Jump to content
Sign in to follow this  
الزعيم

العواصف الشمسية تهدد الحياة العصرية

Recommended Posts

حذر تقرير صدر مؤخرا عن وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " من الأخطار التي قد تتسبب بها العواصف الشمسية على سطح الأرض ، حيث أن العديد من الدراسات السابقة اختبرت تأثيرات الشمس على الأرض ، إلا أن أيا منها لم يبحث في أخطار العواصف الشمسية على الحياة العصرية الجديدة .

 

فالتقرير الصادر عن ناسا بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للعلوم يقول : " إن الولايات المتحدة - على سبيل المثال - تعتمد بشكل كبير على آخر صرخات التكنولوجيا ، إلا أنها لم تقم بأي دراسة حول تأثير العواصف الشمسية على مجالات عدة كالاتصالات والتمويل والنشطات الحكومية ووسائل النقل , وأضاف أنه إذا ما ضرب الكرة الأرضية إعصار شمسي كإعصار كاترينا على سبيل المثال ، فإن الأضرار قد تصل إلى ما قيمته 1 أو 2 ترليون دولار .

وقال البروفيسور دانيال بيكر مدير مختبر فيزياء الفضاء والمناخ : " بصرف النظر عما إذا كانت هذه العواصف جوية أو فضائية ، فإن النتائج ستكون وخيمة على المجتمع المدني ، وكل ذلك بالطبع يعتمد على التقنيات الحديثة المستخدمة " .

وحذر التقرير من إمكانية إصابة الأرض بأضرار لا يمكن تفاديها إذا ما وصلت نشاطات الشمس إلى المستوى ذاته الذي وصلت إليه في مايو/ أيار 1921 ، حيث أن الولايات المتحدة غير مجهزة تكنولوجيا لمواجهة هذا النوع من العواصف .

وقد أدرج التقرير مجموعة من التأثيرات السلبية لهذا النوع من العواصف كحدوث خلل في طرق النقل والاتصالات وأنظمة التمويل والبنوك .

الجدير بالذكر أن نشاط الشمس حالياً هو في أقل مستوياته بدورته التي يبلغ طولها 11 عاما ، إلا أنه من المتوقع أن تقوم الشمس بإنتاج إشعاعات حرارية قد تزداد حتى تصل إلى أعلى مستوياتها في 2012 .

Share this post


Link to post
Share on other sites

شكرا جزيلا على الموضوع المهم جدا والذي يطرح تساؤلات عديدة في الواقع منها على سبيل المثال:

لكن ما علاقة النشاطات الشمسية بالأقمار الصناعية؟ بحثت عن الموضوع كثيرا ووجدت فقط ان البلازما الفضائية المحيطة بالأرض سوف تتأثر وتؤدي الى أضرار كبيرة جدا على الأقمار الصناعية ومواكيك الفضاء لكن ما هو التغيير الحاصل أصلا في بنية البلازما الفضائية؟ وهل التأثيرات على الأقمار الصناعية هي تأثيرات حرارية فقط؟ أم يوجد ما هو اكثر من ذلك؟

 

تحياتي لشخصك الكريم على المواضيع الرائعه

Share this post


Link to post
Share on other sites
شكرا جزيلا على الموضوع المهم جدا والذي يطرح تساؤلات عديدة في الواقع منها على سبيل المثال:

لكن ما علاقة النشاطات الشمسية بالأقمار الصناعية؟ بحثت عن الموضوع كثيرا ووجدت فقط ان البلازما الفضائية المحيطة بالأرض سوف تتأثر وتؤدي الى أضرار كبيرة جدا على الأقمار الصناعية ومواكيك الفضاء لكن ما هو التغيير الحاصل أصلا في بنية البلازما الفضائية؟ وهل التأثيرات على الأقمار الصناعية هي تأثيرات حرارية فقط؟ أم يوجد ما هو اكثر من ذلك؟

 

تحياتي لشخصك الكريم على المواضيع الرائعه

شرفتني بتواصلك أختي العزيزة

 

 

إن أخطر ما تؤدي إليه سحابة الدقائق المشحونة القادمة من الشمس بعد حدوث الانفجاريات الشمسية العنيفة التي تسمى الانفجارات البروتونية - لأن معظم الدقائق المشحونة هي عبارة عن بروتونات موجبة الشحنة - فهو تأثيرها على الأقمار الصناعية الموجودة في المدار الخارجي في الفضاء .

