Jump to content
Sign in to follow this  
الزعيم

" السرطان " يلتهم أحلام " النجم القطبي " ؟؟

Recommended Posts

بعد أن حلم العلماء بإيجاد حل سريع وقليل التكلفة للتقليل من نسبة ثاني أكسيد الكربون عن طريق تسميد مياه البحار بمشتقات الحديد صناعيا ، أثبتت التجربة التي أجراها فريق من العلماء الألمان والهنود عدم فعالية هذه الفكرة .

 

فقد أظهرت دراسة علمية ألمانية أن تسميد مياه البحار صناعياً بمشتقات الحديد لا يقلل من تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو , كانت تلك نتيجة آخر الرحلات العلمية التي قامت بها سفينة الأبحاث الألمانية " النجم القطبي " والتي قام العلماء من خلالها بدراسة تأثير التسميد بمشتقات الحديد على تقليل تركيز الانبعاثات الكربونية في جنوب المحيط الأطلسي شديدة العواصف .

وكانت هذه الرحلة بمثابة تجربة لفكرة تسميد مياه البحار بمشتقات الحديد ، وهي فكرة قائمة على أن الطحالب البحرية يمكنها امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من سطح المياه , وتلك الطحالب تبقى في قاع البحار عند موتها ، ساحبة معها كل ما امتصته من كربون ، فتمتص المحيطات نسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون من الجو . والطحالب البحرية - وإن كانت تتمتع بوجود مواد غذائية متعددة في مياه البحار- إلا أنها تفتقد إلى مشتقات الحديد , وبالتالي فقد اعتقد العلماء أنه إذا ما تم نثر غبار الحديد في المياه يمكن المساعدة على الإسراع من عملية نمو الطحالب .

ويذكر أن تلك الرحلة كانت قد أثارت جدلا كبيرا بين جمعيات حماية البيئة البحرية ، واتهم البعض المنظمات الاقتصادية في العالم بأنها تسعى من خلال مثل هذه الأبحاث إلى الوصول إلى طريقة غير مكلفة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون داخل البحار الكبرى .

 

فقد أعلن معهد ألفريد فيجنر في برلين أول أمس الإثنين 23 مارس/ آذار أن فريق الباحثين الذي يضم علماء ألمان وهنود فوجئ بأن السرطانات البحرية أحبطت تلك الخطة ، حيث أنها أسرعت بالتهام تلك النباتات البحرية الصغيرة.

وقال عالم الأحياء فيكتور سميتاسيك من معهد ألفريد فيجنر ببرلين : " كانت هذه الرحلة أعظم الرحلات إثارة في تاريخي العلمي " ، مضيفا أنه في الوقت الذي بدأت العاصفة السياسية هنا ضد التجربة كانت العاصفة البحرية تضرب السفينة , واضطرت سفينة بولارشتيرن إلى العدول عن اتجاهها مرتين عندما هبت الريح بسرعة 120 كيلومتر في الساعة .

وأضاف سميتاسيك أنه على الرغم من الظروف غير المواتية فقد استطاع العلماء أن يراقبوا جيدا أثر التجربة ونتائجها ، حيث شاهدوا كيف أدى الحديد الملقى في البحر إلى زيادة نمو وإزهار حشيشة الماء الصغيرة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون ، فما كان من سرطانات البحر الضئيلة إلا أن سبحت في اتجاه تلك الحشيشة والتهمتها بشهية فائقة .

وهكذا صارت زهور حشيشة الماء الناتجة عن التجربة في جملتها أقل مما كان متوقعا , وذكر سميتاسيك أن السرطانات الأكبر حجما التهمت بدورها السرطانات الأصغر بدرجة النهم ذاتها , وبعد هذه الوليمة لم يبق من السرطانات البحرية أو حشيشة البحر إلا القليل ­ ولم تهبط معها إلى قاع البحر إلا كمية ضئيلة من ثاني أكسيد الكربون , ولم تسفر التجربة في نهاية المطاف إلا عن عدد من السرطانات التي " امتلأت بطونها " ، بينما لم يتغير شيء آخر في مجال التجربة الذي امتد إلى حوالي 300 كيلومتر مربع في عرض البحر .

 

وقد توصل العلماء إلى أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر التي تحتوي على قدر ضئيل من الأحماض المؤكسدة لم يتأثر مطلقا بالتسميد الصناعي بمشتقات الحديد ، وبالتالي لم يقل تركيزه في الهواء , وبهذا استنتج العلماء أن نوعاً واحداً من الطحالب فقط يمكنه أن ينجو من سرطانات البحر ، لأن له طبقة حامية قوية تجعل التهامه من قبل السرطانات أصعب , إلا أن هذا النوع من الطحالب لا يعيش إلا في البحار الغنية بالأحماض المؤكسدة , وأضاف العلماء أن 75 في المائة من مياه البحر فقيرة المحتوى من هذه الأحماض ، الأمر الذي يجعل تسميد مساحات كبيرة بمشتقات الحديد ليس له أثر مجد على الإطلاق .

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×