غدير 0 Report post Posted August 13, 2006 بسم الله الرحمن الرحيم (( يوم نطوى الكون كطى السجل للكتب كما بدئنا أول خلق نعيده )) سورة الأنبياء نقاط الآية: 1) الکون سيُطوی في المستقبل. 2) الکون کان متمرکز في نقطة واحدة في البداية. 3) شکل الکون. 1) الکون سيُطوی في المستقبل: قلنا أنّ المجرات تبتعد من بعضها البعض و أن الکون في اتساع دائم نتيجة لإنفجار نقطة من طاقة عظيمة التی کانت هی بداية الکون. کما تقوله الآية سيأتي يوم ستنتهي فيها القوة الانفجار و تبدأ قوة الجاذبية المرکزية للکون أن تجذب المادة و طاقة الموجودة في الکون. تبدأ کل مجرة بانطواء علی نفسها و تبلع المادة و الطاقة الموجودة فيها، و تقترب المجرات الی بعضها البعض و تبلع بعضها البعض و کل شيئ الموجود في الکون يبتلع في نقطة واحدة. 2) الکون کان متمرکز في نقطة واحدة في البداية: قلنا أن في المستقبل تبدأ کل مجرة بانطواء علی نفسها و تبلع المادة و الطاقة الموجودة فيها، و تقترب المجرات الی بعضها البعض و تبلع بعضها البعض و في النهاية، المجرات و کل شيئ الموجود في الکون يبتلع في نقطة واحدة الذي بدء منها. و الآية بعدما تتکلم عن انطواء السماء تقول: « کما بدئنا اول خلق نعيده»، هذا يعني أن الخلق (أی الکون) کان في نقطة واحدة. Share this post Link to post Share on other sites
أبو محمد عزالدين 0 Report post Posted August 13, 2006 السلام عليكم أخي غدير لطفا إصلح الخطا الغير مقصود يوم نطوي السماء ولا الكون وجزاكم الله خيرا {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } (104) سورة الأنبياء وشكرا أخوكم أبو محمد Share this post Link to post Share on other sites
الكون الواسع 0 Report post Posted August 13, 2006 يوم يكون البشر رافعين انضارهم الى السماء لا يبالون بما يجري حولهم سبحانك انت الخالق Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 14, 2006 اسفة على الخطأ بسم الله الرحمن الرحيم "يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين" صدق الله العظيم شكرا جزيلا على التصحيح Share this post Link to post Share on other sites
علي السبتي 0 Report post Posted August 14, 2006 شكرا لكي أختي غدير على هذه المعلومات والمشاركات القيمة و الممتازة ونتطلع الى المزيد من مشاركاتك عندي اضافة: وهو ان العلماء اختلفوا في مصير الكون ونهايته فالبعض يقول ان الكون سيتمر في التمدد و التوسع و البعض الآخر يقول ان الكون سيصل الى مرحلة يتوقف فيها عن التمدد و يبدأ بالانكماش وقد زاد عدد المؤيدين للانكماش بشكل كبير في الآونه الأخيرة بسبب اكتشافات جديده فيما يتعلق بالمادة والطاقة. الكون لكي تؤثر فيه الصقالة او الجاذبية حتى توقفه عن التوسع لابد ان يصل الى كثافة معينه تعرف بالكثافة الحرجة critical density وهي متوسط الكثافة اللازمة لقوة الثقالة كي توقف تمدد الكون دون ان تعكسه , مما يعني ان الكون لابد ان يزيد عن هذه الكثافة لكي يبدأ في الانكماش .. وقيمة هذه الكثافة تعتمد بشكل كبير على ثابت هبل (وثابت غير دقيق) ولكن تبلغ قيمتها حوالي بضع ذرات من الهيدروجين لكل متر مكعب او 10 ^-29 \سم^3. لذلك لابد أن يزيد عن هذه القيمة تقريبا حتى ينكمش ويعود الى النقطة التي بدأ منها او كرة النار primeval fireball Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 14, 2006 شكرا لك يا أخى على هذا التعقيب الجميل و الأفادة الرائعة Share this post Link to post Share on other sites
