Mohamad Magdy 0 Report post Posted January 25, 2005 بينما كنت اقرأ فى بعض ما يتعلق بالتراث و الإزياج الفلكية العربية القديمة استوقفتنى مقوله أعجبتنى جدا وهى : قال الشيخ إبراهيم اليازجى وصفاً لحركة القمر حول الأرض ما يأتى : " يظهر القمر بأشكاله مع الهلال إلى البدر حتى يعود هلالاً فتراه أبداً جديداً على تقادم عهده ونتوهمه على قيد أميال من الأرض وهو الشاسع فى بعده على أنه أدنى العوالم من الأرض وأعلقهن بها حبلاً وأقربهن تمثيلاً فهو صورة الأرض فى السماء ورفيق طيتها إلى حيث لا تدرى فى أجواز الفضاء وشريك بختها فيما رصد لها من أحكام القضاء . بل هو وليدها وإن تقضى قبلها شبابه وشابت دونها أترابه . وقد دفعته عنها منذ فصاله فمر إلى حيث لا مطمع فى إيابه . ثم عز عليها إلا أن يكون بحبالها فأخذت عليه طريق انسيابه فهو أبداً يدور من حولها مقطع النياط . ويقطع منها أضعاف ما تقع من الأشواط . بل هو مثال الرونق والجمال . وآية الأبهة والجلال إذا برز من الأفق فإنهزمت من وجهه جيوش الظلماء وانفرجت لممره الكواكب فى عرض السماء فأقبل يتنقل بينها وهو يسير الهوينا عزة وخيلاء فسمت إليه الأبصار إعجاباً وإكباراً وإنصرفت إليه الوجوه إيتهاجاً وإستبشاراً ، وإنطلقت له النفوس نشاطاً وإرتياحاً واتسعت به الصدور انبساطاً وأنشراحاً وخلا إليه العاشق يتذكر وجه حبيبته . ولها به المحزون فلها عن حميمه ونسيبه وأوى إليه المسهد فكان سميره فى سهده وإتخذه المسافر رفيقاً فذهل به عن مخاوف سفره ومشقة جهده . وتساير بأزائة المتعاشقان يستبصران بنوره ، ويستتران بظله وقد تخلل شعاعه نسيج النسيم . حتى اتحدا اتحاد الماء بسلافة الثديم . فكان ألطف ما مر ببصره وألين ما التحف بشر فسجل الشاهد ان لياليه أصفى الأأوقات . وأنه الجالى لأكدار النهار كما تجلى به كدورة الظلمان . " محمد مجدى Share this post Link to post Share on other sites