Jump to content
Sign in to follow this  
فاطمة

القران والعلم (15)

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رفعت ، والى الجبال كيف نصبت) صدق الله العلي العظيم.

الغاشية (17،18،19)

 

لم يعرف عن الجبال سابقا إلا أنها كتل صخرية عالية الارتفاع عن سطح الأرض، واستمر هذا التعريف إلى أن أشار "بيير بوجر" عام 1835م إلى أن قوى الجذب المسجلة لسلاسل جبال الإنديز أكبر بكثير مما هو متوقع من الكتلة الصخرية الظاهرة، فاقترح ضرورة وجود كتلة أكبر غائصة من نفس مادة تلك الجبال حتى يكتمل تفسير الشذوذ في مقدار الجاذبية, وفي أواسط القرن التاسع عشر أشار جورج إيفرست إلى وجود شذوذ في نتائج قياس جاذبية جبال الهيمالايا بين موقعين مختلفين، ولم يستطع "إيفرست" تفسير تلك الظاهرة فسمّاها لغز الهند, وأعلن جورج إبري سنة 1865 أن جميع سلاسل الجبال في الكرة الأرضية عبارة عن كتل عائمة على بحر من المواد المنصهرة أسفل القشرة الأرضية، وأن هذه المواد المنصهرة أكثر كثافة من مادة الجبال ولذا لا بد أن تغوص الجبال في تلك المواد المنصهرة الأعلى كثافة كي تحافظ على انتصابها.

وهكذا اكتشف علم الجيولوجيا شيئا فشيئا في القرن التاسع عشر مع العلماء ((أوري)) 1854 و((داتون))1889. أن القشرة الأرضية عبارة عن قطع متجاورات سميت بالألواح أو الصفائح القارية, وأن الجبال الضخمة تطفو على بحر من الصخور المرنة الأكثر كثافة تقع دونها, وأن للجبال جذوراً تساعدها على الطفو وتثبيت تلك الألواح حتى لا تميد وتضطرب. وأما من حيث الوظيفة أو دور الجبال في تثبيت القشرة الأرضية فقد أكده مبدأ التوازن الهيدروستاتي للأرض كما ذكره الجيولوجي الأمريكي داتون Dutton سنة 1889 حيث يقرر أن المرتفعات الجبلية تغوص في الأرض بمقدار يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها وحقيقة "الألواح الأرضية" التي تأيدت عام 1969 تبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن كل لوح من ألواح القشرة الأرضية, وبهذا يتضح أن الجبال تماثل الأوتاد تماما شكلا ووظيفة كما هو مذكور في القرآن العظيم ‏قال الله عز وجل ( ألم نجعل الأرض مهادا ، والجبال اوتادا) صدق الله العلي العظيم ‏

وكتشف العلم الحديث بان الجبال تكونت بفعل الضغط الهائل داخل الأرض وخارجها، وعوامل جيولوجية أخرى كونت الألواح أوالقطع الأرضية المؤلفة من قشرة الأرض وجزء من معطفها، وعليها ترتكز القارات والمحيطات اليوم .وهذه الألواح الأرضية هي بالنسبة لما تحتها من أجزاء الأرض مثل قطع من الخشب تطفو على سطح الماء ، بعضها الآخر بصورة بطيئة جدا ، وهكذا نشأت القارات والبحار والمحيطات وتمددت الأرض وتوسعت ولتزال ، وبعض الألواح الأرضية يتقارب من بعضه البعض ثم يتصادم فتغوص القطعة الأثقل تدريجيا تحت الأقل ثقلا فترفعها كما ترفع العتلة الصخرة الثقيلة، وهكذا ارتفعت الجبال ونصبت تدرجيا بصورة بطيئة جدا على مر ملايين السنين . فتكونت سلسلة جبال ((الهملايا)) من تصادم القطعة الأرضية الهندية بالقطعة الآسيوية، وجبال ((الألب)) من تصادم القطعة الأفريقية بالقطعة الأوروبية، وجبال ((الأنديز)) في أمريكا الجنوبية من تصادم القطعة الأميركية بالقطعة الأفريقية . وتشير الأبحاث الأحفورية إلى وجود بقايا أحياء في أكثر الجبال مما يدل على أنها كانت في العصور الغابرة تحت سطح الماء. ويأتي القران الكريم معجزة محمدp1.gif ليخبرنا بطريق تنصيب وتكوين الجبال قبل 1400سنة ؟؟؟( والى الجبال كيف نصبت)

 

ويكتشف العلماء طريق أخرى لتكوين الجبال وهي الإلقاء قال تعالى (وألقينا فيها رواسي ) (الحجر:19) فالجبال الجيرية الكلسية تكونت بفعل الإلقاء أي بما تجرفه مياه الأمطار و الأنهار من مواد كلسية وغيرها من الأرض وتلقيه في البحار والمحيطات إضافة إلى المواد الكلسية التي تبنيها شعاب المرجان.

