Jump to content
Sign in to follow this  
Mohamad Magdy

التقـويم الهجـرى

Recommended Posts

السلام عليكم ورحمة الله

 

التقـويم الهجـرى

 

 

تمهيد تاريخى التاريخ العربى القديم

مقدمة تاريخية عن التقويم عند العرب فى الجاهلية قبل الإسلام

 

لما خلق الله تعالى الإنسان نظر إلى الشمس والقمرلأنها أكبر الكواكب إليه فنظر إلى الشمس وعرف أنها عندما تكون فى نقطة معينة ثم تعود إليها مرة ثانية مثلا تكون فى أول الصيف ثم تعود إليه مرة ثانية تكون قطعت حوالى 365 يوم وربع يوم فسموها سنة ثم نظروا إلى القمر وجدوه من حين ما تفارق الشمس أول الصيف مثلا حتى تعود إليه مرة ثانية يكون القمر دار حول الأرض عدد 12 دورة فسموا دورة القمر شهرا وجعلوا السنة إثنى عشر شهرا حسب دورات القمر فى السنة ثم نظروا إلى القمر وجدوه يتغير كل عدد 7 أيام فبعدما يكون هلالا مثلا يكون أحدبا ثم يكون بدرا ثم يعود أحدبا ثم يكون محاقا وهلالا . أعنى الإجتماع والتربيع الأول والإستقبال والتربيع الثانى ثم الإجتماع .

ومن ذلك قسموا الشهر إلى أسابيع . ونظروا أيضا إلى الأرض ودورانها حول نفسها فينتج من كل دورة ليل ونهار فسموه يوما فالسنة عرفت من الشمس والشهر والأسبوع عرفا من القمر واليوم عرف من الأرض وقد عرفت العرب السنة وشهورها الإثنى عشر وجعلوا لكل شهرا إسما وهى المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأول وجمادى الثانى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذى القعدة وذو الحجة . وقد قيل فى علل أسامى هذة الشهور أقاويل منها أنه فى تسمية المحرم بهذا الإسم أنه لكونه من جملة الحرم أى المحرم فيها القتال عند العرب وصفر لإمتيازهم فى فرقة تسمى صفرية وقيل لكثرة سفرهم فيه وشهرى الربيع للزهر والأنوار وتواتر الأندية والأمطار وهو نسبة إلى طبع الفصل الذى نسمية نحن الخريف وكانوا يسمونه ربيعا وشهرى جمادى لجمود الماء فيها ورجب لإعتمادهم الحركة فيه لا من جهة القتال والرجبة العماد ومنه قيل عذق فرجب وشعبان لتشعب القبائل فيه وشهر رمضان للحجارة ترمض فيه من شدة الحر وشوال لإرتفاع الحرارة وإدباره وذى القعدة للزومهم منازلهم وذى الحجة لحجهم فيه ويوجد للشهور العربية أسم أخرى قد كان أوائل العرب يدعونها بها وهى :

المؤتمر - ناجر -خوان - صوان - ختم - زباء - الأصم - عادل - نافق - واغل - هواع - برك.

وقد توجد هذة الأسماء مخالفة لما أوردناه ومختلفة الترتيب

رواية المسعودى رواية البيرونى

ناتق ثقيل طليق ناجر سماح أمنح أحلك كسع زاخر برط حرف نعس 1- المؤتمر 2- ناجر 3- خوان 4- صوان 5- حنتم أو حنين 6- زباء 7- الأصم 8- عادل 9- نافق 10- واغل أو وغل 11- هواع أو رنه 12- برك

 

ويلاحظ أنه ليس هناك إتفاق إلا فى شهر ناجر وإن إختلف ترتيبه فيهما . ومعظم أسماء الشهور التى ذكرها المسعودى لم ترد فى المحيط أو لسان العرب على أنها أسماء شهور . وبعضها يتعذر ضبطه أو فهم معناه مثل برط وكسع ونعس وربما كان المقصود بها ما يأتى :

برط تحريف لبرك من برك البعير

كسع من كسع أى ضرب خلفه بيده كما تفعل الناقة بذيلها والإسم كسع

نعسع من نعس بمعنى نام نوما خفيفا والإسم نعس

 

والأسماء التى ذكرها البيرونى فتكاد تكون متفقة مع ما ورد فى كتب اللغة من أنها أسماء شهور . ونذكر فيما يلى معانى هذة الأسماء لغويا وإن كنا لا نعرف الأسباب الحقيقية لربط هذة المعلنى بالشهور .

 

 

الإسم الحالى

معانى الأسماء القديمة للشهور

المحرم

صفر

ربيع الأول

ربيع الثانى

جمادى الأول

جمادى الآخرة

رجب

شعبان

رمضان

شوال

ذو القعدة

ذو الحجة

 

 

الإسم القديم

 

المؤتمر

ناجر

خوان

صوان

حنتم أو حنين

زباء

الأصم

عادل

نافق

واغل أو وغل

هواع أو رنه

برك

 

 

 

كما نظمها أحد الشعراء فى شعره :

بمؤتمر وناجز إ بدأنــا وبالخوان يتبعه الصـ ـوان

وربى ثم إيدة تلــــيه تعود أصم أصم به السنــان

وعادلة وناطلة جـــعا وواغلة فهم غرر حســـان

وورنة بعدها برك فتمـت شهور الحول يعربها اللسـان

ومعنى هذة الأسماء على ما ذكر فى كتب اللغة هى هذة أما المؤتمر فإن معناه أن يأتمر بكل شىء مما يأتى به السنة من أقضيتها . وأما ناجر فهو النجر وهو شدة الحر كما قال الشاعر :

صرى أسن يزوى له المرء وجهه ولو ذاقه الظمآن فى شهر ناجر

وأما خوان فهو على مثال فعال من الخيانة . وكذلك صوان على مثال فعال من الصيانة وهذة المعانى كانت إتفقت لهم عند أول التسمية . وأما ازباء فهى الداهية العظيمة المتكاثفة سمى لكثرة القتال فيه وتكاثفه . وأما البائد فهو أيضا من القتال إذ كان يبيد فيه كثير من الناس وجرى المثل بذلك العجب كل العجب بين جمادى ورجب . وكانوا يستعجلون فيه ويتوخون بلوغ ما كان لهم من الثأر والغارات قبل دخول رجب وهو شهر حرام وأما الأصم فلأنهم كانوا يكفون عن القتال فلا يسمع فيه صوت سلاح وأما الواغل فهو الداخل على الشراب ولم يدعوه وذلك لهجومه على شهر رمضان وكان يكثر فى شهر رمضان شربهم للخمر لأن ما يتلوه هى شهور الحج . وأما ناطل فهو مكيال للخمر سمى به لإفراطهم فى الشرب وكثرة إستعمالهم لذلك المكيال . وأما العادل فهو من العدل لأنه من أشهر الحج وكانوا يشتغلون فيه عن ناطل . وأما الرنة فلأن الأنعام كانت ترن فيه لقرب النحر وأما برك فهو لبروك الإبل إذا أحضرت المناحر .

