Jump to content
Sign in to follow this  
فاطمة

القران والعلم(9)

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى(وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون‏(‏ الأنبياء‏:33)‏

حركات الأرض في القرآن الكريم

في الوقت الذي ساد فيه اعتقاد الناس بثبات الأرض‏,‏ وسكونها‏,‏ تنزل القرآن الكريم بالتأكيد علي حركتها‏,‏ وعلي حركة باقي أجرام السماء‏,‏ ولكن لما كانت تلك الحركات خفية علي الإنسان بصفة عامة‏,‏ جاءت الإشارات القرآنية إليها لطيفة‏,‏ رقيقة‏,‏ غير مباشرة‏,‏ حتي لا تصدم أهل الجزيرة العربية وقت تنزل القرآن فيرفضوه‏,‏ لأنهم لم يكونوا أهل معرفة علمية‏,‏ أو اهتمام بتحصيلها‏,‏ فلو أن الإشارات القرآنية العديدة إلي حركات الأرض جاءت صريحة صادعة بالحقيقة الكونية في زمن ساد فيه الاعتقاد بسكون الأرض وثباتها واستقرارها‏,‏ لكذب أهل الجزيرة العربية القرآن‏,‏ والرسول‏,‏ والوحي‏,‏ ولحيل بينهم وبين الهداية الربانية‏,‏ ولحرمت الإنسانية من نور الرسالة الخاتمة‏,‏ في وقت كانت قد حرمت فيه من أنوار الرسالات السماوية السابقة كلها فشقيت وأشقت‏!!!‏

من هنا فإن جميع الإشارات القرآنية إلي حقائق الكون التي كانت غائبة عن علم الناس كافة في عصر تنزل الوحي السماوي ومنها الإشارات المتعددة إلي حركات الأرض وإلي كرويتها‏,‏ جاءت بأسلوب غير مباشر‏,‏ ولكن بما أنها بيان من الله الخالق فقد صيغت صياغة محكمة بالغة الدقة في التعبير‏,‏ والشمول‏,‏ والإحاطة في الدلالة‏,‏ حتي تظل مهيمنة علي المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها‏,‏ لكي تبقي شاهدة علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ وعلي أن خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ وأنه لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي‏.‏

ومن تلك الإشارات القرآنية ما يتحدث عن جري الأرض في مدارها حول الشمس‏,‏ ومنها ما يتحدث عن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وقد استعاض القرآن الكريم في الإشارة إلي تلك الحركات الأرضية بالوصف الدقيق لسبح كل من الليل والنهار‏,‏ واختلافهما وتقلبهما‏,‏ وإغشاء كل منهما للآخر‏,‏ وإيلاج كل منهما في الآخر‏,‏ وسلخ النهار من الليل‏,‏ ومرور الجبال مر السحاب كما يتضح من الآيات القرآنية التالية‏:‏

 

أولا‏:‏ سبح كل من الليل والنهار‏:‏

يقول ربنا تبارك وتعالي في وصف حركات كل من الأرض والشمس والقمر‏:‏

‏(1)‏ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون‏(‏ الأنبياء‏:33)‏

‏(2)‏ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون

‏(‏يس‏:40).‏

فالليل والنهار ظرفا زمان لابد لهما من مكان‏,‏ والمكان الذي يظهران فيه هو الأرض‏,‏ ولولا كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس لما ظهر ليل ولا نهار‏,‏ ولا تبادل كل منهما نصفا سطح الأرض‏,‏ والدليل علي ذلك أن الآيات في هذا المعني تأتي دوما في صيغة الجمع كل في فلك يسبحون‏,‏ ولو كان المقصود سبح كل من الشمس والقمر فحسب لجاء التعبير بالتثنية يسبحان‏,‏ كما أن السبح لا يكون إلا للأجسام المادية في وسط أقل كثافة منها‏,‏ والسبح في اللغة هو الانتقال السريع للجسم بحركة ذاتية فيه من مثل حركات كل من الأرض والشمس والقمر في جري كل منها في مداره المحدد له‏,‏ فسبح كل من الليل والنهار في هاتين الآيتين الكريمتين إشارة ضمنية رقيقة إلي جري الأرض في مدارها حول الشمس‏,‏ وإلي تكورها ودورانها حول محورها أمام الشمس‏.‏

