Jump to content
الزعيم

أسرار وطرائف ومحن في حساب الزمن ..!!!

Recommended Posts

عند المحاولات الأولى للتدوين ، والتي جرت في منطقتنا ، كانت الكتابة " الصورية – المقطعية " هي الخطوة العملاقة التي نقلت البشرية من عالم عصور ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية ، ثم تطورت إلى نمطي الكتابة المسمارية والهيروغليفية اللذين سادا في الشرق القديم لقرون . أما الخطوة الأعظم فهي ابتكار الحروف والأبجدية من قبل الفينيقيين والكنعانيين (1400-1200 ق.م ) ووصف العالم سيروس غوردون هذا الاكتشاف المذهل بـ ” الاكتشاف العرضي غير المقصود “ وذلك في أحد أبحاثه الصادرة في مجلة ” دراسات الشرق الأدنى “ عن علاقة الأبجدية بالتقويم والقيمة العددية للحروف . فعند تحليل أسماء الحروف في العبرية ( وهي لغة مقتبسة من الكنعانية كما نعلم ) نرى أنها أسماء حيوانات ( نون وتعني سمكة ، قوف وتعني قرد ) أو عناصر طبيعية ( ميم وتعني ماء ) أو أجزاء الجسم ( كاف وتعني الكف ، يود وتعني اليد ، عين وتعني العين ، ريش وتعني الرأس ) .. الخ . وعدد أحرف الأبجدية الفينيقية 29-30 حرفا ً. هذا العدد يقابل معدل عدد أيام الشهر القمري ، وهو 29,53 يوماً ( فقد استعمل الفينيقيون التقويم القمري ، واستعمل الإغريق والعبرانيون هذا التقويم أيضاً في البداية ) . ونرى أن الحرف الثلاثين في الأبجدية الفينيقية هو حرف يمكن اعتباره زائداً ، إذ يمكن تعويضه بحرف السين ، وهذا هو الدليل الذي ساقه غوردون على أن الرموز الـ 29-30 (الأبجدية) إنما وضعت للتعبير عن أيام الشهر القمري في بادئ الأمر ، ونسب لكل يوم رمز معين ( تحول لاحقاً إلى شكل الحرف وصوته )، ومن هنا نفهم تعبير غوردون ” بعرضية “ اكتشاف الأبجدية .

واستعمل الإنسان بادئ الأمر تقويماً قمرياً لسهولة متابعة دورة القمر وتمييزها ، وعدد أيام السنة القمرية 354 يوماً . غير أنه لاحظ عدم تطابق السنة القمرية مع تناوب الفصول ، فالسنة القمرية تقل عن السنة الشمسية بحولي 11 يوماً . لهذا عمد إلى إجراء تصحيحات معينة بهدف انطباق التقويم على دورة الفصول .

كان الكلدانيون ضليعين في علم الفلك ، فقد حسبوا مواقع الشمس والكواكب المختلفة ووضعوا لذلك جداول فلكية دقيقة ، وحسبوا قيمة السنة بدقة أربع دقائق ونصف الدقيقة . واستناداً لهذه المعرفة قام الكلدانيون بتعديل السنة القمرية وفق نظام معقد عن طريق إضافة شهر كبيس ثالث عشر سبع مرات كل 19 سنة . والتسعة عشر عاماً هذه تعرف بدورة ميتون التي اكتشفها البابليون وأعاد اليونانيون اكتشافها لاحقاً ، وتعني أن 235 شهراً قمرياً تعادل 19 سنة شمسية . وهذا التعديل يقرب السنة القمرية من السنة الشمسية كثيراً ( الخطأ هو 33 دقيقة تقريباً كل 19 سنة ) . وأخذ العبرانيون هذا النظام الذي يمكن حسابه مقدماً من الكلدانيين في القرن الرابع ق.م . بعد أن كانوا يستعملون سنة قمرية خالصة ، واحتفظوا بهذا النظام إلى اليوم ، وأخذوا أسماء الأشهر الكلدانية – البابلية : طبيتو ، شباطو ، ادارو نيسانو ، ايارو ، سيمانو، تموزو ( أو دموزو ) ، آبو، ألولو ( أو أولولو ) ، تشيرتو ، اراشامنا ، وكانونو (كسليمو أو كسليفو) . وهذ الأشهر بالعبرية : طبيث ، شباط ، ادار ، نيسان (أبيب = الربيع) ، ايار (زيو) ، سيوان ، تموز ، آب ، ألول ، تشري (إيثانيم) ، مرحشنان (بول) ، وكسليف . وأسماء الأشهر هذه أخذها العرب والأتراك أيضاً مع تغيير بسيط ، وقبلهم الأراميون والمسيحيون والسريان والمندائيون . ولدى الصابئة تسمى الأشهر طابيث ، شباط ، آدار ، نيسان ، أيار ، سيوان ، تموز ، آب ، ألول ، تشرين ، مشروان ، وكانون .

