Jump to content
الشمـوخ

LHC - Collider Hadron Large و لغز الانفجار الكبير

Recommended Posts

سمعتُ مؤخراً عن هذا المشروع الضخم و قرأتُ تعليقات حوله .. بعضها يشوبها الحذر و التخوّفات ... حاولت أن أقرأ أكثر وأرى بعض الأفلام حوله في اليوتيوب لعلني أفهم أكثر "مدى خطورته" إلاّ أنني لم أصل إلى "معلومات واضحة ومحددة لمدى المخاطرة" في هذا المشروع!

 

ففضلّت أن أجمع كل ما وجدته حول هذه التجربة لتكون بين يديكم لعلّ بعضكم يمكنهم إثراء الموضوع بتعليقات مفيدة و أكثر توضيحاً .. علماً بأنني بحثت عن الموضوع في المنتدى لئلاّ يكون "مكرراً" ! فلم أجد حوله أية معلومة ...

 

سأضيف ما لديّ حوله بدءاً من المشاركة القادمة ،،،

 

 

وأشكر "مقدماً" كل من سيساهم معي في إنشاء هذا الملف العلمي

Share this post


Link to post
Share on other sites

بهدف تشغيل أكبر مسرع لتصادم الجسيمات العلماء يقتربون من اكتشاف لغز كتلة المادة

 

2008-05-02

 

هشام حدانة *

 

إن علم الفيزياء سوف يدخل عهداً جديداً مع قرب انطلاق أكبر مسرع للجسيمات أل.أتش.سي (LHC) في منتصف شهر يونيو المقبل، وهو تابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن- CERN) التي تقع على الحدود الفرنسية - السويسرية. وقد أنيطت به مهام جسام وحددت من ضمن أولوياته اكتشاف جسيمات بوزون هيغس (boson Higgs) التي لم تُكتشف بعدُ من قِبَل مجتمع الفيزيائيين رغم أنها رسمت ضمن نظرية النموذج المعياري منذ أكثر من 40 سنة ولم تتح لها الوسائل آنذاك لتقع في شباك مجسات الفيزيائيين الذين يتلهفون لإثباتها مختبرياً.

إن مجرد اكتشافها سوف يخوِّل من فهم سر من أسرار المادة ومحاكاة نشوء الكون ضمن أبرز النظريات التي تفسر منشأه من بداية «انفجار كبير» تمخضت بعده تكوين المجرات والسدم والكواكب وكل ما هو موجود في هذا الكون الواسع.

يعتبر مسرع أل.أتش.سي (LHC - Collider Hadron Large) في أعين مجتمع الفيزيائيين بارقة أمل كبيرة وحديث الساعة ولأنه أكبر وأعقد مسرع للجسيمات شيد ليومنا هذا فإنه سيحاول خوض غمار الغوص في أعماق المادة إلى ما هو أصغر من الذرة لفهم القوى التي تحكم الجسيمات الأولية التي تتكون منها الذرة. ومن هنا محاولة التعرف على نشأة المادة ومما تتكون ومحاولة تفسير نشوء الكون. ولهذا الغرض شُيد هذا المسرع العملاق التي يقع على الحدود الفرنسية- السويسرية والذي يعتبر الوسيلة التي طال انتظارها من مجتمع الفيزيائيين وكل المهتمين بعلم الفلك ونشأة الكون.

