الزعيم 0 Report post Posted December 31, 2008 إن آخر نظرية مقبولة لدى الأوساط العلمية حاليًا حول مولد الكون، هي نظرية «الانفجار الكبير» التي تستند إلى الحقيقة التي اكتشفها العلم، وهي حقيقة أن الكون يتوسع باستمرار وبسرعة كبيرة. فقال العلماء بأن مادة الكون كانت متركزة في السابق في نقطة واحدة حجمها صفر تقريباً، وأنها انفجرت ونشرت مادة الكون في كل اتجاه، وأن الكون بدأ يتوسع منذ ذلك التاريخ وحتى الآن. والأهمية الفلسفية لهذه النظرية هي أنها أنهت أسطورة أزليةِ المادة وأزلية الكون، وأثبتت أن الكون خلق في لحظة واحدة. وما دام هناك خلق فلا بد أن هناك خالقًا؛ لأن هذا الانفجار الهائل لم يكن كأي انفجار آخر؛ إذ كل انفجار يؤدي إلى الفوضى والتشتت والهدم. بينما أدى هذا الانفجار إلى تشكيل كون منظَّم غاية التنظيم. إذن فَيَدُ القدرة اللاَّنهائية والعلم المطلق الذي لا تحده حدود قد تجليا في هذا الخلق بشكل واضح. تعددت الأسباب والموت واحد ولكن هل سيتوسع الكون باستمرار؟ هل تنتصر قوة الجاذبية على قوة التوسّع الكوني؟ أم يكون العكس هو الصحيح؟ هناك احتمالان في هذا الصدد: الاحتمال الأول: وهو أن سرعة التوسع ستتباطأ تدريجيًّا بفعل قوة الجاذبية ثم تقف، وبعده سيبدأ الكون بالتراجع نحو الوراء، أي ستندفع المجرات وجميع الأجسام السماوية والفلكية الموجودة في الكون نحو المركز، وسيتقلص الكون وينكمش على نفسه بفعل قوة الجاذبية، حتى يرجع الكون كله ويتركز في نقطة واحدة صغيرة جدًّا قد تبلغ الصفر، أي يعود الكون إلى حالته الأولية. وهذا معناه طبعًا موت الكون وفناؤه قبل أن يصل إلى هذا الحد بوقت كبير. الاحتمال الثاني: إن قوة الجاذبية لا تستطيع التغلب على قوة التوسع الكوني. أي إن الكون سيبقى في توسع دائم إلى الأبد. وهل معنى هذا أن الموت لن يكون مصير مثل هذا الكون المتوسع على الدوام؟ لا يستطيع الكون حتى في الحالة الثانية أن يتجنب النهاية الحتمية لكل مخلوق وهي الموت؛ لأن مثل هذا الكون المتوسع بعد أن يستنفد وقوده بتأثير عمليات الإشعاع الجارية في جميع النجوم، فإنه يموت لا محالة. وفي هذه الحالة يكون الكون مثل مقبرة هائلة متوسعة لا أثر للحياة فيه. الكون المفتوح ولكن ما الذي يقرر انتصار قوة الجاذبية أو انتصار قوة التوسع الكوني؟ والجواب على هذا السؤال هو: إن كان التوسع الكوني بالمقدار الذي تستطيع بها المجرات من الإفلات من قوة الجاذبية فإن التوسع سيستمر دون توقف. وهذا هو نموذج «الكون المفتوح». أما إن كانت سرعة الكون أقل من سرعة الإفلات هذه فإن توسع الكون سيقف بعد مدة، ويبدأ الكون بالانكفاء على نفسه وبالتراجع القهقرى. وهذا هو نموذج «الكون المغلق». وما هي سرعة الإفلات؟ هي أصغر سرعة لازمة للإفلات من قوة جاذبية مكان ما. فمثلاً إن سرعة الإفلات بالنسبة لأرضنا هي 11,23 كم/ ثانية. أي إن أطلقت صاروخًا بهذه السرعة فإنه يستطيع التغلب على الجاذبية الأرضية وينطلق إلى الفضاء. وإن كانت سرعة الصاروخ أقل من هذه السرعة (ولم تكن على مراحل متعددة) فهو يقطع مسافة معينة، ثم يقف، ثم يبدأ بالسقوط والرجوع إلى الأرض لتغلب قوة الجاذبية عليه. ولكل نجم أو كوكب أو قمر سرعة إفلات خاصة به. ولكن هل سرعة توسع الكون تبلغ سرعة الإفلات؟ أي هل هي أكبر من قوة الجاذبية في الكون أم أقل؟ هذا الأمر مرتبط بالكثافة الحالية للكون. فإن كانت هذه الكثافة تبلغ ما نطلق عليه اسم «الكثافة الحرجة»، فمعنى هذا أن قوة الجاذبية الموجودة في الكون تكفي في المستقبل لإيقاف توسع الكون. أما إن كانت أقل فإن الكون سيبقى متوسعًا على الدوام. فهل متوسط الكثافة في الكون يبلغ الكثافة الحرجة؟ قام العلماء بحساب الكثافة الحرجة فوجدوا أنها تساوي وهذا يعني أنه لو كانت هناك مادة في الكون بمعدل ثلاث ذرات هيدروجين في المتر المكعب الواحد لبلغت كثافة الكون الكثافة الحرجة. ثم قام العلماء بحساب كثافة الكون فوجدوا أنها تبلغ بضعة أجزاء من هذه الكثافة الحرجة. هل معنى هذا أن الكون سيستمر بالتوسع؛ لأن كثافته لا تبلغ الكثافة الحرجة؟ لا يمكننا قول هذا بشكل أكيد؛ لأن ما حسبه العلماء من كميات المادة الموجودة في الكون كانت الكميات التي استطاعوا مشاهدتها بالأجهزة البصرية والراديوية. وهناك كميات هائلة من المادة لم تدخل في هذه الحسابات، منها على سبيل المثال «الثقوب السوداء» التي لا نكاد نعرف عنها شيئًا، ثم هناك ما أطلقوا عليها اسم «الكتلة المفقودة» في الكون؛ فقد لاحظوا أن كمية المادة المشاهدة في المجرات لا تكفي أبدًا لإبقاء هذه المجرات متماسكة، بل تحتاج إلى عشرة أضعاف هذه المادة؛ لكي تبقى في تماسك وتوازن. إذن فالكثافة المحسوبة للكون ليست هي كثافتها الحقيقية، وقد تبلغ كثافتها الحقيقية «الكثافة الحرجة». الكون المغلق ماذا يحدث في نموذج «الكون المغلق»؟ تبدأ سرعة التوسع الكوني بالتناقص تدريجيًّا حتى تبلغ الصفر أي يقف التوسع تمامًا، ثم يبدأ الكون بالاتجاه والتراكض نحو مركزه وبسرعات متزايدة بمرور الزمن. في البداية لا يظهر هناك تأثير واضح، فكل شيء سيبدو اعتياديًّا ولمليارات السنين. ولكن ما إن يبلغ الكون 1% من حجمه الحالي حتى تبلغ درجة حرارة الفضاء -التي هي قريبة الآن من الصفر المطلق- درجة حرارة الأرض في النهار. وبعد ملايين السنين سيبلغ بريق الفضاء حدًّا لا يُطاق وترتفع الحرارة إلى ملايين الدرجات. وقبل الوصول إلى هذا الحد يكون جميع أنواع الحياة قد انقرضت وفنيت، ثم تبدأ النجوم بالذوبان في حساء كوني مؤلف من أجزاء الذرات ومن إشعاعات. حساء تبلغ درجة حرارته بلايين الدرجات، ثم يصغر الكون ويصغر.. حتى تبلغ حجم نقطة صغيرة قريبة من الصفر ويتحول إلى «ثقب أسود». أي يصل إلى حالة التفردية (Singularity)؛ حيث تنقطع علاقته مع الزمان ومع المكان، ولا تعود القوانين الفيزيائية جارية فيه. ولكن بعض العلماء الملحدين الذين رأوا إفلاس إلحادهم أمام هذه النظرية اقترحوا أنموذجًا ثالثًا للكون هو الأنموذج «النبضي» أو «المتذبذب»، وخلاصة هذا المقترح هو أن الكون يتسع منذ الأزل بانفجارات كبيرة، ثم ينكمش ويتقلص على نفسه، ثم يتوسع بانفجار