Jump to content
Sign in to follow this  
سلمان رمضان

واشنطن تراهن على تقنية تحويل الفحم الحجري إلى غاز

Recommended Posts

من بعيد، تبدو محطة الطاقة التابعة لشركة ''سوثرن كومباني'' في ضاحية ويلسونفيل بولاية ألاباما، كرمز للامبالاة الأمريكية تجاه ظاهرة التغير المناخي: مدخنتان ضخمتان تنفثان الدخان حول المناطق الريفية المجاورة بكميات هائلة من الفحم الحجري والمخلفات. لكن، في مبنى صغير على حافة المرفق، يجري الباحثون تجارب باستخدام التكنولوجيا، تعتقد كل من ''سوثرن'' والحكومة الأمريكية، أنها ستساعد على إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويشمل الموقع نموذجا أوليا صغيرا لمحطة طاقة بتكلفة 577 مليون دولار، يتوقع أن تكون من بين أنظف المحطات التي تستخدم الفحم الحجري، وأكثرها فعالية، وذلك عند اكتمال إنشائها بالقرب من أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، في غضون السنوات الست المقبلة. وسيأتي أكثر من 40 في المائة من التمويل من الحكومة الفيدرالية، كجزء من مبادرة الرئيس جورج بوش، التي تكلف ملياري دولار، لتوليد الطاقة النظيفة من الفحم الحجري، وجعل الطاقة المستخرجة من الفحم الحجري، أكثر أمنا.

إن المحطة، التي ستولد 285 ميجاوات، ستستخدم نسخة مطورة من تقنية التحويل إلى غاز، وهي عملية تحويل الفحم الحجري إلى غاز طبيعي. وينتج التحويل إلى غاز مزيدا من الطاقة الكهربائية، حيث تقل نسبة ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى الربع، مقارنة مع المحطات التقليدية. لكن يجادل المنتقدون بأن مشروع أورلاندو ما هو إلا جزء من محاولة لسياسة أمريكية لترشيد الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي في البلاد، بدلا من التنويع باستخدام المصادر المتجددة، وإن الإدارة لم تفعل شيئا من أجل معالجة الإسراف في استخدام الطاقة.

وتناسب خطة ''سوثرن'' اعتقاد بوش بأن أفضل طريقة لمعالجة مشكلة المناخ هي استخدام التكنولوجيا. ويقول دوايت إيفانز، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الخارجية، إن هناك حاجة إلى الدوافع الابتكارية، شبيهة بسباق غزو الفضاء إبان سنوات الحرب الباردة، من أجل تلبية احتياجات العالم المتزايدة، وحماية البيئة في الوقت نفسه. ويتناقض أسلوب الولايات المتحدة مع أسلوب أوروبا وحلفائها في معاهدة كيوتو، الذين يقولون إن الأولوية ينبغي أن تكون لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال التنظيم.

ويقول السيد إيفانز: ''الضرائب ليست الطريقة الصحيحة لمعالجة المشكلة لأنها تزيد من تكاليف المستهلكين وتفرض أعمالا إضافية لدول مثل الصين، حيث يستخدم الفحم الحجري دون أي قيود. إننا ندعم الحلول المبنية على التكنولوجيا التي تسمح لنا بتلبية الاحتياجات المتزايدة، باستخدام أنظف الطرق الممكنة؟.

وبصفتها ثاني أكبر منتج للطاقة في الولايات المتحدة، بعد الشركة الأمريكية للطاقة الكهربائية، ستؤثر جهود ''سوثرن'' على أي محاولة أمريكية شاملة لتنظيف الغلاف الجوي. وتخدم ''سوثرن'' أربعة ملايين مشترك في الجنوب الشرقي الأمريكي المتسارع النمو. ويقول إيفانز إن الطلب يتزايد بمعدل ألف ميجاوات سنويا ـ وهو ما يعادل محطة توليد ضخمة جديدة. في السنوات العديدة الماضية، كان الكثير من الطاقة يأتي من المولدات التي تعمل بالغاز الطبيعي، وهي أنظف من المحطات التي تعمل بالفحم الحجري. لكن بدأ الفحم الحجري يعود إلى الاستخدام بعد ارتفاع أسعار الغاز. وهناك ست محطات توليد تعمل بالفحم الحجري قيد الإنشاء في أرجاء الولايات المتحدة، مع خطط لإنشاء المزيد منها. وتملك الولايات المتحدة مخزونا من الفحم يفوق ما لدى أي دولة أخرى، ويقول مؤيدو استخدام الفحم الحجري إنه يساعد على خفض اعتماد الولايات المتحدة على مصادر الطاقة الأجنبية. وإذا نجحت هذه الخطة، فإن مصنع أورلاندو يمكن أن يكون أول منشأة من منشآت الجيل الجديد لـ ''سوثرن'' تستخدم وقود الفحم الحجري. وأيضا، تخطط الشركة التي مقرها أطلانطا، لإنفاق ستة مليارات دولار خلال العقد المقبل لتخفيض الانبعاثات من المحطات الحالية. لكن، فيما تصبح منشآت ''سوثرن'' أكثر نظافة وفعالية، فإن زيادة الإنتاج تعني أن إجمالي إنبعاث ثاني أكسيد الكربون آخذ في الارتفاع أيضا ـ حتى 25 في المائة منذ 1990 . ويعترف إيفانز بأن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ستستمر في الزيادة خلال العقد المقبل أيضا، ولو بمعدل أبطأ. ويقول ستيفن سميث، المدير التنفيذي لمؤسسة تحالف سوثرن للطاقة النظيفة إن ؟سوثرن؟ ظلت من بين أكبر مناهضي وضع حد لإنبعاث ثاني أكسيد الكربون، وذلك باستغلال صلاتها السياسية القوية للتأثير في السياسة. ويذكر سميث أن شركة ''ساثرن'' تمتلك إحدى أقوى مجموعات الضغط مقارنة بأي مرفق آخر، وأن تنفيذييها، بمن فيهم إيفانز، ساعدوا على جمع مئات الآلاف من الدولارات لصالح حملة إعادة انتخاب الرئيس بوش، العام الماضي.

وعلى الرغم من ترحيب سميث بالانتقال إلى استخدام تحويل الفحم الحجري إلى غاز، إلا أنه يقول إن الشركة، برغم ''سباق الفضاء'' الخطابي الذي يخوضه إيفانز، ''كانت بطيئة في تبني تكنولوجيا تقنية فحم حجري أكثر نظافة، واعترضت على استخدام المصادر المتجددة''. ويضيف في هذا الصدد: ''إنهم لا يريدون أن يٌفتح الباب بسرعة كبيرة للتقنية الجديدة، إذ لا يزالون يعتمدون بدرجة كبيرة على محطات الفحم الحجري التقليدية''.

ويريد سميث من الشركة أن تساعد في تقليل الطلب على الكهرباء بتشجيع الزبائن على تقليل الاستخدام. لكنه يقول إنه ليس هناك حافز يدفع ''سوثرن'' إلى فعل أي شيء من شأنه تقليل الأرباح. ومن جهته يقول إيفانز''إننا ندعم خفض هدر الطاقة الكهربائية، لكن الناس لن يقبلوا الإجراءات التي تقلل من نوعية حياتهم''.

ويتمحور أسلوب ''سوثرن'' الأساسي في اعتقادها أن تغير المناخ ليس تهديدا يتطلب معالجة عاجلة كما يدعي أنصار البيئة. وهي تقول إن الغازات التي من صنع الإنسان سيكون لها ''تأثير ضئيل'' في المناخ خلال القرن المقبل.

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×