وللتغلب على هذه المشكلة فإن مهندسي الأقمار الصناعية للبث الإذاعي والتلفزيوني والاتصالات قد أخذوا على عاتقهم إيجاد حلول تكنولوجية لهذه الأعطال التي تحدث نتيجة للانفجاريات الشمسية وما يتبعها من بيئة فضائية مملوءة بالدقائق المشحونة .

وأخذ العلماء على عاقتهم كذلك زيادة البحوث والدراسات للتعرف على المزيد من المعلومات حول هذه البيئة الفضائية لإمكانية التنبؤ بحدوث هذه الانفجارات الشمسية العنيفة قبل حدوثها وانتشار الآثار الضارة لها ، وذلك عن طريق تحليل الانفجارات الشمسية وأحداثها السابقة وتكوين قاعدة بيانات منها المستقبل .

وهناك مشكلة أخرى هي فقد السيطرة على هذه الأقمار الصناعية من المحطات الأرضية ، نتيجة لانقطاع الاتصال بينهما بفترات زمنية تطول إلى ساعات ، بجانب أن الإلكترونات الصادرة من الانفجار الشمسي تكون ذات طاقة عالية تمكنها من الوصول إلى هذه الأقمار الصناعية ، ويؤدي هذا إلى إحداث شحن كهربي ثنائي الأقطاب شديد ، يؤدي بدوره إلى تقصير العمر الافتراضي للمكونات الإلكترونية الداخلية للقمر الصناعي - من أشعة الشمس عالية الطاقة , كأشعة إكس والفوق البنفسجية - وبجانب أن الدقائق المشحونة هي التي تحدد عمر أدائه السليم والكفاءة المطلوبة له في الفضاء الخارجي .

وهناك مخاطر أخرى لأشعة إكس والأشعة الفوق بنفسجية الصادرة من الانفجارات الشمسية على الأقمار الصناعية ذات الارتفاع المنخفض فوق سطح الأرض والذي لا يتعدى عدة مئات من الكيلومترات فتؤدي هذه الأشعة إلى حدوث تغيير في كثافة حرارة طبقات الجو العليا في الأرض ، وبالتالي يحدث تأثير على مدارات وأعمار هذه الأقمار الصناعية ذات الارتفاع المنخفض فوق سطح الأرض ، مما يؤدي بها في النهاية إلى خروجها عن مداراتها الأساسية وسقوطها على الأرض بفعل الجاذبية الأرضية ، كما حدث للعمل الفضائي سكاي لاب في عام 1989 . كما أن مكوكات الفضاء تتأثر بأي تغيير مفاجئ قد يحدث في كثافة وحرارة طبقات الجو العليا ، حيث يؤثر هذا على قوة الإعاقة للغلاف الجوي ، المعروفة باسم (Atmospheric drag) والتي تحسب عليها مدارات ومسارات هذه المكونات ، وأي تغيير مفاجئ لما تم حسابه قد يؤدي إلى وقع كارثة للمكوك ورواده .

 

أما تأثير الانفجارات الشمسية على أنظمة الملاحة ، فتأتي من أن هذه الأنظمة تعمل بنبضات ذات ترددات منخفضة جداً ، ولابد أن يكون ارتفاع قاع طبقة الأيونوسفير معلوما بدقة بالغة، لأنها الطبقة التي تنعكس عليها النبضات الصادرة والمستقبلة من هذه الأنظمة . إن التغير المفاجئ في ارتفاع هذه الطبقة أثناء حدوث الانفجارات الشمسية وما يتبعها من عواصف مغناطيسية أرضية قد يؤدي إلى وقوع خطأ ـ يقدر ببضع كيلومترات ـ في تحديد الأماكن .

كما أن النظام الملاحي المسمى GPS يعمل بنظام موجات راديو ترتحل من الأقمار الصناعية إلى مستقبلات على سطح الأرض أو على طائرات أو مركبة على أقمار صناعية أخرى وهذه النبضات تستخدم لتحديد المواقع بدقة بالغة . وعند حدوث تغير مفاجئ في الأيونوسفير التي تحيد وتبطئ فيه هذه الموجات نتيجة للانفجارات الشمسية , فإن ذلك يؤدي إلى وقوع أخطاء في تحديد المواقع والتطبيقات المستقبلية لنظام GPS ، مما يستلزم التنبؤ بطقس الفضاء حتى يمكن تلافي مثل هذه الأخطاء والمعرفة الدقيقة لخصائص الأيونوسفير ، والتنبؤ بتغيراته سوف تساعد في تصميم وتشغيل هذا النظام في المستقبل .