وكان لفيضان نهر النيل المنتظم واعتماد النشاط الزراعي في مصر الفرعونية على النيل الأثر الأعظم في تطوير المصريين القدماء لنوع من التقويم الشمسي ، فقد قسموا السنة إلى 12 شهراً ، كل شهر بثلاثين يوماً ، وأضافوا ”شُهيراً“ صغيراً من 5 أيام لتعديل الرقم من 12× 30 = 360 يوماً إلى 365 يوماً ، وهو أقل من السنة الشمسية الفلكية بأقل من ست ساعات . وعرف المصريون القدماء ذلك الفارق ، وحسبوا الدورة التي يعود عندها التطابق بين السنة المصرية والسنة الفلكية ، وهي 1460 عاماً وأسموها دورة سيث ( نسبة إلى نجمة سيريوس وهي الشعرى التي يرتبط ظهورها بفيضان النيل ) .

ومن الغريب أن تكون السنة المندائية مماثلة تماماً للسنة الفرعونية بسبب بعد وطن الصابئة عن مصر الفرعونية ، وتسمى الأيام الخمسة الكبيسة لدى عامة الصابئة بالبنجة ، وهو موعيد عيد الخليقة ، والأسم مأخوذ من الكلمة الفارسية بنج أي خمسة . وانحرف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي المستعمل حاليا بحوالي 193 يوماً ، فقد قابل اليوم الأول من كانون الثاني 1992 يوم 11 تموز حسب التقويم المندائي ، أي أن آخر تعديل جرى على التقويم المندائي حدث العام 1220 ميلادية ، في أواخر أيام الدولة العباسية ، وكما يبدو ، لم يعدل الصابئة تقويمهم منذ ذلك الحين .

 

التقويم القمراني

ويستحق التقويم القمراني ( نسبة إلى قمران حيث وجدت مخطوطات البحر الميت الشهيرة ) وقفة خاصة لغرابته .

استعمل القمرانيون الذين كتبوا لفافات البحر الميت الشهيرة ، تقويماً خاصاً يختلف كثيراً عن التقويم القمري الذي استعمله باقي اليهود . فقد قسموا السنة إلى 52 اسبوعاً ، بذلك تتكون سنة القمرانيين من 364 يوماً ، أي أقل من السنة الشمسية بيوم وربع اليوم . وحسب هذا التقويم قسمت الأشهر الـ 12 إلى 4 فصول من ثلاثة أشهر ، وعدد أيام الشهور الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر 31 يوماً ، أما باقي الأشهر فتتكون من 30 يوماً ، بهذه الطريقة تبدأ السنة بنفس اليوم دائماً يوم الأربعاء ، وكذلك تقع المناسبات الدينية في نفس اليوم من أيام الأسبوع على الدوام ( أموسين ي. د : مخطوطات البحر الميت والجماعة القمرانية الترجمة المجرية 1986 ) .

وهناك اختلاف آخر ، إذ يبدأ يوم القمرانيين بالفجر ( النهار ) وينتهي بالليل ، على العكس من باقي اليهود ، أي أن النهار لديهم يسبق الليل ، ولهذا ارتباط بالفكر الثنائي عندهم ، والتناقض بين الظلام ” حشوخ “ والنور ” اور “ وتفضيل النور على الظلام .

 

تقويم الاسكندر

ويطلق عليه أيضاً التقويم السرياني أو التقويم اليوناني أو تاريخ ذي القرنين ؛ ويبدأ هذا التقويم يوم الإثنين الأول من تشرين الأول (اكتوبر) سنة 312 ق.م ، وهو العام الذي فتح فيه أحد قواد الإسكندر ( وهو سلوقس )مدينة بابل ، وقد اندثر هذا التقويم منذ القرن الـ 17 الميلادي ، ولكن استمرت أسماء الشهور .

