Jump to content
Sign in to follow this  
الكون الواسع

كائنات حيّة بكواكب أخرى// القران الكريم//

Recommended Posts

السلام عليكم

 

 

 

نتيجةً لما توصلنا إليه من معلومات مُذهلة أدت في مجملها إلى الكشف عن وجود أراضٍ حيّة في بقيّة الكون على غِرار الأرض التي نحيا عليها ، وما نتج عنها من بيان يُميز بين كلمة " الْأَرْض " المرتبطة في تسميتها بوجود حياة عن غيرها من الكواكب التي لا حياة عليها ، لذا سيكون من السهل علينا في هذه المرحلة البحث عن تلك الحياة وماهيتها من القرآن الكريم ، لأن قول الله عز وجلّ فيه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة من لدن عليم خبير ، وما علينا إلا تدارس القرآن الكريم والبحث فيه عن تلك المعطيات كي يَظهر منها الحق الذي تتجلّى فيه عظمة الله عز وجلّ " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (53) فصلت .

 

" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "

 

" لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(120) المائدة .

 

تُبين الآية الكريمة في بادئها أن الملك جميعا لله وحده جلّ شأنه في جميع السماوات وجميع الأراضي ، كما تُظهر أن المُلك المشار إليه في الآية الكريمة يخص نشوء ذات السماوات والأرض بالإضافة إلى ما فيهما من خلق حيّ ، وعند العودة إلى ما سبق بيانه عن حالات " الْأَرْض " والقاعدة التي تُميزها ، يتضح أن " الْأَرْض " المشار إليها في الآية الكريمة تقع بحال الجمع المتعدد لسبب عطفها على كلمة السماوات ، وبالمثل نستنج أن كلمة " مُلْك " تخص نشوء ذات السماوات والأرض إلى أن يعودا إلى ما كانا عليه قبل نشوئهما ويصبحا والعدم سواء كقوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا "(41) فاطر ، أمّا كلمة " وَمَا فِيهِنَّ " فهي تجمع في معناها بين مُلك الله عز وجلّ لكل خلق حيّ من جميع الأراضي الموجودة في جميع السماوات السبع ، لكنها لا تجمع ذات السماوات كونها بحال الجمع ، بمعنى أن الآية الكريمة تُبين أن لله عز وجلّ المُلك المادي لجميع السماوات وجميع الأراضي بالإضافة إلى مُلك كل من يحيا عليها من خلق ، ذلك أن كلمة " فِيهِنَّ " تُشير إلى خلق حيّ من نشء الحياة الدنيا ، وعلى أن ذلك الخلق منتشر في جميع السماوات السبع .

 

" إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا "(93) مريم .

 

