Jump to content

صالح بخيت

الاشراف وتحرير مجلة الفلك
  • Content Count

    207
  • Joined

  • Last visited

Everything posted by صالح بخيت

  1. القمر كان كوكباً مشتعلاً قال تعالى : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) (الاسراء:12) . قال المفسرون آية الليل هي القمر و آية النهار هي الشمس . قال ابن عباس : عن قوله تعالى : فمحونا آية الليل " لقد كانت القمر يضيء كالشمس فطمسنا ضوءه ". الحقيقة أن القمر و الأرض و المريخ و كل كواكب المجموعة الشمسية عندما بدأت كانت كلها مشتعلة و سبب هذا هو ا، المواد عندما أخذت تتجمع مع بعضها بعد انفجار الشمس الأم و تكوِّن محيطاً فتندفع إليها القطع الباقية حولها بسرعة جبارة بسبب الجذب و يزداد ارتطام هذه القطع على الكوكب المتكون فتزيد من حرارته زيادة كبيرة حتى تصل إلى درجة انصهار سطحه كله ، وهذا الانصهار يصح أن يمتد إلى سمك حوالي 300 كيلومتر في عمق الكوكب المتكون مع جميع الجهات . هذا في حالة القمر أما في حالة الأرض فإننا لا نعرف ذلك لآن الأرض تغيرت كثيراً جداً عن يوم خلقها أما القمر فتغير قليلاً جداً من يوم خلقه الله . و هذا الصهير يكون لونه احمر مثل النار و الصخور تكون منصهرة و سائلة ، و هذا يعني أن درجة الحارة أكبر بكثير من درجة حارة النار التي تعرفها فنحن لا نستطيع أن نصل بدرجة حارة النار لدرجة صهر الصخور لتصبح سائلة أبداً ... و في هذا الصهر الصخري أو الصخور السائلة تبدأ عمليات انفصال المعادن فتأخذ المعادن الثقيلة في الغوص إلى تحت و تطفوا العناصر الخفيفة إلى فوق ، و نعلم أن هذا قد حدث في قشرة القمر و معنى هذا أن الكوكب أو الجسم السماوي يكون ملتهباً في بدء خلقه ، نتيجة ما يتراكم على سطحه من طبقات و قطع المجموعة الشمسية الصلبة و حتى تنصهر المنطقة العلوية كلها في سمك 300 كيلومتر و تبدأ العناصر الثقيلة في الرسوب و تطفوا العناصر الخفيفة و تبرد وتكون القشرة من عناصر خفيفة فوق و عناصر أو معادن ثقيلة تحت .
  2. أصل الكون قال الله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء:30) . نزل القرآن الكريم على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مجتمع ساد فيه الجهل والخرافة وانحط فيه التفكير حتى وصل بهم أن يعبدوا حجارة ينحتون منها أصناماً ويقدمون لها القرابين والنذور ؟ وفي هذه الأجواء يتكلم القرآن الكريم عن أعقد حقائق الكون وأهمها وهي حقيقة خلقه من عدم بوساطة حدث هائل يسميه علماء الفلك الضربة الكبرى والقرآن يسميه الفتق وهذا الاكتشاف التي لم يتوصل الإنسان إلى كن حقيقتها إلا بعد سنوات طويلة من البحث المضني وإنفاق الأموال الطائلة وإن هذه الحقائق التي أشار إليها القرآن الكريم إن دلت على شيء فهي تدل على أن هذا لقرآن الكريم هو من عند خالق السماوات والأرض .. معاني الألفاظ: يقول ابن منظور وغيره من علماء اللغة العربية : والرتق ضد الفتق أي بمعنى الشق والفصل بين شيئين ملتصقين، أي أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين ببعضها ثم فتقها الله سبحانه وتعالى أي جعلها منفصلين عن بعضهما . و لقد جاء علم الفلك ليظهر هذه الحقيقة التي ذكرها الله في كتابه وتلاها نبيه على المسلمين قبل ألف وأربعمائة سنة : يرجع العلماء الفلكيون نشأة الكون إلى 13.7 مليار عام وذلك طبقاً لما أعلنته إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مؤخراً حيث حدثت حادثة تعرف باسم الضربة الكبرى (Big bang) وهي حادثة بداية الكون . و يعدون أن حدوث مثل هذه الحادثة كان أمراً واقعاً، إذ كانت المادة الموجودة حالياً في الكون مركزة بكثافة عالية جداً في هيئة بيضة كونية تتركز فيها كتلة الكون . و من الأدلة على صحة نظرية الضربة الكونية الكبرى(Big bang) لنشأة الكون : 1. حركة التباعد المجرية الظاهرة فقد أعلن العالم عالم الفلك الأمريكي المشهور هابل عام 1929 بأن المجرات تبتعد بسرعة عنا في جميع الاتجاهات و تخضع لعلاقة طردية ( استطرادية ) مباشرة بين المسافة و الزحزحة الطيفية نحو الأحمر و استنتج وفقاً لظاهرة دوبلر[1] أن الكون يتمدد ولقد تمكن هابل في عام 1930من إيجاد هذه العلاقة و سميت باسمه وهي تنص بأن " سرعة ابتعاد المجرات الخارجية تتناسب طردياً مع بعدها عنا" وتفسير قانون هابل هو أن الأجرام السماوية في الكون تبتعد بسرعة عنا في جميع الاتجاهات، أي أن الكون في حالة تمدد أينما كان موقعنا في الكون[2] ، قال تعالى : (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ {47}[سورة الذاريات]، وإذا عُدنا بهذا الاتساع الكوني الراهن إلى الوراء مع الزمن فإن كافة ما في الكون من صور المادة والطاقة والمكان والزمان لابد أن تلتقي في جرم واحد‏,‏ متناه في ضآلة الحجم. 2. اكتشاف الخلفية الإشعاعية للكون المدرك‏:‏ وقد اكتشفها بمحض المصادفة باحثان بمختبرات شركة بل للتليفونات بمدينة نيوجرسي هما أرنو أ‏.‏بنزياس(ArnoA.Penzias)‏وزميله روبرت و‏.‏ ويلسون (RobertW.Wilson)‏ في سنة‏1965‏ م على هيئة إشارات راديوية منتظمة وسوية الخواص‏,‏ قادمة من كافة الاتجاهات في السماء‏,‏ وفي كل الأوقات دون أدني توقف أو تغير‏,‏ ولم يتمكنوا من تفسير تلك الإشارات الراديوية‏,‏ المنتظمة‏,‏ السوية الخواص إلا بأنها بقية للإشعاع الذي نتج عن عملية الانفجار الكوني العظيم‏,‏ وقد قدرت درجة حرارة تلك البقية الإشعاعية بحوالي ثلاث درجات مطلقة‏(‏ أي ثلاث درجات فوق الصفر المطلق الذي يساوي ـ‏273‏ درجة مئوية‏)‏. وفي نفس الوقت كانت مجموعة من الباحثين العلميين في جامعة برنستون تتوقع حتمية وجود بقية للإشعاع الناتج عن عملية الانفجار الكوني الكبير‏,‏ وإمكانية العثور على تلك البقية الإشعاعية بواسطة التليسكوبات الراديوية‏,‏ وذلك بناء على الاستنتاج الصحيح بأن الإشعاع الذي نتج عن عملية الانفجار تلك قد صاحب عملية التوسع الكوني‏,‏ وانتشر بانتظام وسوية عبر كل من المكان والزمان في فسحة الكون‏,‏ ومن ثم فإن بقاياه المنتشرة إلى أطراف الجزء المدرك من الكون لابد أن تكون سوية الخواص‏,‏ ومتساوية القيمة في كل الاتجاهات‏,‏ ومستمرة ومتصلة بلا أدني انقطاع‏,‏ وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا الإشعاع الكوني لابد أن يكون له طيف مماثل لطيف الجسم المعتم‏,‏ بمعني أن كمية الطاقة الناتجة عنه في مختلف الموجات يمكن وصفها بدرجة حرارة ذات قيمة محددة‏,‏ وأن هذه الحرارة التي كانت تقدر ببلايين البلايين من الدرجات المطلقة عند لحظة الانفجار الكوني لابد أن تكون قد بردت عبر عمر الكون المقدر بعشرة بلايين من السنين على الأقل‏,‏ إلى بضع درجات قليلة فوق الصفر المطلق‏.‏ وانطلاقا من تلك الملاحظات الفلكية والنظرية كان في اكتشاف الخلفية الإشعاعية للكون دعم عظيم لنظرية الانفجار الكوني‏,‏ وقضاء مبرم على نظرية ثبات الكون واستقراره التي اتخذت لتكون لنفي الخلق‏,‏ وإنكار الخالق‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ منذ مطلع القرن العشرين‏.‏ ولم تكن مجموعة جامعة برنستون بقيادة كل من روبرت دايك(RobertDicke),‏ ب‏.‏ج‏.‏ إ‏.‏ بيبلز(P.J.E.Peebles)،‏ ديفيد رول(DavidRoll)‏ وديفيد ولكنسون (DavidWilkinson)‏هي أول من توقع وجود الخلفية الاشعاعية للكون‏,‏ فقد سبقهم إلى توقع ذلك كل من رالف ألفر ‏(RalphAlpher)‏ وروبرت هيرمان (RobertHerman)‏ في سنة‏1948‏ م وجورج جامو (GeogeGamow)‏ في سنة‏1953‏ م ولكن استنتاجاتهم أهملت ولم تتابع بشيء من الاهتمام العلمي فطويت في عالم النسيان‏.‏ 3. تصوير الدخان الكوني على أطراف الجزء المدرك من الكون‏:‏ في سنة‏1989‏ م أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (NASA)‏ مركبة فضائية باسم مستكشف الخلفية الكونية أو‏(‏كوبي‏CosmicBackgroundExplorer أو COBE)‏ وذلك لدراسة الخلفية الإشعاعية للكون من ارتفاع يبلغ ستمائة كيلو متر حول الأرض‏,‏ وقد قاست تلك المركبة درجة الخلفية الإشعاعية للكون وقدرتها بأقل قليلا من ثلاث درجات مطلقة‏(‏ أي بحوالي‏2,735+0,06‏ من الدرجات المطلقة‏)‏ وقد أثبتت هذه الدراسة تجانس مادة الكون وتساويها التام في الخواص قبل الانفجار وبعده أي من اللحظة الأولى لعملية الانفجار الكوني العظيم‏,‏ وانتشار الإشعاع في كل من المكان والزمان مع احتمال وجود أماكن تركزت فيها المادة الخفية التي تعرف باسم المادة الداكنة (DarkMatter)‏ كذلك قامت تلك المركبة الفضائية بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عملية الانفجار العظيم على أطراف الجزء المدرك من الكون‏(‏ على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية‏),‏ وأثبتت أنها حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق السماوات والأرض‏,‏ وقد سبق القرآن الكريم جميع المعارف الإنسانية بوصف تلك الحالة الدخانية منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة بقول الحق‏ تبارك وتعالى‏:‏ (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:11) وكان في اكتشاف هذا الدخان الكوني ما يدعم نظرية الانفجار الكوني العظيم‏.‏
  3. صالح بخيت