أبو محمد عزالدين 0 Report post Posted August 15, 2006 السلام عليكم أخي سوبر نوفا الإتساع والإنكماش للكون خاضع لحركة الشمس وانّ الكون وصل لأكبر حجم له وبدأ بالإنكماش وكلّما صغر قطر مدار الشمس إنكمش أكثر الى أن تصل الشمس الى مستقرّها نقطة محدّدة يقول الله سبحانه وتعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يــس و تنخفض حرارةها وتنقص وهّاجتها فينكمش الى أدنى مستوى ثمّ يبدأ في الإتساع مرّة أخرى حتى يصل أقصى مستوى له مثل المستوى الحالي و هكذا..................... لكن السؤال هل الدّهر ومن ثمّ الإنسانية متكرّرة ؟ أي نحن ذرّية آدم عليه السلام هل خلق الله قبلنا ذريّة أيّ ذرّة أخرى يقول الله سبحانه وتعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (30) سورة البقرة وهل ستأتي بعدنا ذريّة الله أعلم يقولالله سبحانه وتعالى {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} (81) سورة يــس المطلوب البحث عن عمر الدّهر وعمر اللإنسانية عن معزل عن عمر الكون أو الإنفجار العظيم والله أعلم أخوكم أبو محمد Share this post Link to post Share on other sites
علي السبتي 0 Report post Posted August 15, 2006 أخي أبو محمد كيف تخضع حركة بلايين النجوم لحركة الشمس و الملايين منهم أكبر من الشمس بعشرات المرات . الاتساع و الانكماش الذي تكلمت عنه هو بمستوى المجرات و التي تحتوي على ملايين النجوم و توسعها الناتج عن قوة الانفجار العظيم. ما تكلمت عنه هو التطور النجمي للنجوم وهي المراحل التي تمر بها خلال حياتها من ولادتها الى نهايتها و الشمس الآن في شبابها وعمرها هو حوالي 5 مليار سنه وبعد ان ينتهي وقودها من الهيدروجين ستبدأ بتفاعلات الاندماج النووي بين ذرات الهيليوم مما سينتج طاقة هائلة وسيزيد قطر حجم الشمس حيث سيغطي مداري عطارد و الزهرة وستكون النتائج مميته عندها على الأرض حيث ستتبخر كل المحيطات و ستحترق المساحات الخضراء ولن تستطيع تلك البيئة حماية اي حياة فيها .. وبعد ان ينتهي وقود الهيليوم بعدها ستندمج ذرات الكربون في اللب وهكذا في سلسلة الاندماج النووي اعتمادا على كتلة النجم ويعتقد العلماء ان مصير الشمس في النهاية الى قزم ابيض ومن ثم اسود .. ويختلف مصير النجوم الأكبر كتلة من الشمس فإما يصير الى نجم مستعر او نجم نيتروني او ثقب اسود وهذا يعتمد بشكل كبير على كتلة النجم Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 هذا الكلام صحيح جدا و قرأت عنه الكثير بنفس الأستنتاجات و شكرا على افادتكما وأنا أتعلم كل يوم شئ جديد لم أكن أعلمه Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 هل ستكون نهاية العالم فى ثقب أسود ؟ الله أعلم و ماذا يخبئ الثقب الأسود خلفه . و ما نهاية النجوم ؟ Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 صورة للأرض Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 صورة لنجم نيوترونى Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 أظن الكون سيتسع و يتسع حتى يأتى وقت ينكمش و ينكمش حتى نقطة معينة Share this post Link to post Share on other sites