والاتصالات بجميع تردداتها تتأثر بطقس الفضاء ، والاتصالات التي تتم بموجات الراديو ذات التردد العالي هي الأكثر عرضة لهذا الطقس . لأنها تعتمد على الانعكاس على طبقة الأيونوسفير لحمل النبضات إلى مسافات طويلة .

وعند حدوث انفجارات شمسية فإن الأيونوسفير يضطرب بصفة عامة ، وفي منطقة أقطاب الأرض بصفة خاصة ، لدرجة أن النبضة يمكن أن تمتص بالكامل وتصبح الاتصالات بالموجات عالية التردد منعدمة تماماً في أقطاب الأرض .

والتنبؤ بهذه الإنفجارات يعطي فرصة أفضل لمسئولي الاتصالات في إيجاد وسيلة بديلة للاتصال. كما أن انقطاع الاتصالات بشكل خطراً كبيراً على عمليات البحث الإنقاذ والعمليات العسكرية . كما أن سفن الفضاء والمركبات الفضائية تتأثر هي الأخرى بالدقائق المشحونة الناتجة من الانفجارات الشمسية وما يصحبها من عواصف مغناطيسية أرضية تؤثر على المعدات بداخلها ، وكذلك تؤثر على رواد الفضاء بفعل تلك الجرعات الزائدة .

 

الانفجارات الشمسية وتأثيرها على رواد الفضاء وركاب الطائرات:

 

إن خطر تأثير مباشر للانفجارات الشمسية هو قذف البروتونات من الشمس بطاقة وسرعات عالية ، وهي ذات تأثير على رجال ومعدات الفضاء أثناء سفرهم في الفضاء ، كما حدث في إحدى رحلات أبوللو نتيجة للانفجار الشمسي الذي حدث في أغسطس 1972م . وأخطر ما في هذا الإشعاع هو تأثيره الصحي الضار الذي يصل لحد الإهلاك .

ويدور مكوك الفضاء أثناء رحلته الفضائية داخل طبقة الماجنتوسفير ، ولذلك فهو لا يتعرض لهذه البروتونات لأنها موجودة في منطقة القطبين فقط ، إلا أن دورانه لفترات طويلة سوف يعرض الرواد لجرعات كبيرة من هذه الإشعاعات الضارة ، وأخطر شيء لتأثير البروتونات هو تأثيرها على ركاب الطائرات الموجودة على ارتفاعات عالية أثناء عبورها لمنطقة الأقطاب بالأرض . أما الطائرات ذات السرعات الأقل من سرعة الصوت فإنها تطير عادة على ارتفاع قدره ثلاثين ألف قدم في المتوسط , لذلك فإن تأثير البروتونات لا يذكر . وأما الطائرات التي تطير بسرعات فوق سرعة الصوت ، فيلزم لها ارتفاع للطيران قدرة ستون ألف قدم فوق سطح البحر ، لذلك فإن الركاب قد يتأثرون بالبروتونات عند حدوث انفجارات كبيرة في الشمس ، وعلى سبيل المثال ففي أغسطس 1972 كانت جرعة الأشعة على ارتفاع 65 ألف قدم تعادل 400 وحدة ، وهي جرعة كبيرة من الإشعاع ، لذلك فإن حدوث هذه الانفجارات لابد أن تعديل لجدول الطيران ، وذلك لكي يمكن التنبؤ بحدوث هذه الانفجارات .

 

الغلاف الجوي للأرض من نعم الله :

 

من نعم الله علينا أن خلق لنا غلافاً جوياً للأرض ، وإضافة لمهامه المتعددة ، فهناك أهمية كبيرة له في حماية المخلوقات على الأرض من تلك الأجسام التائهة في الفضاء والتي هي غالباً حطام لأحد الكواكب المجموعة الشمسية كان قد تحطم منذ زمن سحيق وتتراوح كتلتها ما بين الجرامات إلى ملايين الأطنان . هذه الأجسام على مسافة قريبة منها نسبياً . ولولا وجود الغلاف الجوي للأرض لحدث ارتطام لهذه الأجسام بسطح الأرض في كل دقيقة، بل وفي كل ثانية مسببة حفرات يتراوح قطرها من سنتيمترات إلى كيلومترات مع تحول الطاقة الميكانيكية لهذه الأجسام إلى طاقة حرارية هائلة بعد الارتطام .

