Jump to content
Sign in to follow this  
سلمان رمضان

البحث عن خبايا مستقبل الزواج والوظيفة وأحوال القلب

Recommended Posts

تتسامر السيدات المجتمعات في منزل بالدمام، تأخذهن الحوارات الجانبية هنا وهناك. لكن ما جعل الجميع يتشاركن في حديث واحد سؤال طرحته إحدى الحاضرات على جليساتها «من منكن حصلت على كتاب توقعات الابراج للعام الجديد لماغي فرح؟». تجيبها إحداهن بشيء من الغرور «سيكون الكتاب لدي خلال أيام فلقد كلفت جارتي التي تزور لبنان في عيد رأس السنة بشرائه لي». فترمقها السائلة بنظرة غيرة أو حسد، وهنا تنهمر على المتحدثة طلبات استعارة الكتاب فور وصوله، بعضهن يردن نسخه وأخريات يردن نسخ الأبراج التي تهمهن فقط والجميع يؤكد لها «سنرجعه إليك خلال ساعة واحدة». هذا الحوار، يتجدد في مطلع كل عام ميلادي جديد بين هذه المجموعة من الصديقات التي تضم سعوديات وسوريات ومصريات ولبنانيات. ولأن كتب الأبراج والتوقعات الفلكية ممنوعة من الصدور والدخول الى السعودية، كما يشير أحد المسؤولين في الدار الوطنية للنشر والتوزيع في الدمام، إلا أنها توزع في الدول الخليجية المجاورة، لذا تسعى كل منهن الى الحصول على أحدها بشتى الطرق. ولا يقتصر اصدار كتب الأبراج الفلكية وتوقعات العام الجديد على بداية العام الجديد، لكنه يزدهر في هذه الفترة لأن وسائل الاعلام تتبارى في استضافة «العالم الفلكي الكبير» و«صاحبة التوقعات التي لا تخطئ» و«الدكتور الكبير» و«البارابسيكولوغ الأول» وغيرهم من المؤلفين المخضرمين والمغمورين، وكل واحد منهم يقدم نصائحه للناس مؤكداً انها قراءة المستقبل التي لا تخطئ، ومع ذلك شتان بين توقعات هذا وتنبؤات ذاك على الرغم من ان النجوم هي نفسها لا تتغير. لكن هذا لا يمنع سعاد ج. من شراء هذا النوع من الكتب «صحيح كذب المنجمون ولو صدقوا، لكنني أحب هذه الكتب لأنها توجهني في قراراتي، فإذا فتحت الكتاب على يوم ما قد ينصحني الفلك بأن لا أتجاهل الشريك لذا لا أتردد كثيراً في تنفيذ ما يقوله الفلك من باب الأمل وربما يصدف ان يصح توقع المنجمين».

وفور الظهور الاعلامي لأحد هؤلاء «الفلكيين» تبدأ سوق كتب الابراج بالازدهار فما ان تنطلق الحملة الترويجية لكتاب معين «حتى يزداد السؤال عنه». وهذا ما يحصل مع مهى ح. الفتاة العشرينية التي تهتم بالكتب التي تعنى بالتوقعات الفلكية والابراج، وهي تسعى فور سماعها بصدور كتاب من هذا النوع للبحث عن وسيلة لاقتنائه «غالباً ما أكلف أخي بشراء هذه الكتب خلال رحلاته الى بيروت او الامارات، فهناك الكثير من الكتب لمؤلفين مهمين». وانطلاقاً من قناعتها بوجود هؤلاء المؤلفين «المهمين» كما وصفتهم، تحاول مهى إجراء المقاربات بين كتب الابراج التي تسمع عنها من خلال المجلات والفضائيات «إذا كان المؤلف مشهوراً بصدق توقعاته، وأنا سبق لي أن جربت هذا الأمر بأن صدقت توقعاته لبرجي الفلكي، أشتري كتابه في كل عام من دون تردد» تقول مهى. وهوسها بكتب الأبراج الفلكية ناجم عن رغبتها الملحة في معرفة المزيد عن المستقبل ولو من خلال كتب التنبؤات، لذا تواظب على ضم هذه المؤلفات الى مكتبتها «الفلكية» سنة تلو الاخرى. أكثر من عشرين كتاباً عن التنبؤات الفلكية في السوق اللبناني والانتاج في ازدياد مستمر كل سنة، كما تؤكد إحدى السيدات السعوديات المقبلات من لبنان، «وهذا ما ألاحظه عاماً تلو الآخر». ولكل قارئ ما يريده «اذا أردت ان تجد الكلام الذي يرضيك عن برجك هناك كتب تقدم لك ذلك، واذا أردت كتاباً أكثر موضوعية هناك من ينصحك بالحصول على كتاب معين لأنه الأفضل». لكنها تشير الى أنها فضلت الكتاب الذي يورد التوقعات اليومية «لأنه يشعرني بالطمأنينة، فأحب أن أقرأ برجي يوماً بيوم». وكثيرون يعتبرون أن الابراج هي التي تسير حياتهم، كتلك السيدة، ويرون أنهم «يعانون» منع كتب الابراج من الدخول الى السعودية، فيقومون بالتوصية عليها من الدول المجاورة وخاصة البحرين لسهولة الوصول إليها، أو يستغلون سفرهم لشراء كتاب جديد. وهذه الحالة منتشرة بين ربات البيوت والمراهقات اللواتي يشكلن المستهلكات الاساسيات لبضاعة كتب التنبؤات. ولا تحول الأسعار من دون إقدام البعض على شراء هذه الكتب التي يزيد سعر بعضها عن العشرين دولاراً أميركياً. ولأن التميز هو المقياس ومعيار المنافسة بين المؤلفين فإنهم يضفون اللمسات الخاصة على كتبهم «هناك من يجعل تنبؤاته يومية ويدعو القارئ لمتابعة أحداث مستقبله يوماً بيوم، ويختار من يعتمد أسلوباً مغايراً فتكون توقعاته لأبرز وأهم المفاجآت التي تنتظر كل برج على حدة على الأصعدة الأبرز التي تهم المتابعين له، وعادة هي ثلاثة: عاطفياً، صحياً ومهنياً» تقول أم يوسف التي تبدو مطلعة على كل ما ينشر من توقعات الأبراج. لكن هناك من يحاول جذب نوع آخر من القراء بإطلاعهم على الجانب العاطفي لكل برج ومع من يتفق من الابراج «هذا النوع يجذب المراهقات والشابات، لأنهن يحاولن معرفة أين نصيبهن في الحياة وما هي مواصفات شريك المستقبل» تقول لبنى العليان. وتلفت الى أن بعض الكتب «تضم الأبراج العربية والصينية والهندية والطرق الحسابية لمعرفة البرج الصاعد لكل شخص، ومدى توافقه مع الأبراج الأخرى». وللتأكيد على مصداقية هذه الكتب «يعرض المؤلف التوقعات التي تنبأ بها سابقاً وتحققت» تقول مهى، «كما أن الاخراج الفني لمؤلفات الابراج وقراءة الطالع تجذب القراء، من خلال تأكيد مؤلفيها على أنها كتب علمية وفلكية، فيضع أحد المؤلفين صورة كوكب الأرض، وآخر الكواكب السيارة، ولا يبتعد البعض عن مضمون الكتاب فيكون الغلاف دليلاً له بالشارات التي ترمز للأبراج والنجوم».. فهل صحيح أن كل ممنوع مرغوب؟!

منقول عن user posted image

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×