سالم الجعيدي 0 Report post Posted March 19, 2005 تظل معرفة الأتجاهات الأصلية أو الفرعية من المسائل الحيوية في العديد من المجالات العلمية ويحلو لبعض هواة الفلك القيام بتوجيه عدسات مناظيرهم الفلكية أو جهاز الثيودولايت نحو نجم القطب الشمالي تطبيقاً منهم للقاعدة التي تنص على أن ارتفاع القطب تعادل عرض البلد وهي قاعدة كان ربابنة السفن وقباطنة البحر يسترشدون بها في أسفارهم لمعرفة مواقعهم الجغرافية إلا أن هواة الفلك قد يجدون الفرق هائلاً بين قياساتهم وبين الواقع المعروف عن درجة عرض مدينتهم والذي قد يبلغ الفرق بينهما درجة كاملة وقد بعث لي أحد الزملاء سؤالاً يستفسر عن سبب الأختلاف هذا فرأيت أن شرح هذا الموضوع في المنتدى قد تعم به الفائدة لدى القراء وبداية فإننا نؤكد أنه من الناحية الهندسية فإن الزاوية المصنوعة بين الأفق والقطب تماثل الزاوية المصنوعة بمركز الأرض بين خط الأستواء والبلد المفروض أي أن قياس ارتفاع القطب عن الأفق تعطي نفس درجة العرض الجغرافي للبلد والمقصود بالقطب هنا هو الطرف الشمالي لمحور الكرة الأرضية والنجوم التي توصف بأنها أبدية الظهور هي تلك القريبة والمجاورة للقطب الشمالي فهي لا تشرق ولا تغرب على أفق البلد وأنما تبقى موجودة فوق الأفق الشمالي وأشهرها مجموعة نجوم الدب الأكبر والأصغر والتنين والزرافة وذات الكرسي ولو أن أحدنا تابع رصد هذه المجموعات فسيلاحظ أن جميعها تدور حول القطب كدوران الرحى في مسارات دائرية ، ويحتل القطب السماوي مركز هذه المسارات الدائرية ، إلا أن هذا القطب السماوي هو عبارة عن نقطية وهمية لا يرى بالعين ولا يوجد علامة تدل عليه سوى نجمة هي أقرب النجوم لها ( alpha ursa minor ) أي ألمع نجوم الدب الأصغر ويسمى أيضاً ( polaris ) أي النجمة القطبية لأنه يقوم مقام القطب لذلك علينا أن نميز بين القطب السماوي الذي هو محور العالم وبين النجمة القطبية والتي تبعد بأكثر من نصف درجة قوسية من القطب السماوي وبالتالي فإن نجمة القطب مثلها مثل بقية النجوم تدور حول القطب السماوي في مسار دائري الأمر الذي يجعل قياسات ارتفاعها يزيد أو ينقص عن درجة العرض الجغرافي وذلك لعدم ثبات موقعها ، كذلك يتذبذب معها زاويتها السمتية وتعيين الشمال الحقيقي بها الأمر الثاني الذي يؤثر في حساب ارتفاع النجم هو الأنكسار الفلكي فإن الشعاع القادم من الفضاء لا يبلغ سطح الأرض إلا بعد أن يتعرض لأنكسار في مساره بفعل طبقات الغلاف الجوي ، مما يجعل المشاهد يرى النجم أعلى في ارتفاعه من موقعه الحقيقي ، لذلك لأجل التصحيح لابد أن نطرح مقدار الانكسار من الأرتفاع المأخوذ بالقياس ويحسب مقدار الأنكسار( R ) وفق المعادلة R = 0.0167 / Tan ( H + 7.31 / ( H + 4.4 )) H هو الأرفاع المرصود بجهاز الثيودولايت الأمر الثالث : الأخطاء الفنية الدقيقة بالجهاز إما أثناء التصنيع أو التركيب فيحدث بسبب ذلك أن يعطي الجهاز قراءات للأرتفاع تعوزها الدقة ، ورغم أن هذه الأخطاء الفنية قليلة الحدوث إلا أنه يجب على الراصد أن يقوم بتضبيط ومعايرة جهاز الثيودولايت ( التصفير ) وذلك من خلال مقارنة ارتفاع أجرام سماوية بما هو محسوب في الجداول الفلكية ، وحاصل الفرق بينهما هو خطأ قراءة الجهاز ويتأكد صحة الحصول على مقدار خطأ الجهاز من خلال ثبوت هذا الفارق في جميع الأرصاد مثال ذلك أننا قمنا برصد ارتفاعات خمسة نجوم من القدر الأول ، وطرحنا من الجميع إنكسار الغلاف الجوي ثم قارنا الحاصل بما هو محسوب في الجداول الفلكية فكان الفارق في جميع الأرصاد هو 17 دقيقة مثلاً ، فهذا يدل أن الخطأ الفني للجهاز هو 17 دقيقة التطبيق النظري للرصد توخياً للأختصار فقد أغفلنا هنا عامل درجة الحرارة لأن