Jump to content
Sign in to follow this  
فاطمة

القران والعلم(12)

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى((فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون‏ ))(‏ الأنعام‏:125)‏

 

الشرح‏)‏ في اللغة هو الكشف والبسط وإظهار الغامض والخافي من المعاني‏.حرجة‏),‏ وعلي ذلك فإن‏(‏ الحرج‏)‏ في اللغة هو الضيق بل ضيق الضيق‏

‏تقسيم الغلاف الغازي للأرض من حيث مواءمته للحياة الأرضية

يقسم الغلاف الغازي للأرض من حيث مواءمته للحياة الأرضية إلي النطق التالية‏:‏

(1)‏ نطاق المواءمة الكاملة للحياة الأرضية

ويمثل الجزء الغازي من نطاق الحياة الذي يمتد من أعماق المحيطات‏(‏ بمتوسط عمق‏3800‏ متر تحت مستوي سطح البحر‏)‏ إلي أرتفاع في الغلاف الغازي للأرض لا يتعدي الثلاثة كيلو مترات فوق مستوي سطح البحر‏.‏وهذاالجزء الهوائي من نطاق الحياة هو نطاق المواءمة البيئية الكاملة لحياة الإنسان‏,‏ أي التي يستطيع الإنسان العيش فيها بدون مخاطر صحية‏,‏ لملاءمة التركيب الكيميائي والصفات الطبيعية للغلاف الغازي للأرض في هذا النطاق لطبيعة جسم الإنسان ولوظائف كل أعضائه وأجهزته من مثل وفرة الاوكسجين‏,‏ وتوسط كل من الضغط ودرجات الحرارة‏.‏

ومتوسط ارتفاع اليابسة لايكاد يصل إلي هذا الحد من الارتفاع فوق مستوي سطح البحر الذي تكون التغيرات الطبيعية والكيميائية عنده محتملة‏,‏ ولذلك لا تظهر علي البشر الذين يعيشون في مثل هذه الارتفاعات أو يصلون إليها أية أعراض من أعراض نقص الاوكسجين أو تناقص الضغط‏,‏ علي الرغم من الأنخفاض في درجة الحرارة‏,‏ وبعض الاختلافات في سلوك سائل مثل الماء في تلك الارتفاعات العالية‏.‏

 

‏(2)‏ نطاق شبه المواءمة للحياة الأرضية

ويمتد هذا النطاق من ارتفاع ثلاثة كيلومترات فوق مستوي سطح البحر إلي ارتفاع ستة عشر كيلو مترا فوق ذلك المستوي ويقترب في منتصفه من أعلي قمم الأرض ارتفاعا‏(8848‏ مترا‏)‏ ويتميز بنقص تدريجي في نسبة الاوكسجين‏,‏ وتناقص الضغط بمعدلات ملحوظة‏,‏ ويمكن للإنسان العيش في الاجزاء السفلي من هذا النطاق بصعوبة فائقة لصعوبة التنفس‏,‏ والخلل الذي يعتري بعض وظائف أعضاء جسده نتيجة لانخفاض الضغط الجوي فتبدو عليه أعراض نقص الاوكسجين‏(‏ هيبوكسيا‏)‏ وأعراض انخفاض الضغط الجوي‏(‏ ديسباريزم‏).‏

 

‏(3)‏ نطاق استحالة وجود الإنسان بغير عوامل وقائية كاملة‏:‏

ويمتد من ارتفاع ستة عشر كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر إلي نهاية الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وهو نطاق يستحيل بقاء الإنسان فيه بغير عوامل كافية للوقاية من مخاطر هذا النطاق‏,‏ وذلك بتكييف الجو المحيط به من حيث الضغط ودرجتي الحرارة والرطوبة‏,‏ وامداده بالقدر الكافي من الاوكسيجين وتنقيته من ثاني اكسيد الكربون‏,‏ وغير ذلك من النواتج الضارة‏,‏ مع المراقبة المستمرة للاحوال الصحية ويتم ذلك بتزويده بحلل مشابهة لحلل رواد الفضاء المزودة بأجهزة كاملة لدعم حياة الإنسان في مثل هذه البيئات الخطرة من مثل النقص الحاد في كل من الضغط الجوي‏,‏ ونسبة الاوكسجين‏,‏ والتغيرات الشديدة في درجات الحرارة‏.‏

