Jump to content

Recommended Posts

يمثل الفضاء والكون الفسيح المحيط بنا أحد فروع العلوم التي تشد العلماء في الدين والفلك والفلسفة ، لما يحيط به من غموض يدفع إلى الرغبة في التعرف على المزيد عن هذا المرئي المجهول .

 

ولا تتوقف الأبحاث التي ربما تأخذ وقتا طويلا في هذا المجال عن الإعلان من حين لآخر عن التوصل إلى ما هو جديد .

فقد أعلن فريق من علماء الفيزياء والفلك عن توصلهم إلى ما وصفوه بـ " أول خريطة متكاملة ومجسمة لدرب التبانة ، توضح توزيع الغازات داخل المجرة ، وكيف تخرج أربع أذرع غازية حلزونية من بين النجوم وضباب الغازات والسحب الغبارية الدقيقة المعروفة باسم السُّدُم " .

وساهم في هذا الإنجاز العلمي باحثون من جامعات زيورخ السويسرية وبوخوم الألمانية وأيوا الأميركية ، باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء للرصد ، ونشرت خبره دورية " أستروفيزيكال جورنال " في عددها الأخير .

يقول أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة زيورخ بيتر أنغلماير للجزيرة نت : " إن درب التبانة ربما يكون هو المجرة الوحيدة التي استحوذت على اهتمام العلماء ودرسوها بعناية فائقة ، لوجود مجموعتنا الشمسية داخلها وبالتالي لأنها الأقرب منا والأسهل مراقبة " .

ويتابع أنغلماير : " إن علماء الفلك يعرفون الآن أن نجوم مجرة درب التبانة متراصة كما لو كانت طبقة واحدة تقع بالقرب من مركز قالبها الحلزوني ، لكن هناك العديد من الأسئلة المفتوحة عن أسباب ظهور الغازات في شكل الأذرع الحلزونية ( الموضحة باللون الأحمر في الخريطة ) " .

 

post-4387-1233173619.jpg

 

تطبيقات متوقعة

 

ويرى نظيره الألماني نيكولاي بيسانتز أن المعلومات التي توصلت إليها الدراسة ، والخريطة التي تم إعدادها " ستساعد العلماء على التحقق من صدقية بعض النظريات المتعلق بتركيب المجرات ونشأتها وتوزيع الغاز بين نجومها وسدمها وحركة النجوم داخلها والعوامل التي تؤثر فيها ، إذ كنا نعتقد أن للمجرة ذراعين فقط فإذا بها أربع " .

كما أشار إلى أن مثل تلك الأبحاث التي توضح الشكل العام للمجرة يمكن أن " تساهم في التعرف بعوامل استقرار المجرة ، والعلاقة بين قوة الطرد المركزي الناجمة عن دوران الكواكب وتوازن السرعة بين مكونات المجرة ، بل والعلاقة بين المجموعات الكونية " .

ويؤكد أن التقدم العلمي يمكن أن يساهم في " فهم بعض الأسرار ، مثل توزيع ما يعرف بالكتلة السوداء داخل المجرة ، وإن كانت تبقى في كثير من الأحيان نظريات ، إما أن تعزز إحداها الأخرى أو تدفع إلى تصحيح ما لا يتناسب مع المعطيات المتجددة دائما " .

وحسب بيسانتز فإن 90% من الغازات التي تتكون منها الأذرع الحلزونية في المجرة هي من الهيدروجين ، والبقية من غاز الهيليوم وخليط من بعض الغازات الأخرى ، كما لوحظ أيضا وجود نسبة من غاز أول أكسيد الكربون .

 

المجرة بيتنا

 

ويشار إلى أن درب التبانة أو اللبانة مجرة حلزونية الشكل ، يتراوح عدد نجومها بين 200 و400 مليار نجم ، ولم يتفق العلماء على أبعادها ، ولكن من المحتمل أن يكون عرضها حوالي مائة ألف سنة ضوئية وسمكها نحو عشرة آلاف سنة ضوئية .

ويعيش الإنسان على حافة تلك المجرة داخل المجموعة الشمسية التي تبعد نحو ثلثي المسافة عن مركز المجرة .

ويقول بيسانتز : " إن الكشف عن أسرار الكون المحيط بنا وألغازه يبقى دائما دافعا يحرك العلماء ، لأنك عندما تسكن في مكان ما ترغب في معرفة كيف يبدو شكل هذا المكان من الخارج " .

 

لمراسل الجزيرة الأستاذ / تامر أبو العينين - من زيورخ

Share this post


Link to post
Share on other sites

شكرا جزيلا على الموضوع المميز أيها الزعيم دائما انت والأستاذ سلمان السباقان في نشر الواضيع والأخبار الحديثة اولا بأول

 

نشكر جهودك المتميزة اخي الكريم

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×