Jump to content

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تكلمنا في هذا البحث عن أماكن تواجد الحديد في الكون ككل فوجدنا أنه يوجد في السحب البنجمية وفي النجوم والكواكب والأرض والقمر والشمس والنيازك والمخلوقات الحية والإنسان والماء ، لكن المذنبات على الرغم من البحث المستمر في تركيبها لم نعثر على مرجع يتكلم عن مكونات المعادن بداخلة في تركيبها وقد تكون قلت المعلومات عنها هي السبب .

من هنا تبرز أهمية هذه العنصر القوي لحياة جميع المخلوقات على وجه البسيطة ، فلهذا السبب نزل الله تبارك وتعالى سورة كريمة سميت باسمه لتبين للإنسان بان الحديد ليس عنصرا ً عاديا ً يستخدمه في صناعاته وحروبه فقط بل يوجد في داخل جسمه وينتشر في الكون من حوله.

قال الحق تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق ِ وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيءٍ شهيد) (فصلت :53)

 

 

الحديد

 

قال الله تعالى :( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].

هذه الآية تشبه إنزال الحديد من السماء إلى الأرض بإنزال الوحي إليها وقال المفسرون قديما بأن أنزلنا في هذه الآية قد أتت بمعنى قدرنا أو خلقنا أو جعلنا ولم يكن أحد يتخيل بأن المقصود هو الإنزال بالمعنى الفعلي للكلمة .

 

 

]user posted image

 

 

يرمز للحديد بالرمز (fe) وعدده الذري 26 ، ووزنه الذري 55,847 ينصهر عند درجة حرارة 1535 م ْ ، ويغلي عند 3000 درجة مئوية .

يوجد الحديد على شكل أربعة نظائر.

وتصل كثافته إلى 7874 كم3، وهو أكثر العناصر مغناطيسية وبذلك يحفظ توازن الأرض.

 

 

 

وهو أكثر المعادن ثباتاً ولم يتوصل العلم إلى الآن من اكتشاف معدن له خواص الحديد في بأسه وقوته ومرونته وشدة تحمله للضغط

وهو من مكونات الأرض

حيث يدخل في تركيب فلزات كثيرة ناتجة عن تراكم خامات الحديد أهمها :

 

خام الحديد الأسمر الداكن ( الفلز الأساسي : هيدرهيتيت H FeO2 . N H2O ) وخام الحديد الأحمر ( الفلز الأساسي : هيماتيت Fe2 O2 وخام السيدريت Fe Co3

 

 

وأثبتت البحوث بأنه أكثر عناصر الأرض وفرة حيث يكون وحده أكثر من 35% من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة آلف مليون مليون مليون طنا ً ( 5674x 10 18 طن) وهو رابع عنصر انتشارا ً في قشرة الأرض حيث تصل نسبته إلى 5.6 % ، وهذا التوزيع معناه أن اغلب حديد الأرض مركز في قلبها وأوشحتها الداخلية ،وقد ثبت بالفعل أن للأرض لبا ً صلبا ً داخليا ً تصل نسبة الحديد فيه إلى 90 %، ونسبة النيكل إلى حوالي 9% (وهو من مجموعة عناصر الحديد ) بالإضافة إلى حوالي 1% عناصر خفيفة من مثل الكبريت والفسفور والسيليكون . ثم يلي ذلك اللب الصلب إلى الخارج لب سائل التركيب الكيميائي ، ثم أربعة أوشحة متمايزة تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخل إلى الخارج بالتدريج حتى تصل إلى قشرة الأرض وبها 5.6% حديد.

وهنا يبرز التساؤل الهام كيف انزل الحديد من السماء إلى الأرض ؟ وكيف تكون بهذه النسبة العالية في قشرة الأرض وباطنها؟

هل يعقل بأنه تكون مع السحابة البنجمية بداية الخلق ؟

أما من الشمس التي يعتقد بان الأرض وباقي أجرام المجموعة الشمسية قد انفصلت منها ؟؟

 

وللإجابة على هذه الأسئلة لابد من النظر إلى الأرض بصفتها جزءا ً من الكون المحيط بها ، فالعلماء أجروا بحوثا ًفي حل لغز قدوم ضيف الأرض الحديد ؟

 

وقد كان البحث الأول يتركز في معادن الشمس

 

1- معادن الشمس :

هل يمكن أن تكون الشمس هي المصدر للحديد!

 

]user posted image

 

تتركب الشمس في المقام الأول من الهيدروجين 71% تقريبا ً والهليوم حوالي 27% ، وتحتوي كذلك على نسب ضئيلة جد ً من كل العناصر الكيميائية الأخرى تقريبا ً ( كالكربون واليورانيوم وغيرها ) على صورة أبخرة طبعا ً كما يبدو واضحا ً من طيف الضوء الذي تصدره. وعملية الاندماج النووي في شمسنا لاتكاد تتعدى أنتاج الهليوم ، بالإضافة إلى نسب ضئيلة من عناصر أعلى في وزنها الذري لاتصل أبدا ً إلى الحديد ، ولكن وجد أن نسبة من الحديد لاتتعدى (0.0037 %) ، وشمسنا نجم متواضع تصل درجة حرارة سطحه إلى ستة ألاف درجة مئوية ودرجة حرارة جوفه إلى حوالي 15 مليون درجة مئوية ، ولا تكاد تتجاوز أنتاج بعض نوى ذرات الالومنيوم والسيليكون.بينما تقدر درجة الحرارة ألازمة لإنتاج الحديد بعملية الاندماج النووي بخمسة بلايين درجة مئوية على الأقل ، أي مايقارب طاقة تفوق مجموع الطاقة الشمسية مجتمعة 4 أضعاف !

هذا يعني بان الشمس نفسها لاتستطيع صنع الحديد بداخلها فكيف ستوفرهُ للكواكب ؟ وكيف جاء أليها الحديد أصل!

 

البحث الثاني

 

عندما أيقن العلماء بان الشمس ليس مصدر الحديد في الأرض توجهوا إلى الوراء بداية الخلق لحل الغز ؟

 

البحث في السحب البنجمية؟

 

توجد هذه السحب بأشكال وحجوم كثيرة ، لكن يرجح أن السحابة التي تحولت إلى الشمس والكواكب كانت بقطر بضع سنين ضوئية ، وأنها احتوت على ضعفي الكتلة الحالية للشمس . وإذا كانت تلك السحابة شبيهة بالسحب المألوفة التي نراها اليوم ، فهذا يعني أنها مكونة في اغلبها من غاز الهيدروجين (71%) والهيليوم (27) وأثار من عناصر كيميائية أخرى .

والى جانب هذه الغازات تحتوي السحب البنجمية على جسيمات غبارية دقيقة تدعى الحبيبات البينجمية

تتفاوت الحبيبات البنجمية في الحجم ، هي تتراوح بين جزيئات كبيرة ودقائق بالغة الصغر ، ويعتقد أنها مكونة من مزيج من السيليكات ومركبات الحديد ومركبات الكربون والماء الجليدي ، ويستدل علماء الفلك على هذه المواد من خطوطها الطيفية التي ترى ضوء النجم لدى مروره خلال سحب غبارية كثيفة .

 

بدأت السحابة تحولها إلى الشمس والكواكب عندما تسببت قوة الجذب ألثقالي بين الجسيمات المتوضعة في أكثف أجزاء السحابة بانهيار هذه السحابة نحو الداخل . ومن المحتمل أن الانهيار قد حدث بفعل انفجار نجم مجاور أو تصادم مع سحابة أخرى .، فإنه لم يكن نحو المركز مباشرة ، بل أن السحابة تسطحت بسبب دورانها .

استغرقت عملية انهيار السحابة وتحولها إلى قرص ٍدائر ٍ ذي انتفاخ ٍ في مركزه بضعة ملايين من السنين . يسمى هذا القرص بالتعبير الفلكي ( السديم الشمسي ) ، وقد تكاثف في نهاية المطاف ليكون الكواكب .

