Jump to content
Sign in to follow this  
عبير جابر

أول دورة فلكية تدريبية للسيدات في جمعية الفلك بالق

Recommended Posts

نساء في فلك علم الفلك.. شغف بأسرار النجوم وبحث لا يكل عن المجهول

أول دورة فلكية تدريبية للسيدات في جمعية الفلك بالقطيف

 

القطيف: عبير جابر

تبدي المتدربة مروة الدرازي، الطالبة في قسم الأدب الإنجليزي، حماسة كبيرة عند الحديث عن علم الفلك فهي تحب اكتشاف ما هو غامض «وهذا الأمر رافقني منذ الصغر» تقول مروة. ولأن علم الفلك من ضمن الأمور الغامضة فقد تشجعت مروة للالتحاق بالدورة الفلكية الأولى التي نظمتها «جمعية الفلك بالقطيف» للنساء من مساء يوم السبت وحتى مساء الأربعاء الماضي ببلدة التوبي غرب مدينة القطيف. اجتمع في تلك البلدة التي يضطر المرء فيها لاجتياز طرقات رملية وعرة للوصول الى المبنى حيث تجري الدورة العلمية المتقدمة، تسع متدربات للتعرف على «أساسيات علم الفلك» وقد جمعهن قاسم مشترك هو الفضول للمعرفة وللغوص في هذا العلم البعيد قليلاً عن الناس على الرغم من أنه يدخل في صلب حياتهم اليومية. وعبر الدائرة التلفزيونية تشاركت المتدربات مع أربع متدربين للتعرف على «أساسيات علم الفلك المستوى الأول»، حيث شملت الدورة دروساً نظرية وباستخدام البرامج الفلكية (Red Shift4&Distant Suns2.2). في علم الفلك وتعريفه وأهميته وتطوره وأساسياته، ومنشأ حركة الإجرام الفلكية وتحديد مواقعها، وحركة القمر ومعايير رؤية الهلال، بالإضافة الى ظواهر فلكية كالخسوف والكسوف والمد والجزر، والمجموعة الشمسية وحركة الكواكب والنجوم والبروج، والتقويم والتوقيت وفصول السنة وأدوات الرصد الفلكي. كما تعرف المشاركون عملياً على بعض الكواكب من خلال المنظار الفلكي. «هذه الدورة أتاحت لي التعرف على قدرة الله عز وجل، لأصير أقرب من الله، خاصة أن ما ذكره القرآن عن الفلك اكتشفته العلوم لاحقاً»، توضح مروة باعتبار ذلك دافعا آخر لمشاركتها في الدورة الفلكية. لكن من الناحية العملية لن تستفيد مروة كثيراً من هذه الدورة في حياتها المهنية، وهي لا تهتم بمعرفة مواعيد ولادة الهلال وما شابه «هناك التقويم وهذا يكفي فالقمر لا يستهويني، لكن أحب ما هو أبعد من القمر كالكواكب والنجوم والمجرات». وقد استفادت مروة من المعلومات التي قدمت لها بالدورة «في المدرسة أخذنا معلومات عن الكواكب لكن بشكل مختصر، وهنا البرنامج يظهر لنا بشكل مفصل وتطبيقي». وهي تتمنى لو كانت هناك دورات تدريبية على المدى الطويل لكي تسجل فيها، «ما نتعلمه من الجغرافيا بسيط ولا يقارن بما نأخذه في الدورة، الآن تعلمت من البرنامج وأستطيع مراقبة الكواكب مثلا عندما تكون قريبة من الارض». ولأنها بطبعها تتمتع بالفضول العلمي، استعارت مروة التلسكوب من إدارة الجمعية «لكن لم أعرف استخدامه، وحاولت التعرف على النجوم». ولم تكتف مروة بإشباع فضولها من خلال هذه الدورة بل عممت ما تعلمته على الصديقات، «حتى أنني شجعت صديقتي على المشاركة معي لكنها حضرت ليوم واحد ولم تكمل». محاولات تشجيع السيدات وخاصة طالبات تخصص الجغرافيا لم تفلح مع الطالبتين مفيدة العبندي ورباب القديحي فعندما جربتا إخبار زميلاتهما في الجامعة عن الدورة لم تعبر أي منهن عن رغبتها في المشاركة. وتوضح رباب أن الطالبات «اعتبرن ان لا فائدة من هذه الدورة، وبعضهن تساءل عما إذا كانت هذه الدورة تنتهي بإيجاد وظيفة لهن».