يتكون هذا المسرع من أنبوب كبير يُسير بداخله مسارين من البروتون (نواة هيدروجين) باتجاهين معاكسين بعده يحدث ارتطام بينهما حين وصولهما لسرعات قوية تقترب إلى سرعة الضوء في 4 أماكن من هذه الحلقة الضخمة. هنا وفي كهوف تحت الأرض، حيث ركبت أربعة مجسات للجسيمات وهي أطلس (ATLAS)، سي.أم.أس (CMS)، وأليس (ALICE) وأل.أتش.سي.بي (LHCb) المكلفة باستقبال وتحليل الشذرات الناتجة من التصادم المباشر لهذه الصواريخ الصغيرة والدقيقة. إن التصادم يحدث بشدة كبيرة، حيث إن نواة الهيدروجين هذه تكون قد اكتسبت طاقة هائلة ضمن مسارها بمستوى 7000 مليار إلكترون فولت. هذه الوحدة قد تظهر بسيطة لأنها تساوي الطاقة التي تستخدمها البعوضة في أثناء طيرانها، ولكنها تصبح ضخمة إذا ركزت بجسيم متناهي الصغر مثل البروتون. هذه الطاقة تفوق سبع مرات ما توصل إليه مسرع الجسيمات الأميركي تيفاترون (Tevatron) والواقع في ولاية شيكاغو والذي كان الأكبر والأقوى في العالم، والذي يترك مكانه الآن لمجمع ميرين (Meyrin Campus) ولمسرع الارتطام أل.أتش.سي (LHC) بمجساته الضخمة.

تعتبر أطلس (ATLAS) أكبر آلة علمية شُيدت من أجل فيزياء الطاقة العالية، حيث إنها بضخامة مبنى مكون من 7 طوابق، أما المجس (CMS) فإنه يزن أكثر من 12500 طن ما يعادل وزن 45 طائرة إيرباص من طراز A380 العملاقة. في حين يعتبر طوق مسرع الجسيمات الذي يأخذ فيه البروتون مسارا مقوسا بفعل المغناطيس «سوبرا ناقل للكهرباء» الذي يُمكن من تمرير التيار الكهربائي بشرط جعله ضمن درجات حرارة ضئيلة تصل إلى -271.3 درجة مئوية وهي درجة أقل مما هو موجود في الفضاء الخارجي وما بين المجرات.

كل هذا يجعل من الصعب الاندهاش، إذ تعتبر هذه الآلة من أغلى آلات الفيزياء التي شيدت حتى الآن، حيث بلغت تكلفة إنشاء مسرع الجسيمات 3.8 مليار يورو وكذلك إضافية 2.5 مليار يورو للمجسات التي اشتركت في كلفتها مؤسسات ضمن أكثر من 60 دولة ممن سوف يستخدمون مستقبلاً المسرع لإجراء تجاربهم.

ما غرض كل هذه الأموال والتقنية العالية؟ ماذا يتابع أكثر من 9000 باحث من جميع أنحاء العالم؟ سوف يعملون حول مسرع الجسيمات هذا.. إن هدفهم في المقام الأول اكتشاف جسيمات بوزون هيغس، وجسيمات أخرى مثل نيوترالينو (Neutralinos)، حيث باكتشافه يتمكن العلماء من اختبار أحدث النظريات التي شغلت وما زالت تشغل ألباب الباحثين الفيزيائيين ليومنا هذا.

إن نظرية النموذج المعياري استطاعت أن تفسر الكثير من الظواهر الفيزيائية التي تحدث ولكن يؤخذ عليها أنها استخدمت عدة متغيرات ومعظمها عشوائية، وحتى يتوصل العلماء إلى تبسيط المعادلة اقترحوا وجود عالم موازٍ، حيث كل جسيم معروف يرتبط مع آخر موجود وهو شبيه له يسمى «متوازيا جيدا» (supersymetric). في اللحظة الأولى من نشأة الكون، وجزء من الثانية بعد «الانفجار الكبير»، يُعتقد أن الكون كان يحتوي على كثير من الجسيمات الجيّدة وبفعل عدم استقرارها تحولت وانقرضت. حيث لم يبقَ منها سوى نيوترالينو الذي بوجوده يمكن شرح مما تتكون منها «المادة السوداء» أو المادة الناقصة مثلما يسميها عدد من علماء فيزياء الفضاء. هذه المادة تتربع على معظم الكون وهي تظل مختفية على عدسات التليسكوبات وكذلك لا ترسل ولا تستقبل أي إشعاع. فبمحاولة تكوين ظروف ما بعد الانفجار بجزء من الثانية، فإن المسرع يمد جسرا آخر ما بين فيزياء الجسيمات وعلم نشأة الكون (Cosmology).