 

ويحدث التكاثف عندما يبرد الغاز وتتلاحم جزيئاته لتكون جسيمات سائلة أو صلبة ولكي يحدث التكاثف يتعين أن يبرد الغاز إلى مادون درجة حرارة حرجة تتوقف قيمتها على المادة المتكاثفة والضغط المحيط . أفترض مثلا أننا بدأنا بسحابة من الحديد المتبخر عند درجة حرارة 2000 كلفن . فازا بردنا ألان بخار الحديد إلى حوالي 1300 كلفن تكاثفت منه رقائق صغيرة من الحديد وبالمثل لو قمنا بتبريد غاز من السيليكات إلى نحو 1200 كلفن لتكاثفت منه رقائق من مادة صخرية .

 

 

ومن الصفات المهمة للتكاثف أنه عند تبريد مزيج من المواد المتبخرة ، تتكاثف المواد التي تتبخر عند درجات الحرارة الأعلى أولاً . وبناء على ذلك فإن تبريد مزيج من الحديد الغازي والسيليكات والماء يجعل الحديد يصر عند درجة حرارة 1300 كلفن ،ويجعل السيليكات تصر عند درجة حرارة 1200كلفن ، وأخيرا ً يتساقط الماء عندما يبرد إلى بضع مئات من درجات كلفن .ويمكن تمثيل ذلك بوضع قدر من حساء الدجاج في ثلاجة ، إذ تتجمد الدهون أولا ً ،يليها المرق ، وأخيرا ً قطع الدجاج الكرفس .

 

على أن عملية التكاثف قد تتوقف أذا لم تهبط درجة الحرارة إلى الحد الكافي للتكاثف.ففي المثال السابق مثلا لايمكن أن يتكاثف الماء أذا لم تنخفض درجة الحرارة إلى مادون 500 كلفن ، ولسوف تكون المادة الوحيدة الصلبة التي تتشكل من المزيج الغازي هي الحديد والسيليكات .

بمثل هذا التسلسل حدث التكاثف في السديم الشمس أثناء تبرده في أعقاب انهياره إلى قرص. لكن لما كانت درجة الحرارة في المنطقة الممتدة من قرب الشمس وحتى مدار كوكب المشتري لم تهبط قط إلى الحد الكافي .

 

 

تعذر على الماء و المواد الأخرى المتقاربة في درجات تكاثفها أن تتكاثف ضمن ذلك الجزء من السديم ، على حين أمكن للحديد والسيليكات (اللذان يتكاثفان حتى عند درجات حرارة عالية نسبيا ً) التكاثف في كل مكان داخل القرص . وبهذا أصبح السديم منقسما ً إلى منطقتين منطقة داخلية مكونة من جسيمات السيليكات والحديد ، ومنطقة خارجية مؤلفة من جسيمات مشابهة تكاثف عليها الجليد ، كما هو مبين تخطيطيا ًفي الشكل أدنه .

 

وكان الماء والهيدروجين وغيرها من المواد السهلة التبخر موجود كغازات في السديم الشمسي الداخلي، لكن تعذر عليها تشكيل جسيمات صلبة هناك .مع ذلك فقد أتحد بعض هذه المواد مع حبيبات من السيليكات كيميائيا ً بصورة أدت إلى أن تحتوي المادة الصخرية التي تكونت منها الكواكب الداخلية كميات ضئيلة من الماء ومن غازات أخرى .

 

]user posted image

 

تكون نوى الكواكب

 

في المرحلة التالية من تشكل الكواكب تكون الجسيمات الدقيقة التي تكاثفت من السديم قد بدأت بالتلاحم لتكون قطعا ً أكبر يطلق على هذه العملية أسم التنامي ((Accretion )) ولعل عملية التنامي شبيهة إلى حد مايصنع إنسان ثلجي ، فأنك تبدأ بحفنة من الكسف الثلجية الرخوة ترصها لتجعل منها كرة ثلجية متماثلة ، ثم نضيف أليها قطعا ً أخرى بدحرجتها على الأرض ، تلاحظ انه كلما كبرت الكرة سهل التصاق الثلج بها . فتنامي حجمها .

 

على هذا المنوال التصقت حبيبات صغيرة في السديم الشمسي بعضها ببعض فتشكلت حبيبات أكبر نمت باطراد حتى أصبحت كتلا يعتقد أنها تتماسك بفعل قوى كهربائية مشابهة للقوى التي تجعل النسالة ( زغب النسيج ) بثيابك ، وقد أتاحت التصادمات اللاحقة - مالم تكن عنيفة جدا - لتلك الجسيمات الصغيرة أمكانية النماء إلى أجرام أكبر تقع أطوال أقطارها بين مليمترات وكيلومترات تسمى نوى الكواكب ((Planetesimals )) وكانت كتل النوى الكبيرة منها كافية لتساعد ثقالتها على جذب مادة أضافية أليها لجعلها أكبر فأكبر وقد تألفت النوى الكوكبية الأقرب إلى الشمس من السيليكات وجسيمات الحديد ، على حين كان للنوى الأبعد عنها غلف جليدية إضافية ولهذا السبب كان ثم نوعان من نوى الكواكب / النوع الصخري / النوع الحديدي/ النوع الجليدي / النوع الحديدي الصخري الحديدي .

 

تكون الكواكب

 

أدى اندماج النوى الكوكبية إلى تزايد كتلتها ومن ثم قوة جذبها الثقالي ، وساعدها ذلك بدوره على تنمية كتلتها أكثر فأكثر عن طريق تجاذب النوى بعضها إلى بعض لتأليف كتل أو حلقات حول الشمس .

 

وضمن هذه الكتل تسارع النمو بحيث لم يمض زمن يقدر بحوالي 100 ألف سنة حتى تكونت أجرام هائلة فعلا .

وكان نمو الكواكب سريعا ً بنوع ٍ خاص في الأجزاء الخارجية من بها كتلتها ، ذلك لأن الجليد وكان متوفرا هناك بكميات تزيد عشر مرات عل كمية السيليكات ومركبات الحديد . ومن ثم فإن نوى الكواكب في السديم الشمسي الخارجي يمكن ان تصبح -من حيث المبدأ - اكبر عشر مرات منها السديم الداخلي .

 

حتى أذا تجاوزت كتلة الكوكب وقطره كتلة الأرض وقطرها شيئا ما ، صار بإمكانه أجتذاب الغاز والاحتفاظ به بفعل ثقالته الذاتية . ولما كان الهيدروجين هو المادة الأكثر غزارة في السديم الشمسي ، فأن الكواكب الكبيرة بدرجة تمكنها من الأخذ من ذلك (( المستودع)) الغني قد تتعاظم بسرعة لتصبح اكبر من الكواكب التي تقتصر في تركيبها عل المواد الصلبة . وهكذا فإن من المرجح أن كواكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون بدا أجراما جليدية وصخرية بحجم الأرض ، غير أن جذبها الثقالي أسفر عن أحاطتها بغلف هائلة من الغازات الغنية بالهيدروجين التي نراها اليوم .

 

ولم تتمكن الأجرام الأصغر حجما والأعلى حرارة في المنظومة الشمسية الداخلية من حيازة الهيدروجين ، فبادت في نهاية الأمر.

 

كذلك فان ازدياد كتل الكواكب وتعاظم قوتها الثقالية قد غير من تركيب بواطنها ، فولد اللبوب الحديدية للكواكب الداخلية ، واللبوب الصخرية / الحديدية للكواكب الخارجية.

 

السديم الشمسي كان في الأصل حارا إلى حد تكاثف معه الحديد متحولا إلى غبار قبل ان يحصل ذلك لصخور السيليكات بآماد طويلة ، الأمر الذي يستنتج أن تكون أوائل النوى الكوكبية قد تألفت في معظمها من الحديد.ثم تكتلت هذه الأجرام الغنية بالحديد لتكون مانسميه اليوم بلب الكوكب . ولم تتكاثف المادة الصخرية وتتراكم حول هذا اللب المتكون ألا في زمن متأخر أعقب تبرد السديم .

أذا الحديد دخل في تكون السحابة البنجمية ولكن السؤال من أين للسحابة البنجمية بالغبار والحبيبات الحديدية ؟ فدرجة حرارة السحابة لايمكنها أن تكون ذرة حديد؟

تحير العلماء وذهبوا يبحثون عن مصادر أخرى للحديد.