وهو متقدم على التاريخ الميلادي 311 سنة وثلاثة أشهر . والسنة في هذا التقويم 12 شهراً مجموع أيامها 365 يوماً للسنة البسيطة و366 يوماً للسنة الكبيسة . وأسماء هذه الشهور هي تشرين الأول ، تشرين الثاني ، كانون الأول ، كانون الثاني ، شباط ، آذار ، نيسان ، أيار ، حزيران ، تموز ، آب ، أيلول . وأول سنة كبيسة في هذا التقويم هي السنة الثالثة وبعدها السابعة وهكذا ...

إن أسماء الشهور السريانية يرجع في أصلها إلى آلهة بابلية في معظمها .

 

التقويم الفارسي

ينسب هذا التقويم ليزد جرد شهريار آخر ملوك آل ساسان بفارس ، ويبدأ يوم الثلاثاء 16 حزيران ( يونية ) سنة 632 يولياني الموافق 22 ربيع الأول سنة 11 هجرية . ويضاف خمسة أيام بين الشهرين الثامن والتاسع . وأسماء الشهور هي : فروردين ، اردي بهشت ، خرداذ ، تير , مرداذ ، شهرير ، مهر ، آبان ، آذر ، دي ، بهمن ، اسفندارنر .

 

التقويم القبطي

هو التقويم الفرعوني أقدم تقويم في الأرض ، إذ يرجع علي الأقل إلي عام 4241 ق م . وقد أتخذ المصري القديم أساس تقويمه نجم الشعري اليمانية المسمى باليونانية سيريون " Seirios " وأسماه بالمصرية "سيدت"، وهو ألمع نجم في السماء ينتمى كوكبه إلي مجموعة الدب الأكبر ويبعد حوالي 8.5 سنة ضوئية عن الأرض وشروقه الاحتراقي علي الأفق الشرقي قبل شروق الشمس وهو يوم وصول فيضان النيل إلي العاصمة "منف"، فحسبوا الفترة بين ظهوره مرتين فوجدوها 365 يوم وربع اليوم ، وقسموها إلي ثلاثة فصول كبيرة وهي :

1 – فصل الفيضان " آخت "

2 – فصل البذور " برت "

3 – فصل الحصاد " شمو "

ثم قسموا السنة إلي 12 شهراً ؛ كل شهر 30 يوما ، ثم أضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع يوم وجعلوها شهرا وأسموه الشهر الصغير أو النسي علي أن يكون عدد أيامه خمسة أيام كل ثلاث سنوات وسميت سنوات بسيطة وإجمالي عدد أيامها 365 يوماً ، وفي السنة الرابعة يكون عدد أيامه ستة أيام وسميت بالسنة الكبيسة وإجمالي عدد أيامها366 يوماً . وكانت بداية السنة لديهم تبدأ مع الاعتدال الخريفي (21 سبتمبر) ؛ لأنه بداية عملهم في الزراعة .

وهذا التقسيم دقيق جدا بالنسبة للسنة الزراعية ، ولهذا السبب أتخذه المصريين للعمل به ولم يتخذوا الشمس أساسا لتقويمهم ، مع أنهم عرفوها منذ القدم وقدسوها ليس فقط ، بل وعبدوها أيضاً "الإله رع" الذي أدخلوا أسمه حتى في تركيب بعض أسماء ملوكهم مثل خفرع ـ ومنقرع ـ ومن كاو رع ـ ورعمسيس " إبن رع ". كذلك في أسماء مدنهم وقراهم مثل القاهرة " كاهي رع " أي أرض رع ـ المطرية أو البطرية أي بيت رع ـ ومدينة رعمسيس في أرض جاسان .

وأسماء الشهور في التقويم القبطي : توت ، بابة ،هتور ، كيهك ، طوبة ، أمشير ، برمهات ، برمودة ، بشنس ، بؤونة ، أبيب ، مسرى .

وأسماء الشهور ارتبطت بآلهتهم ، وهي مستمرة حتى اليوم في التقويم القبطي ، حيث لم يكن للمصريين حادثة يرتبط التقويم بها ، حتى جاء الإمبراطور دقلديانوس في العصر المسيحي وقتل من المسيحيين مقتلة عظيمة ؛ فاتخذ مسيحيو مصر بداية عهده الموافق 284 ميلادية بداية لتقويمهم ؛ وعلى هذا فالتقويم القبطي شمسي في سنواته ، فرعوني في أسماء شهوره ، مسيحي في بدايته .