* مهندس في الكيمياء

 

______---______----_______

\

وللمزيد من المعلومات يمكنكم الذهاب الى موقع lhc او الصفحة الرئيسية وموجود على يوتوب ومشاهدة الصور

 

 

منقول عن جريدة الراي القطرية

Share this post


Link to post
Share on other sites

هناك القلة من الناس التي سمعت عن مركز CERN ( المركز الأوروبي للأبحاث النووية ) و هناك القلة القلة من الناس التي سمعت عن الـ LHC (Large Hadron Collider أو مصادم الجزيئات الضخم ) و قد وجدت من الضرورة الكتابة عن هذا الجهاز الخارق إن صح التعبير نظراً لأهميته العلمية الكبيرة جداً و خاصة بعد أن تردد صداه في السنوات الخمسة المنصرمة.

 

ما هو الـ LHC ؟

 

تعتبر آلة الـLHC الموجودة في مركز CERN ( الموجود في جنيف ) من أضخم آلات العالم على الإطلاق , حيث أنه عبارة عن قناة أو نفق كبير و دائري مغطى من الخارج بالكروم و قطره يزيد على ثمانية كيلومترا ت مع النفق الموجود فيه و طوله يزيد على سبعة و عشرين كيلومتر , فهو يمتد إلى فرنسا !!

 

و مهمته أبسط بكثير!! حيث يتم من خلال هذا النفق الضخم تسريع الجسيمات الدون الذرية بواسطة أدوات وأجزاء مغناطيسية متناوبة في التشغيل و التوقف و بشكل دوراني و سريع حتى تبدأ هذه الجسيمات بالدوران المتكرر و السريع أيضاً , و ممكن أن تصل هذه الجسيمات الدون ذرية إلى سرعات كبيرة جداً ممكن أن تصل إلى 290.000 كيلومتر في الثانية الواحدة ! (قريبة جداً من سرعة الضوء 360.000 كيلومتر في الثانية) , حيث أن العلماء يستطيعون تسريع جسيمين أثنين و قذفهما باتجاه بعضهما بتلك السرعة الهائلة فتدور الجسيمات أكثر من عشرة آلاف دورة قبل أن تتصادم ببعضها مما يؤدي ذلك إلى تفتيت الجسيمين إلى مكوناتهما الأساسية و بالتالي نستطيع النظر إلى مكونات الكون الأولى و الأساسية , حيث أن هذه العملية تعيد استحداث الظروف التي وجدت في بضعة أجزاء من مليون من الثانية بعد الانفجار الكبير ( The Big Bang ) , حينما كانت درجة الحرارة عشرة تريليون درجة .

و هذا الاصطدام يولد طاقة تصل إلى 1150 TeV ( الـ TeV هي وحدة طاقة مستخدمة في الفيزياء الذرية , حيث أن 1 TeV قريبة من الطاقة التي تصدرها حركة بعوضة ) . و المميز جداً بهذه الآلة أنها قادرة على ضغط طاقة في الفراغ أصغر بمليون مليون مرة من البعوضة نفسها !!

 

 

قديماً كان العلماء يحاولون معرفة و استكشاف الإشعاعات الكونية (كأشعة أكس , الأشعة المهبطية , أشعة بيتا و ألفا ) أما الآن فإن العلماء يحاولون اكتشاف من أي مكان جاءت؟ و كيف؟ وما مكوناتها؟ و هل تشترك بنفس المكونات الأساسية ؟

و على عتبة القرن 21 تكثر الأسئلة حول الكون و الكواكب و الذرة و يمكن لـ LHC أن يساعد كثيراً على حل هذه الأسئلة .