الكون الواسع 0 Report post Posted August 16, 2006 السلام عليكم الكون سوف ينكمش بسرعة فائقة ان كلام ( بان الشمس هي التي تتحكم في اتساع الكون خاطئ بل اتساع الكون يتسع بسبب تاتيرات الانفجار الكبير الدي مازال يحوم حول اصقاع الكون وعندم تنتهي تلك الطاقة طاقة الدفع سوف ينكمش الكون ) اما الشمس فهناك اكتر من مليون شمس بل وحتى اكبر من شمسنا اما نهاية العالم بحسب ما دكره الله تعالى في القران الكريم وعما سيحدت للارض بعيد كل البعد عن نهاية الارض على يد تقب اسود والتقب الاسود انا في نظري هو عبارة عن بوابة لا اقول زمنية لكن هو بوابة لشي ما والله اعلم اما بخصوص ان الله خلق قبلنا اشياء اخرى الله اعلم ولكن ( كما سمعت احد الايام من شباب المنتدى يقول خلق الله قبل ادم الف ادم ) ادا كيف عرفت الملائكة بان البشر سوف يسفكون الدماء متل مايحدت اليوم الا ادا كانوا قد عرفوا بشرا قبلنا والله اعلم Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 شكرا لك على هذه الأفادة و الله وحده لا اله الا هو يعلم نهاية العالم بالنسبة لنا ونهاية الكون بالنسبة للفضاء Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 مركبة فينوس تنطلق الى كوكب الزهرة لدراسة أسباب ارتفاع حرارة الأرض اطلقت الوكالة الفضائية الاوروبية المركبة فينوس اكسبرس الى كوكب الزهرة المحاط بألغاز متعددة قد تكون دراستها غنية بالمعلومات لفهم ظواهر مختلفة مثل الاحتباس الحراري او ارتفاع حرارة الارض. والزهرة الذي كان يسمى (نجمة الراعي) هو اكثر الكواكب لمعاناً في السماء بعد الشمس والقمر، وهو الاول الذي يظهر في المساء والاخير الذي يختفي عند بزوغ الفجر. وغالباً ما اعتبره علماء الفلك الشقيق التوأم للارض لأنه يتقاسم مع كوكبنا خصائص عديدة: فالاثنان يحتويان على طبقات صخرية ويتشابهان من حيث الحجم والمساحة، فضلاً عن ان الزهرة هو الكوكب الأقرب من الارض ويقع على مقربة من الشمس اكثر من الارض. وهل يوجد سبب بين ارتفاع درجة حرارة الأرض ونهاية العالم . Share this post Link to post Share on other sites
غدير 0 Report post Posted August 16, 2006 بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت : 11). في الثلث الأول من القرن العشرين لاحظ الفلكيون عملية توسع الكون التي دار من حولها جدل طويل حتى سلم العلماء بحقيقتها, وقد سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى تلك الحقيقة قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق(تبارك وتعالى): (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ {47} وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) ( الذاريات:47). وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون, وعدم تغيره, وظل هذا الاعتقاد سائدا حتي منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون, وتباعد مجراته عنا, وعن بعضها البعض بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء( المقدرة بنحو ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية), وقد أيدت كل من المعادلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك. وانطلاقا من هذه الملاحظة الصحيحة نادي كل من علماء الفلك, والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني إلى الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون(المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس علي بعضها البعض في جرم ابتدائي واحد يتناهى في الصغر إلى ما يقرب الصفر أو العدم, وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتى تتلاشي(مرحلة الرتق). وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة, ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما, فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله(تعالى) في ظاهرة يسميها العلماء عملية الانفجار الكوني العظيم ، ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الإنسانية بالإشارة إلى ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بقول الحق(تبارك وتعالى) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء:30). وتشير دراسات الفيزياء النظرية في أواخر القرن العشرين إلى أن جرما بمواصفات الجرم الابتدائي للكون عندما ينفجر يتحول إلى غلالة من الدخان الذي تخلقت منه الأرض وكل أجرام السماء,وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة كل المعارف الإنسانية وذلك بإشارته إلى مرحلة الدخان في قول الحق( تبارك وتعالى): (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:9 ــ11). وفي8 نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم مكتشف الخلفية الاشعاعية للكون وذلك في مدار علي ارتفاع ستمائة كيلومتر حول الأرض بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقد قام هذا القمر الصنعي بإرسال ملايين الصور والمعلومات إلى الأرض عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وهي حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق الأرض والسماوات, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأبعمائة سنة قوله الحق: (ثم استوي إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)( فصلت:11). بقايا الدخان الكوني الناتج عن الانفجار الكوني الكبير دخانية السماء بعد الانفجار الكوني العظيم( أي بعد فتق الرتق): بعد التسليم بحقيقة توسع الكون, وبرد ذلك التوسع إلى الوراء مع الزمن حتي الوصول إلى جرم ابتدائي واحد متناه في الضآلة حجما إلى الصفر أو ما يقرب من العدم, ومتناه في الكثافة والحرارة إلى حد لا يكاد العقل الانساني أن يتخيله, لتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة عنده(مرحلة الرتق), وبعد التسليم بانفجار هذا الجرم الابتدائي( مرحلة الفتق) في ظاهرة كونية يسميها العلماء الانفجار الكوني الكبير بدأ كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية في تحليل مسار الأحداث الكونية بعد هذا الحدث الكوني الرهيب. ومع إيماننا بان تلك الأحداث الموغلة في تاريخ الكون تقع في صميم الغيب الذي أخبر ربنا(تبارك وتعالى) عنه بقوله( عز من قائل)ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)( الكهف:51)، إلا أن السنن التي فطر الله( تعالي) الكون عليها لها من الاطراد, والاستمرار, والثبات, ما يمكن أن يعين الانسان علي الوصول إلى شيء من التصور الصحيح لتلك الأحداث الغيبية الموغلة في أبعاد التاريخ الكوني علي الرغم من حس الانسان المحدود, وقدرات عقله المحدودة, ومحدودية كل من زمانه ومكانه. كذلك فان التقنيات المتطورة من مثل الصواريخ العابرة لمسافات كبيرة في السماء, والأقمار الصنعية التي تطلقها تلك الصواريخ, والأجهزة القياسية والتسجيلية الدقيقة التي تحملها قد ساعدت علي الوصول إلى تصوير الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم, والذي وجدت بقايا أثرية له علي أطراف الجزء المدرك من الكون, وعلي أبعاد تصل إلى عشرة مليارات من السنين الضوئية لتثبت دقة التعبير القرآني بلفظة دخان التي وصف بها حالة الكون قبل خلق السماوات والأرض. الفيزياء الفلكية ودخانية الكون: بعد الانفجار العظيم تحول الكون الى غلالة من الدخان الذى خلقت منه الارض والسماوات . و تشير الحسابات الفيزيائية إلى أن حجم الكون قبل الانفجار العظيم كاد يقترب من الصفر, وكان في حالة غريبة من تكدس كل من المادة والطاقة, وتلاشي كل من المكان والزمان, تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء المعروفة( مرحلة الرتق), ثم