 

أهدر الكثير من الوقت والجهد لاستنتاج حقيقة ذرة الحديد !! بينما نراه منزلا ً في الكتاب المبين قبل 1400 سنة حيث كان الغرب غارقا ً في ظلام الجهل ؟

البحث الثالث :

فقط في الستينيات من القرن الماضي اتجهت انظارالعلماء إلى مصادر أخرى لتكون ذرات الحديد ! فقد علموا انه لبدا من درجة حرارة عالية جدا لتكون هذه الذرة فوجدوا انه لايمكن أن يتكون في نجم كالشمس بل في نجوم أكبر منها تفوقها في درجة حرارتها بمعدلات كبيرة مثل النجوم العملاقة ( التي تقدر كتلة الواحدة منها بعشرة مرات قدر كتلة الشمس على الأقل ) وتصل درجة حرارتها في مراحل انفجارها الأخيرة إلى بلايين الدرجات الحرارة ، وقد لاحظ علماء الفلك والفيزياء الفلكية في المراحل المتأخرة من انفجار النجوم العملاقة والمعروفة باسم ( المستعرات العظمى ) أن عملية الاندماج النووي للأيدروجين تتواصل بذرات عناصر كيميائية أخرى حتى تنتج في النهاية الحديد.

 

كيف يتم أنتاج العناصر الكيميائية الثقيلة كالحديد في الكون؟

 

أثبتت الدراسات مؤخرا ً أن الغالبية العظمى من تركيب الكون تتمثل بغاز الهيدروجين والذي يشكل أكثر من 74% ، من مادة الكون المنظور ، والأيدروجين هو اخف العناصر المعروفة لنا واقلها بناءً ، ويلي الأيدروجين في الكثرة غاز الهليوم الذي يكون حوالي 24 % ، من مادة الكون المنظور ، وان باقي 108 عناصر يعرفها الإنسان اليوم تكون اقل من 2% من مادة الكون المنظور .

 

 

كما ثبت أيضا أن هناك عناصر أخرى لها انتشار كبير- بعد الهيدروجين والهليوم – من نتاج التفاعلات النووية داخل النجوم وخصوصا ًالعناصر التي يقترب عددها الذري من 26 وهو الحديد ، أو العدد الذري 82 وهو الرصاص كما أن هناك شيئا ً غامضا ً في شيوع العناصر فليس له تفسير علمي ، إذ أن العناصر التي لها عدد الذري (z ) زوجي هي الأكثر انتشارا ً في الكون عن الأعداد التي لها عدد ذري فردي ويعرف هذا اللغز باسم (( قاعدة هاركيني )) التي اكتشفها .

 

 

ويتم النتاج العناصر الكيميائية الثقيلة داخل النجوم بالتفاعلات النووية العارمة ، ففي البداية يبدأ النجم في حرق الهيدروجين حيث تتحد ذراته معا ً مكونة ذرات الهليوم في درجة حرارة تتراوح بين 10-15 مليون درجة مئوية وعندها يستنفد الهيدروجين، ويبدأ هذا التفاعل النووي في الانخفاض ، تبدأ مادة النجم في الانهيار نحو الداخل ومع الضغط الشديد ترتفع درجة الحرارة مرة أخرى أكثر ويبدأ الهليوم في الاحتراق عند درجة حرارة 40 مليون درجة مئوية حيث يتكون النيون ، والأكسجين ، والبيريليوم مع الكربون والنيتروجين ثم يتحول النجم في مرحلة تالية إلى حرق الكربون ثم السليكون في درجة حرارة أعلى الذي يتحول إلى نيكل – 56 ونصف عمره 77 يوما ً ، حيث يتحلل هو الأخر بعد فترة بالحرارة الشديدة إلى (( حديد -56 )).

 

 

وعندما يتكون الحديد بكميات كبيرة داخل قلب النجم يتوقف التفاعل النووي في المركز، ويبدأ النجم في الانهيار نحو المركز ، فأقصى ما يمكن للنجم أن ينتجه هو العناصر الكيميائية حتى العدد الذري 26 وهو الحديد ، إذ إن ارتفاع الحرارة لن تؤدي بالحديد إلى تكوين عناصر أخرى ، وإنما تؤدي إلى تحطيمه إلى عناصر خفيفة فقمة الحديد كما تعرف عند علماء الفلك هي الحد الأقصى لإنتاج العناصر داخل النجوم ، بسبب ثبات نواة ذرة الحديد ، أما العناصر الأخرى بعد العدد الذري 26 فتتم بطرق أخرى داخل نجوم السوبر نوفا والتي تتعرض للضغط الشديد والحرارة العارمة نتيجة هذا الضغط نحو المركز قبل أن ينفجر خلال ساعات .

 

 

وخلال هذا الوقت الثمين تعمل نوى الذرات المتكونة أصلا ً داخل النجم على اقتناص أو اسر النيوترونات ، مما يؤدي إلى زيادة الوزن الذري (A ) دون أن يؤدي ذلك إلى زيادة أو تغيير العدد الذري (z ) الزوجي كما أن نوى بعض العناصر التي تحتوي على عدد كبير من النيوترونات أصلا تتحلل وتطلق بعضا ً منها على هيئة جسيمات الفا Alpha كما تنطلق الاليكترونات السالبة الزائدة على هيئة جسيمات بيتا Beta وهكذا حتى تستقلا نوى الذرات وتتكون نظائر ثابتة لعناصر قائمة بالفعل وبنفس العدد الذري (z ) وان كان الوزن الذري (A ) مختلفا ً.

 

 

وانفجار نجوم سوبر نوفا له دور كبير في انتشار العناصر الكيميائية في الكون ، فجميع العناصر ما بعدالحديد يتم أنتاجها داخل النجم قبل أنجاره بساعات ، وبالانفجار تنتشر مادة النجم إلى إبعاد كبيرة حيث تلتقطها السحب الغازية ، وتختلط في مادة ما بين النجوم والمجرات وتنتشر في الكون ، ومن بقايا النجم المتفجر يتكون نجم نيوتروني يجذب مع الوقت بعضا من هذه السحب على هيئة سديم مكثف لتكوين نجم جديدة بنفس المادة التي كانت للنجم المنفجر مع الهيدروجين والهليوم في السحب الغازية المتجمعة داخل السديم مثل سديم السرطان

 

أذا ً تتخلق العناصر الأعلى في وزنها الذري من نوى ذرات الحديد السابحة في صفحة السماء باصطيادها عددا ً من اللبنات الأولية للمادة ، وبذلك ثبت الأصل السماوي للحديد في أرضنا وشمسنا ، بل في مجموعتنا الشمسية كلها ، وانه قد انزل إلى أرضنا أنزالا ً مجازيا ً كما تخيل السابقون من المفسرين الذين وقفوا عاجزين عن تفسير أنزال الحديد إلى الأرض فقالوا أن الفعل أنزلنا هنا قد يكون بمعنى أوجدنا أو خلقنا الحديد بتلك الصفات التي أعطته البأس الشديد والمنافع العديدة للناس . وجاء العلم الكسبي في قمة من قممه مؤكدا ً دقة التعبير القرآني الذي يقول فيه ربنا –تبارك وتعالى : ( وأنزلنا الحديد .....)

ومؤكدا ً انه أنزال حقيقي وليس أنزالا ً مجازيا ً.

 

 

ودفعت هذه الملاحظة العملية الدقيقة بكل من علماء الفك والطبيعة الفلكية وعلماء الأرض إلى التصور الصحيح بان أرضنا حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد ليس فيها من العناصر شيء أثقل من الالومنيوم او السيليكون ، ثم رجمت تلك الكومة بوابل من النيازك الحديدية كما تصلنا النيازك الحديدية في أيامنا الراهنة تماما ً ولكن بكميات اكبر بكثير .

