Jump to content
Sign in to follow this  
سلمان رمضان

الخيط الأبيض يثير جدلا سعوديا

Recommended Posts

أثار الخيط الأبيض،الذي يُبنى عليه إمساك الصائمين المسلمين في شهر رمضان،جدلاً على مستوى عال مابين مفتى السعودي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ،ورجل الدين السعودي الشيخ عبدالمحسن العبيكان،وإن لم يذكرا بعضهما بالإسم،في حين طالب العبيكان بتدخل الملك عبدالله لتشكيل لجنة متخصصة تقوم بمراجعة أوقات الصلوات في تقويم "أم القرى"،وهو التقويم الرسمي الذي تعتمده المملكة السعودية.

وكان العبيكان،وهو مايمكن وصفه بأحد أئمة التنوير،الذين يعدون من الصحويين غير المسيسيين،قد أسدا نصيحة تقول بالإمساك عند أذان الفجر،وعدم إقامة الصلاة إلا بعد مضي ثلث ساعة من الأذان الذي حدد توقيته تقويم أم القرى،الأمر الذي حدا بـ آل الشيخ على الرد بقسوة على العبيكان واصفاً إياه بالجهل دون أن يذكر إسمه،في خطبة الجمعة التي احتضنها أحد أعرق المساجد في العاصمة الرياض،في جامع "تركي بن عبدالله" الذي اعتمده دوماً المفتي في أداء صلواته،وذلك أول جمعة من رمضان.

وعلى الرغم من أن الجهود قائمة لرأب الصدع مابين مفتي السعودية ورجل الدين العبيكان،فإن متابعين لحيثيات رد آل الشيخ،ورد العبيكان التالي على رد آل الشيخ،قد ذكروا أن المفتي قد دخل إلى موضوع لم يستوعبه جيداً،بل أنه نُقل إليه،فضلاً على أنه يجب عليه أن يكون مرجعاً في موضوع كهذا،يُعدُّ من الأمور الخلافية الفقهية .

ومحور رد العبيكان اتكأ على ضرورة إعادة النظر في تقويم "أم قرى" الذي تعتمده الحكومة السعودية وكافة مؤسساتها التابعة،وكأنه قد غدا دستوراً وقتياً يبني عليه السعوديون أوقات صيامهم وفطرهم وصلواتهم،وإجازاتهم الرسمية،ووقت عودتهم إلى العمل،إذ غدا هو بطل الحياة الأول لدى السعوديين،الذين يظبطون ساعتهم وأيامهم على إيقاعه وتحرّكه،وهو مايطالب العبيكان بإعادة النظر فيه،خصوصاُ وأن هذا التقويم قد ثبتت أخطاؤه.

وهذا الخلاف الأخير مابين العبيكان والمفتي ليس حدثاً يحدث للمرة الأولى على الساحة الدينية في الداخل السعودي،فقد سبقه خلاف طفيف كان يتعلق بجزئية فقهية محضة حول قضية "الجهاد" في العراق،والتي كانت محور شد وجذب مابين مؤيدي الشيخين لفترة طويلة خلت،وإن لم تكن بمثل هذا التصاعد والحدة اللتي اتسم بهما الخلاف الأخير.

وبالنظر إلى مطالبة العبيكان بالتدخل السريع من قبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إصلاح طبيعة تقويم "أم القرى"،الذي كانت السعودية أول دولة تقوم بإعتماده كتقويم قمري لمدة جاوزت الخمسة عشر عاماً،بدءاً من عام 90م حتى اللحظة،فإن العبيكان يبدو وكأنه عازمٌ مرة أخرى على الولوج إلى عش الدبابير بقدميه،بعد العديد من الإنتصارات التي حققها في مجابهة الفكر المتطرف بآراء فقهية تستند على القرآن وأحاديث النبي محمد.

ومطالبة كهذه من العبيكان بتمحيص تقويم "أم القرى" تجعلُ منه في مرمى البندقية الأصولية التي ستبدأ مكائنها في الدوران خلال الأيام القليلة المقبلة،وهو الوحيدُ الذي يمتلكُ جرأة مواجهتها كما يشيرُ بذلك مراقبون مخضرمون لتحركات رجال الدين السعوديين في الداخل،والذي يحاول معظمهم عدم الإقتراب من إشكاليات معينة خشية فقد الحساب البنكي الجماهيري الذي يعتمدون عليه.

ونشرت صحيفة الرياض الصادرة اليوم مقالاً كتبه العبيكان،برر فيه كتابته بسبب "الهجمة الشرسة من شيخ،ومن خلال خطبة الجمعة، التي نقلت في بعض وسائل الإعلام، والتي شنع فيها على من يقول بخطأ التقويم، وأخذ يثني على معديه، ويصفهم بأنهم نخبة من العلماء، مع أن الواقع يخالف ذلك تماما، لما أكدته اللجنة التي سوف نشير إليها، ونذكر خلاصة تقريرها، ويتضح جليا انه لا يعرف كيف تم اعداد هذا التقويم ولا من قام بإعداد" على حد تعبيره.

وكما ذكر تسجيل صوتي استند عليه العبيكان في رده على مفتي بلاده،فقد اتهم المفتي في سياق خطبته العبيكان،دون أن يسميه،بأنه جاهل وقليل المعرفه،وأنه لايمتلك إيماناً قوياً في قلبه:" ولعلكم ان تسمعوا من بعض جاهل وقليل علم، وقليل معرفة، ومن يسوء فهمه، ومن لا فهم عنده ولا ايمان قوي في قلبه يقول: اننا نمسك قبل الإمساك بثلث ساعة أو نصف ساعة ،ويريدون منا ان نمسك (يقصد نأكل) إلى ان تطلع الشمس، فنراها طالعة، وأما سفر الفجر فلا يعتبرون به، هذه مغالطات، هذه جهالات، هذه امور يتحدث فيها جهلة لا يفهمون، وهم اهل قلة علم وفقه عن الله، وإنما يريدون تحويل المجتمع من ثوابته إلى أن تفسد عبادته....، فلا تهتموا ولا تصغوا إلى هذه الأقوال الزائفة، والأقوال الباطلة التي يتكلم بها جهلة لا يفهمون، وقليلوا علم لا يتصورون حقيقة ما يتكلمون به، وانما محبة للشذوذ والإتيان بآراء شاطه يرون انها بهذا ترفع منزلتهم، أو تثبت انهم ذوو علم، والله يعلم انهم ليسوا كذلك"

وهو ما أخذه العبيكان على المفتي مُبدياً أسفه :"من المؤسف جدا ان هذا الشيخ لم يكتف بإبداء قناعته بصحة التقويم، بل أخذ يكيل الاتهامات للمخالفين له، ويحكم على نياتهم من خلال خطبة الجمعة"،وليضيف أيضاً :"إن الإنسان ليعجب من هذا الكلام...وفي شهر كريم اصطفاه الله من بين الشهور".

