فاطمة 0 Report post Posted March 11, 2008 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِوسلم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعلى صحبه المنتجبين . إلى كل من فكر في بناء هذا الصرح العلمي وأسسه وانفق في افتتاح هذه الجمعية العزيزة أهديكم ثواب هذا البحث المتواضع ولكم مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام أساتذتي الكرام؟ في بحثنا (القران والعلم ) نطرح سلسلة من البحوث تسلط الضوء على العلم المكنوز في القران الكريم الدال على إبداع الله ومعجزة رسوله (ص) خاتم الرسل والنبيين. وتتركز أبحاثنا في جزء من علم القران وهما علم الكون والأرض مع العلم انه وردت في حقهما أكثر من ألف آية تحكي روعة الخالق ودلالة قدرته وحكمته . وتتجلى مظاهر الاهتمام الإلهي في الأمور التالية: 1 ـ التأكيد على (السماء) و (الكون) بما يفوق التركيز على (الإنسان)، وقوله عز اسمه: (لَخـَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النــَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النــَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) غافر: 57 2 ـ ورود (مفردات فلكية) كثيرة في القرآن. فلفظ (السماء) و (السموات) ورد في القرآن 310 مرة، منها مائة وعشرون (120) بصيغة الإفراد (السماء) ، ومائة وتسعون (190) بصيغة الجمع (السماوات ) ، كما وردت لفظة (الأرض) بمشتقاتها في أربعمائة وواحد وستين (461) موضعاً ، و لفظ (الشمس) 33 مرة، ولفظ (القمر) 27 مرة، ولفظ (النجم)، (النجوم) 13 مرة. 3 ـ تسمية بعض سور القرآن بـ (أسماء فلكية) و(ظواهر كونية) من مثل: (القمر، النجم، الشمس، المعارج، التكوير، الانفطار، البروج، الانشقاق..) وهذه المقامات تؤكد أن الله سبحانه وتعالي هو خالق السماوات والأرض ، وخالق كل شيء ، وذلك متمثل في قوله : بسم الله الرحمن الرحيم ( ذلكم الله ربكم لآ إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ) (الإنعام :102) نبدأبأصل الكون: قال تعالى(إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللــَّيْلِ وَالنــَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِى الألْبَابِ*الـَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللــَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنــُوبِهِمْ وَيَتَفَـكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبـَّـنـَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النــَّارِ)( آل عمران: 190، 191) س :كيف خلقت السموات والأرض وما مصيرهم؟ أجاب الله سبحانه وتعالى عن هذا السؤال قبل 1400 عاما مضى؟ فلقد لخص لنا الله سبحانه في صياغة كلية وشاملة عملية خلق السماوات والأرض وإفنائهم وإعادة خلقهم من جديد ، في خمس آيات من القران الكريم على النحو التالي : قال الله تعالى ( أولم يرا الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ( ألأنبياء:30) 2- (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ) (الذاريات :47) 3- (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا ً أو كرها ً قالتا أتينا طائعين ) (فصلت :11) 4- (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا ً علينا إنا كنا فاعلين ) (الأنبياء :104) 5- (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) (إبراهيم :48) وهذه الآيات القرآنية الكريمة تشير إلى عدد من حقائق الكون الكبرى والتي منها : 1- ابتداء خلق الكون من جرم أولي وأحد (مرحلة الرتق الأول ). 