وأحسن من النظم الذى ذكرنا نظم الصاحب إسماعيل بن عباد لها وهى هذة :

أردت شهور العرب فى الجـاهلية فخذها على سرد المحرم تشــترك

بمؤتمر يأتى ومن بعد نــــاجر وخوان مع صوان يجمع فى شرك

حنين وزبا والأصم وعـــــادل ونافق مع وغل وورنة مع بــــرك

وهذان النوعان من الأسماء للشهور وإن كانت أسباب تسميتها كما رويته فالواجب أن يكون بين وقتى التسميتين بوقت وإلا لم يصح ما قيل فيها من التفاسير وأورد من التعليل . فإن صفر فى أحدهم هو صميم الحر وفى الأخر شهر رمضان ولا يمكن ذلك فى وقت واحد أو وقتين متقاربين وكانوا فى الجاهلية يستعملونها على نحو ما يستعمله أهل الإسلام . وكان يدور حجهم فى الأزمنة الأربعة ثم أرادوا أن يحجوا فى وقت أدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك وأن يثبت ذلك على حالة واحدة . وفى أطيب الأزمنة . وأخصبها فتعلموا الكبس من اليهود المجاورين لهم قبل الهجرة بقريب من مائتين سنة فأخذوا يعملون بها ما يشاكل فعل اليهود من إلحاق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرا بشهورها إذا تم . ويتولى القلامس من بنى كنانة بعد ذلك أن يقوموا بعد إنقضاء الحج ويخطبون فى الموسم وينسئون الشهر ( أى يؤخروه ) ويسمون التالى له بإسمه فيتفق العرب على ذلك ويقبلون قوله . ويسمون هذا من فعلهم النسىء لأنهم ينسأون أول السنة فى كل سنتين أو ثلاث : شهرا : على حسب ما يستحقه التقدم قال قائلهم : لنا ناسىء تحت لوائه يحل إذا شاء الشهور ويحرم

وقد كان العرب يحجون إلى الكعبة منذ أقدم العصور وكانت لهم أسواق يقصدونها لتبادل التجارة وتناشد الأشعار والتفاخر بالبطولات وأهم هذة الأسواق هى :

1- عكاظ : ويبدأ سوقها من أول ذى القعدة ويستمر 20 يوما .

2- مجنة : ويعقد بعد عكاظ حتى نهاية شهر ذى القعدة .

3- ذو مجاز : وتبدأ من أول ذى الحجة حتى الثامن منه حيث ينصرفون إلى عرفة لأداء مناسك الحج وليكونون آمنين من الحرب جعلوا أربعة من شهورهم حرما وهى رجب ثم ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ويقعدون فيها عن القتال لكنهم كرهوا أن ينقطعوا عن شن الغارات والقتال فإنتهكوا حرمة الأشهر الحرم فكانوا يحلون ذلك بالتأويل وهو أن ينسئوا تحريمها إلى مواعيد أخرى لتبقى الأشهر الحرم أربعة فيؤخرون شهر محرم إلى صفر ورجب إلى شعبان ويروى أنهم يسقطون المحرم ثم يقولون صفران لصفر وربيع الأول ثم يقولون جماديان جمادى الأخرى ولرجب ثم يقولون لشعبان رجب ثم يقولون لرمضان شعبان ثم يقولون لشوال رمضان ويقولون لذى القعدة شوال ثم يقولون لذى الحجة ذا القعدة ثم يقولون للمحرم ذا الحجة فيحجون فى المحرم . ويقول الرواة أن أول من نسأ الشهور عمرو بن لحى وهو أول من دعا الناس إلى عبادة الصنم " هبل " ويقال أن أول من نسأ الشهور هو " القلمس " حذيفة بن فقيم بن عامر بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة ثم قام بعده ولده عباد ثم قام بعد عباد إبنه قلع ثم قام بعد قلع إبنه أمية ثم قام بعد أمية إبنه عوف ثم إبنه أبو ثمامة جناده وعليه ظهر الإسلام ويطلق عليهم النسأة وأحيانا القلامس والقلمس أى البحر الزاخر . وتفيد الروايات أن العرب بعد فراغهم من الحج يجتمعون إلى القلمس حيث ينادى بأعلى صوته : أنا الذى لا أخاف ولا أعاف ولا مرد لما قضيت أنى أحللت شهر كذا وفى رواية أخرى أنه كان يقول أنا الذى لا أهاب ولا أعاب . ومن الأشعار التى تروى فى ذلك قول الشاعر كنانة :

فذا فقيم كان يدعى القلمسا وكان للدين لهم مؤسسا

مستمعا من قومه مرأسا

وقال أخر: مابين دورة الشمس والهلال يجمعه جمعا لدى الأجمال

حتى يتم الشهر بالأجمال

وقال شاعر أخر: لقد علمت معد بأن قومى كرام الناس أن لهم كراما

ألسنا الناسئين على معد شهورا الحل نجعلها حراما

فأى الناس لم ندرك بوتر وأى الناس لم تعلك لجاما

 

ومعلوم أن السنة القمرية لا تتفق مع فصول السنة الشمسية ولذا فإن مواسم العرب كالأسواق والحج تأتى أحيانا فى أوقات أخرى غير سياحية فيكون الإرتحال مضنيا لهم بسبب الحر القائظ والبرد القارس ولقد إختلف المؤرخون فى الطريقة التى يتبعها العرب فى كبس شهورهم ليكفلوا التوافق بين الشهور والفصول ولتكون مواسمهم فى الفصول المناسبة لإقامتها ومن الممكن أ،هم إتبعوا أحد الطرق التالية :

أشهر طرق النسىء بالكبس

1- إضافة 9 شهور لكل 24 سنة كما يروى البيرونى والمقريزى .

2- إضافة 7 شهور لكل 19 سنة وهى الطريقة التى يتبعها اليهود وهو رأى حاجى خليفة واضع كتاب

كشف الظنون.

3- إضافة شهر واحد لكل 3 سنوات كما يروى المسعودى وأبو الفدا.

وهناك شك كبير فى صدق الرواية الأولى لأن العرب لم يكونوا بدرجة من الثقافة تمكنهم من

إبتكار

مثل هذة الدورة الشمسية القمرية وهى لا تتفق مع الحقيقة للسبب الأتى :

24 سنة قمرية + 9 شهور قمرية = 297 شهرا قمريا

دقيقة ساعة يوم

= 48 13 8770

فى حين أن 24 سنة شمسية = = 30 19 8765

فهناك فرق قدرة = = 18 18 4

 

والطريقة الثانية هى التى كان يستعملها يهود أورشليم . وقد وضعت بنظام دقيق سليم . وكانت سر لا يعرفه إلا كبار الأحبار بأورشليم ولا يذيعونه لأحد مع الإكتفاء بإيفاد رسل إلى البلاد الأجنبية لإخطار اليهود فيها بمواعيد الأعياد والمواسم . وفى سنة 358 ميلادية إضطر هيلل الثانى رئيس المجمع الدينى بأورشليم أن يذيع نظام التقويم العبرى نظرا للإضطهاد الشديد الذى تعرض له اليهود فى الإمبراطورية الرومانية وتعذر الإتصال بهم . وكان فى يثرب قبائل يهودية كبيرة ، عرفت نظام التقويم وإتبعته فى كبس الشهور وتنظيم السنة الشمسية القمرية . وهناك شك فى أنها أذاعته للعرب أو أن العرب إستطاعوا فهمه وتطبيقه لما يستلزمه من دقة الحساب وإتباع قواعد أساسية كثيرة . ولو كان العرب إتبعوا هذة الطريقة لأصبحت سنتهم الشمسية القمرية

 

صحيحة وصار الحج فى موسم ثابت لا يتعداه . ولكن البيرونى يخبرنا أن العرب بالرغم من كبسهم شهرا وجدوا أن شهورهم مازالت تأتى متقدمة فإضطروا لكبس شهر آخر . وفى هذا دليل على أن العرب لم يستعملوا طريقة اليهود فى الكبس .

