Jump to content

Recommended Posts

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

النجوم ... من أروع المناظر التي نراها في الطبيعة .

 

هذه النقاط الضوئية التي تملأ السماء متلألئة تبعث البهجة في النفوس .....تعلم الانسان عظمة الإله ..... تجعل الانسان يشعر بقزامته أمام هذا الكون الرائع حقا .

 

هذه النقاط الضوئية تحمل أسرارا عجيبه في منشأها ... حياتها .... و كذلك موتها .

 

دعونا نحلق في أعماق هذا الكون لنرى كيف يحدث هذا .....

 

لن أقول لكم اغمضوا أعينكم .... فهذا الظلام الدامس يملأ أركان الخيال عندما نتحدث عن الفضاء ... هدوء رهيب ...برد قارس .... مسافات هائلة ... نجوم لا تحصى ..... و .....

 

هذا الشئ ؟

 

هنا حيث تبدأ جميع الأحداث ..... يالها من سحابة ضخمة .... أعرف .. يسمونه بالسديم ..

 

سحابة ضخمة من الهيدروجين تمتد الى عشرات السنوات الضوئية .... غذاء النجوم ..... نحن الان في انتظار حدث رائع ... ولادة نجم .

 

طاقتان رهيبتان لهم من الأسرار الكثير هما المسؤلان بعد إذن الله تعالى عن هذا الحدث ...

 

الطاقة النووية القصيرة المدى و الجاذبية التي تمتد في الفضاء الاف ... بل ملايين الكيلومترات .

 

إن قوة التنافر الرهيبة بين الذرات بسبب تماثل الشحنات يمنع أي اندماج بين ذرتين ..... هذا الاندماج هو الشرارة التي تشعل النجم و بدون الاندماج لن يكون أي نجوم ....

 

إذن متى يحدث هذا ؟

 

انهيار جاذبي ... تجمع هذه الكميات الهائلة من الهيدروجين و الغبار ينشأ بسببه ضغوط رهيبة في مركز الإنهيار الجاذبي حيث أن اصطدام الجزيئات بعضها ببعض يؤدي إلى ارتفاع رهيب في درجة الحرارة يصل الى ملايين الدرجات ..... الان فقط وصلت سرعة الذرات نتيجة الحرارة إلى سرعة قصوى ..... الشئ الذي لا يترك فرصة لقوة التنافر أن تعمل ... إذن لابد من الاصطدام .

 

هنا تبدأ القوة النووية القصيرة المدى في العمل فإقتراب الذرات لهذا الحد يسمح بالاندماج ..... اندماج أنوية الذرات .

 

تتكون الذرات من البروتونات و النيترونات و الالكترونات حيث البروتون الموجب الشحنة و النيترون المتعادل مكانهما نواة الذرة و حول هذه النواة تدور الالكترونات السالبة الشحنة .

 

تختلف المواد من عنصر لأخر على حسب عدد البروتونات فبروتون واحد يعني هيدروجين واثنين من البروتونات يعني الهيليوم و ثلاثة بروتونات ليثيوم و هكذا ......

 

أما النيترونات فتعمل دور الغراء اللاصق للبروتونات في النواة لأن قوة التنافر الرهيبة تقضي عليها القوة النووية القصيرة لذلك لا تتفتت الذرة التي بها أكثر من بروتون .

 

كذلك لكل عنصر نظائر يحددها عدد النيترونات في العنصر ...

 

نعود للإندماج النووي ......

 

يصطدم بروتون ذرة الهيدروجين بآخر يتحول أحد البروتونين إلى نيترون و ينطلق بوزيترون موجب الشحنة و نيترينو أولي و طاقة ضوئية رهيبة .

 

الناتج الآن بروتون ملتصق بنيترون .. و هو ما يسمى بنظير الهيدروجين ( الديتروم )

 

يصطدم بروتون آخر بالديتروم فيتكون نظير الهيليوم ) 3He2 بروتون + نيترون ) .

