Jump to content
Sign in to follow this  
أَنَاْ يُوسُفُ

لا مكان للكون حتى يكون فيه !!

Recommended Posts

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

أخوتي و أخواتي ، أعتقد أن الكون ظرف خلق الممكنات للوجود بالوجود المطلق و للأجله ، و عليه فلا مكان للممكنات حتى تكون فيه ، فلو فرضنا وجود الكون كمادة فسنقول أنه مكان وجود في المكان غير أن هذا لأمر سيجرنا للحديث عن المكان الذي يحوي مكان الكون ، و هكذا فالتسلسل في المكانات فير مقبول ،الأمر الذي يدعونا للقول أن السماوات و الأرض و كل شيء ممكن الوجود لا يكون إلا في ظرف الكون الذي هو محل خلق الممكنات كلها ، و عليه فلا مكان توجد فيه السماوات و الأرض و لا سائر جميع الممكنات و الأشياء / فالكون وعاء معنوي لا مادي .

 

فمن معي فيما أقول ؟؟؟

Share this post


Link to post
Share on other sites

فكيف يتفق أن تتفق رؤية الجميع بنفس المواصفات لهذا المعنوي

 

؟؟

 

وبالنسبة لموضوعك ليتك توضحه بعبارات أكثر وضوحا خاصة للمقدمة التي استنتجت منها المعلومة المبهرة حفظك الله

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

شكراً لك لحسن تحاورك معي أخي الفاضل ، و بخدمتك حتى أوضح لك فكرتي ، فكما هو الكون في معناه اللغوي هو الحدث أو الحدوث ، و بالفلسفة هو حصول الصورة في المادَّة بعد أن لم تكن حاصلة فيها، وهو الانتقال من القوَّة إلى الفعل، أو استحالة جوهر المادَّة إلى ما هو أشرف منه ، و لما كان ذلك عند اللغة و أهل الفلسفة ، غير ما تم الإصطلاح عليه هو أن الكون كل السماوات و الأرض ، لكن يتبادر لذهننا سؤالٌ هو هل للكون من مكان حتى يكون فيه على فرض أن الكون هو السماوات و الأرض ، فإن قلنا بأن للكون من مكان حتى وجد فيه فلا بد بأن يكون لهذا المكان أيضا من مكان آخر حتى يوجد فيه هو الآخر ، و عند ذلك فسيكون التسلسل في الأماكن إلى ما لا نهاية ، و هذا في فرضه غير منطقي ، لان التسلسل باطل حتماً هنا ، و عند ذلك فسنقول بأن الكون هو محل خلق الممكنات و ما هو إلا ظرف لخلق الممكن بقدرة الله تعالى عز و جل و بذلك فهو إعجاز رباني مبهر ، لان الممكنات وجدت من لا شيء و تم إبتداعها لا من شيء .

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمان الرحيم

 

رؤية مؤمن في خلق الكون

 

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (20) سورة العنكبوت

 

يقول الله سبحانه و تعالى

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (هود)

و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم.

قدّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنة و عرشه على الماء. أيّ أن أصل الكون ماء و كان فيه كل المكوّنات التي خلقها الله من عدم ليجعلها الله سبحانه وتعالى سببا في خلق أشياء أخرى يقول الله سبحانه (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40) كلّ وفلك جاءت غير معرفة لأنّ الله يعلم إنّ الإنسان لا يستطيع معرفة كلّ الكواكب والمجرات التى تسبح والسباحة لا تكون إلا في الماء. وبمشيئته وإرادته تجمعت مكونات انفجار عظيم فحدث,big-bang فنتج عنه ولادة جسم ملتهب ومتواصل الالتهاب وهي الشمس يقول الله سبحانه (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) (النبأ:13) و كذلك حدث فراغ هائل في الماء مملوء بالدخان نتيجة الاحتراق والتبخّر ولذلك قال الله سبحانه و تعالى( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:11) ثمّ بعامل وهّاجة الحرارة المنبعثة من ذالك الجسم الملتهب (الشمس) يقول الله سبحانه (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) (النبأ:13) تكوّنت طبقات مختلفة في الدخان نتيجة الانصهار طبقة مغلقة على التي قبلها بعامل البعد عن الشمس فعبر الله على هاته الحركة بالفتق أيّ العزل مع المحافظة بالجسم الصغير داخل الجسم الكبير مثل الجنين في رحم أمّه.فيقول الله سبحانه وتعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء:30) و يقول كذلك سبحانه (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) (الملك:3) طباقا أيّ السماء السابعة مطبقة على السماء السادسة و السماء السادسة مطبقة على الخامسة وهكذا إلى السماء الدنيا المطبقة على الأرض والشمس والكواكب الأخرى وفي كثير من الآيات يتحدث الله على ما بين السماوات والأرض يقول الله سبحانه وتعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (المائدة:18)