أما الرأى الثالث وهو إضافة شهر لكل 3 سنين فالمرجح أن العرب إتبعوه ، أدركوا فكرة الكبس من اليهود وطبقوها بنظام سهل خال من التعقيد وهو جعل كل سنة ثالثة محتوية على 13 شهرا بدلا من 12 شهر .ويروى البيرونى أن أول من تعلم الكبس

ويروى البيرونى أيضا أن العرب بدأوا بإستعمال الكبس قبل الإسلام بنحو 200 سنة أى سنة 412 ميلادية تقريبا . ويرجح تصديق هذة الرواية لأن أسس التقويم العبرى لم تذع ليهود يثرب إلا بعد سنة 358 مييلادية ولم يكونوا بدرجة من الثقافة تمكنهم من هضمه وتطبيقة بسرعة والغالب أنهم ظلوا متصلين بفلسطين ردحا من الزمان إلى أن أتقنوه ثم شرحوه للعرب فأخذوا عنه فكرة الكبس وطبقوها بطريقة سهلة .

وطريقة كبس شهر كل 3 سنين لم تكن دقيقة لأن :

3 سنين قمرية + شهرا = 37 شهرا قمريا

دقيقة ساعة يوم

= 8 25 1092

فى حين أن 3 سنين شمسية = 26.3 17 1095

فهناك فرق مقداره = 18.3 2 3

 

ولكن العرب ونسأتهم لم يفطنوا إلى هذا الفرق فى أول الأمر لأنه لم يبعد موسم الحج عن موعده الذى عينوه إلا بقليل من الزمن ولكن بدأ يبعد موسم الحج بمرور السنين . وتقول الروايات أنهم جعلوا اليوم العاشر من ذى الحجة واقعا فى الخريف فبعد نحو 90 سنة مع إتباع طريقة كبسهم يقع هذا الشهر فى الصيف ولا شك أن النسأة أدركوا خطأهم أو ذاك وعدلوا عن الطريقة التى إتبعوها فى الكبس ولا يعرف بالضبط متى حدث ذلك .

ولما بدأ النسأة بتطبيق الكبس وحددوا موعدا لموسم الحج وضعوا أسماء الشهور المستعملة االأن . وبمراجعة ما ذكرناه عن هذة الشهور نجد أنهم جعلوا خمسة متفقة مع الفصول التى وقعت فيها إذ ذاك وهى ربيع الأول وربيع الأخر وجمادى الأولى وجمادى الأخرى ورمضان وجعلوا أربعة أخرى دالة على حرمة الأشهر الحرم وهى المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة . أما الثلاثة الباقية وهى صفر وشعبان وشوال فتشير إلى مناسبات تقع فيها . والمرجح أن هذة الأسماء وضعت سنة 412 ميلادية ففى هذة السنة بدأ الكبس حسب رواية البيرونى .

النسىء بتأجيل حرمة أحد الشهور المحرمة

لا يعرف بالضبط متى بدأ العرب بإستعمال هذا النوع من النسىء ولكنه إستمر إلى ما بعد الهجرة . وكان العرب إذا فرغوا من حجهم ذهبوا إلى القلمس فيصعد على موقف الخطابة فى عرفة ويقول " أنا الذى لا أعاب ولا أخاب ولا يرد لى قضاء " فيقولون " صدقت " ثم يحرم الأشهر الأربعة . فإذا أرادوا أن يحل منها شهرا أحل المحرم وحرم صفرا مكانه قائلا " اللهم قد أحللت لهم أحد الصفرين الصفر الأولى ونسأت الأخر للعام المقبل " ولا تتعدى هذة الطريقة نقل حرمة المحرم إلى الشهر التالى .

تحريم النسىء

يقول الحق جل شأنه فى محكم آياته فى سور براءة الآية 36و 37 بسم الله الرحمن الرحيم " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة أشهر حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين . انما النسىء زيادة فى الكفر يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء عملهم والله لا يهدى القوم الكافرين . صدق الله العظيم . ولكن هل يقصد بهذا التحريم نوعا من انسىء بالكبس وبتأجيل حرمة أحد الأشهر المحرمة . إن نظام الكبس ثابت لا يتغير من عام لآخر ولا يتفق مع قوله تعالى " يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله " . ولذلك يرجح أن يكون المقصود بالنسأ فى الأيتين المتقدمتين تلك الطريقة التى كان العرب يتبعونها للتلاعب بالشهور الحرام تبعا لأهوائهم وميلهم للقتال . ويعززذلك أن طريقة الكبس هذة قد أهملت قبل الإسلام بعد أن إتضح أنها لا تكفل بين السنين والفصول .

إن الزمان قد إستدار

وقد حرم النسىء فى السنة العاشرة من الهجرة . ففى هذة السنة حج النبى صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وفى مساء يوم التاسع من ذى الحجة خطب خطبته الجامعة وجاء فيها : أيها الناس إنما النسىء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله ألا وأن الزمان قد إستدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض وإن عدة الشهور اثنا عشر شهرا أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مفرد الذى بين جمادى وشعبان .

وكان النسىء الأول لمحرم فسمى صفر به . وشهر ربيع الأول بإسم صفر ثم والوا بين أسماء الشهور . وكان النسىء الثانى لصفر فسمى الذى كان يتلوه بصفر أيضا وكذلك حتى دار النسىء فى الشهور الإثنى عشر وعاد إلى المحرم فأعادوا بها فعلهم الأول وكانوا يعدون أدوار النسىء ويجدون بها الأزمنة فيقولون قد دارت السنون من زمان كذا إلى زمان كذا دورة فإن ظهر لهم مع ذلك تقدم شهر عن فصله من الفصول الأربعة لما يجتمع من كسور سنة الشمس وبقية فضل ما بينهما وبين سنة القمر الذى الحقوه بها كبسوها كبسا ثانيا . وكان يبين لهم ذلك بطلوع منازل القمر وسقوطها ( أى غيابها ) حتى هاجر النبى صلى الله عليه وسلم وكانت نوبة النسىء كما ذكرت بلغت شعبان فسمى محرما وشهر رمضان صفر فإنتظر النبى صلى الله عليه وسلم حينئذ حجة الوداع وخطب الناس وقال فيها ( ألا وأن الزمان قد إستدار كهيئة خلق الله السماوات والآرض ) عنى بذلك أن الشهور قد عادت إلى مواضعها وزال عنها فعل العرب بها ولذلك سميت حجة الوداع الحج الأقوم ثم حرم ذلك وأهمل أصلا . ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل هذة العبارة " إن الزمان قد إستدار " لم يقلها عفوا . ونفسر ذلك بما يأتى يمكننا أن نثبت بالحساب أن أول المحرم سنة 11 هجرية يوافق أول نيسان سنة 4392 عبرية . والمحرم هو أول السنة العربية القمرية ونيسان أول السنة العبرية الدينية . فإستدارة الزمان إشارة إلى أنه بعد إنقضاء ذى الحجة سنة 10 هجرية يعود الإتفاق بين مبدأ السنة القمرية العربية ومبدأ السنة الدينية العبرية كأن الأخيرة لم تتأثر بالكبس وعادت كما كانت عليه فى القدم . والحساب الذى أشرنا إليه مفصل فيما يأتى :

حرم النسىء فى السنة العاشرة للهجرة وأصبحت الشهور العربية قمرية بحته . وعلى هذا الأساس يمكننا أن نحسب التاريخ العبرى الموافق لأول المحرم سنة 11 هجرية . وذلك بأن نأخذ تاريخين متفقين فى وقتنا الحاضر أحدهما هجرى والأخر عبرى ونرجع بالأخير المدة بين التاريخ الهجرى وأول المحرم سنة 11 هجرية فالتاريخ العبرى الذى نصل إليه هو الذى يوافق أول المحرم سنة 11 هجرية .وبالرجوع إلى نتيجة الحكومة المصريية لسنة 1363 هجرية نجد أن أول المحرم فى هذة السنة يوافق أول طبي سنة 5704 عبرية .

