Jump to content
Sign in to follow this  
شبر الشاخوري

قراءة في " أجرام مضيئة في سماء الدولة الإسلامية"

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين

 

كتاب سماوي الغلاف سمائي المادة. مصدره الكتب العربية وموضوعه سماء الدولة الإسلامية. يسد فراغ العصور المظلمة بمصابيح زُينت بها الكتب العربية. ذلك هو كتاب " أجرام مضيئة في سماء الدولة الإسلامية" للدكتور حسن باصرة.

 

ففي 154 صفحة من الورق المتوسط الحجم، جمع الدكتور حسن باصرة(رئيس قسم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز) في كتابه " أجرام مضيئة في سماء الدولة الإسلامية" 237 حالة مشاهدة أو وصف لمذنبات وشهب ونيازك وزخات شهابية من مدونات تاريخية عربية ذكر منها فقط في "المصادر والمراجع" 81 مصدرا.

 

في هذا الكتاب والصادر من دار الفتح للدراسات والنشر بعمان الأردن ( الطبعة الأولى 1425هـ -2004 م ) استطاع الدكتور باصرة أن يخترق " التغبير على منجزات الحضارة الإسلامية وطمسها" في الكتب الغربية من خلال نافذة فلكية راجيا من الله تعالى " أن يكون هذا الكتاب مما يساعد على سد مثل هذه الثغرات في تاريخ مثل هذه الظواهر الفلكية"

 

ومما لاشك فيه أن هذا العمل ريادي في استنطاق الكتب غير المتخصصة لسد فجوة قرون في مجال متخصص كعلم الفلك حيث جمع في هذا الكتاب 101 حالة رصد لمذنبات كانت تسمي العرب كل واحد منها "النجم ذو الذؤابة" أو غيره من المسميات. بالإضافة لذلك حصر الكاتب 97 وصفا لارتطامات نيزكية وحوالي 93 زخة شهابية كما ذكر في هذا الكتاب القيم 9 فوهات نيزكية في العالم العربي وبعض خصائصها.

 

فبالإضافة لكون هذا الكتاب مرجعا في موضوعه الذي يغطي حقبة من الزمن في تاريخ المذنبات والشهب يقف أمامها الفلكيون حيارى مستسلمين لموضوع القرون المظلمة في تاريخ أوروبا، بالإضافة لذلك يعتبر هذا الكتاب مقدمة ممتازة لهواة الفلك في التعرف على المذنبات والشهب والنيازك والزخات الشهابية وخصائص كل منها.

 

وأنا ممن يحب الأدب في محله ومحله الفراغ بعد التشمير عن الذراعين وإنجاز المهمات الكبرى كما فعل الدكتور حسن باصرة حيث ختم كتابه بأبيات لأحد الشعراء معتذرا فيها عن التقصير وهذا هو ديدن العلماء راجيا من قرائه الأعزاء الصفح عن أي ثغرة وإن كانت بسيطة كخطأين إملائيين وجدتهما في الكتاب كله .

 

وتمنيت لو وضع الكاتب قبالة كل كتاب موقع الرصد لاسيما أن بعض المصادر تذكر الحركة تجاه القبلة، فإذا تبين مكان الرصد تبين اتجاه المذنب أو الشهاب للباحثين الذين ربما لا يستطيعون الحصول على الكتب المذكورة في المصادر ولا يعرفون حيثياتها.

 

وإن كان تحديد مكان الرصد مضنٍ نوعا ما فهو ضروري لأن هذا الكتاب ربما يمكن الاعتماد عليه كمصدر مهم وكقاعدة لبحوث أخرى في مجال " وقائع ومشاهدات فلكية للمذنبات والنيازك في كتب التاريخ الإسلامي" وهذا هو العنوان الثانوي الذي تجده على صورة الغلاف لكتاب " أجرام مضيئة في سماء الدولة الإسلامية" فشكر الله جهود الدكتور حسن بن محمد باصرة وجزاه عن عمله المتميز هذا خير الجزاء إنه سميع مجيب.

 

فما عذر من أراد بعد هذا أن " يقفز من فترة ما قبل الإسلام: الحضارة اليونانية أو الإغريقية، إلى فترة الثورة الصناعية الحديثة، متجاهلا فترة الحضارة الإسلامية" في هذا الباب.

والحمد لله رب العالمين

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×