انفجر هذا الجرم الابتدائي الأولي في ظاهرة كبري تعرف بظاهرة الانفجار الكوني العظيم مرحلة الفتق وبانفجاره تحول إلى كرة من الإشعاع والجسيمات الأولية أخذت في التمدد والتبرد بسرعات فائقة حتي تحولت إلى غلالة من الدخان. فبعد ثانية واحدة من واقعة الانفجار العظيم تقدر الحسابات الفيزيائية انخفاض درجة حرارة الكون من تريليونات الدرجات المطلقة إلى عشرة بلايين من الدرجات المطلقة[ ستيفن و. هوكنج1988 م] وعندها تحول الكون إلى غلالة من الدخان المكون من الفوتونات والإلكترونات والنيوترينوات واضداد هذه الجسيمات مع قليل من البروتونات والنيوترونات. ولولا استمرار الكون في التوسع والتبرد بمعدلات منضبطة بدقة فائقة لأفنت الجسيمات الأولية للمادة وأضدادها بعضها بعضا, وانتهي الكون, ولكنه حفظ بحفظ الله الذي أتقن كل شيء خلقه. والنيوترونات يمكن أن توجد في الكون علي هيئة ما يسمي باسم المادة الداكنة .وينادي آلان جوث بأن التمدد عند بدء الانفجار العظيم كان بمعدلات فائقة التصور أدت إلى زيادة قطر الكون بمعدل2910 مرة في جزء من الثانية , وتشير حسابات الفيزياء النظرية إلى الاستمرار في انخفاض درجة حرارة الكون إلى بليون( ألف مليون) درجة مطلقة بعد ذلك بقليل, وعند تلك الدرجة اتحدت البروتونات والنيوترونات لتكوين نوي ذرات الإيدروجين الثقيل أو الديوتريوم التي تحللت إلى الإيدروجين أو اتحدت مع مزيد من البروتونات والنيوترونات لتكون نوي ذرات الهيليوم(Helium Nuclei) والقليل من نوي ذرات عناصر أعلي مثل نوي ذرات الليثيوم ونوي ذرات البريليوم , ولكن بقيت النسبة الغالبة لنوي ذرات غازي الأيدروجين والهيليوم, وتشير الحسابات النظرية إلى أنه بعد ذلك بقليل توقف إنتاج كل من الهيليوم والعناصر التالية له, واستمر الكون في الاتساع والتمدد والتبرد لفترة زمنية طويلة, ومع التبرد انخفضت درجة حرارة الكون إلى آلاف قليلة من الدرجات المطلقة حين بدأت ذرات العناصر في التكون والتجمع وبدأ الدخان الكوني في التكدس علي هيئة أعداد من السدم الكونية الهائلة. ومع استمرار عملية الاتساع والتبرد في الكون بدأت أجزاء من تلك السدم في التكثف علي ذاتها بفعل الجاذبية وبالدوران حول نفسها بسرعات متزايدة بالتدريج حتي تخلقت بداخلها كتل من الغازات المتكثفة, ومع استمرار دوران تلك الكتل الكثيفة في داخل السدم بدأت كميات من غازي الإيدروجين والهيليوم الموجودة بداخلها في التكدس علي ذاتها بمعدلات أكبر, مما أدي إلى مزيد من الارتفاع في درجات حرارتها حتي وصلت إلى الدرجات اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي فتكونت النجوم المنتجة للضوء والحرارة. وفي النجوم الكبيرة الكتلة استمرت عملية الاندماج النووي لتخليق العناصر الأعلي في وزنها الذري بالتدريج مثل الكربون والأوكسيجين وما يليهما حتي يتحول لب النجم بالكامل إلى الحديد فينفجر هذا النجم المستعر(Nova) علي هيئة فوق المستعر وتتناثر أشلاء فوق المستعرات وما بها من عناصر ثقيلة في داخل المجرة لتتكون منها الكواكب والكويكبات, بينما يبقي منها في غازات المجرة ما يمكن أن يدخل في بناء نجم آخر بإذن الله. وتحتوي شمسنا علي نحو2% من كتلتها من العناصر الأثقل في أوزانها الذرية من غازي الإيدروجين والهيليوم, وهما المكونان الأساسيان لها, وهذه العناصر الثقيلة لم تتكون كلها بالقطع في داخل الشمس بل جاءت إليها من بقايا انفجار بعض من فوق المستعرات. وعلي الرغم من تكدس كل من المادة والطاقة في أجرام السماء( مثل النجوم وتوابعها) فان الكون المدرك يبدو لنا متجانسا علي نطاق واسع, في كل