قوله تعالى " إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا " به دالة تُظهر أن الآية الكريمة تُشير في مضمونها إلى بعث المشار إليهم يوم القيامة وحسابهم ، وهو اليوم الذي تنقشع فيه عن الناس من إنس وجان غشاوة نشئهم في زوج الحياة الدنيا ، لتظهر لهم حقيقة الحق جلّ شأنه وملكوته لهم ، كما نستخلص من الآية الكريمة أن الله عز وجلّ سيحشر " كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " من دابَّة ومن ثم يحاسبهم ، ويعود سبب الترجيح لهذا المعنى إلى ما سبق بيانه من أن المخاطبين المعنيّين في الآية الكريمة هم من خلق الناس ، لكون خلق الملائكة والروح وخلق الأنفس ليسوا على ماهيّة النشء المُركب وهو السبب الرئيس في عدم موتهم ، أمّا الخلق المشار إليه في الآية الكريمة فهو نشء حيّ مُركب التكوين على هيئة زوج الذي من خاصيته أنه يموت ثم يُبعث تارةً أخرى ، وبالمثل فإن السبب في عدم موت الملائكة أو الروح أو الأنفس يعود إلى أنهم غير مركبين في نشئهم لقوله تعالى " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "(2) الملك ، بمعنى أن الموت خلق سبق في نشئه خلق الحياة الدنيا ، وهو مُقدر على كل زوج مُركب من ماهيّة الأرض وبه نفس وروح ، والذي من صفاته أنه يأكل مما تُنبت الأرض ، وبالمثل فالخلق الذي ليس له جسد من ماهيّة الأرض يكون غير مُركب في نشئه ، ومن ثم فهو لا يأكل من طعام الأرض كحال الملائكة والأنفس أو الروح ، وبالتالي فهو لا يموت كما تموت الدّابة ، بمعنى أن الملائكة والروح والأنفس لا تموت ميتة أهل الأرض ، إنما يموت الزوج المُركب المؤقت في نشء الحياة الدنيا ، فإذا ما خرجت النفس من الجسد كخروجها ساعة النوم ولم تعد إليه ، مات الجسد وعاد ليختلط بتراب الأرض ، ثم لتبقى الأنفس من بعد ذلك في كتاب الله عز وجلّ إلى يوم البعث ، كما أن الأنفس ذاتها لا تموت إنما تذوق عذاب الموت لقوله تعالى " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ "(185) آل عمران ، وقوله تعالى " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " (35) الأنبياء ، وقوله تعالى " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ "(57) العنكبوت ، أمّا الروح فهي تعمل عمل الوسيط لتضفي على المادة صفة الحياة متمثلة في كل خلية منها ، بمعنى أن الروح تُهيئ المادة لتكوناً سكناً يتلاءم وماهيّة خلق الأنفس التي تَختلف في تكوينها عن مادة الأرض ، كما أن الروح مُكلّفة ولا تتجزأ بين خليّة وأخرى أو بين خلق حيّ وآخر ولا يجوز جمعها في كلمة أرواح مثلاً كونها لم ترد على هذا النحو في القرآن الكريم ، إنما تعمل على إضفاء صبغة الحياة على المادة الميتّة بمشيئة الله عز وجلّ ، وبذلك يصبح الموت أداة فصل بين مركبات الزوج عن بعضه البعض لتعود مركباته بفعل الموت إلى سيرتها الأولى ، وقوله تعالى في الآية الكريمة " إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا " دليل على أن المشار إليهم ممن هم في السماوات والأرض خلق حيّ مُركب النشء على هيئة زوج ، كذلك فمنهم المؤمنون ومنهم المجرمون ، وهم موجودون في عموم الأراضي المنتشرة في عموم السماوات السبع ، وأنهم مُكلفون في نشئهم بعبادة الله عز وجلّ ، ومن ثم يموتون فيحشرون ليحاسبون على أعمالهم ، كذلك فقوله تعالى " إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا " به بيان يؤكد حشرهم بعد حين "آتِي ( في المستقبل ) " وهم خاضعون أمام باريهم على عكس ما كانوا عليه من كبرياء وفجور وهم في خلق الحياة الدنيا ، كما أن الآية الكريمة تخص فئة من المجرمين الموجودين في جميع الأراضي التي في جميع السماوات السبع كونهم لا يؤمنون بالله عز وجلّ ، على نقيض من المؤمنين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ، أو الملائكة الذين " يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) النحل" ، أو كقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ "(6) التحريم .

 

" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "(99) يونس .

 

يضرب الله عز وجلّ في الآية الكريمة مثلاً عن قدرته جلّ شأنه بأن لو شاء أن يجعل جميع الناس من إنس وجان في جميع الأراضي التي في جميع السماوات السبع مؤمنين لكان ذلك عليه يسيراً ، بمعنى أن الآية الكريمة تجمع في معناها بين مشيئة الله عز وجلّ ، وبين من هم في السماوات السبع من دابَّة ، بحيث لا يقتصر معناها على دابَّة الأرض التي نحيا عليها ، ويعود السبب في هذا الترجيح إلى ترادف كلمتيّ " كُلُّهُم " و " جَمِيعًا " من الآية نفسها ، فإن كانت " الْأَرْضِ " الوارد ذكرها في الآية الكريمة تخص أرضاً واحدة مثلاً ، لاكتفت الآية الكريمة بإحدى الكلمتين ، لكن ترادف كلمة " كُلُّهُم " وكلمة " جَمِيعًا " يُظهر أن الكلمة الثانية أداة تُضيف في جمعها على جمع الأولى لتشمل خلق الدّابة من جميع الأراضي الموجودة في السماوات السبع ، والسبب الآخر الذي يُظهر أن الخلق المشار إليه في السماوات السبع ليس من خلق الملائكة وإنما من خلق الناس يعود إلى أنهم ليسوا جميعا مؤمنين .

 

" وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ "(8) إبراهيم .