 

 

وبحكم كثافتها العالية ، وسرعتها الكونية الهائلة أدى ارتطام تلك النيازك الحديدية بالأرض الابتدائية إلى رفع درجة حرارتها وحرارة النيازك ذاتها إلى درجة الانصهار ، واندفع الحديد المنصهر ومعه بعض العناصر الثقيلة مثل النيكل وبعض شوائب العناصر الخفيفة في قطرات عملاقة من الحديد والنيكل الذي كون لب الأرض بشقيه اللب الداخلي الصلب ، واللب الخارجي السائل ، وقد أدى ذلك تمايز الأرض إلى سبع ارضين تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخل إلى الخارج على النحو التالي :

 

]user posted image

 

1-لب صلب داخلي يمثل الأرض السابعة بنصف قطر يقدر بحوالي (1170 كم ) ، وكثافة تتراوح بين 10- 13.5 جرام للسنتيمتر المكعب ، ويتكون أساسا ً من الحديد بنسبة ( 90%) والنيكل بنسبة ( 9%) وعدد من العناصر الخفيفة من مثل السيليكون ، والفوسفور والكبريت (بنسبة 1%) .

 

 

2- لب خارجي سائل ( يمثل الأرض السادسة ) بسمك يقدر بحوالي (2300كم) وبنفس تركيب اللب الصلب ولكن في حالة مائعة ( من عمق 2900 كم من سطح الأرض إلى عمق 5200 كم من سطح الأرض ) .

 

 

3-6 - أربعة أوشحة متتالية ( تمثل الأراضي من الثانية إلى الخامسة ) تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخل الى الخارج باستمرار ، وهذه النطق التي يبلغ سمكها ( 2300 كم ) ممتدة من قاعدة الأرض الأولى إلى الأدوار العليا للب الأرض السائل وتتكون من صخور عالية الحرارة تميع تحت الضغوط العالية .

واحد نطقها يوجد في حالة لدنة شبه منصهرة ويمثل الأرض الثالثة التي تعرف باسم ( نطاق الضعف الأرضي )

 

 

 

7 – غلاف الأرض الصخري ويمثل الأرض الأولى ويقدر سمكه في المتوسط بحوالي 110 كم ( حيث يقدر سمكه تحت القارب بحوالي 100- 150 كم ، وتحت البحار والمحيطات بحوالي (65-70 كم ) ، ويتكون أساسا ً من السيليكات الخفيفة والتي تتميز بدرجات انصهار منخفضة نسبيا ً ، والتي تزداد في الكثافة نسبيا ً من السطح إلى العمق .

 

وتمثل عملية إنزال الحديد إلى الأرض ، وتمايزها إلى سبع أرضين واحدة من اخطر العمليات في تاريخ الأرض ، فلولاها ما كانت الأرض صالحة للعمران .

لولا الحديد لم كان للأرض مجال مغناطيسي يمسك الغلاف المائي والغازي الذي يحجب عنا جسيمات مشحونة كهربائياً تطلقها الشمس ، من شأنها أن تلحق أذى بالغا ً بالخلايا الحية.

 

ويعد الفزيائي ويليام جلبرت William Gilbert (1540-1603) أول من أدرك أن الأرض هي بمنزلة مغنطيس ، مع ان قدماء الصينين كانوا استخدموا الخاصة المغناطيسية للأرض في اختراعهم للبوصلة قبل ذلك ببضع مئات من السنين .

وتنتقل القوى المغناطيسية من خلال مايسمى بالحقل المغنطيسي Magnetic Field وهو يحرف الجسيمات الشمسية بفعل القوة المغنطيسية لتأخذ حركة الحلزونية حول خطوط الحقل الأمر الذي يتسبب في أبطاء حركة الجسيمات المتدفقة من الشمس وحملها على الانسياب حول الأرض بما يشبه تحول مسار المياه في جدول عندما تعترضها صخرة .

 

ويؤثر الحقل المغنطيسي تأثيرا ً أشد في الجسيمات الموجودة في أعلى الغلاف الجوي للأرض ، وهو مايدعى بالكرة المغنطيسية أو الغلاف المغنطيسي Magnetos Phene حيث يتحكم الحقل المغناطيسي في بنية الغلاف الجوي فيحجز الجسيمات المشحونة ضمن حلقات تدعى أحزمة فان آلن الإشعاعية Van Allen Radiation Belts هذه الجسيمات المحتجزة في أحزمة فآن الان هي من القوة بما يكفي لاختراق المركبات الفضائية وتشكيل خطر على رواد الفضاء يتمثل في أتلاف المادة الوراثية وغيرها من نسيج الجسم البشري ، من اجل ذلك يحاول رواد الفضاء ما استطاعوا تجنب المرور من خلال هذه الأحزمة أو عبورها بأسرع مايمكن .

 

]user posted image

 

النيازك المصدر الحقيقي للحديد :

 

]user posted image

 

جميع الأجسام السماوية الكبيرة التي يمكنها أن نخترق الغلاف الجوي وتصل إلى سطح الأرض تعرف باسم النيازك Meteorite والنيازك اكبر حجما من الشهب ويتراوح قطرها بين نصف المتر إلى عشرات الأمتار ، ولكنها اقل حجما من الكويكبات ، وان كان بعضها يزن عشرات الأطنان ويتسبب سقوطها في كوارث رهيبة وحفر وفوهات عميقة تشبه فوهات سطح القمر الذي يتعرض للكثير من النيازك نظرا ُ لانعدام الغلاف الجوي الذي يحميه .

وهناك ثلاثة أنواع من النيازك أولها مكون من الحديد ويمثل 6% من عددها ، وثانيها حديدي صخري ويمثل 1% من عددها و ثالثها نيازك صخرية .

 

وبعض هذه النيازك قادم من داخل المجموعة الشمسية ومن مكوناتها وخاصة الأقمار التي لاتحتوي على غلاف جوي ومنها القمر التابع للأرض ،وبعضها أيضا منفلت من حزام الكويكبات الرئيسي الذي يدور بين المريخ والمشتري ، والبعض الأخر قادم من الفضاء السحيق ومن بقايا النجوم المتفجرة وتدور في مدارات منفردة بيضاوية حول الشمس ،كما ان بعضها يتبع أحيانا تيارات الشهب .

 

ان كانت صغيرة الحجم والنيازك الحديدية تنقسم إلى قسمين من ناحية التركيب : منها ماهو مكون من الكوندرايت Chondrite ومنها ماهو مكون من الأكوندرايت Achondrite ،أي ان اغلبها يتكون من الحديد والنيكل ، أما النيازك الحجرية فتضم السيليكون والمغنسيوم والحديد والأكسجين في تركيبها.

 

الحديد في الكويكبات :

 

]user posted image

 

عندما يسقط ضوء الشمس على كويكب ما فان المعادن الموجودة على سطحه تولد ملامح امتصاص في طيف الضوء المنعكس والذي نستطيع من خلاله تحديد تركيب الكويكب . وتدل تلك الأطياف على أن الكويكبات تنتمى إلى ثلاث مجموعات رئيسية مماثلة لتركيب الأحجار النيزكية وهي الأجسام الكربونية ، والأجسام السيليكاتية والأجسام المعدنية ( حديد والنيكل ) ولا تختلط هذه المجموعات مع بعضها بشكل عشوائي في كافة أرجاء الطوق الكويكبي ، فكويكبات الطوق الداخلية غنية بالسيليكات ، في حين أن كويكبات الطوق الخارجية غنية بالكربون.

 

النوع الأول يتكون من مادة الكوندرايت وهي أحجار معدنية من بقايا نجوم متفجرة أصلا ، وتحتوي على نسبة عالية من الكربون . والنوع الثاني من الكوندرايت البسيط ، والثالث من الأحجار العادية أساسا من النيكل المختلط بالحديد . وبعض الكويكبات التي تدور حول الشمس في مدار بيضاوي قصير وتقطع مدار الأرض بها نسبة عالية من المعادن النادرة كالذهب والبلاتينيوم وغيرها إلى السيليكات .

 

وهناك حوالى 3000 كويكب معروفة تماما حتى ألان في جداول خاصة تضم أرقامها وأسماءها الدائمة ومداراتها .

