2008 م سنة الكوارث

[الزعيم 0]

لم تجتمع في عام من قبل سلسلة من التقلبات والكوارث الطبيعية والاقتصادية مثلما اجتمعت في عام 2008 , فعدا عن كونه عام الأزمة الاقتصادية وعام انهيار سعر الدولار وعام ارتفاع أسعار النفط إلى أسعار قياسية وعام انخفاضه إلى أسعار قياسية أيضا ، فقد شهد العام 2008 ارتفاعا صاروخيا في شيئين إضافييين هما : ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع عدد الكوارث الطبيعية إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 500 كارثة .

 

حيث تسببت الكوارث الطبيعية خلال العام الحالي 2008 الذي يشرف على النهاية في مصرع 238 ألف شخص حول العالم ، تكبدت جراءها شركات التأمين 50 مليار دولار ، بيد أن الكلفة الاجتماعية لهذه الكوارث تتجاوز 225 مليار دولار .

 

وقال خبير بارز بقطاع التأمين أن من المرجح أن تجعل الكوارث الناجمة عن تقلبات الطقس والزلازل من عام 2008 ثانى أسوأ الأعوام لشركات التأمين بعد عام 2005 الذى شهد دمارا واسعا بسبب الإعصار كاترينا فى الولايات المتحدة .

وقال توماس لوستر رئيس مؤسسة ميونيخ رى الخيرية التابعة لشركة إعادة التأمين فى تصريح لرويترز على هامش محادثات المناخ الجارية فى بوزنان ببولندا أن خسائر العام الجارى تبلغ نحو 160 مليار دولار حتى الآن , وأضاف أن خسائر العام 2005 بلغت 220 مليار دولار .

وكان أشد الكوارث فتكا هذا العام الإعصار نرجس الذى أودى بحياة 84500 شخص فى ميانمار وكان أعلاها كلفة الزلزال الذى وقع فى الصين خلال مايو أيار الماضي .

وأدى اعصارا “ايك” و”غوستاف” اللذان ضربا الولايات المتحدة والكاريبي في سبتمبر / ايلول الماضي ، ونرجس إلى التسبب بأضرار بلغت 24 مليار دولار ، 20 مليارا منها سببها “ايك” وحده .

أما الأضرار المتأتية من الكوارث الناجمة عن أعطال أو حوادث غير طبيعية فكبدت شركات التأمين سبعة مليارات دولار ، منها 4 مليارات و800 مليون دولار بسبب الانفجارات او الحرائق. وبلغت الأضرار المؤمنة وغير المؤمنة في الاجمال والتي لحقت بالمباني والبنى التحتية والسيارات والمركبات ما مجموعه 225 مليار دولار بما في ذلك الاعصار نرجس وزلزال سيشوان في جنوب غرب الصين الذي تسبب بأضرار بلغت قيمتها 85 مليار دولار .

وقالت ميونيخ رى فى دراسة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن الكوارث المرتبطة بالطقس تتزايد فيما يبدو وهو تقدير يتسق مع توقعات لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة التى تقول : " إن الإنسان مسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري " .

وأشار التقرير إلى أن الزلازل زادت منذ الثمانينات بنحو 50 فى المائة لكن المخاطر الناجمة عن تقلبات الطقس مثل الفيضانات الكبرى ارتفعت بنسبة تصل إلى 350 فى المائة وأن العواصف ارتفعت إلى مثليها .

وقالت شركة إعادة التأمين السويسرية “سويس ري” في توقعاتها المستندة إلى دراسة أعدتها مؤسسة سيغما أنه خلال السنوات التسع الاخيرة كان العام 2005 الأكثر كلفة على قطاع التأمين مع وصول التعويضات إلى 118 مليار دولار مقارنة مع الأسعار الحالية , وأشارت إلى أن الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية أدت الى مقتل 238 الف شخص في العام 2008 , وقالت أن الكوارث الطبيعية تسببت هذا العام بخسارة 43 مليار دولار ، 39 مليارا منها جراء العواصف .