هل هناك أكوان أخرى ؟

[فاطمة 0]

هل هناك أكوان أخرى ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

طبقا ً لنظرية النسبية لآينشتاين فإن الكون مقوس أو منحن ٍ أو هو على شكل فقاعة هائلة ، وثبت علميا ً أن الكون بدأ بانفجار عظيم ذرة متفردة غير عادية تعرف باسم المتفردة الكونية Singularity ، ولكن ماتعريف الكون أصلا ً Universe ؟ في الواقع ليس هناك تعريف محدد وقاطع للكون ،فهناك تعريفات متعددة تتفق على أن الكون هو كل الأجسام السماوية والظواهر الكونية المرصودة أو المفترضة ، أو أن الكون هو كل الأشياء المخلوقة والقائمة والتي ينظر إليها كوحدة مجمعة ، وهي على أية حال 100 ألف مليون مجرة تقريبا ً .

 

ونظرية الانفجار العظيم لم تشرح لنا كيف تواجدت أصلا ً هذه الذرة الفريدة من المادة الصافية ومم تتكون ؟ وحتى نظرية التضخم Inflation التي وضعت لتفسير نظرية الانفجار العظيم وتكوين المادة الخاصة من خلال الدقائق الثلاث الأولى لم توضح لنا ما الذي تكون بعد الانفجار وهل هي فقاعة كونية واحدة Bubble أو أكثر ؟ ومن الصعب القول ما الذي أمكن للانفجار العظيم أن يحدث ؟

أو أن الفقاعة الكونية التي نسكنها ماهي إلا واحدة من فقاعات كونية أخرى تتمدد في كون عظيم أكبر أتساعا ً ؟ وتأتي الصعوبة هنا من أن معظم النظريات العلمية الحالية حديثة العهد نسبيا ً ، بل أن بعضها يتعارض مع البعض الآخر .

 

ومازالت المعرفة البشرية قاصرة عن الإلمام بالمعرفة الكلية التي يمكن أن تتفهم أدق مكونات الكون من الجسيمات داخل الذرة ، إلى الأبعاد العظيمة والضخمة لنظام الكون ويكفي أن كل مانعرفه عن نظام الكون في علم الفلك الحديث اكتشف في منتصف العشرينيات من القرن الماضي فقط ، وتتضاعف معلومتنا عن الفضاء بطريقة مذهلة كل عقد .

 

كما أن الصعوبة تأتي أيضا ً عند الأخذ في الاعتبار بمبدأ عدم اليقين في النظرية الكمية والذي يضع حدودا ً لمعرفة خصائص وحركة الجسيمات داخل الذرة ،كما أن هذا المبدأ ينطبق على الكون كله مثل النظرية نفسها . فاحتمال وجود فقاعة كونية أخرى غير التي نسكنها احتمال ناقشه العلماء بالرياضيات العالية البحتة ، ولكن الإجابة تعتمد على الشروط الحدية عند لحظة بداية ( الزمن – الفضاء ) بعد الانفجار العظيم مباشرة . أي ضرورة معرفة الشكل الابتدائي للكون أولا طالما أن تطور الكون بعد ذلك تم بناء على قوانين يمكن إدراكها . وفي منتصف الثمانينيات أعلن العالم الأمريكي آلان جوت Alan Guth صاحب نظرية التضخم ، وكذلك العالم الروسي أندريه ليندى Andre linde وفي وقت وأحد ودون اتصال بينهما ، أن حساباتهما الرياضية تؤكد أن الانفجار العظيم أوجد أكثر من فقاعة كونية ، وعندما مر الكون الوليد بالحالة المفرغة في الدقائق الأولى بعد الانفجار لتكوين وطبخ المادة في درجة حرارة وكثافة عالية . وان هذه المادة تناثرت أصلا ً إلى أجزاء متباعدة لا صلة بينها ، وكل منها تضخم بعد ذلك مكونا ً فقاعة كونية كما أن كل منها يمكن أن يشكل من بعدين إلى 11 بعدا ً ، وقد تصادف أن الفقاعة الكونية التي نسكنها لها أربعة أبعاد فقط بقوانينها لا تصلح بالتأكيد لأية فقاعة كونية أخرى لها أكثر من هذه الأبعاد الأربعة ، إذ إن لكل فقاعة كونية قوانين مختلفة تماما ً ، والخلافات شديدة بين العلماء كل يقدم أدلته بالمعادلات الرياضية .

 

 

يتبع

 

تحياتي

وشكرا ً