والغلاف الجوي للأرض يمنع وصول هذه الأجسام الفضائية الضالة إلى سطح الأرض ، وذلك نتيجة لسرعاتها العالية عند دخولها في الغلاف الجوي للأرض ، فينتج من احتكاكها بجزيئات الهواء تولّد حرارة عالية تؤدي إلى احتراق هذه الأجسام وفنائها وتلاشيها قبل وصولها إلى سطح الأرض ، وتسمى في هذه الحالة الشهب ، إلا أن نسبة ضئيلة جداً تستطيع الوصول إلى سطح الأرض والارتطام به وتسمى النيازك ، كما حدث في الحفرة الكبيرة في صحراء الأريزونا ، والحفر المسماة حفر الوبر بالربع الخالي وهي موجودة في المتحف الطبيعي بلندن . كما أن المتحف الجيولوجي بكورنيش النيل بالمعادي بالقاهرة يحوي بعض النيازك الصغيرة التي تم العثور عليها في الصحراء المصرية .

كما أن الغلاف الجوي للأرض ليس نعمة من الله لحماية المخلوقات من خطر الأجسام الفضائية والأقمار الصناعية فقط ، ولكن أيضاً لحمايته من حطام الصواريخ والمركبات الفضائية والأقمار الصناعية التي انتهت مهمتها أو فشلت في الابتعاد عن الأرض بقدر كافي , حيث تجذب الأرض هذا كله لتنطلق بسرعات عالية داخل الغلاف الجوي ، لتحترق بالكامل أو معظمها داخل الغلاف الجوي وقبل وصولها لسطح الأرض وإحداث كوارث .

وإضافة إلى ذلك ، تعتبر طبقة الأوزون من نعم الله الكبيرة على الإنسان وسائر المخلوقات بالأرض ، فبدون وجود هذه الطبقة تتسلل إلينا أشعة الشمس فوق البنفسجية ، وهي أشعة ذات طاقة عالية ويمكنها أن تهلك الحياة على الأرض بالكامل في أيام معدودة .

ونتيجة للإستخدام المكثف الإنسان لمادة الفريون في أجهزة التبريد والتكييف ، ثم تصاعد هذا الغاز لطبقات الجو العليا ، كان السبب الأساسي وراء تحطم الأوزون وتحوله إلى أكسجين خلال القرن العشرين ، وذلك لأن غاز الأوزون له قدرة عالية على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية بينما الأكسجين ليس له هذه الخاصية .

ونتج عن ذلك ما يسمى بثقب الأوزون فوق القارة المتجمدة الجنوبية ، وأمكن رصده من محطات أرضية ، وكذلك أمكن تصويره عن طريق الأقمار الصناعية , ورغم أن الأوزون لم ينعدم تماماً في منطقة الثقب ، فتركيزه أصبح أقل من الطبيعي إلا أن نتائجه كانت خطيرة على سكان جنوب أستراليا ونيوزيلندا ، ومنها إصابة الناس هناك بسرطان الجلد ، وعتمة عدسة العين ، وتقليل المناعة الطبيعية للجسم ، وإعاقة عملية التمثيل الضوئي للنباتات ، وهي مصدر الأكسجين اللازم للحياة .

ولا ننكر أن هناك أسباب طبيعية أخرى ، كالغازات الخارجة من البراكين والأشعة القادمة من الكون ، وكل هذا يؤدي إلى تحطيم الأوزون بطبقات الجو العليا للأرض ، إلا أن تدخل الإنسان في ميزان الطبيعة و استخدامه المكثف لمادة الفريون يبقى هو السبب الرئيسي لحدوث هذا الثقب . لذلك فإن هناك قرارات وتوصيات وضعت في مؤتمرات دولية من أجل الحد من استخدام هذه المادة وإيجاد مادة بديلة ليس لها تأثير سلبي على البيئة العالمية . ومن معجزات الله في خلقه والتي أثبتها العلم الحديثه أن طبقة الأوزون هذه لم تكن موجودة منذ مليارات السنين في الغلاف الجوي البدائي للأرض ، وكانت أشعة الشمس فوق البنفسجية وقتذاك يمكنها الوصول إلى سطح الأرض وإلى أعماق المحيطات ، وكانت هي السبب الأول في إشعال الحياة على سطح الأرض بأمر الله ، حيث أن هذه الأشعة ذات الطاقة العالية تساعد في تحويل المواد الغير عضوية إلى مواد عضوية إلى أحماض أمينية ، وهي الخطوة الأولى نحو قيام الحياة . ثم أراد الله أن يحمي الحياة بعد ذلك من هذه الأشعة القاتلة فخلق طبقة الأوزون في مرحلة تالية. وكان هذا سبباً من الأسباب التي دعت بعض علماء الكيمياء الحيوية الفضائية في الغرب للعودة مرة أخرى إلى الإيمان بالله ، وأن الحياة لا يمكن أن تكون قد نشأت في الأرض والكون بالمصادفة ، بل إنها من خلق وتدبير إله قادر قوي عظيم حكيم سبحانه القائل في كتابه الكريم : (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين)[الأنبياء/16].(والسماء ذات الرجع)[الطارق:11].

