Jump to content

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خلال الرحلات الفضائية الطويلة، كتلك التي تتوجه إلى الكواكب البعيدة مثل الرحلة إلى المريخ، يمضي رواد الفضاء فترة طويلة من الزمن في المركبة، وقد يتعرضون خلالها للإصابة أو المرض، بينما الأدوية المحفوظة على متن المركبة الفضائية قد تفقد فعاليتها.

ولهذا السبب أجرت وكالة الفضاء الأميركية ناسا دراسة للتأكد من فعالية الأدوية في ظروف الرحلات الفضائية.

وتقول مجلة «ديسكفري» ان الدراسة أظهرت ان الأدوية فقدت فعاليتها بسرعة أكبر مقارنة مع تلك التي على الأرض. وتوصلت الدراسة إلى «ان تلك البيانات التي تم جمعها سوف تساعد في البحوث الهادفة إلى أدوية تستطيع الصمود والاحتفاظ بفعاليتها في ظروف الفضاء، وكذلك تطوير وسائل تغذية حديثة لتغليفها وحفظها.

 

بين الأرض والفضاء

 

وكان الباحثون أجروا دراسة حول تأثير الفضاء الخارجي على 35 دواء مختلفا مثل عقار اموكسيسيلين لعلاج الالتهابات وموبروسين، ومرهم للجروح، وهي ادوية عادة ما يستخدمها رواد الفضاء. وقد تمت مقارنة حاويات الأدوية التي بعثت الى المحطة الفضائية الدولية مع حاويات بالمواصفات ذاتها حفظت ضمن الظروف ذاتها اي تعرضها لدرجة الحرارة والرطوبة نفسها، وذلك في مركز جونسون لعلوم الفضاء في ولاية تكساس.

وكانت احدى الحاويات بعثت الى المحطة الفضائية الدولية لمدة 13 يوما، واخرى حفظت لفترة 28 شهرا.

وعند إعادتهما الى الأرض، فحص العلماء الأدوية بأساليب مختلفة، عادة ما تتبع في الكشف عن فعالية الأدوية، كما قاسوا المتغيرات المختلفة مثل الوزن، واللون، والرائحة وغير ذلك من خواص الأدوية غير السائلة، واستخدموا أسلوب الكروماتوغرافيا السائلة الذي يتبع في فصل وتحديد وقياس المركبات في مخلوط واحد، وتحديد مقدار الفعالية البيولوجية للدواء.

وبالنسبة للدواء الذي ظل محفوظاً لفترة 28 شهراً، سجل العلماء تغييرين ماديين فقط في الأدوية المخصصة لضبط الدراسة، بينما تم التوصل الى ستة تغييرات مادية في تلك التي أرسلت الى الفضاء. وبينما توافقت 17 دواء من أدوية الضبط وقواعد مواصفات الأدوية الأميركية، نجد ان تسعة أدوية فقط من تلك التي بعثت الى الفضاء توافقت مع تلك المواصفات. ووفقاً لما ورد في البحث، فإن «هذا الانخفاض في الفعالية للأدوية التي كانت في الفضاء حدث قبل تاريخ انتهاء الفعالية المحدد في ملصق الدواء، مما يشير الى ان ظروف التخزين الخاصة ببيئة المركبة الفضائية قد تكون أثرت في استقرار تركيبة الأدوية في الفضاء».

 

تأثير الجاذبية

 

وهنالك العديد من الأسباب التي قد تكون وراء فقد الأدوية لفعاليتها بوتيرة أسرع في الفضاء مقارنة بالأرض، ربما بسبب التفاوت الكبير لتأثير الجاذبية. غير ان الباحثين يشيرون الى سببين رئيسيين، هما الاشعاعات، وإعادة تعبئة الأدوية لاستخدامها في الرحلات الفضائية مما قد يعرضها للأوكسجين

وللتفاوت في درجات الرطوبة، مما يزيد من تأثير فقد الفعالية الناتج عن الأكسدة. والاشعاعات في الفضاء تؤين الادوية وبالتالي تؤدي الى اتلافها.

وقد يكون الباحثون قد درسوا اكثر الادوية استخداماً من قبل رواد الفضاء، ولكنها تشكل بنسبة 18 في المائة من قائمة الادوية التي تبعث الى الفضاء.

 

الفعالية عامان

 

ومعظم الادوية المخصصة للاستخدام في الارض معدة على ان تكون ذات فعالية لعامين من تاريخ انتاجها. ولكن تعتمد فعاليتها على حفظها في مكان جاف وبارد بعيداً عن اشعة الشمس.

ولأسباب لم تعرف بعد فان احد الادوية وهو المضاد الحيوي كلافولانيت فقد فعاليته اسرع في الارض مقارنة بالفضاء. ويورد الباحثون انه بالرغم من النتائج التي توصلوا اليها، فان الفضاء لديه بعض الفوائد بالنسبة للادوية. فوجود نسبة مرتفعة من ثاني اوكسيد الكربون في تلك البيئة قد يقلل من تدهور فعالية تلك الادوية التي تتأثر بالأكسدة مثل الادرنالين وفيتامين سي وفيتامين ايه.

 

تحياتي

وشكرا

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×