كسر حاجز الطاقة يفتح آفاق الفضاء

[سلمان رمضان 0]

يأمل الانسان ان يستطيع يوما ما ان يعيش فى الفضاء او على سطح كوكب آخر غير الارض بشكل دائم، وليتحقق سعيه هذا لا بد من توفير الطاقة اللازمة لذلك. وبرغم ان هذا الحلم لم يتحقق بعد تجربته الأولى الا انه ما يزال ممكنا.

ويقول العلماء ان اجتياز مركبات الفضاء حاجز الطاقة سوف يجعلها قادرة على السير مسافات بعيدة فى الكون، وسوف يوفر لطواقم المستقبل فرصة أفضل للعيش مدة اطول فى الفضاء.

فقد اعتبر علماء الفضاء ان الطاقة الشمسية ستكون المصدر الآمن والدائم فى عالم الفضاء، وبناء عليه، أطلقت مؤخراً سفينة الفضاء الروسية -كوزموس 1 - التى مولتها إحدى المنظمات الخاصة يحملها صاروخ معدل أطلق من غواصة روسية لتكون أول سفينة فضاء فى العالم تعمل بالطاقة الشمسية.

وذكرت جمعية الكواكب وهى منظمة لا تهدف للربح ساعدت فى تمويل المشروع فى موقعها على شبكة الانترنت أن الصاروخ أطلق من الغواصة الروسية بوريسوجليبسك فى بحر بارنتس قبالة سواحل شمال غرب روسيا.

وقالت إميلى لاكداوالا التى كانت تغطى الحدث من غرفة قيادة العمليات فى ولاية كاليفورنيا الامريكية إن المرحلة الاولى من إطلاق الصاروخ نجحت لكن لم ترد منه أى إشارة تؤكد المراحل التالية.

وذكرت جمعية الكواكب أن سفينة الفضاء فشلت فى إرسال إشارات إلى محطات المراقبة فى كامتشاك فى روسيا و فى جزر مارشال بشمال شرق أستراليا بعد مرور ما يقرب من ساعتين من إطلاقها.

وحمل الصاروخ وهو طراز فولنا أول سفينة فضاء من نوعها عبر شمال روسيا وسيبيريا مرورا بشبه جزيرة كامتشاكا. وبعد مروره فوق منطقة شرق المحيط الهادى كان من المفترض ان يدخل الصاروخ مدارا شبه دائرى حول الارض.

وكان الهدف من المركبة التى صنعتها شركة لافوشكين الروسية للبحث والانتاج بتمويل من جمعية الفضاء الامريكية وبلغت تكلفة إنشائها أربعة ملايين دولار إلى اختبار إمكانية التحكم فى مركبة فضائية باستخدام الضغط الناجم عن أشعة الشمس فحسب.

وصممت المركبة التجريبية لتنطلق بقوة دفع تعتمد كلية على ضغط الفوتونات اى جزيئات الضوء من اشعة الشمس التى تنعكس على شراعها المفرود والرفيع جدا. حيث كان من المتوقع فى حال نجاح الاقلاع ان تقوم المركبة بعد عدة أيام من بدء مهمتها بنشر ألواح عاكسة طولها 15 مترا موجهة نحو الشمس. وستحلق المركبة فى الفضاء اعتمادا على جزئيات الضوء التى ستنعكس على ألواحها العاكسة. حيث صممت -كوزموس1 - لنشر شراع شمسى على شكل تويجة زهرة ليمد المركبة بالطاقة فى مدارها المقرر حول الارض ولاظهار ان تيار الفوتونات بامكانه تسيير المركبة بمعدل سرعة متزايد دوما. وكان من المفترض أن تزداد سرعة المركبة كلما طالت فترة تعرض ألواحها العاكسة لاشعة الشمس.

وتشير التقديرات إلى أن سرعة المركبة كانت ستصل بعد مئة يوم إلى 16 ألف كيلومتر فى الساعة وستصل بعد ثلاث سنوات إلى 160 ألف كيلومتر فى الساعة.

وقالت وكالة الفضاء الروسية الاتحادية فى بيان "لم تصل مركبة الفضاء الفريدة ذات الشراع الشمسى الى مدارها المقرر لان محرك المرحلة الاولى للصاروخ -فولنا- توقف عن العمل بعد 82 ثانية من بدء الرحلة".

وقال لويس فريدمان المدير التنفيذى لجمعية الكواكب الذى كان يتابع المركبة من موسكو ان بيانات تشير الى "خلل" فى الاقلاع. واضاف فى بيان ان الاشارات الضعيفة التى سجلتها محطات المتابعة الارضية على امتداد المسار المقرر للمركبة كانت مشجعة لكنها غير حاسمة بشان ما اذا كانت -كوزموس 1 - تعمل فى مدار.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية لوكالة أنباء انترفاكس إنه من المحتمل أن يكون الصاروخ ومركبة الفضاء قد سقطا على أو بالقرب من نوفايا زيمليا قبالة البر الرئيسى الروسى الشمالي.

وقال هذا المسؤول إنه من المحتمل أن يكون متخصصون مدنيون قد سمعوا "نوعا من الضوضاء" بشأن إشارات صادرة من المركبة. وأضاف "على أساس البيانات المأخوذة عن بعد نستطيع أن نجزم أن المركبة فقدت".

وكان أعضاء جمعية الكواكب وهى أكبر جمعية فضائية خاصة فى العالم يأملون فى أن تثبت هذه المهمة أن بوسع مجموعة من المتحمسين لابحاث الفضاء الوصول الى النجوم بميزانية صغيرة لا تتعدى اربعة ملايين دولار.

وقال متحدث من وكالة الفضاءالروسية فى موسكو انه ليس بوسعهم القول ما اذا كانت -كوزموس 1 - تحطمت على الارض او انها تسير فى مدار. وفى وقت سابق نقلت وكالتا ايتار تاس وانترفاكس الروسيتان للانباء عن مصدر فى وكالة الفضاء الروسية لم تكشفا اسمه قوله ان سفينة الفضاء تحطمت.

بدأ المشروع كحلم مشترك لمؤسسى جمعية الكواكب وهم موراى وكارل ساجان ولويس فريدمان وهو مهندس سابق بوكالة الطيران والفضاء الامريكية -ناسا -.

بيد أن علماء أمريكيين قالوا إنهم سيحاولون مرة أخرى اطلاق مركبة ثانية بعد الاستفادة من التجربة الاولى والعمل على تجاوز كل هذه الصعوبات، على امل تحقيق استخدام الطاقة الشمسية فى الحياة فى الفضاء مستقبلاً.

مواضيع ذات علاقة

الشراع الشمسي

فشل اول رحلة لشراع شمسي فضائي