ويقول الرّسول صلى الله عليه و سلّم- ما بين السّماء والسّماء مسيرة خمسة مائة عام. وكل الكون أيّ السماوات و الأرض و ما بينهما في المزن أيّ في الماء.يقول الله سبحانه وتعالى(أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) (الواقعة:69) أي الماء

وبحكم تحرك هذا الجسم الملتهب الوهّاج-- كثير من الآيات تتحدث عن هذه الحركة و منها قول الله سبحانه

وتعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يّـس:38) وكذلك (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (التكوير) أي الشمس تسير على مدار كرويا ينتج عنه أتساع للكون بحكم التحرّك مع إنبعاث الوهاجة في الماء يقول الله سبحانه وتعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات:47)

تجريبيّا لمّا تغمس كرة حديدية ملتهبة 3000 درجة في الماء يحدث إحتراقا ثم تبخّرا ثمّ فراغا بينه وبين الماء.

وكل هذا الكون مثل كرة أكسيجان صغيرة خرجت من فم غطاس في قاع المحيط يقول الله سبحانه وتعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران

إذا مكان الكون في الماء(المزن) وهيأته كرويا الشكل بفعل تأثير الجسم الملتهب (الشمس) (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) (النبأ:13)

 

افتراضيا لو انطفأت الشمس لأطبق الماء على الكون.

عزالدين محمود فلكي هاو

سويسرا

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم

 

بالنسبة لرأيك حول مادة الكون، فلا يمكن الإختلاف أبداً على أن الكون عبارة عن مادة وطاقة،ولا يمكن أن تكون مجرد وهم نعيشه أو ظرف معنوي نعيشه، فلقد خلقنا الله هكذا... نحس بالموجودات... ونحس بالكون كذلك..

 

أما بالنسبة للنظرية التسلسلية بأن الكون مجرد مكان يجب أن يتواجد فيه مكان آخر...فهو أمر غير معلوم ولا أستطيع أن أرفضها أو حتى أن أؤيدها..فبعد أن ظهرت نظرية الإنفجار الكبير التي أقصت نظريات الملحدين حول مادية الكون اللانهائية..أصبح معلوما لدينا بأن الكون لها حدود...ولكن ماذا بعد تلك الحدود؟!...هل تتوقع أن يوجد مكان وزمان آخر بعد حدود الكون؟!..

 

لم أجد جوابا شافيا حتى الآن بشأن ذلك ولكن ذلك يعتبر من الأمور المستحيلة، لأننا محصورون بأبعاد الكون الذي نعيش فيه، ولا يمكن أن نتجاوزه إلى.... كون آخر !

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اخي الفاضل وسع كرسي ربك السماوات والارض وهذا الكون الفسيح والعرش فوق الكرسي وامنت بالله رب العالمين

 

كما ان للكون حدود فان للمخيله حد

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم ورحمت الله تعالى وبركاته

 

اخوتي

فعلا هناك حدود للكون متل متل حدود للخيال لنفترض انك اغمضت اعينك لفترة ومعنت تاركيز جيدا حول دلك الظلام الدي ستجده ستندهش لما سترى ( سترى ان ليس هناك حدود في دلك الظلام الدامس بينما هي مجرد اغماض العين فقط متلها متل الكون الدي يقال ان له حدود فعلا ان حدوده قريبة وهي تتسع صحيح ولكن سوف تعاود الانكماش مرة اخرى ادا ليس هناك متل ماتقول اخي ان الكون متل فقاعة الماء وادا انطفات الشمس سيغمرنا الماء من كل جانب بل عندما تقوم الدنيا الاخرة سيكون هناك انفجار عظيم متل الانفجار الاول وسيحدت خلق للجنة وللنار متل ما خلق هدا الكون اول مرة