 

يُخاطب موسى عليه السلام قومه في الآية الكريمة ، فيخبرهم أن لو كفرتم " أَنْتُم ( قوم موسى عليه السلام ) " فإن الله عز وجلّ غنيّ عنكم بل وعن " مَنْ فِي الْأَرْض " التي تحيون عليها ، ثم تضيف الآية الكريمة على جمعهم بكلمة " جَمِيعًا " أي ومعكم جميع الخلق من جميع الأراضي التي في عموم السماوات السبع ، ذلك أن الآية الكريمة تتفق في معناها والآية التي سبقتها في نهجها ، من حيث إنها تجمع بين المخاطبين من قوم موسى وبين من هم في الأرض التي يحيون عليها أولاً لقوله تعالى " إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " وهذا جمع كفاية يشمل قوم موسى ومعهم جميع أهل الأرض ، ثم تضيف من بعد ذلك على الجمع السابق بكلمة " جَمِيعًا " كقوله تعالى " إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا " ليشمل معنى الآية جميع خلق الدّابة من جميع الأراضي التي في السماوات السبع .

 

" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ "(49) النحل .

 

البيّن أن " الْأَرْض " المشار إليها في الآية الكريمة تقع بحال الفرد لسبب تكرار أداة " مَا فِي " بين كلمة " السَّمَاوَاتِ " وكلمة " الْأَرْض " حسب القاعدة السابقة ، بالإضافة إلى أن الآية الكريمة بها خطاب يجمع في السجود بين دابَّة السماوات " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ " وبين دابَّة الأرض التي نحيا عليها " وَمَا فِي الْأَرْضِ " ، لذا فقوله تعالى " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ " يُظهر أن الدّابة المشار إليها في السماوات وفي الأرض ليست من خلق الملائكة ، لسبب أن سجود الملائكة يُضيف على سجود الدّابة " مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ " ، بمعنى أن قوله تعالى " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّة " يجمع بين كل خلق حيّ على ماهيّة نشء الزوج المُركب من كل أرض في كل سماء من السماوات السبع ، ثم يضيف إليها دابَّة إلى الأرض التي نحيا عليها ومعها إلى الملائكة دون تحديد أماكنهم ، وبذلك يصبح قوله تعالى " وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ " يكشف عن وجود الدّابة في كل سماء من السماوات السبع إضافة إلى الأرض التي نحيا عليها لسبب تعيين مكانها " وَمَا فِي " ، كما نستنتج أن من يسجد لله عز وجلّ في السماوات السبع هم من خلق الدّابة ، وأن خلقهم متشابه بدابة الأرض ، وأن وجود كلمتي " دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ " معا في الآية الكريمة يُنهي خصوصية سجود الملائكة في السماوات السبع ، ويؤكد على وجود خلق آخر من نشء الدّابة في الكون غير دابَّة الأرض التي نحيا عليها ، بمعنى أن كلمة " دَابَّة " تجمع في بين كل خلق حيّ في السماوات السبع أنشأه الله عز وجلّ على هيئة زوج مُركب النشء ( إنس وجان وحيوان ونبات ) عدا خلق الملائكة أو الروح أو الأنفس كونهم جميعا من نشء السماء العُلا ومن ماهيتها ، لذا فكلمة " دَابَّة " تخص حصراً النشء المُركب في تكوينه من نفس وروح وجسد الذي من صفاته المهمة أنه يموت ، وأنه يأكل من ماهيتها الأرض ومن نباتها فيمتثل أُكُلها جسد له .

 

" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا "(44) الإسراء .

 