 

تصطدم نواتي نظير الهيليوم ناتجين من تفاعلين مختلفين فينتج الهيليوم المستقر الناتج النهائي للإندماج النووي و ينطلق بروتونين نحو هدف جديد ..... و سلسلة من التفاعلات

st3.jpg

وهكذا ... انطلقت صرخة هذا الطفل الجديد في أحضان هذه الحاضنة الكونية السديم و انبثق أول شعاع ضوء ليشق طريقه عبر الفضاء ..... هذا الكون رهيب حقا .

 

و للحديث بقية بإذن الله تعالى ......

 

المراجع

http://www.jas.org.jo/arabic/stad.html

كتاب الكون كارل ساغان

 

 

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .....

 

كما وعدتكم .... نعود لنستكمل القصة " قصة حياة نجمة " .

 

إن النجمة الطفلة الوديعة تبدو لطيفة هادئة وجميلة .... إن القليل من بني البشر هم الذين يعرفون مدى العنف الذي يجري داخل تلك النجمة .

 

كميات مهولة من الهيدروجين تتصادم بعنف لينتج عنه كميات من الطاقة الرهيبة الناتجة عن الاندماج النووي بالإضافة إلى الهيليوم كناتج نهائي لعملية الاندماج و الذي يتجه نحو مركز النجم بالإضافة إلى بروتونين منطلقان نحو هدف جديد لتبدأ سلسلة من التفاعلات التي لا تنتهي .......إلا بعد نفاذ الهيدروجين .

 

لكل شئ نهاية .....

 

إن الشمس ذلك النجم المتوسط تستهلك 750 طن هيدروجين في الثانية و تخسر كل ثانية ما يعادل 4 ملايين طن من المادة على شكل طاقة..... إن الشمس فانية لا محالة فإذا نجت في حياتها من أي كوارث غير متوقعة فإن وقودها سينتهي حتما ....بإذن الله تعالى .

 

إن النجوم تقاوم من أجل الحياة ..... لن تموت بسهولة إنها ستبذل كل ما لديها .

 

و لكن مصير النجمة يختلف حسب حجمها ونسبة الوقود فيها ..... ربما تتخيل أن النجوم الكبيرة ستكون أكبر عمرا و لكنها ستخيب ظنك إذا علمت أن رغم مقاومتها للموت فإنها تموت أولا .... و قبل النجوم الصغيرة ... فكمية الوقود التي تحرق و كميات الطاقة الهائلة الناتجة و البروتونات المنطلقة من التفاعل كل هذا - حسب رأيي – هي المحفز لاستهلاك وقود أكثر و..... بإسراف .

 

فنجوم الفئة الشمسية قد يكون عمرها عشرة مليارات السنين في حين أن نجما يتجاوز حجمه عشر كتل شمسية لا يتجاوز عمره مئة ألف سنه .

 

سنتحدث الآن عن النجوم من الفئة الشمسية النجوم التي تحرق وقودها بهدوء و اتزان

 

إن الحياة المستقرة للنجم تعتمد على قوتين أساسيتين فالطاقة الهائلة الانفجارية الصادرة من مركز النجم تسعى حثيثا لتمزيق جسد النجم إلى أشلاء و لكن قوة الجاذبية الخاصة بالنجم لا تسمح بهذا أبدا فهي تسعى جاهدة لجمع شمل النجم نحو المركز و منعه من التناثر في أرجاء الفضاء المظلم القاسي ...

 

و هكذا يظل النجم في حالة من الاتزان الهيدروستاتيكي محافظا على حجمه إلى أن يشاء الله .

 

و لكن تلك اللحظة آتية لا محالة فالوقود الهيدروجيني ينفذ و القوة الانفجارية الناشئة في مركز النجم تبلغ من الضعف مالا تستطيع معه مقاومة جاذبية النجم الناشئة عن كتلته ..... إن ينكمش تحت تأثير الجاذبية و الضغط يزداد على مركز النجم بطريقة مريعة...... إنه يحتضر .