2- فتق هذا الجرم الأولي أي انفجاره ( مرحلة الفتق الأول ). 3- تحول المادة في الجرم الأولي عند فتقه إلى دخان (مرحلة الدخان ). 4- خلق كل من الأرض والسماوات من الدخان الكوني (مرحلة الإتيان بكل من الأرض والسماء). 5- توسع الكون منذ اللحظة الأولى لخلقه وإلى أن يشاء الله . 6- حتمية عودة الكون بكل مافيه ومن فيه إلى جرم ابتدائي واحد مشابه للجرم الولي ابتدأ منه الخلق (مرحلة الرتق الثاني أو طي السماء أو الانسحاق الشديد للكون ). 7- حتمية فتق هذا الجرم الثاني أي انفجاره (مرحلة الفتق للرتق الثاني). 8- حتمية تحول الرتق الثاني بعد فتقه إلى سحابة من الدخان الكوني. 9- إعادة خلق أرض غير أرضنا الحالية ، وسماوات غير السماوات التي تظللنا اليوم وبداية رحلة الأخرة ، وهي دار الخلود. معنى الرتق والفتق في اللغة العربية : الرتق في اللغة عكس الفتق ، لأن الرتق : هو الضم والالتحام والالتئام سواء كان ذلك طبيعيا ً أو صناعيا ً ، يقال : رتق الشيء فارتتق أي : فالتام والتحم . الفتق : هو الفصل والشق والانشطار ، والمعنى الواضح لنا من هذه الآية الكريمة أن السماوات والأرض كانتا في الأصل شيئا ً واحداً متصلا ً ، متلئما ً ، ومتلحما ً ، ففتقه ربنا عزوجل بأمر منه إلى الأرض التي نحيا عليها ، وإلى السماوات السبع . الدلالة العلمية : الآية الكريمة توضح نظرية الانفجار العظيم(البيغ-بانغ) (( BIG BANG ))ففي بداية القران العشرين بدأت نظرية تكون الكون بالظهور من وجهة علمية من قبل (أنشتا ين ) في نظريته النسبية العامة والعالم الروسي (ألكسندر فريدمان) alexander friedman حيث نشر في المجلة الفيزيائية الألمانية نظريته الجديدة مفترضا ً أن البداية الكونية الأولى انطلقت من نقطة رياضية غامضة . فمن خلال قراءاته لمعادلات اينشتاين في النسبية العامة ، وتحليلاته لها ، استنتج أن الكون انطلق في لحظة ما من هذه النقطة الافتراضية . واخذ يتمدد ويتوسع في جميع الاتجاهات . وفي البداية نظر المعنيون والمتخصصون الكونيون إلى هذه الفرضية نظرة غير جدية ، فهو مجرد نموذج رياضي ، يمكن أن يتوصل إليه المحلل والمفسر لبعض المعادلات ، ولا يمكن أن يتحقق في الطبيعة ، وعليه لم يكن موضع قبول لدى العلماء والباحثين في شؤون الكون ، فهو موضوع غريب عن طبيعة الموضوعات التي كان يتحدث عنها علماء الكون في زمانه ، وتوفي فريدمان قبل أن يطور نظريته ويرى نجاحها ويسمع صداها . وفي سنة 1927 جاء العالم الفلك البلجيكي ((جورج لوميتر)) يقول إن الكون في بدا نشأته كان كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة منخفضة جدا أسماها البيضة الكونية Cosmic Egg بعد هذا الانفجار، وذلك في رسالة تقدم بها إلى معهد مساشوسيش للتقنية ، دافع فيها وفي عدد من بحوثه التالية عن حقيقة تمدد الكون ، ولم تلق أبحاثه أي انتباه ، إلى أن جاء (إدنجتون ) في سنة 1930 م ليلفت إليها الأنظار ، ومن هنا أطلق على ((لوميتر )) لقب ((صاحب فكرة الانفجار الكبير في صورتها الأولى )) وفي السنوات 1932 -1943 م اقترح (( ريتشارد تولمان )) نموذجا ًمتذبذبا ً للكون يبدأ وينتهي بعملية الانفجار الكبير .