 

التقويم العبري

هو تقويم شديد التعقيد والغموض لا يحسن حسابه إلا الآحاد من أحبارهم , وهو يبنى على الأسس التالية :

أ - الشهر نوعان قمري ومدني ، وطول الشهر القمري 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و 1/3 3 ثانية ، وطول الشهر المدني 30 يوماً و29 يوماً على التناوب .

ب - السنة في التقويم العبري شمسية . وللتوفيق بين السنة الشمسية والشهور القمرية استخدمت السنوات الكبيسة . والسنة العبرية المدنية على أنواع ستة : سنة بسيطة معتدلة وطولها 354 يوماً ، وسنة بسيطة زائدة وطولها 355 يوماً أو سنة بسيطة ناقصة وطولها 353 يوماً، وسنة كبيسة معتدلة وطولها 384 يوماً، وسنة كبيسة ناقصة وطولها 383 يوماً، وسنة كبيسة زائدة وطولها 385 يوماً.

وقد حدد رجل الدين هيلل (Hillel) مبدأ التاريخ العبري يوم الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 3761 ق.م , وهي سنة الخلق في زعمهم . وأسماء الشهور العبرية هي تشري ، مرحشوان ، كسلو، طبت ، شباط ، آذار، آذار الثاني (وهو شهر كبيس) ، نيسان ، أيار , سيوان ، تموز ، آب ، أيلول .

 

التقويم الروماني

اقتبس الرومان تقويمهم من جيرانهم الألبان ، وجعلوا العام عشرة أشهر فقط في البداية ، وجعلوا بدايته عام 753 وهو عام تأسيس روما ، وكانت الأشهر كما يلي :

1 - مارس نسبة للمريخ وهو إله الحرب الروماني وهو 31 يومًا .

2 - إبريل وهو يرمز للأزهار رمز الإلهة "فينوس" وهو 30 يومًا .

3 - مايو وهو يرمز للإلهة اليونانية "مايا" الخاصة بالخصب والنماء وهو 30 يومًا .

4 - يونيو وهو يرمز للاسم Junius وهو اسم أكبر القبائل الرومانية وهو 30 يومًا .

5 - كونيلس : أي الخامس وهو 31 يوماً .

6 - سكستيلس : أي السادس وهو 30 يومًا .

7 - سبتمبر : أي السابع وهو 30 يومًا .

8 - أكتوبر : أي الثامن وهو 31 يوماً .

9 - نوفمبر : أي التاسع وهو 30 يومًا .

10- ديسمبر : أي العاشروهو 31 يوماً .

وعدد أيام السنة 304 أيام ، ولما في هذا النظام من خلل واضح ؛ تم إدخال عدة تعديلات أهمها :

تعديل نوما Numa Pompilus وهو ثاني أباطرة الرومان ، وقد حكم بين 715 إلى 672 قبل الميلاد واشتملت تعديلاته على الآتي :

1 - أضاف شهرًا قبل مارس سماه يناير ( وهو يرمز إلى الإله "يانوس" إله الشمس عند الرومان وهو حارس أبواب السماء ) .

2 - أضاف شهرًا بعد ديسمبر أسماه فبراير ( وهو يعني الكفارة أو شهر التطهر والتقديس ) .

3 - أضاف شهرًا طوله 22 يومًا أو 23 يومًا مرة كل سنتين .

وفي سنة 452 قام أحد الأباطرة الرومان بجعل شهر فبراير بين يناير ومارس أي في مكانه الحالي ، ولكن الكهنة تلاعبوا بهذا التقويم حتى جاء يولويس قيصر وأدخل تعديلاته ، وكان ذلك بمساعدة فلكي مصري اسمه "سوسيحنيو"، فكانت صورة التقويم كالتالي :

1 - جعل السنة الشمسية هي أساس التقويم .

2 - جعل السنة الكبيسة 366 يومًا والعادية 365 يومًا .

3 - جعل سنة 718 رومانية تساوي 445 يومًا لإعادة ضبط التقويم .

4 - جعل مبدأ التاريخ الروماني أول يناير 709 تبعًا للروماني .

5 - جعل الشهور فردية العدد مثل يناير ومارس 31 يومًا والزوجية 30 يومًا .

6 - جعل شهر فبراير 29 يومًا في السنة العادية و30 يومًا في الكبيسة .