يتضح من معنى الآية الكريمة أن ذات المادة المكونة للسماوات والأرض تُسبح لله عز وجلّ " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ " ( اقرأ باب مصدر المادة ) ، ذلك أن تسبيحها ناتج عن أمر الله عز وجلّ لمادتها المكونة لها أن تمتثل له جلّ شأنه طوعا أو كَرها لحظة نشوء الرتق ، وقبل أن تتشكل على هيئة سماوات وأرض ... " قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "(11) فصلت ، بمعنى أن صفة الطاعة تَمثل في استجابة المادة لباريها لحظة نشوئها من العدم وتحولها إلى ما هي عليه الآن مُشكلةً النجوم والكواكب ، ولتبقى في طوع الله عز وجلّ إلى أن يُؤذن لها أن تُصرف ، فََتَنصرف بأمره جلّ شأنه وتعود إلى حال العدم الذي كانت عليه قبل نشوئها ( اقرأ باب قيام الساعة ) ، وبالمثل نستنتج أن كل ما خلق الله عز وجلّ في الكون من مادة باختلاف أنواعها وأشكالها ، إنما ناتجة عن امتثال مادتها واستجابتها لله عز وجلّ في وضعها التي هي عليه ، لكن الناس لا يفقهون تسبيحها لسبب عدم إدراكهم لماهيتها ، ولسبب قصور علمهم عن كيفيّة تكوّنها أول مرّة لقوله تعالى " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ " ، يبقي أن نبين معنى قوله تعالى " وَمَنْ فِيهِنَّ " بمعنى أن كلمة " فِيهِنَّ " أداة جمع تأنيث تخدم إظهار الأرض بحال التعدد أولاً ، بالإضافة إلى أنها أداة جمع لجميع الكائنات الحية من جميع الأراضي التي في جميع السماوات السبع ، لذا فكلمة " فِيهِنَّ " تجمع بين جميع الأراضي الموجودة في جميع السماوات السبع وبين من يحي عليها من دابَّة .

 

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ "(18) الحج .

 

الآية الكريمة كسابقتها تُبين أن المادة المكوِنة للسماوات والأرض متمثلة في " الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ " تسجد لله عز وجلّ ، كما تُظهر أن الأرض المشار إليها في الآية الكريمة تقع بحال الفرد حسب القاعدة السابقة وما يخص تكرار ذات الأداة " مَنْ فِي " بينها وبين كلمة السماوات ، بالإضافة إلى ما يتبع لها من شمس واحدة وقمر واحد للدلالة على أنها بحال الفرد ، أمّا قوله تعالى " يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " فبه جمع شمول بين من هم في السماوات السبع من خلق حيّ على هيئة الدّابة ، وبين أهل الأرض التي نحيا عليها ، بمعنى أن كل من يسجد لله عز وجلّ من دابَّة على الأرض التي نحيا عليها ، يقابلهم في السجود ممن هم في بقيّة الأراضي التي في السماوات السبع ، وكون أن الآية الكريمة قد خصّت أهل أرضٍ معينة بحال الفرد ، لذا يُصبح بقيّة الساجدين هم نشء آخر يعيشون على أراضٍ أخرى حيّة في كل سماء من السماوات السبع ، وأن مقومات حياتهم على تلك الأراضي تتشابه بمقومات أهل الأرض التي نحيا عليها ، بمعنى أن لهم أجساد مخلّقة من ماهيّة تلك الأراضي ، وأنهم يأكلون الطعام ، وأن أساس خلقهم الماء .... الخ !! .

 

" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " (67) الزمر .

 

تكشف الآية الكريمة عن حدث عظيم وفريد من أحداث القيامة ، كما تصور غفلة الناس وضعف إدراكهم لذلك الحدث بقوله تعالى " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ " ، ويعود السبب في عجز الناس عن معرفة قُدرة الله عز وجلّ لسبب عجزهم عن تصور الحدث المذكور من الآية الكريمة وذلك حين يقبض الله عز وجلّ يوم القيامة جميع الأراضي من جميع السماوات السبع في مكان واحد " وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ " ، فيمنعها أن تزول في لحظة تحول عظيمة تُطوى فيها جميع أشكال المادة التي تتكون منها السماوات السبع " وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ " لتعود إلى حال الرتق ومن ثم تُصرف ، لذا فقوله تعالى " وَالْأَرْضُ جَمِيعًا " يشمل جميع الأراضي الموجودة في جميع السماوات السبع ومن عليها من خلق ، لكن كلمة " جَمِيعًا " لا تشمل مكونات ذات السماوات لسبب بيان طيّها وصرفها الذي يسبق صرف جميع الأراضي ، بمعنى أن العودة المبكرة للسماوات السبع دون عودة بقيّة الأراضي ناتجة عن عدم وجود حياة عليها بحاجة إلى بعث كحال دابَّة الأرض ، كما تتفق الآية الكريمة وسابقاتها من حيث أنها تجمع بين جمعين كقوله تعالى " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ... " (99) يونس ، وقوله تعالى " إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ... "(8) إبراهيم .

