الفيزياء في القران الكريم.. الرجع والصدع في القرآن

[الكون الواسع 0]

السلام عليكم

 

قالَ تعالى( والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع)

وقال تعالى( والسماء ذات الرجع)

سورة الطارق(12،11)

الرجع: ذكر المفسرون القدامى(رحمهم الله تعالى) (الرجع):المطر ترجع به السماء مرة بعد اخرى، اعادة الشيء الى ماكان عليه،وقد اقسم سبحانه وتعالى بالسماء التي تفيض بالماء(مصدر الحياة) وبالارض التي تجود بالخيرات والاقوات.

والعلم الحديث اثبت صحت هذا التفسير، خصوصاً بعد اكتشاف دورة المياه في الطبيعة(الدورة الهايدرولوجية) حيث وجد ان عمليات التبخر والتكاثف وتسرب المياه الى جوف الارض او الى الانهار والبحار والمحيطات تجري في سلسلة من الحلقات المتصلة تعرف بدورة المياه في الطبيعة، ولابد من وجود توازن تام في هذه الدورة اي ان مجموع ما يسقط من هطول(امطار، ثلوج،برد،...يساوي مجموع ما يتبخر من المحيطات والبحار والانهار...)

ولكن علماء الاعجاز العلمي اضافوا معانٍ جديدة (للرجع) يمكن تلخيصها في ان الغلاف الجوي للارض يتميز بالخصائص الفيزيائية التالية:

أولاً : رجع صدى الصوت.

ثانياً: الرجع الحراري: ان بخار الماء في الجو وثنائي اوكسيد الكاربون يتميزان بقدرتهما على امتصاص الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية المشعة من الارض، وبذلك يعملان على توازن حرارة الهواء وتنظيمها بشكل يتلاءم والمتطلبات الحرارية للكائنات الحية النباتية والحيوانية، وقد وجد ان بخار الماء من اهم العناصر المنظمة لدرجة حرارة الجو، حيث انه يسمح لأشعة الشمس بالنفاذ خلاله اكثر من سماحة للطاقةالحرارية المشعة من الارض ومن ثم يكون غطاء للارض يجعلها ادفأ مما لو كانت من دونه، وبذلك يقلل من التطرف في درجات حرارة الجو، كما ان ذرات الغبار الصلبة في الجو تساعد على تشتت اشعة الشمس وتشارك كأحد العوامل التي تؤدي الى ظهور الالوان التي تصاحب شروق الشمس وغروبها وزرقة السماء،اضافة لذلك فالغبار يساعد الهواء على امتصاص الحرارة من الاشعاع الشمسي خلال النهار وعلى حفظها خلال الليل وبذلك يكون اشبه ببخار الماء في الجو، وعليه فان الطبقة السفلى من الغلاف الجوي (التروبوسفير) تعيد القسم الاكبر من الحرارة المنعكسة والمتصاعدة من الارض، وبالتالي تحفظ حرارة نصف الكرة الارضية المظلم،ولايحدث هذا التوازن الحاري على سطح القمر لعدم وجود غلاف جوي يحيط بالقمر، حيث ان أوطأ درجة حرارة

ليلاً -170 درجة مئوية وان اعظم درجة حرارة نهاراً +130 درجة مئوية.

ثالثاً: رجع الموجات:ان طبقة (الايونسفير) في الغلاف الجوي تتكون من الايونات والاكترونات الحرة بكميات كافية لتعكس الموجات الراديوية بانواعها (الطويلة والمتوسطة والقصيرة) القادمة من الارض، لذا فان لهذه الطبقة اهمية خاصة في تأمين الاتصالات اللاسلكية بين مكانين بعيدين لايقعان على خط مباشر واحد، وكذلك ارجاع هذه الموجات الى الفضاء الخارجي اذا اتت منه، وان الطبقة السفلى من طبقة (الايونسفير) تظهر اثناء النهار فتمتص الموجات الراديوية ذات الترددات المتوسطة والعالية وتعكس الترداد الوطئة منها، ثم تختفي هذه الطبقة(التي تضعف الموجات الراديوية) اثناء الليل، اي بعد غياب اشعة الشمس لذلك يكون تسلم الموجات الراديوية اثناء الليل افضل من تسلمها اثناء النهار