وقال العبيكان في معرض رده :"ياليت شعري من يعني هذا الشيخ بهذا الكلام؟»، أيعني الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والذي كان يأمر مؤذنه ان لا يؤذن الا بعد خمس دقائق من مرور الوقت على التقويم - الذي بين أيدينا -، ويقول - رحمه الله - ان هذا على اقل تقدير؟أم يعني ريحانة الشام ومحدث العصر الامام محمد ناصر الدين الألباني، والذي سبق كلامه حول تقديم التقويم بين العشرين والثلاثين دقيقة؟ أم يعني الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان".

ومضى في قوله :" ولم يكتف بتشنيعه على مخالفيه فحسب، بل قال ما هو أدهى وأمر، وهي هذه العبارة ((والله يعلم انهم ليسوا كذلك))، حيث حكم على علم الله الذي لا يعلمه الا هو - جل في علاه .وكأن هذا الشيخ - بهذا - يدعي علم المكاشفات والاطلاع على الغيبيات........ والله المستعان".

وعقّب على جزئية ذكرها المفتي آل الشيخ: (يريدون منا ان نمسك (وقصده نأكل) حتى تطلع الشمس) قائلاً أن هذا كلام لا يقوله عاقل :"حيث إن الذي دعونا اليه هو الاحتياط في العبادة من جهتين، من جهة الصوم: بأن يمسك الناس عند الأذان، ومن جهة دخول الوقت: بأن لا يقيموا الصلاة الا بعد ثلث ساعة - إلى ان يتم تعديل التقويم وتصحيحه - لقوله صلى الله عليه وسلم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"".

وقال أيضاً:" انه ليس من اسلوب العالم أن يلجأ إلى الشتم والسب والتجهيل لمن خالفه في الرأى - وهي حيلة من لا حجة له -، وإنما العالم الصادق المخلص هو الذي يتقبل النقاش، ويتجرد عن الهوى، وينصف من نفسه، ويتبع الدليل، ويفتح باب الحوار والنقاش...... والله المستعان وعليه التكلان. ثم ان هؤلاء الذين يقدسون التقويم في صلاة الفجر، نجدهم يحاربونه في مكان آخر، ولا يعتبرون دقة الحساب في ولادة الهلال، ولا كونه غاب قبل الشمس أو بعدها». وإنما يعول هذا الشيخ، ومن ينتهج نهجه على لجنة ليس فيها فلكي، بعثها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، كان القرار فيها لكبيرهم الذي خرج مرة، وقد وضع في باله القناعة بالتقويم فلم يتحقق. ولما نوقش الذين كانوا معه، قال أحدهم إنه لا يعرف الفجر الصادق من الكاذب - على الطبيعة -، وأحدهم رجع عن رأي اللجنة بعد أن وقف مع أهل خبرة لمراقبة الفجر، فاتضح له الخطأ. وقد وضحت بعد ذلك لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الأمر، وطلبت منه ان يكلف اللجنة المذكورة بالخروج معنا للتحقق من توقيت التقويم، فوافق - رحمه الله -، ولكن رفض كبير اللجنة، حتى إنني طلبت منه ذلك شخصيا فرفض، مما يدل على عدم الحرص على تصحيح الخطأ."

وزاد العبيكان في قوله في تقويم "أم القرى":"ومما يدل على ان هذا التقويم لم يعد من متخصصين في الشريعة، ولم تشرف عليه مؤسسة دينية، أن الاعتماد على دخول الشهر فيه كان على توقيت غرينتش، وعلى ولادة الهلال منتصف الليل، وهذا لا يقوله عالم بالشريعة، ثم بعد ذلك عدل هذا النهج بعد صدور توصية من مجلس الشورى، فأصبح يعتمد في دخول الشهر على ولادة الهلال، وكونه يغيب بعد الشمس في مكة المكرمة".

ويسوق دليلاًُ :" ان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - لما وردت اليه كتابات من بعض مراكز الدعوة، وبعض أئمة المساجد حول وقت الفجر، لم يرفض إعادة النظر في التقويم، بل أمر بذلك، ومن ذلك الخطاب الذي وجهه سماحته إلى وزير الحج والأوقاف برقم 182/1، وتاريخ 20/1/1412ه. المبني على خطاب مدير مركز الدعوة والإرشاد في عرعر الذي لاحظ وجود فرق كبير في التوقيت بين أذان الفجر وطلوع الشمس في تقويم أم القرى بمنطقة عرعر، طالبا سماحته احالة ملاحظة فضيلة مدير مركز الدعوة إلى لجنة التقويم والإفادة بالنتيجة".

العبيكان يوضح الجزئية الخلافية:

"قبل أن نبدأ بذكر الأدلة على صحة ما ذهبنا إليه من خطأ التقويم نذكر أولا أهمية وقت الصلاة، فإن من أهم شروط صحة الصلاة دخول وقتها .قال ابن عبدالبر ((لا تجزئ قبل وقتها، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء)) الإجماع لإبن عبدالبر ص45. ونص الفقهاء على أن من شك في دخول وقت الصلاة، فليس له ان يصلي حتى يتيقن دخوله ،أو يغلب على ظنه ذلك، كما ذكره ابن قدامة في المغني (2/30). ولنذكر بعد ذلك معنى الفجر عند أهل اللغة وأهل الشرع.