 

وهدا راي والسلام عليكم

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم ( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) ) صدق الله العلي العظيم

 

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

 

أخوتي و أخواتي ، لطالما شدني موضوع الحديث عن الكون و ما تحيط حوله من تساؤلات قد يصعب بلوغ منتهى إجابتها ، و قد لا ينبغي تلمس بعض الإجابات إستناداً إلى مادية العلم المعرفي للكون بل بالولوج إلى آفاق أخرى معرفية أخرى تمهد لبلوغ كشف الإسرار المحيطة به ، فالكون عندما نقول بأن له حد محدود و أمد معدود فهو مخلوق و لا بد لكل مخلوق من بداية و نهاية ، و لكن هل و صل الكون بما نحن فيه على مشارف حده الذي لا يتعداه و بالتالي فإن توقفه عن الإتساع وارد أو أنه قد يتجاوز الحد الأقصى الذي يحيطه و يحتويه من جميع الجهات ؟ سؤال أتركه لكم

و بالنسبة إلى وجود مكان و زمان آخر بعد حدود الكون ؟ فإنني أرى بأن ما بعد الكون من حدود و ليس للكون من مكان مادي بل هو مكان مجرد غير مادي و لما أقرأ آية الكرسي العظيمة فهي تشير الكرسي وسع السماوات و الأرض ، فلذا فالسماوات و الأرض في الكرسي غير أن هذا الكرسي في العرش و هو الحلقة في الفلاة بالنسبة للعرش ( و الفلاة هي الصحراء فلكم أن تتخيلوا عظيم خلق الله تعالى ) و أشير هنا إلى تفسير الميزان للسيد الطبطبائي في شأن آية الكرسي إذ يقول :قوله تعالى: وسع كرسيه السموات و الأرض، الكرسي معروف و سمي به لتراكم بعض أجزائه بالصناعة على بعض، و ربما كني بالكرسي عن الملك فيقال كرسي الملك، و يراد منطقة نفوذه و متسع قدرته.

 

و كيف كان فالجمل السابقة على هذه الجملة أعني قوله: له ما في السموات و ما في الأرض «إلخ»، تفيد أن المراد بسعة الكرسي إحاطة مقام السلطنة الإلهية، فيتعين للكرسي من المعنى: أنه المقام الربوبي الذي يقوم به ما في السماوات و الأرض من حيث إنها مملوكة مدبرة معلومة، فهو من مراتب العلم، و يتعين للسعة من المعنى: أنها حفظ كل شيء مما في السماوات و الأرض بذاته و آثاره، و لذلك ذيله بقوله: و لا يؤوده حفظهما.

 

و في أمالي الشيخ، بإسناده عن أبي أمامة الباهلي: أنه سمع علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: ما أرى رجلا أدرك عقله الإسلام أو ولد في الإسلام يبيت ليلة سوادها. قلت: و ما سوادها؟ قال: جميعها حتى يقرأ هذه الآية: الله لا إله إلا هو - الحي القيوم فقرأ الآية إلى قوله: و لا يؤوده حفظهما - و هو العلي العظيم. قال: فلو تعلمون ما هي أو قال: ما فيها ما تركتموها على حال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش، و لم يؤتها نبي كان قبلي، قال علي فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله إلا قرأتها، الحديث.

 

أقول: و روي هذا المعنى في الدر المنثور، عن عبيد و ابن أبي شيبة و الدارمي و محمد بن نصر و ابن الضريس عنه (عليه السلام)، و رواه أيضا عن الديلمي عنه (عليه السلام)، و الروايات من طرق الشيعة و أهل السنة في فضلها كثيرة، و قوله (عليه السلام): إن رسول الله قال: أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش، روي في هذا المعنى أيضا في الدر المنثور، عن البخاري في تاريخه، و ابن الضريس عن أنس أن النبي قال: أعطيت آية الكرسي من تحت العرش، فيه إشارة إلى كون الكرسي تحت العرش و محاطا له و سيأتي الكلام في بيانه.