وفي عام 44 ق.م تم إطلاق اسم يوليوس قيصر على الشهر السابع فصار اسمه "يوليو" ، وفي عام 31 ق.م أطلق اسم الإمبراطور إكتافيوس الملقب بأغسطس (أي المهيب) على الشهر الثامن فصار اسمه أغسطس ، وحتى لا يكون في عدد أيامه أقل من سلفة زِيد في أيامه يوم أُخذ من شهر فبراير ، ثم حدث تعديل لعدد أيام كل من سبتمبر ونوفمبر وهي أشهر فردية وجعلها 30 يومًا فقط ، وبذلك انتهى وضع الشهور على ما عليه الآن ، ولكن البداية اختلفت بتعديلين الأول بتقويم أكسيجوس الراهب ( المتوفى عام550 ميلادية )، وقد توصل هذا الراهب إلى رواية من "كليمنت السكندري" مفادها : أن المسيح ولد في 25 ديسمبر من عام 28 لحكم القيصر أغسطس إكتافيوس ، وهذا يساوى سنة 754 رومانية ، وقد أخطأ كل من كليمنت وأكس يجوس دون شك في هذا التحديد لأسباب أهمها أن كليمنت السكندري سجل انتصار إكتافيوس في موقعة إكتيوم 727 رومانية بينما هي 723 رومانية .

على كلٍّ استقر الأمر بهذا التعديل المعروف باسم التقويم اليولياني المسيحي أن جعل بداية السنة الميلادية بيوم البشارة في 25 آذار/ مارس ، وجرى الناس على ذلك فترة ثم وقع الاختيار على الأسبوع الذي يلي تاريخ الميلاد ليكون بداية السنة الجديدة وهو المستقر للآن . أما التعديل الأخير فقد عرف باسم التقويم الجريجوري . ومبدأ الأمر أن التقويم اليولياني استقر على أن السنة تعادل 365 يومًا وربع اليوم ، بينما في الواقع تنقص السنة عن ذلك بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية . ومع توالي السنين بدأ الفرق يتضح ، وقد لاحظ ذلك بطريرك الفاتيكان جريجوري الثالث عشر أن في 325 ميلادية عقد مجمع نيقية في 21 آذار/ مارس أي في يوم الاعتدال الربيعي ، وفي سنة 1582 ميلادية أن المجمع وقع في آذار فاستدعي الراهب كلافيوس لإصلاح التقويم فقام بعملين في آن واحد :

* حسب الفرق بين السنة اليوليانية والسنة الشمسية ، فبلغ ثلاثة أيام كل 400 سنة .

* قرر استقطاع عشرة أيام من سنة 1582 ميلادية ، فجعل يوم الجمعة الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر يساوي الجمعة الخامس عشر من ذات الشهر .

وبذلك ظهر التقويم الجريجوري ، وقد طبقت فرنسا النظام فور صدوره، ثم أخذت به إنجلترا عام 1752، واليابان 1872م ، وأخذت به مصر في عام 1875م ، وفي الصين عام 1912م واليونان سنة 1913م ، وقد تم تطبيقه في سورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق في أيام الاحتلال الإنجليزي والفرنسي ، وتم تطبيقه في الاتحاد السوفيتي عام 1923م ، وفي تركيا عام 1923.

وفي ختام الحديث يجب أن نشير أن الأرمن يعدون يوم 9 تموز/ يوليه عام 553 ميلادية هو بادية لتاريخهم ؛ بسبب عقد مجمع "تيبتين" في تلك السنة ، وهو الذي فصل بين كنيسة الأرمن والكنيسة اليونانية .

 

التقويم العربي

لقد استخدم العرب السنة القمرية وعدد شهورها (12) شهراً ، وجعلوا يومهم يبدأ من غروب الشمس ، ومن ثم يعرف التقويم باسم التقويم الغروبي ، وقسموا يومهم إلى (12) ساعة لليل ومثلها للنهار ، كما قسموا الساعة إلى (15) درجة ، والدرجة إلى (4) دقائق تقريباً وعلى ذلك يختلف التوقيت الغروبي من مدينة إلى أخرى ، كما تختلف المدة الفعلية للساعة مع الأيام بين الصيف والشتاء .

وتستمد أسماء الشهور العربية معانيها إما من الظروف الطبيعية التي تتعرض لها بيئتهم ، أو من أسماء الأفعال التي تتم في كل شهر كما يلي :

• محرم : سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام حرموا القتال فيه .