الفجر لغة: قال بن منظور في (لسان العرب) الفجر: ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران: أحدهما المستطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان، والآخر المستطير وهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرم الأكل والشرب على الصائم، ولا يكون الصبح إلا الصادق. لسان العرب (5/45) ط بيروت

وجاء في مختار الصحاح (الفجر: في آخر الليل كالشفق في أوله، وقد (أفجرنا) كأصبحنا من الصبح. (ص324) دار البشائر. وفي القاموس المحيط (الفجر: ضوء الصباح، وهوحمرة الشمس، وقد انفجر الصبح وتفجر وانفجر عنه الليل، وأفجروا: دخلوا فيه).(ص 584) مؤسسة الرسالة.

الغلس: هو ظلام آخر الليل، قال ابومنصور: الغلس: اول الصبح حتى ينتشر في الآفاق. لسان العرب لابن منظور ج 6 ص 156 ط بيروت وبهذا نعرف من لغة العرب ان الفجر يطلق على اول بياض النهار، وان الفجر فجران: فجر كاذب، وفجر صادق، وان الذي تترتب عليه الأحكام الشرعية من الإمساك عن الطعام للصائم وابتداء وقت الصلاة هو الفجر الصادق.

الفجر في الكتاب والسنة :قال الله عز وجل ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر......الآية) 187 البقرة

عن سالم بن عبدالله عن أبيه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ان بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن ام مكتوم)). ثم قال: وكان رجلا أعمى، لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى اذا كان له من يخبره. وروى الحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام، وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة -أي صلاة الفجر - ويحل فيه الطعام) صححه الألباني في صحيح الجامع 4279.

وروى الحاكم والبيهقي - وصححه الألباني - من حديث جابر قول النبي صلى الله عليه وسلم ((الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام، وأما الفجر الذي يذهب مستطيلا في الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)) صحيح الجامع 4278. وفي رواية ((الفجر فجران، فجر يقال له: ذنب السرحان، وهو الكاذب يذهب طولا، ولا يذهب عرضا، والفجر الآخر يذهب عرضا، ولا يذهب طولا)) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2002. وحديث سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق)) رواه ابو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني

الفجر عند العلماء :قال ابن عباس - رضي الله عنهما - (هما فجران، فأما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئا، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرم الشراب) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (2/173). قال الموفق ابن قدامة: وجملته أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعا، وقد دلت عليه أخبار المواقيت، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق، ويسمى الفجر الصادق، لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك، والصبح ما جمع بياضا وحمرة، ومنه سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح، وأما الفجر الأول، فهو البياض المستدق صعدا من غير اعتراض، فلا يتعلق به حكم، ويسمى الفجر الكاذب. المغني (2/30).

قال ابن حزم (والفجر الأول هو المستطيل المستدق صاعدا في الفلك كذنب السرحان، وتحدث بعده ظلمة في الأفق، لا يحرم الأكل ولا الشرب على الصائم، ولا يدخل به وقت صلاة الصبح، وهذا لا خلاف فيه من أحد من الأمة كلها. والآخر هو البياض الذي يأخذ في عرض السماء في أفق المشرق في موضع طلوع الشمس في كل زمان، ينتقل بانتقالها، وهو مقدمة ضوئها، ويزداد بياضه، ربما كان فيه توريد بحمرة بديعة، وبتبينه يدخل وقت الصوم ووقت الأذان لصلاة الصبح ووقت صلاتها. فأما دخول وقت الصلاة بتبينه فلا خلاف فيه من أحد من الأمة) المحلى (3/192). قال ابن جرير الطبري ((صفة ذلك البياض ان يكون منتشرا مستفيضا في السماء يملأ بياضه وضوؤه الطرق)) اه.

قال صديق حسن خان (وأول وقت الفجر إذا انشق الفجر: أى ظهور الضوء المنتشر، وبينه صلى الله عليه وسلم أشفى بيان، فقال لهم)) انه يطلع معترضا في الأفق)) و((أنه ليس الذي يلوح بياضه كذنب السرحان)) وهذا شئ تدركه الأبصار، وقال تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فجاء بلفظ التفعل لإفادة أنه لا يكفي الا التبين الواضح، أى يتبين لكم شيئا فشيئا حتى يتضح لأنه لا يتم تبيينه وظهوره الا بعد كمال ظهوره، فإنه يطلع أولا كتباشير الضوء ثم ذنب السرحان وهوالفجر الكاذب ثم يتضح نور الصباح الذي أبداه بقدرته فالق الإصباح، ولذلك قال الشاعر: وأزرق الصبح يبدو قبل أبيضه وأول الغيث قطر ثم ينسكب). اه

الروضة الندية (1/71). قال الشيخ محمد بن صالح العثميين ((فإذا كنت في بر وليس حولك أنوار تمنع الرؤية ولاقتر، فإذا رأيت البياض ممتدا من الشمال إلى الجنوب فقد طلع الفجر ودخل وقت الصلاة، أما قبل أن يتبين فلا تصل الفجر)) الشرح الممتع. آراء العلماء في توقيت التقاويم والأذان الثاني قبل صلاة الفجر .قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في جواب له على سؤال من أكل بعد أذان الصبح في رمضان (الحمد لله. أما اذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر، كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وكما يؤذن المؤذنون في دمشق وغيرها قبل طلوع الفجر، فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير) الفتاوى (25/216).

قال ابن حجر (من البدع المنكرة ما أحدث هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك الا آحاد الناس) فتح الباري (4/199).

وقد ذكر القرافي - رحمه الله - ان هذا الخطأ كان موجودا في زمانه، قال ((جرت عادة المؤذنين وأرباب المواقيت بتسيير درج الفلك اذا شاهدوا المتوسط من درج الفلك أو غيره من درج الفلك، الذي يقتضي ان درجة الشمس قربت من الأفق قربا يقتضي ان الفجر طلع، أمروا الناس بالصلاة والصوم مع ان الأفق يكون صاحيا لا يخفى فيه طلوع الفجر لو طلع، ومع ذلك لا يجد الإنسان للفجر أثرا البتة، وهذا لا يجوز، فإن الله تعالى انما نصب سبب وجوب الصلاة ظهور الفجر فوق الأفق، ولم يظهر، فلا تجوز الصلاة حينئذ، فانه ايقاع للصلاة قبل وقتها وبدون سببها)) اه الفروق (2/ 3 ،301).

