Jump to content
Sign in to follow this  
فاطمة

للكشف عن المنطقة المظلمة : المسباران "جريل" يرسمان خريطة جديدة لجاذبية القمر

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

*التحسن الذي سيحدثه جريل في مجال الجاذبية على الجانب المضيء من القمر سوف يكون أفضل بمائة مرة ممَّا هي عليه في الوقت الحالي.

 

القاهرة- أمير عكاشة

 

تقف الطبيعة دائماً حائرة أمام إصرار الإنسان لمعرفة أسرارها الدفينة، وما فيها من خبايا، وفي كل يوم تكتشف الأبحاث والدراسات سرا جديدا من أسرار الكون، ولمعرفة الجديد عن أسرار كوكبنا في مجال الفضاء أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أنها أطلقت المسبارين التوأمين "جريل" للرصد والكشف عن التغيُّرات الطفيفة الطارئة على قوة الجاذبية الأرضية في المنطقة المحيطة بكوكب القمر، فقد تم إطلاق الصاروخ "دلتا" من قاعدة كيب كانافيرال الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية والذي يحمل المسبارين ووضعهما على مسارهما .

 

وأشارت الوكالة إلى أن رحلة المسبارين إلى القمر ستكون بطيئة، وليس من المتوقَّع أن يدخلا المدار قبل حلول العام المقبل، كما تأمل الوكالة بأن يتمكَّن العلماء من خلال المعلومات التي سيجمعها المسباران من تكوين نظرة جديدة عن البنية الداخلية للقمر، وقالت إذا تمكن العلماء من جمع المعلومات الجديدة فإنها سوف تفسِّر العديد من الألغاز، مثل شرح سبب التباين بين القسم القريب المضيء من القمر والجزء البعيد المظلم منه، بما في ذلك المساحات البركانية الشاسعة المظلمة، والتي تُعرف بـ "بلاك ماريا" أو "بحار الظلمات".

 

وأضافت أن المعلومات التي سوف يتم الحصول عليها من خلال المسبارين ستكون "أداة استكشاف لا تُقدَّر بثمن وأنها سوف تُستخدم لمسيرة الأبحاث الفضائية في المستقبل، وأنها سوف تمكِّن سفن الفضاء الأخرى من تنفيذ عمليات هبوط أكثر دقة." وأشارت إلى أن لدى العلماء حاليا بعض الخرائط والمسوحات المتعلقة بالجاذبية القمرية، ولأن معظم المعلومات التي تتضمنها تم الحصول عليها عبر عمليات تتبع الاهتزازات والاضطرابات التي رصدت في مدارات سفن الفضاء السابقة أثناء دورانها حول القمر.فإن تلك الخرائط والمسوحات رديئة للغاية، وخصوصا تلك المتعلِّقة بالجانب البعيد والمظلم من القمر.

 

أما بعد إطلاق المسبارين في الفضاء فيأمل العلماء بأن تساهم المعلومات التي يتوقع الحصول عليها عبر المسبارين"جريل" بإنتاج نوع جديد من الخرائط والمسوحات تكون أكثر دقَّة وجودة من سابقاتها.

 

ويقول د. روبرت فوجيل، العالم المسؤول عن برنامج "جريل": " التحسن الذي سيحدثه جريل في مجال الجاذبية على الجانب المضيء من القمر سوف يكون أفضل بمائة مرة ممَّا هي عليه في الوقت الحالي، أما على الجانب المظلم البعيد، فسيكون الأمر أفضل بألف مرة من الوضع الحالي".

 

مجهر

 

ويضيف د. روبرت لـ بي بي سي: "تخيَّل أنَّك تحاول رؤية شيء دقيق (مجهري) بعينيك المجرَّدتين، ومن ثمَّ تضع فجأة أمامك عدسة بطاقة تكبير 100 مرَّة أو حتى ألف مرَّة، طبعا سيكون لديك عالم آخر مختلف، وهذا بالضبط ما سنحصل عليه من جريل."