ويعتقد علماء الفلك أن قشرة الأرض الصخرية ولبها الحديدي قد تكونا نتيجة الانصهار ، بحيث غار الحديد فيما بعد إلى اللب ، على حين طفا الصخر الأخف إلى السطح كذلك انفصلت الكويكبات ويبدو أن بعضها قد انتابه اندفاعات بركانية وهي نشاطات - مع أنها اليوم هاجعة منذ زمن طويل - ويستدل عليها من دراسة الأطياف التي تظهر وجود البازلت ، وهو صخر بركاني .

 

بعد الانفصال سبب التصادم مع الكويكبات المجاورة تفتت معظم الأجسام الكبيرة ، وان مانراه اليوم ليس إلا الشظايا التي تنتج عن حوادث التصادم تلك ، فتصبح أجزاء القشرة كويكبات حجرية ، في حين تصبح الأجزاء الداخلية كويكبات حديدية . ولكن لكي نفصل جسما ً ما يجب أن يكون كبيرا ً جدا ً بحيث ينصهر بالحرارة المتحررة بداخلة نتيجة النشاط الإشعاعي.

وهكذا فإن وجود كويكبات حجرية وأخرى حديدية دليل قوي على أن النظام الشمسي البدائي قد أحتوى على أجرام متوسطة الحجم أي نوى كواكب.

 

الحديد يدخل في تركيب الغلاف الصخري للكواكب.

 

 

]user posted image

 

صنفا الكواكب :

 

الكواكب الداخلية (وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ ) أجرام صخرية صغيرة ذات غلف جوية معدومة ، على حين الكواكب الخارجية (وهي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو) أجرام غازية أو سائلة أو جليدية.

وقد استعملنا في وصفنا للكواكب تعبيري ((الصخر )) و((الجليد )) . ونقصد بالصخر المادة المكونة من السيليكون والأكسجين أي أكسيد السيليكون إضافة إلى مزيج من العناصر الثقلية الأخرى من مثل الألمونيوم والمغنزيوم والكبريت والحديد ، كما نعني بالجليد السوائل والغازات المتجمدة مثل جليد الماء المعروف وثنائي أكسيد الكربون المتجمد والنشادر المتجمد والميثان المتجمد وغيرها

 

 

تركيب عطارد :

أن الفلكين يفتقرون إلى الدليل القاطع بشان تركيب لب عطارد اذايترجح أن له لبا ً حديديا ً تحت قشرة سيليكاتية ، إذ لم يتم حتى ألان هبوط مركبة فضائية تحمل مكاشيف للأمواج الزلزالية على سطحه . لذلك فقد اعتمد استنتاجهم على كثافة الكوكب وحقله الثقالي ، فالثقالة الشديدة لكوكب ، الناشئة عن كتلته ، تضغط باطنه ليغدو ذا كثافة عالية . ألا إن عطارد من الصغر بحيث لا يكون هذا الأثر ذا شان . ومن هنا فان كثافته العالية والبالغة 5،4 غرام /سم 3 تشير إلى إن باطنه غني بالحديد ، وان قشرة رقيقة من السيليكات تحيط بهذا الباطن .

 

أن غنى عطارد النسبي بالحديد وافتقاره إلى السيليكات أمر غير مفهوم تماما ً. وقد يعود السبب إلى إن السيليكات لم تتكاثف بسهولة كما تكاثفت المركبات الحديدية في السديم الشمسي الداخلي الحار حيث تكون كوكب عطارد . وثمة احتمال أخر وهو أن كوكب عطارد كان فيما مضى ذا قشرة صخرية أكثر سمكا ً ، ألا أنها تطايرت على هيئة شظايا نتيجة صدمها بنوى كوكبية هائلة .

 

 

هذا ولانعرف ما أذا كان لب كوكب عطارد سائلا ( منصهرا ً ) كلب الأرض .ألا أننا نستدل من كتلته الصغيرة على أن فعل النشاط الإشعاعي في رفع درجة حرارته ربما كان ضعيفا ً، كما أن نصف قطره الصغير ساعد على تسرب الحرارة منه بسرعة ، ومن ثم فان اللب قد لا يكون حارا ً بما يكفي لانصهاره ، أو انه قد يكون صغيرا ًجدا ً ونحن نعلم أن الحركات الدورانية في اللب الحديدي المنصهر في الأرض ، إضافة إلى دوران كوكبنا حول نفسه ، يمكن إن يولد الحقل المغنطيسي الأرضي .

 

إذا ً فان صغر حجم لب عطارد أو صلابته قد تفسر ضعف حقله المغنطيسي ، الذي يقارب شدته 1% من شدة الحقل المغنطيسي الأرضي . كما أن كوكب عطارد يدور حول نفسه ببطء شديد بسبب جاذبية الشمس له ، وهكذا نجد ان عطارد يفتقر إلى العنصرين الأساسيين اللذين يعتقد العلماء بأنهما ضروريان لتوليد حقل مغنطيسي قوي . وإذا كان معظم كوكب عطارد صلبا ً ، فان لبه المركب من النيكل والحديد لا يمكن أن يؤدي دور مغنطيس دائم ضخم بكثير من الحقل المغنطيسي الذي تولده الأرض.

 

تركيب الزهرة :

تتكون أعماق باطن الزهرة من لبا ً حديديا ً وغلافا ً صخريا مثل الأرض والعلماء يعتمدون على مايخلصون أليه من استنتاجات مستمدة من ثقالة الكوكب وكثافته ، وهي قريبة من ثقالة الأرض وكثافتها.

 

تركيب المريخ :

 

و يعتقدون هنا –علماء الفلك - أن باطن المريخ يتركب من قشرة وغلاف ولب حديدي كالأرض .وهم يعتقدون انه لما كان كوكب المريخ صغيرا ً جدا ً مقارنة بالأرض ، فان باطنه ربما كان ابرد . فكتلة الكوكب الأصغر تقدم حرارة اقل ، كما أن نصف قطره الأصغر يسمح للحرارة بالإفلات منه بسهولة أكبر.

 

آن كوكب المريخ يدور حول نفسه بسرعة مماثلة لسرعة دوران الأرض ، ومع هذا فان حقله المغنطيسي ضعيف جدا ً ، الأمر الذي يرجح أن للمريخ لبا ً صغيرا ً من الحديد والنيكل السائلين ليس إلا .

 

تركيب المشتري :

 

ويعتقدون أن كثافة المشتري الوسطية اكبر بقليل من كثافة الماء – أي 1،3 غرام / سم 3 – وهذا يدل على أن جملة كتلة الكوكب ، وليس غلافه الجوي فقط ، لابد وان تكون مؤلفة في المقام الأول من عناصر خفيفة جدا ً . كالهيدروجين . ويستنبط الفلكيون معلوماتهم عما يوجد تحت سحب المشتري من خلال الحسابات المبنية على دراسة شكل الكوكب وكثافته المنخفضة وقوة الجذب الثقالي التي يؤثر بها في توابعه وفي مركبات الفضاء العابرة .

 

أما في أعماق المشتري فان ثقالة الكوكب ترص الجزيئات بعضها إلى بعض بحيث يتحول الغاز إلى سائل ، ومن ثم فان باطن المشتري ( تحت ذرا السحب بنحو 1000 كم - أي حوالي سدس المسافة في عمق الكوكب نحو مركزه ) بحر واسع من الهيدروجين السائل .

 

وبعيدا ً في اعماقة السحيقة يضغط وزن الهيدروجين المعدني السائل ، وهو شكل من الهيدروجين حاول العلماء على الأرض صنعه ضمن حجرات صغيرة عالية الضغط . ويفترض الفلكيون انه إذا كانت المادة التي تكون المشتري مشابهة في تركيبها للشمس ، فان ذلك يقتضي أن يحتوي المشتري أيضا ًعلى عناصر ثقيلة مثل السيليكون والحديد . وبسبب كثافتها العالية فلربما تكون هذه العناصر قد غاصت إلى مركز المشتري مكونة بذلك لبا ًمن ا لحديد والمواد الصخرية اكبر من الأرض بضع مرات .