ونظير ذلك ما يحصل الآن في الوقت الحاضر، فان معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي، ومنها تقويم ام القرى قال الشيخ محمد رشيد رضا (ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البر والتقوى، أنهم حددوا أول الفجر وضبطوه بالدقائق وزادوا عليه في الصيام إمساك عشرين دقيقة قبله للإحتياط، والواقع ان تبين بياض النهار لا يظهر للناس إلا بعده بعشرين دقيقة تقريبا) تفسير المنار (2/184).

قال تقي الدين الهلالي (اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتحقيق، والمشاهد المتكررة من صحيح البصر وأنا معه - لأني كنت في ذلك الوقت أبصر الفجر بدون التباس - أن التوقيت لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبينا شرعيا) رسالة بعنوان (بيان الفجر الصادق وامتيازه عن الفجر الكاذب) ص2.

وقال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - (بالنسبة لصلاة الفجر المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا ان الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدا، ولهذا لا ينبغي الإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن ان الفجر قد حضر وقته) شرح رياض الصالحين (3/216). وقال - رحمه الله - (وهذه العلامات أصبحت في وقتنا علامات خفية، وأصبح الناس يعتمدون على التقويمات والساعات، ولكن هذه التقويمات تختلف..، وإذا اختلف تقويمان، وكل منهما صادر عن أهل وعالم بالوقت فإننا نقدم المتأخر في كل الأوقات، لأن الأصل عدم دخول الوقت، مع ان كلا من التقويمين صادر عن اهل، وقد نص الفقهاء - رحمهم الله - على مثل هذا، فلو قال شخص لرجلين: ارقبا لي الفجر، فقال أحدهما: طلع الفجر، وقال الثاني: لم يطلع فنأخذ بقول الثاني، فله أن يأكل ويشرب حتى يتفقا بأن يقول الثاني: طلع الفجر، وأنا شخصيا آخذ بالمتأخر من التقويمين) الشرح الممتع (2/48). قلت: لأن الأصل بقاء الليل، فلا يزول هذا الأصل بالشك، وله ما يعضده من أثر ابن عباس الذى رواه عبدالرزاق بإسناد صحيح قال -رضى الله عنه - ((أحل الله لك الأكل والشرب ما شككت)). مصنف عبدالرزاق

وروى ابن ابي شيبة من طريق ابي الضحى قال ((سأل رجل ابن عباس عن السحور، فقال له رجل من جلسائه: كل حتى لا تشك، فقال ابن عباس: ان هذا لا يقول شيئا، كل ما شككت حتى لا تشك)) مصنف ابن ابي شيبة (2/441،442).

وسُئل - ابن عثيمين ايضا - في لقاء الباب المفتوح السؤال التالي: (السؤال يتعلق بتصحيح وقت أذان الفجر، وكما جاء في الحديث ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن ام مكتوم، فانه لا يؤذن حتى يقال له اصبحت، اصبحت ،وهذا الحديث فيما نرى انه مخالف لما عليه الناس في هذا الزمان، وكما تعلمون يأتي أحيانا من الأوقاف التأكيد على المؤذنين لالتزام التقويم، وسبق ان تكلم بعض الاخوان من طلبة العلم في هذا فما رأيكم؟

فأجاب: رأينا انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وان الإنسان اذا تيقن ان الفجر لم يطلع حرم عليه ان يؤذن، لأن الوقت خطير، اذ لو أن الإنسان أذن قبل الوقت بدقيقة واحدة وكبر احد من الناس على أذانه تكبيرة الإحرام قبل الوقت فإنه لا شك أنه يكون غرَ الناس وأوجب أن يصلوا قبل الوقت. وقال: الواجب النظر في هذه المسألة لأنها مشكلة جدا، والذي يظهر لي أن أذان الفجر في كل اوقات السنة فيه تقديم، فيه تقديم خمس دقائق في كل أوقات السنة) لقاء الباب المفتوح (7/41).

قال الشيخ الألباني - رحمه الله -: (وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان - جنوب شرق عمان -، ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضا»، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان...، وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك الا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي وإعراضهم عن التوقيت الشرعي كما جاء في قوله - سبحانه وتعالى - (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، وحديث (فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر) وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين) انتهى من السلسلة الصحيحة (5/52) رقم (2031).

وقال الشيخ مصطفى العدوي - في رسالته يواقيت الفلاة في مواقيت الصلاة (127) - ما نصه (في بعض البلاد العربية، بل في كثير منها يؤذن للفجر قبل تبين الفجر الثاني وهو الفجر الصادق...، وقد راقبت ذلك في قريتي بمصر فإذا بهذا الخيط الأبيض (الفجر الصادق) يظهر بعد الأذان المثبت بالتقاويم بمدة تدور حول الثلث ساعة). وقال الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان في خطاب أرسله للدكتور صالح العذل يطلب منه اعادة النظر في التقويم، ومما قاله في ذلك الخطاب (........ وكان شيخنا محمد بن ابراهيم - رحمه الله - لا يقيم الصلاة في مسجده الا بعد وضوح الصبح، وبعض الأئمة لا يقيمون صلاتهم الا بعد وقت التقويم الحاضر بأربعين دقيقة أو نحوها، ويخرجون من المسجد بغلس، اما البعض الآخر فانهم يقيمون بعد الأذان بعشرين دقيقة، وبعضهم يقيمون الصلاة بعد الأذان على مقتضى التقويم بخمس عشرة دقيقة......ثم هؤلاء المبكرون يخرجون من صلاتهم قبل ان يتضح الصبح فهذا خطر عظيم