 

ثانيا‏:‏ مرور الجبال مر السحاب‏:‏

وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي‏:‏ وتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون‏*(‏ النمل‏:88).‏

ومرور الجبال مر السحاب هو كناية واضحة علي دوران الأرض حول محورها‏,‏ وعلي جريها حول الشمس ومع الشمس‏,‏ لأن الغلاف الهوائي للأرض الذي يتحرك فيه السحاب مرتبط بالأرض بواسطة الجاذبية وحركته منضبطة مع حركة الأرض‏,‏ وكذلك حركة السحاب فيه‏,‏ فإذا مرت الجبال مر السحاب كان في ذلك إشارة ضمنية إلي حركات الأرض المختلفة التي تمر كما يمر السحاب‏. لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولا أو قصرا ، كما تشير الآية الي دور ضوء الشمس كمؤشر للظل نظرا لاختلاف نفاذية الضوء خلال الأوساط المادية المختلفة ، ولاختلاف الموقع الظاهري للشمس خلال النهار بسبب دوران الأرض حول نفسها بمعدل يؤدي الــــــي نسخ الظل تدريجيا بمقدار متناسب مع مرور الزمن وليس دفعة واحدة وهذا هو المقصود بقوله تعالي : قبضـــــــا يسيرا ، وهناك آيات أخري يقسم فيها الله بالليل ويصفه بأوصاف تقتضي الحركة كناية بالغة عن حركة الأرض كما في قوله تعالي ( والليل اذا عسعس ) التكوير : 17 ، ( والليل اذ أدبر ) المدثر : 33 ، ( والليل اذا يسر ) الفجر:‏

 

ثالثا‏:‏ إغشاء كل من الليل والنهاربالآخر‏:‏

يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏

‏...‏ يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏*(‏ الرعد‏:3)‏

ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏

والشمس وضحاها‏*‏ والقمر إذا تلاها‏*‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*...(‏ الشمس‏:1‏ ـ‏4).‏

ويقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏

والليل إذا يغشي‏*‏ والنهار إذا تجلي‏*(‏ الليل‏:2,1).‏

 

وغشي في اللغة تأتي بمعني غطي وستر‏,‏ يقال غشيه غشاوة وغشاء بمعني أتاه إتيان ما قد غطاه وستره‏,‏ لأن الغشاوة ما يغطي به الشيء‏.‏

والمقصود من يغشي الليل النهار أن الله تعالي يغطي بظلمة الليل مكان النهار علي الأرض فيصير ليلا‏,‏ ويغطي مكان الليل علي الأرض بنور النهار فيصير نهارا‏,‏ وهي إشارة لطيفة لحقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس دورة كاملة كل يوم‏(‏ أي في كل أربع وعشرين ساعة‏)‏ يتعاقب فيه الليل والنهار بصورة تدريجية‏.‏ أي يحل أحدهما محل الآخر في الزمان والمكان مما يجعل زمن كل منهما يتعاقب بسرعة علي الأرض‏.‏

 

والليل والنهار يشار بهما في مواضع كثيرة من القرآن الكريم إلي الزمان والمكان‏(‏ أي الأرض‏)‏ وإلي أسباب تبادلهما‏(‏ أي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏),‏ كما يشار بهما إلي الظلمة والنور‏,‏ وإلي العديد من لوازمهما‏!!‏ ويتضح ذلك من قول الحق تبارك وتعالي‏:‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*‏ أي يقسم ربنا تبارك وتعالي‏(‏ وهو الغني عن القسم‏)‏ بالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة‏,‏ وبالليل إذ يغيب فيه ضياء الشمس ويحتجب‏,‏ وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ والليل إذا يغشي‏*‏ والنهار إذا تجلي‏*‏ حيث يقسم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالليل الذي يحجب فيه ضوء الشمس فيعم الأرض الظلام‏,‏ وبالنهار إذ تشرق فيه الشمس فيعم الأرض النور‏,‏ ومن هنا كانت منة الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي عباده أن جعل لهم الليل لباسا وسكنا‏,‏ وجعل لهم النهار معاشا وحركة ونشاطا حيث يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏

هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون‏*(‏ يونس‏:67).‏

ويقول‏:‏ وجعلنا الليل لباسا‏*‏ وجعلنا النهار معاشا‏*(‏ النبأ‏:11,10).‏

ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏

قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون‏*‏ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون‏*‏ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون‏*(‏ القصص‏:71‏ ـ‏73).‏

 

رابعا‏:‏ إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل‏:‏

يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏

‏(1)‏ تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل‏...(‏ آل عمران‏:27).‏

‏(2)‏ ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير‏*‏

‏(‏ الحج‏:61).‏

 

‏(3)‏ ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلي أجل مسمي وأن الله بما تعملون خبير‏*(‏ لقمان‏:29).‏

‏(4)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير‏*(‏ فاطر‏:13).‏

 

‏(5)‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور‏*(‏ الحديد‏:6).‏

والولوج لغة هو الدخول‏,‏ ولما كان من غير المعقول دخول زمن علي زمن اتضح أن المقصود بكل من الليل والنهار ليس الزمن ولكن المكان الذي يتغشاه كل من الليل والنهار‏,‏ وهو الأرض‏.‏ وعلي ذلك فمعني قوله تعالي‏:‏ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل أن الله تعالي يدخل الجزء من الأرض الذي يخيم عليه الليل بالتدريج في مكان الجزء الذي يعمه نور النهار‏,‏ ويدخل الجزء من الأرض الذي يعمه نور النهار في مكان الجزء الذي يخيم عليه الليل وذلك باستمرار‏,‏ وبطريقة متدرجة‏,‏ إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏.‏

وليس هنالك من إشارة أدق من ذلك في التأكيد علي حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وهذه الإشارة القرآنية تلمح أيضا إلي كروية الأرض‏,‏ لأنه لو لم تكن الأرض كروية الشكل‏,‏ ولو لم تكن الكرة تدور حول محورها أمام الشمس ما أمكن لليل والنهار أن يتعاقبا بطريقة تدريجية ومطردة‏.‏

 

خامسا‏:‏ سلخ النهار من الليل‏:‏

يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏

وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‏*(‏ يس‏:37)‏

والسلخ لغة هو نزع جلد الحيوان عن لحمه‏,‏ ولما كان من غير المعقول أن يسلخ زمن النهار من زمن الليل‏,‏ كان المقصود بكل من الليل والنهار هنا هو مكان كل منهما علي الأرض‏,‏ الذي يتبادل فيه النور والظلام‏,‏ وليس زمانه‏,‏ وعلي ذلك فمعني قوله تعالي‏:‏ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون أن الله تعالي ينزع طبقة النهار من أماكن الأرض التي يتغشاها الليل كما ينزع جلد الحيوان عن لحمه‏,‏ ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وفي تشبيه إزالة نور النهار من غلاف الأرض بنزع جلد الحيوان عن لحمه تأكيد علي أن نور النهار إنما ينشأ في طبقة رقيقة من الغلاف الغازي للأرض تحيط بكوكبنا‏(‏ كما يحيط جلد الحيوان بجسده‏),‏ وأن هذا النور مكتسب أصلا من ضوء الشمس وليس ذاتيا‏,‏ وأنه ينعكس من سطح الأرض ويتشتت في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي المحيط بها‏,‏ والذي يصبح ظلاما ببعده عن أشعة الشمس‏,‏ كما أن الظلام سائد في الفضاء الكوني بصفة عامة لعدم وجود جسيمات كافية فيه لإحداث التشتت لضوء الشمس ولضوء غيرها من النجوم‏,‏ وهذا الضوء لا يظهر إلا بالانعكاس علي أسطح الكواكب وأسطح غيرها من الأجرام المعتمة أو بالتشتت في أغلفتها الجوية إن كانت بها جسيمات كافية للقيام بهذا التشتت‏.‏

 

سادسا‏:‏ اختلاف الليل والنهار‏:‏

وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي‏:‏

‏(1)‏ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون‏*(‏ البقرة‏:164).‏

ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏

‏(2)‏ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب‏*‏

‏(‏ آل عمران‏:190).‏

ويقول جل وعلا‏:‏

‏(3)‏ إن في اختلاف الليل والنهار وماخلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون‏*(‏ يونس‏:6).‏

ويقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏

‏(4)‏ وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون‏*(‏ المؤمنون‏:80).‏

ويقول‏:‏

‏(5)‏ واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون‏*‏

‏(‏ الجاثية‏:5).‏

ويقول عز من قائل‏:‏

‏(6)‏ وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا‏*(‏ الفرقان‏:62).‏

وفي تلك الآيات يؤكد القرآن الكريم كروية الأرض‏,‏ ودورانها حول محورها أمام الشمس بالوصف الدقيق لتعاقب الليل والنهار‏,‏ كما سبق أن أكد ذلك في آيات سبح كل من الليل والنهار‏,,‏ ومرور الجبال مر السحاب‏,‏ والتكوير والإغشاء‏,‏ والولوج‏,‏ والسلخ‏,‏ وهي تصف حركة تولد الليل من النهار‏,‏ والنهار من الليل‏,‏ وصفا غاية في البلاغة و الدقة العلمية‏.‏

 

سابعا‏:‏ تقليب الليل والنهار‏:‏

دوران الأرض حول محورها أمام الشمس

كذلك يشير القرآن الكريم إلي ذلك أيضا بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار‏*‏

‏(‏ النور‏:44).‏

 

حركات الأرض في العلوم الحديثة

الأرض هي أحد كواكب المجموعة الشمسية‏,‏ وتمثل الكوكب الثالث بعدا عن الشمس‏,‏ وتبعد عنها بمسافة تقدر بحوالي المائة وخمسين مليون كيلومتر‏.‏ ولما كانت كل أجرام السماء في حركة دائبة‏,‏ فإن للأرض عدة حركات منتظمة‏,‏ منها دورتها حول محورها أمام الشمس والتي يتبادل بواسطتها الليل والنهار‏,‏ وجريها في مدارها حول الشمس بمحور مائل فيتبادل كل من الفصول والأعوام‏,‏ وحركتها مع الشمس حول مركز للمجرة‏,‏ ومع المجرة حول مراكز أكبر إلي نهاية لا يعلمها إلا الله‏.‏

وقد عرف من حركات الأرض ما يلي‏:‏

أولا‏:‏ حركات الأرض حول محور دورانها‏:‏

‏(1)‏ الحركة المحورية‏(‏ الدورانية أو المغزلية‏)‏ للأرض‏:‏ وفيها تدور الأرض حول محورها الوهمي من الغرب إلي الشرق أمام الشمس بسرعة‏(1674)‏ كيلومترا في الساعة لتتم دورة كاملة في يوم مقداره حوالي الأربع وعشرين ساعة‏(23‏ ساعة‏,56‏ دقيقة‏,4‏ ثوان‏)‏ يتقاسمه ليل ونهار بتفاوت في طول كل منهما نظرا لميل محور دوران الأرض بمقدار‏23.5‏ درجة عن العمود النازل علي مستوي مدارها‏,‏ ويعرف هذا اليوم باسم اليوم النجمي‏,‏ أما اليوم الشمسي فيبلغ مدي زمنه‏24‏ ساعة تماما‏.‏

‏(2)‏ الحركة الترنحية للأرض

‏(Precession):‏

وهي حركة بطيئة تتمايل فيها الأرض من اليمين إلي اليسار بالنسبة إلي محورها العمودي‏,‏ وتؤدي هذه الحركة إلي تأرجح‏(‏ زحزحة‏)‏ محور دوران الأرض حول نفسها تدريجيا مما يؤدي إلي تغير موقع كل من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي‏,‏ وهما يمثلان نقطتي تقاطع المحور الوهمي لدوران الأرض مع السطح الخارجي لذلك الكوكب‏,‏ ويتأرجح محور الأرض المائل بقدر يكفي لرسم دائرة كاملة مرة كل حوالي‏26.000‏ سنة‏(25.800‏ سنة‏),‏ وبذلك يرسم المحور مخروطين متعاكسين تلتقي قمتاهما في مركز الأرض‏ والمحور الوهمي يشير دائما الى جهة الشمال نحو النجم القطبي المضيء(Polaris ) في مجموعة الدب الاصغر( Ursa minor) وحيث انه لايوجد نجم مضيء قرب القطب الجنوبي فإننا نستدل عليه من نجم سيغما ( Sigma Dctantis ) من مجموعة الثمانيات.