فسر بعض العلماء هذه الآية على أنه قسم من الله بالسماء ذات المطر الذي يعود ويتكرر ، وأنها إشارة علمية في القرآن الكريم عن دورة الماء في الطبيعة ، إلا أن هذه الآية الكريمة ( والمكونة من ثلاث كلمات فقط ) تحوي في مضمونها الكثير من الحقائق العلمية التي تم اكتشافها خلال القرن العشرين ، على ضوء علوم وتكنولوجيا الفضاء ، فالطبقة الأولى للغلاف الجوي للأرض التربوسفير يصعد بداخلها بخار الماء ، نتيجة بتخير مياه البحار ، والمحيطات بأشعة الشمس ، فيكوّن في النهاية السحب السميكة التي ترتحل من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض بفعل الرياح . هذه السحب تقوم بعكس أشعة الشمس الساقطة عليها إلى الفضاء الخارجي مرة ثانية ( بمقدار قد يصل إلى 80 أو 90 % ) ، بجانب امتصاصها لجزء من هذه الأشعة وتشتيته . ولولا هذا الإنعكاس لأشعة الشمس بالسحب لارتفعت درجة حرارة سطح الأرض والتربوسفير بحث لا تسمح بقيام أو استمرار الحياة على الأرض . ويبلغ متوسط الأشعة المعكوسة للفضاء الخارجي - نتيجة السحب وسطح الأرض والمياه بالبحار والمحيطات على مدار السنة - بمقدار 50% من مجموع الأشعة الشمس الساقطة على الأرض .

وفي أوائل القرن العشرين ، ومع اكتشاف أشعة الراديو والبث الإذاعية والاتصالات اللاسلكية ، اتضح أن أشعة الراديو تنعكس على طبقات الجو العليا (على ارتفاع يتراوح ما بين 90إلى 120كيلومتر) على طبقة سميت الأيونوسفير لأنها طبقة تحوي أيونات موجبة وإلكترونات حرة سالبة , واتضح بعد ذلك أن سبب هذا التأين هو أشعة إكس الصادرة من الشمس بحيث تقوم هذه الأشعة بتأيين الذرات المتعادلة إلى أيونات وإلكترونات حرة نتيجة لطاقتها العالية في عملية تسمى التأين الفوتوني Photoinonization .

وهذه من نعم الله الكبرى علينا إذ لولا وجود هذه الطبقة لهلكت كل المخلوقات بالأرض ( بسبب أشعة إكس الصادرة من الشمس ) ، بجانب الاستفادة منها الآن في عكس أشعة الراديو ، وفي أغراض البث الإذاعية والاتصال اللاسلكي عبر المسافات الطويلة .

وقد تم اكتشاف أشعة إكس الصادرة من الشمس بعد غزو الفضاء ، وذلك بقياس هذه الأشعة في بداية السبعينات من القرن العشرين الميلادي بسلسلة الأقمار الصناعية الأمريكية GOES وقد اتضح أن كل حزمة من أشعة إكس تختص بتأيين جزء معين من طبقة الأيونوسفير ، لذلك فهذه الطبقة تقسم إلى ثلاث طبيقات بالحروف D,E,&F وكل طبقة لها خاصية معينة في عكس أشعة الراديو عند أطوال موجبة معينة . وعند حدوث انفجارات شمسية يحدث اضطرابات مفاجئ في طبقة الأيونوسفير يؤثر على الأتصالات اللاسلكية والبث الإذاعي .

ألا تستحق (والسماء ذات الرجع) بأن تكون جزءً من قسم الله بعد ما تضمنته من هذه النعم والفوائد والحقائق العلمية ورحمة الله بالإنسان والمخلوقات الحية ؟؟.