والمدة من أول المحرم سنة 11 إلى أول المحرم سنة 1363 تساوى 1352 سنة قمرية

أى 1352 × 12 = 16224 شهرا قمريا

16224 ÷ 235 = 69 دورة + 9 شهور

69 دورة عبرية = 69 × 19 + 1311 سنة عبرية .

وبالرجوع 1311 سنة من أول طبت سنة 5704 نصل إلى أول طبت سنة 4393 . وبالرجوع 9 أشهر من هذا التاريخ نصل إلى أول نيسان سنة 4392 . وينتج أن أول المحرم سنة 11 يوافق أول نيسان سنة 4392 عبرية .

وأما أسماء ساعات الأيام والليالى عند العرب فكانت هكذا :

الساعة النهار الليل

الأولى الذرور ( الشروق ) الشاهد ( الشفق )

الثانية البزوغ ( الرد ) الغسق ( العتمة )

الثالثة الضحى ( المنوع ) العتمة ( الغسق )

الرابعة الغزالة ( الترجيل ) الفحمة ( السدفة )

الخامسة الهاجرة ( الهاجرة ) الموهن ( الجهمة )

السادسة الزوال ( الزوال ) القطع ( الحذوة )

السابعة الدلو ( الظهيرة ) الجوشن ( الزلفة )

الثامنة العصر ( الجنوح ) الهتكة ( النهزة )

التاسعة الأصيل ( الإبراد ) التباشير ( السحر )

العاشرة الصبوب ( العصر ) الفجر الأول ( الفجر )

الحادى عشر الحدود ( الأصيل ) الفجر الثانى ( الصبح )

الثانية عشر الغروب ( الطفل ) الفجر المعترض ( الصباح )

 

ويروى أن الشهور عند سبأ وحمير كانت كاتالى وهى تبتدأ من شهر رمضان :

ذو أبهى - ذو دنم - ذو دثأ - ذو حجتان - ذو حضر - ذو خرف - ذو مخطم - ذو نجوة - ذو فلسم - ذو فرع - ذو سلام - ذو ثور .

وأما عند ثمود فقد ذكر أبو محمد بن دريد الأزدى فى كتاب الوشاح أن ثمود كانوا يسمون الشهور بأسماء أخرى وهى هذة موجب وهو محرم . ثم موجر . ثم مورد ثم ملزم ثم مصدر ثم هوبر ثم هوبل ثم موهاء ثم ديمر ثم دابر ثم حيفل ثم مسبل. وأنهم كانو يبتدئون بها من ديمر وهو و شهر رمضان . وقد نظمها أبو سهل عيسى بن يحى المسيحى فى شعرة فقال

شهور ثمود موجب ثم موجر ومورد يتلو ملزما ثم مصدر

وهو بر يأتى ثم يدخل هوبل وموهاء قد يقفوهما ثم ديمر

ودابر يمضى ثم يقبل حيفل ومسبل حتى تم فيهن أشهر

ولم تكن العرب تسمى أيامهم بأسماء مفردة كما سمتها الفرس . لأن الفرس سموا لكل يوم إسم فلأيام الشهر ثلاثون إسما سيأتى ذكرها فى محله إن شاء الله . وأن العرب القدماء كانو لا يعرفون أسماء الأيام المعروفة الأن أعنى السبت أو الأحد إلخ لأنهم أفردوا لكل ثلاث ليال من كل شهر من شهورهم إسما على حدة مستخرجا من حال القمر وضؤه فيها . فإذا إبتدؤوا من أول الشهر إلى ثلاثة أيام منه ( غرر ) جمع غرة . وغرة كل شىء أوله وقيل بل ذلك لأن الهلال يرى فيها كالغرة . ثم من يوم أربعة إلى ستة ( نفل ) ومن قولهم تنفل إذا إبتدأ بالعطية من غير وجوب . وسمى بعضهم هذة الثلاثة الثانية ( شهبا ) ثم الثلاثة الأيام الثالثة ( تسع ) لأن أخر ليلة منها ليلة هى التاسعة وسمى بعضهم هذة الثلاث الثالثة ( البهر ) قال لأنه تبهر ظلمة الليل فيها ثم ( ثلاث عشر ) أعنى من العاشر حتى الثانى عشر لأن أولها العاشرة . ثم ثلاث ( بيض ) وهى من 13 - 15 لأنها تبيض بطلوع القمر من أولها إلى أخرها ثم ثلاثة ( درع ) وهى 16 - 17 - 18 وذلك لإسوداد أوائلها تشبيها بالشاة الدرعاء والأصل هو التشبية بالدرع الملبوس لأن لون رأس لابسه يخالف لون سائر بدنه ثم ثلاث ( ظلم ) وهى 19 - 20 - 21 لإظلامها فى أكثر اوقاتها . ثم ثلاث ( حنادس ) وهى 22 - 23 - 24 وقيل لها أيضا ( دهم ) لسوادها . ( ثم دآدى ) وهى 25 - 26 -27 لأنها بقايا وقيل إن ذلك من سير الإبل وهو تقدم يد يتبعها الأخرى عجلا . ثم ثالث ( محاق ) وهى 28 - 29 - 30 لإنمحاق القمر والشهر وخصوا من الشهر ليالى بأسماء مفردة كأحر ليلة منه تسمى( السرار ) لإستسرار القمر فيها وتسمى (الفحمة ) أيضا لعدم الضوء فيها . ويقال لها ( البراء ) لتبرؤ الشمس فيها وكأخر يوم من الشهر فإنهم يسمونه ( النحير ) لأنه ينحر فيه أى يكون فى نحره وكالليلة الثالثة عشر فإنها تسمى ( السواء ) والرابعة عشر ( ليلة البدر ) لإمتلاء القمر فيها وتمام ضوئه وكل شىء قد تم فقد بدر كما قيل للعشرة آلاف درهم بدرة لأنها تمام العدد ومنتهاه بالوضع لا بالطبع . وقد كانوا أعنى العرب يستعملون فيها الأسابيع وهذة أسماؤها القديمة ( أول ) وهو الأحد ثم ( أهون ) أعنى الأثنين ( جبار ) الثلاثاء ( دبار ) الأربعاء ( مؤنس ) الخميس ( عروبة ) الجمعة ( شيار ) السبت

وذكرها شاعرهم فقال

 

أؤمل أن أعيش وأن يومى بأول أو بأهون أو جبـــــار

أو التالى دبار فأن أفتـه فمؤنس أو عروبة أو شيار

 

ثم أحدثوا إليها أسماء أخرى فى هذة وهى : الأحد والأثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت ويبتدؤن بالشهر من عند رؤية الهلال .وكذلك شرع فى الإسلام كما قال الله تعالى " يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج " . ثم منذ سنين نبتت نابتة ونجمت ناجمة ونبتت فرقة جاهلية فنظروا لأخذهم بالتأويل وولوعهم بسب الآخذين بالظاهر بزعمهم إلى اليهود والنصارى فإذن لهم جداول وحسابات يستخرجون بها شهورهم ويعرفون منها صيامهم والمسلمون مضطرون إلى رؤية الهلال وتفقد ما إكتساه القمر من النور وإشترك بين نصفه المرئى ونصفه المستور ووجدوهم شاكين فى ذلك مختلفين فيه مقلدين بعضهم بعضا بعد إستفراغهم أقصى الوسع فى تأمل مواضعه وتفحص مغاربه ومواقعه ثم رجعوا إلى أصحاب علم الهيئة فألفوا زيجاتهم وكتبهم مفتتحه بمعرفة أوائل ما يراد من شهور العرب بصنوف الحسابات وأنواع الجداول فظنوا إنها معمولة لرؤية الأهلة وأخذوا بعضها ونسبوه إلى جعفر الصادق رضى الله عنه وزعموا أنه من أسرار النبوه .