 

" وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ " (68) الزمر .

 

تُبين الآية الكريمة تسلسل أحداث قيام القيامة بدءاً بالنفخة الأولى في الصور لقوله تعالى " وَنُفِخَ فِي الصُّور " كأول حدث من أحداثها ، فبفعل النفخة يُصعق فيموت كُل خلق حيّ على هيئة زوج مُركب من نشء الحياة الدنيا تمهيدا لزلزلة الأرض وقيام القيامة ، ثم يُنفخ أخرى بعد تهيئة الأرض ، فتُزوج الأنفس لتنهض على أبدان البعث كي تتلقى حسابها ، لذا يصبح المعنى من قوله تعالى " فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " ، بمعنى مات وهلك كل خلق حيّ مُركب النشء على هيئة زوج من جميع الأراضي التي في جميع السماوات السبع " مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْض " ، ولأن الملائكة والروح والأنفس ليسوا على ماهية النشء المُركب كخلق زوج الحياة الدنيا ، لذا فهم لا يُصعقون ومن ثم لا يموتون كما تموت الدواب ، ذلك لأن الموت عبارة عن أداة فصل بين مركبات الزوج الحيّ المكون من نفس وروح وجسد ، وأن حدث الموت يُفَعِّل الفصل بين تلك العناصر ، أمّا ذات الأنفس أو الروح أو الملائكة فإن نشئهم ليس مُركباً في ماهيّته كحال زوج الحياة الدنيا ، إنما هو ذات لا يتجزأ ، كما أن ماهية نشئهم ليست ماديّة وإنما من ماهية السماء العُلا ، ومن ذلك نستنتج أن الآية الكريمة تكشف بوضوح عن خلق آخر مُركب النشء في بقيّة السماوات السبع على هيئة الدّابة ، وعلى أنه يُصعق ومن ثم يموت كما تصعق وتموت دابَّة الأرض ، أمّا السبب الآخر الذي يُرجح ذلك المعنى فيعود إلى ثبوت بعث الخلق المشار إليه ومن ثم حسابهم في قوله تعالى " ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ " ذلك أن الملائكة مُكلفون ومن ثم فهم لا يُنظرون في أعمالهم كما تنظر الدّابة .

 

تَبيّن في باب قيام القيامة بآيات بيّنات من القرآن الكريم ، أن حدث الصعق أو الموت لا يؤثر إلا على نشء الدّابة كونها مُركبة في زوج الحياة الدنيا من نفس وروح وجسد ، كما تبين أن الموت ينتج عنه فصل بين العناصر المذكورة ، وبالمثل فإن المعنيّين بالصعق أو الهلاك في الآية الكريمة وغيرها هُم نشء على هيئة زوج حيّ مُركب يتغشى بعضه بعضاً ، وأن فِعل الصعق ينتج عنه تخلّي الأنفس عن أزواجها التي هي عليها كهيئة الدّابة في خلق الحياة الدنيا ومن ثم بعثها يوم الحساب ، كما نستنتج أن البعث يوم القيامة يخدم الحساب الذي ينتج عنه التقرير في أعمال الأنفس ومن ثم تحديد وجهتها في دار الجزاء ، وكون أن الملائكة والروح والأنفس ليست مُركبة النشء ولا تقوم في خلقها على ماهيّة المادة ، وكون أن الملائكة مُكلفون في نشئهم ولا تصدر منهم معصية ، لذا يصبح التخصيص في الصعق والبعث ومن ثم الحساب من خاصيَّة خلق الزوج المُركب في الحياة الدنيا ، وليست الذات المجردة الغير مُركبة النشء كخلق الملائكة أو الروح ، فإن صُعق الملائكة جدلاً كما تُصعق الدّابة ، فلابد إذاً من بعثهم كما تبعث الدّابة ! ومن ثم حسابهم ! ، وبذلك نكون قد أقررنا ضمناً أن الملائكة يُجرمون ومن ثم يُجازَون كما تُجازى الدّابة ، وهذا تفسير غير صحيح ولا هو جائز .... ، لذا يصبح من المؤكد أن الخلق المشار إليه في الآية الكريمة هو من نشء الدّابة الموجود في جميع الأراضي التي في جميع السماوات السبع .

 

" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا "(12) الطلاق .