يخشى ان لا تصح صلاتهم ويكون عليهم الإثم وعلى الجميع اذا سكتوا واذا ما صحت صلاتهم يكون ذلك منكرا عظيما في الشرع، فالذي اشير عليكم وانصحكم به اعادة النظر والاحتياط لعبادة المسلمين، لأن التقديم ولو عشر دقائق فيه خطر، والتأخير للتأكيد ليس فيه خطر، بل واجب لقوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لايريبك))، وقوله صلى الله عليه وسلم ((من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)) ولست اكرر ذلك عليكم للجدل أو للتعصب أو للاعتراض بدون دليل حاشا وكلا، وانما ذلك من باب النصيحة والخوف على الجميع........) اه تاريخ 5/9/1414ه. وكتب وزير الحج والأوقاف - آنذاك - عبدالوهاب احمد عبدالواسع إلى وزير المالية بتاريخ 27/10/1408 ه، وبرقم 7492/408، ما نصه (معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد: نبعث لمعاليكم طيه صورة من جدول أوقات الصلاة لشهر جمادى الثانية لعام 1408، والمعد من قبل شيخ مؤذني المسجد النبوي الشريف/عبدالرحمن عبدالاله ابراهيم خاشقجي الذي يتم توزيعه شهريا على مؤذني مساجد منطقة المدينة المنورة. والذي افاد مدير اوقاف ومساجد المدينة بأن العمل جار به من قبل مؤذني مساجد المدينة بأمر من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح - رئيس المحاكم الشرعية - وقد لوحظ أنه يوجد بينه وبين تقويم أم القرى فارق زمني كبير. وحيث ان تقويم ام القرى يصدر عن وزارة المالية لذا.. نود معرفة رأي الجهة المختصة في وزارة المالية في موضوع هذا الاختلاف، نظرا لأن الفارق بين التقويمين كبير، الأمر الذي يجعل من الصعوبة اختيار أى التقويمين للسير بموجبه).

وهناك أبحاث ميدانية أخرى في هذا المجال لم تنشر، منها بحث للدكتور سليمان بن ابراهيم الثنيان، وكان بعنوان (أوقات الصلوات المفروضة)، وقد ذكر أنه قام برصد الفجر لعام كامل، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24دقيقة حسب فصول السنة. اه .ومنها بحث ميداني للباحث عبدالله بن ابراهيم التركي، والذي كان يثبت الشهود في أكثر طلعاته على ما رأوه، وعلى التفاوت الكبير بين الواقع وبين تقويم أم القرى في صلاة الفجر. وقد قمت مع بعض المشايخ وأحد الفلكون من مدينة الملك عبدالعزيز منذ عشرين سنة بالتثبت من صحة وقت أذان الفجر حسب التقويم عدة مرات خارج مدينة الرياض.

وثبت عندنا ان وقت الفجر الصادق لا يطلع الا بعد ثلث ساعة - تقريبا - من الأذان حسب التقويم، فجرت الكتابة إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - آنذاك - الشيخ د عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وقام مشكورا بالاهتمام بهذا الموضوع.

وهناك أقوال لعدد من العلماء يضيق المقال بذكرهم، ولعل ما ذكرنا فيه الكفاية.

وقت صلاة الصبح والحكم على من صلاها قبل طلوع الفجر

قال أبو عمر: (أجمع العلماء على ان وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني اذا تبين طلوعه، وهو البياض المنتشر من أفق المشرق، والذي لا ظلمة بعده) الإجماع لابن عبدالبر ص46، ط دار القاسم. قال ابن حزم: سئل الحسن البصري عن الرجل يؤذن قبل الفجر يوقظ الناس؟ فغضب وقال: علوج فراغ، لو أدركهم عمر بن الخطاب لأوجع جنوبهم، من أذن قبل الفجر فإنما صلى أهل ذلك المسجد بإقامة لا أذان فيه. وفي رواية: انه سمع مؤذنا أذن بليل فقال: علوج تباري الديوك: وهل كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما يطلع الفجر. وعن إبراهيم النخعي أنه كان يكره أن يؤذن قبل الفجر. وعنه أيضا قال: سمع علقمة بن قيس مؤذنا بليل فقال: لقد خالف هذا سنة من سنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو نام على فراشه لكان خيرا له) المحلى (3/118).

المفاسد المترتبة على تقديم وقت أذان الفجر : قيام بعض المساجد وخاصة التي على الطرقات بالصلاة قبل دخول الوقت، وكذلك المساجد في رمضان حيث يصلي كثير منهم بعد عشر دقائق من الأذان. صلاة المرضى وكبار السن في البيوت وممن يسهر إلى الفجر بعد الأذان مباشرة.

3- صلاة النساء في البيوت حيث يصلي أكثرهن بعد الأذان مباشرة.4- مبادرة أكثر المصلين بأداء سنة الفجر فور دخوله المسجد، وبذلك يكون قد صلى سنة الفجر قبل وقتها. التبكير في السحور، وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. الناس في المطارات وعلى الطائرات قد يؤدون الصلاة عند دخول اول الوقت حسب التقويم. طهارة الحائض والنفساء بعد وقت التقويم بوقت قصير، وعدم تمكينها من الصيام ذلك اليوم. وغيرها من المفاسد التي لو وجدت واحدة منها لكانت كافية لتعديل التقويم، فكيف اذا اجتمعت»

وفي الآونة الآخيرة شكلت لجنة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدراسة هذا الموضوع، وكان الباحث الرئيسي في مشروع دراسة الشفق(الفجر الصادق) هو: الدكتور زكي بن عبدالرحمن المصطفى. والمشاركون في البحث هم: د.أيمن بن سعيد كردي (أستاذ علم الفلك المساعد)عبدالعزيز بن سلطان المرمش (باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء) معتز بن نائل كردي (باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء) الشيخ د.سعد بن تركي الخثلان (ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء) الشيخ محمد بن سعد الخرجي (رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض، ممثل وزارة العدل). الشيخ عبدالرحمن بن غنام الغنام (وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد، ممثل وزارة الشؤون الإسلامية) صالح بن عثمان الصالح (متعاون)

ملخص لمنهجية البحث:

تمت الدراسة في منطقة مظلمة بعيدا عن أضواء مدينة الرياض على بعد 170 كم لضمان البعد عن الملوثات الضوئية ولقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائيتين بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء وبعد منتصف الليل إلى بعد شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق.