إذا تجاوز الإنسان ارتفاع الثمانية كيلو مترات فوق مستوي سطح البحر فإنه يتعرض لمشكلات عديدة منها صعوبة التنفس لنقص الاوكسجين وتناقص ضغط الهواء‏,‏ وهو مرض يسميه المتخصصون في طب الطيران باسم مرض عوز الاوكسجين‏

Hypoxia

ومنها مشكلات انخفاض الضغط الجوي والذي يسمي باسم خلل الضغط الجوي‏

Dysbarism

وتحت هذين العارضين لا يستطيع جسم الإنسان القيام بوظائفه الحيوية‏,‏ فتبدأ في التوقف الوظيفة تلو الاخري‏,‏ وهنا يمكن تفسير ضيق الصدر الذي يمر به الإنسان عند الصعود إلي تلك المرتفعات بغير استعدادات وقائية كافية‏,‏ فيبدأ بالشعور بالإجهاد الشديد‏,‏ والصداع المستمر‏,‏ والشعور بالرغبة في النوم‏,‏ ونتيجة للنقص في الضغط الجوي تبدأ الغازات المحبوسة في داخل انسجة الجسم وتجاويفه المختلفة في التمدد من مثل الجهاز التنفسي من الرئتين والقصبة الهوائية وتشعباتهما والأنف‏,‏ والجيوب الانفية‏,‏ والجهاز الدوري من القلب والاوردة والشرايين‏,‏ والجهاز السمعي خاصة الاذن الوسطي‏,‏ والجهاز الهضمي من مثل المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة‏,‏ خاصة القولون‏,‏ والفم والأسنان والاضراس واللثة مما يؤدي إلي آلام شديدة في كل أجزاء الجسم‏,‏ وإلي ضغوط شديدة علي الرئتين والقلب وإلي تمزق خلاياهما وانسجتهما‏,‏ ويسبب الشعور بضيق الصدر وحشرجة الموت‏.‏

كذلك تبدأ الغازات الذائبة في جميع سوائل الجسم وأنسجته في الانفصال والتصاعد إلي خارج حيز الجسد‏,‏ وأهمها غاز النيتروجين الذي يصل حجمه في جسم الفرد البالغ إلي نحو اللتر موزعة بين الدم وأنسجة الجسم المختلفة‏,‏ وتخرج هذه الغازات علي هيئة فقاعات تندفع الي الخارج بسرعة فائقة مما يزيد من تمزق الخلايا والانسجة‏,‏ وإلي حدوث آلام مبرحة بكل من الصدر والمفاصل‏,‏ وإلي ضيق شديد في التنفس نتيجة لتصاعد فقاعات النيتروجين من أنسجة الرئتين‏,‏ ومن داخل الشعيرات الدموية‏,‏ ومن الانسجة المحيطة بها ومن الجلد ومن انسجة وخلايا الجهاز العصبي‏,‏ فتتأثر رؤية الشخص‏,‏ ويختل توازنه‏,‏ ويصاب بصداع شديد‏,‏ ثم اغماء كامل أو صدمة عصبية أو بشلل جزئي أو كلي وزرقة بالجسم تنتهي بالوفاة بسبب توقف كل من القلب والرئتين‏,‏ وانهيار الجهاز العصبي‏,‏ وفشل كامل في وظائف بقية أعضاء الجسم ولعل ذلك هو المقصود بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

 

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون‏ (‏ الأنعام‏:125)‏

تحياتي **

M.S.A

وشكرا ً

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×