و المساعدة الكبرى التي يمكن أن تقدم عن طريق هذه الآلة هي التأكد من صحة النظرية النسبية لآينشتاين و السفر عبر الزمن .

 

 

 

تعريف بمركز CERN للأبحاث :

 

تأسس مركز CERN لأول مرة في عام 1954 في مدينة جنيف السويسرية , حائز على عدة جوائز أهمها جائزة ARS ELECTRONICA للابتكار الثقافي في عصر التكنولوجيا الرقمية , حيث فاز بها السيد ( تيم برنرز لي ) بالتعاون مع CERN و ذلك لاختراعهم شبكة الإنترنت العالمية , حيث أن هناك خطأ كبيرو شائع بأن الأميركيين هم من اخترعوا الإنترنت , ففي الواقع الشبكة انطلقت من هذا المركز على شكل شبكة حاسوبية خاصة بالعاملين فقط داخل المركز لتسهيل عمليات تبادل المعلومات و لكنها اتسعت فيما بعد لتصبح الشبكة الحالية التي نعرفها .

و يضم مبنى الـ CERN مهاجع سكنية للعلماء الثلاثة آلاف الموجودين داخله , فمركز CERN لوحده يضم أكثر من نصف فيزيائي الجسيمات في العالم و من ستين جنسية مختلفة من العالم , و المركز ذو نفوذ و مركز مالي مهم جداً فتكلفة بناء جهاز الـLHC قد تصل إلى بليوني دولار!!!

Share this post


Link to post
Share on other sites
أكبر مصادم للبروتونات (LHC)



تُسخر حاليا سيرن كامل إهتمامها للانتهاء من مشروع أكبر مصادم بين البروتونات ( Large Hadrons Collider, LHC)،حيث يعد هذا المشروع أضخم مشروع حتى الآن والمتعلق بأبحاث الفيزياء الجسيمية.
إن تجربة أكبر مصادم للبروتونات مهمة في معرفة أصل الكون حيث سيتم تعجيل مجموعتين من البروتونات في معجل دائري و باتجاهين مختلفين ليتم فيما بعد صدامهم مع بعض و هذا بعد أن تصل كل من المجموعتين لطاقة تقدر بحوالي 7 تيرا إلكترون فولت لكل مجموعة. و سينتج عن هذا التصادم العديد من الجسيمات الأولية و التي سيتم إكتشافها و تعقبها عن طريق الكواشف .لذا يمكن إعتبار هذا التصادم الرجوع بالزمن للخلف للكشف عن اصل الكون.
سيتم استخدام مغناطيس ذا مجال مغناطيسي ضخم لم يتم استخدام مثله من قبل للحفاظ على المسار الدائري للبروتونات في المعجل، وهذا يتطلب وجود توصيلية عالية جدا جدا أيضا لم يتم بناء مثله قط. و سيتم تشغيل هذا المعجل في درجة حرارة منخفضة جدا تصل إلى 300 درجة تحت درجة حرارة الغرفة. يقع المعجل الخاص بهذه التجربة تحت المنطقة الواقعة فيها مختبرات سيرن في مدينة جنيف.
خمس تجارب بكواشف ضخمة سيتم تشغيلها في نفس وقت التصادم لللتقاط ومتابعة مسارات الجسيمات الناتجة
و التجارب الخمسة هي كالتالي:

A large ToroidalLHCApparatuS(ATLAS)
The Compact MuonSolenoid (CMS)
A Large Ion ColliderExperiments (ALICE)
The Large HadronColliderbeauty experiment (LHCb)
Total cross section, Elastic scattering Measurement (TOTEM)

يوزع العمل في تجربة أكبر مصادم للبروتونات على 144 مؤسسة في 33 دولة مختلفة.حيث تقوم كل مؤسسة على حدة بإعداد بعض التراكيب و المعدات الازمة للتجربة و هذا بدوره يسهل و يسرع العمل على التجربة.
إن الهدف من وراء هذه التجربة هو أكتشاف أصل كتل الجسيمات و سبب اختلاف هذه الجسيمات في كتلها . و أيضا يأمل العلماء من خلال هذه التجربة أن يتمكنوا من توحيد قوى الكون الأربعة في قوة واحدة.

