Jump to content
ماجد طه

حق إمتلاك التكنولوجيا النووية

Recommended Posts

حق إمتلاك التكنولوجيا النووية

 

إن دخو ل البشرية في القرن الحادي والعشرين عبر بوابة التقدم التقني وتكنولوجيا الإتصالات هي أهم مايميز هذا القرن لكن الفاصل الحقيقي بين هاتين الحقبتين يجب أن يتحدد بحدث مشهود يترك أثراً دائماً , لذلك أعتقد أن التفجيرات النووية الهنديةفي أيار 1989 و التي ردت عليها الباكستان رداً شجاعاً أذهل العــالم , هو الحدث الذي يمكن أن نتخذه حداً فاصلاً بين قرنين , ولا شك أن هذا الحدث سيترك أثراً مشهوداً في القرن الحادي والعشرين بل ربما في القرون التالية وليس ذلك غريباً إذا قلنا أن التاريخ يعيد نفسه أحيانــاً .

 

فإكتشاف النشاط الإشعاعي قد تم في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر, وكان هذا الإكتشاف أول خطوة نحو الإنطلاق إلى عـــــالم نواة الذرة وإطلاق الطاقة الهائلة الكامنة فيها وكان لهذا الإكتشاف أكبر الأثر على البشرية خلال القرن العشرين وخاصة في الحرب العالمية الثانية و مأساة هيروشيما و ناغازاكي .

 

وقد أثارت التفجيرات النووية الهندية والبــاكستانية ردود أفعال كثيرة على المستوى العـــــــالمي , فقد كشفت العيوب الخطيرة لمعاهدة الحظر النووي , وبينت فداحة الظلم الواقع على الدول النامية ودول العلم الثـــــــالث التي لا يسمح لها بإمتلاك قدرات نووية , والمثال الإيراني واضح تماماً .

 

ولا شك أن معظم دول العـــــــالم ستعيد النظر في سياستها النووية وفي نظرتها لما يسمى النظام العالمي الجديد الذي يتحكم فيه قطب واحد ظالم لا يوجد من يردعه , وذلك في ظل الحقـــائق التي كشفتها تلك التفجيرات ومن أهمها :

 

1- لم تعد المخابرات الأمريكية ذلك المارد الذي يخيف كل من يريد أن ينـجز شيئاً يخرج فيه عما تخططه له الولايات المتحدة الأمريكية , فقد قامت الهند بالإعداد لخمسة تفجيرات نووية على مدى ثـــلاثة أيام بينما كانت تكنولوجيا التجسس الأمريكية تغط في سبات عميق , وبالمقابل ومن قاعدة أن من أراد أن يســـــتعد للدفاع عن نفسه فلا يخشى المخابرات الأمريكية فكان لذلك الرد النووي الباكستاني بتنفيذ خمسة تفجيرات نووية.

 

2- إن التكنولوجيا النووية السلمية لا تختلف كثيراً عن التكنولوجيـا النـــووية العسكرية , فالفرق بينهما بسيط وهناك تعبير مهذب يغلفه الغموض يستخدم في هذا المجال ويتوافق مع المادة / 4 و 5 / من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وهي ( تنمية القدرات النــــووية للدول ) الذي يصلح لمواجهة ســياســـة الولايات المتحدة الأمريكية ضد بعض الدول مثل كوريا الشمالية و إيران , اللتان تعملان على تأمين شعوبهما ضد المخاطر النووية التي تهددهما مباشرة استناداً إلى معيار ( محور الشر ) الأمريكي وفي ظل إزدواجية المعايير السائدة في مجمل العلاقات الدولية .

 

3- إن تنمية القدرات النـــــــــــووية للدول ليست بالأمر العسير , ولكنها تتطلب فقط العزم والإصرار والعمل الدؤوب وما حصل في الباكستان والأرجنتين وما يحصل الآن في إيران لدليل واضح على ذلك .

 

4- إن ســـياسة توازن الرعب النووي المستخدم في ظل عقود الحرب الباردة التي انقضت ظاهرياً في أواخر القرن الماضي أســــهمت إلى حد كبير في منع المواجهة النـــــووية , وهو حالياً الضمان الوحيد لمواجهة الطغيان الأمريكي والعالم الغربي عموماً والنزعات العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني , طالمــا أن هذه الأخيرة لديها ومنذ عام 1955 مفاعلات نووية قد أنتجت حتى الآن ما يزيد عن 200 رأس حربي نووي وما قد جرى الإفصاح عنه مؤخرا على لسان المسؤولين الإسرائيليين لبرهان دامغ لما يتم الإعداد له في هذا المضمار .

 

5- علاوة على ذلك فإن امتلاك الدول للتقانة النووية وما يتضمنه من استغلال للطاقة النووية في شتى نواحي الصناعة لأغراض سلمية , ليعتبر معياراً هاماً من معايير التقدم العلمي والتقني والحضاري لشعوب هذه الدول

 

 

ـ تطور استخدام المفاعلات النووية في العالم :

 

إن أول مفاعل نووي قد تم تشغيله لتوليد الكهرباء في الاتحاد السوفيتي في حزيران 1954 بقدرة خمسة ميغاوات , وكان من طراز مفاعلات الماء والغرافيت , وتلت ذلك بريطانيا في تشرين أول 1956 بمفاعلات التبريد بالغاز , ثم لحقت أمريكا بالركب في كانون الثاني 1957 بمفاعلات الماء المضغوط .