 

وتكونت الجبال البازلتية والغرانيتية بصورة بطيئة جدا منذ ثلاثة مليارات سنة ونيف (3400 مليون سنة) بفعل الإلقاء، أي بما يقذفه باطن الأرض الملتهب من الحمم والصهارة التي بردت وتراكمت على مر ملايين السنين ثم ارتفعت فوق سطح البحر بفعل تداخل الألواح الأرضية ..فجميع الجبال سواء كانت بركانية أم كلسية أم مختلطة ، تكونت تحت سطح الماء في قعر المحيطات والبحار بفعل الإلقاء من أعلى الأرض أو من باطن الأرض .

نلاحظ هنا الإعجاز العلمي الكامن في كلمة ألقى التي تشير بصورة مذهلة إلى عملية تكون الجبال كما كشفها علم الجيولوجية مؤخر.

 

لماذا وصف الله عزوجل الجبال بالرواسي ؟

 

تسأل العلماء في أمكانية وجود دور للجبال في تثبيت الأرض ونحن عرف بان للأرض حركات عديدة منها حركة الترنح والبدارية وهي تنشأ عن ترنح الأرض في حركة بطيئة تتمايل فيها من اليمين إلي اليسار بالنسبة إلي محورها العمودي الذي يدور لولبيا دون أن يشير طرفاه الشمالي والجنوبي إلي نقطة ثابتة في الشمال أو في الجنوب‏,‏ ونتيجة للتقدم أو التقهقر فإن محور دوران الأرض يرسم بنهايته دائرة حول قطب البروج تتم في فترة زمنية قدرها نحو‏26,000‏ سنة .

 

وذلك بسبب إن ‏الأرض انبعجت قليلا عند خط الاستواء حيث تقل قوة الجاذبية‏,‏ وتطغي القوة الطاردة المركزية‏,‏ وتفلطحت قليلا عند القطبين حيث تطغي قوة الجاذبية وتتضاءل القوة الطاردة المركزية‏,‏ وبذلك فإن طول قطر الأرض الاستوائي يزداد باستمرار بينما يقل طول قطرها القطبي‏,‏ وإن كان ذلك يتم بمعدلات بطيئة جدا‏,‏ إلا أن ذلك قد اخرج الأرض عن شكلها الكروي إلي شكل شبه كروي‏,‏ وشبه الكرة لا يمكن لها أن تكون منتظمة في دورانها حول محورها‏,‏ وذلك لأن الانبعاج الاستوائي للأرض يجعل محور دورانها يغير اتجاهه رويدا رويدا في حركة معقدة مردها إلي تأثير جاذبية أجرام المجموعة الشمسية‏(‏ خاصة الشمس والقمر‏)‏ علي الأرض‏. وهنك حركة الميسان أو الذبذبة التي تجعل من مسار الأرض حول الشمس متعرجا وهذه الحركات المختلفة عن دوران الأرض والتي لانشعر بتأثيرها نتيجة تأثير جاذبية القمر والنجوم وبقية الكواكب على الأرض ألا أن القران لم يغفلها لذلك سمى الأرض بالرجفة. قال تعالى (( يوم ترجف الرجفة )) (النازعات:6)

والضمير في كلمة الراجفة للأرض.

 

. ووجود أن الجبال ذات الجذور الغائرة في الغلاف الصخري للأرض‏,‏ تقلل من شدة ترنح الأرض في دورانها حول محورها‏,‏ ويجعل حركتها أكثر استقرارا وانتظاما وسلاسة ‏,‏ وقلة رجرجتها‏,‏ وبذلك أصبحت الأرض مؤهلة للعمران ،ويتضح صدق نبوة النبي محمدp1.gif وعلم الأمام علي p2.gif وولايته وبأن القران منزل من الله من خلال هذا الحديث الشريف فقد روي عن الرسول الكريم p1.gif قوله: ((لما خلق الله الأرض جعلت تميد فأرساها بالجبال)) وقد شرح الأمام علي p2.gif بصورة علمية مذهلة ما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف عن دور الجبال في توازن الأرض

ففي الخطبة رقم واحد نقرأ الآتي(( ووتد بالصخور أرضه)) ، وفي الخطبة رقم 89 (( وعدل بالراسيات من جلاميدها)) وفي الخطبة رقم 204((وجعلها للأرض عماد، وأرزها أوتادا، فسكنت على حركتها)).

 

وتكررت كلمة ((رواسي)) – من رسا أي ثبت - في ثماني آيات شريفة ،لو توقف عندها مطولا أي عالم في الجيولوجية لاخر خاشعا مصدقا بكلمات الله ، فالمعلومات الكامنة فيها لم يتبينها العلم إلمؤخرا ً، وهذه الآيات هي:

قال تعالى ( وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وانهارا)( الرعد:3)

2- قال تعالى ( (والأرض مددناها وألقينا فيه رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون))(الحجر:19)

3- قال تعالى :( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وانهارا وسبلا لعلكم تهتدون)( النحل:15)

4- قال تعالى:( أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لايعلمون)(النمل :61)

5- قال تعالى:(خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم)(لقمان:10)

6- قال تعالى:(وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين)(فصلت:10)

7- قال تعالى:( وجعلنا فيها رواسي شامخات و أسقيناكم ماء فراتا)(المرسلات:27)

8- قال تعالى:(والجبال أرساها)(النازعات:32)

 

ألوان الجبال .