وقد التحقت مفيدة العبندي بهذه الدورة بحكم حبها للجغرافيا والفلك «كنت متابعة لمجلات الفلك ولما سمعت عن هذه الدورة سجلت فيها»، وتوضح طالبة الجغرافيا أنها استفادت «من هذه الدورة السريعة أكثر من استفادتي من الجامعة، كما أن الدورة ستفيدني في عملي مستقبلا أو في التدريس». وتعتبر مفيدة ان المعلومات التي تلقتها في الدورة ممتعة «فمن الممتع معرفة آثار القمر على الأرض والمناخ والمد والجزر وحتى آثاره على البشر، وهي معلومات مفيدة للصيادين مثلاً في عملهم وخروجهم في البحر». وتصف التجربة بالمميزة «من خبرتي أكيد أفيد وأشارك محيطي بهذه المعلومات». وهي كمروة تطمح لوجود دورات مماثلة «بحكم دراستي أتمنى أن أدرس أكثر هذا الموضوع، وأتمنى لو كان هذا العلم يدرّس في الجامعة بشكل أعمق».

* الفلك «رغبة ملحة» - شكلت هذه الدورة بالنسبة لرباب القديحي متنفساً لتحقيق بعض طموحاتها فهي التحقت بتخصص الجغرافيا لأنها لم تجد جامعة في السعودية تدرس علم الفلك، «رغبتي الاساسية وهدفي الاساسي هو علم الفلك، لكن في الجامعة صدمنا بالواقع لأن الجغرافيا التي ندرسها لا دخل لها بالفلك، في البداية درسنا معلومات ضئيلة والآن لا ندرس أي شيء عن الفلك». ولأن رباب تبحث عن المعرفة في مجال الفلك التحقت بالدورة، بالنسبة لرباب تشكل هذه الدورة فرصة للاستفادة من المعلومات «أتمنى لو ينظمون دورة مطولة، فأنا أفضل أن لا نكتفي بشهادة مشاركة وحضور، أنا أتمنى أن أتخصص في الجغرافيا الفلكية». تخلص رباب الى أن الفلك يشكل لديها «رغبة ملحة، لذا أحب أن أعيش بين الحين والآخر في البحر فأحلل حركات البحر وأعرّف من حولي بالمد والجزر مثلاً». وتختم بالقول «أحب أن أحقق ذاتي في هذا المجال».

ويبدو أن التحاق رملة العبندي (تخصص حاسب آلي) بهذه الدورة لم يكن من ضمن مخططاتها، فعلى الرغم من أنها فضولية بطبعها، إلا أن مشاركة زوجها في دورة مماثلة شكل حافزاً لها للمشاركة. «كنت أسأل زوجي عن النجوم وأحب أعرف ما هي النجوم الظاهرة وهو كان يشرح لي الكثير مما يعرفه، فقررت مقارعته». وهكذا كان «لم أكن أريده أن يعرف أكثر مني، لذا زاد فضولي لأعرف عن علم الفلك أكثر». وتلفت الى أن الناس يجهلون الكثير عن هذا العلم نحن نظن ان الكواكب كلها نجوم متشابهة في السماء لكن الواقع أن الأمر مختلف «الآن يمكنني أن أنظر الى السماء وأعرف الكثير فمثلاً قد نرى زحل كبقية الكواكب لكنه يظهر بالمنظار أجمل بكثير». وتوافق زينب التريكي (طالبة علوم ادارية) على فكرة جهل الناس بالفلك «قبل مشاركتي بالدورة كانت هناك أشياء لا أعرفها والآن توضحت لدي الصورة، فكل ما هو غامض بات أوضح». وصحيح ان الفلك لن يفيدها في حياتها العامة لكنه سينفعها إذ أنه شكل لها خلفية ثقافية عامة «الآن لدي معلومات عن الحركات الفلكية مثل الكسوف والخسوف وكيفية حدوثهما وتوقيتهما». وعن العلاقة بين مجال دراستها والفلك تشير زينب الى أنها أساساً لم تدرس العلوم الإدارية برغبة منها «لكن اليوم أتمنى التوسع في مجال علم الفلك». وهي لا تذيع سراً عندما تخبرنا «لم أتوقع أن علم الفلك جميل هكذا، فأنا لم أكن أحب مادة الجغرافيا ولأن علم الفلك يوحي للناس بأنه مثل الجغرافيا ظننته مملاً». وقد تعلمت زينب استعمال المنظار الفلكي «لذا مستقبلا قد استخدم المنظار وأراقب النجوم وأنا الآن متحمسة ومتشجعة لأخبر الصديقات بما تعلمته وأغيّر وجهة نظرهم حول علم الفلك». ولم يكن لدى صديقات نرجس آل حسين (هندسة عمارة داخلية) اي اهتمام بدورة علم الفلك إذ كان رد فعلهن «إنها دورة لا تنفعهن ولا تفيدهن». لكن بالنسبة لها الأمر مختلف فمع أنه لا دخل لتخصصها الجامعي بالفلك «لكنني أحب هذا العلم أحب النجوم والأبراج وهي تستهويني». ومن قبل كانت نرجس تقرأ عن الفلك لكنها لم تكن تعرف الكثير «الآن بات لدي خلفية من خلال برنامج الدورة صرت أعرف حركات الشمس والافلاك والنجوم وأعرف تأثيرها على الارض والناس». الرابط مع العمل قد يكون غير موجود لكن هناك رابطا بسيطا «قد يأتيني مشروع له علاقة بالفلك فأستفيد مما تعلمته». أما فتحية التريكي التي تحمل شهادة في الادب العربي فكانت تكره علم الجغرافيا والفلك، «مع أن جلساتنا الاجتماعية كلها تتمحور حول الفلك. فبمجرد لقائنا نسأل بعضنا كيف الأجواء مثلاً»، وبعد هذه الدورة تغيرت نظرتي لهذا العلم. وتشير فتحية الى أن الفلك قد يخدمها في تخصصها في الأدب العربي من خلال الوصف والتشابيه مثلاً «الآن معرفتي سطحية بالفلك لكن صرت أميز بين الأشياء وأحتاج لمزيد من الدورات لتعميق معرفتي». وتشير فتحية الى أنها قدمت من الأحساء لتشارك بالدورة وهي تتصل بصديقاتها لتشوقهن بما تعلمته من هذه الدورة «الآن تغيرت نظرتي لعلم الفلك وصرت أحب هذا العلم»، وتلفت الى أن الناس «كباراً وصغاراً لديهم نظرة للفلك على أنه علم جامد لكن يجب أن يعرفوا أن نظرتهم خاطئة».