 

وتوالى بعد ذلك إنشاء مفاعلات توليد الكهرباء في الدول المختلفة حتى وصل عدد المفاعلات النووية في العالم في أواخر عام 1992 , 424 مفاعلاً عاملاً في 31 دولة , وذلك بعد أن تم إغلاق 62 مفاعل بعد انتهاء عمرها الإفتراضي , بينما كان يتم تشييد 72 مفاعلاً جديداً , منها 42 مفاعل ماء مضغوط و13 مفاعل ماء ثقيل .

 

وبالمقارنة نجد أن مفاعلات الماء المضغوط تحتل مكان الصدارة بوجود 239 مفاعلاً منها 183 في ست دول فقط , هي أمريكا 72 مفاعل , فرنسا 53 مفاعل , اليابان 20 مفاعل , روسيا 12 مفاعل , أوكرانيا 14 مفاعل وتأتي في المرتبة الثانية مفاعلات الماء المغلي وهي عبارة عن 89 مفاعل يتركز معظمها في اليابان وأمريكا .

 

وإذا ما حسبنا ما قدمته الطاقة النووية من إنتاج الكهرباء في العالم وفقاً لمعلومات الوكالة الدولية للطاقة الذرية , فقد تم في نهاية عام 1989 بلغت نسبة الكهرباء المتولدة في المفاعلات النووية 16 % من إنتاج الكهرباء في العالم وفي عام 1990 تم ربط 426 مفاعلاً نووياً ذات استطاعات توليد صافية قدرها 318 غيغاوات ساعي بشبكات الكهرباء العالمية , مع العلم بأن كل 1000 ميغاوات ساعي = 1 غيغاوات ساعي يكفي حاجة 500000 بيت .

 

وإذا ما نظرنا إلى مقارنة الوقود اللازم للمحطات الحرارية التي تعمل بالفيول ( مشتقات النفط ) والمحطات النووية في حالة محطة قدرتها المركبة 1000 ميغاوات وتعمل بنسبة 75 % لمدة عام وتنتج حوالي 6.6 تيراوات ساعي ( 1 تيرا = 1 ترليون = 1000 مليار ) وهي بالتقريب احتياج مدينة باريس لمدة عام نجد :

 

ـ إذا كان مفاعلاً نووياً فإنه يحتاج إلى 27 طناً من اليورانيوم منخفض التخصيب سنوياً ولا يحتاج نقله لأكثر من عدة نقلات من شاحنة عادية , ويمكن الحصول عليه من حوالي 160 طناً يورانيوم طبيعي .

 

ـ تحتاج المحطة التي تعمل بالفحم الحجري إلى حوالي 2.5 مليون طن من الفحم سنوياً ويستلزم نقلها استخدام خمسة قطارات شحن يومياً ينقل كل قطار 1400 طن , وما يستتبع ذلك من التلوث أثناء التحميل والنقل والتخزين

 

ـ تحتاج المحطة التي تعمل بالبترول إلى 2 مليون طن من زيت الوقود سنوياً ويتطلب نقلها لـ 10 ناقلات عملاقة وما يستتبع ذلك من تلوث أيضاً .

 

أما عن النفايات المتخلفة عن نفس المفاعل النووي سنوياً فهي :

 

ـ 27 طناً وقود مستنفذ يمكن ضغطها في حوالي 3 متر مكعب بعد معالجتها وتحويلها إلى مواد زجاجية .

 

ـ 310 طناً مخلفات متوسطة الإشعاع .

 

ـ 460 طناً مخلفات منخفضة الإشعاع .

 

ـ بعض الفلزات ذات الإشعاع المنخفض التي تطلق في المداخن بعد معالجتها حسب قواعد الأمان الإشعاعي .

 

ـ نفايات مناجم اليورانيوم ومصانع التخصيب وهي أقل من ناحية الحجم من النفايات المتخلفة من استخراج الفحم بالنسبة لنفس كمية الكهرباء المنتجة .

 

أما النفايات المتخلفة عن محطة تعمل بالفحم فهي :

 

ـ 6.5 مليون طن ثاني أكسيد الكربون

 

ـ 44 ألف طن ثاني أكسيد الكبريت

 

ـ 22 ألف طن أكاسيد نتروجين

 

ـ 320 ألف طن رماد فيها حوالي 400 طن فلزات ثقيلة سامة مثل الزرنيخ والرصاص والكادميوم والزئبق .

 

وبالنظر إلى كل ماسبق لماذا لايتم الحديث جديأ في الإستفادة من الطاقة النووية وإمتلاك التكنولوجيا النووية عربياً , طبعا للأغراض السلمية ؟

 

بعض واحدات الطاقة المستخدمة :

 

1 ـ الحريرة calory = 4.184 جول joul

 

2 ـ ميغا إلكترون فولت Mev = 1000000 ev

 

3ـ ميغا وات ساعي = مليون وات ساعي

 

4ـ غيغا وات ساعي = مليار وات ساعي

 

5ـ تيرا وات ساعي = ترليون وات ساعي = 1000 مليار وات ساعي

 

6ـ 1 كيلو وات ساعي = 1000 وات ساعي

 

7ـ 1كيلو وات ساعي = 1.3428 حصان

 

10 ـ 1كيلو وات ساعي = 360000 جول = 360 كيلو جول = 859.845 كيلو حريرة

 

 

email=www.majid@mail2night.com

 

 

 

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×