Share this post


Link to post
Share on other sites

"سيرن".. عالم تحت الأرض

 

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/...article03.shtml

 

جاء يوم 29 سبتمبر 2004 ليرجع بالذاكرة 50 عاما للوراء وبالتحديد عام 1954 عندما وقع مندوبون عن 12 دولة أوربية اتفاقية سيرن، والتي أنشئ بموجبها مركز فيزياء الجزيئات التابع للمنظمة الأوربية للأبحاث النووية، ومن ثم اهتمت -هكذا فجأة- وسائل الإعلام بحلول اليوبيل الذهبي لأضخم معمل أبحاث نووي في العالم على الإطلاق.

ليست الضخامة وحدها هي السبب في الاهتمام المفاجئ بهذا الحدث، ولكن ربما يفسر هذا الاهتمام أن المعمل مشيد بأكمله تحت الأرض على الحدود بين فرنسا وسويسرا غرب مدينة جنيف، لكن كلمة ضخم هذه وحدها غير معبرة عن المدى الذي تصل إليه ضخامة هذا المعمل، إذن فلندع الأرقام تتحدث وتصور.

إن النفق الذي يضم هذا المعمل يمتد لمسافة 27 كم وبعمق 100م تحت سطح الأرض، ويعمل فيه بشكل يومي حوالي 3400 عامل، ويشارك في أبحاثه حوالي 6500 عالم ومهندس يمثلون حوالي 80 جنسية مختلفة؛ وهو ما يعني أن المعمل -وحده- يستأثر بنصف علماء فيزياء الجزيئات وتقنييها في العالم، وتبلغ موازنته السنوية حاليا نحو 600 مليون يورو.

ومن الصعب أن تجد هذا العدد الهائل من العلماء الذين قدموا من شتى بقاع الأرض، يعملون في برنامج واضح المعالم ومحدد تحت سقف واحد، كما هو الحال في سيرن الذي يمتلك تاريخا مهما في الأبحاث الفيزيائية حول المادة ومكوناتها من الذرات والجزيئات. ويحاول تحويل النظريات إلى تطبيقات عملية، ويمثل عمله خليطا فريدا بين الفيزياء والفلسفة، وما بينهما من علوم مختلفة.

10/10/2004

هشام سليمان**

 

صورة جوية توضح المساحة التي يقبع تحتها المعمل، وتوضح الحدود الفرنسية السويسرية

 

LHC_arial.JPG

 

سيرن.. الأصل فرنسي

ربما بشكل متقطع وذكر باهت، كلما طرق كاتب موضوعا عن الإنترنت وأصل شبكة المعلومات العالمية أو الويب www، راح يشير إلى معمل يدعى سيرن؛ لأن مبتكرها تيم بيرينز لي الخبير في الكمبيوتر والشبكات الرقمية هو أحد علمائه، ثم ينصرف لبيان أهمية الخطوة التي اعتبرت أساسية في تحول الإنترنت من شبكة يقتصر استخدامها على حفنة من الاختصاصيين، إلى شبكة الويب سهلة الاستعمال، والتي ربطت بين حواسب العالم وانفجرت معها الثورة المعلوماتية.

وعندئذ يكتفي الكاتب بأن سيرن هذه تعني معمل أبحاث الجزيئات الأوربي غير آبه لخطر المعمل، لكن أصلها الفرنسي وهو Conseil Européen pour la Recherche Nucléaire والذي اشتق منه اختصارا اسم المعمل CERN، يكشف عن طبيعته النووية؛ إذ تعني كلماته في النهاية بعد ترجمة متصرفة معمل الأبحاث الأوربي للطبيعة النووية.