ولقد قام فريق البحث برصد شرعي يعتمد على مشاهدات أعضاء اللجنة ولقد اتبعت عدة أساليب في ذلك لتأكيد دقة النتائج التي يتم الحصول عليها، ولقد كانت بداية الرصد أن يتم الرصد والتدوين بشكل جماعي، وخشية في أن يكون هناك تأثير من بعض الراصدين على الآخر تم استخدام الرصد الفردي المتفرق والمتباعد، ومن ثم تمت المقارنة بين نتائج الرصد والتي أعطت مؤشرا على دقة الرصد وعلى توافق في عملية تحديد الشفق وذلك عن طريق الوصف. ولقد اتبع في الرصد الفردي بأن يعطى كل راصد شنطة تحتوي على ساعة معيارية مختلفة عن التوقيت الفعلي ومعروف فرقها عن التوقيت الحقيقي - التوقيت في هذه الساعات مختلف وغير مطابق للآخرين -. ومن ثم يقوم كل راصد بتدوين المشاهدات في ملف خاص يسلم للمبرمج بعد انتهاء عملية الرصد. وتم الاستعانة بعدد من الأجهزة المساعدة من آلات التصوير عالية الدقة وأجهزة المساحة الجغرافية GpS.

بيانات الرصد والنتائج :تم جمع جميع الأرصاد لكل شهر على حده، ومن ثم تم أخذ المتوسط الشهري للأرصاد، ولقد روعي في ذلك إتفاق أغلبية الراصدين في رؤية الفجر، وذلك لغرض التحقق من بدايته، ومن ثم الأخذ بمتوسط المتوسطات الشهرية، وهي النتيجة التي تحدد وقت بداية الفجر في منطقة الدراسة وهي 14،6 درجة +0،3 درجة، حيث كانت أعلى قيمة 15،1 درجة، وأقل قيمة 14،. درجة. وتعتبر هذه النتيجة أول نتيجة تتحقق علميا لدراسة الفجر.

ثم ذكروا الخلاصة، فقالوا: من خلال الرصد الميداني لمدة عام كامل لتحديد بداية الفجر الصادق)الشفق الشرعي (في منطقة الرصد تبين أنه ينضبط باستخدام المعيار الفلكي عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 14,6 درجة قوسية وانحراف معياري بمقدار 0,3 درجة قوسية. قلت: يعني قرابة 21 دقيقة عن تقويم أم القرى. تزيد قليلا أو تنقص.

وقد أكدت اللجنة أنها لم تجد أساسا مكتوبا لتقويم أم القرى - بعد البحث والإستقصاء -، وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا الدكتور/ فضل نور، الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له وليس لديه أى أساس مكتوب، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب، أى على درجة 18، وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا.... وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته)اه، مشروع دراسة الشفق (ص10).

بل أكد لي فضيلة الشيخ الدكتور سعد الخثلان - الذي هو ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - بأن الذي أعد التقويم أخبره بأنه أعد التقويم على 19 درجة، وبدون النظر إلى التحقق من الفجر الصادق، وأبدى رغبته في إعادة النظر في هذا التقويم ما دام أنه ثبت خطؤه. وقد ظهر للجنة بعد البحث والاستقصاء ان سبب الإشكالية في التقويم هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده. وأؤكد مرة أخرى ان أمر الفجر ليس كالهلال يُتراءى، ولا يراه الا حديد البصر أو بالمراصد.،بل ان الفجر مما يشترك في رؤيته الجميع، فيراه الكبير والصغير والعالم والجاهل، بل حتى البدوي في باديته وبين غنمه فهو لا يعتمد الا على الرؤية البصرية.

ويختم العبيكان توضيحه بالرجاء:" أرجو من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أن يوجه بتشكيل لجنة على مستوى عال من المتخصصين في علم الشريعة والفلك ليراجعوا أوقات الصلوات المعتمدة في تقويم ام القرى، كما أنني أوصي إخواني أئمة المساجد ان لا يقيموا صلاة الفجر الا بعد مرور عشرين دقيقة من تقويم ام القرى، حتى لا يوقعوا صلاة المسلمين في حيز البطلان".

إشكاليات تقويم أم القرى:

يقوم هذا التقويم على اعتبار خروج القمر من المحاق كبداية للشهر الهجري القمري على أساس أن يكون اليوم التالي وهو خروج القمر من المحاق في أي ساعة من ساعات ذلك اليوم حسب التوقيت العالمي هو بداية الشهر الجديد. وقد تعين في هذا التقويم بدايات ونهايات الشهور القمرية بشكل قاطع ثابت لا علاقة له بالرؤية العينينة للهلال.

وبذلك لم يعد للرؤية العينية بالنسبة للسعودية أي تأثير على بداية ونهاية الشهور القمرية ،وهو ما أدى إلى قيام خلاف دائم بين الجمعيات الفلكية العربية الإسلامية من ناحية ووزارة الأوقاف ومجلس الافتاء الأعلى في المملكة العربية السعودية ويصل هذا الخلاف لذروته العليا في تعيين أول أيام شهر رمضان،في حين تتبقى لدى السعوية الكلمة الأولى والأخيرة فيما يتعلق ببدء شهر ذي الحجة،ويعودُ ذلك إلى أن موسم الحج يتم على أراضيها.

وقد أوضح مختصون أوجه الضعف والخلل في تقويم أم القرى كما ذكر موقع إلكتروني متخصص: 1.. حساب بداية الشهر القمري في السعودية على أساس التوقيت العالمي (أي يصلون على التوقيت المحلي ويحسبون الشهر على أساس التوقيت العالمي) الفرق حوالي 8 ساعات أحياناً. 2.. في حالات كثيرة يستحيل توفر إمكانية الرؤية العينية للهلال مما يتضارب مع البداية الفلكية المقررة للشهر حسب التوقيت العالمي. بالرغم من كل هذا النقص استطاعت السلطات السعودية أن تجد دائماً من يتقدم بشهادة الرؤية منذ العام 1990.