 

و في الكافي، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وسع كرسيه السموات و الأرض، السماوات و الأرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات و الأرض؟ فقال (عليه السلام): إن كل شيء في الكرسي.

 

أقول: و هذا المعنى مروي عنهم في عدة روايات بما يقرب من هذا السؤال و الجواب و هو بظاهره غريب، إذ لم يرو قراءة كرسيه بالنصب و السماوات و الأرض بالرفع حتى يستصح بها هذا السؤال، و الظاهر أنه مبني على ما يتوهمه الأفهام العامية أن الكرسي جسم مخصوص موضوع فوق السماوات أو السماء السابعة أعني فوق عالم الأجسام منه يصدر أحكام العالم الجسماني، فيكون السماوات و الأرض وسعته إذ كان موضوعا عليها كهيئة الكرسي على الأرض، فيكون معنى السؤال أن الأنسب أن السماوات و الأرض وسعت الكرسي فما معنى سعته لها؟، و قد قيل بنظير ذلك في خصوص العرش فأجيب بأن الوسعة من غير سنخ سعة بعض الأجسام لبعض... و في المعاني، عن حفص بن الغياث قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وسع كرسيه السموات و الأرض، قال: علمه.

 

و فيه، أيضا عنه (عليه السلام): في الآية: السموات و الأرض و ما بينهما في الكرسي، و العرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره.

 

أقول: و يظهر من الروايتين: أن الكرسي من مراتب علمه تعالى كما مر استظهاره، و في معناهما روايات أخرى.

 

و كذا يظهر منهما و مما سيجيء: أن في الوجود مرتبة من العلم غير محدودة أعني أن فوق هذا العالم الذي نحن من أجزائها عالما آخر موجوداتها أمور غير محدودة في وجودها بهذه الحدود الجسمانية، و التعينات الوجودية التي لوجوداتنا، و هي في عين أنها غير محدودة معلومة لله سبحانه أي أن وجودها عين العلم، كما أن الموجودات المحدودة التي في الوجود معلومة لله سبحانه في مرتبة وجودها أي أن وجودها نفس علمه تعالى بها و حضورها عنده، و لعلنا نوفق لبيان هذا العلم المسمى بالعلم الفعلي فيما سيأتي من قوله تعالى: «و ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض:» يونس - 61.

 

و ما ذكرناه من علم غير محدود هو الذي يرشد إليه قوله (عليه السلام) في الرواية، و العرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره، و من المعلوم أن عدم التقدير و التحديد ليس من حيث كثرة معلومات هذا العلم عددا، لاستحالة وجود عدد غير متناه، و كل عدد يدخل الوجود فهو متناه، لكونه أقل مما يزيد عليه بواحد، و لو كان عدم تناهي العلم أعني العرش لعدم تناهي معلوماته كثرة لكان الكرسي بعض العرش لكونه أيضا علما و إن كان محدودا، بل عدم التناهي و التقدير إنما هو من جهة كمال الوجود أي إن الحدود و القيود الوجودية يوجب التكثر و التميز و التمايز بين موجودات عالمنا المادي، فتوجب انقسام الأنواع بالأصناف و الأفراد، و الأفراد بالحالات، و الإضافات غير موجودة فينطبق على قوله تعالى: «و إن من شيء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم:» الحجر - 21، و سيجيء تمام الكلام فيه إن شاء الله تعالى.

 

 

و هذه الموجودات كما أنها معلومة بعلم غير مقدر أي موجودة في ظرف العلم وجودا غير مقدر كذلك هي معلومة بحدودها، موجودة في ظرف العلم بأقدارها و هذا هو الكرسي على ما يستظهر.