وتلك الحسابات مبنية على حركات النيرين الوسطى دون المرئية أعنى المعدلة ومعمولة على أن سنة القمر ثلاثمائة وأرعة وخمسون يوما وسدس . وإن ستة أشهر من السنة تامة وستة ناقصة وأن كل ناقص منها تال لتام على ما عمل عليه فى الزيجات وذكر فى الكتب المنسوبة إلى عللها فلما قصدوا إستخراج أول الصوم وأول الفطر بها خرجت قبل الواجب بيوم فى أغلب الأحوال فإرتبكوا حينئذ وأولوا طرفا من قول النبى صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فقالوا إن معنى قوله صوموا لرؤيته صوم اليوم الذى يرى فيه الهلال فى عشيته كما يقال تهيئوا لإستقباله فتقدم التهيئو للإستقبال قالوا وإن شهر رمضان لا ينقص من ثلاثين .

فأما أصحاب الهيئة ومن تأمل الحال بعناية شديدة فإنهم يعلمون أن رؤية الهلال غير مطردة على سنن واحد لإختلاف حركة القمر المرئية بطيئة مرة وسريعة أخرى وقربه من الأرض وبعده وصعوده فى الشمال والجنوب وهبوطه فيهما وحدوث كل واحد من هذة الأحوال له فى كل نقطة من فلك البروج ثم بعد ذلك لما يعرض من سرعة غروب بعض القطع من فلك البروج وبطء بعض وتغير ذلك على إختلاف عروض البلدان وإختلاف الأهويه أما بالإضافة إلى الباد الصافية الهواء بالطبع . والكدورة المختلطة بالبخارات دائما والمغبرة فى الأغلب وأما بالإضافة إلى الأزمنة إذ غلظ فى بعضها ورق فى بعض وتفاوت قوى البصر للناظرين إليه فى الحدة والكلال وإن ذلك كله على إختلاف بصنوف الإقترانات كائنة فى كل أول شهرى رمضان وشوال على أشكال غير معدودة وأحوال غير محدودة فيكون لذلك شهر رمضان ناقصا مرة وتاما مرة أخرى وأن ذلك كله يتفنن بتزايد عروض البلدان وتناقصها فيكون الشهر تاما فى البلدان الشمالية مثلا وناقصا هو بعينه فى البلدان الجنوبية منها وبالعكس ثم لا يجرى ذلك فيها على نظم واحد بل يتفق فيها أيضا حالة واحدة بعينها لشهر واحد مرارا متوالية وغير متوالية .

فلو صح عملهم مثلا بتلك الجداول والحسابات وإتفق مع رؤية الهلال أو تقدمة يوما واحدا كما أصلوا لإحتاجوا إلى إفرادها لكل عرض على أن إختلاف الرؤية ليس متولدا من جهة العروض فقط لكن لإختلاف أطوال البلدان فيها أوفر نصيبا لأنه ربما لم ير فى بعض البلاد ورأى فيما كان أقرب منه إلى المغرب وربما إتفق ذلك فيهما جميعا وذلك مما يحوج أيضا إلى إفراد الحساب والجداول لكل واحد من أجزاء الطول فإذن لا يمكن ما ذكروه من تمام شهر رمضان أبدا ووقوع أوله وآخره فى جميع المعمور من الأرض متفقا كما يخرجه الجدول الذى يستعملونه . وقد إصطلح علماء هذا الفن لأجل ضبط الجداول على جعل المحرم 30 يوما وصفر 29 وهكذا شهر كامل وشهر ناقص إلى ذى الحجة فيكون 29 يوما فى السنة البسيطة و30 فى السنة الكبيسة فالسنة 354 يوما والكبيسة 355 وفى كل 30 سنة إحدى عشرة سنة كبيسة وهى مايقابل الحروف المنقوطة فى هذا البيت :

إن لم تكن عونا لنا ياوتر من للخلق ساتر

وأما الشهر الشرعى فأوله من رؤية الهلال بعد غروب الشمس إلى رؤيته ثانيا وهو قد يوفق الشهر الإصطلاحى وقد يخالفة وقد تتوالى أربعة أشهر 30 - 30 وثلاثة أشهر 29 - 29 ولا يتوالى أكثر من ذلك .وقد بنى التاريخ العربى على الدورة القمرية من إجتماع القمر بالشمس إلى إجتماعها به مرة تالية ومدة هذة الدورة فى الحقيقة أكثر من دورة لأن القمر حينما يكون قد دار دورة كاملة حول الأرض ويرجع إلى النقطة التى فارق فيها الشمس فى مدة 27 يوم و7 ساعات و43 دقيقة و 3 ثوانى يجد الشمس أو الأرض قد غيرت موضعها وتقدمته بما يقرب من 27 درجة تقريبا فيحتاج إلى مدة أخرى يقطعها لكى يبلغ الشمس ويجتمع بها أى يحازيها وذلك بدء الشهر ومولد الهلال الجديد فالواقع أن الشهر القمرى هو مدة دورة القمر حول الأرض مضافا إليها سير الشمس أو الأرض فى مدة هذة الدورة أو بعبارة أخرى من إجتماع النيرين إلى مثله وقد قدمنا أن متوسط ذلك هو 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة و 3ثوانى فمتوسط سير القمر فى اليوم 13 درجة و 10 دقائق و 35 ثانية فى اليوم ذلك بحساب الوسط . أما السير الحقيقى فيزيد عن ذلك وينقص كما سيأتى فإذا كان التاريخ مستعملا بحسب سير القمر المتوسط قيل له الشهر القمرى الوسطى أو الإصطلاحى وإذا كان مستعملا بحسب سير القمر الحقيقى قيل شهرا قمريا حقيقيا هلاليا وقد كان العرب يعتبرون الشهر القمرى من رؤية الهلال إلى مثلها لعدم معرفتهم بالحساب بدقة وجاء الإسلام فأقرهم على ماهم عليه ولم يضيق عليهم بإستعمال الدقة فى الحساب بل حث عليه كما فى الأية الشريفة " الشمس والقمر بحسبان " " ولتعلموا عدد السنين والحساب " صدق الله العظيم وعلى هذا ينقسم التاريخ العربى إلى 3 أنواع

1 - التاريخ الوسطى القمرى الإصطلاحى وهو المبنى على حساب متوسط سير القمر السابق .

2- التاريخ القمرى الحقيقى وهو المبنى على سير القمر الحقيقى من إجتماع النيرين إلى مثله .

3- التاريخ الهلالى الشرعى وهو لا يعتمد الشهر إلا برؤية الهلال .

على أن الفرق بين هذة التواريخ القمرية لا يزيد عن يوم واحد والشهر المستعمل بحساب النوع الثانى القمرى الحقيقى والثالث الهلالى الشرعى يتفق فى أغلب الحالات لأن الرؤية تابعة لسير القمر الحقيقى ولا يختلفان إلا فى حالة عدم إمكان الرؤية بعد إجتماع النيرين ( الشمس والقمر ) الذى هو مولد هلال الشهر الجديد عند الفلكيين ويعتبرون أول الشهر الليلة التالية له سواء رؤى الهلال فيها أو لم يرى .