 

تركيب زحل :

 

الكثافة الوسطية لزحل صغيرة جدا ً لاتتجاوز 0،7 غرام /سم 3 الواحد أي اقل من كثافة الماء . وتوحي هذه الكثافة المنخفضة أن زحل – كالمشتري مؤلف بالدرجة الأولى من الهيدروجين والمركبات الغنية بالهيدروجين وأيضا ًعلى عناصر ثقيلة مثل السيليكون والحديد.

 

يطلق زحل طاقة اكبر مما يكسبه من الشمس . وهذا يعني أن ثمة منبعا ً حراريا ً داخله كما في المشتري .

ويعتقد علماء الفلك أن حرارة زحل لا تنشأ عن الانقباض الثقالي البطيء فيه كما هو حال معظم حرارة كوكب المشتري ، وإنما يفترضون أن قطيرات الهليوم الموجودة تحت سحب زحل الباردة تتكثف في غلافه الجوي كما تتكثف قطيرات الماء في الغلاف الجوي للأرض .

 

وعندما تسقط قطيرات الهليوم في باطن زحل نحو لبه ، فإنها تطلق ثقالية تعمل على تسخين باطن الكوكب .وتفترض الحسابات النظرية أن حرارة باطن المشتري أعلى بقليل من أن تتيح للهليوم التكاثف فيه ، ولذلك فلا تحصل هذه العملية داخله .

 

تركيب أورانوس :

 

علماء الفلك يعتمدون على طرق غير مباشرة لدراسة باطن أورانوس ، كالاستعانة بكثافته وشكله . فمن خلال كتلته ونصف قطره يستطيع الفلكيون حساب كثافته التي تبلغ وسطيا ً حوالي 1،2 غرام /سم 3 الواحد ، وهي إلى حد ما اكبر من كثافة المشتري أو زحل . وهذا يدل على أن أورانوس يحتوي على نسبة هيدروجين أقل مما يحتويه أي من الكوكبين .ومن ناحية أخرى فان كثافة أورانوس الصغير جدا لا تسمح بان يحتوي على كثير من المواد الصخرية أو الحديدية . لذلك يعتقد الفلكيون بان أورانوس لابد أن يكون مكونا ُ من مواد خفيفة ووفيرة مثل الماء الممزوج بالميثان والنشادر.

 

وهذا المزيج يفسر كلا من كثافة الكوكب وطيفه . وثم برهان آخر على وفرة المياه فيه ، وذلك من خلال دراسة شكله ، فأورانوس ، شان المشتري وزحل . يدور دورانا ً سريعا ً نسبيا ً ، بحيث أن سرعة دوران خط استوائه اكبر من سرعة قطبيه ، فهو يدور عند خط استوائه مرة كل 17 ساعة ، مما يولد انتفاخا ً عند خط استواء الكوكب . يتوقف حجم ذلك الانتفاخ جزئيا ً على الجذب الثقالي للكوكب ، ومن ثم على توزع الكتلة المولدة للجذب في داخله .

 

وهكذا يستطيع الفلكيون استنتاج كثافة أورانوس وتركيبه في أعماق باطنه من دراسة حجم الانتفاخ فيه . وتتفق هذه الدراسات مع الفرضية القائلة أن أورانوس مكون بشكل رئيسي من الماء والغازات الغنية بالهيدروجين ، وانه يمكن أن يحتوي على لب من الصخر والمواد الغنية بالحديد.

 

تركيب نبتون :

 

يرجح إن تكون بنية نبتون شبيهة ببنية أورانوس ، أي يكون الكوكب مكونا ً في معظمه من المياه الطبيعية المحاطة بغلاف جوي رقيق غني بالهيدروجين ومركباته من مثل الميثان ، إننا نتبن تركيب الغلاف الجوي للكوكب من خلال طيفه. أما تركيب البنية الباطنية فيمكن استنتاجه من الكثافة الوسطية المنخفضة للكوكب والبالغة 1،67 غرام / سم3 مما يعتقد أن لبه يحتوي على الصخر والمواد الغنية بالحديد.

 

تركيب بلوتو:

 

ان كثافته تبلغ 1،8 غرام /سم3 الواحد، وهي قيمة تدل على أن الكوكب لابد من أن يكون مزيجا ً من الماء والجليد والصخور نقصد بها (أكسيد السيليكون إضافة إلى مزيج من العناصر الثقلية الأخرى من مثل الألمونيوم والمغنزيوم والكبريت والحديد) . غير أنهم لايعرفون ألا القليل عن سطحه ، فعلى الرغم من أن علماء الفلك قاموا بتصوير بلوتو وقمره كارون فوتوغرافيا ً بواسطة مقراب هبل الفضائي ، فأن أفضل الصور لهذه المنظومة البعيدة هو نتاج التحليل الحاسوبي لسطوعها المتغير خلال فترات الاحتجاب التي بسببها كارون.

 

 

تركيب القمر .

 

]user posted image

 

تتركب قشرة القمر من ضخور سيليكانية غنية نسبيا ً بالالمنيوم وفقيرة بالحديد ، ويلي القشرة غلاف صخري صلب تصل ثخانته حتى 1000 كم تقريباً (600ميل ) وربما كان هذا الغلاف غنيا ً بمعدن الأوليفين Olivine وهو نوع الصخور نفسها التي تؤلف معظم الغلاف الأرضي وهي صخور كثيفة مائلة إلى اللون الأخضر الزيتوني إلا أنها تختلف عن الغلاف الأرض في أنها اشد برودة وأكثر صلابة بحيث تعجز الحرارة الضعيفة للقمر عن تحريكها.

 

 

وتشير الكثافة المنخفضة للقمر وهي 3،3 غرام /سم 3 ألا أن باطن القمر يحوي القليل من الحديد والنيكل ، كل هذه العوامل إضافة إلى دوران القمرالبطئ جعلت الفلكين يعتقدون بان القمر عاجز عن توليد حقل مغناطيسي كما تفعل الأرض .وقد دلت القياسات التي أجراها رواد الفضاء ابولو عل سطح القمر أن الحقل المغنطيسي للقمر معدوم عمليا ً.

وهكذا فلن يستفيد رائد فضاء تائه على سطح القمر من بوصلة يحملها معه.

 

الحديد في الماء :

 

عرف الدكتور دوغورن طبيعة المياه ووضح أن المياه لاتوجد نقية كما يظن البعض بل يوجد به بعض العناصر الموجودة في المياه الطبيعية وهي تختلف النسب من ماء إلى أخر حيث تجد بعضها مرتفع في المياه البحر عن المياه الأنهار وهي كثيرة منها :

 

الكايتونات والأنيونات الشائعة .

العناصر الفلزية النادرة ومنها عنصر بحثنا (الحديد).

المواد العضوية منها نفثالين والبيرين .

 

 

وتحتوي المياه الطبيعية على كميات ضئيلة جدا ً منه ، ويرجع ذلك إلى أن وجوده في حالة التأكسد (+3) اكبر في المياه الحاوية على الأكسجين ذات الأس الهيدروجين الذي تقارب قيمة التعادل وان تحلله يؤدي إلى ترسب الحديد بصورة أكسيد ألحديديك المائي وقد لوحظ أن أيون fe(II) أكثر شيوعا ً في المياه الجوفية وفي المياه المختزلة . ويتسبب الحديد في أصباغ الملابس ويستطيع بعض الناس تذوقه عند تركيزات أعلى من 1 أو 2 ملجم ويعتبر الحديد غير سام عندما يكون بمستويات تركيز معقولة .

 

الحديد في الطعام :

 

 

 

أحيانا ً حينما تسأل عن أكثر الأطعمة توفرا ً بالحديد يأتيك الجواب بالسبانخ ؟ فهل هو بالفعل أكثر الأطعمة توافرا ً بالحديد؟!