 

و ربما لوح إليه أيضا قوله تعالى فيها: يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم، حيث جعل المعلوم: ما بين أيديهم و ما خلفهم، و هما أعني ما بين الأيدي و ما هو خلف غير مجتمع الوجود في هذا العالم المادي، فهناك مقام يجتمع فيه جميع المتفرقات الزمانية و نحوها، و ليست هذه الوجودات وجودات غير متناهية الكمال غير محدودة و لا مقدرة و إلا لم يصح الاستثناء من الإحاطة في قوله تعالى: و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، فلا محالة هو مقام يمكن لهم الإحاطة ببعض ما فيه، فهو مرحلة العلم بالمحدودات و المقدرات من حيث هي محدودة مقدرة و الله أعلم.

 

و في التوحيد، عن حنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش و الكرسي فقال (عليه السلام) إن للعرش صفات كثيرة مختلفة له في كل سبب و صنع في القرآن صفة على حدة، فقوله: رب العرش العظيم يقول: رب الملك العظيم، و قوله: الرحمن على العرش استوى، يقول: على الملك احتوى، و هذا علم الكيفوفية في الأشياء، ثم العرش في الوصل مفرد عن الكرسي، لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، و هما جميعا غيبان، و هما في الغيب مقرونان، لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع و منه الأشياء كلها، و العرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف و الكون و القدر و الحد و المشية و صفة الإرادة و علم الألفاظ و الحركات و الترك و علم العود و البدء، فهما في العلم بابان مقرونان، لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي، و علمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: رب العرش العظيم، أي صفته أعظم من صفة الكرسي، و هما في ذلك مقرونان: قلت: جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي، قال (عليه السلام): إنه صار جارها لأن علم الكيفوفية فيه و فيه، الظاهر من أبواب البداء و إنيتها و حد رتقها و فتقها، فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الظرف، و بمثل صرف العلماء، و ليستدلوا على صدق دعواهما لأنه يختص برحمته من يشاء و هو القوي العزيز.

 

أقول: قوله (عليه السلام): لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب، قد عرفت الوجه فيه إجمالا، فمرتبة العلم المقدر المحدود أقرب إلى عالمنا الجسماني المقدر المحدود مما لا قدر له و لا حد، و سيجيء شرح فقرات الرواية في الكلام على قوله تعالى: «إن ربكم الله الذي خلق السموات:» الأعراف - 54، و قوله (عليه السلام): و بمثل صرف العلماء، إشارة إلى أن هذه الألفاظ من العرش و الكرسي و نظائرها أمثال مصرفة مضروبة للناس و ما يعقلها إلا العالمون.

 

و في الإحتجاج، عن الصادق (عليه السلام): في حديث: كل شيء خلق الله في جوف الكرسي خلا عرشه فإنه أعظم من أن يحيط به الكرسي.

 

أقول: و قد تقدم توضيح معناه، و هو الموافق لسائر الروايات، فما وقع في بعض الأخبار أن العرش هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه و رسله، و الكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا كما رواه الصدوق عن المفضل عن الصادق (عليه السلام) كأنه من وهم الراوي بتبديل موضعي اللفظين أعني العرش و الكرسي، أو أنه مطروح كالرواية المنسوبة إلى زينب العطارة.

 

و في تفسير العياشي، عن علي (عليه السلام) قال: إن السماء و الأرض و ما بينهما من خلق مخلوق في جوف الكرسي، و له أربعة أملاك يحملونه بأمر الله، أقول: و رواه الصدوق عن الأصبغ بن نباتة عنه (عليه السلام)، و لم يرو عنهم (عليهم السلام) للكرسي حملة إلا في هذه الرواية، بل الأخبار إنما تثبت الحملة للعرش وفقا لكتاب الله تعالى كما قال: «الذين يحملون العرش و من حوله الآية:» المؤمن - 7، و قال تعالى، «و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية:» الحاقة - 17، و يمكن أن يصحح الخبر بأن الكرسي - كما سيجيء بيانه - يتحد مع العرش بوجه اتحاد ظاهر الشيء بباطنه.

 

و بذلك يصح عد حملة أحدهما حملة للآخر.