والتاريخ الثابت على وتيرة واحدة ويمكن تدوينه بالجداول كالتواريخ الأخرى إنما هو التاريخ القمرى الوسطى الإصطلاحى وهو الذى سنشرحه ونسير عليه أولا ونؤجل شرح حساب الشهر القمرى الحقيقى وحساب إجتماع النيرين ورؤية الهلال الشرعى إلى باب خاص به فى الجزء الثانى من الزيج بإذن الله تعالى . واليوم عند العرب يبتدىء من غروب الشمس لأن الشهر العربى عندهم يبتدىء من رؤية الهلال وهو يكون بعد غروب الشمس وإذن فالليل عندهم سابق النهار .

واليوم عند الهنود يبتدىء من شروق الشمس ولذلك سموه ( سابن ) أى طلوعيا وعليه فالنهار عندهم سابق الليل .

واليوم عند الفلكيين يبتدىء من نصف النهار لأن الغروب أو الشروق لا يظهر إلا عند الأفق . وحيث أن الأفق لا يؤمن من حدوث إرتفاعات أو إنخفاضات . ولا يمكن ضبط ذلك إلا بعد إجتهاد شديد وخوفا من الشك جعلوه من نصف النهار حيث يكون سهل المأخذ مضبوطا بالدقة وعليه بنيت الإزياج الفلكيه والقواعد الحسابية ويوجد قليل من الفلكيين يجعلون إبتداء اليوم من نصف الليل بدلا من نصف النهار وعليه الإعتماد عند الإفرنج وأيضا فى مصالح الحكومة المصرية .

كان العرب يستعملون سنة قمرية من أقدم العصور التاريخية وكان بها 12 شهرا قمريا تضبط من رؤية الهلال إلى رؤيته ثانية . وجعلوا منها أربعة أشهر حرم يقعدون فيها عن القتال ويقيمون فيها أسواقهم بعكاظ وغيرها ويحجون إلى الكعبة وهم آمنون فى سفرهم وإقامتهم من الأغارات والسلب وقطع الطريق . وكان للشهور أسماء معينه سنشير إليها فيما بعد فى فصل مفرد بإذن الله وهذة الأسماء غيرت بالأسماء الحاليه فى أوائل القرن الخامس الميلادى على الأرجح . والأشهر الحرم هى المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة ويلاحظ أن فيها ثلاثة أشهر متتالية هى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم .

ولم يكن للعرب مبدأ ثابت يؤرخون به حوادثهم . ففى أول العهد آرخوا بالسنة التى بنى فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام الكعبة . ويتعذر تعيين هذا التاريخ بالضبط ولكن الأخصائيين فى دراسة التوراة أمكنهم بمقارنة التواريخ والأعمار الواردة فيها تحديد التواريخ الأتية :-

1- غادر سيدنا إبراهيم عليه السلام بلدتة وهى آور الكلدانية سنة 1921 ق.م

2- حمل سيدنا إبراهيم زوجتة هاجر وطفلها إسماعيل إلى مكة حوالى سنة 1871 ق.م وتركهما هناك

3- توفى سيدنا إبراهيم عليه السلام سنة 1820 ق.م

4- توفى سيدنا إسماعيل علىه السلام سنة 1773 ق.م

وإذا أعتمدنا على صحة هذة التواريخ كان بناء الكعبة بعد سنة 1871 أى بعد وصول سيدنا إسماعيل علية السلام لمكة المكرمة . والمعروف أنه كان يساعد أباه فى بنائها . فإذا فرضنا أن عمره إذ ذاك كان بين 15.20 سنة كان بناء الكعبة فى سنة 1855 ق0م تقريبا0 وقد إستمر بناء الكعبة مبدأ للتاريخ إلى أن إنهار سد مأرب باليمن وتدفق منه طوفان وصفه القرآن الكريم بسيل العرم فأتلف الزرع وهدم البيوت وأغرق البلاد وتفرقت القبائل وهاجرت من جنوب الجزيرة العربية إلى أنحاء مختلفة فيها . وقد أتخذت هذة الحادثة مبدأ للتاريخ . والمرجح أن إنهيار السد كان سنة 120 ق.م . ولم يكن مقدرا لهذا التاريخ أن يستقر إذ غير بتواريخ أخرى نذكر منها ما يأتى :-

1- موت كعب بن لؤى الجد السابع لنبينا صلى الله عليه وسلم سنة 60 م .

2- رياسة عمرو بن لحى . وهو من سلالة حارثة بن عمرو الملقب بخزاعه . وهذا هو الذى إستولى على مكه بعد رحيله مع قبيلتة من الجنوب عقب إنهيار السد . ويقال أن عمرو بن لحى هو الذى أدخل الوثنية فى بلاد العرب إذ جلب من البلقاء بالشام بعض الأصنام ونصبها حول الكعبة ويرجع هذا التاريخ إلى سنة 260 م

3-عام الفيل سنة 571 ميلادية عندما أراد أبرهه عامل الحبشة على اليمن أن يهدم الكعبة ويصرف العرب عن الحج لها

4- حرب الفجار. وسميت بهذا الأسم لأنها وقعت فى الأشهر الحرم فكأنهم فجروا فيها . وكانت بين قبائل مختلفة من الحجاز ومنها قريش وأستمرت أربع سنوات بدأت بسنة 585 ميلادية

ولما أنشأ النبى صلى الله عليه وسلم الدولة الأسلامية بعد هجرتة إلى المدينة المنورة كانت السنة تبدأ بالمحرم لأنه كان أول الشهور العربية من زمن قديم . وقد ظلت قريش تؤرخ بعام الفيل وكان المسلمون يؤرخون به فلما هاجر النبى صلى الله عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة ترك المسلمون التاريخ بعام الفيل وسموا كل سنة مما بين الهجرة واالوفاة بأسم مخصوص مما أتفق فى تلك السنة . ولم يعين للسنين مبدأ ثابت تحسب منه بل أطلقت عليها أسماء تدل على أشهرالحوادث التى وقعت فيها.

ومن أمثلة ذلك ما يأتى:

1- السنة الأولى بعد الهجرة سميت سنة الأذن أى الأذن بالهجرة .

2- السنة الثانية سميت بسنة الأمر أى الأمر بالقتال .

3- السنة الثالثة سميت بسنة التمحيص .

4- السنة الرابعة سميت بسنة الترفئة .

5- السنة الخامسة سميت بسنة الزلزال .

6- السنة السادسة سميت بسنة الأستئناس .

7- السنة السابعة سميت بسنة الأستغلاب .

8- السنة الثامنة سميت بسنة الأستواء .

9- السنة التاسعة سميت بسنة البراءة أى براءة الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين ومنعهم من أن يقربوا المسجد الحرام .

10-السنة العاشرة سميت بسنة الوداع. وفيها حج النبى صلى الله عليه وسلم حجته الأخيرة .

ثم بعد ذلك سار التاريخ أحيانا بنفس الكيفية حتى السنة السابعة عشرة للهجرة وهى السنة التى أسس فيها التقويم الهجرى الذى نؤرخ به اليوم .