 

قال تعالى ((ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ) (فاطر:27)

 

يصف القرآن الكريم الجبال بأنها مكونة من أجزاء بيضاء وحمراء تتباين درجات ألوانها وأخرى شديدة السواد.

 

تشير هذه الآية بشكل صريح إلى الجبال الحمضية وفوق حمضية ، الجبال المتوسطة والجبال القلوية وفوق القلوية وهي تتكون من الصخور النارية كل من هذه المجموعات الصخرية الأولية الرئيسية لها تكونيها الكيميائي والمعدني الخاص بها بالإضافة إلى درجة الحرارة أيضًا في نتاجها الثانوي والثالثي من الصخور الرسوبية والمتحولة وبالتالي تظهر أهمية هذه الألوان الثلاثة (الأبيض والأحمر والأسود) في تصنيف الصخور البركانية ومشتقاتها.

وتعد الصخور النارية من أقدم الصخور لذا تسمى بالصخور الأصلية وتوجد في الطبيعة وتسمى بلوتونية أو جوفية ، والتي تصلبت في أعماق القشرة الأرضية قبل أن تصل إلى سطح الأرض ، وقد تبردت ببطء لذا تكون واضحة التبلور وتتخذ أشكال مختلفة في باطن الأرض كالباثوليت واللكوليث واللبوليث والسدود والأعناق وغيرها.

 

وتقسم الصخور النارية علي أساس من تركيبها الكيميائي والمعدني إلي المجموعات الرئيسية الثلاث التالية‏:‏

 

1- ‏ صخور حامضية وفوق حامضية وهي الصخور التي تحتوي على نسبة عالية من السليكا تتراوح مابين 65-80 % ونسبة قليلة جدا من المعادن الفيرومغنيسية ( الحاوية على الحديد والمغنسيوم ) وتحتوي ع لى نسبة كبيرة من الكوارتز والفلسبار وهي معادن ذات ألوان فاتحة وكثافة قليلة ومن أنواعها: والرايولايت، صخر الخفاف، و بيجماتيت، صخر القار، اوبسيدان و ليباريت) ، تشمل عائلة الجرانيت التي تتكون أساسا من معادن المرو‏(‏ الأبيض ) ‏‏ والفلسبار البوتاسي‏(‏ المقارب إلي الحمرة‏)‏ والبايوتايت‏(‏ الذي يتراوح بين اللونين الأصفر والبني المائل إلي الحمرة أو العسلي‏)‏ .

 

2- صخور متوسطة :

وهي صخور تحتوي على السليكا بنسبة تتراوح ما بين 52-65 % ونسبة متوسطة من المعادن الفيرومغنيسية وهي ذات لون فاتح وتشمل عائلة الدايورايت التي تتكون أساسا من قليل من المرو ومعادن البلاجيوكليز الكلسي والصودي والأمفيبول والتي تتراوح ألوانها بين الأبيض والأحمر والرمادي ومن أنواعها(اندايسيت ، سيانيت و تراكيت).

 

3- ‏ صخور قاعدية وهي الصخور التي تحتوي على نسبة تتراوح مابين 45-52 % من السليكا ونسبة عالية من المعادن الفيرومغنيسية ، وتحتوي معادن ذات ألوان داكنة وكثافة عالية ومن انواعها:( الجابرو، بازلت و دياباز)

 

وفوق قاعدية يتميز هذا النوع من الصخور بقلة نسبة السليكا إلى اقل من 45 % وتحتوي على معادن تتضمن نسبة عالية من الحديدوالمغنسيوم، ومن أنواعها:

والبريدوتايت وتتميز بالألوان الداكنة التي تميل إلي السواد لوفرة معادن كل من الحديد والمغنيسيوم فيها من مثل معادن البيروكسين والأوليفين والبلاجيوكليز الكلسي‏.‏

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا‏:‏ لو لم يكن هذا القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ ولو لم يكن هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم موصولا بوحي السماء فمن أين له بهذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن لأحد في زمن الوحي ولا لقرون متطاولة من بعده أدني علم بها؟

وهنا أيضا يتضح جانب من الجوانب العديدة لحكمة الإشارة في كتاب الله الخاتم إلي عدد من حقائق الكون وظواهره‏,‏ لتكون هذه الإشارات شاهدة لله الخالق بطلاقة القدرة فيما أبدع‏ سبحانه .

تحياتي **

M.S.A

وشكرا ً

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×