وأخيرا ً اقترح ((آلان جوث )) نموذج الكون المتضخم ، والذي يقترح فيه أن الكون المبكر تمدد في أول الانفجار تمددا ً رأسيا ً سريعا ً جدا ً مع سطوع فائق ثم أخذت معدلات التوسع في التباطؤ إلى معدلاتها الحالية . بقايا الإشعاع الكوني كدليل على الانفجار العظيم : في سنة 1948 أعلن كل من ((جورج جاموفgeorg gamov)) وزميله ((رالف ألفر)) أن تركيز العناصر في الجزء المدرك من الكون يشير إلى أن الجرم الأولي الذي بدأ به الكون كان تحت ضغط و درجة حرارة لا يكاد العقل البشري أن يتصورها ، وعند انفجاره انتقلت تلك الحرارة إلى سحابة الدخان الكوني التي نتجت عن ذلك الانفجار ، وسمحت بعدد من التفاعلات النووية التي أدت إلى تكون العناصر الأولية مثل الإيدروجين والهليوم . وفي السنة نفسها (1948م ) قدم كل من (ألفر) و(هيرمان ) - وهو أحد العلماء الذين أدعوا ثبات الكون ولكن تنازل عن هذه الفكرة - بأن الجرم الابتدائي للكون كان له إشعاع حراري يشابه إشعاع الأجسام المعتمة ، وأن الإشعاع تناقصت شدته مع استمرار تمدد الكون وتبرده ، ولكن لا بد وأن تبقى منه بقية في صفحة السماء ، إذا أمكن البحث عنها وتسجيلها ، كانت تلك البقية الإشعاعية من أقوى الأدلة على بدء خلق الكون بعملية الانفجار الكبير . وجاءت الضربة القاضية لنظرية ((الكون الأبدي )) الذي كان يدعيه بعض العلماء عام 1965م حينما تمكن اثنان من علماء مختبرات (بل ) للأبحاث وهما ((أرنو بنزياسArno Penziase )) و((روبرت ويلسون Robert Wilson)) من اكتشاف تلك البقايا الأثرية للإشعاع الحراري الكوني على هيئة ضوضاء لاسلكية محيرة تفد بانتظام إلى الهوائي الذي كانا قد نصباه لغاية أخرى من جميع الجهات في السماء حيثما وجه الهوائي ، وقدروها بثلاث درجات مطلقة (270 درجة مئوية تحت الصفر) وهي تعرف الآن بأنها موجات الميكروويف في خلفية الكون . صورة للأشعاعات المايكرووف الكونية توضح الأختلاف في درجة حرارة الكون حيث الأحمر وهو الأشد حرارة ، كما تعرف أيضا ً باسم ((إشعاعات الثلاث درجات )) حيث إنها تنطلق من أجسام سوداء في أعماق الكون من مخلفات الانفجار العظيم . وقد حصل العالمان بنزياس ، وزميله ويلسون على جائزة نوبل في الطبيعة عام 1978 لاكتشافهما هذه الموجات الكونية ، والتي تعد أول تأكيد علمي لنظرية الانفجار العظيم . تظهر الصورة وهج إشعاعات المايكرووف الكونية (CMB) التي تبعث من بداية نشأة الكون حيث التقطت الصورة بواسطة القمر الصناعي WMAP المرسل إلى الشمس. في الوقت نفسه كان كل من ((روبرت دايك )) وتلميذه ((بيبلز )) قد استنتجا من معادلاتهما الرياضية الفلكية إن النسب المقدرة لغازي الإيدروجين والهليوم في الكون تؤكد الكمية الهائلة من الإشعاع التي نتجت عن الانفجار العظيم وتدعم نظريته ، ومع تمدد الكون ضعف هذا الإشعاع بالتدريج وانخفضت درجة حرارته إلى بضع درجات قليلة فوق الصفر المطلق (الذي يسوى 273 درجة تحت الصفر المئوي ). توصل علماء الفلك أن الكون كله كان مركزاً في كتلة صغيرة بحجم البيضة تم تسميتها بالبيضة الكونية ثم أنفجر هذا الكون لينتج عنه هذا الكون الفسيح وهذا أقرب ما يكون للتفسير القرآني لنشأة الكون. تصوير بقايا الدخان الكوني كدليل على عملية الانفجار العظيم : في سنة 1989 م أرسلت مؤسسة ناسا الأمريكية إلى الفضاء مركبة فضائية أطلق عليها اسم مكتشف الخلفية الإشعاعية COsmic Background Explorer (C.O.B.E ) (( كوب )) وذلك لجمع المعلومات حول الإشعاع الحراري الكوني ، ولرسم خرائط للسماء بحوالي 100 نوع مختلف من موجات الأشعة ، وزود بأجهزة فائقة الحساسية أثبتت وجود تلك الأشعة الأثرية المتبقية عن عملية الانفجار العظيم . وكان في هذا الاكتشاف التفسير المنطقي لسبب الأزيز اللاسلكي المنتظم الذي يعج به الكون ، والذي يأتي إلينا من مختلف أطراف الكون المدرك ، والذي بقى على هيئة صدى لعملية الانفجار الكبير ، وقد قامت هذه المركبة الفضائية بإرسال ملايين الصور إلى الأرض عن بقايا الدخان للأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم من على مسافة تقدر بعشرة مليارات من السنين الضوئية صورة للقمر كوب الذي أطلق في 18 نوفمبر عام 1989م ، وذلك لرسم خرائط للسماء بحوالي 100 كيلوجراماً وطوله 6 أمتار وقطره 9 أمتار بالأجنحة الثلاثية للخلايا الشمسية ، أجهزة حساسة للغاية لإجراء هذه المهمة ، فضلا ً عن تركيب أجهزة مماثلة في قارة أنتركتيكا الجنوبية. ويرجع الفضل لاكتشاف العالمان((بنزياس )) و(( ولسون)) الذي كان فيه الدليل المادي الملموس لدعم نظرية الانفجار الكبير ، والارتقاء بها إلى مقام الحقيقة شبه المؤكدة ، ودفع بالغالبية الساحقة من علماء الفلك الفيزيائية الفلكية إلى الاعتقاد بصحتها ، وسبحان الخالق الذي أنزل في محكم كتابه من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق : (( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ً ففتقنا هما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون )) راجع 1- السماء في القران الكريم ،تأليف الدكتور زغلول النجار . 2- - حقائق علمية في القران الكريم ، تأليف : الدكتور زغلول النجار . 3- الكون نظرة تراثية ومعاصرة ، تأليف : السيد عبد الأمير المؤمن . 4- من علم الفلك القرآني ، تأليف : الدكتور عدنان الشريف . 5- موسوعة ،الكون ،البيئة ،التلوث ، تأليف :الفانا مصطفي محمود ، أشراف الدكتور : محمد محمود. 6- موسوعة علم الفضاء (الجزء الأول ) ، تأليف : الدكتور جلال عبد الفتاح . 7- موقع وكالة ناسا للصور http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/lib/aptree.htm تحياتي وشكراً Share this post Link to post Share on other sites
Turbo 0 Report post Posted March 14, 2008 موضوع علمي رائع منك اخت فاطمة يعطيك ألف عافية Share this post Link to post Share on other sites
A 7 M A D 0 Report post Posted March 14, 2008 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما شاء الله عليك_ وهذا ليس بغريب منك_ اختي الكريمة موضوع متكامل يقوله لك اخ ينتظر منك_ الاكثر والمزيد والسلام Share this post Link to post Share on other sites
فوزا المطيري 0 Report post Posted March 23, 2008 موضووع رائع والله .. تسلم يدك والله .. بس ووالله قهرر فاتنى فيه الاعجاز العلمى.. لاانو انا كان عندى تطبيق ميدانى وكان عن الكون اغلبه.. .. تسلمين ياعسل.. , Share this post Link to post Share on other sites
المتميزة ان شاء الله 0 Report post Posted March 25, 2008 السلام عليكم هدا ليس غريبا ابدا لانني و جميع اخوتنا الاعضاء تعودنا على ان صديقتنا الغالية فطوم عضوة متميزة جدا تشارك و تفيد . احسنت حبيبتي بالتوفيق ان شاء الله Share this post Link to post Share on other sites