تأسيس التقويم الهجرى

وضع التقويم الهجرى فى خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه . وسبب وضعة أنه فى السنة السابعة عشرة للهجرة كتب الخليفة الثانى عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى أبى موسى الأشعرى عامله على البصرة وذكر فى كتابه شهر شعبان فرد أبى موسى الأشعرى أنه يأتينا كتابا محله شعبان فما ندرى أهو شعبان الذى نحن فيه أم الماضى . فأدرك عمر ضرورة وضع مبدأ للتاريخ الأسلامى . فجمع الخليفة الصحابة وأخبرهم بالأمر وأوضح لهم لزوم وضع تاريخ يؤرخ به المسلمون وكان ذلك فى يوم الأربعاء 20 جمادى الأخرة من سنة 17 هجرية الموافق 8 يوليو ( تموز ) سنة 638 ميلادية0 ثم تداولوا فى إختيار المبدأ فقال البعض نؤرخ لسنة مولد النبى وقال فريق آخر نؤرخ لسنة الهجرة لأن وقت الهجرة معروف ولم يختلف فيه أحد. ولم يختاروا المولد ولا المبعث لعدم تأكدهم من وقت حصولهما ولا وقت الوفاة لأنه حدث محزن وتذكره مكدر . وقد كان بين الفريق الذى قال بالهجرة سيدنا عمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم وأرضاهم . وأخيرا قال سيدنا عمر رضى الله عنه ( الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وبالمحرم لأنه منصرف الناس من حجهم ) فاتفقوا على ذلك .

وقد أتخذوا أول المحرم من السنة التى هاجر فيها النبى صلى الله عليه وسلم مبدأ للتاريخ الأسلامى بالرغم من أن الهجرة لم تقع فى هذا اليوم . فالثابت أن صاحب الشريعة الغراء بارح مكة قبل ختام شهر صفر ببضعة أيام ومكث ثلاث ليال فى غار ثور ثم خرج ليلة غرة ربيع الأول قاصدا يثرب ووصل قباء ( على بعد فرسخين من يثرب ) يوم الأثنين 8 ربيع الأول وقت الظهر وإستراح هناك أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس بها أول مسجد فى الأسلام ثم شرف المدينه يوم الجمعة 12 ربيع الأول . أى أن الهجرة النبوية قد وقعت فى يوم الأثنين 8 ربيع الأول سنة 1 هجرية الموافق 20 سبتمبر ( أيلول ) سنة 622 ميلادية . وعلية فإن بداية أول سنة من الهجرة أعنى التاريخ الميلادى ويوم الأسبوع ليوم 1 محرم سنة 1 هجرية يوافق يوم الخميس 15 يوليو ( تموز ) سنة 622 ميلادية ( لأننا رجعنا القهقرى 67 يوما من اليوم الذى حدثت فيه الهجرة ) . وقد أصاب الصحابة فى إختيارأول المحرم مبدأ للسنين الهجرية لسببين:

1- كان المحرم من عهد قديم أول شهور السنة عند العرب فتغييره يحدث أضرابا فى التواريخ . ويلاحظ أن المسيحيين إتبعوا من قبل هذة الخطة . فالمسيح ولد فى 25 ديسمبر ولكنهم جعلوا يناير السابق لهذا التاريخ أول شهور السنة الميلادية لأن هذا الشهر كان مبدأ للسنين عند الرومان ومن عهد سابق لمولد المسيح ببضعة قرون .

2- كانت بيعة العقبة بين النبى ووفد يثرب فى شهر ذى الحجة أثناء الحج وبعدها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى يثرب واللحوق بإخوانهم من الأنصار وقال لهم( إن الله عز وجل قد جعل لكم إخواننا ودارا تأمنون بها ) فخرجوا إرسالا رجالا ونساء . وقد كان أول هلال إستهل بعد البيعة والأزن بالهجرة هو هلال شهر المحرم .

 

أصل تسمية الشهور

 

يقال أن الأسماء الحالية للشهور وضعت فى عهد كلاب بن مرة وهو الجد الخامس لنبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وذلك فى منتصف القرن الرابع الميلادى. ولكن على الأرجح أنها وضعت فى مبدأ القرن الخامس حوالى 412 ميلادية . وقد جعلوا فيها خمس أشهر تدل أسماؤها على الفصول وأربعة للأشهر الحرم وثلاثة للدلالة على مناسبات تحدث فيها ونوضح ذلك فيما يلى :-

1- المحرم - لأنه أحد الأشهر الحرم .

2- صفر - لأن ديارهم كانت تخلوا فيه من أهلها بخروجهم إلى الحرب بعد المحرم .

3- ربيع أول وربيع أخر - لأنهما وقعا فى الربيع وقت التسميه .

4-جمادى الأول وجمادى الآخرة- لأنهما وقعا عند التسميه فى الشتاء حيث يجمد الماء.

5- رجب - لأنهم كانوا يعظمونه بترك القتال فيه . يقال رجب الشىء أى هابه .

6- شعبان - لتشعب القبائل فيه للأغارات بعد قعودهم عنها فى رجب .

7- رمضان - من الرمضاء لأنه وقت التسميه وقع عند إشتداد الحر . يقال رمضت

الحجارة إذا سخنت بتأثير الشمس.

8- شوال - لأن الأبل كانت تشول فيه بأذنابها أى ترفعها طلبا للتلقيح .

11- ذو القعدة - لقعودهم فيه عن القتال .

12- ذو الحجة - لأقامتهم الحج فيه .

 

إختلاف الترتيب فى التسمية

وكان من الخطأ تسمية بعض الشهور بأسماء الفصول التى وقعت فيها لأنه إذا حدث هذا التوافق بين الشهور والفصول وقت التسميه فإنه لايدوم بمرور الزمن لأن سنتهم كانت قمرية لا شمسية . فمثلا رمضان لايقع دائما فى الصيف ولا جمادى الأولى فى الشتاء . وقد إختلفت الروايات فى تعليل هذا الأمر 0 منها أن أسماء الشهور لم توضع كلها فى سنة واحده بل تدريجيا وفى فترة طويلة. ولكن الأرجح أنها وضعت فى سنة واحده 0 وأنها كانت متفقة مع نظام خاص يتبعونه بشأن الفصول ويلائم طبيعة بلادهم إذ كانوا يقسمون السنة إلى ستة أزمنة :-

1- محرم وصفر : الصيف

2- ربيع أول وربيع آخر : الربيع الأول

3- جمادى أول وجمادى آخر : الشتاء

4- رجب وشعبان : الربيع الثانى

5- رمضان وشوال : القيظ

6- ذو القعدة وذو الحجة : الخريف

ومن العرب من جعل الفصول ستة أيضا إلا أن تسميتها تأتى هكذا :-

1- الوسمى 2- الشتاء 3- الربيع 4- الصيف 5- الحميم 6- الخريف

 

نظام التقويم الهجرى

 

مبدأ التقويم الهجرى من أول شهرالمحرم للسنة الأولى من هجرة النبى صلى الله عليه وسلم ويوافق ذلك يوم الخميس 15 يوليو 622 ميلادية . وقد كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين 8 ربيع الأول الموافق 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية . وقد أنشأ التقويم الهجرى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوم الأربعاء 20 جمادى الأخرى سنة 17 من الهجرة . والسنة فى التقويم الهجرى 12 شهرا قمريا أى 354 يوما تقريبا وهى تنقص عن السنة الشمسية بنحو 11 يوما ولهذا فمبدؤها لايقع فى وقت ثابت من الفصول بل يتنقل فيها . وقد يقع فى الصيف. ورأس السنة يمر بجميع الفصول مرة كل 33 سنة . وقد إصطلح العرب على أن اليوم يبدأ عند غروب الشمس وينتهى عند غرولها التالى أى أن الليل يسبق النهار . والشهر الشرعى يبدأ من ليلة الأستهلال وينتهى بإستهلال الشهر التالى وربما كان بعض شهور السنة تاما وبعضها ناقصا وقد تتوالى 4 شهور تامة و 3 شهور ناقصة ولا يتوالى أكثر من هذا . ويتعين الأستهلال شرعا برؤية الهلال . وقد تتعذر الرؤيه أحيانا لوجود سحب كثيفة أو لقصر المدة التى يمكثها الهلال فوق الأفق أو لضعف نوره وبهذا يتأخر مبدأ الشهر يوما أو يومين عن مولد الهلال الحقيقى . وكثيرا ما تختلف الرؤيه فى بلدين فى قطر واحد فيظهر الهلال فى أحدهم ولا يظهر فى الأخر . وإذا تعذرت رؤية الهلال فى اليومين الأولين تعين أن يكون الثالث مبدأ الشهر . ويعتمد الفلكيون فى حساب أول الشهر على إجتماع الشمس بالقمر أى عندما يقع القمر بين الأرض والشمس . فإذا وقع الأجتماع كانت أول ليله يغرب فيها القمر بعد غروب الشمس هى أول الشهر وما قبلها تحسب من الشهر السابق . وقد تتفق رؤية الهلال مع اليوم المحدد بالحساب وقد يتقدم الحساب على الرؤيه بيوم أو يومين ولايمكن أن تتقدم الرؤيه على الحساب .

