تمدد الكون وظاهرة تباعد المجرات

[الكون الواسع 0]

السلام عليكم

 

قال تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)

(السماء): لغة هي كل ماعلاك فأظلك.

اصطلاحاً : هي ذلك العالم العلوي الذي نراه فوق رؤوسنا بكل ما فيه من اجرام.

علمياً: كل ما يحيط بالارض بدءاً من غلافها الغازي وانتهاءاً بحدود الكون المدرك والذي ادرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها36 الف مليون سنة ضوئية (342×10 21 كيلو متر)، واحصوا فيه اكثر من مائة الف مليون مجرة من امثال مجرتنا المعروفة باسم(درب التبانة) والتي احصى العلماء فيها (400 الف مليون نجم كشمسنا) ، وقد اثبت العلم الحديث ان السماء مليئة بمختلف صور المادة والطاقة فلا وجود للفراغ في هذا الكون .

وقوله تعالى( بنيناها) يشير الى ان السماء بناء محكم ن تملؤ المادة والطاقة ولا يمكن اختراقه إلا عن طريق ابواب تفتح فيه ، وهو ما اكده القران الكريم قبل اكثر من الف واربعمائة سنة في اكثر من آية صريحة.

قال تعالى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء) .

وقوله تعالى ( بأيد) اي بأقتدار ، بقوة بعلم ، بحكمة ، وقوله تعالىوإنا لموسعون) .

موسعون: من اوسع بمعنى التوسيع والزيادة في الشيء ، تدل على الاتساع في الماضي والحاضر والمستقبل الى ماشاء الله تبارك وتعالى .

في مطلع القرن العشرين قام العلماء بتجربة مختبرية بسيطة ، وهي انه لو كان هناك مصدر للضوء يوضع امامه موشور زجاجي لأجل تحليل الضوء الصادر عن المصدر الى الوان الطيف ( الاحمر ، البرتقالي، الاصفر ، الاخضر ، الازرق ، النيلي، البنفسجي) ، فاذا كان مصدر الضوء يتحرك بعيداً عن الراصد يلاحظ ان حزمة الاطياف هذه تنزاح نحو المنطقة الحمراء واذا كان يقترب من الراصد فان الحزمة تنزاح نحو المنطقة البنفسجية ، فعلم العلماء انه يمكن من هذه الملاحظة ان يدركوا شيئاً عن هذه النجوم ، هل هي تقترب منا ام تبتعد عنا ؟ ومن تحليل الضوء من النجم استطاعوا معرفة تركيبه الكيميائي صفاته الطبيعية ، درجة حرارة سطحه، لمعانه ، كتلته ن سرعة دورانه حول محوره ، سرعة حركته في مداره ، معدل ابتعاده عنا او قربه منا ، وحينما بدأوا يرصدون النجوم لاحظوا ان الاشعة الضوئية التي تصلنا من المجرات عندما تحلل الى الوان الطيف ، ان الطيف ينحرف نحو المنطقة الحمراء ، والمعروف انه عند ابتعاد المصدر الضوئي عن الراصد ( استناداً لظاهرة دوبلر) يقل التردد الواصل الى الراصد فيزداد الطول الموجي وينحرف الطيف نحو المنطقة الحمراء ومن ذلك استنتج العلماء ان النجوم في تباعد مستمر ، حيث وجدوا ان

 

المجرات خارج حدود مجرتنا تبتعد عنا بسرع متفاوتة تتراوح من 1000كم/ثا الى 272000كم/ ثا ، وهو مايقارب سرعة الضوء وقد اثبت التحليل الطيفي للضوء القادم من هذه النجوم البعيدة ان طيفها يحيد نحو اللون الاحمر من الوان الطيف حيوداً كبيراً.

بحيث يخرج احياناً عن نطاق الطيف كله ، ويظهر في نطاق المنطقة تحت الحمراء ، وقد وجد العلماء ان مقدار الحيود يدلنا على سرعة ابتعاد الجرم السماوي عنا من ناحية وسرعة ابتعاده عنا تعطينا مقياساً لبعده عنا من ناحية اخرى.

ففي عام 1929 ميلادية استطاع العالم ( هابل) ان يفسر ظاهرة تباعد المجرات وبين ان المجرات تبتعد عنا في جميع الاتجاهات وتخضع لعلاقة طردية مباشرة بين المسافة والزحزحة الطيفية نحو الاحمر ، وينص ( قانون هابل) على ان سرعة ابتعاد المجرات تتناسب طردياً مع بعدها عنا ، اي ان سرعة ابتعاد المجرة باتجاه خط الرؤية= ثابت التناسب× بعد المجرة) وان ثابت التناسب (ثابت هايل)=(17كم/ثا) لكل مليون سنة ضوئية وهذا يعني ان كل مليون سنة ضوئية تزداد سرعة المجرة بمقدار17كم/ثا .

فالكون في حالة تمدد مستمر واتساع دائم الى نهاية لايعلمها إلا الله-سبحانه وتعالى - القائل وقوله الحق:

(والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون) والحمد لله رب العالمين

( وفوق كل ذي علم عليم).