 

تُبين الآية الكريمة أن الله عز وجلّ هو الخالق الواحد لجميع السماوات السبع وجميع الأراضي ، أمّا قوله تعالى في الآية الكريمة " وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ " فبه بيان يُشير إلى أن الله عز وجلّ قد خلق سبع سماوات وكرر من مثل خلقها في عدد الأراضي ، ذلك أن كلمة " مِثْلَهُنَّ " لها دلالتان تُبين الأولى منها التماثل العددي بين عدد السماوات السبع وبين عدد الأراضي لسبب أن الله عز وجلّ قد حدد في آيات كثيرة عدد السماوات على أنها سبع سماوات ولم يحدد عدد الأراضي ، أمّا المعنى الثاني فيدلّ على أن في كل سماء ( كل مجموعة كونيّة ) من السماوات السبع أرضٍ واحدة حيّة كحدٍ أدنى مثل الأرض التي نحيا عليها ، ثم تكمل الآية الكريمة في قوله تعالى " يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ " ، بمعنى أن الله عز وجلّ يُنـزل الوحي على رسله في كل أرضٍ من كل سماءٍ من السماوات السبع كحال رسُل أهل الأرض التي نحيا عليها ، أمّا الملائكة فلا يوحى إليهم !! ، وبذلك يصبح المعنى من قوله تعالى " فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " إنما خبر يقين يكشف عن وجود خلق آخر مُركب النشء على هيئة زوج في السماوات السبع كخلق دابَّة الأرض ، وعلى أنه مُكلف بعبادة الله عز وجلّ كخلقنا نحن ، وبالتالي فمنهم المؤمنون ومنهم المجرمون .

 

" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ "(15) الرعد .

 

تكشف الآية الكريمة عن وجود خلق آخر من الدّابة في كل سماء من السماوات السبع ، وعلى أنهم يسجدون لله عز وجلّ بالإضافة إلى دابَّة الأرض التي نحيا عليها ، لذا فالساجدون المعنيّون في الآية الكريمة هم من المخيّرين بعبادة الله عز وجلّ " طَوْعًا وَكَرْهًا " ، بالإضافة إلى الملائكة ، وعند الرجوع إلى القاعدة السابقة التي تُميز بين كلمة " الْأَرْض " وهي بحال الجمع عنها بحال الفرد ، يتضح أن كلمة " الْأَرْض " الوارد ذكرها تقع بحال الجمع المتعدد ، ونتيجة لذلك يُصبح المعنيّون بالسجود هم خلق من خلق الدّابة ، وأن لهم أجساداً من ماهيّة الحياة الدنيا وأنهم يأكلون الطعام ، كما أنهم يعيشون على تلك الأراضي المتعددة في السماوات السبع ولهم رُسل يوحى إليهم ليبلغوهم رسالات ربهم ، وليكلفوهم بعبادة الله عز وجلّ ، وأن منهم الصالحين الساجدين لله طوعاً ، ومنهم المجرمين المكرهين على ذلك كحال أهل الأرض التي نحيا عليها .

 

" وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ "(17) المؤمنون .

 

قوله تعالى في الآية الكريمة " وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ " ليس المقصود منه خلق السماوات السبع بالمعنى المجرد ، إنما به إشارة عددية يراد منها الكشف عن أراضٍ أخرى في السماوات السبع كأمثال الأرض التي نحيا عليها ، وبالمثل فقوله تعالى " وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ " في آخر الآية الكريمة يُظهر أن الخلق المشار إليه في السماوات السبع مخيّر في إيمانه كخلق دابَّة الأرض التي نحيا عليها ، وبالتالي فهو ليس كخلق الملائكة التي لا تعصي الله أمرا ، والتي لا تحتاج إلى رقيب يقوم على أعمالها كما يقوم الكتاب على نشء الدّابة في زوج الحياة الدنيا .

 

" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ "(29) الشورى .