ولقد تبين منذ الاف السنين انه عندما بني المصرين القدماء الأهرامات كانت نقطة القطب لاتقع قريبة من النجم القطبي ولكن قريبة من نجم خافت يسمى ثوبان( Thuban) في كوكبة التنين( Dragon) حيث كان نجم الثوبان بالنسبة للمصرين القدماء هو النجم القطبي ، وخلال 12000 عام تحرك القطب الشمالي الى نجم ازرق مضيء اسمه فيجا، وخلال 25800 عام من الان سيكمل القطب الشمالي دائرة كاملة في السماء قطرها 47 درجة.‏

 

 

‏(3)‏ حركة الميسان‏(‏ النودان أو التذبذب‏)‏ للأرض

‏(Nutation):‏

وهي حركة تجعل من ترنح الأرض حول محورها مسارا متعرجا بسبب جذب كل من القمر والشمس للأرض‏,‏ ويؤدي ذلك إلي ابتعاد الدائرة الوهمية التي يرسمها محور الأرض في أثناء ترنحها‏(‏ كنهاية للمخروطين المتقابلين برأسيهما في مركز الأرض‏)‏ عن كونها دائرة بسيطة إلي دائرة مؤلفة من أقواس متساوية‏,‏ ويقدر عدد الذبذبات التي ترسمها الأرض في مدارها بهذه الحركة بدءا من مغادرة محورها لنقطة القطب السماوي وحتي عودته إليها بـ‏1400‏ ذبذبة‏(‏ قوس‏)‏ نصفها إلي يمين الدائرة الوهمية‏,‏ والنصف الآخر إلي يسارها‏,‏ ويستغرق رسم القوس الواحد مدة‏18.6‏ سنة‏,‏ أي كل ‏(26.040‏ سنة‏)‏ تقريبا

‏(4)‏ حركة التباطؤ في سرعة دوران الأرض حول محورها‏:‏ ويتم هذا التباطؤ بمقدار جزء من الثانية في كل قرن من الزمان‏,‏ بينما يسرع القمر في دورته المحورية بنفس المعدل‏,‏ ويؤدي ذلك إلي تغير تدريجي في حالة التوازن بين الأرض والقمر مما يؤدي في النهاية إلي انفلات القمر من عقال جاذبية الأرض‏,‏ وارتمائه في أحضان الشمس‏,‏ وصدق الله العظيم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق‏:‏

وجمع الشمس والقمر‏.(‏ القيامة‏9)‏

‏(5)‏ الحركة الانتقالية المدارية للأرض‏(‏ سبح الأرض‏):‏ وفيها تجري الأرض في مدار بيضاني‏(‏ إهليلجي‏)‏ حول الشمس بسرعة تقدر بحوالي الثلاثين كيلومترا في الثانية‏(29.76‏ كم‏/‏ث‏)‏ لتتم دورة كاملة في مدة سنة شمسية‏(‏ مقدارها‏365.24‏ يوم شمسي‏)‏ يتقاسمها اثنا عشر شهرا قمريا‏,‏ وأربعة فصول‏.( الفصول الفلكية):

1-فصل الصيف: يبدا فصل الصيف عندما يكون القطب الشمالي للارض قد بلغ اقصى ميل له باتجاه الشمس مما يجعل اشعة الشمس تسقط عمودية على مدار السرطان فترتفع درجة الحرارة في نصف الكرة الشمالي . ويكون ذلك في 21 يونيو ، وهو اول يوم من ايام فصل الصيف ، ومدته 93 م 16 س 48 د.

في الوقت الذي يكون فيه ذلك اليوم اول ايام الشتاء في نصف الكرة الجنوبي.

2-فصل الخريف : يبدا فصل الخريف عندما يكون القطب الشمالي والجنوبي غير مائلين عن الشمس وعلى مسافة واحدة منها، حيث تسقط اشعة الشمس عمودية علىلا خط الاستواء ، ويكون ذلك في يوم 23 سبتمبر بداية فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي ومدته 89 م 14 س 36 د.