لكن الحقيقة أن المجال الأكثر علمية والأقل شهرة في الإعلام من أعمال سيرن يتمثل في كونه أكبر مختبر لفيزياء الذرة على الكرة الأرضية، وولد باعتباره حاضنا لاثنين من أضخم مُعَجّلات الذرات Accelerators دوليا. وتمتد تلك المُعَجّلات التي تعتبر أساسا في تطور الفيزياء الذرية حاليا تحت الأرض، لتربط بين فرنسا وسويسرا!.

البداية

أنهت قنبلتا هيروشيما وناجازاكي الحرب العالمية الثانية ولم يكن العالم ببعيد حينها عن المشهد المأسوي الذي خلفته القنبلتان الذريتان بكل معطياته وتناقضاته، وما زالت صور الدمار ماثلة في الأذهان، ورائحة الموت تزكم الأنوف، وقررت أوربا أن تلقي بظلال الحرب وراء ظهرها وتركز على المستقبل فأنشأت المركز ليقود الأبحاث الحساسة حول الذرة ونواتها، وما تحتويه من طاقة، إضافة إلى التعرف على تركيب الذرة نفسها ومكوناتها وقواها كافة.

وتزامن ظهور سيرن مع ولادة المنظمة الأوربية للأبحاث النووية في جنيف، والتي ضمت نخبة علماء أوربا وحازت دعما من سياسيي أوربا لأنهم خشوا حينها من هجرة تلك الأدمغة إلى أمريكا، وتآزرت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا مع سويسرا و7 دول أوربية أخرى هي بلجيكا والدنمارك واليونان والسويد والنرويج وهولندا ويوغوسلافيا لتأسيس تلك المنظمة التي تشدد على التطبيقات السلمية للطاقة الذرية وضرورة استفادة العالم منها.

لكن الآن ومع بداية القرن الحادي والعشرين، وصل عدد الدول الأوربية المشاركة في سيرن إلى عشرين، بعد انضمام كل من النمسا عام 1959 ثم أسبانيا والبرتغال وفنلندا وبولندا والمجر وجمهوريتي تشيكيا وسلافيا وأخيرا بلغاريا عام 1999.

وشهد المعمل خلال تلك الفترة الزمنية الطويلة نسبيا إضافات مثلت علامات فارقة في مجال البحث العلمي في ذلك المضمار؛ ففي عام 1957 فرغ المركز من إنشاء أول مُعَجّل للجزيئات، وبعد عامين ظهر أول مُعَجّل أوربي للبروتونات. وبعد 12 عاما أخرى شيد المركز أول حلقة لتخزين البروتونات. وفي عام 1976 صُنع مُعَجّل فائق السرعة، تطور خلال 5 أعوام ليصبح مُعَجّلاً سريعا للبروتونات والأجسام المضادة لها.

ومع نهاية القرن العشرين، بنُي أكبر معجل للإلكترونات والبروترونات في العالم. ويستعد المركز حاليا لتشغيل أكبر معجل نووي في التاريخ ويدعى جهاز الصدم هاردون الهائل أوLarge Hardon Collider LHC والذي سيحول جميع ما سبقه من أجهزة إلى مخلفات الفيزياء الأثرية.

ليس الذي ذكرنا يمثل كل الإضافات والتجديدات التي حدثت للمعمل، فنحن نتكلم عن 27كم تحت الأرض هي عصارة العلم البشري، وخلاصة ما وصلت إليه التقنيات الحديثة، ولكن الحديث عنها كلها لا يتسع له المجال، ولنقف الآن على أهم مشاريع المعمل وما يكتنفه من غموض.

 

 

لغز الكون والانفجار العظيم

 

ph07-1.jpg

 

يهدف الجهاز الأخير LHC إلى محاكاة نظرية الانفجار العظيم حول نشأة الكون، ومن المقرر أن يكون جاهزا للعمل بحلول عام 2007. وتبلغ تكلفة إقامة الجهاز الكبير 2.4 مليار دولار!.