* التنبؤات والأبراج الفلكية - وتجمع الصبايا المتدربات على أن الفلك ليس كما هو متعارف عليه في الصحف والمجلات من تنجيم او تنبؤات «الأبراج مثلاً عددها 13 وليس كما هو متعارف عليه 12 فقد تعلمنا من خلال الدورة أن العدد الصحيح هو 13»، توضح مروة. وتشرح زينب أن «ربط الأحداث الفلكية بالإنسان والأرض هو سد فراغ للبعض أو تسلية أو محاولة حل مشكلة ما من خلال التنبؤات». وأشار رئيس الجمعية الحالي المتخصص في علم الفلك وأستاذ مادة الفيزياء أنور صالح آل محمد إلى أن الدورة الفلكية المخصصة للسيدات وهي الأولى من نوعها «تأتي نتيجة اهتمام الجمعية بنشر المعرفة الفلكية بين الناس نساء ورجالاً». ويلفت الى أن الطلبات التي وصلت الى الجمعية من السيدات بتنظيم هذه الدورة هي التي شجعت الجمعية على القيام بهذه الخطوة. وقد أثنى آل محمد على المتدربات وعلى جهودهن المبذولة خلال الدورة لتفهم هذا العلم. ووعد بدورات مماثلة لاحقاً.

فعند الحديث عن الفلك قد يتبادر الى ذهن البعض أننا نتحدث عن الأبراج والتوقعات الفلكية، تلك التنبؤات التي تستهوي فئة لا بأس بها من الناس وخاصة النساء. لكن المتدربات يفندن هذه المقولة. ومن خلال الايام القليلة التي أمضينها بين الكواكب والنجوم تغيرت نظرتهن الى هذا العلم، فلم يعد كما يظنه البعض علماً جامداً وجافا فيبتعدون عنه، خوفاً من التعقيدات التي يحملها، والتي تظل فهم البعض قاصرا عنها. وبعد أن كان علم الفلك قديماً وسيلة من الوسائل الحيوية للإنسان لكن التطور لحق بعلم الفلك كغيره من العلوم، فلم يعد الناس بحاجة لبذل جهد شخصي لمعرفة طريقهم من خلال مراقبة النجوم، أو توقع حصول المد والجزر أو غير ذلك، فانصرف الناس عن هذا العلم على الرغم من أنه علم ملحّ. وتؤكد المتدربات أن الفلك علم مهم وضروري للناس.

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×