• صفر : سمي بذلك لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها لخروجهم بحثاً عن الطعام وهرباً من حرّ الصيف .

• ربيع الأول : لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم .

• ربيع الآخر : جاءت تسميته في الربيع أيضاً ، ولا يقال : ربيع ثاني , كي لا توحي بوجود ثالث .

• جمادى الأولى : لأن تسميته جاءت في الشتاء فلزمه ذلك .

• جمادى الآخرة : لأن تسميته جاءت في الشتاء أيضاً ، ولا يقال: ثاني , كي لا توحي بثالث .

• رجب : يقال رجب الشيء أي هابه وعظمه ، لأن العرب كانوا يعظمونه بترك القتال فيه .

• شعبان : لأن العرب كانت تتشعب فيه أي تتفرق للحرب بعد قعودهم في شهر رجب .

• رمضان : يقال رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير الشمس ، وسمي بذلك اشتقاقاً من الرمضاء حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديد الحر .

• شوال : سمي بذلك لأنها في فترة تشولت فيها ألبان الإبل أي نقصت وجف لبنها .

• ذو القعدة : لأن العرب كانت تقعد فيه عنه القتال باعتباره من الأشهر الحرم .

• ذو الحجة : لأن العرب عرفت الحج فيه .

وقد أخذ التقويم القمري الغروبي شكله وهيئته النهائية الحالية منذ سنة 412 م تقريباً ، ولم يكن للعرب قبل الإسلام تقويم خاص بهم ، وإنما اعتمدوا في تاريخهم للأحداث على حوادث تاريخية مشهورة لديهم مثل: بناء الكعبة وحرب الفجار وعام الفيل إلخ .

وقد أقرّ الإسلام على هذا التقويم القمري الغروبي بشكله وهيئته دون تحديد حدث معين يؤرخ به ولا عاماً بعينه ليكون بداية له، وفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب أبو موسى الأشعري – وكان والي البصرة – إلى عمر قائلاً : ( إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ) فجمع عمر الناس يستشيرهم بهذا الأمر فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، وقال بعضهم : أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها ( وكان ذلك للاختلاف حول يوم الميلاد بين 18-21 بصورة قاطعة ) وقد بدأ العمل بالتقويم الهجري في يوم الأربعاء 20 من جمادى الآخرة عام 17 هجرية ، وعلى ذلك يكون أول المحرم سنة 1 للهجرة هو يوم الجمعة 16 تموز/ يوليو سنة 622 ميلادية وسنة 338 قبطية . وأما هيئة التقويم العربي وأسماء الأشهر فقد أخذت هيئتها عام 412م ، وقد انتشر التقويم الهجري في العالم مع الفتوحات الإسلامية ، وعلى أساسه تم ضبط العبادات الإسلامية من زكاة وصيام وحج .

والسر في نقاء التقويم الهجري القمري أنه تقويم رباني كوني قديم ، فكل شيء فيه يتم بحركة كونية ربانية رسم خطاها رب العزة حيث قال: " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ" . والضمير في قوله " قدرناه" يعود على القمر ، فاختاره لنا ربنا جل شأنه للتأريخ والتقويم ، بل حدّد لنا عدد شهوره بقوله سبحانه: " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا " .

وقد وردت بعض أسماء الشهور القمرية وأسماء الأيام في كتاب الله ، كما وردت في السنة النبوية بقية الأسماء التي تداولتها الأمة الإسلامية على مرّ القرون ، وظلت تستخدمه إلى أن جاءت الموجة الاستعمارية وما تبعها من تغريب وفقدان للهوية أدت إلى سقوط الخلافة الإسلامية على يد مصطفى أتاتورك الذي أصدر قراراً بإلغاء التاريخ الهجري واستبداله بالتاريخ الروماني (الميلادي) عام 1344هـ الموافق 1926م .

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم .............السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

شكرا على هذه المحاضرة الممتازة في التقاويم وأنواعها وبارك الله فيك

Share this post


Link to post
Share on other sites

اقدم تقويم في العالم التقويم العراقي البابلي الاشوري نحن الان في سنة 6757 اطال الله في اعماركم . biggrin.gifph34r.gif

Share this post


Link to post
Share on other sites

شكرا لك أخي الكريم الزعيم

 

موضوع جيد

 

تحياتي,,,

Share this post


Link to post
Share on other sites

أشكر الجميع على التشجيع المستمر ..

