منجمّة فضائية تنصح سعوديا بتأجيل الحج 3 أشهر

[سلمان رمضان 0]

كذب المنجمون ولو صدقوا, لكن في الحالة التي أمامنا (ضرب المنجمون ضربتهم فأتت بكذبة لا رجعة فيها). اتصل أحد المستمعين السعوديين براديو مونت كارلو للمشاركة في برنامج خاص أذيع في رأس السنة حول توقعات ونصائح المنجمين للعام الجديد لتستقبله المذيعة بالسؤال عن برجه وتاريخ ولادته. فما كان بعد أن أجاب إلا أن بادرته المنجمة بالسؤال عن مشاريعه المقبلة ليرد الشاب السعودي بالقول إنه يجهز للسفر للحج هذا العام وبسرعة دون تفكير مسبق ردت عليه المنجمة " فيك تأخره شي شهرين تلاتة ". ربما يقول قائل إن المحللة على دين ثان وبالتالي فهي معذورة, لكن أليست فريضة الحج بالشهرة التي تجعل وقتها معلوم حتى لغير المسلمين؟

هكذا كان مستوى العلم بأمور معلومة لمن تدعي العلم بأمور خافية لتظهر بجلاء مع ضحكات الشاب السعودي سخافة العلم الذي تدعيه و"الرغبة الجامحة غير المبررة لشبابنا في تضييع وقته في أمور لا يؤمن بصدقيتها.

ويتخذ هؤلاء المنجمون مدارات الفلك ومواقع النجوم مراجع لتوقعاتهم التي يبنون عليها نصائحهم لمن يطلبون ذلك ويتم من خلالها التوقيت الأفضل لأمور مهمة كالسفر والزواج والعلاقات العاطفية في اتجاههم الذي سبقهم إليه الكاهن والعراف الأشهر على مدى القرون "نوستراديموس" والذي لم يكن عاديا في هذا الشأن إذ توقع أحداث مهمة خلال الألفي عاما اللاحقة لعهد الإمبراطورية الرومانية ويصل مدى توقعاته إلى عام 2997. وأظهر هذا العراف نبؤاته على شكل رباعيات كانت أشهرها تلك التي أسرها لزوجة يوليوس قيصر قائلا على شكل أشعار إن الأسد الصغير سيقتل الأسد الكبير ويموت القيصر ميتة شنيعة بأن يخترق رمح ابنه عينه ثم دماغه.

ويتقدم نوستراديموس بخطوة عملية في تنبؤاته بأن ينحني لأحد الرعاة في مراعي إيطاليا قائلا له" إني أنحني لقداستكم" ليموت بعد ذلك بعشرين عاما والراعي لم يبرح مرعاه حتى بدأ في الترقي من قس إلى كاهن إلى أن وصل إلى قمة الهرم العلمي بأن انتخب بابا للرومان.

ووصلت قمة الشهرة للرجل الذي عاش في القرون الوسطى قبل أعوام قليلة حين خرجت تنبؤاته بحوادث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) للنور مع أنه قبل ذلك بعامين كان قد توقع خروج "شيطان الرعب" في الشهر السابع من عام 1999 لتصدق معه مقولة "كذب المنجمون ولو صدقوا".