 

يستمر النجم في الانكماش مسببا زيادة للضغط و رفع هائل في درجات الحرارة في لب النجم مما يسمح للهيدروجين في قشرة النجم بالاستمرار في متابعة سلسلة الاندماجات النووية ...

 

إن النجم لازال يقاوم من أجل الحياة إن مظاهر الإعياء و العناء تظهر تدريجيا على النجم فالغلاف الغازي المحيط باللب يندفع نحو الخارج متمددا نحو الفضاء البارد محولا بذلك لون النجم إلى اللون الأحمر نتيجة انخفاض حرارة الغاز ... أن الشمس عندما تصل إلى هذه المرحلة ..... فعلى الأرض السلام فتمدد الغلاف الغازي للشمس قد يسمح لها بتجاوز مدار الأرض و لكن هذا الحجم الخادع خاص بغلاف النجم فكتلته المتقلصة بطريقة رهيبة في لب النجم تكاد تكون في حجم كوكب الأرض ... إن هذه المرحلة من حياة النجم تدعى العملاق الأحمر .

 

إن السبيل الوحيد الآن لإنقاذ حياة النجم المحتضر هو استخدام الهليوم الموجود في مركز النجم كوقود نووي و لكن هذا الأمر يحتاج إلى ما يقارب 100 مليون درجة مئوية حينها يستطيع الهليوم الاندماج و بداية سلسلة من التفاعلات النووية الجديدة ...... الضغط المتزايد باستمرار على اللب و الحرارة المتولدة نتيجة الضغط ..... إنها لحظات حاسمة ... هل سينجح ؟ .....

 

ومضة الهليوم

 

لقد نجح ..... درجات الحرارة الهائلة سمحت للهليوم بالاندماج ... سلسلة تفاعلات اندماجية جديدة ... لقد تحول النجم من العملاق الأحمر المحتضر إلى عملاق أصفر و لكن لا يلبث هذا الأخير أن تبدو عليه علامات الشيخوخة و يبدو النجم نابضا كما لو كنت تتابع دقات قلب محتضر على شاشة جهاز رسم القلب ....

 

فغلاف النجم تحت تأثير حرارة النجم يتمدد نحو الفضاء الأمر الذي يسمح له بالامتزاج بالفضاء البارد فيبرد .....فتتغلب عليه قوة جاذبية النجم فيتقلص من جديد ..... ثم الحرارة مرة أخرى تسبب التمدد في الغلاف و ..... هكذا .

 

وقد تتراوح هذه الدورة من عدة ساعات إلى عدة أشهر ....تيت .....تيت .....تيت .....تيت .....تيييييييييييييت ( صوت تخيلي و ليس حقيقي )

 

نهاية النجم .... لقد بذل النجم كل ما يستطيع و لكن قوة الجاذبية الخاصة به نتيجة صغر حجمه ( حيث أنه من الفئة الشمسية ) لم تسمح له بتوليد الضغط اللازم لرفع درجة الحرارة حيث يندمج الكربون ناتج الاندماج النووي للهليوم ...

 

يتقلص حجم اللب الكربوني و تحين اللحظات الأخيرة فيلفظ النجم بغلافه في الفضاء بسرعة 20كم / ث تاركا اللب عاريا و مكونا ما يعرف باسم السديم الكوكبي و هو لا يشبه الكواكب غير أنه يرى كحلقة مثل حلقات الكواكب ولكنه في الحقيقة غلاف كروي و لكن حوافه ترى أكثر مما في مركزها كما ترى فقاعة الصابون .....

 

m57.jpg

لب أبيض ساخن بحجم كوكب الأرض ذو كثافة عالية جدا 1000.000 جرام للبوصة هذا هو آخر ما تبقى من النجم الذي عاش دهورا في الفضاء .

 

يبرد النجم تدريجيا فيتحول للون الأحمر ثم يبرد حتى يصبح قزما أسودا معلنا عن النهاية .

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×