الاتجاهات, وتحده خلفية إشعاعية متساوية حيثما نظر الراصد. كذلك فان توسع الكون لم يتجاوز بعد الحد الحرج الذي يمكن أن يؤدي إلى انهياره علي ذاته,وتكدسه من جديد, مما يؤكد أنه محكوم بضوابط بالغة الدقة والاحكام, ولا يزال الكون المدرك مستمرا في توسعه بعد أكثر من عشرة مليارات من السنين(هي العمر الأدني المقدر للكون) وذلك بنفس معدل التوسع الحرج, ولو تجاوزه بجزء من مئات البلايين من المعدل الحالي للتوسع لانهار الكون علي الفور, فسبحان الذي حفظه من الانهيار..!! والنظرية النسبية لا يمكنها تفسير ذلك لأن كل القوانين الفيزيائية, وكل الأبعاد المكانية والزمانية تنهار عند الجرم الابتدائي للكون قبل انفجاره( مرحلة الرتق) بكتلته, وكثافته وحرارته الفائقة, وانعدام حجمه إلى ما يقرب من الصفر, ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرا لخلق هذا الكون بهذا القدر من الإحكام غير كونه أمرا من الخالق( سبحانه وتعالى) الذي (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون)( يس:82). فعلي سبيل المثال لا الحصر يذكر علماء الفيزياء أنه إذا تغيرت الشحنة الكهربائية للإليكترون قليلا, ما استطاعت النجوم القيام بعملية الاندماج النووي, ولعجزت عن الانفجار علي هيئة ما يسمي بفوق المستعر إذا تمكنت فرضا من القيام بعملية الاندماج النووي. والمعدل المتوسط لعملية اتساع الكون لابد وأنه قد اختير بحكمة بالغة لأن معدله الحالي لا يزال قريبا من الحد الحرج اللازم لمنع الكون من الانهيار علي ذاته. ويقرر علماء الفيزياء النظرية والفلكية أن الدخان الكوني كان خليطا من الغازات الحارة المعتمة التي تتخللها بعض الجسيمات الأولية للمادة وأضداد المادة حتى تشهد هذه الصورة من صور الزوجية السائدة في الكون لله وحده بالتفرد بالوحدانية فوق كافة خلقه, ولا توجد كلمة توفي هذه الحالة حقها من الوصف مثل كلمة دخان فسبحان الذي أنزلها في كتابه من قبل ألف وأربعمائة من السنين. وقد تكونت من تلك الجسيمات الأولية للمادة في الدخان الكوني الأولي نوي ذرات غازي الإيدروجين والهيليوم, وبعد ذلك وصلت إلى الحد الذي يسمح بتكوين ذرات ثابتة لعناصر أكبر وزنا وذلك باتحاد نوي ذرات الإيدروجين والهيليوم. وظل هذا الدخان المعتم سائدا ومحتويا علي ذرات العناصر التي خلق منها بعد ذلك كل من الأرض والسماء. وتفيد الدراسات النظرية أن الكون في حالته الدخانية كان يتميز بقدر من التجانس مع تفاوت بسيط في كل من الكثافة ودرجات الحرارة بين منطقة وأخرى, وذلك نظرا لبدء تحول أجزاء من ذلك الدخان بتقدير من الله( تعالي) إلى مناطق تتركز فيها كميات كبيرة من كل من المادة والطاقة علي هيئة السدم. ولما كانت الجاذبية في تلك المناطق تتناسب تناسبا طردياً مع كم المادة والطاقة المتمركزة فيها, فقد أدي ذلك إلى مزيد من تكدس المادة والطاقة والذي بواسطته بدأ تخلق النجوم وبقية أجرام السماء في داخل تلك السدم, وتكونت النجوم في مراحلها الأولي من العناصر الخفيفة مثل الإيدروجين والهيليوم, والتي أخذت في التحول إلى العناصر الأعلى وزنا بالتدريج مع بدء عملية الاندماج النووي في داخل تلك النجوم حسب كتلة كل منها. تصوير الدخان الكوني في الثامن من نوفمبر سنة1989 م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة باسم مكتشف الخلفية الإشعاعية للكون التي ارتفعت إلى مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه ستمائة كيلومتر فوق مستوي سطح البحر, وذلك لقياس درجة حرارة الخلفية الإشعاعية للكون, وقياس كل من الكثافة المادية والضوئية والموجات