 

 

3-فصل الشتاء: يبدا فصل الشتاء عندما يكون القطب الشمالي للارض قد بلغ اقصى ميل له عن الشمس فتسقط اشعة الشمس عمودية على مدار الجدي ، بينما تسقط اشعة الشمس مائلة على نصف الكرة الشمالي ويكون بداية فصل الشتاء ومدته89 م 1 س.

بينما يكون ذلك اليوم بداية لفصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي .

4-فصل الربيع : يبدا في يوم 21 مارس ، حيث يكون قطب الارض غير مائل نحو الشمس ، وتسقط اشعة الشمس عمودية على خط الاستواء ، ويكون ذلك بداية فصل الخريف في نصف الكرة الجنوبي حيث تكون مدة فصل الربيع 92 م 21 س 36 ث.

ان بعد الارض عن الشمس لا يوثر كثيرا في جو الفصول الاربعة ، حيث وجد ان ابعد مسافة للارض من الشمس لاتكون في 21 يونيو، وهو اول ايام الصيف ، وانما تكون يوم 3 يوليو أي بعد 12 يوما على بدء الانقلاب ، حيث تكون الشمس في الاوج، وتبتعد عن الارض حوالي 151.9 مليون كم ، وفي يوم 2 يناير توكن المسافة بين الارض والشمس حوالي 146.9 مليون كم . أي ان الشمس في الحضيض ، لذلك نجد ان الارض تقترب من الشمس شتاء بمقدار 5 ملايين كم ، أي اكثر من اقترابها منها في فصل الصيف، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نفسر شدة البرودة شتاء مع قربنا من الشمس وازدياد الحرارة صيفا مع ابتعادنا عن الشمس ؟ لقد تبين ان ذلك يرجع الى ان تعامد اشعة الشمس على نصف الكرة الشمالي تعطي من الحرارة اكثر مما تعطيه الاشعة المائلة ، حيث تتركز اشعة الشمس عندما تسقط عمودية بينما تتوزع على مسافة اكبر من الارض اذا سقطت الاشعة المائلة ، كما ان طول فترة نهار الصيف يجعل كتلة الارض تختزن الحرارة المكتسبة من الشمس اكثر مما تفقد بالاشعاع.

‏(6)‏ حركة استدارة فلك الأرض‏:‏ وبها يتم تقريب مدار الأرض الإهليلجي حول الشمس إلي مدار أقرب ما يكون إلي شكل الدائرة‏,‏ وتستغرق هذه الحركة‏(92.000)‏ سنة لكي تقترب بؤرتا مدار الأرض من بعضهما البعض حتي تتطابقا‏,‏ ثم تعاودان التباعد من جديد‏.‏

 

‏(7)‏ حركة جري الأرض مع المجموعة الشمسية في مسار باتجاه كوكبة الجاثي بسرعة تقدر بحوالي عشرين كيلومترا في الثانية‏.‏

‏(8)‏ حركة جري الأرض مع بقية المجموعة الشمسية حول مركز المجرة التي تتبعها‏(‏ سكة التبانة‏)‏ في مدار لولبي بسرعة تقدر بحوالي‏206‏ كيلومترات في الثانية‏(741.600‏ كيلومتر في الساعة‏)‏ لتتم دورة كاملة في مدة تقدر بحوالي المائتين وخمسين مليون نسمة‏.‏

 

‏(9)‏ حركة جري الأرض والمجموعة الشمسية والمجرة بسرعة تقدر بحوالي‏980‏ كيلومترا في الثانية‏(3.528.000‏ كيلومتر في الساعة‏)‏ لتؤدي إلي ظاهرة اتساع السماء بتباعد مجرتنا عن بقية المجرات في السماء الدنيا‏.‏ وقد يكون للأرض حركات أخري لم تكتشف بعد‏.‏

من هذا الاستعراض يتضح أن حركات الأرض حول محورها‏,‏ وجريها في مدارها حول الشمس‏,‏ ومع الشمس في مدارات متعددة هي من حقائق الكون الثابتة‏,‏ وإشارة القرآن الكريم إليها في أكثر من عشرين آية من آياته في زمن سيادة الاعتقاد بثبات الأرض وسكونها لمما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ ويؤكد أن الرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏

انتهى .

تحياتي **

M.S.A

وشكرا ً.

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×