رصد النجم القطبي يقع بالمساء وكذلك أغفلنا عامل الضغط الجوي لضعف تأثيره في حساب الأرتفاع A = الأرتفاع المرصود بالجهاز R = مقدار الأنكسار B = A – R C = الزمن النجمي المحلي لوقت الرصد G = ميل النجم القطبي E = 90 – G F = المطالع المستقيمة للنجم القطبي K = ( C – F ) * 15 ارتفاع النجم القطبي عن القطب السماوي ( L ) L = E * COS ( K ) إذا كان حاصل L بالموجب فذلك يدل أن النجم أعلى القطب السماوي وإن كان بالسالب فالنجم يقع أسفل القطب وبناء على ذلك يمكن معرفة عرض البلد الجغرافي Latitude وفق المعادلة Latitude = B - L ثانياً حساب الزاوية السمتية للنجم AZ وتعيين الشمال الحقيقي بداية نحسب مقدار الأنحراف M SIN ( M ) = SIN ( K ) * COS ( G ) / COS ( B ) AZ = 360 - M من معادلة حساب الأنحراف نجد أنه إذا كان الزمن النجمي المحلي يساوي المطلع المستقيم للنجم فإن K = zero وعليه يصبح مقدار الأنحراف = صفر لأن SIN ( ZERO ) = 0 أي أن النجم في تلك الساعة بلحظة المرور العلوي من القطب السماوي وبالتالي فإن الأتجاه نحو النجم يوافق الأتجاه لعين الشمال الحقيقي ومثله ما إذا كان الفرق بين الزمن النجمي المحلي والمطلع المستقيم للنجم القطبي يساوي 12 ساعة فإن SIN ( 180 ) = 0 وهذا يكون عند مرور النجم اسفل القطب مثال على ماسبق هذا المثال مذكور في كتاب الملاحة البحرية ( THE NAUTICAL ALMANAC ) لعام 2000 للميلاد والتي تصدر سنوياً عن البحرية الأمريكية والبريطانية بتاريخ 21 إبريل عام 2000 م تم رصد النجم القطبي الساعة 23:18:56 بتوقيت غرينتش من على خط طول 37 درجة و 14 دقيقة غرب غرينتش وكان ارتفاع النجم المرصود 49 درجة 32 دقيقة 27 ثانية المطلوب حساب العرض والزاوية السمتية للنجم القطبي أولاً : A = 49 32 27 نحسب مقدار الأنكسار الفلكي R R = 0.0167/Tan(49.54083+7.31/(49.54083+4.4)) = 0.014174 THEN B = 49 32 27 - 0.014174 = 49.526658 C = 10:51:19 G = 89 15 54 E = 90 – 89.265 = 0.735 F = 2:30:29 K = ( 10:51:19 - 2:30:29 ) * 15 = 125 12 30 L = 0.735 * COS ( 125 12 30 ) = -0.4237651 حيث أن الأشارة بالسالب إذن النجم يقع أسفل القطب الشمالي LATITUDE = 49.526658- ( -0.4237651 ) = 49 57 1 ثانياً حساب الزاوية السمتية AZ SIN (M ) = SIN ( 125.20833) * COS ( 89.265 ) / COS ( 49.526658 )= 0.92521 AZ = 360 – 0.92521 = 359.0747 AZ = 359 4 29 ملاحظة المثال السابق محلول في كتاب البحرية THE NAUTICAL ALMANAC كالآتي العرض 1 57 49 الزاوية السمتية 395.1 بفارق يسير جداً لا يضر سالم الجعيدي Share this post Link to post Share on other sites
Mohamad Magdy 0 Report post Posted April 1, 2005 احسنت أخى العزيز سالم شكرا جزيلا على مساهماتك القيمة جدا محمد مجدى Share this post Link to post Share on other sites
moonshine 0 Report post Posted April 2, 2005 شكراً أخي على المعلومات إن شاء الله هل معلومات ستفيدني في الرصد هل الموضوع من المواضيع المميزة Share this post Link to post Share on other sites
حيدر الموسوي 0 Report post Posted September 27, 2006 اخي العزيز اضيف الى معلوماتك ان القاعدة المذكورة هي من اكتشاف العرب فمتى نصبح مثل اسلافنا Share this post Link to post Share on other sites
محمد آل رضوان 0 Report post Posted September 28, 2006 أشكر مشتركتك أخي حيدر! لتعم الفائدة - كما قالها أخونا المتميز سالم - هلا ذكرت ما القاعدة بالضبط التي أكتشفها العرب. فمقال الأخ سالم فيها قواعد عديدة. أرجو ذكر المصدر وحبذا أن يكون من مصدره الأصلي. Share this post Link to post Share on other sites