 

يُعدد الله عز وجلّ في الآية الكريمة ويكشف عن بعض من معجزاته جلّ شأنه في النشأة الأولى بقوله تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ " أي بالإضافة إلى معجزاته جلّ شأنه المتعددة في نشوء الكون يأتي على رأسها " خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " ونشوء مادتها من العدم ومن ثم تكوّنها على الشكل التي هي عليه الآن ، بالإضافة إلى ما خلق الله عز وجل فيهما من دابَّة لقوله تعالى " وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ " ، ذلك أن كلمة " فِيهِمَا " أداة جمع تأنيث تجمع بين السماوات السبع بما فيها من أراضٍ ومن خلق الدّابة " وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ " ، بالإضافة إلى دابَّة الأرض التي نحيا عليها ، ويعود السبب في ذلك إلى أن كلمة " بَثَّ " تُظهر أن الخلق المشار إليه في السماوات السبع ليس من خلق الملائكة كون الملائكة ليسوا على ماهيّة أو هيئة الدّابة التي تخدم هيئتها تكاثرها في مثل نشئها " بثَّ " ، كقوله تعالى " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "(164) البقرة ، أو كقوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "(1) النساء ، أو كقوله تعالى " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ "(10) لقمان ، أو كقوله تعالى " وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "(4) الجاثية ، لذا فقوله تعالى " وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ " يُظهر وجود الدّابة في كل سماء من السماوات السبع بالإضافة إلى الأرض التي نحيا عليها .

 

تعتبر الآية الكريمة من أكثر الآيات بيانا في الكشف بجلاء عن وجود خلق حيّ في السماوات السبع كخلق دابَّة الأرض ، ذلك أن قوله تعالى " وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ " خبر يقين يكشف عن خلق حيّ في السماوات السبع بالإضافة إلى خلق دابَّة الأرض التي نحيا عليها ، كما أن قوله تعالى " بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ " يؤكد وجود الدّابة في جميع الأراضي التي في جميع السماوات السبع دون الملائكة ، بمعنى أن كلمة " فِيهِمَا " أداة جمع تأنيث لجميع السماوات بما فيها من نجوم وكواكب كونها تخلو من خلق الدّابة ، ومعها جميع الأراضي الحيّة كمجموعة ثانية تتميز عن الأولى بوجود خلق الدّابة عليها ، وهذا خبرٌ بيّن يكشف عن وجود حياة على هيئة الدّابة وعلى أنها تعيش على أراضٍ أخرى في الكون كالأرض التي نحيا عليها .

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

طيب يا أخي الكون الواسع

السلام عليكم أولاً

 

ثم فإني استنتج من كلامك ومن الآيات التي أوردتها والشروحات المطولة التي كنت أتمنى لو أنك قسمتها على أقسام حتى يكون الرد أولاً بأول ، بأنك تؤيد فكرة الحياة خارج الكرة الأرضية . صحيح ؟

 

فإن كنت كذلك فعليك الانضمام إلى أصدقائك في برنامج SETI التابع للجمعية الكوكبية Planetary Society الذين يؤمنون بنفس الفكرة

 

ومن ثم عليك أن تجيب عن سؤالين من أسئلتي :

 

هل كان الصحابة يعرفون بوجود الجن وان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قد ارسل لنا ولهم لأن كلانا مكلف؟

وهل كنا نعرف عن الملائكة قبل إخبار القرآن لنا بهم ؟

فإذا أجبت عن السؤالين فأجب عن هذا السؤال :

 

كيف تفسر قول الله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) كيف يكون الرسول رحمة للعالمين وهو لم يخرج خارج الكرة الأرضية إلا في حادثة الإسراء والمعراج ؟؟ فأين هم العالمين ( جمع عالم ) ؟؟

 

وللأسئلة بقية

 

وتحياتي لك قبل وبعد الإجابة وأتمنى من جميع إخواني وأخواتي المشاركة

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم

 

 

شكرا اخي سهيل الشعيران

 

اوكي اني حنجيبلك سورة متل السورة التي دكرتها

 

قال الله تعالى( ان الله خلق السماوات والارض وما بت فيهما من دابت وهو على جمعهم لقدير) صدق الله العضيم

 

شوف ان السماوات لاتعني السماء العادية التي بها سحاب وما يطير فيها

 

 

بل هنا في هده السورة ان الله خلق ناس او قوم اخر لانعرفه

 

لاننا نحن بنو ادم قليلوا العلم

 

 

لكن من المستحيل ان لا تكون هناك حيات في هدا الكون

 

لان ادا لم تكن حيات وبصراحة اقولها ادا لم تكن هناك حيات في هدا الكون ونحن اصغر من الدرة في هدا الكون الواسع

 

سيكون هناك هدر لي الفضاء

 

يعني توسعه من دون فائدة

 

والسلام عليكم

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×