ماذا تعرف عن علم الاسترونومي.. والاسترولوجي?

[سلمان رمضان 0]

جدة: مها عارف

مع نهاية عام ودخول عام جديد ينشط سوق التنجيم، ويتسابق الناس على معرفة طالعهم ويتبارى المنجمون والفلكيون للترويج عن بضاعتهم التي يكون لها جمهور كبير يريد ان يعرف حظه في العام الجديد فنرى الفضائيات تتسابق على استضافة العرافين ليلة رأس السنة الميلادية لمعرفة المزيد من التوقعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وحتى الرومانسية، والأخطر من هذا وذاك ان هؤلاء يتوقعون حدوث الكوارث والزلازل وسقوط الطائرات ونحن نؤمن بأن الغيب لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. فمنذ أيام ذكر احد الفلكيين انه يتوقع مع العام الجديد اغتيال عدد من قادة وزعماء العالم وذكر اسماء بعينها من بينها الرئيس الاميركي بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس وعلاوي في العراق. وذكر الشارني نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين عبر احدى القنوات الفضائية انه يعتمد في حساباته الفلكية على الحسابات الشمسية وتنبأ الشارني بموجة اغتيالات في العراق متوقعا عملية كبرى سيموت فيها الكثير من قوات المارينز وبالنسبة للعالم العربي ذكر ان هناك عدة عوامل فلكية سيكون لها ارهاصات وانعكاسات على فلسطين ولبنان وسورية والعراق.

علم الفلك في الازمنة القديمة الغابرة كان يطلق على علم النجوم بالعلم السماوي أو العلم الالهي، وكان هذا العلم يحتضن علوما عدة ومنها علم النجوم الذي منه «علم الفلك» وهو يبحث في حركات الكواكب ومواقيت طلوعها واحتجابها. ومنها علم الملاحة لاعتماد السفن على رصد الكواكب واختلاط الامر يومئذ بين دراسة الفلك ودراسة الظواهر الجوية، أما العلم الذي احتل أهمية خاصة ومكانة رفيعة وغطى على جميع علوم الفلك فهو «علم التنجيم» أو علم الطوالع الذي لا يزال الى يومنا هذا محل اهتمام الناس لأنه يعتني بارصاد السعود والنحوس، إن كلمة التنجيم تعني عند كثير من الناس علم النظر في الغيب واستطلاع السعود والنحوس والتي يزعم المنجمون بطلاسمهم واباطيلهم، ومع تقدم الزمن اصبح الفلك علما مستقل غير علوم اللاهوت وعلوم الملاحة والزراعة ففصل علماء الغرب بين علم الفلك وبين علم التنجيم فأطلق على الأول: الاسترونومي وأطلق على الثاني علم «الاسترولوجي» والآن هو التنجيم. واليوم نجد ان الاهتمام بالتنجيم غدا ظاهرة تتسع دائرتها يوما بعد يوم فأصبح الناس يهتمون بقراءة كتب التنجيم ويهرولون على استشارة المنجمين في مختلف شؤون حياتهم ومنها مشروعات التجارة والاقتصاد والحب والزواج والعمل فتبارت الصحف والمجلات، والفضائيات خصصت برامج حققت نجاحات كبيرة واقبالا ملحوظا من الناس الذين يريدون قراءة طوالعهم ومعرفة ما تقول ابراجهم، ملايين من الناس يهتمون في ذلك ولم تعد المرأة وحدها التي تهتم في معرفة المستقبل والوقوف على الطالع بل ان الرجال راحوا ينافسون المرأة في ذلك والشواهد على ذلك ما نسمعه ونشاهده عبر الفضائيات فماذا تعني بروز هذه الظاهرة؟. والاغرب من ذلك ان بعض السياسيين في مختلف دول العالم يزورون سرا مكاتب المنجمين تحت جنح الظلام ليسألوهم عن طوالع الاحزاب والحكومات ففي ايطاليا عشرات المجلات منتظمة مخصصة في نشر النبوءات واجوبة المنجمين على اسئلة القراء وفي اليابان يوزع سنويا ملايين النسخ من خرائط الطوالع التي تسمى بالاصطرلاب ويتساءل احد الباحثين في التنجيم: ترى ماذا يصنع المنجمون في أمر التوائم الذين يتشابهون بأسماء الامهات والآباء وساعات الميلاد وأماكن الولادة ولا يمكن ان يتفقا في حوادث الحياة؟! ويتعجب الكاتب: لماذا يذكر الناس قليلا من الاخبار التي تصح ببعض التأويل بل لا تصح الا مع التعسف في التأويل ثم لا يذكرون عشرات الاخبار التي كذبت كل الكذب، ومنها أخبار المنجمين في القرون الوسطى عن نهاية الدنيا.

الاقبال على التنجيم في عصر العلم والفضاء يؤكد ان النفس البشرية لا تحب ان تنقطع عن عالم الغيب، ان شيوع مهنة التنجيم وقراءة الكف أو الفنجان وانتشارها الواسع حيث يتخذها البعض كمهنة للكشف عن المستقبل تعتبر من الخرافات التي ليس لها أي مبرر سوى الهروب الى عالم الوراثيات أو ما يسمى في المصطلحات الفلسفية «الميتافيزيقا» أو علم ما وراء الطبيعة والانسان شغوف دائما لمعرفة ما ينتظره في المستقبل حتى الكثيرين من الناس في العالم لا يخرجون من بيوتهم حتى يعرفوا ما تقوله ابراجهم، تقول الشابة منيرة عسيري «انا فتاة واعية ومثقفة ومتعلمة ولا أؤمن بشيء اسمه التنجيم ولكنه حب الفضول والاستطلاع»، وترى زميلتها جميلة بأنه مجرد هروب الى الامام مشيرة الى ان المرأة هي الاكثر رغبة في معرفة المستقبل، وأكد عبد الله يحيى على انه كان في احدى المرات في زيارة لاحد البلدان العربية وهناك استوقفته امرأة غجرية تضرب بالودع فأراد ان يعرف ما ستقوله عنه فأكدت له انه سوف يتزوج امرأتين وقال بالفعل انا اليوم لدي زوجتان.

عن

 

 

[الحلم 0]

شكرا مولاي