كبير آخر... وهكذا دواليك. إذن فهنا كون أزلي، لا بداية ولا نهاية له. وقد أعجب بهذا النموذج بعض العلماء الملحدين الذين لا يستسيغون فكرة «الخلق» وفكرة «القيامة»، أو نهاية الكون. ولكن هذا الأنموذج لم يستطع الوقوف أمام معطيات العلم وأمام الحقائق العلمية؛ لذا نرى أنه وضع على الرف وتم إهماله تمامًا في الأوساط العلمية؛ لأن العلم لا يعرف أي إمكانية لكي يتوسع الكون بعد تقلصه ووصوله إلى حالة «التفردية»؛ لأن الثقب الأسود مثلاً -وهو مثال مصغر جدًّا عن حالة التفردية التي يبلغها الكون في نهاية المطاف في التقلص- لا يستطيع الخلاص من هذا الوضع، فكيف بالكون بأكمله؟ ثم هناك مشكلة أخرى أمام هذا الأنموذج وهي مشكلة الإنتروبيا (Entropy). وهي أنه في كل عملية تحول وتغير هناك قسم من الطاقة يتحول إلى شكل غير قابل للاستفادة منه. وعندما يصل الكون إلى حالة التفردية لا توجد هناك طاقة قابلة للاستفادة منها، أي يستحيل تحول الكون في هذه الحالة من وضع إلى وضع آخر؛ إذ لا توجد الطاقة التي يمكنها القيام بهذا التحويل. إذن فسواء أكان هناك الأنموذج المفتوح أو الأنموذج المغلق للكون، فالموت هو المصير الذي ينتظر الكون. ولا يعني هذا أن نهاية الكون ستكون بأحد هذين السبيلين؛ لأن احتمالات نهاية الكون احتمالات عديدة جدًّا يمكن أن تملأ كتابًا كاملاً. هذا عن الكون، أما عن كوكبنا وعن الشمس والمجموعة الشمسية فإن عمرها ليس طويلاً إلى هذه الدرجة، فعُمر الوقود في الشمس أقل بكثير من عمر الكون بأجمعه. مقال للباحث / أورخان محمد علي . Share this post Link to post Share on other sites
عضو يريد العلم 0 Report post Posted January 1, 2009 الكون المغلق ماذا يحدث في نموذج «الكون المغلق»؟ تبدأ سرعة التوسع الكوني بالتناقص تدريجيًّا حتى تبلغ الصفر أي يقف التوسع تمامًا، ثم يبدأ الكون بالاتجاه والتراكض نحو مركزه وبسرعات متزايدة بمرور الزمن. في البداية لا يظهر هناك تأثير واضح، فكل شيء سيبدو اعتياديًّا ولمليارات السنين. ولكن ما إن يبلغ الكون 1% من حجمه الحالي حتى تبلغ درجة حرارة الفضاء -التي هي قريبة الآن من الصفر المطلق- درجة حرارة الأرض في النهار. وبعد ملايين السنين سيبلغ بريق الفضاء حدًّا لا يُطاق وترتفع الحرارة إلى ملايين الدرجات. وقبل الوصول إلى هذا الحد يكون جميع أنواع الحياة قد انقرضت وفنيت، ثم تبدأ النجوم بالذوبان في حساء كوني مؤلف من أجزاء الذرات ومن إشعاعات. حساء تبلغ درجة حرارته بلايين الدرجات، ثم يصغر الكون ويصغر.. حتى تبلغ حجم نقطة صغيرة قريبة من الصفر ويتحول إلى «ثقب أسود». أي يصل إلى حالة التفردية (Singularity)؛ حيث تنقطع علاقته مع الزمان ومع المكان، ولا تعود القوانين الفيزيائية جارية فيه. ولكن أنا أرى أن هذة النظرية غير صحيحة لأن القرآن فية آية تقول {{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }} ولذالك فإن هذة النظرية صحيحة فهل سنعتمد على النظرييات أم على القرآن أم على كلاهما بالطبع على كلاهما ولكن أن وجدنا آية تخالف نظرية فهذة النظرية خاطئة Share this post Link to post Share on other sites