    التقاويم قديماً ... وحديثاً

    التقاويم قديماً … وحديثاً . ( الجزء الثاني ) *** مقاييس الزمن : تقاس الأيام والشهور والسنين بمقاييس فلكية تحددها ظواهر فلكية ذات أهمية خاصة في حياة البشر , فالأيام تقاس بحركة دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق وما ينشأعنها من اختلاف الليل والنهار وحركة الأجرام السماوية , والشهور تقاس بحركة القمر حول الأرض بالنسبة إلى الشمس فيكون هلالاً صغيراً في مستهل الشهر ثم يكبر يوماً بعد يوم حتى يصير بدراً كاملاً فتخف وحشة الظلام أثناء الليل ومن ثم يصغر تدريجياً ويقل ما نراه من نصفه المضيء حتى يعود إلى حالته الأولى , أما السنين فتقاس بحركة الأرض في مدجارها حول الشمس وما ينشأ عنها من تعاقب الفصول الفلكية وتحرك الشمس ظاهرياً في البروج . أما الأشهر الشمسية والأسابيع وأجزاء اليوم كالساعات والدقائق والثواني فوحدات اصطلاحية للزمن . ** اليوم : بما أن سرعة دوران الأرض حول نفسها منتظمة , فقد اعتبر اليوم هو الفترة التي تتم فيها الأرض دورة واحدة حول محورها . وهو نوعان نجمي , شمسي . * اليوم النجمي : ويقاس بالفترة الزمنية التي تمضي بين عبورين متتاليين لنقطة الاعتدال الربيعي فوق خط الزوال , أما أجزاء اليوم النجمي فتقدر بالساعة الزاوية لنقطة الاعتدال الربيعي في أي لحظة . والزمن النجمي يعتبر الزمن الأساسي في تعيين الزمن عن طريق الأرصاد الفلكية وتحديد أزمنة عبور النجوم لدائرة الزوال , ويرجع السبب في اتخاد النجوم في عملية تعيين الزمن لسهولة رصدها كنقطة مضيئة ومحددة في حين أنه يصعب رصد الشمس بدقة كافية لما يعتري ساحة سطحها الظاهري من تغيير باختلاف المسافة بينها وبين الأرض , الأمر الذي لا يسهل معه تحديد مركزها . * اليوم الشمسي : ويقاس بالفترة الزمنية بين عبورين متتاليين لمركز الشمس بخط الزوال , وهو أطول من اليوم النجمي بـ( 3 دقائق و 55.9 ثانية ) . واليوم الشمسي الحقيقي غير ثابت الطول , لأن سرعة الشمس الظاهرية وسط النجوم غير ثابتة على مرور الأيام أثناء السنة وذلك لأن مدار الأرض حول الشمس ليس دائرياً تاماً بل قطعاً ناقصاً ( بيضاوي الشكل ) قلا يكون اليوم الشمسي متساوياً في المكان الواحد طول السنة إلا في الأماكن التي على خط الاستواء , فلا يصح والحالة هذه اتخاذه لقياس أزمنة متساوية . ومن أجل هذا افترض الفلكيون شمساً اعتبارية أو وهمية تتحرك بسرعة منتظمة طوال السنة وتتم دورة كاملة في دائرة المعدل في مدة سنة واتخذوا الفترة الزمنية التي تمضي بين عبورين متتاليين لهذه الشمس الوهمية وحدة من وحدات الزمن أسموها ( اليوم الشمسي الوسطي ) لأن طوله يعادل متوسط أطوال الأيام الشمسية الحقيقية على مدار السنة وهو ثابت المقدار ومبدأه من العبور السفلي للشمس الوسطي خط الزوال – أي منتصف الليل – والساعة التي تسير بمقتضى اليوم الوسطي لا تبين وقتاً ثابتاً كلما مرَّت الشمس بمستوى الزوال ( وهو وقت الظهر ) ويسمى الفرق بين الوقتين ( معادلة الزمن ) بمعنى أن الفرق بين وقت الظهر الحقيقي ووقت الظهر الوسطي يساوي معادلة الزمن , وقد تكون هذه المعادلة موجبة أو سالبة . وفي اليوم يتلاحق الليل والنهار وليس هناك اتفاق موحد لدى الشعوب على مبدأ اليوم ومنتهاه , فاليوم عند العرب يبدأ من غروب الشمس ويمتد إلى غروبها التالي فليله سابق نهاره , وعند الإفرنج يبدأ اليوم من نصف الليل ويمتد إلى نصف الليل التالي فنهاره واقع بين نصفي ليله .
×