الدقيقة في الكون المدرك, بعيدا عن تأثير كل من السحب والملوثات في النطق الدنيا من الغلاف الغازي للأرض, وقام هذا القمر الصنعي المستكشف بإرسال قدر هائل من المعلومات وملايين الصور لآثار الدخان الكوني الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون, من علي بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية, وأثبتت تلك الصور أن هذا الدخان الكوني في حالة معتمة تماما تمثل حالة الإظلام التي سادت الكون في مراحله الأولى. هذه الصورة التقطت للإشعاع الخلفي للكون البقع الحمراء تمثل المناطق الحارة والزرقاء تمثل المناطق الباردة ويقدر العلماء كتلة هذا الدخان المعتم بحوالي90% من كتلة المادة في الكون المنظور, وكتب جورج سموت أحد المسئولين عن رحلة المستكشف تقريرا نشره سنة 1992 م بالنتائج المستقاة من هذا العدد الهائل من الصور الكونية كان من أهمها الحالة الدخانية المتجانسة التي سادت الوجود عقب الانفجار الكوني العظيم, وكذلك درجة الحرارة المتبقية علي هيئة خلفية اشعاعية أكدت حدوث ذلك الانفجار الكبير, وكان في تلك الكشوف أبلغ الرد علي النظريات الخاطئة التي حاولت ــ من منطلقات الكفر والإلحاد ــ تجاوز الخلق, والجحود بالخالق(سبحانه وتعالى) فنادت كذبا بديمومة الكون بلا بداية ولا نهاية من مثل نظرية الكون المستمر التي سبق أن أعلنها ودافع عنها كل من هيرمان بوندي وفريد هويل في سنة1949 م, ونظرية الكون المتذبذب التي نادي بها ريتشارد تولمان من قبل.. فقد كان في إثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الإشعاعية للكون بعد إثبات توسع الكون ما يجزم بأن كوننا مخلوق له بداية ولابد أن ستكون له في يوم من الأيام نهاية, وقد أكدت الصور التي بثتها مركبة المستكشف للخلفية الإشعاعية والتي نشرت في ابريل سنة1992 م كل تلك الحقائق. تكوين نوى المجرات من الدخان الكوني كان الجرم الابتدائي للكون مفعما بالمادة والطاقة المكدسة تكديسا رهيبا يكاد ينعدم فيه الحجم إلى الصفر, وتتلاشي فيه كل أبعاد المكان والزمان, وتتوقف كل قوانين الفيزياء المعروفة لنا كما سبق وأن أشرنا( مرحلة الرتق), وبعد انفجار هذا الجرم الأولي وبدء الكون في التوسع, تمدد الإشعاع وظل الكون مليئا دوما بالطاقة الكهرمغناطيسية, علي أنه كلما تمدد الكون قل تركيز الطاقة فيه, ونقصت كثافته, وانخفضت درجة حرارته. وأول صورة من صور الطاقة في الكون هي قوة الجاذبية، وهي قوي كونية بمعني أن كل جسم في الكون يخضع لقوي الجاذبية حسب كتلته أو كمية الطاقة فيه, وهي قوي جاذبة تعمل عبر مسافات طويلة, وتحفظ للجزء المدرك من الكون بناءه وأبعاده ولعلها هي المقصودة بقول الحق( تبارك وتعالى) اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ...)( الرعد:2) وقوله( عز من قائل): ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم)( الحج:65). وقوله( سبحانه وتعالى): (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ)( الروم:25). وقوله( تبارك اسمه): (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ...)