 

يذكر أن اسم "جريل" مشتق من اختصار الأحرف الأولى للكلمات التي تؤلف اسم مختبر "كرافيتي ريكفري آند إنترنيال لابوريتروري" باللغة الإنجليزية (Gravity Recovery and Internal Laboratory).

 

أمَا مهمته الحالية فشبيهة للغاية بتصميم مهمة المسبار "جريس"، وهو مشروع مشترك بين وكالة الفضاء الألمانية ووكالة"ناسا" ، وهو يقوم حاليا بمسح التغيُّرات التي تطرأ على جاذبية الأرض.

 

وسيقوم المسباران التوأمان "جريل" بإجراء قياساتهما عبر التحليق على ارتفاع 55 كيلو مترا عن سطح الكوكب، وهي عملية دقيقة تمَّت دراستها بعناية فائقة، حيث سيتم التسارع والتباطؤ وبينما تحلِّق السفينة الرئيسية عبر مجال متقطِّع من الجاذبية القمرية وتمر بمراحل تسارع وتباطؤ صغيرة، تقوم السفينة الثانية بالتحليق وراءها على بعد حوالي 200 كيلومتر وتلتقط تلك الذبذبات والاضطرابات الطارئة.

 

من جانبها، تقول د. ماريا زبير، الباحثة الرئيسية في مشروع "جريل" من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا: "إنه بإمكاننا أن نقيس المسافة بين هاتين المركبتين وإن تضاءلت إلى درجة أقل من خلية الدم الحمراء في الجسم البشري، وهو تغير يعادل بضع عشرات من الميكرون (جزء من ألف من المليمتر) في الثانية من سرعة هاتين السفينتين."وعندما يتم تركيب الخريطة اعتمادا على معلومات طبوعرافية واستبيانات قابلة للمقارنة وتظهر سطوح المناطق المرتفعة والمنخفضة من الكوكب، يجب أن يتمكَّن العلماء من استنتاج الماهية التي يكون عليها التركيب الداخلي للقمر وتكوينه المحتمل. وتلك هي المعرفة الجوهرية التي يجب أن تستند عليها النظريات التي تتحدث عن كيفية تشكُّل كتلة القمر وعملية تطوُّر الكوكب عبر الزمن".

 

وسوف تكون معرفة طبيعة تلك المناطق المنبسطة المظلمة على سطح القمر من الأسرار والألغاز التي سيعكف العلماء على فكِّها في أعقاب الرحلة، إذ سيحاولون الإجابة عن التساؤل التالي:

 

في التاريخ المبكِّر للقمر، تُرى لماذا أصبحت الأحواض الناجمة عن الاصطدام، والواقعة في الجزء المضيء من الكوكب، مغمورة بالبازلت، بينما لم يحصل الأمر ذاته في المناطق الأبعد الواقعة في القسم المظلم منه؟ وسيتم استخدام الخارطة الجديدة لجاذبية القمر لاختبار وقياس النظريات المختلفة بهذا الشأن.

 

ومن الأفكار الأخرى المثيرة التي انبثقت مؤخرا وستلقي رحلة "جريل" الضوء عليها هي فكرة أن المرتفعات الواقعة في القسم البعيد من القمر تشكَّلت نتيجة اصطدام خفيف للقمر بكوكب آخر أصغر منه.

 

بحث إضافي

 

ومن جانب آخر نشر فريق من الباحثين في مجلة "نيتشر" المتخصصة خلاصة ورقة بحثية أظهرت كيف أن أثر التصادم المفترض قد يكون أفرز مادة إضافية تراكمت على غلاف الكوكب وفي الجزء المظلم منه.

 

وحول تلك الدراسة يقول د. زبير: "عندما شاهدت تلك الورقة للمرة الأولى، اعتقدت أنها دراسة غريبة. لكنني عندما قرأتها، أدركت أن تجارب المحاكاة التي تم اعتمادها كانت جيدة وناجمة عن تفكير مدروس بعمق. كما أنها طرحت تنبؤات محددة وقابلة للقياس والاختبار ويمكن التطرق إليها عبر دراسة المعلومات التي سيتم الحصول عليها من خلال المسبارين.

 

تحياتي

وشكرا

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×