 

أنتهى ما نقلته من تفسير الميزان للسيد الطبطبائي

 

أنتظر تعليقاتكم و مداخلاتهم القيمة

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم ( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) ) صدق الله العلي العظيم

 

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

 

أخوتي و أخواتي ، لطالما شدني موضوع الحديث عن الكون و ما تحيط حوله من تساؤلات قد يصعب بلوغ منتهى إجابتها ، و قد لا ينبغي تلمس بعض الإجابات إستناداً إلى مادية العلم المعرفي للكون بل بالولوج إلى آفاق أخرى معرفية أخرى تمهد لبلوغ كشف الإسرار المحيطة به ، فالكون عندما نقول بأن له حد محدود و أمد معدود فهو مخلوق و لا بد لكل مخلوق من بداية و نهاية ، و لكن هل و صل الكون بما نحن فيه على مشارف حده الذي لا يتعداه و بالتالي فإن توقفه عن الإتساع وارد أو أنه قد يتجاوز الحد الأقصى الذي يحيطه و يحتويه من جميع الجهات ؟ سؤال أتركه لكم

و بالنسبة إلى وجود مكان و زمان آخر بعد حدود الكون ؟ فإنني أرى بأن ما بعد الكون من حدود و ليس للكون من مكان مادي بل هو مكان مجرد غير مادي و لما أقرأ آية الكرسي العظيمة فهي تشير الكرسي وسع السماوات و الأرض ، فلذا فالسماوات و الأرض في الكرسي غير أن هذا الكرسي في العرش و هو الحلقة في الفلاة بالنسبة للعرش ( و الفلاة هي الصحراء فلكم أن تتخيلوا عظيم خلق الله تعالى ) و أشير هنا إلى تفسير الميزان للسيد الطبطبائي في شأن آية الكرسي إذ يقول :قوله تعالى: وسع كرسيه السموات و الأرض، الكرسي معروف و سمي به لتراكم بعض أجزائه بالصناعة على بعض، و ربما كني بالكرسي عن الملك فيقال كرسي الملك، و يراد منطقة نفوذه و متسع قدرته.

 

و كيف كان فالجمل السابقة على هذه الجملة أعني قوله: له ما في السموات و ما في الأرض «إلخ»، تفيد أن المراد بسعة الكرسي إحاطة مقام السلطنة الإلهية، فيتعين للكرسي من المعنى: أنه المقام الربوبي الذي يقوم به ما في السماوات و الأرض من حيث إنها مملوكة مدبرة معلومة، فهو من مراتب العلم، و يتعين للسعة من المعنى: أنها حفظ كل شيء مما في السماوات و الأرض بذاته و آثاره، و لذلك ذيله بقوله: و لا يؤوده حفظهما.

 

و في أمالي الشيخ، بإسناده عن أبي أمامة الباهلي: أنه سمع علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: ما أرى رجلا أدرك عقله الإسلام أو ولد في الإسلام يبيت ليلة سوادها. قلت: و ما سوادها؟ قال: جميعها حتى يقرأ هذه الآية: الله لا إله إلا هو - الحي القيوم فقرأ الآية إلى قوله: و لا يؤوده حفظهما - و هو العلي العظيم. قال: فلو تعلمون ما هي أو قال: ما فيها ما تركتموها على حال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش، و لم يؤتها نبي كان قبلي، قال علي فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله إلا قرأتها، الحديث.

 

أقول: و روي هذا المعنى في الدر المنثور، عن عبيد و ابن أبي شيبة و الدارمي و محمد بن نصر و ابن الضريس عنه (عليه السلام)، و رواه أيضا عن الديلمي عنه (عليه السلام)، و الروايات من طرق الشيعة و أهل السنة في فضلها كثيرة، و قوله (عليه السلام): إن رسول الله قال: أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش، روي في هذا المعنى أيضا في الدر المنثور، عن البخاري في تاريخه، و ابن الضريس عن أنس أن النبي قال: أعطيت آية الكرسي من تحت العرش، فيه إشارة إلى كون الكرسي تحت العرش و محاطا له و سيأتي الكلام في بيانه.

 

و في الكافي، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وسع كرسيه السموات و الأرض، السماوات و الأرض وسعن الكرسي أو الكرسي وسع السماوات و الأرض؟ فقال (عليه السلام): إن كل شيء في الكرسي.