والذي يتمثل في المرور والتعقيب اللطيف

وأخص أستاذ الجميع ومشرف القسم أ. صالح بخيت ..

ثم صديقاي العزيزين :

حيدر والعراقية

وأتمنى التوفيق للجميع .

Share this post


Link to post
Share on other sites

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

معلومات قيمة واثريت بها وابدعت ،،

 

مجهود طيب ويستحق القراءة مرارا والتمعن فيه ،،

 

شكر الله لك مجهودك الطيب ،،

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا أخي العزيز وفعلا الموضوع مهم ومسلي جدا شخصيا أريد موافقتك اذا ممكن على الاحتفاظ بهذا الموضوع لالقاءه على الطلبة عند التطرق للتقاويم وبارك الله فيك ، اذا كان لديك موقع الكتروني ممكن تضيفه حتى أدرجه كمصدر للمحاضرة (للأمانه العلمية) لو أجعل المنتدى مصدر لها.

Share this post


Link to post
Share on other sites

أهلاً أخي الزعيم...

نسيت تزودنا بتفاصيل و معلومات عن التقويم هـ - ش (تقويم دائرة البروج أو zodiac ) و الذي يبدأ من برج الميزان إلى برج السنبلة(12 شهراً أو برجاً)

إلى ماذا يرجع تاريخه و أصله و حسابه و أسماء شهوره أو بروجه فهو يأخذ نفس عدد أيام السنة الميلادية أي 365 أو 366 يوماً و على ماذا هو مبني؟

و الأن نحن في سنة 1384 هـ - ش

و لماذا تأخذ بروج الربيع و الصيف 31 يوماً و بروج الخريف و الشتاء 30 أو 29 يوماً كما هو الحال في برج الحوت

و مشكور شكراً جزيلاً...

Share this post


Link to post
Share on other sites

 

 

 

 

 

 

 

التقويم االكلداني لعام 2007م

 

Chaldean National Calendar 2007 AD

 

7306-7307 K

 

 

 

من إخراج وتصميم الفنان الكلداني الدولي عامر حنا فتوحي (Amer Hanna Fatuhi) وبدعم عدد من أصحاب الأعمال الكلدان ، صدر مؤخراً عن مؤسسة (Mesopotamia) للفنون والثقافة بالتعاون مع منظمة المركز الثقافي الكلداني في مدينتي ديترويت وفيرنديل ، التقويم القومي الكلداني الجديد لعام 2007م الموافق للعامين 7306-7307 كلدانية . يحتوي التقويم الجديد المنفذ بجمالية عالية وألوان زاهية علاوة على المناسبات القومية للأمة الكلدانية على معلومات قيمة عن تاريخ الكلدان (سكان العراق الأصليين) وحضارتهم ، كما يحتوي التقويم أيضاً على صور فوتوغرافية ومصورات نادرة تعرف بحضارة العراق القديم ، يوزع التقويم الذي طبع منه ما يزيد على خمسة آلاف نسخة مجاناً .

 

 

 

ومن الجدير بالذكر ، أن التقويم القومي الكلداني الجديد لعام 2007م الموافق للعامين 7306-7307 كلدانية ، هو كما أشرنا في وقت سابق من إخراج وتصميم الفنان الكلداني الدولي (عامر فتوحي) ، وقد صدر باللغة الإنكليزية عن مؤسسة (Mesopotamia) للفنون والثقافة بدعم عدد من أصحاب الأعمال الكلدان . يحتوي التقويم الجديد المنفذ بجمالية عالية وألوان زاهية علاوة على المناسبات القومية للأمة الكلدانية على معلومات قيمة عن تاريخ الكلدان (سكان العراق الأصليين) وحضارتهم ، كما يحتوي التقويم أيضاً على رسوم ومصورات نادرة تعرف بحضارة العراق القديم ، يوزع التقويم الذي طبع منه ما يزيد على خمسة آلاف نسخة مجاناً .

 

وموقع عامر حنا فتوحي هو

 

 

www.amerfatuhiart.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Share this post


Link to post
Share on other sites

Create an account or sign in to comment

You need to be a member in order to leave a comment

Create an account

Sign up for a new account in our community. It's easy!

Register a new account

Sign in

Already have an account? Sign in here.

Sign In Now

×