فعندما يصبح المسرِّع جاهزا، وتجرى به التجارب ستتصادم الجزيئات ببعضها البعض بسرعة تقل قليلا عن سرعة الضوء.

ففي مدار محيطه 27 كيلومترا، ستتسابق البروتونات بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلم. وتبلغ الطاقة التي ستتعرض لها 7 تيرا إليكترون فولت TeV (مليون مليون)، قبل أن تتعرض لشعاع من البروتونات لإجبارها على التلاحم أو الاندماج.

وينتج عن هذا كله 800 مليون تصادم بين الجزيئات في الثانية الواحدة، وكل واحد من هذا التصادم يقود إلى انشطار آلاف الأجزاء من الجزيئات، والتي يتم تسجيلها ورصدها تمهيدًا للتعرف عليها.

 

محاولة لفك الطلسم

 

إن حل بعض ألغاز الكون من خلال إعادة إحداث الانفجار العظيم -النظرية العلمية التي تتحدث عن بداية تكون عالمنا الفسيح- هو الشغل الشاغل لعلماء المركز، ولكن التجارب التي يجريها علماء سيرن تشكل لغزا بالمستوى ذاته للكثير ممن يعيشون في كل من فرنسا وسويسرا فوق هذا النفق الدائري الذي يبلغ طوله 27 كيلومترا.

ففي محاولة لتعريف السكان المحليين بنشاطاته وللاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء سيرن، نظم المختبر يوما مفتوحا للجمهور في أول أكتوبر الحالي.

وتقول إيما ساندر، المنظمة الرئيسية لما يوصف بأكبر نشاط للمختبر ينظم للجمهور حتى الآن: "إنه احتفال عيد ميلاد كبير"، وتزعم أنه لولا جهود "سيرن" العلمية على مدى العقود الخمسة الماضية، لكانت الحياة بلا شك اليوم مختلفة على كوكبنا.

 

 

 

أما جيمس جيليس، كبير المتحدثين باسم سيرن فيقول: "لقد أضفنا الكثير إلى المعرفة البشرية عن الكون، هذا هو السبب الذي أنشئ مركزنا لأجله".

ودلل على ذلك بأن من بين الثمار الجانبية الأخرى لأبحاث "سيرن" أجهزة طبية أساسية، مثل جهاز التصوير المقطعي الذي يستخدم في تشخيص الأمراض ومن أخطرها السرطان، وتقنيات أخرى لإنتاج الشرائح الإلكترونية الدقيقة Microchips .

ويقرر جيليس مسألة غاية في الأهمية بقوله: "هناك أهمية متزايدة، من وجهة نظر تمويلية، أن ترى الحكومات هذه المنتجات الجانبية"، أما عقول علماء سيرن فإنها تعمل بدافع الرغبة في المعرفة أكثر منه لجني الربح.

والمهم أنه خلال يوم مفتوح آخر سينظم في 16 أكتوبر الحالي سيتمكن الزائرون من إلقاء نظرة على عالم فيزياء الجزيئات عبر 50 موقعا، كل منها يمثل سنة من عمر المركز، معظمها في مقر "سيرن" فوق الأرض في ضواحي جنيف.

وستكون من بين الفرص الجذابة الرئيسية بالنسبة للزائرين، فرصة اكتشاف النفق الضخم المشيد تحت الأرض، والذي تستخدم أربع حجرات فيه لجعل الجزيئات تصطدم ببعضها، في إطار المشروع الهادف لاكتشاف أسرار الانفجار العظيم الذي وقع قبل 12 أو 15 مليار سنة، ويعتقد أنه مصدر تكون عالمنا الذي نعيش فيه، هكذا يعتقد العلماء.

ويقول إيف شوتز الفيزيائي لدى سيرن والمتحدث أيضا باسمه عن الجهاز الجديد الذي ستتم بواسطته التجربة: "يتعين الانتهاء من إنشائه بحلول 2007. عندها سنبدأ في إحداث انفجارات عظيمة (مصغرة)".