 

وفق أرقام نشراتها الإدارة الحكومية للزراعة بالولايات المتحدة، تحتوى كمية بوزن 100 غرام من أوراق السبانخ المطبوخة والمُصفاة حوالي 3.6 ملغ من الحديد، أي كمية ما يسد ثلث حاجة الرجل اليومية منه وحوالي 20% من حاجة المرأة فقط لو تم امتصاصه في الأمعاء بنسبة طبيعية. لكن بالمقارنة مع منتجات غذائية طبيعية أخرى، أي غير معززة إنتاجيا وصناعياً بالحديد، فإننا نجد أن 100 غرام من كبد الدجاج به حوالي 13 ملغ من الحديد، أو 70% من حاجة الجسم اليومية. وفي 100 غرام من لحم البقر حوالي 3.6 ملغ من الحديد. ومن لحم فخذ الدجاج 1.3 ملغ. وفي 100 غرام من الفستق حوالي 12 ملغ. وفي كوب من العدس المطبوخ حوالي 6.6 ملغ، أي ضعف السبانخ. وفي نفس الحجم من حبوب الفاصوليا المطبوخة 5.2 ملغ. وفي 100 غرام من المشمش المجفف حوالي 4 ملغ. وفي نصف كوب من الزبيب دون البذور حوالي 1.5 ملغ.

 

 

فارتباط السبانخ بالحديد متأصل لدى الناس عموماً، ومرضى فقر الدم والنساء الحوامل على وجه الخصوص. ومفاده أن السبانخ من أعلى المصادر المفيدة للجسم في الحصول على الحديد من الغذاء، رغم أن الحقيقة العلمية هي خلاف هذا تماماً

وقد بدأ تشويش المعلومات الصحية حول السبانخ والحديد منذ أن قام الدكتور فان وولف بنشر نتائج أبحاث تحاليله لمكونات أوراق السبانخ في عام 1870، وتأكيده آنذاك أنها تحتوي على عشرة أضعاف كمية الحديد الموجودة في غيرها من الخضروات الورقية. ومع تقبل هذه المقولة العلمية كإحدى المُسلمات العلمية بين الأطباء وأخصائيي التغذية، قاموا مجتهدين بنشرها بين الناس، ووجهوهم، بكل مثابرة، نحو الإكثار من تناول السبانخ كأحد أهم ما يُعتقد أنه مصدر غني للحديد بين المنتجات الغذائية.

 

 

وزاد الأمر سوءاً لدى ظهور شخصية «باباي» الكارتونية في 17 يناير من عام 1929 على يد إلزي كريسلر سيغار، الذي بداية كان أحد الشخصيات الثانوية، ثم تطور منصبه إلى شخصية رئيسية في مغامرات ذاك البحار الهزيل الجسم، والقادر على التحول إلى مصارع قوي منتفخ العضلات بمجرد التهامه في اللحظات الحاسمة محتويات إحدى معلبات السبانخ! وترسخ بالتالي الاعتقاد بأن تلك حقيقة علمية، وتمت بهذا تغذية خرافة أن السبانخ من أفضل مصادر الحديد من بين تشكيلة المنتجات الغذائية.

 

 

أن السبانخ يحتوي من الحديد على 10% فقط مما كان يُعتقد من قبل. ومع مرور حوالي 70 عاماً منذ ذلك الحين، إلا أن الناس لا يذكرون ذلك، بل يذكرون طيب الذكر ذلك البحار باباي وعلبته من السبانخ! وتبين أن قدرة أمعاء الإنسان على امتصاص محتوى السبانخ منه لا تتجاوز نسبة ما بين 2 إلى 5% منها!

وبناء عليه فإن كمية الحديد في السبانخ هي من المستوى المتوسط بين المنتجات الغذائية المختلفة الطبيعية.

 

وحتى هذه الكمية المتوسطة لا تُمتص أثناء مرور الطعام في الأمعاء الدقيقة، لأن التيسر الحيوي للامتصاص، كصفة مستقلة بالنسبة لحديد الطعام، يعتمد على توفر عدة عوامل. وهي إما أن ترفع من معدل تسهيل الامتصاص أو تخفض من ذلك.

 

والحديد في الطعام يدخل الجسم على هيئتين، الأولى حديد ضمن تراكيب مادة الهيموغلوبين ، والثانية حديد دون تراكيب الهيموغلوبين. والهيموغلوبين هو المركب الذي يُوجد في الخلايا الدموية الحمراء ، وكل الحديد في المنتجات النباتية وفي ثلاثة أخماس مكونات المنتجات الحيوانية من لحوم ومشتقات ألبان، هو من نوع حديد غير الهيموغلوبين. أي أن حديد هذه الهيئة هو الغالب في ما يتناوله الإنسان من أطعمة. وتفصيلاً فإن امتصاص خلايا الأمعاء لحديد الهيموغلوبين يتم بسهولة ليصل إلى نسبة 35% منه، لكن لنوع حديد غير الهيموغلوبين يتم الامتصاص ببطء، ولا تتجاوز نسبته في الأحوال الاعتيادية حوالي 10%.

وبشكل عام فإن الأمعاء تمتص حوالي 15% من حديد الطعام ، وهناك من العوامل ما تُسهل الامتصاص كوجود فيتامين سي، أو حمض الستريك كما في فواكه الحمضيات، أو بروتينات اللحوم، لتصل النسبة إلى 20%. وأيضاً ما تعيق بدرجة عالية قدرة الامتصاص، كوجود مواد ترتبط بالحديد بقوة ولا تسمح بامتصاصه كالألياف أو مواد أوكساليت في البقول أو الخضروات الورقية، ومواد تانيين في الشاي، وعنصر الكالسيوم، ومواد فايتيت في الحبوب والبقول، لتصل نسبة الامتصاص إلى 2%، كما أن بعض البروتينات النباتية في فول الصويا قوية في إعاقة امتصاص الحديد حتى من نوع حديد الهيموغلوبين.

والسبانخ غني بمواد أوكساليت التي تلتصق بالحديد وتعيق بالتالي امتصاصه. ليس هذا فحسب بل تلتصق أيضاً بالكالسيوم وتعيقه هو الآخر من امتصاصه، كما وتسهل تكوين حصوات أوكساليت الكالسيوم في الكلى.

 

الحديد في جسم الإنسان :

 

]user posted image

 

يدخل الحديد في تركيب الهيموجلوبين الدم وهو المسبب للون الأحمر فيها وهو يتركب كيميائيا ً من :

أربعة سلاسل بروتينية تسمى جلوبين Globin .

ومجموعة نتروجينية غير بروتينية تتضمن أربع جزيئات حديد تسمى الهيم .

ويتركب الهيم من حلقة عضوية معقدة تسمى بالبروتويورفيرن (Protopor Phyrin ) حيث تكون ذرة الحديد بحالة الحديدوز Ferrous المرتبطة .

 

وجه الأعجاز العلمي :

 

ومن المبهر حقا ً أن كتابا ً انزل من قبل ألف وأربعمائة سنة ، انزل منجما ً آية آية ، أو بضع آيات ، وفي أحيان قليلة أنزلت السورة كاملة ، ثم تم جمع هذا الكتاب وترتيبه في سوره ، وتسميه تلك السور ، وترتيبها بنفس النظام الموجود في بلايين النسخ من المصاحف المتوفرة في مكاتب العالم وفي حوزة الأشخاص وفي مختلف وسائل الحفظ الأخرى ، وفي صدور البلايين من الأفراد الذين حملوه متواترا ً عن رسول الله p1.gif ، ثم يحوي هذا الكتاب سورة باسم الحديد وهو العنصر الوحيد الذي أنزلت باسمه سورة من سور القرآن الكريم ، وتتحدث آية من آيات تلك السورة عن أنزال الحديد إلى الأرض من السماء – وهي حقيقة لم يصل أليها علم الكانسان ألا في العقود المتأخرة من القرن العشرين – ثم تكتشف أن رقم سورة الحديد يساوي الوزن الذري لأكثر نظائر الحديد ، وهذا التوافق لايمكن أن يكون من أمور المصادفة أبدا ً.