 

أقول: و هذا المعنى مروي عنهم في عدة روايات بما يقرب من هذا السؤال و الجواب و هو بظاهره غريب، إذ لم يرو قراءة كرسيه بالنصب و السماوات و الأرض بالرفع حتى يستصح بها هذا السؤال، و الظاهر أنه مبني على ما يتوهمه الأفهام العامية أن الكرسي جسم مخصوص موضوع فوق السماوات أو السماء السابعة أعني فوق عالم الأجسام منه يصدر أحكام العالم الجسماني، فيكون السماوات و الأرض وسعته إذ كان موضوعا عليها كهيئة الكرسي على الأرض، فيكون معنى السؤال أن الأنسب أن السماوات و الأرض وسعت الكرسي فما معنى سعته لها؟، و قد قيل بنظير ذلك في خصوص العرش فأجيب بأن الوسعة من غير سنخ سعة بعض الأجسام لبعض... و في المعاني، عن حفص بن الغياث قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وسع كرسيه السموات و الأرض، قال: علمه.

 

و فيه، أيضا عنه (عليه السلام): في الآية: السموات و الأرض و ما بينهما في الكرسي، و العرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره.

 

أقول: و يظهر من الروايتين: أن الكرسي من مراتب علمه تعالى كما مر استظهاره، و في معناهما روايات أخرى.

 

و كذا يظهر منهما و مما سيجيء: أن في الوجود مرتبة من العلم غير محدودة أعني أن فوق هذا العالم الذي نحن من أجزائها عالما آخر موجوداتها أمور غير محدودة في وجودها بهذه الحدود الجسمانية، و التعينات الوجودية التي لوجوداتنا، و هي في عين أنها غير محدودة معلومة لله سبحانه أي أن وجودها عين العلم، كما أن الموجودات المحدودة التي في الوجود معلومة لله سبحانه في مرتبة وجودها أي أن وجودها نفس علمه تعالى بها و حضورها عنده، و لعلنا نوفق لبيان هذا العلم المسمى بالعلم الفعلي فيما سيأتي من قوله تعالى: «و ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض:» يونس - 61.

 

و ما ذكرناه من علم غير محدود هو الذي يرشد إليه قوله (عليه السلام) في الرواية، و العرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره، و من المعلوم أن عدم التقدير و التحديد ليس من حيث كثرة معلومات هذا العلم عددا، لاستحالة وجود عدد غير متناه، و كل عدد يدخل الوجود فهو متناه، لكونه أقل مما يزيد عليه بواحد، و لو كان عدم تناهي العلم أعني العرش لعدم تناهي معلوماته كثرة لكان الكرسي بعض العرش لكونه أيضا علما و إن كان محدودا، بل عدم التناهي و التقدير إنما هو من جهة كمال الوجود أي إن الحدود و القيود الوجودية يوجب التكثر و التميز و التمايز بين موجودات عالمنا المادي، فتوجب انقسام الأنواع بالأصناف و الأفراد، و الأفراد بالحالات، و الإضافات غير موجودة فينطبق على قوله تعالى: «و إن من شيء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم:» الحجر - 21، و سيجيء تمام الكلام فيه إن شاء الله تعالى.

 

 

و هذه الموجودات كما أنها معلومة بعلم غير مقدر أي موجودة في ظرف العلم وجودا غير مقدر كذلك هي معلومة بحدودها، موجودة في ظرف العلم بأقدارها و هذا هو الكرسي على ما يستظهر.

 

و ربما لوح إليه أيضا قوله تعالى فيها: يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم، حيث جعل المعلوم: ما بين أيديهم و ما خلفهم، و هما أعني ما بين الأيدي و ما هو خلف غير مجتمع الوجود في هذا العالم المادي، فهناك مقام يجتمع فيه جميع المتفرقات الزمانية و نحوها، و ليست هذه الوجودات وجودات غير متناهية الكمال غير محدودة و لا مقدرة و إلا لم يصح الاستثناء من الإحاطة في قوله تعالى: و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، فلا محالة هو مقام يمكن لهم الإحاطة ببعض ما فيه، فهو مرحلة العلم بالمحدودات و المقدرات من حيث هي محدودة مقدرة و الله أعلم.