 

وأضاف شوتز في تصريحات أدلى بها لمجموعة من الصحفيين نظمت لهم جولة موجزة لواحدة من حجرات تحطيم الذرة في سانت جيني، وهي بلدة صغيرة تقع على الجانب الفرنسي من الحدود مع سويسرا: "نريد أن نتمكن من تقديم تفسير مقنع حول أصل الكون، وأصل المادة".

 

 

الآن فقط تذكرت قول الخالق الباري في محكم التنزيل: {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا}، لماذا؟.. لا أدري.

ثم قفز إلى ذهني قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآَخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

إن الكثيرين فتنوا بالعلم والتكنولوجيا ومنجزاتهما حتى صدق فيهم قول المولى: {كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى. أَن رَّآَهُ اسْتَغْنَى} لعل تجربة كهذه تردهم إلى خالقهم.

مواقع ذات صلة:

  • [*]

Definition of CERN

[*]

Cern

[*]

Particle Physics and Astronomy Research Council

[*]

Dark Matter

[*]

International Linear Collider

Share this post


Link to post
Share on other sites

Share this post


Link to post
Share on other sites

السلام عليكم

 

اشكرك اخي الكريم على هذه المعلومات المذهله عن هذا المشروع المدهش

 

صور المشروع تدل على ضخامته وقوة مابه من معدات واجهزه وكذلك تدل على عقليات اتقنت ذلك

 

اتمنى ان تحقق كل التجارب نجاحاً باهراً ليستفيد منها الاجيال القادمه

 

بإنتظار كل ماهو جديد اخي الكريم

Share this post


Link to post
Share on other sites

جزاك الله خيراً....موضوع أكثر من رائع ....ومجهود جبار

 

بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك

Share this post


Link to post
Share on other sites

أخي الكريم شموخ أرجو أن تشمخ بمعلوماتك كلمة الحق وأرجو منك ومن كل من لديه العلم بتقديم المزيد من المعلومات:

1- عن تفاصيل النترالينو وكيفية تشكيل المادة السوداء في فيزياء الطاقة العالية

2- عن تفاصيل معلومات العلم الحديث عن كيفية عمل بوزون هيغز في توليد الكتلة

3- عن التفاصيل العلمية بأدق دقائقها عن الجسيمات الأولية وكيف للقوى الأربعة أن تتوحد في قوة واحدة او قوتين

4- نظرية الأوتار الفائقة التي تقول بأن كل الجسيمات والقوى الذرية ما هي إلى اهتزاز لأوتار فائقة الصغر تملأ الكون

5- التفاصيل الكاملة عن الجسيمات والقوىوبنيتها والتحول بينها وكيف تتشكل القوى وتتحول من شكل لأخر أو الفرق في بنية الجسيمات عن بعضها البعض

Share this post


Link to post
Share on other sites

أثار النص التالي حفيظتي وأتساءل عن النص المذكور:

""اقترحوا وجود عالم موازٍ، حيث كل جسيم معروف يرتبط مع آخر موجود وهو شبيه له يسمى «متوازيا جيدا» (supersymetric). في اللحظة الأولى من نشأة الكون، وجزء من الثانية بعد «الانفجار الكبير»، يُعتقد أن الكون كان يحتوي على كثير من الجسيمات الجيّدة وبفعل عدم استقرارها تحولت وانقرضت. حيث لم يبقَ منها سوى نيوترالينو الذي بوجوده يمكن شرح مما تتكون منها «المادة السوداء» أو المادة الناقصة مثلما يسميها عدد من علماء فيزياء الفضاء. هذه المادة تتربع على معظم الكون وهي تظل مختفية على عدسات التليسكوبات وكذلك لا ترسل ولا تستقبل أي إشعاع. ""

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×