وهكذا يقرر القرآن في نص صريح وآية بليغة واضحة ( والسماء ذات الرجع ) عدة حقائق علمية مدهشة ، لم يكشف عنها إلا خلال القرن العشرين ، في ظل علوم وتكنولوجيا الفضاء ، ليؤكد لنا منذ أربعة عشر قرناً حقيقة علمية كونية هامة .

وهناك صورة أخرى للسماء ذات الرجع للفضاء الخارجي ، هي ما يسمى بالماجنتوسفير فالشمس هي أقرب نجم للأرض ، وهي كرة هائلة من الغاز ، يفوق حجمها وكتلتها حجم وكتلة الأرض مئات المرات ، وكثافتها حوالي ربع كثافة الأرض ، ويتكون الغلاف الجوي للشمس من ثلاث طبقات رئيسية .

وفي الأحوال العادية عند رصد الشمس أثناء الشروق أو الغروب بالعين المجردة أو التلسكوبات ، فإننا نرى فقط طبقة الفوتوسفير ، أما الطبقتين ـ الكرموسفير والإكليل ـ فلا يمكن رؤيتهما إلا أثناء الكسوف الكلي للشمس ، حيث تبدو طبقة الكروموسفير كحلقة حمراء تحيط بقرص الشمس المظلم نتيجة لاحتجابه وراء قرص القمر ، ويبدو الإكليل كهالة بيضاء لؤلؤية ، قد تكون صغيرة إذا كان الكسوف في سنوات هدوء النشاط الشمسي وتبدو كبيرة في سنوات النشاط الشمسي العالي .

وطبقة الإكليل رغم بعدها عن سطح الشمس ، إلا أن درجة حرارتها تزيد عن المليون درجة ، بينما درجة حرارة سطح الشمس لا تتجاوز ستة آلاف درجة كلفن ، وهذا الارتفاع الشاذ في درجة الحرارة هو نتيجة لتكسر الموجات الصوتية المنبعثة للغليان عند سطح الشمس على طبقة الإكليل وتحول الطاقة الحركية للموجات الصوتية إلى طاقة حرارية ، وهذه الحرارة العالية للإكليل تجعل المواد المكونة للإكليل في حالة بلازما ، ويتحول الهيدروجين والهليوم وهما المكونان الأساسيان إلى أيونات موجبة وبروتونات وإلكترونات ذات سرعات حرارية عالية , مما يمكنها من الهرب من الإكليل إلى الفضاء الخارجي ، بالرغم من جاذبية الشمس العالية جداً .

تسبح هذه الدقائق المشحونة الهاربة من إكليل الشمس في الفضاء الخارجي لمسافات طويلة حتى تتجاوز أبعد كواكب المجموعة الشمسية (بلوتو) ، ثم إلى فضاء ما خارج المجموعة الشمسية ، وتسمى بالرياح الشمسية .

وتتوقف سرعة هذه الرياح ومكوناتها وكثافتها على حالة الشمس ، فهي في حالة هدوء النشاط الشمسي تكون سرعتها 300 ـ 600 كيلو متر / ثانية ، وكثافة تتراوح ما بين 1إلى 10جسيم / سم المكعب ، وفي حالة هدوء النشاط الشمسي ، ونتيجة لحدوث الإنفجارات الشمسية في الغلاف الجوي للشمس ، فإن سرعة هذه الرياح تزداد إلى ألف كيلومتر/ ثانية ، كما تتضاعف كثافتها وتتغير نسب مكوناتها .

وهذه الرياح الشمسية بدقائقها المشحونة تشبه أشعة ألفا وبيتا من الانفجارات الذرية والنووية على سطح الأرض , أي أنها أشعة مهلكة لكل صور الحياة على الأرض , ولولا رعاية الله ورحمته لهذا المخلوق الضعيف الذي خلقه , لكان الجنس البشري وما يحيط به من بيئة حية في خبر كان . وتتجلى عظمة الله ورحمته في خلقه درعاً مغناطيسياً حول الأرض لا يمكن لهذه الدقائق المشحونة أن تخترقه بل تدور حوله إلى أن تذهب بعيداً عن الأرض , وهذا الدرع هو طبقة المجنتوسفير أو ما يسمى بحزام فان ألن ، الذي تم اكتشافه بعد غزو الفضاء في الستينات من القرن العشرين الميلادي ، وهو امتداد لخطوط القوة المغناطيسية الخارجية من الأرض لآلاف الكيلومترات في الفضاء الخارجي المحيط بها وبالطبع لا يمكن رؤيتها . وصدق الله العظيم إذ يقول : ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ) [الرعد:1] .

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×