وقد احتجت الجمعيات الفلكية في البلدان الإسلامية وفي أميركا الشمالية على الأسلوب المتبع في تقويم أم القرىوقد وُجّه احتجاجٌ صدر عن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية حايم ممدوح أبو زيد في21 كانون الثاني 1992م إلى مجلس الإفتاء الأعلى في الرياض حول الإعلان عن ولادة هلال شوال قبل موعده الطبيعي بيوم كامل (24ساعة) . وقد أجابه مسؤولو المجلس بما يلي : (إنّ تعيين مواقيت بداية أول الشهر الإسلامي هي كتعيين مواقيت الصلاة وإنّ الحكمة الإلهية من هذه المواقيت هي العلم بعدم جواز اتخاذها كطقسٍ عبادي لأن العبادة لله وحده وليست للمواقيت).

ولم تتعرض رسالة مجلس الافتاء الأعلى السعودي إلى موضوع الرؤية والشهود بل ذكرت طريقة حسابية قمرية في تعيين الشهر القمري بالنص التالي: (( يعتبر تقويم أم القرى أنه إذا كان عمر القمر عند مغيب الشمس مقدار 12 ساعة فما فوق فعندئذٍ يكون اليوم السابق هو أول أيام الشهر الإسلامي لأنّ اليوم الإسلامي يبدأ عند مغيب الشمس)).

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

21 دقيقة في تقويم «أم القرى» تفجر جدلا بين علماء دين سعوديين

 

وجه الشيخ عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى السعودي والمستشار القضائي في وزارة العدل، رجاءا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتشكيل لجنة على مستوى عال من المتخصصين في علم الشريعة والفلك ليراجعوا أوقات الصلوات المعتمدة في تقويم أم القرى

 

 

وأوضح الشيخ العبيكان في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولين في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والمسؤولين عن تقويم أم القرى، أقروا بوجود خطأ في التقويم، معتبرا إعادة النظر في التقويم، مسألة ليست بالصعبة. وأشار إلى أن الخطأ الموجود في التقويم لا يقتصر على وقت دخول الفجر فحسب، بل يتعدى ذلك لوجود خطأ بعدة أوقات، منها خروج وقت المغرب قبل أذان العشاء بوقت طويل، ووضع وقت صلاة الظهر في نفس وقت النهي، فضلا عن أن صلاة المغرب، لا يؤذن لها إلا بعد غياب الشمس بحوالي سبع دقائق. وكانت تداعيات كشف الشيخ العبيكان عن وجود خطأ في تقويم أم القرى، مما قد يوقع صلاة المسلمين في حيز البطلان بحسب تعبيره، قد تعالت حدتها، بعد تصريحات لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، انتقد فيها الآراء التي تشكك في صحة تقويم أم القرى، وتشير إلى عدم انضباطه في توقيت الإمساك والإفطار في شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن «جميع الآراء التي طرحت بهذا الصدد خاطئة ومجانبة للصواب ويجب ألا يٌلتفت إليها؛ لما تسببه من إثارة التشكيك عند المسلمين». وأوضح المفتي في بيان صادر عنه، أن تقويم أم القرى رسمي وشرعي ولا غبار عليه؛ حيث أشرف عليه نخبة من أهل العلم الموثوق في علمهم وأمانتهم، وسار عليه العمل منذ أكثر من 80 عاما وحتى وقتنا الحاضر.

 

من جانبه قال الشيخ العبيكان: أن اللجنة التي شكلت في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لدراسة مشروع الشفق «الفجر الصادق»، أكدت أنها لم تجد أساسا مكتوبا لتقويم أم القرى ـ بعد البحث والاستقصاء.

 

وذكر العبيكان في سياق رده: أن اللجنة تمكنت من لقاء معد التقويم سابقا الدكتور فضل نور، الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له وليس لديه أي أساس مكتوب، مضيفا، أنه من خلال الحديث مع الدكتور نور ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب، أي على درجة 18، وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا.

 

وكان آل الشيخ أوضح في بيانه، أن سماحة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز، وجه آنذاك بتشكيل لجنة من العلماء والاختصاص للنظر في صحة تقويم أم القرى، وأكدت اللجنة في تقرير رسمي لها صحة تطابق التوقيت مع طلوع الفجر، في الحين الذي أوضح فيه العبيكان، أن اللجنة التي يعول عليها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ليس بينها فلكي، حيث كان القرار فيها يعود لمن أسماه بـ«كبيرهم» الذي خرج مرة واحدة، ووضع في باله القناعة بالتقويم، فلم يتحقق، وعندما نوقش من كان معه، قال أحدهم إنه لا يعرف الفجر الصادق من الكاذب على الطبيعة، وأحدهم رجع عن رأي اللجنة بعد أن وقف مع أهل الخبرة لمراقبة الفجر، فاتضح له الخطأ.

 

ويتابع العبيكان بقوله: «وضحت بعد ذلك لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الأمر، وطلبت منه أن يكلف اللجنة المذكورة بالخروج معنا للتحقق من توقيت التقويم، فوافق، غير أن كبير اللجنة رفض، حتى أنني طلبت منه ذلك شخصيا، فرفض، ما يدل على عدم الحرص على تصحيح الخطأ».

 

من جانبه شدد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على ضرورة العمل بتقويم أم القرى وعدم تأخير وقت الإمساك أو الإفطار، معتبرا أن هذا الأمر ليس له ما يبرره.

 

ومن خلال بيان أصدره الشيخ العبيكان اول من امس، أوضح أن مخالفيه لا يعرفون كيف تم إعداد تقويم أم القرى ولا من قام بإعداده، حيث اكتشف أن من قام بإعداد التقويم هو شخص يدعى الدكتور فضل نور، بعكس ما يدعي مخالفوه من أن التقويم قام بإعداده نخبة من العلماء، موضحا أن الدكتور نور، أفاد اللجنة المشكلة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لدراسة مشروع الشفق (الفجر الصادق)، أنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له وليس لديه أي أساس مكتوب، مفندا بذلك ما ذهب إليه مخالفوه، الذين قال عنهم: «ثم إن هؤلاء الذين يقدسون التقويم في صلاة الفجر، نجدهم يحاربونه في مكان آخر، ولا يعتبرون دقة الحساب في ولادة الهلال، ولا كونه غاب قبل الشمس أو بعدها».

