلال بشاهدين عدلين فقط مع كون الجو صحواً خالياً من موانع الرؤية، وكثرة المستهلين؟

* تقييمات علماء الفلك حول إمكانية الرؤية أو عدمها، وصعوبتها أو عدمها، وذلك في الحالات التي يختلفون فيها في التقييم، حيث يؤثر هذا الاختلاف على علماء الدين في تثبيتهم الشرعي للهلال، لكون علماء الفلك من أهل الخبرة في الأمر، فإن اختلف علماء الفلك اختلف الفقهاء في كيفية تقييم كلام علماء الفلك، وأنه هل يؤخذ ببعض آراءهم ويُترك البعض الآخر، وعلى سبيل المثال:

إذا قال بعضهم: الرؤيا صعبة، وبعضٌ آخر: أنها لا صعوبة فيها، فهل يجب أن يكون لرأي من يرى الصعوبة أي أثر في الأخذ بشهادات الشهود أو رفضها، أم لا يُلتفت إليه! فهذه أيضاً من العوامل النظرية للخلافات في الهلال.

إلى غير ذلك من القضايا الخلافية.

2- عوامل الفقه التطبيقي

وهذا أيضاً يُفسر حالات كثيرة من الاختلافات في تحديد الهلال، حيث يختلف العلماء في تقييم:

* عدالة الشهود، ووثاقتهم، ودقتهم في التشخيص، وحالة الإبصار عندهم...

* عدد الشهود، إذ قد يطمئن بعض العلماء بالثبوت بعدد أقل من الشهود وبعضهم لا يطمئن إلاّ بعدد أكبر.

وهذا العامل يرتبط إلى حدَّ كبير بسعة ذهنية العلماء وضيقها في التعرف على موجبات خطأ الشهود وتقييمهم لاحتمالات الخطأ.

وفي هذا النوع من العوامل أيضاً لا يصح إطلاق التهم فيها.

وقد تسأل:

1- إذن هل تبرئون جميع حالات الخلاف في الهلال عن العوامل السياسية والاجتماعية؟

الجواب: نبرئ معظم الحالات، والحالات القليلة المشكوكة لا يصح إطلاق التهمة فيها لمجرد الظن والشك.

2- ألا يمكن حصول الاتفاق في الهلال بين العلماء ومراجع الدين؟

الجواب: بالالتفات إلى العوامل المتقدمة لا يمكن ذلك، إلا أن تحصل تطورات علمية كبيرة مؤثرة في معالجة الخلافات النظرية والتطبيقية، أو يظهر الحجة (ع) الذي تتوحد به الكلمة إن شاء الله تعالى.

3- هل يجب على كل فقيه ومجتهد أن يستقبل الشهود، حتى يترتب على ذلك تعدد المواقف، ولماذا لا يعتمد كل الفقهاء على فقيه واحد؟

الجواب: لا يجب على الكل أن يستقبل الشهود ولأحدهم أن يعتمد على الآخر إذا حصل له الاطمئنان إلى تشخيصه ولم يختلفا في المباني النظرية. أما إذا اختلفا فيها أو لم يطمئن أحدهما للآخر فليس ذلك من قلة التقوى وإنما نتيجة للاختلاف في النظريات أو عدم الاطمئنان إلى التشخيص العملي أو ضرورة استقبال الفقيه نفسه للشهود.

4- وهل يجب على العالم غير المجتهد أن يستقبل الشهود، مع وجود الفقهاء المتصدين؟

الجواب: الفقيه قد يكون تثبيته للهلال استناداً إلى شهادات بلده، بينما قد يكون العالم في بلدٍ آخر يختلف عن بلد الفقيه في الأُفق فيحتاج إلى تحري الهلال لصومه وعيده في بلده، وذلك بناءً على نظرية تعدد الأفق، ولا يمكنه الاعتماد على تشخيص ذلك الفقيه في مثل هذه الحالة.

* وقد يكون بعد الفقيه عن بلد العالم موجباً لعدم ثقته في شهادات بلد العالم، لعدم تلقيه لها مباشرة، بينما تكون تلك الشهادات مفيدة لاطمئنان العالم لمباشرته الاستماع إليها ومعرفته خصوصياتها وخصوصيات الشهود، فيلزم العالم أن يستقبل الشهود مستقلاً عن ذلك الفقيه حتى يتحرى لبداية الشهر، لامتلاكه الأدوات الإثباتية التي لا يملكها ذلك الفقيه.

* وفي كثير من الحالات يشكل استقبال علماء البلاد للشهود العامل المعين الأهم للفقهاء والمراجع في تثبيت الهلال، حيث يعتمد الفقهاء والمراجع على تشخيص علماء البلاد في كثير من الحالات.

إلى غير ذلك من العوامل الداعية إلى تصدي علماء الدين في بلادهم لاستقبال الشهود.

5- وقد تقول إذن صححت تصدي جميع العلماء لاستقبال الشهود، وتعدد مجالس الاستقبال؟!

الجواب: كلا، إنما نصحح ما ينطلق عن أُسس صحيحة، لكننا نقول لا يصح إطلاق التهم جزافاً في الحالات المشكوكة، والله أعلم بنوايا عباده.

نعم إجمالاً وللإنصاف يمكن القول: هناك بعض الخلل، وليس كل من يستقبل الشهود ويعلن رأياً أهل لذلك. وليس من الضروري أن يتصدى كل المتصدين، بل قد يكون ضرره أكثر من نفعه.

6- وقد تسأل: ألا يمكن اجتماع المتصدين في مجلس واحد وخروجهم بكلمة واحدة؟

الجواب: إن عدم حصول ذلك في جملة من الحالات ناشئ عن التقصير، لكن في كثير من الحالات ناشئٌ عن أعذار شرعية، والله أبصر بنواياهم، فلا يمكن التخرص على الغيب وهم أعرف بالأعذار وليست مما يمكن إعلانها في معظم الحالات.

نعم قد يكون هناك عتب على الحالة عموماً، وليس على أشخاص العلماء المتصدين.

7- وقد تقول: إذن يصح أن نستنتج عجزهم عن معالجة الحالة الخلافية، وتحقيق الوحدة!

الجواب: نعم ذلك صحيح ولكن لا لتقصير منهم بل لعدم إمكان الحل في جملة كبيرة من الحالات، نعم بعضها قد يمكن حلها، ويكون هناك تقصير في الحل.

وعلى الناس أن يعتمدوا على من يثقون فيه بالعلم اللازم وعدم الخطأ والتقصير أو الأقل خطأً وتقصيراً، إن أمكنهم تشخيصه ومعرفته.

حسين النجاتي

5/ رمضان/ 1428هـ

18/9/2007م

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

شكرا جزيلا أساتذتنا الأفاضل لاهتمامكم ومناقشاتكم القيمة والمفيدة دائما أسأل الله تعالى أن يمن عليكم بدوام التوفيق والهداية وصلاح الحال باذنه تعالى انه سميع مجيب وأن لا يحرمنا من علومكم أبدا ان شاء الله.

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×