 

و في التوحيد، عن حنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش و الكرسي فقال (عليه السلام) إن للعرش صفات كثيرة مختلفة له في كل سبب و صنع في القرآن صفة على حدة، فقوله: رب العرش العظيم يقول: رب الملك العظيم، و قوله: الرحمن على العرش استوى، يقول: على الملك احتوى، و هذا علم الكيفوفية في الأشياء، ثم العرش في الوصل مفرد عن الكرسي، لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، و هما جميعا غيبان، و هما في الغيب مقرونان، لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع و منه الأشياء كلها، و العرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف و الكون و القدر و الحد و المشية و صفة الإرادة و علم الألفاظ و الحركات و الترك و علم العود و البدء، فهما في العلم بابان مقرونان، لأن ملك العرش سوى ملك الكرسي، و علمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: رب العرش العظيم، أي صفته أعظم من صفة الكرسي، و هما في ذلك مقرونان: قلت: جعلت فداك فلم صار في الفضل جار الكرسي، قال (عليه السلام): إنه صار جارها لأن علم الكيفوفية فيه و فيه، الظاهر من أبواب البداء و إنيتها و حد رتقها و فتقها، فهذان جاران أحدهما حمل صاحبه في الظرف، و بمثل صرف العلماء، و ليستدلوا على صدق دعواهما لأنه يختص برحمته من يشاء و هو القوي العزيز.

 

أقول: قوله (عليه السلام): لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب، قد عرفت الوجه فيه إجمالا، فمرتبة العلم المقدر المحدود أقرب إلى عالمنا الجسماني المقدر المحدود مما لا قدر له و لا حد، و سيجيء شرح فقرات الرواية في الكلام على قوله تعالى: «إن ربكم الله الذي خلق السموات:» الأعراف - 54، و قوله (عليه السلام): و بمثل صرف العلماء، إشارة إلى أن هذه الألفاظ من العرش و الكرسي و نظائرها أمثال مصرفة مضروبة للناس و ما يعقلها إلا العالمون.

 

و في الإحتجاج، عن الصادق (عليه السلام): في حديث: كل شيء خلق الله في جوف الكرسي خلا عرشه فإنه أعظم من أن يحيط به الكرسي.

 

أقول: و قد تقدم توضيح معناه، و هو الموافق لسائر الروايات، فما وقع في بعض الأخبار أن العرش هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه و رسله، و الكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا كما رواه الصدوق عن المفضل عن الصادق (عليه السلام) كأنه من وهم الراوي بتبديل موضعي اللفظين أعني العرش و الكرسي، أو أنه مطروح كالرواية المنسوبة إلى زينب العطارة.

 

و في تفسير العياشي، عن علي (عليه السلام) قال: إن السماء و الأرض و ما بينهما من خلق مخلوق في جوف الكرسي، و له أربعة أملاك يحملونه بأمر الله، أقول: و رواه الصدوق عن الأصبغ بن نباتة عنه (عليه السلام)، و لم يرو عنهم (عليهم السلام) للكرسي حملة إلا في هذه الرواية، بل الأخبار إنما تثبت الحملة للعرش وفقا لكتاب الله تعالى كما قال: «الذين يحملون العرش و من حوله الآية:» المؤمن - 7، و قال تعالى، «و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية:» الحاقة - 17، و يمكن أن يصحح الخبر بأن الكرسي - كما سيجيء بيانه - يتحد مع العرش بوجه اتحاد ظاهر الشيء بباطنه.

 

و بذلك يصح عد حملة أحدهما حملة للآخر.

 

أنتهى ما نقلته من تفسير الميزان للسيد الطبطبائي

 

أنتظر تعليقاتكم و مداخلاتهم القيمة

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم لقد قرأت حادثة لنبي الله موسى p2.gif عندما كلم المولى جل وعلا قال يارب انت قلت للسموات والارض أتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طاعين فلو رفضت السموات والارض ان يأتياك طوعا ماذا كنت تفعل يالهي قال امر دابة من دوابي تبتلعهما قال واين تلك الدبة ياسيدي ومولاي قال في مرج من مروجي فانظروا الى عظمة الخالق سبحانه عما يصفون

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now
Sign in to follow this  

×