 

ودلل العبيكان على أن التقويم لم يعد من قبل متخصصين في الشريعة، ولم تشرف عليه مؤسسة دينية، بقوله: إن «الاعتماد على دخول الشهر فيه كان على توقيت غرينتش، وعلى ولادة الهلال منتصف الليل، وهذا لا يقوله عالم بالشريعة، ثم بعد ذلك عدل هذا النهج بعد صدور توصية من مجلس الشورى، فأصبح يعتمد في دخول الشهر على ولادة الهلال، وكونه يغيب بعد الشمس في مكة المكرمة».

 

وذهب العبيكان في تبيان الفرق بين الفجر الكاذب والآخر الصادق، إلى أن الذي تترتب عليه الأحكام الشرعية من الإمساك عن الطعام للصائم وابتداء وقت الصلاة هو الفجر الصادق، والمعروف بأنه ضوء الصباح، وهو حمرة الشمس في سواد الليل، ويطلق على أول بياض النهار.

 

وأبرز العبيكان آراء العلماء في توقيت التقاويم والأذان الثاني قبل صلاة الفجر، ومنها قول شيخ الإسلام ابن تيمية في جواب له على سؤال من أكل بعد أذان الصبح في رمضان بقوله «أما إذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر، كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يؤذن المؤذنون في دمشق وغيرها قبل طلوع الفجر، فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير»، وكما قال ابن حجر «من البدع المنكرة ما أحدث هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس»، مشيرا إلى أن نظير ذلك ما يحصل الآن في الوقت الحاضر، فإن معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي، ومنها تقويم أم القرى.

 

وأورد العبيكان ما قاله الشيخ محمد بن عثيمين: «بالنسبة لصلاة الفجر فالمعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جدا، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو 25 دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته».

 

وذكر العبيكان في بيانه المفاسد المترتبة على تقديم وقت أذان الفجر، ومنها قيام بعض المساجد وخاصة التي على الطرقات بالصلاة قبل دخول الوقت، وكذلك المساجد في رمضان، حيث يصلي كثير منهم بعد عشر دقائق من الأذان، وصلاة المرضى وكبار السن في البيوت، وممن يسهر إلى الفجر بعد الأذان مباشرة، وصلاة النساء في البيوت حيث يصلي أكثرهن بعد الأذان مباشرة، ومبادرة أكثر المصلين بأداء سنة الفجر فور دخوله المسجد، وبذلك يكون قد صلى سنة الفجر قبل وقتها، والتبكير في السحور، وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلا عن الناس في المطارات وعلى الطائرات والذين قد يؤدون الصلاة عند دخول أول الوقت حسب التقويم، وطهارة الحائض والنفساء بعد وقت التقويم بوقت قصير، وعدم تمكينها من الصيام في ذلك اليوم، وغيرها من المفاسد التي لو وجدت واحدة منها لكانت كافية لتعديل التقويم، فكيف إذا اجتمعت. ولفت العبيكان إلى أن الخلاصة التي خرجت بها اللجنة المشكلة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والتي جاء فيها: «من خلال الرصد الميداني لمدة عام كامل لتحديد بداية الفجر الصادق «الشفق الشرعي» في منطقة الرصد، تبين أنه ينضبط باستخدام المعيار الفلكي عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 14,6 درجة قوسية وانحراف معياري بمقدار 0,3 درجة قوسية، ما يعني قرابة 21 دقيقة عن تقويم أم القرى، تزيد قليلا أو تنقص. كما ظهر للجنة بعد البحث والاستقصاء أن سبب الإشكالية في التقويم هو اشتباه الفجر الكاذب بالصادق عند من قام بإعداده».

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

كشفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن اللجنة التي شكلت لدراسة الشفق «الفجر الصادق»، والتي أشار إليها الشيخ عبد المحسن العبيكان، عضو مجلس الشورى، أمس في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ما زالت في مرحلتها الأولى، وانه إذا ما تم الإبقاء على تعريف دخول الفجر الكاذب والصادق، فإن الحسابات الحالية المعمول بها في تقويم أم القرى قد لا تتغير.

وقال الدكتور زكي بن عبد الرحمن المصطفى، رئيس قسم الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والباحث الرئيسي لمشروع دراسة الشفق، إنه بالإشارة إلى ما ذكره الشيخ العبيكان، وما ورد من إشارة إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ودورها في مشروع دراسة الشفق، «فإننا نوضح التالي:

ـ إن مشروع دراسة الشفق في مرحلته الأولى، وهذا يعني أن المشروع على عدة مراحل ولم ينته بعد، كما لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية، ومن السابق لأوانه الاستنتاج أو بناء نتائج على بحث لم ينته.

ـ إن مشروع دراسة الشفق جاء بناء على طلب من لجنة تقويم أم القرى التي يشرف عليها وزير المالية، وتضم مختصين من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجهات الشرعية في المملكة. ـ أنه حين الانتهاء من المشروع سيتم إرساله للجنة تقويم أم القرى التي بدورها ستقيم نتائج دراسة المشروع وتتولى رفعه لسماحة المفتي وهيئة كبار العلماء، مع التأكيد بأن قسم الفلك هو جهة تنفيذية تقوم بإعداد الحسابات، بناء على ما تقرره الجهات الشرعية».

وشدد الدكتور زكي بن عبد الرحمن المصطفى، على أن دراسة الشفق إضافة إلى قضية التعريف الخاصة بتحديد دخول الفجر الصادق والفجر الكاذب، تتأثر أيضاً بعدد من الظروف المناخية وموقع الدراسة، ومن الصعب تعميم نتائج دراسة نقطة معينة على نقاط أخرى، فكل منطقة لها إحداثياتها الخاصة وظروفها المناخية التي تؤثر حتماً على النتيجة.

وخلص الدكتور المصطفى إلى أنه من خلال التجربة والممارسة، يتضح انه متى ما كان تعريف دخول الفجر الكاذب والفجر الصادق هو نفس التعريف الوارد في فتوى المجمع الفقهي برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في دورته التاسعة عام 1406هـ، فإن الحسابات المعمول بها حاليا قد لا تتغير بشكل ملموس، مشيرا إلى أمله أن يكون في هذا التوضيح إزالة للالتباس أو سوء الفهم.

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×