شهور وأيام السنة الهجرية

طول السنة الهجرية الوسطية 354 يوما و 8 ساعات و 48 دقيقة و 34 ثانية . وطول الشهر القمرى الوسطى 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة و 2.87 ثانية . ولصحة الحساب وسهولتة اصطلحوا السنة التاريخية وطولها 354 فى السنة البسيطة و 355 يوما فى السنة الكبيسة . وعدد أيام الشهور هى كالأتى :

 

عدد الأيام إسم الشهر عدد الأيام إسم الشهر

30 رجب 30 المحرم

29 شعبان 29 صفر

30 رمضان 30 ربيع أول

29 شوال 29 ربيع ثانى

30 ذو القعدة 30 جمادى أول

29 أو30 ذو الحجة 29 جمادى ثانى

 

ويحدث من حساب الشهور بهذة الطريقة إعتبار السنة المدنية 354 يوما ولكن السنة القمرية الحقيقية تساوى 354.367056 يوما أى تزيد على السنة المدنية بقدر 0.367 من اليوم تقريبا . ولتحقيق ذلك إتفق على أن يعتبر فى كل 30 سنة 11 سنة كبيسة محتوية على 355 يوما . ويضاف اليوم الزائد إلى ذى الحجة فيصبح 30 يوما بدلا من 29 يوما . أى أن نصف شهور السنة تام ونصفها ناقص فى السنة البسيطة . أما فى السنة الكبيسة فالشهور التامة 7 والشهور الناقصة 5 ولا يحدث العكس فى أى من نوعى السنين .

السنة الكبيسة والبسيطة

حيث أن متوسط طول السنة القمرية هو 354 يوما و 8 ساعات و 48 دقيقة و 34 ثانية فإنه يجتمع فى كل 30 سنة 11 يوما من الساعات والدقائق وهذا هو السبب الذى من أجله أصبحت أيام السنين ليست 354 يوما دائما 0 ولذلك إتفق العلماء على أن يجعلوا فى كل 30 سنة قمرية ( إبتداء من سنة الهجرة ) 19 سنة مركبة من 354 يوما وتسمى بسائط و 11 سنة مركبة من 355 وتسمى كبائس . وعدد السنين الكبائس فى كل 30 سنة 11 سنة هى :- 2 - 5 - 7 - 10 - 13 - 15 - 18 - 21 - 24 - 26 - 29 أما عدد السنين البسائط فى كل 30 سنة فهى 19 سنة وأرقامها :- 1- 3 - 4 - 6 - 8 - 9 - 11 - 12 - 14 - 16 - 17 - 19 - 20 - 22 - 23 - 25 - 27 - 28 - 30 فإذا اردت أن تعرف السنة الهجرية أهى بسيطة أم كبيسة فأقسمها على 30 وقابل الباقى بتلك الأرقام فإن وافق أرقام البسيطة فالسنة بسيطة أو وافق أرقام الكبيسة فهى كبيسة

دخول السنة بيوم الأسبوع

لمعرفة يوم الأسبوع لأول شهر محرم مطلع السنة الهجرية أقسم السنة المطلوبة على 210 وباقى القسمة على 30 وأضرب الخارج الصحيح فى 5 وأحفظ الحاصل . ثم أطرح واحدا من باقى القسمة وأستخرج من الباقى عدد السنين البسيطة وأضربها فى 4 وعدد السنين الكبيسة وأضربها فى 5 وأضف حاصلهما إلى الحاصل الأول المحفوظ . ثم أضف إلى الحاصل 5 وأقسم المجتمع على 7 وسر بالباقى على الأيام مبتدئا بيوم الأحد فحينما نفذ العدد فهو غرة المحرم لتلك السنة 0مثال ذلك :-ما يوم الأسبوع لمطلع سنة 1405 هجرية فنقسمها على 210 ( 1405- 210 = 1195 - 210 = 985 - 210 = 775 - 210 = 565 -210 = 355 - 210 = 145 ) فيكون الباقى 145 نقسمه على 30 فيكون الخارج الصحيح 4 نضربه فى 5 فيكون حاصل الضرب 20 فنحفظه 0 وباقى القسمة 25 نطرح منه 1 فيكون الباقى 24 نستخرج بسائطة وكبائسة فالسنون البسائط هى : 1 - 3 - 4 - 6 - 8 - 9 - 11 - 12 - 14 - 16 - 17 - 19 - 20 - 22 23 وعددها 15 نضربه فى 4 فيكون الحاصل 60 وعدد السنين الكبائس هى : 2 - 5 - 7 - 10 - 13 - 15 - 18 - 21 - 24 وعددها 9 نضربها فى 5 فيكون الحاصل 45 ثم نجمع حاصلهما مع المحفوظ الأول على النحو التالى 20 + 60 + 45 = 125 نضيف إليها 5 فيكون المجموع 130 نقسمه على 7 فيكون باقى القسمة 4 نسير به على الأيام إبتداء من يوم الأحد فينفذ العدد على يوم الأربعاء فهو غرة المحرم سنة 1405 هجرية

 

دخول السنة بيوم الأسبوع

لمعرفة أول الشهر بيوم الأسبوع أعرف أولا غرة المحرم للسنة المطلوبة بالطريقة السابقة ثم أعلم أن اليوم الذى يدخل به شهر محرم فشوال يدخل بذلك اليوم وجمادى الأخرة وذو القعدة يدخلان باليوم التالى له وصفر ورجب بثالثة وربيع الأول وذو الحجة برابعة وشعبان بخامسة وربيع الأخر ورمضان بسا دسة وجمادى الأولىبسابعة .

مثال ذلك :- المطلوب أوائل شهور سنة 1405 هجرية . علمنا أن سنة 1405 دخلت بيوم الأربعاءفيكون :

(محرم : الأربعاء ) ( صفر : الجمعة ) ( ربيع أول : السبت) ( ربيع آخر: الأثنين) ( جمادى أول : الثلاثاء) (جمادى أخر : الخميس) ( رجب : الجمعة) (شعبان : الأحد) (رمضان: الأثنين) ( شوال: الأربعاء) ( ذو القعده : الخميس) (ذو الحجة : السبت) . وإذا عرفت أول الشهر بيوم الأسبوع أمكنك معرفة أيام ألأسبوع لبقية الشهر.

 

 

 

محمد مجدى

Share this post


Link to post
Share on other sites

شكرا اخى العزيز انور واسال الله تعالى ان يوفقكم

 

واتمنى ان شاء الله ان استمر بالمشاركه معكم بعد التوقف لمدة شهور

 

وان شاء الله ساحاول جاهدا ان اكون على تواصل بالمنتدى

 

 

محمد مجدى

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×