(لقمان:10). وقوله( تعالي): (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )( فاطر:41). ويقسم ربنا( تبارك وتعالى) وهو الغني عن القسم في مطلع سورة الطور بـ السقف المرفوع وهذا القسم القرآني جاء بالسماء المرفوعة بغير عمد مرئية..!! والصورة الثانية من صور الطاقة المنتشرة في الكون هي القوي الكهربائية/المغناطيسية( أو الكهرومغناطيسية) وهي قوي تعمل بين الجسيمات المشحونة بالكهرباء, وهي أقوي من الجاذبية بملايين المرات( بحوالي4110 مرة), وتتمثل في قوي التجاذب بين الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية مختلفة( موجبة وسالبة), كما تتمثل في قوي التنافر بين الجسيمات الحاملة لشحنات كهربية متشابهة, وتكاد هذه القوي من التجاذب والتنافر يلغي بعضها بعضا, وعلي ذلك فان حاصل القوي الكهرومغناطيسية في الكون يكاد يكون صفرا, ولكن علي مستوي الجزيئات والذرات المكونة للمادة تبقي هي القوي السائدة. والقوي الكهرومغناطيسية هي التي تضطر الاليكترونات في ذرات العناصر إلى الدوران حول النواة بنفس الصورة التي تجبر فيها قوي الجاذبية الأرض( وغيرها من كواكب المجموعة الشمسية) إلى الدوران حول الشمس, وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي وحدة البناء في الكون من أدق دقائقه إلى أكبر وحداته, وهو ما يشهد للخالق( سبحانه وتعالى) بالوحدانية المطلقة بغير شريك ولا شبيه ولا منازع. ويصور الفيزيائيون القوي الكهرومغناطيسية علي أنها تنتج من تبادل أعداد كبيرة من جسيمات تكاد تكون معدومة الوزن تسمي بالفوتونات والقوي الثالثة في الكون هي القوي النووية القوية وهي القوي التي تمسك باللبنات الأولية للمادة في داخل كل من البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة, وهذه القوي تصل إلى أقصي قدرتها في المستويات العادية من الطاقة, ولكنها تضعف مع ارتفاع مستويات الطاقة باستمرار. والقوة الرابعة في الكون هي القوي النووية الضعيفة وهي القوي المسئولة عن عملية النشاط الإشعاعي وفي الوقت الذي تضعف فيه القوي النووية القوية في المستويات العليا للطاقة, فان كلا من القوي النووية الضعيفة والقوي الكهرومغناطيسية تقوي في تلك المستويات العليا للطاقة. وحدة القوي في الكون يوحد علماء الفيزياء النظرية بين كل من القوي الكهرومغناطيسية, والقوي النووية القوية والضعيفة فيما يسمي بنظرية التوحد الكبرى والتي تعتبر تمهيدا لنظرية أكبر توحد بين كافة القوي الكونية في قوة عظمي, واحدة تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة, وعن هذه القوة العظمي انبثقت القوي الكبرى الأربع المعروفة في الكون: قوة الجاذبية, القوة الكهرومغناطيسية وكل من القوتين النوويتين الشديدة والضعيفة مع عملية الانفجار الكوني الكبير مباشرة( الفتق بعد الرتق). وباستثناء الجاذبية فان القوي الكونية الأخرى تصل إلى نفس المعدل عند مستويات عالية جدا من الطاقة تسمي باسم الطاقة العظمي للتوحد, ومن هنا فان هذه الصور الثلاث للطاقة تعتبر ثلاثة أوجه لقوة واحدة, لا يستبعد انضمام الجاذبية إليها, باعتبارها قوة ذات مدي طويل جدا, تتحكم في أجرام الكون وفي التجمعات الكبيرة للمادة ومن ثم يمكن نظريا غض الطرف عنها من قبيل التبسيط عندما يقصر التعامل علي الجسيمات الأولية للمادة, أو حتى مع ذرات العناصر. وهذه الصورة من وحدة البناء في الكون, ووحدة صور الطاقة فيه, مع شيوع الزوجية في الخلق ــ كل الخلق ــ هي شهادة الكون لخالقه( سبحانه وتعالى) بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه بغير شبيه ولا شريك ولا منازع, وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)( الذاريات:49). ويقول: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُون) ( الأنبياء:22). وسبحانه وتعالى إذ أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين)( فصلت:11). المصدر : مقالة للدكتور زغلول النجار نشرت في جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 4 /6/2001م Share this post Link to post Share on other sites