زلازل القمر تهدد عمليات استكشاف الفضاء

[سلمان رمضان 0]

بينما تتأهب وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» لارسال رواد فضاء في مهمات نحو القمر خلال العقد المقبل، حذر عالم اميركي من عواقب اقامة قاعدة دائمة على سطحه بهدف اطلاق بعثات منها نحو المريخ، بسبب تهديدات الزلازل فيه.

وقال كلايف نيل البروفسور في الهندسة المدنية بجامعة نورت دام بولاية انديانا، ان الوكالة قد تجد نفسها في وضع لا يحسد عليه. واضاف ان هناك اربعة انواع من الزلازل التي تحدث على القمر، اولها الزلازل العميقة على مبعدة نحو 700 كلم من سطحه التي يبدو انها تحدث نتيجة عمل قوى القمر المتأثرة بشدة الجاذبية الارضية، وثانيها الهزات الناجمة عن اصطدام النيازك بالقمر، ثم «الزلازل الحرارية» التي تحدث بعد تمدد قشرة سطح القمر المتجمدة لدى خروجها من الظلام نحو اشعة الشمس كل اسبوعين تقريبا. وهذه الانواع الثلاثة لا تشكل تهديدا لسلامة الرواد وقاعدتهم المأمولة على القمر.

اما النوع الرابع فهي الزلازل الضحلة التي تحدث على عمق يتراوح بين 20 و30 كلم، وهي زلازل قوية وتستغرق وقتا اطول. ودرس نيل وفريقه المؤلف من 15 باحثا في جيولوجيا الكواكب مجددا البيانات التي ارسلتها بعثات مركبات «ابولو» التي زارت مواقع على القمر بين عامي 1969 و1972. ووجد الباحثون ان الاجهزة التي وضعتها مركبات «ابولو 12 و14 و15 و16» على القمر ارسلت الى الارض باستمرار بيانات عن النشاط الزلزالي في القمر حتى عام 1977 وهو العام الذي اوقفت فيه «ناسا» هذه المهمات تقليصا للنفقات.

وقال نيل ان الاجهزة التي وضعت على القمر سجلت 28 زلزالا ضحلا بين عامي 1972 و1977، كان عدد منها بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر، وهي قوة كبيرة اذا علمنا ان هزة ارضية قوتها 5 درجات على نفس السلم تؤدي الى تحريك الاثاث المنزلي واحداث تشققات في جدرانه.

واضاف انه وبينما تتوقف الهزات الارضية خلال اقل من دقيقة عادة، وقد يصل زمنها الى اقل من دقيقتين، فان الزلازل القمرية تمتد لفترة اطول تزيد عن عشر دقائق. ولم يتعرف فريق نيل على اسباب حدوث الزلازل الضحلة الا ان الباحثين يعتقدون بأن حافات الحفرات الكبيرة في القمر الحديث التكوين (من ناحية الزمن الكوني)، تتهاوى مسببة حدوثها. كما انهم لم يتمكنوا من تحديد المواقع الدقيقة لحدوث هذه الزلازل. ولذلك فقد طالبوا «ناسا» تحليل البيانات بدقة للتعرف على مواقع القمر الاكثر مناسبة لهبوط الرواد واقامة قاعدة لهم عليها، اضافة الى وضع مخططات لبناء منشآت قمرية من مواد متينة تقاوم الزلازل على القمر.