 

فأكثر نظائر الحديد شيوعا ً يعرف باسم النظير 56 ورمزه (26fe 56) وهو يشكل خوالي 92%(91%.66 ) من مجموع نظائر الحديد المعروفة ويقدر متوسط وزنه الذري بحوالي 56 (55.847) ويبلغ عدده الذري (26)، وسورة الحديد رقمها في المصحف الشريف 57 ، وآية الحديد فيها رقمها (25)ولكن أذا تذكرنا قول الحق –تبارك وتعالى – مخاطبا ً خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه واله وسلم بقوله – عز من قائل :

( ولقد ءاتيناك سبعا ً من المثاني والقرءان العظيم ) سورة الحجر : الآية 87

 

أدركنا أن القران الكريم بنصه يفصل فاتحة الكتاب كمقدمة عن بقية الكتاب ولما كان ترقيم القرآن ليس توفيقا ً ، فمعنى هذه الآية الكريمة أن أول سورة القران الكريم هي سورة البقرة ، وبذلك يصبح رقم سورة الحديد (56) وهو الوزن الذري لأكثر نظائر الحديد شيوعا ً . كذلك فإن عدد آيات الفاتحة ست آيات بعد البسملة ، والقران الكريم يصفها بأنها ( سبعا ً من المثاني ) ، ومعنى ذلك أن البسملة هي أول آيات الفاتحة ، وهي آية في كل سورة من سور القران ماعدا سورة التوبة . فإذا حسبنا البسملة على أنها هي أولى آيات سورة الحديد ، صار رقم آية الحديد في السورة هو (26) وهو العدد الذري لعنصر الحديد .

 

ومن المعروف أن معرفة كل من الأوزان الذرية والأعداد الذرية للعناصر هي من الأمور المستحدثة في علم الإنسان ، ولم يكن لأحد وقت تنزل القرآن الكريم ولالقرون متطاولة من بعده إلمام بتلك الأمور ، وتوافق رقم سورة الحديد في القران الكريم مع الوزن الذري لأكثر نظائر هذا العنصر شيوعا ً وتوافق رقم آية الحديد لمما يقطع بان القران الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية ، ويجزم بالنبوة الشريفة والرسالة الكريمة للرسول الخاتم الذي تلقاه.

 

أما عن البأس للحديد فقد تحدثنا عن ثبات ذرة الحديد وتماسكها عن بقية العناصر الأخرى في الكون، ويعد الحديد من أهم الفلزات التي يستخدمها الإنسان في حياته الحديثة اليوم فهو يعد هو والصلب المادة الرئيسية التي تصنع منها الآلات والأدوات المستخدمة في الصناعة وتتعد هذه الاستخدامات فنرى منها الكباري والمباني الشاهقة مثل تحفة باريس بفرنسا برج أيفل الحديدي الذي قيم عام 1889 م .

 

وقد كان أنتاج الحديد مقصور على بعض الدول التي سبقت غيرها في النهضة الصناعية مثل انجلترا ، ألمانيا وأمريكا ، لكن الكثير من الدول الأخرى بدأت في وضع برامج للتصنيع والتنمية خاصة بها ، مما يقتضي ان يكون على رأس هذه المشروعات التي تضمنتها برامج التنمية ، أنتاج الحديد ، فهو عصب الصناعة وعصب الاقتصاد ، ولذلك انتشرت صناعة الحديد في كثير من الدول الأخرى مثل الهند والصين وقد ترتب على ذلك زيادة أنتاج الحديد على مستوى العالم ،وزاد انتاجة على 300 مليون طن في العام ، وبالفعل فللحديد منافع للناس وبأساً شديد.

 

انتهى

أجمل تحياتي **

شكرا ً جزيلا ً

 

 

راجع :

1- حقائق علمية في القران الكريم .

نماذج من الإشارات القرآنية إلى علوم الأرض.

الدكتور :زغلول راغب محمد النجار.

2-استكشافات ومقدمة في علم الفلك .لتوماس آرني .

3- موسوعة الفضاء الجزء الأول والثالث للدكتور جلال عبد الفتاح .

4- كيمياء البروتينات للدكتور سامي المظفر .

5- الكيمياء الحيوية للدكتور خالد الكبيسي.

6- مقدمة في كيمياء المياه الطبيعية للدكتور غوردن ك . باكنكويف ، ترجمة د. الحسابي و د . المسماري .

7- الكيمياء وحياتنا اليومية . للدكتور أحمد مدحت أسلام .

8- كيمياء العناصر الانتقالية والأطياف . للأستاذ صالح راشد الطويل .

9- العناصر الانتقالية . للدكتور أحمد مدحت أسلام .

10- مقال للدكتور حسن محمد صندقجي في جريدة الشرق الأوسط . الخميـس 24 جمـادى الثاني 1427 هـ 20 يوليو 2006 العدد 10096.

 

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بحث متميز جدا , يفصل بشكل كبير وشامل في موضوع تواجد الحديد في الارض .

لقد تأخرت في الرد لقرائتي وتحقيقي للبحث , وقد وجدت فيه الكثير من الايجابية من شمولية الموضوع , وتنوع المصادر , والحاق الصور التوضيحية والعديد من المعلومات القيمة, وقد اشتمل على العديد من الفروع الفلكية مثل الفيزياء والكيمياء والجولوجيا الفلكية , رغم اختلافي معكي في بعض نواحي الاعجاز العلمي .

اعجبت كثيرا بهذا البحث ...

 

اتمنى لك التوفيق والنجاح ومواصلة الكتابة في الابحاث الفلكية

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

أخيررررا ً أحد عطاني وجه ...

حقا ً البحث حلو وعجبكم ، أتمنى أنه عجب الجميع مثلكم.

قبل كل شيء شكرا ًشكرا ًجزيلا ً لأنكم كتبتم رأيكم في الموضوع .

ثانيا ً بحوثكم لاتقل شأننا من بحثي أبدا ً بل هي أجمل مني أخي مستور ..شكرا ً

و التميز الذي تقول عنه في بحثي يرجع فضله إلى الله ثم لنصيحة الأستاذ أنور وتشجيع السيد رمضان .

أتمنى لو أرى تعليقكم على موضوعاتي دائما ً.

وأتمنى أيضا ً أنكم تواصلوا بحوثكم في الجمعية وفي المجلة فنحن أسرة واحدة متماسكة أنشاء الله وما أحب أشوف أحد منسحب منا ...

وأتمنى من الله أن تنظم أخت لي في هذه الأسرة السعيدة؟

تحياتي **

وشكرا ً

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم .

كل هذه من فضل ربي.

هذه شهادة أعتز بها من أستاذ كبير مثلك

لساني عاجز عن الشكر فكل كلمات الشكر والامتنان في عقلي وفي الكون كله ماتوفي جزء من حقكم أبدا ً ولو بقيت طيلة حياتي أشكركم

معكم في الجمعية حققت أحلامي وأكثر منها بفضل الله ثم فضلكم ( الأستاذ أنور والسيد رمضان )

هذه الرسالة شجعتني للعمل بجد أكثر من أجل جمعيتنا العزيزة .

أستاذ أنور هذا الجزء والأجزاء القادمة وضعتها أكراما ً لطلبكم بألاشراف على المنتدى فلقد كان من المفترض أن يكون هذا الجزء الأخير بس حبيت أكمل من أجل الجمعية ويظل قليل جدا ً.

شكرا ً جزيلا ً شكرا ً

الله يوفقكم لخير هذه الأمة تحياتي **

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

تعبتي فنلتي يافاطمه ونلنا معكي تلك الثروه من المعلومات القيمة التى توجد في بحثك تهانينا لك على بحثك وأنا أضفته لدي في ملف البحوث لكي أستفيد منه فهو موسوعه رائعه عن الحديد وغيره.

 

وشكراً

Share this post


Link to post
Share on other sites

الأخت فاطمة

نشعر بمدي الجهد المبذول في البحث والأصالة والتأصيل .....يثيبك الله أجر تعبك ....ونتمني بذل المزيد . ولنا بحث في باب طريقة ثبوت بداية الشهر القمري يحقق الاية الكريمة رقم 25 من سورة الكهف يرجي الاطلاع علي أساسيات الطريقة والاثبات وللمزيد فهو منشور في كتاب لنا بعنوان "التقويم الاسلامي الثابت".

دكتور محمد رضوان هلال

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا ًجزيلا ً لكما .

طيب دكتور من أين أحصل الكتاب ؟

أتمنى لكم التوفيق

تحياتي

وشكرا ً

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×