الزعيم 0 Report post Posted January 1, 2009 ولكن أن وجدنا آية تخالف نظرية فهذة النظرية خاطئة هذا صحيح ولا خلاف عليه البتة بين كل المؤمنين , بل كلام الله قاعدة أساسية لكل العلوم تبنى عليها المعارف وترتقي , ولكن بشرط واحد إن كان المفهوم من الآية الكريمة لايختلف عليه اثنان .. لذلك كان القرآن الكريم معجزاً , بحيث نتأكد به من صحة النتائج التي توصل إليها العلماء , لا العكس . أشكرك يا صديقي . Share this post Link to post Share on other sites
العراقية 0 Report post Posted January 1, 2009 طبعا اشتغلت على بحث لفترة طويله (شوي أقل من سنتين) على هذا الموضوع وفعلا الموضوع رائع وممتاز وشاركت فيه بمؤتمر بالجامعه والحمدلله المهم ان أهم شيء صادفني خلال البحث كلمة رائعه سمعتها من أحد علماء الدين في كربلاء عندما تناقشت معه على هذا الموضوع فقال لي ((لا تقولي يوجد تطابق بالنظرية العلمية الفلانية مع القرآن الكريم، بل قولي توجد اشارة لهذه النظرية بالقرآن الكريم والله تعالى أعلم لأن النظريات تتغير والقرآن ثابت لا يتغير)) وفعلا هذه الكلمات مازالت ترن في أذني كلما سمعت عن موضوع يرتبط باعجاز قرآني. تحياتي لكم أساتذتي الأفاضل و أخوتي الأعزاء Share this post Link to post Share on other sites
الزعيم 0 Report post Posted January 3, 2009 استاذتي العزيزة .. إذاً أنت تحرمينا الكثير مما لديك .. المنتدى بحاجة لمثل هذه الدراسات العلمية كونها تبسط المفاهيم العلمية بذهن القارئ الهاوي , وهو أكثر ما أحتاجه .. أتمنى لك التوفيق . Share this post Link to post Share on other sites
ع ع 0 Report post Posted January 6, 2009 الأخوة بالمنتدى الأعزاء يقول العالم زغلول النجار عالم الجيولوجيا والفلك الاسلامي المعروف أن الكون سيقف عن التمدد ثم يتقلص أمر يتفق مع القرآن ولا يتعارض مع الآية " إنا خلقنا السماء بأييد وإنا لموسعون " كونها تتحدث عن الوقت الحالي لأن القرآن نفسه يقول تعالى : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67 أي بين النفختين والمخلوقات موتى سينحني الكون كالسجل {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء104 والكتب هي أوراق المجرات والمجموعات الشمسية والسجل هو صفحة الكون التي ستنحني ثم تتجاذب كواكبها وأجرامها حتى تلتف لتصبح بنقطة واحدة في قبضة الرحمن كما بدأ أول خلق يعيده وبذا لا تتعارض آية التوسع مع آيات الانجذاب فيبدو أن الكون ليس مفتوحا ومتوسعا إلى مالا نهاية والله أعلم بمراده فهل من علم أحدث عن الموضوع أفادكم الله علما أنه بين النخفتين أربعون فقال أبو هريرة أربعون يوما قال الرسول أبيت فقال أبو هريرة أربعون شهرا قال الرسول أبيت فقال أبو هريرة أربعون سنة قال الرسول أبيت ومعنى أبيت أي أبيت ان تعرف الحقيقة ولن تعرفها والأمر أعظم من ذلك بكثير ويمكنكم البحث عن الحديث للدقة Share this post Link to post Share on other sites